-
زواج ناجح في عالم مضطرببرج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ آذار (مارس)
-
-
زواج ناجح في عالم مضطرب
«البسوا المحبة، فإنها رباط وحدة كامل». — كولوسي ٣:١٤.
١، ٢ (أ) ايّ امر في الجماعة المسيحية يمنح التشجيع؟ (ب) ماذا يلزم ليكون الزواج ناجحا؟
اذا نظرنا حولنا في الجماعة المسيحية، نفرح حين نرى العدد الكبير من رفقاء الزواج الذين بقوا اولياء واحدهم للآخر طوال ١٠، ٢٠، ٣٠ سنة، او حتى اكثر. فقد التصقوا واحدهم بالآخر في السرّاء والضرّاء. — تكوين ٢:٢٤.
٢ لكنَّ معظمهم يعترفون ان زواجهم لا يخلو من الصعوبات. قالت احدى المعلِّقات: «الزيجات السعيدة ليست خالية من المشاكل. فهنالك الاوقات الجميلة والاوقات العصيبة . . . ولكن بطريقة ما . . . لا يزال هؤلاء الاشخاص متزوجين رغم [الاضطراب] السائد في عصرنا». فالزوجان الناجحان هما اللذان تعلّما التغلب على الاضطرابات والازمات المتعذر تجنبها الناتجة عن ضغوط الحياة، وخصوصا اذا كان لديهما اولاد. وقد تعلّما من اختبارهما الخاص ان المحبة الحقيقية «لا تفنى ابدا». — ١ كورنثوس ١٣:٨.
٣ علامَ تدلّ التقارير عن الزواج والطلاق، مما يُنتِج ايّ سؤالَين؟
٣ بالتباين، تنهار ملايين الزيجات حول العالم. يقول احد التقارير: «يُتوقّع ان تنتهي نصف الزيجات في الولايات المتحدة بالطلاق. وسيحدث نصف هذه [الطلاقات] خلال اول ٨,٧ سنوات من الزواج . . . وبين الـ ٧٥ في المئة الذين يتزوجون ثانية، فإن ٦٠ في المئة سيطلّقون مرة اخرى». حتى البلدان التي كانت لديها نِسَب طلاق منخفضة تشهد الآن ارتفاعا في نِسَب الطلاق. ففي اليابان مثلا، تضاعفت تقريبا نسبة الطلاق في السنوات الاخيرة. فما هي بعض الضغوط التي تُنتِج هذا الوضع وتؤثر حتى في افراد الجماعة المسيحية احيانا؟ وماذا يلزم لإنجاح الزواج رغم جهود الشيطان لتقويض هذا الترتيب؟
أشراك يجب الاحتراس منها
٤ ما هي بعض العوامل التي تقوِّض الزواج؟
٤ تساعدنا كلمة اللّٰه على فهم العوامل التي تقوِّض الزواج. لنتأمل مثلا في كلمات الرسول بولس عن الاحوال السائدة في هذه الايام الاخيرة: «في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة. فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، مغرورين، متكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، غير اولياء، بلا حنو، غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق، مفترين، بلا ضبط نفس، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، جامحين، منتفخين بالكبرياء، محبين للملذات دون محبة للّٰه، لهم شكل التعبد للّٰه ولكنهم منكرون قوته. فأعرض عن هؤلاء». — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
٥ لماذا يعرِّض الذي ‹يحب نفسه› زواجه للخطر، وما هي مشورة الكتاب المقدس في هذا الخصوص؟
٥ عندما نحلِّل كلمات بولس، نرى ان عددا من الامور التي ذكرها يساهم في انهيار الزواج. مثلا، ان الاشخاص ‹المحبين لأنفسهم› هم انانيون وينقصهم الاعتبار للآخرين. والازواج والزوجات الذين يحبون نفسهم فقط يكونون مصمّمين على نيل ما يريدون. فهم متصلّبون ويفتقرون الى المرونة. فهل يساهم هذا الموقف في جعل الزواج سعيدا؟ كلا، على الاطلاق. اعطى الرسول بولس مشورة حكيمة للمسيحيين، بمَن فيهم رفقاء الزواج: «غير عاملين شيئا عن نزعة الى الخصام او عن عجب، بل باتضاع عقلي معتبرين ان الآخرين يفوقونكم، غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب، بل أيضا باهتمام شخصي الى تلك التي للآخرين». — فيلبي ٢:٣، ٤.
٦ كيف تقوِّض محبة المال العلاقة الزوجية؟
٦ ومحبة المال يمكن ان تُحدِث شَرخا بين الزوج والزوجة. حذّر بولس: «اما المصمِّمون على ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وشرك وشهوات كثيرة غبية ومؤذية، تغرِّق الناس في الهلاك والدمار. فمحبة المال اصل لكل انواع الاذية، وهي التي مال وراءها البعض فضلّوا عن الايمان وطعنوا انفسهم طعنا بأوجاع كثيرة». (١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) ومن المؤسف ان هذه الكلمات تصحّ في زيجات كثيرة اليوم. فبعض المتزوجين يسعون وراء الغنى، فيهملون حاجات رفقاء زواجهم، بما في ذلك حاجتهم الاساسية الى الدعم العاطفي والرفقة اللصيقة الدائمة.
٧ ايّ سلوك يؤدي احيانا الى الخيانة الزوجية؟
٧ قال بولس ايضا ان البعض في هذه الايام الاخيرة سيكونون «غير اولياء، بلا حنو، غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق». ان نذر الزواج هو وعد جدّي ينبغي ان يؤدي الى رباط دائم، وليس الى الغدر. (ملاخي ٢:١٤-١٦) لكنَّ البعض يُغرَمون بأشخاص ليسوا رفقاء زواجهم. مثلا، هنالك امرأة في ثلاثيناتها تركها زوجها. وهي توضح انه حتى قبل ان يتركها، كان يعامل النساء برقة بالغة ويرفع الكلفة معهن. فلم يكن يميِّز ما هو السلوك الذي لا يليق بالرجل المتزوّج. ورؤية هذه التصرفات كانت تؤلمها. لذلك حاولت تحذيره بلباقة من هذا المسلك الخطر، ولكنه ارتكب الزنى. فهذا الزوج المذنب لم يُرِد ان يصغي الى كل التحذيرات اللطيفة، فاندفع بتهوّر الى الفخّ ووقع فيه. — امثال ٦:٢٧-٢٩.
٨ ايّ امر يؤدي الى الزنى؟
٨ يعطي الكتاب المقدس تحذيرات واضحة بخصوص الزنى. فهو يقول: «اما الزاني بامرأة فناقص القلب؛ لا يفعل ذلك إلا مهلِك نفسه». (امثال ٦:٣٢) عادة، لا يرتكب المرء الزنى فجأة. فقد قال يعقوب ان الخطايا، مثل خطية الزنى، لا تُرتكَب عادة إلا بعد ان يستغرق المرء في التفكير الخاطئ. (يعقوب ١:١٤، ١٥) فالشخص المذنب يتوقف تدريجيا عن الولاء لرفيق زواجه الذي نذر ان يكون مخلصا له مدى الحياة. قال يسوع: «سمعتم انه قيل: ‹لا تزن›. اما انا فأقول لكم ان كل مَن يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه». — متى ٥:٢٧، ٢٨.
٩ اية مشورة حكيمة نجدها في الامثال ٥:١٨-٢٠؟
٩ لذلك فإن المسلك الحكيم والولي لاتّباعه هو الذي يتحدث عنه سفر الامثال: «ليكن منبعك مباركا، وافرح بامرأة شبابك، الايلة المحبوبة والوعلة الفاتنة. ليسكرك ثدياها في كل وقت، ولتأخذك من محبتها نشوة الفرح كل حين. فلِمَ يا ابني تؤخَذ بنشوة من غريبة، او تحتضن اجنبية؟». — امثال ٥:١٨-٢٠.
لا تتسرّع في قرار الزواج
١٠ لماذا من الحكمة ان يصرف المرء الوقت للتعرّف برفيق زواجه المقبل؟
١٠ قد تنشأ المشاكل في الزواج عندما يتسرّع الشخصان في اتِّخاذ هذا القرار. فقد يكونان اصغر من اللازم او تنقصهما الخبرة. او ربما لا يصرفان الوقت ليتعرّفا واحدهما بالآخر: ما يحبانه وما يكرهانه، اهدافهما في الحياة، وخلفيتهما العائلية. فمن الحكمة ان يكون المرء صبورا ويصرف الوقت للتعرّف برفيق زواجه المقبل. لنأخذ على سبيل المثال يعقوب بن اسحاق. فقد اضطر الى العمل لدى حميه المقبل طوال سبع سنوات قبل ان يُسمح له بأن يتزوج راحيل. وكان يعقوب على استعداد لفعل ذلك لأن مشاعره تجاه راحيل كانت مؤسسة على المحبة الحقيقية، وليس على الانجذاب الجسدي. — تكوين ٢٩:٢٠-٣٠.
١١ (أ) ماذا يجمع رباطُ الزواج؟ (ب) لماذا استعمال الكلام بحكمة ضروري في الزواج؟
١١ ليس الزواج علاقة رومنطيقية فقط. فرباط الزواج يجمع بين شخصَين مختلفَين في خلفيتهما، شخصيتهما، تركيبهما العاطفي، وغالبا ثقافتهما. وأحيانا قد ينتمي رفيقا الزواج الى حضارتَين مختلفتَين، او حتى يتكلمان لغتَين مختلفتَين. وأقلّ ما يُقال هو ان الزواج يجمع بين شخصَين لديهما رأيان مختلفان في مسائل شتى. وهذان الشخصان هما رُكْنا الزواج الاساسيان. وقد يكونان انتقاديَّين ومتشكيَين باستمرار او مشجِّعَين وداعمَين واحدهما للآخر. وكلمات المرء قد تجرح رفيق زواجه او تشفيه. فالكلام غير المضبوط يخلق توتّرا كبيرا في الزواج. — امثال ١٢:١٨؛ ١٥:١، ٢؛ ١٦:٢٤؛ ٢١:٩؛ ٣١:٢٦.
١٢، ١٣ اية نظرة واقعية الى الزواج يجب ان يمتلكها المرء؟
١٢ لذلك من الحكمة ان يصرف الشخص الوقت للتعرّف برفيق زواجه المقبل. قالت اخت مسيحية ذات خبرة: «عندما تفكّر في رفيق زواج مقبل، ابحث عن عشرة مطالب اساسية تحب ان يمتلكها هذا الشخص. فإذا وجدت سبعة فقط، فاسأل نفسك: ‹هل انا مستعد للتغاضي عن المطالب الثلاثة التي يفتقر اليها؟ هل استطيع ان اتحمل كل يوم هذه النقائص؟›. وإذا كانت لديك اية شكوك، فتوقف وفكِّر مرة اخرى؟». طبعا، يجب ان تفكر بشكل واقعي. فإذا اردت ان تتزوج، يجب ان تدرك انك لن تجد رفيق زواج كاملا. ولا تنسَ انك انتَ ايضا لست رفيق زواج كاملا. — لوقا ٦:٤١.
١٣ والزواج يتطلب القيام بالتضحيات. وهذا ما شدَّد عليه بولس عندما قال: «اريد ان تكونوا بلا همّ. غير المتزوج همّه ما للرب، كيف يرضي الرب. اما المتزوج فهمّه ما للعالم، كيف يرضي زوجته، وهو منقسم. كذلك المرأة غير المتزوجة، والعذراء، همّها ما للرب، لتكون مقدسة جسدا وروحا معا. اما المتزوجة فهمّها ما للعالم، كيف ترضي زوجها». — ١ كورنثوس ٧:٣٢-٣٤.
لماذا تفشل بعض الزيجات
١٤، ١٥ ماذا يساهم في إضعاف رُبُط الزواج؟
١٤ مؤخرا، أُصيبت امرأة مسيحية بصدمة عاطفية ناجمة عن الطلاق عندما هجرها زوجها بعد ١٢ سنة من الزواج وابتدأ بعلاقة مع امرأة اخرى. فهل لاحظَت اية اعراض تحذيرية قبل الانفصال؟ تجيب قائلة: «لقد وصل الى مرحلة توقف فيها عن الصلاة. وقدّم اعذارا واهية للتغيب عن الاجتماعات المسيحية وعدم الاشتراك في الكرازة. وكان يدّعي انه مشغول او منهَك ولا يستطيع قضاء الوقت معي. فانقطع الحوار بيننا، حتى اننا لم نعُد نناقش الامور الروحية معا. فكم هو مؤسف ان يصل الى هذه الحالة المزرية! فلم يعُد الرجل الذي تزوجته».
١٥ ويلاحظ اشخاص آخرون ايضا اعراضا مماثلة، بما في ذلك الروحيات الضعيفة التي يدلّ عليها إهمال الدرس الشخصي في الكتاب المقدس، التوقف عن الصلاة، او التغيب عن الاجتماعات المسيحية. بكلمات اخرى، فإن اشخاصا كثيرين تركوا رفقاء زواجهم بسبب تدهور علاقتهم باللّٰه. وهذه العلاقة المتدهورة جعلت رؤيتهم الروحية غير واضحة. فيهوه لم يعُد الها حيّا بالنسبة اليهم. والعالم الجديد الموعود به الذي يسكن فيه البرّ لم يعُد امرا حقيقيا في نظرهم. وفي بعض الحالات، حدث هذا الضعف الروحي حتى قبل ان يكون هذا الرفيق غير المخلص على علاقة بشخص خارج نطاق الزواج. — عبرانيين ١٠:٣٨، ٣٩؛ ١١:٦؛ ٢ بطرس ٣:١٣، ١٤.
١٦ ماذا يجعل رُبُط الزواج متينة؟
١٦ بالتباين، يقول زوجان يعيشان حياة سعيدة جدا ان نجاح زواجهما مردّه الى الرباط الروحي المتين بينهما. فهما يصليان ويدرسان معا. يقول الزوج: «نقرأ الكتاب المقدس سويّا، ونذهب الى خدمة الحقل معا. فنحن نتمتع بالقيام بالامور سويّا». وماذا نتعلم من ذلك؟ الدرس واضح: ان المحافظة على علاقة جيدة بيهوه تساهم كثيرا في جعل رُبُط الزواج متينة.
اهمية النظرة الواقعية والحوار
١٧ (أ) ايّ امرَين يساهمان في إنجاح الزواج؟ (ب) كيف يصف بولس المحبة المسيحية؟
١٧ هنالك امران آخران يساهمان في إنجاح الزواج، وهما: المحبة المسيحية والحوار. فعندما يقع شخصان في الحب، يكونان على استعداد لتجاهل واحدهما اخطاء الآخر. وقد يدخلان الزواج بأحلام وردية، ربما بسبب الروايات العاطفية التي يقرآنها او الافلام التي يشاهدانها. ولكنهما بعد فترة يستفيقان من احلامهما ليواجها الواقع. فتبتدئ الاخطاء الصغيرة او الخِصال المزعجة تسبِّب مشاكل كبيرة. في هذه الحال، يجب ان يعرب المسيحيون عن ثمر الروح، بما في ذلك المحبة. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فالمحبة المسيحية، وليس الحب الرومنطيقي، هي الصفة التي تلعب دورا اساسيا في إنجاح الزواج. وقد وصف بولس هذه المحبة المسيحية كما يلي: «المحبة طويلة الاناة ولطيفة. . . . لا تطلب مصلحتها الخاصة، ولا تحتدّ. ولا تحفظ حسابا بالاذية. . . . تصبر على كل شيء، وتصدّق كل شيء، وترجو كل شيء، وتحتمل كل شيء». (١ كورنثوس ١٣:٤-٧) فمن الواضح ان المحبة الاصيلة تحتمل الضعفات البشرية، وهي واقعية لأنها لا تتطلب الكمال. — امثال ١٠:١٢.
١٨ كيف يقوّي الحوار العلاقة بين الزوج والزوجة؟
١٨ والحوار هو امر مهمّ ايضا. فينبغي ان يتحدث الزوجان معا ويصغيا واحدهما الى الآخر مهما طالت فترة زواجهما. يقول احد الازواج: «نحن نعبِّر واحدنا للآخر عن مشاعرنا بحرية، ولكننا نتكلم بلطف». وبالخبرة، يتعلَّم الزوج او الزوجة ان يصغيا لا الى ما يُقال فقط، بل ايضا الى ما لا يُقال. بكلمات اخرى، فيما تمرّ السنون، يتعلم الشخص السعيد في زواجه ان يعرف ما هي افكار ومشاعر رفيق زواجه حتى لو لم يعبِّر عنها. إلا ان بعض الزوجات يتشكَّين ان ازواجهن لا يصغون اليهن فعلا، في حين ان بعض الازواج يتذمرون ان زوجاتهم يرغبن في التحدّث في الاوقات غير المناسبة. لكنَّ الحوار يتطلب التعاطف والتفهم. والحوار الفعّال يجلب الفوائد للزوج والزوجة كليهما. — يعقوب ١:١٩.
١٩ (أ) لماذا الاعتذار امر صعب؟ (ب) ماذا يدفعنا الى الاعتذار؟
١٩ يشمل الحوار احيانا الاعتذار. وهذا ليس دائما بالامر السهل. فاعتراف المرء بأخطائه يتطلب التواضع. لكنه يقوّي اواصر الزواج. فالاعتذار الصادق يزيل السبب لأيّ نزاع قد ينشأ في المستقبل، يمهِّد الطريق للغفران الاصيل، ويحلّ المشكلة. قال بولس: «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إنْ كان لأحد سبب للتشكي من آخر. كما سامحكم يهوه، هكذا افعلوا أنتم أيضا. ولكن مع هذه جميعها، البسوا المحبة، فإنها رباط وحدة كامل». — كولوسي ٣:١٣، ١٤.
٢٠ كيف ينبغي ان يعامل المسيحي رفيق زواجه، سواء كانا وحدهما او في حضور الآخرين؟
٢٠ والامر الآخر المهمّ في الزواج هو الدعم المتبادل. فيجب ان يكون بإمكان الزوج والزوجة المسيحيَّين ان يثقا واحدهما بالآخر، ان يتَّكلا واحدهما على الآخر. ولا يجب ان يجرح الشخص رفيق زواجه او يُضعِف ثقته بنفسه. بل ينبغي ان يمدحه بمحبة ولا ينتقده بقسوة. (امثال ٣١:٢٨ب) ولا شك انه لا يحطّ من قدره بجعله هدفا للسخرية. (كولوسي ٤:٦) ويمكن تقوية الدعم المتبادل هذا بالاعراب عن المودة باستمرار. فاللمسة او الكلمات الرقيقة هي بمثابة القول: «لا ازال احبك وأنا سعيد لأنك معي». خلال هذه المقالة، ناقشنا بعض العوامل التي تؤثر في الزواج وتساهم في نجاحه في عالمنا المضطرب. ولكن هنالك عوامل اخرى ايضا. والمقالة التالية ستعطينا ارشادات اخرى من الاسفار المقدسة تساهم في إنجاح الزواج.a
[الحاشية]
a من اجل معلومات مفصّلة، انظر كتاب سرّ السعادة العائلية، إصدار شهود يهوه.
-
-
إرشادات حكيمة للزوجَينبرج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ آذار (مارس)
-
-
إرشادات حكيمة للزوجَين
«لتخضع الزوجات لأزواجهن كما للرب، ايّها الازواج، كونوا دائما محبين لزوجاتكم». — افسس ٥:٢٢، ٢٥.
١ ما هي النظرة الصائبة الى الزواج؟
الزواج، حسبما وصفه يسوع، هو جمْع اللّٰه لرجل وامرأة في نير واحد ليكونا «جسدا واحدا». (متى ١٩:٥، ٦) فالزوجان يتعلّمان، رغم الاختلاف في شخصيتهما، تنمية اهتمامات مشتركة والعمل معا لتحقيق اهداف مشتركة. والزواج هو ارتباط مدى الحياة، وليس اتفاقية مؤقتة يمكن ان يفسخها المرء متى يشاء. ورغم ان الطلاق سهل في بلدان عديدة، فالمسيحيون يعتبرون الزواج علاقة مقدسة لا يمكن إنهاؤها إلا لسبب واحد وجيه جدا. — متى ١٩:٩.
٢ (أ) اية مساعدة متوفرة للمتزوجين؟ (ب) لماذا من المهم السعي الى إنجاح الزواج؟
٢ قالت احدى مشيرات الزواج: «الزواج الناجح هو سلسلة من التغييرات المستمرة، اذ يواجه فيه الزوجان قضايا جديدة، يعالجان المشاكل التي تنشأ، ويستخدمان المساعَدة المتوفرة لهما في كل مرحلة من الحياة». وفي حالة الزوجَين المسيحيَّين، تشمل هذه المساعَدة المشورة الحكيمة من الكتاب المقدس، دعم الرفقاء المسيحيين، والعلاقة اللصيقة مع يهوه من خلال الصلاة. والزواج الناجح يستمر رغم الصعوبات، وعلى مرّ السنوات يجلب السعادة والاكتفاء للزوج والزوجة كليهما. والاهم هو انه يجلب الاكرام ليهوه اللّٰه، مُنشئ الزواج. — تكوين ٢:١٨، ٢١-٢٤؛ ١ كورنثوس ١٠:٣١؛ افسس ٣:١٥؛ ١ تسالونيكي ٥:١٧.
الاقتداء بيسوع وجماعته
٣ (أ) اية مشورة قدَّمها بولس لرفقاء الزواج؟ (ب) ايّ مثال رائع رسمه يسوع؟
٣ منذ نحو ألفَي سنة، قدّم الرسول بولس مشورة حكيمة لرفقاء الزواج المسيحيين: «كما تخضع الجماعة للمسيح، كذلك لتخضع الزوجات ايضا لأزواجهن في كل شيء. ايّها الازواج، كونوا دائما محبين لزوجاتكم، كما احب المسيح ايضا الجماعة واسلم نفسه لأجلها». (افسس ٥:٢٤، ٢٥) كم هو رائع هذا التشبيه! فالزوجات المسيحيات اللواتي يبقين خاضعات بتواضع لأزواجهن يقتدين بالجماعة في الاعتراف بمبدإ الرئاسة واحترامه. والازواج المؤمنون الذين يستمرون في محبة زوجاتهم، في السرّاء والضرّاء، يُظهِرون انهم يتبعون بدقة مثال المسيح في محبة الجماعة والاهتمام بها.
٤ كيف يمكن للازواج ان يقتدوا بمثال يسوع؟
٤ ان الازواج المسيحيين هم رؤوس عائلاتهم. ولكن هم ايضا لديهم رأس: يسوع. (١ كورنثوس ١١:٣) فكما اعتنى يسوع بجماعته، يعتني الازواج بمحبة بعائلاتهم روحيا وجسديا، حتى لو تطلب ذلك القيام بالتضحيات. فهم يضعون خير عائلاتهم قبل رغباتهم وتفضيلاتهم. قال يسوع: «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا انتم ايضا بهم». (متى ٧:١٢) ينطبق هذا المبدأ بشكل خاص في الزواج. وهذا ما اظهره بولس عندما قال: «يجب على الازواج ان يحبوا زوجاتهم كأجسادهم. . . . فما من احد ابغض جسده قط، بل يقوته ويحنو عليه». (افسس ٥:٢٨، ٢٩) فعلى الرجل ان يقوت زوجته ويحنو عليها تماما كما يقوت جسده ويحنو عليه.
٥ كيف يمكن للزوجات ان يقتدين بالجماعة المسيحية؟
٥ والزوجات التقيّات يعتبرن الجماعة المسيحية نموذجا لهن. فعندما كان يسوع على الارض، ترك أتباعُه طوعا اعمالهم السابقة وتبعوه، وظلوا خاضعين له حتى بعد موته. وعلى مرّ السنوات الـ ٠٠٠,٢ الماضية، بقيت الجماعة المسيحية الحقيقية تخضع ليسوع وتتبع قيادته في كل شيء. على نحو مماثل، لا تزدري الزوجات المسيحيات بأزواجهن ولا يستخففن بمبدإ الاسفار المقدسة للرئاسة ضمن الزواج. بل يدعمن ازواجهن ويخضعن لهم، يتعاونّ معهم، وبذلك يقدِّمن لهم التشجيع. وعندما يتعامل الزوج والزوجة بهذه الطريقة الحبية، لا بد ان يكون زواجهما ناجحا وسعيدا.
«ابقوا ساكنين معهن»
٦ اية مشورة اعطاها بطرس للازواج، ولماذا هي مهمة؟
٦ قدَّم الرسول بطرس ايضا مشورة لرفقاء الزواج، وكانت الكلمات التي وجّهها الى الازواج صريحة جدا. فقد قال: «ابقوا ساكنين مع [زوجاتكم] بحسب المعرفة، معطين النساء كرامة كإناء اضعف، لأنكم وارثون ايضا معهن نعمة الحياة، لئلا تعاق صلواتكم». (١ بطرس ٣:٧) ويمكن ان تُرى جدية مشورة بطرس في الكلمات الاخيرة من هذا العدد. فإذا لم يعطِ الزوج الكرامة لزوجته، تتأثر علاقته بيهوه وتُعاق صلواته.
٧ كيف يعطي الزوج الكرامة لزوجته؟
٧ وكيف يعطي الزوج الكرامة لزوجته؟ بمعاملتها بمحبة واحترام. في ذلك الزمان، كانت هذه المعاملة اللطيفة للزوجة جديدة بالنسبة الى كثيرين. يكتب عالِم باللغة اليونانية: «لم تتمتع المرأة بحقوق الراشدين في ظل القانون الروماني. فبموجب هذا القانون بقيت حقوقها كحقوق الولد. . . . كانت خاضعة تماما لزوجها وتحت رحمته». فما اشدّ التباين بين هذا القانون وبين التعاليم المسيحية! فالزوج المسيحي كان يعطي الكرامة لزوجته. وكان يتعامل معها على اساس المبادئ المسيحية، وليس حسب نزواته الشخصية. وعلاوة على ذلك، كان يراعيها «بحسب المعرفة»، آخذا في الاعتبار انها اناء اضعف.
بأيّ معنى «اناء اضعف»؟
٨، ٩ كيف يكون النساء والرجال متساوين؟
٨ عندما قال بطرس ان المرأة هي «اناء اضعف»، لم يقصد ان النساء اضعف من الرجال على صعيد الروحيات او المقدرات الفكرية. دون شك، كثيرون من الرجال المسيحيين ينالون امتيازات في الجماعة لا يمكن للنساء ان يتوقعن نيلها، والنساء هن خاضعات لأزواجهن. (١ كورنثوس ١٤:٣٥؛ ١ تيموثاوس ٢:١٢) ولكن هنالك امور كثيرة مطلوبة من الرجال والنساء على السواء، امور مثل الايمان، الاحتمال، والمقاييس الادبية السامية. وكما قال بطرس، فإن الزوج والزوجة على السواء ‹يرثان نعمة الحياة›. وفي ما يتعلق بالخلاص، فإن الرجال والنساء متساوون امام يهوه اللّٰه. (غلاطية ٣:٢٨) وبما ان بطرس كان يكتب الى المسيحيين الممسوحين في القرن الاول، فقد ذكّرت كلماته الازواج المسيحيين انه لديهم هم وزوجاتهم الرجاء السماوي نفسه ان يكونوا «شركاء المسيح في الميراث». (روما ٨:١٧) فذات يوم سيخدم الرجال والنساء على السواء ككهنة وملوك في ملكوت اللّٰه السماوي. — رؤيا ٥:١٠.
٩ دون شك، ليست الزوجات المسيحيات الممسوحات ادنى من ازواجهن المسيحيين الممسوحين. ومن حيث المبدأ، ينطبق الامر نفسه على ذوي الرجاء الارضي. فالرجال والنساء على السواء الذين يؤلفون ‹الجمع الكثير› يغسلون حللهم ويبيّضونها بدم الحمل. وهم يشتركون في هتاف تسبيح يهوه حول الارض «نهارا وليلا». (رؤيا ٧:٩، ١٠، ١٤، ١٥) كما انهم يتطلّعون قدُما الى نيل «الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه» عندما يتمتعون «بالحياة الحقيقية». (روما ٨:٢١؛ ١ تيموثاوس ٦:١٩) وجميع المسيحيين، سواء كانوا من الممسوحين او الخراف الاخر، يخدمون يهوه معا ‹كرعية واحدة› برئاسة «راعٍ واحد». (يوحنا ١٠:١٦) أفليس ذلك سببا وجيها لكي يعطي الزوج والزوجة المسيحيان الكرامة الواجبة واحدهما للآخر؟!
١٠ بأيّ معنى تكون النساء «اناء اضعف»؟
١٠ اذًا، كيف تكون النساء «اناء اضعف»؟ ربما كان بطرس يقصد ان النساء عموما هن اصغر حجما من الرجال وأقل قوة منهم. إضافة الى ذلك، فإن الامتياز الرائع الذي تتمتع به النساء ان يحملن ويلدن يؤثر في صحتهن، وذلك بسبب النقص البشري. فالنساء في سن الانجاب يعانين دوريا الاوجاع الجسدية. لذلك هنّ بحاجة الى عناية ومراعاة خصوصيتَين في هذه الاوقات او اثناء الحمل وعند معاناة آلام الولادة. والزوج الذي يعطي الكرامة لزوجته، بمنحها الدعم العاطفي الذي تحتاج اليه، يلعب دورا كبيرا في إنجاح الزواج.
في البيت المنقسم دينيا
١١ بأيّ معنى ينجح الزواج حتى لو كانت لدى الزوج والزوجة اقتناعات دينية مختلفة؟
١١ ولكن ماذا لو كانت لدى رفيقَي الزواج اقتناعات دينية مختلفة لأن احدهما اعتنق الحق المسيحي بعدما تزوّجا والآخر لم يعتنقه؟ هل يمكن ان تنجح زيجات كهذه؟ تدلّ اختبارات كثيرة ان هذا ممكن. وذلك بمعنى ان الزواج يمكن ان يدوم ويجلب السعادة للزوج والزوجة كليهما. إضافة الى ذلك، لا يزال هذا الزواج ساري المفعول في نظر يهوه ولا يزال الزوجان «جسدا واحدا». لذلك يُنصَح الاشخاص المسيحيون ان يبقوا مع رفقاء زواجهم غير المؤمنين اذا كان هؤلاء الرفقاء موافقين. وإذا كان هنالك اولاد، فسيستفيدون من امانة رفيق الزواج المسيحي. — ١ كورنثوس ٧:١٢-١٤.
١٢، ١٣ كيف يمكن للزوجات المسيحيات ان يساعدن ازواجهن باتِّباع مشورة بطرس؟
١٢ يوجِّه بطرس مشورة لطيفة الى النساء المسيحيات اللواتي يعشنَ في بيوت منقسمة دينيا. وتنطبق كلماته ايضا على الازواج المسيحيين الذين يعيشون في وضع مماثل. يكتب بطرس: «ايتها الزوجات، كن خاضعات لأزواجكن، حتى اذا كان منهم مَن لا يطيعون الكلمة، يُربَحون بدون كلمة، من سلوك زوجاتهم، لكونهم شهود عيان لسلوككن العفيف المقرون بالاحترام العميق». — ١ بطرس ٣:١، ٢.
١٣ من الجدير بالمدح ان تشرح الزوجة ايمانها بلباقة لزوجها. ولكن ماذا لو كان يرفض الاصغاء؟ ان للزوج حرية الاختيار في هذا المجال. رغم ذلك، ليس الوضع ميؤوسا منه، لأن السلوك المسيحي هو ايضا شهادة فعّالة. فأزواج كثيرون كانوا في البداية غير مهتمين او مقاومين لإيمان زوجاتهم، لكنَّ ‹قلوبهم صارت مهيأة للحياة الابدية› بعد رؤية سلوك زوجاتهم الحسن. (اعمال ١٣:٤٨) حتى لو لم يعتنق الزوج الحق المسيحي، فقد يتأثر ايجابا بسلوك زوجته، مما يقوي رباط الزواج. مثلا، اعترف رجل متزوج من واحدة من شهود يهوه انه لا يمكنه بلوغ مقاييسهم السامية. لكنه وصف نفسه بأنه «زوج سعيد لزوجة رائعة» ومدح زوجته ورفقاءها الشهود في رسالة نشرتها احدى الصحف.
١٤ كيف يمكن للازواج ان يساعدوا زوجاتهم غير المؤمنات؟
١٤ على نحو مماثل، فإن الازواج المسيحيين الذين طبّقوا كلمات بطرس ربحوا زوجاتهم بسلوكهم. فقد لاحظت الزوجات غير المؤمنات كيف توقف ازواجهن عن التكلم بكلام مهين وصاروا يشعرون بالمسؤولية، اذ توقفوا عن تبذير المال في التدخين وشرب الكحول والمقامرة. وقد التقَت بعض هؤلاء الزوجات افرادا من الجماعة المسيحية وتأثرن بالمحبة التي تسود ضمن معشر الإخْوة، وهذا ما اجتذبهن الى يهوه. — يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥.
«انسان القلب الخفي»
١٥، ١٦ ايّ مسلك يمكن للزوجة المسيحية ان تربح به زوجها غير المؤمن؟
١٥ وأيّ مسلك يربح الزوج؟ انه المسلك الذي يجب ان تتبعه كل النساء المسيحيات. يقول بطرس: «لا تكن زينتكنّ الضفر الظاهر للشعر ولبس حلي من الذهب او ارتداء اردية، بل انسان القلب الخفي في اللباس غير القابل للفساد، الروح الهادئ والوديع، الذي هو عظيم القيمة في عيني اللّٰه. فهكذا من قبل ايضا كانت النساء القديسات الملقيات رجاءهن على اللّٰه يزين انفسهن، خاضعات لأزواجهن، كما كانت سارة تطيع ابراهيم، داعية اياه ‹سيدا›. وأنتن صرتن اولادها، اذ تفعلن الصلاح ولا يُرهبكن ايّ شيء من اسباب الخوف». — ١ بطرس ٣:٣-٦.
١٦ ينصح بطرس المرأة المسيحية ألا تتّكل على المظهر الخارجي. بل يجب ان تجعل زوجها يلاحظ من خلال سلوكها تأثير تعاليم الكتاب المقدس في انسانها الداخلي ويرى الشخصية الجديدة التي لبستها. وهذا ما قد يجعله يقارن هذه الشخصية بالشخصية القديمة التي كانت لديها. (افسس ٤:٢٢-٢٤) ولا شك انه سيجد ‹روحها الهادئ والوديع› منعشا وجذّابا. وهذا الروح لا يُسِرّ الزوج فقط، بل هو ايضا «عظيم القيمة في عينَي اللّٰه». — كولوسي ٣:١٢.
١٧ ايّ مثال حسن رسمته سارة للزوجات المسيحيات؟
١٧ يشير بطرس الى مثال سارة، مثال يجدر بالزوجات المسيحيات ان يقتدين به، سواء كان ازواجهن مؤمنين او لا. فقد كانت سارة تعتبر ابراهيم رأسا لها، حتى انها دعته في قلبها «سيدي». (تكوين ١٨:١٢) لكنَّ ذلك لم يحطّ من قدرها. ومن الواضح انها كانت امرأة قوية روحيا لأنها امتلكت ايمانا راسخا بيهوه. ولا شك انها جزء من ‹سحابة الشهود العظيمة› التي ينبغي ان يدفعنا ايمانهم ان «نركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا». (عبرانيين ١١:١١؛ ١٢:١) حقا، ان الاقتداء بسارة لا يحطّ من قدر الزوجة المسيحية.
١٨ اية مبادئ ينبغي تطبيقها في البيت المنقسم دينيا؟
١٨ ان الزوج هو رأس العائلة حتى في البيت المنقسم دينيا. وإذا كان هو المؤمن، يجب ان يأخذ معتقدات زوجته الدينية في الاعتبار دون ان يساير على حساب ايمانه. والامر نفسه ينطبق على الزوجة المؤمنة. (اعمال ٥:٢٩) ولكنها في الوقت نفسه لا يجب ان تتحدى رئاسة زوجها. بل ينبغي ان تحترم مركزه وتبقى تحت «شريعة زوجها». — روما ٧:٢.
ارشادات الكتاب المقدس الحكيمة
١٩ ما هي بعض الضغوط التي تُضعِف رباط الزواج، ولكن كيف يمكن التغلب على هذه الضغوط؟
١٩ كثيرة هي الامور التي تُضعف رباط الزواج اليوم. فبعض الرجال لا يمكنهم القيام بمسؤولياتهم. وبعض النساء يرفضن الخضوع لرئاسة ازواجهن. وفي بعض الزيجات، يتعرض احد رفيقَي الزواج للاساءة الجسدية او الشفهية من رفيق زواجه. كما ان امورا مثل الضعوط الاقتصادية، النقص البشري، وروح العالم وفساده الادبي وقيَمه المنحطة تمتحن ولاء المسيحي. لكنَّ الرجال والنساء المسيحيين الذين يطبّقون مبادئ الكتاب المقدس، مهما كانت ظروفهم، ينالون بركة يهوه. فالحياة في الزواج تكون افضل، حتى لو كان احد رفيقَي الزواج فقط يطبِّق مبادئ الكتاب المقدس. علاوة على ذلك، يحبّ يهوه ويدعم خدامه الذين لا ينكثون نذور زواجهم حتى في الظروف الصعبة، وهو لا ينسى ولاءهم. — مزمور ١٨:٢٥؛ عبرانيين ٦:١٠؛ ١ بطرس ٣:١٢.
٢٠ اية مشورة قدَّمها بطرس لجميع المسيحيين؟
٢٠ بعدما قدَّم الرسول بطرس المشورة للرجال والنساء المتزوجين، اختتم بكلمات مشجِّعة. قال: «اخيرا كونوا جميعا متّحدي الفكر، متعاطفين، ذوي مودة اخوية وحنان، متواضعي العقل، لا تردّون الاذية بالاذية او الشتم بالشتم، بل بالعكس تباركون، لأنكم لهذا المسلك دعيتم، لكي ترثوا بركة». (١ بطرس ٣:٨، ٩) فما احكم هذه المشورة للجميع، وخصوصا لرفقاء الزواج!
-