مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • زواج ناجح في عالم مضطرب
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • زواج ناجح في عالم مضطرب

      ‏«البسوا المحبة،‏ فإنها رباط وحدة كامل».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ امر في الجماعة المسيحية يمنح التشجيع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يلزم ليكون الزواج ناجحا؟‏

      اذا نظرنا حولنا في الجماعة المسيحية،‏ نفرح حين نرى العدد الكبير من رفقاء الزواج الذين بقوا اولياء واحدهم للآخر طوال ١٠،‏ ٢٠،‏ ٣٠ سنة،‏ او حتى اكثر.‏ فقد التصقوا واحدهم بالآخر في السرّاء والضرّاء.‏ —‏ تكوين ٢:‏٢٤‏.‏

      ٢ لكنَّ معظمهم يعترفون ان زواجهم لا يخلو من الصعوبات.‏ قالت احدى المعلِّقات:‏ «الزيجات السعيدة ليست خالية من المشاكل.‏ فهنالك الاوقات الجميلة والاوقات العصيبة .‏ .‏ .‏ ولكن بطريقة ما .‏ .‏ .‏ لا يزال هؤلاء الاشخاص متزوجين رغم [الاضطراب] السائد في عصرنا».‏ فالزوجان الناجحان هما اللذان تعلّما التغلب على الاضطرابات والازمات المتعذر تجنبها الناتجة عن ضغوط الحياة،‏ وخصوصا اذا كان لديهما اولاد.‏ وقد تعلّما من اختبارهما الخاص ان المحبة الحقيقية «لا تفنى ابدا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٨‏.‏

      ٣ علامَ تدلّ التقارير عن الزواج والطلاق،‏ مما يُنتِج ايّ سؤالَين؟‏

      ٣ بالتباين،‏ تنهار ملايين الزيجات حول العالم.‏ يقول احد التقارير:‏ «يُتوقّع ان تنتهي نصف الزيجات في الولايات المتحدة بالطلاق.‏ وسيحدث نصف هذه [الطلاقات] خلال اول ٨‏,٧ سنوات من الزواج .‏ .‏ .‏ وبين الـ‍ ٧٥ في المئة الذين يتزوجون ثانية،‏ فإن ٦٠ في المئة سيطلّقون مرة اخرى».‏ حتى البلدان التي كانت لديها نِسَب طلاق منخفضة تشهد الآن ارتفاعا في نِسَب الطلاق.‏ ففي اليابان مثلا،‏ تضاعفت تقريبا نسبة الطلاق في السنوات الاخيرة.‏ فما هي بعض الضغوط التي تُنتِج هذا الوضع وتؤثر حتى في افراد الجماعة المسيحية احيانا؟‏ وماذا يلزم لإنجاح الزواج رغم جهود الشيطان لتقويض هذا الترتيب؟‏

      أشراك يجب الاحتراس منها

      ٤ ما هي بعض العوامل التي تقوِّض الزواج؟‏

      ٤ تساعدنا كلمة اللّٰه على فهم العوامل التي تقوِّض الزواج.‏ لنتأمل مثلا في كلمات الرسول بولس عن الاحوال السائدة في هذه الايام الاخيرة:‏ «في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ غير طائعين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير اولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء،‏ محبين للملذات دون محبة للّٰه،‏ لهم شكل التعبد للّٰه ولكنهم منكرون قوته.‏ فأعرض عن هؤلاء».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      ٥ لماذا يعرِّض الذي ‹يحب نفسه› زواجه للخطر،‏ وما هي مشورة الكتاب المقدس في هذا الخصوص؟‏

      ٥ عندما نحلِّل كلمات بولس،‏ نرى ان عددا من الامور التي ذكرها يساهم في انهيار الزواج.‏ مثلا،‏ ان الاشخاص ‹المحبين لأنفسهم› هم انانيون وينقصهم الاعتبار للآخرين.‏ والازواج والزوجات الذين يحبون نفسهم فقط يكونون مصمّمين على نيل ما يريدون.‏ فهم متصلّبون ويفتقرون الى المرونة.‏ فهل يساهم هذا الموقف في جعل الزواج سعيدا؟‏ كلا،‏ على الاطلاق.‏ اعطى الرسول بولس مشورة حكيمة للمسيحيين،‏ بمَن فيهم رفقاء الزواج:‏ «غير عاملين شيئا عن نزعة الى الخصام او عن عجب،‏ بل باتضاع عقلي معتبرين ان الآخرين يفوقونكم،‏ غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب،‏ بل أيضا باهتمام شخصي الى تلك التي للآخرين».‏ —‏ فيلبي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٦ كيف تقوِّض محبة المال العلاقة الزوجية؟‏

      ٦ ومحبة المال يمكن ان تُحدِث شَرخا بين الزوج والزوجة.‏ حذّر بولس:‏ «اما المصمِّمون على ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وشرك وشهوات كثيرة غبية ومؤذية،‏ تغرِّق الناس في الهلاك والدمار.‏ فمحبة المال اصل لكل انواع الاذية،‏ وهي التي مال وراءها البعض فضلّوا عن الايمان وطعنوا انفسهم طعنا بأوجاع كثيرة».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ومن المؤسف ان هذه الكلمات تصحّ في زيجات كثيرة اليوم.‏ فبعض المتزوجين يسعون وراء الغنى،‏ فيهملون حاجات رفقاء زواجهم،‏ بما في ذلك حاجتهم الاساسية الى الدعم العاطفي والرفقة اللصيقة الدائمة.‏

      ٧ ايّ سلوك يؤدي احيانا الى الخيانة الزوجية؟‏

      ٧ قال بولس ايضا ان البعض في هذه الايام الاخيرة سيكونون «غير اولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول ايّ اتفاق».‏ ان نذر الزواج هو وعد جدّي ينبغي ان يؤدي الى رباط دائم،‏ وليس الى الغدر.‏ (‏ملاخي ٢:‏١٤-‏١٦‏)‏ لكنَّ البعض يُغرَمون بأشخاص ليسوا رفقاء زواجهم.‏ مثلا،‏ هنالك امرأة في ثلاثيناتها تركها زوجها.‏ وهي توضح انه حتى قبل ان يتركها،‏ كان يعامل النساء برقة بالغة ويرفع الكلفة معهن.‏ فلم يكن يميِّز ما هو السلوك الذي لا يليق بالرجل المتزوّج.‏ ورؤية هذه التصرفات كانت تؤلمها.‏ لذلك حاولت تحذيره بلباقة من هذا المسلك الخطر،‏ ولكنه ارتكب الزنى.‏ فهذا الزوج المذنب لم يُرِد ان يصغي الى كل التحذيرات اللطيفة،‏ فاندفع بتهوّر الى الفخّ ووقع فيه.‏ —‏ امثال ٦:‏٢٧-‏٢٩‏.‏

      ٨ ايّ امر يؤدي الى الزنى؟‏

      ٨ يعطي الكتاب المقدس تحذيرات واضحة بخصوص الزنى.‏ فهو يقول:‏ «اما الزاني بامرأة فناقص القلب؛‏ لا يفعل ذلك إلا مهلِك نفسه».‏ (‏امثال ٦:‏٣٢‏)‏ عادة،‏ لا يرتكب المرء الزنى فجأة.‏ فقد قال يعقوب ان الخطايا،‏ مثل خطية الزنى،‏ لا تُرتكَب عادة إلا بعد ان يستغرق المرء في التفكير الخاطئ.‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فالشخص المذنب يتوقف تدريجيا عن الولاء لرفيق زواجه الذي نذر ان يكون مخلصا له مدى الحياة.‏ قال يسوع:‏ «سمعتم انه قيل:‏ ‹لا تزن›.‏ اما انا فأقول لكم ان كل مَن يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها،‏ فقد زنى بها في قلبه».‏ —‏ متى ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ٩ اية مشورة حكيمة نجدها في الامثال ٥:‏١٨-‏٢٠‏؟‏

      ٩ لذلك فإن المسلك الحكيم والولي لاتّباعه هو الذي يتحدث عنه سفر الامثال:‏ «ليكن منبعك مباركا،‏ وافرح بامرأة شبابك،‏ الايلة المحبوبة والوعلة الفاتنة.‏ ليسكرك ثدياها في كل وقت،‏ ولتأخذك من محبتها نشوة الفرح كل حين.‏ فلِمَ يا ابني تؤخَذ بنشوة من غريبة،‏ او تحتضن اجنبية؟‏».‏ —‏ امثال ٥:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      لا تتسرّع في قرار الزواج

      ١٠ لماذا من الحكمة ان يصرف المرء الوقت للتعرّف برفيق زواجه المقبل؟‏

      ١٠ قد تنشأ المشاكل في الزواج عندما يتسرّع الشخصان في اتِّخاذ هذا القرار.‏ فقد يكونان اصغر من اللازم او تنقصهما الخبرة.‏ او ربما لا يصرفان الوقت ليتعرّفا واحدهما بالآخر:‏ ما يحبانه وما يكرهانه،‏ اهدافهما في الحياة،‏ وخلفيتهما العائلية.‏ فمن الحكمة ان يكون المرء صبورا ويصرف الوقت للتعرّف برفيق زواجه المقبل.‏ لنأخذ على سبيل المثال يعقوب بن اسحاق.‏ فقد اضطر الى العمل لدى حميه المقبل طوال سبع سنوات قبل ان يُسمح له بأن يتزوج راحيل.‏ وكان يعقوب على استعداد لفعل ذلك لأن مشاعره تجاه راحيل كانت مؤسسة على المحبة الحقيقية،‏ وليس على الانجذاب الجسدي.‏ —‏ تكوين ٢٩:‏٢٠-‏٣٠‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ ماذا يجمع رباطُ الزواج؟‏ (‏ب)‏ لماذا استعمال الكلام بحكمة ضروري في الزواج؟‏

      ١١ ليس الزواج علاقة رومنطيقية فقط.‏ فرباط الزواج يجمع بين شخصَين مختلفَين في خلفيتهما،‏ شخصيتهما،‏ تركيبهما العاطفي،‏ وغالبا ثقافتهما.‏ وأحيانا قد ينتمي رفيقا الزواج الى حضارتَين مختلفتَين،‏ او حتى يتكلمان لغتَين مختلفتَين.‏ وأقلّ ما يُقال هو ان الزواج يجمع بين شخصَين لديهما رأيان مختلفان في مسائل شتى.‏ وهذان الشخصان هما رُكْنا الزواج الاساسيان.‏ وقد يكونان انتقاديَّين ومتشكيَين باستمرار او مشجِّعَين وداعمَين واحدهما للآخر.‏ وكلمات المرء قد تجرح رفيق زواجه او تشفيه.‏ فالكلام غير المضبوط يخلق توتّرا كبيرا في الزواج.‏ —‏ امثال ١٢:‏١٨؛‏ ١٥:‏١،‏ ٢؛‏ ١٦:‏٢٤؛‏ ٢١:‏٩؛‏ ٣١:‏٢٦‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ اية نظرة واقعية الى الزواج يجب ان يمتلكها المرء؟‏

      ١٢ لذلك من الحكمة ان يصرف الشخص الوقت للتعرّف برفيق زواجه المقبل.‏ قالت اخت مسيحية ذات خبرة:‏ «عندما تفكّر في رفيق زواج مقبل،‏ ابحث عن عشرة مطالب اساسية تحب ان يمتلكها هذا الشخص.‏ فإذا وجدت سبعة فقط،‏ فاسأل نفسك:‏ ‹هل انا مستعد للتغاضي عن المطالب الثلاثة التي يفتقر اليها؟‏ هل استطيع ان اتحمل كل يوم هذه النقائص؟‏›.‏ وإذا كانت لديك اية شكوك،‏ فتوقف وفكِّر مرة اخرى؟‏».‏ طبعا،‏ يجب ان تفكر بشكل واقعي.‏ فإذا اردت ان تتزوج،‏ يجب ان تدرك انك لن تجد رفيق زواج كاملا.‏ ولا تنسَ انك انتَ ايضا لست رفيق زواج كاملا.‏ —‏ لوقا ٦:‏٤١‏.‏

      ١٣ والزواج يتطلب القيام بالتضحيات.‏ وهذا ما شدَّد عليه بولس عندما قال:‏ «اريد ان تكونوا بلا همّ.‏ غير المتزوج همّه ما للرب،‏ كيف يرضي الرب.‏ اما المتزوج فهمّه ما للعالم،‏ كيف يرضي زوجته،‏ وهو منقسم.‏ كذلك المرأة غير المتزوجة،‏ والعذراء،‏ همّها ما للرب،‏ لتكون مقدسة جسدا وروحا معا.‏ اما المتزوجة فهمّها ما للعالم،‏ كيف ترضي زوجها».‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٢-‏٣٤‏.‏

      لماذا تفشل بعض الزيجات

      ١٤،‏ ١٥ ماذا يساهم في إضعاف رُبُط الزواج؟‏

      ١٤ مؤخرا،‏ أُصيبت امرأة مسيحية بصدمة عاطفية ناجمة عن الطلاق عندما هجرها زوجها بعد ١٢ سنة من الزواج وابتدأ بعلاقة مع امرأة اخرى.‏ فهل لاحظَت اية اعراض تحذيرية قبل الانفصال؟‏ تجيب قائلة:‏ «لقد وصل الى مرحلة توقف فيها عن الصلاة.‏ وقدّم اعذارا واهية للتغيب عن الاجتماعات المسيحية وعدم الاشتراك في الكرازة.‏ وكان يدّعي انه مشغول او منهَك ولا يستطيع قضاء الوقت معي.‏ فانقطع الحوار بيننا،‏ حتى اننا لم نعُد نناقش الامور الروحية معا.‏ فكم هو مؤسف ان يصل الى هذه الحالة المزرية!‏ فلم يعُد الرجل الذي تزوجته».‏

      ١٥ ويلاحظ اشخاص آخرون ايضا اعراضا مماثلة،‏ بما في ذلك الروحيات الضعيفة التي يدلّ عليها إهمال الدرس الشخصي في الكتاب المقدس،‏ التوقف عن الصلاة،‏ او التغيب عن الاجتماعات المسيحية.‏ بكلمات اخرى،‏ فإن اشخاصا كثيرين تركوا رفقاء زواجهم بسبب تدهور علاقتهم باللّٰه.‏ وهذه العلاقة المتدهورة جعلت رؤيتهم الروحية غير واضحة.‏ فيهوه لم يعُد الها حيّا بالنسبة اليهم.‏ والعالم الجديد الموعود به الذي يسكن فيه البرّ لم يعُد امرا حقيقيا في نظرهم.‏ وفي بعض الحالات،‏ حدث هذا الضعف الروحي حتى قبل ان يكون هذا الرفيق غير المخلص على علاقة بشخص خارج نطاق الزواج.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣٨،‏ ٣٩؛‏ ١١:‏٦؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٦ ماذا يجعل رُبُط الزواج متينة؟‏

      ١٦ بالتباين،‏ يقول زوجان يعيشان حياة سعيدة جدا ان نجاح زواجهما مردّه الى الرباط الروحي المتين بينهما.‏ فهما يصليان ويدرسان معا.‏ يقول الزوج:‏ «نقرأ الكتاب المقدس سويّا،‏ ونذهب الى خدمة الحقل معا.‏ فنحن نتمتع بالقيام بالامور سويّا».‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏ الدرس واضح:‏ ان المحافظة على علاقة جيدة بيهوه تساهم كثيرا في جعل رُبُط الزواج متينة.‏

      اهمية النظرة الواقعية والحوار

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ امرَين يساهمان في إنجاح الزواج؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف بولس المحبة المسيحية؟‏

      ١٧ هنالك امران آخران يساهمان في إنجاح الزواج،‏ وهما:‏ المحبة المسيحية والحوار.‏ فعندما يقع شخصان في الحب،‏ يكونان على استعداد لتجاهل واحدهما اخطاء الآخر.‏ وقد يدخلان الزواج بأحلام وردية،‏ ربما بسبب الروايات العاطفية التي يقرآنها او الافلام التي يشاهدانها.‏ ولكنهما بعد فترة يستفيقان من احلامهما ليواجها الواقع.‏ فتبتدئ الاخطاء الصغيرة او الخِصال المزعجة تسبِّب مشاكل كبيرة.‏ في هذه الحال،‏ يجب ان يعرب المسيحيون عن ثمر الروح،‏ بما في ذلك المحبة.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فالمحبة المسيحية،‏ وليس الحب الرومنطيقي،‏ هي الصفة التي تلعب دورا اساسيا في إنجاح الزواج.‏ وقد وصف بولس هذه المحبة المسيحية كما يلي:‏ «المحبة طويلة الاناة ولطيفة.‏ .‏ .‏ .‏ لا تطلب مصلحتها الخاصة،‏ ولا تحتدّ.‏ ولا تحفظ حسابا بالاذية.‏ .‏ .‏ .‏ تصبر على كل شيء،‏ وتصدّق كل شيء،‏ وترجو كل شيء،‏ وتحتمل كل شيء».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٧‏)‏ فمن الواضح ان المحبة الاصيلة تحتمل الضعفات البشرية،‏ وهي واقعية لأنها لا تتطلب الكمال.‏ —‏ امثال ١٠:‏١٢‏.‏

      ١٨ كيف يقوّي الحوار العلاقة بين الزوج والزوجة؟‏

      ١٨ والحوار هو امر مهمّ ايضا.‏ فينبغي ان يتحدث الزوجان معا ويصغيا واحدهما الى الآخر مهما طالت فترة زواجهما.‏ يقول احد الازواج:‏ «نحن نعبِّر واحدنا للآخر عن مشاعرنا بحرية،‏ ولكننا نتكلم بلطف».‏ وبالخبرة،‏ يتعلَّم الزوج او الزوجة ان يصغيا لا الى ما يُقال فقط،‏ بل ايضا الى ما لا يُقال.‏ بكلمات اخرى،‏ فيما تمرّ السنون،‏ يتعلم الشخص السعيد في زواجه ان يعرف ما هي افكار ومشاعر رفيق زواجه حتى لو لم يعبِّر عنها.‏ إلا ان بعض الزوجات يتشكَّين ان ازواجهن لا يصغون اليهن فعلا،‏ في حين ان بعض الازواج يتذمرون ان زوجاتهم يرغبن في التحدّث في الاوقات غير المناسبة.‏ لكنَّ الحوار يتطلب التعاطف والتفهم.‏ والحوار الفعّال يجلب الفوائد للزوج والزوجة كليهما.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ لماذا الاعتذار امر صعب؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدفعنا الى الاعتذار؟‏

      ١٩ يشمل الحوار احيانا الاعتذار.‏ وهذا ليس دائما بالامر السهل.‏ فاعتراف المرء بأخطائه يتطلب التواضع.‏ لكنه يقوّي اواصر الزواج.‏ فالاعتذار الصادق يزيل السبب لأيّ نزاع قد ينشأ في المستقبل،‏ يمهِّد الطريق للغفران الاصيل،‏ ويحلّ المشكلة.‏ قال بولس:‏ «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إنْ كان لأحد سبب للتشكي من آخر.‏ كما سامحكم يهوه،‏ هكذا افعلوا أنتم أيضا.‏ ولكن مع هذه جميعها،‏ البسوا المحبة،‏ فإنها رباط وحدة كامل».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٢٠ كيف ينبغي ان يعامل المسيحي رفيق زواجه،‏ سواء كانا وحدهما او في حضور الآخرين؟‏

      ٢٠ والامر الآخر المهمّ في الزواج هو الدعم المتبادل.‏ فيجب ان يكون بإمكان الزوج والزوجة المسيحيَّين ان يثقا واحدهما بالآخر،‏ ان يتَّكلا واحدهما على الآخر.‏ ولا يجب ان يجرح الشخص رفيق زواجه او يُضعِف ثقته بنفسه.‏ بل ينبغي ان يمدحه بمحبة ولا ينتقده بقسوة.‏ (‏امثال ٣١:‏٢٨ب‏)‏ ولا شك انه لا يحطّ من قدره بجعله هدفا للسخرية.‏ (‏كولوسي ٤:‏٦‏)‏ ويمكن تقوية الدعم المتبادل هذا بالاعراب عن المودة باستمرار.‏ فاللمسة او الكلمات الرقيقة هي بمثابة القول:‏ «لا ازال احبك وأنا سعيد لأنك معي».‏ خلال هذه المقالة،‏ ناقشنا بعض العوامل التي تؤثر في الزواج وتساهم في نجاحه في عالمنا المضطرب.‏ ولكن هنالك عوامل اخرى ايضا.‏ والمقالة التالية ستعطينا ارشادات اخرى من الاسفار المقدسة تساهم في إنجاح الزواج.‏a

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل معلومات مفصّلة،‏ انظر كتاب سرّ السعادة العائلية،‏ إصدار شهود يهوه.‏

  • إرشادات حكيمة للزوجَين
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • إرشادات حكيمة للزوجَين

      ‏«لتخضع الزوجات لأزواجهن كما للرب،‏ ايّها الازواج،‏ كونوا دائما محبين لزوجاتكم».‏ —‏ افسس ٥:‏٢٢،‏ ٢٥‏.‏

      ١ ما هي النظرة الصائبة الى الزواج؟‏

      الزواج،‏ حسبما وصفه يسوع،‏ هو جمْع اللّٰه لرجل وامرأة في نير واحد ليكونا «جسدا واحدا».‏ (‏متى ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ فالزوجان يتعلّمان،‏ رغم الاختلاف في شخصيتهما،‏ تنمية اهتمامات مشتركة والعمل معا لتحقيق اهداف مشتركة.‏ والزواج هو ارتباط مدى الحياة،‏ وليس اتفاقية مؤقتة يمكن ان يفسخها المرء متى يشاء.‏ ورغم ان الطلاق سهل في بلدان عديدة،‏ فالمسيحيون يعتبرون الزواج علاقة مقدسة لا يمكن إنهاؤها إلا لسبب واحد وجيه جدا.‏ —‏ متى ١٩:‏٩‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ اية مساعدة متوفرة للمتزوجين؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المهم السعي الى إنجاح الزواج؟‏

      ٢ قالت احدى مشيرات الزواج:‏ «الزواج الناجح هو سلسلة من التغييرات المستمرة،‏ اذ يواجه فيه الزوجان قضايا جديدة،‏ يعالجان المشاكل التي تنشأ،‏ ويستخدمان المساعَدة المتوفرة لهما في كل مرحلة من الحياة».‏ وفي حالة الزوجَين المسيحيَّين،‏ تشمل هذه المساعَدة المشورة الحكيمة من الكتاب المقدس،‏ دعم الرفقاء المسيحيين،‏ والعلاقة اللصيقة مع يهوه من خلال الصلاة.‏ والزواج الناجح يستمر رغم الصعوبات،‏ وعلى مرّ السنوات يجلب السعادة والاكتفاء للزوج والزوجة كليهما.‏ والاهم هو انه يجلب الاكرام ليهوه اللّٰه،‏ مُنشئ الزواج.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٨،‏ ٢١-‏٢٤؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٣١؛‏ افسس ٣:‏١٥؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏.‏

      الاقتداء بيسوع وجماعته

      ٣ (‏أ)‏ اية مشورة قدَّمها بولس لرفقاء الزواج؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال رائع رسمه يسوع؟‏

      ٣ منذ نحو ألفَي سنة،‏ قدّم الرسول بولس مشورة حكيمة لرفقاء الزواج المسيحيين:‏ «كما تخضع الجماعة للمسيح،‏ كذلك لتخضع الزوجات ايضا لأزواجهن في كل شيء.‏ ايّها الازواج،‏ كونوا دائما محبين لزوجاتكم،‏ كما احب المسيح ايضا الجماعة واسلم نفسه لأجلها».‏ (‏افسس ٥:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ كم هو رائع هذا التشبيه!‏ فالزوجات المسيحيات اللواتي يبقين خاضعات بتواضع لأزواجهن يقتدين بالجماعة في الاعتراف بمبدإ الرئاسة واحترامه.‏ والازواج المؤمنون الذين يستمرون في محبة زوجاتهم،‏ في السرّاء والضرّاء،‏ يُظهِرون انهم يتبعون بدقة مثال المسيح في محبة الجماعة والاهتمام بها.‏

      ٤ كيف يمكن للازواج ان يقتدوا بمثال يسوع؟‏

      ٤ ان الازواج المسيحيين هم رؤوس عائلاتهم.‏ ولكن هم ايضا لديهم رأس:‏ يسوع.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فكما اعتنى يسوع بجماعته،‏ يعتني الازواج بمحبة بعائلاتهم روحيا وجسديا،‏ حتى لو تطلب ذلك القيام بالتضحيات.‏ فهم يضعون خير عائلاتهم قبل رغباتهم وتفضيلاتهم.‏ قال يسوع:‏ «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم،‏ افعلوا هكذا انتم ايضا بهم».‏ (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ ينطبق هذا المبدأ بشكل خاص في الزواج.‏ وهذا ما اظهره بولس عندما قال:‏ «يجب على الازواج ان يحبوا زوجاتهم كأجسادهم.‏ .‏ .‏ .‏ فما من احد ابغض جسده قط،‏ بل يقوته ويحنو عليه».‏ (‏افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فعلى الرجل ان يقوت زوجته ويحنو عليها تماما كما يقوت جسده ويحنو عليه.‏

      ٥ كيف يمكن للزوجات ان يقتدين بالجماعة المسيحية؟‏

      ٥ والزوجات التقيّات يعتبرن الجماعة المسيحية نموذجا لهن.‏ فعندما كان يسوع على الارض،‏ ترك أتباعُه طوعا اعمالهم السابقة وتبعوه،‏ وظلوا خاضعين له حتى بعد موته.‏ وعلى مرّ السنوات الـ‍ ٠٠٠‏,٢ الماضية،‏ بقيت الجماعة المسيحية الحقيقية تخضع ليسوع وتتبع قيادته في كل شيء.‏ على نحو مماثل،‏ لا تزدري الزوجات المسيحيات بأزواجهن ولا يستخففن بمبدإ الاسفار المقدسة للرئاسة ضمن الزواج.‏ بل يدعمن ازواجهن ويخضعن لهم،‏ يتعاونّ معهم،‏ وبذلك يقدِّمن لهم التشجيع.‏ وعندما يتعامل الزوج والزوجة بهذه الطريقة الحبية،‏ لا بد ان يكون زواجهما ناجحا وسعيدا.‏

      ‏«ابقوا ساكنين معهن»‏

      ٦ اية مشورة اعطاها بطرس للازواج،‏ ولماذا هي مهمة؟‏

      ٦ قدَّم الرسول بطرس ايضا مشورة لرفقاء الزواج،‏ وكانت الكلمات التي وجّهها الى الازواج صريحة جدا.‏ فقد قال:‏ «ابقوا ساكنين مع [زوجاتكم] بحسب المعرفة،‏ معطين النساء كرامة كإناء اضعف،‏ لأنكم وارثون ايضا معهن نعمة الحياة،‏ لئلا تعاق صلواتكم».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ ويمكن ان تُرى جدية مشورة بطرس في الكلمات الاخيرة من هذا العدد.‏ فإذا لم يعطِ الزوج الكرامة لزوجته،‏ تتأثر علاقته بيهوه وتُعاق صلواته.‏

      ٧ كيف يعطي الزوج الكرامة لزوجته؟‏

      ٧ وكيف يعطي الزوج الكرامة لزوجته؟‏ بمعاملتها بمحبة واحترام.‏ في ذلك الزمان،‏ كانت هذه المعاملة اللطيفة للزوجة جديدة بالنسبة الى كثيرين.‏ يكتب عالِم باللغة اليونانية:‏ «لم تتمتع المرأة بحقوق الراشدين في ظل القانون الروماني.‏ فبموجب هذا القانون بقيت حقوقها كحقوق الولد.‏ .‏ .‏ .‏ كانت خاضعة تماما لزوجها وتحت رحمته».‏ فما اشدّ التباين بين هذا القانون وبين التعاليم المسيحية!‏ فالزوج المسيحي كان يعطي الكرامة لزوجته.‏ وكان يتعامل معها على اساس المبادئ المسيحية،‏ وليس حسب نزواته الشخصية.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان يراعيها «بحسب المعرفة»،‏ آخذا في الاعتبار انها اناء اضعف.‏

      بأيّ معنى «اناء اضعف»؟‏

      ٨،‏ ٩ كيف يكون النساء والرجال متساوين؟‏

      ٨ عندما قال بطرس ان المرأة هي «اناء اضعف»،‏ لم يقصد ان النساء اضعف من الرجال على صعيد الروحيات او المقدرات الفكرية.‏ دون شك،‏ كثيرون من الرجال المسيحيين ينالون امتيازات في الجماعة لا يمكن للنساء ان يتوقعن نيلها،‏ والنساء هن خاضعات لأزواجهن.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٥؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏١٢‏)‏ ولكن هنالك امور كثيرة مطلوبة من الرجال والنساء على السواء،‏ امور مثل الايمان،‏ الاحتمال،‏ والمقاييس الادبية السامية.‏ وكما قال بطرس،‏ فإن الزوج والزوجة على السواء ‹يرثان نعمة الحياة›.‏ وفي ما يتعلق بالخلاص،‏ فإن الرجال والنساء متساوون امام يهوه اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٣:‏٢٨‏)‏ وبما ان بطرس كان يكتب الى المسيحيين الممسوحين في القرن الاول،‏ فقد ذكّرت كلماته الازواج المسيحيين انه لديهم هم وزوجاتهم الرجاء السماوي نفسه ان يكونوا «شركاء المسيح في الميراث».‏ (‏روما ٨:‏١٧‏)‏ فذات يوم سيخدم الرجال والنساء على السواء ككهنة وملوك في ملكوت اللّٰه السماوي.‏ —‏ رؤيا ٥:‏١٠‏.‏

      ٩ دون شك،‏ ليست الزوجات المسيحيات الممسوحات ادنى من ازواجهن المسيحيين الممسوحين.‏ ومن حيث المبدأ،‏ ينطبق الامر نفسه على ذوي الرجاء الارضي.‏ فالرجال والنساء على السواء الذين يؤلفون ‹الجمع الكثير› يغسلون حللهم ويبيّضونها بدم الحمل.‏ وهم يشتركون في هتاف تسبيح يهوه حول الارض «نهارا وليلا».‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ كما انهم يتطلّعون قدُما الى نيل «الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه» عندما يتمتعون «بالحياة الحقيقية».‏ (‏روما ٨:‏٢١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏)‏ وجميع المسيحيين،‏ سواء كانوا من الممسوحين او الخراف الاخر،‏ يخدمون يهوه معا ‹كرعية واحدة› برئاسة «راعٍ واحد».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ أفليس ذلك سببا وجيها لكي يعطي الزوج والزوجة المسيحيان الكرامة الواجبة واحدهما للآخر؟‏!‏

      ١٠ بأيّ معنى تكون النساء «اناء اضعف»؟‏

      ١٠ اذًا،‏ كيف تكون النساء «اناء اضعف»؟‏ ربما كان بطرس يقصد ان النساء عموما هن اصغر حجما من الرجال وأقل قوة منهم.‏ إضافة الى ذلك،‏ فإن الامتياز الرائع الذي تتمتع به النساء ان يحملن ويلدن يؤثر في صحتهن،‏ وذلك بسبب النقص البشري.‏ فالنساء في سن الانجاب يعانين دوريا الاوجاع الجسدية.‏ لذلك هنّ بحاجة الى عناية ومراعاة خصوصيتَين في هذه الاوقات او اثناء الحمل وعند معاناة آلام الولادة.‏ والزوج الذي يعطي الكرامة لزوجته،‏ بمنحها الدعم العاطفي الذي تحتاج اليه،‏ يلعب دورا كبيرا في إنجاح الزواج.‏

      في البيت المنقسم دينيا

      ١١ بأيّ معنى ينجح الزواج حتى لو كانت لدى الزوج والزوجة اقتناعات دينية مختلفة؟‏

      ١١ ولكن ماذا لو كانت لدى رفيقَي الزواج اقتناعات دينية مختلفة لأن احدهما اعتنق الحق المسيحي بعدما تزوّجا والآخر لم يعتنقه؟‏ هل يمكن ان تنجح زيجات كهذه؟‏ تدلّ اختبارات كثيرة ان هذا ممكن.‏ وذلك بمعنى ان الزواج يمكن ان يدوم ويجلب السعادة للزوج والزوجة كليهما.‏ إضافة الى ذلك،‏ لا يزال هذا الزواج ساري المفعول في نظر يهوه ولا يزال الزوجان «جسدا واحدا».‏ لذلك يُنصَح الاشخاص المسيحيون ان يبقوا مع رفقاء زواجهم غير المؤمنين اذا كان هؤلاء الرفقاء موافقين.‏ وإذا كان هنالك اولاد،‏ فسيستفيدون من امانة رفيق الزواج المسيحي.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏١٢-‏١٤‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ كيف يمكن للزوجات المسيحيات ان يساعدن ازواجهن باتِّباع مشورة بطرس؟‏

      ١٢ يوجِّه بطرس مشورة لطيفة الى النساء المسيحيات اللواتي يعشنَ في بيوت منقسمة دينيا.‏ وتنطبق كلماته ايضا على الازواج المسيحيين الذين يعيشون في وضع مماثل.‏ يكتب بطرس:‏ «ايتها الزوجات،‏ كن خاضعات لأزواجكن،‏ حتى اذا كان منهم مَن لا يطيعون الكلمة،‏ يُربَحون بدون كلمة،‏ من سلوك زوجاتهم،‏ لكونهم شهود عيان لسلوككن العفيف المقرون بالاحترام العميق».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٣ من الجدير بالمدح ان تشرح الزوجة ايمانها بلباقة لزوجها.‏ ولكن ماذا لو كان يرفض الاصغاء؟‏ ان للزوج حرية الاختيار في هذا المجال.‏ رغم ذلك،‏ ليس الوضع ميؤوسا منه،‏ لأن السلوك المسيحي هو ايضا شهادة فعّالة.‏ فأزواج كثيرون كانوا في البداية غير مهتمين او مقاومين لإيمان زوجاتهم،‏ لكنَّ ‹قلوبهم صارت مهيأة للحياة الابدية› بعد رؤية سلوك زوجاتهم الحسن.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ حتى لو لم يعتنق الزوج الحق المسيحي،‏ فقد يتأثر ايجابا بسلوك زوجته،‏ مما يقوي رباط الزواج.‏ مثلا،‏ اعترف رجل متزوج من واحدة من شهود يهوه انه لا يمكنه بلوغ مقاييسهم السامية.‏ لكنه وصف نفسه بأنه «زوج سعيد لزوجة رائعة» ومدح زوجته ورفقاءها الشهود في رسالة نشرتها احدى الصحف.‏

      ١٤ كيف يمكن للازواج ان يساعدوا زوجاتهم غير المؤمنات؟‏

      ١٤ على نحو مماثل،‏ فإن الازواج المسيحيين الذين طبّقوا كلمات بطرس ربحوا زوجاتهم بسلوكهم.‏ فقد لاحظت الزوجات غير المؤمنات كيف توقف ازواجهن عن التكلم بكلام مهين وصاروا يشعرون بالمسؤولية،‏ اذ توقفوا عن تبذير المال في التدخين وشرب الكحول والمقامرة.‏ وقد التقَت بعض هؤلاء الزوجات افرادا من الجماعة المسيحية وتأثرن بالمحبة التي تسود ضمن معشر الإخْوة،‏ وهذا ما اجتذبهن الى يهوه.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ‏«انسان القلب الخفي»‏

      ١٥،‏ ١٦ ايّ مسلك يمكن للزوجة المسيحية ان تربح به زوجها غير المؤمن؟‏

      ١٥ وأيّ مسلك يربح الزوج؟‏ انه المسلك الذي يجب ان تتبعه كل النساء المسيحيات.‏ يقول بطرس:‏ «لا تكن زينتكنّ الضفر الظاهر للشعر ولبس حلي من الذهب او ارتداء اردية،‏ بل انسان القلب الخفي في اللباس غير القابل للفساد،‏ الروح الهادئ والوديع،‏ الذي هو عظيم القيمة في عيني اللّٰه.‏ فهكذا من قبل ايضا كانت النساء القديسات الملقيات رجاءهن على اللّٰه يزين انفسهن،‏ خاضعات لأزواجهن،‏ كما كانت سارة تطيع ابراهيم،‏ داعية اياه ‹سيدا›.‏ وأنتن صرتن اولادها،‏ اذ تفعلن الصلاح ولا يُرهبكن ايّ شيء من اسباب الخوف».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٣-‏٦‏.‏

      ١٦ ينصح بطرس المرأة المسيحية ألا تتّكل على المظهر الخارجي.‏ بل يجب ان تجعل زوجها يلاحظ من خلال سلوكها تأثير تعاليم الكتاب المقدس في انسانها الداخلي ويرى الشخصية الجديدة التي لبستها.‏ وهذا ما قد يجعله يقارن هذه الشخصية بالشخصية القديمة التي كانت لديها.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ولا شك انه سيجد ‹روحها الهادئ والوديع› منعشا وجذّابا.‏ وهذا الروح لا يُسِرّ الزوج فقط،‏ بل هو ايضا «عظيم القيمة في عينَي اللّٰه».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢‏.‏

      ١٧ ايّ مثال حسن رسمته سارة للزوجات المسيحيات؟‏

      ١٧ يشير بطرس الى مثال سارة،‏ مثال يجدر بالزوجات المسيحيات ان يقتدين به،‏ سواء كان ازواجهن مؤمنين او لا.‏ فقد كانت سارة تعتبر ابراهيم رأسا لها،‏ حتى انها دعته في قلبها «سيدي».‏ (‏تكوين ١٨:‏١٢‏)‏ لكنَّ ذلك لم يحطّ من قدرها.‏ ومن الواضح انها كانت امرأة قوية روحيا لأنها امتلكت ايمانا راسخا بيهوه.‏ ولا شك انها جزء من ‹سحابة الشهود العظيمة› التي ينبغي ان يدفعنا ايمانهم ان «نركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١١؛‏ ١٢:‏١‏)‏ حقا،‏ ان الاقتداء بسارة لا يحطّ من قدر الزوجة المسيحية.‏

      ١٨ اية مبادئ ينبغي تطبيقها في البيت المنقسم دينيا؟‏

      ١٨ ان الزوج هو رأس العائلة حتى في البيت المنقسم دينيا.‏ وإذا كان هو المؤمن،‏ يجب ان يأخذ معتقدات زوجته الدينية في الاعتبار دون ان يساير على حساب ايمانه.‏ والامر نفسه ينطبق على الزوجة المؤمنة.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ ولكنها في الوقت نفسه لا يجب ان تتحدى رئاسة زوجها.‏ بل ينبغي ان تحترم مركزه وتبقى تحت «شريعة زوجها».‏ —‏ روما ٧:‏٢‏.‏

      ارشادات الكتاب المقدس الحكيمة

      ١٩ ما هي بعض الضغوط التي تُضعِف رباط الزواج،‏ ولكن كيف يمكن التغلب على هذه الضغوط؟‏

      ١٩ كثيرة هي الامور التي تُضعف رباط الزواج اليوم.‏ فبعض الرجال لا يمكنهم القيام بمسؤولياتهم.‏ وبعض النساء يرفضن الخضوع لرئاسة ازواجهن.‏ وفي بعض الزيجات،‏ يتعرض احد رفيقَي الزواج للاساءة الجسدية او الشفهية من رفيق زواجه.‏ كما ان امورا مثل الضعوط الاقتصادية،‏ النقص البشري،‏ وروح العالم وفساده الادبي وقيَمه المنحطة تمتحن ولاء المسيحي.‏ لكنَّ الرجال والنساء المسيحيين الذين يطبّقون مبادئ الكتاب المقدس،‏ مهما كانت ظروفهم،‏ ينالون بركة يهوه.‏ فالحياة في الزواج تكون افضل،‏ حتى لو كان احد رفيقَي الزواج فقط يطبِّق مبادئ الكتاب المقدس.‏ علاوة على ذلك،‏ يحبّ يهوه ويدعم خدامه الذين لا ينكثون نذور زواجهم حتى في الظروف الصعبة،‏ وهو لا ينسى ولاءهم.‏ —‏ مزمور ١٨:‏٢٥؛‏ عبرانيين ٦:‏١٠؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٢‏.‏

      ٢٠ اية مشورة قدَّمها بطرس لجميع المسيحيين؟‏

      ٢٠ بعدما قدَّم الرسول بطرس المشورة للرجال والنساء المتزوجين،‏ اختتم بكلمات مشجِّعة.‏ قال:‏ «اخيرا كونوا جميعا متّحدي الفكر،‏ متعاطفين،‏ ذوي مودة اخوية وحنان،‏ متواضعي العقل،‏ لا تردّون الاذية بالاذية او الشتم بالشتم،‏ بل بالعكس تباركون،‏ لأنكم لهذا المسلك دعيتم،‏ لكي ترثوا بركة».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏ فما احكم هذه المشورة للجميع،‏ وخصوصا لرفقاء الزواج!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة