مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عمل الاغاثة العالمي يُكرم اللّٰه
    ملكوت اللّٰه يحكم الآن!‏
    • الفصل ٢٠

      عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْعَالَمِيُّ يُكْرِمُ ٱللّٰهَ

      مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

      اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عِنْدَ وُقُوعِ ٱلْكَوَارِثِ

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ مِحْنَةٍ وَاجَهَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ لَمَسَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ مَحَبَّةَ إِخْوَتِهِمْ؟‏

      لِنَعُدْ إِلَى نَحْوِ ٱلْعَامِ ٤٦ ب‌م وَلْنَزُرْ مِنْطَقَةَ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْوَاقِعَةَ فِي بَرَاثِنِ ٱلْجُوعِ.‏ اَلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ هُنَا مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِمْ.‏ فَهُمْ عَاجِزُونَ حَتَّى عَنْ شِرَاءِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّتِي شَحَّتْ فِي ٱلسُّوقِ وَبَاتَتْ أَسْعَارُهَا جُنُونِيَّةً.‏ اَلْجُوعُ يَنْهَشُهُمْ!‏ فَمَا عَسَاهُمْ يَفْعَلُونَ؟‏ يُوشِكُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ هٰؤُلَاءِ أَنْ يَلْمُسُوا ٱلْحِمَايَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَخْتَبِرْهَا قَبْلًا أَيُّ مَسِيحِيٍّ.‏ إِلَيْكَ مَا يَحْدُثُ مَعَهُمْ.‏

      ٢ حِينَ يَعْلَمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَأُمَمِيٍّ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ بِمُعَانَاةِ إِخْوَتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا وَيَهُبُّونَ إِلَى نَجْدَتِهِمْ.‏ فَيَجْمَعُونَ ٱلْمَعُونَاتِ ثُمَّ يَخْتَارُونَ أَخَوَيْنِ قَدِيرَيْنِ هُمَا بَرْنَابَا وَشَاوُلُ لِإِيصَالِهَا إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ١١:‏​٢٧-‏٣٠؛‏ ١٢:‏٢٥‏.‏)‏ هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ تَأَثَّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُعْوِزُونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِمَحَبَّةِ إِخْوَتِهِمْ فِي أَنْطَاكِيَةَ؟‏

      ٣ (‏أ)‏ كَيْفَ يَحْتَذِي شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ فِي أَنْطَاكِيَةَ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏أَوَّلُ حَمْلَةِ إِغَاثَةٍ فِي أَيَّامِنَا‏».‏)‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ نُنَاقِشُهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

      ٣ فِي تِلْكَ ٱلْحَادِثَةِ،‏ وَضَعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ سَابِقَةً نَحْتَذِي بِهَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَلِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ يُرْسِلُ مَسِيحِيُّونَ إِعَانَةً إِلَى إِخْوَتِهِمِ ٱلْعَائِشِينَ فِي مِنْطَقَةٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَعَلَى غِرَارِهِمْ،‏ مَا إِنْ يَبْلُغُ مَسَامِعَنَا أَنَّ إِخْوَةً لَنَا فِي مِنْطَقَةٍ مَا يُعَانُونَ مِنْ كَارِثَةٍ أَوْ مِحْنَةٍ حَتَّى نَهُبَّ إِلَى نَجْدَتِهِمْ.‏a وَلِنَفْهَمَ مَا أَهَمِّيَّةُ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ سَائِرِ أَشْكَالِ خِدْمَتِنَا،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ لِمَ نَعْتَبِرُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ؟‏ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْهُ؟‏ وَأَيَّةُ فَوَائِدَ يَعُودُ بِهَا عَلَيْنَا؟‏

      عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ «خِدْمَةٌ مُقَدَّسَةٌ»‏

      ٤ مَاذَا أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْكُورِنْثِيِّينَ بِخُصُوصِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

      ٤ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ،‏ أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُفَوَّضُونَ بِخِدْمَةٍ لَهَا وَجْهَانِ ٱثْنَانِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ مُوَجَّهَةٌ أَصْلًا إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ تَنْطَبِقُ كَلِمَاتُهُ أَيْضًا عَلَى ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ أَوَّلًا،‏ تَشْمُلُ خِدْمَتُنَا «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ»،‏ أَيْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ (‏٢ كو ٥:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ١ تي ٢:‏​٣-‏٦‏)‏ أَمَّا ٱلْوَجْهُ ٱلثَّانِي فَيَتَمَثَّلُ فِي «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ»،‏ أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نُبَادِرُ بِهِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا.‏ (‏٢ كو ٨:‏٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَةَ «خِدْمَةٍ» فِي كِلْتَا ٱلْعِبَارَتَيْنِ ‏«خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ» وَ ‏«ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ» تُنْقَلُ مِنْ إِحْدَى صِيَغِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ دياكونيا.‏ فَمَا أَبْعَادُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟‏

      ٥ مَا أَبْعَادُ أَنْ يَعْتَبِرَ بُولُسُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ؟‏

      ٥ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ بُولُسُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ نَفْسَهَا لِوَصْفِ كِلَا ٱلنَّشَاطَيْنِ،‏ وَضَعَ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ فِي مَصَافِّ سَائِرِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ قَالَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ:‏ «هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ،‏ لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ.‏ وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ .‏ .‏ .‏ لٰكِنَّ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ يُنْجِزُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْوَاحِدُ نَفْسُهُ».‏ (‏١ كو ١٢:‏​٤-‏٦،‏ ١١‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ رَبَطَ بَيْنَ أَنْوَاعِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَ ‹ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›.‏b (‏رو ١٢:‏​١،‏ ٦-‏٨‏)‏ فَهَلْ مِنْ عَجَبٍ أَنَّهُ ٱسْتَحْسَنَ تَخْصِيصَ بَعْضٍ مِنْ وَقْتِهِ ‹لِخِدْمَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ›؟‏ —‏ رو ١٥:‏​٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ عِبَادَتِنَا حَسْبَمَا أَوْضَحَ بُولُسُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَجْرِي عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْعَالَمِيُّ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏عِنْدَ حُلُولِ ٱلْكَارِثَةِ!‏‏».‏)‏

      ٦ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ لِيُدْرِكُوا لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ لِيَهْوَهَ.‏ فَحَلَّلَ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَلِي:‏ يُبَادِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى إِعَانَةِ إِخْوَتِهِمْ لِأَنَّهُمْ «مُذْعِنُونَ لِلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏٢ كو ٩:‏١٣‏)‏ وَبِٱلتَّالِي فَإِنَّ رَغْبَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَطْبِيقِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ هِيَ مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى مُسَاعَدَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ يَكُونُ إِحْسَانُهُمْ إِلَى إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَعْبِيرًا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ».‏ (‏٢ كو ٩:‏١٤؛‏ ١ بط ٤:‏١٠‏)‏ وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ تَحَدَّثَ عَدَدُ آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ عَامَ ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ،‏ وَذَكَرَ:‏ «لَا نَشُكَّ مُطْلَقًا أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُولِيَانِ أَهَمِّيَّةً كُبْرَى لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ».‏ وَبِٱلْفِعْلِ فَإِنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلٌ قَيِّمٌ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ —‏ رو ١٢:‏​١،‏ ٧؛‏ ٢ كو ٨:‏٧؛‏ عب ١٣:‏١٦‏.‏

      أَهْدَافُ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ

      ٧،‏ ٨ مَا أَوَّلُ أَهْدَافِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ٧ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ أَيْضًا فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٩:‏​١١-‏١٥‏.‏)‏ فَهُنَاكَ يُسَلِّطُ ٱلرَّسُولُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَهْدَافٍ رَئِيسِيَّةٍ نُحَقِّقُهَا بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي «هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَامَّةِ»،‏ أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ لِنَسْتَعْرِضْهَا ٱلْوَاحِدَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.‏

      ٨ أَوَّلًا،‏ يُمَجِّدُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَهْوَهَ.‏ لَاحِظْ كَمْ مَرَّةً يَلْفِتُ بُولُسُ ٱنْتِبَاهَ إِخْوَتِهِ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْخَمْسَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ.‏ فَٱلرَّسُولُ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ‹شُكْرٍ لِلّٰهِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ «تَعَابِيرِ شُكْرٍ كَثِيرَةٍ لِلّٰهِ».‏ (‏العددان ١١ و ١٢‏)‏ وَيُوضِحُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ «يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ» بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ وَيُسَبِّحُونَ «نِعْمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةَ».‏ (‏العددان ١٣ و ١٤‏)‏ ثُمَّ يَخْتِمُ ٱلْمُنَاقَشَةَ عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ قَائِلًا:‏ «شُكْرًا لِلّٰهِ».‏ —‏ العدد ١٥‏؛‏ ١ بط ٤:‏١١‏.‏

      ٩ كَيْفَ يُغَيِّرُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ تَفْكِيرَ ٱلْبَعْضِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

      ٩ وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا،‏ يَرَى خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ فُرْصَةً لِيُمَجِّدُوا يَهْوَهَ وَيُزَيِّنُوا تَعْلِيمَهُ مَثَلُهُمْ مَثَلُ بُولُسَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏٣١؛‏ تي ٢:‏١٠‏)‏ وَغَالِبًا مَا يُسَاهِمُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ فِي ٱسْتِئْصَالِ ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ عِنْدَ بَعْضِ ٱلْأَشْخَاصِ عَنْ يَهْوَهَ وَشُهُودِهِ.‏ إِلَيْكَ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ عَلَّقَتْ عَلَى بَابِ بَيْتِهَا لَافِتَةً تَقُولُ:‏ «إِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ فَلَا تَقْرَعِ ٱلْبَابَ».‏ فَبَعْدَمَا ضَرَبَ إِعْصَارٌ ٱلْمِنْطَقَةَ حَيْثُ تَعِيشُ،‏ شَاهَدَتْ عُمَّالَ إِغَاثَةٍ يُرَمِّمُونَ بَيْتًا مُتَضَرِّرًا مُقَابِلَ بَيْتِهَا.‏ فَظَلَّتْ عَلَى مَدَى أَيَّامٍ تُرَاقِبُ ٱلْعُمَّالَ ٱلْوِدِّيِّينَ،‏ إِلَى أَنْ تَوَجَّهَتْ إِلَيْهِمْ لِتَعْرِفَ هُوِيَّتَهُمْ.‏ وَحِينَ ٱكْتَشَفَتْ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ شُهُودٌ لِيَهْوَهَ،‏ عَبَّرَتْ عَنْ إِعْجَابِهَا قَائِلَةً:‏ «لَقَدْ أَسَأْتُ ٱلْحُكْمَ عَلَيْكُمْ».‏ وَعَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ أَزَالَتِ ٱللَّافِتَةَ عَنْ بَابِ بَيْتِهَا.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ اِرْوِ حَادِثَةً تُؤَكِّدُ أَنَّنَا نُحَقِّقُ ٱلْهَدَفَ ٱلثَّانِيَ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَطْبُوعَةٍ تُسَاعِدُ عُمَّالَ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏أَدَاةٌ جَدِيدَةٌ فِي يَدِ عُمَّالِ ٱلْإِغَاثَةِ‏».‏)‏

      ١٠ ثَانِيًا،‏ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ «يَسُدُّ عَوَزَ» إِخْوَانِنَا.‏ (‏٢ كو ٩:‏١٢أ‏)‏ لِمَاذَا نَنْدَفِعُ إِلَى سَدِّ حَاجَاتِ إِخْوَتِنَا ٱلطَّارِئَةِ وَٱلتَّخْفِيفِ عَنْهُمْ؟‏ لِأَنَّ أَعْضَاءَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ «جَسَدٌ وَاحِدٌ».‏ «فَإِذَا تَأَلَّمَ عُضْوٌ،‏ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ سَائِرُ ٱلْأَعْضَاءِ».‏ (‏١ كو ١٢:‏​٢٠،‏ ٢٦‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ تَدْفَعُ ٱلْمَوَدَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ وَٱلْحَنَانُ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ أَنْ يُوقِفُوا أَعْمَالَهُمْ فَوْرًا وَيَحْمِلُوا عُدَّتَهُمْ وَيَتَوَجَّهُوا إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَنْكُوبَةِ لِنَجْدَةِ إِخْوَانِهِمْ.‏ (‏يع ٢:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ فَبَعْدَمَا ضَرَبَ ٱلتُّسُونَامِي ٱلْيَابَانَ عَامَ ٢٠١١ مَثَلًا،‏ أَرْسَلَ مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ رِسَالَةً إِلَى لِجَانِ ٱلْبِنَاءِ ٱلْإِقْلِيمِيَّةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ سَأَلَ فِيهَا هَلْ يَتَوَفَّرُ «بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَكْفَاءِ» لِلْمُسَاعَدَةِ فِي إِعَادَةِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ فِي غُضُونِ أَسَابِيعَ،‏ تَقَدَّمَ نَحْوُ ٦٠٠ مُتَطَوِّعٍ وَقَبِلُوا أَنْ يُسَافِرُوا إِلَى ٱلْيَابَانِ عَلَى نَفَقَتِهِمْ!‏ أَخْبَرَ مَكْتَبُ فَرْعِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ:‏ «أَذْهَلَتْنَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ».‏ وَحِينَ سَأَلَ أَخٌ يَابَانِيٌّ أَحَدَ ٱلْعُمَّالِ ٱلْأَجَانِبِ عَمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْمَجِيءِ،‏ أَجَابَ:‏ «إِخْوَتُنَا فِي ٱلْيَابَانِ جُزْءٌ مِنْ ‹جَسَدِنَا›.‏ فَكَيْفَ لَا نُحِسُّ بِآ‌لَامِهِمْ وَمُعَانَاتِهِمْ؟‏!‏».‏ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يُخَاطِرُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ بِحَيَاتِهِمْ لِيَقِفُوا إِلَى جَانِبِ إِخْوَانِهِمْ،‏ مَدْفُوعِينَ بِمَحَبَّةٍ تَبْلُغُ حَدَّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏c —‏ ١ يو ٣:‏١٦‏.‏

      شاهدة ليهوه تعدّ مؤن اغاثة في سويسرا عام ١٩٤٦ من اجل اخوتها المسيحيين

      سُوِيسِرَا،‏ عَامَ ١٩٤٦

      أَوَّلُ حَمْلَةِ إِغَاثَةٍ فِي أَيَّامِنَا

      فِي أَيْلُولَ (‏سِبْتَمْبِر)‏ عَامَ ١٩٤٥ بَعْدَ مُجَرَّدِ أَشْهُرٍ عَلَى ٱنْتِهَاءِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي أُورُوبَّا،‏ أَعْلَنَ ٱلْأَخُ نُور عَنْ حَمْلَةٍ وَاسِعَةِ ٱلنِّطَاقِ لِإِرْسَالِ «مَعُونَاتٍ لِلْإِخْوَةِ ٱلْمُحْتَاجِينَ فِي أُورُوبَّا ٱلْوُسْطَى».‏

      وَمَا هِيَ إِلَّا أَسَابِيعُ حَتَّى بَدَأَ ٱلْإِخْوَةُ فِي كَنَدَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَبُلْدَانٍ أُخْرَى بِتَصْنِيفِ وَتَوْضِيبِ ٱلْمَلَابِسِ وَجَمْعِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْغِذَائِيَّةِ.‏ وَبَدْءًا مِنْ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ عَامَ ١٩٤٦،‏ أُرْسِلَتْ هٰذِهِ ٱلْمُسَاعَدَاتُ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي أَلْمَانِيَا،‏ إِنْكِلْتَرَا،‏ إِيطَالِيَا،‏ بَلْجِيكَا،‏ بُلْغَارْيَا،‏ بُولَنْدَا،‏ تْشِيكُوسْلُوفَاكِيَا،‏ ٱلدَّانِمارْكِ،‏ رُومَانِيَا،‏ فَرَنْسَا،‏ فِنْلَنْدَا،‏ ٱلنَّمْسَا،‏ ٱلنَّرُوجِ،‏ هَنْغَارِيَا،‏ هُولَنْدَا،‏ وَٱلْيُونَانِ،‏ إِضَافَةً إِلَى ٱلصِّينِ وَٱلْفِيلِيبِّينِ.‏

      وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ هٰذِهِ ٱللَّفْتَةَ ٱسْتَمَرَّتْ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا!‏ فَقَدْ أَرْسَلَ نَحْوُ ٠٠٠‏,٨٥ أَخٍ وَأُخْتٍ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠٠ طُنٍّ مِنَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْغِذَائِيَّةِ،‏ ٤٥٠ طُنًّا مِنَ ٱلْمَلَابِسِ،‏ وَ ٠٠٠‏,١٢٤ حِذَاءٍ لِإِخْوَانِهِمْ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلَّتِي مَزَّقَتْهَا ٱلْحَرْبُ.‏ ثُمَّ ٱخْتُتِمَ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ هٰذَا فِي آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ ١٩٤٨.‏ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٤٩:‏ «يَعْكِسُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ دُونَ رَيْبٍ مَحَبَّةَ ٱلْإِخْوَةِ وَاحِدِهِمْ تِجَاهَ ٱلْآخَرِ.‏ وَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُمْ جَمِيعًا بَذَلُوا هٰذِهِ ٱلْجُهُودَ إِكْرَامًا لِلرَّبِّ مُبْقِينَ فِي بَالِهِمْ أَنَّ ٱلْمَعُونَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ سَتُسَاعِدُ ٱلْبَعْضَ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَلِذٰلِكَ هُمْ يَرَوْنَ فِي إِغَاثَةِ إِخْوَتِهِمِ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا».‏ وَفِي ٱلْحَصِيلَةِ،‏ نَجِدُ أَنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ مَجَّدَ يَهْوَهَ،‏ بَلْسَمَ جِرَاحَاتِ ٱلْإِخْوَةِ،‏ وَمَتَّنَ رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلشُّهُودِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏

      ١١ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ أَشْخَاصًا لَيْسُوا شُهُودًا يُعَبِّرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِعَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نَقُومُ بِهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَعْدَمَا حَلَّتْ كَارِثَةٌ بِوِلَايَةِ آرْكَانْسَاسَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ عَامَ ٢٠١٣،‏ نَشَرَتْ صَحِيفَةٌ تَقْرِيرًا عَنْ رَدَّةِ فِعْلِ ٱلشُّهُودِ ٱلسَّرِيعَةِ جَاءَ فِيهِ:‏ «إِنَّ بِنْيَةَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلتَّنْظِيمِيَّةَ جَعَلَتْ مِنْ خِدْمَاتِ مُتَطَوِّعِي ٱلْإِغَاثَةِ فَنًّا بِحَدِّ ذَاتِهَا».‏

      ١٢-‏١٤ (‏أ)‏ مَا أَهَمِّيَّةُ تَحْقِيقِ ٱلْهَدَفِ ٱلثَّالِثِ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَعْلِيقَاتٍ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱسْتِئْنَافِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      ١٢ ثَالِثًا،‏ نُسَاعِدُ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ أَنْ يُعَاوِدُوا رُوتِينَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ.‏ وَمَا أَهَمِّيَّةُ ذٰلِكَ؟‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ مَنْ يَتَلَقَّوْنَ مُسَاعَدَةً يَنْدَفِعُونَ إِلَى تَأْدِيَةِ «تَعَابِيرِ شُكْرٍ كَثِيرَةٍ لِلّٰهِ».‏ (‏٢ كو ٩:‏١٢ب‏)‏ وَهَلْ مِنْ وَسِيلَةٍ أَفْضَلُ لِيَشْكُرَ هٰؤُلَاءِ يَهْوَهَ مِنْ مُعَاوَدَةِ رُوتِينِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ؟‏!‏ (‏في ١:‏١٠‏)‏ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ،‏ وَرَدَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٤٥ مَا يَلِي:‏ «رَتَّبَ بُولُسُ لِجَمْعِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِأَنَّهَا خَفَّفَتْ مَادِّيًّا عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْوِزِينَ .‏ .‏ .‏ فَتَمَكَّنُوا بِٱلتَّالِي مِنْ تَكْثِيفِ نَشَاطِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْإِلٰهِيِّ».‏ وَٱلْيَوْمَ كَذٰلِكَ،‏ لَا يَزَالُ لَدَيْنَا ٱلْهَدَفُ نَفْسُهُ.‏ وَحِينَ يَسْتَأْنِفُ إِخْوَتُنَا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ،‏ لَا يُشَجِّعُونَ ٱلضَّحَايَا مِنْ حَوْلِهِمْ فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَتَشَجَّعُونَ هُمْ أَيْضًا.‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ١:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ١٣ تَأَمَّلْ فِي تَعْلِيقَاتِ بَعْضِ مَنْ تَلَقَّوُا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي حِينِهَا فَٱسْتَأْنَفُوا خِدْمَتَهُمْ وَتَقَوَّوْا بِفَضْلِهَا.‏ عَبَّرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ عَنْ مَشَاعِرِ عَائِلَتِهِ قَائِلًا:‏ «كَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأَنَّنَا شَارَكْنَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ!‏ فَبَيْنَمَا حَاوَلْنَا تَعْزِيَةَ ٱلْآخَرِينَ،‏ ٱرْتَحْنَا نَحْنُ وَلَوْ قَلِيلًا مِنْ هُمُومِنَا».‏ وَرَوَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ تَجْرِبَتَهَا قَائِلَةً:‏ «اَلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلنَّشَاطِ ٱلرُّوحِيِّ شَغَلَنِي عَنِ ٱلدَّمَارِ مِنْ حَوْلِي،‏ فَشَعَرْتُ بِٱلْأَمَانِ».‏ وَأَخْبَرَتْ أُخْتٌ أُخْرَى:‏ «فِي حِينِ كَانَتِ ٱلْأُمُورُ خَارِجَةً عَنْ سَيْطَرَتِنَا،‏ سَاعَدَتِ ٱلْكِرَازَةُ عَائِلَتَنَا أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْمُشْرِقِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُنَا.‏ فَٱلتَّحَدُّثُ مَعَ ٱلنَّاسِ عَنْ رَجَائِنَا بِٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ قَوَّى ثِقَتَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا».‏

      ١٤ وَحُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ نَشَاطٌ رُوحِيٌّ آخَرُ يَحْسُنُ بِإِخْوَانِنَا ٱلْمَنْكُوبِينَ ٱسْتِئْنَافُهُ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ.‏ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ كِيُوكُو،‏ أُخْتٍ كَانَتْ فِي أَوَاخِرِ خَمْسِينَاتِهَا عِنْدَمَا ضَرَبَ ٱلتُّسُونَامِي ٱلْمِنْطَقَةَ حَيْثُ تَعِيشُ.‏ فَبَعْدَمَا خَسِرَتْ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهَا وَلَمْ تَخْرُجْ إِلَّا بِٱلثِّيَابِ ٱلَّتِي عَلَيْهَا،‏ شَعَرَتْ بِٱلضَّيَاعِ وَتَسَاءَلَتْ كَيْفَ عَسَاهَا تُكْمِلُ حَيَاتَهَا.‏ آنَذَاكَ أَخْبَرَهَا أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنَّهُ يَنْوِي عَقْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ زَوْجَتِهِ فِي سَيَّارَتِهِ.‏ تَرْوِي كِيُوكُو:‏ «جَلَسْتُ مَعَ ٱلْأَخِ وَزَوْجَتِهِ وَأُخْتٍ أُخْرَى فِي ٱلسَّيَّارَةِ.‏ كَانَ ٱلِٱجْتِمَاعُ بَسِيطًا،‏ لٰكِنَّ نَتِيجَتَهُ مُذْهِلَةٌ!‏ فَقَدْ نَسِيتُ أَمْرَ ٱلتُّسُونَامِي وَشَعَرْتُ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ.‏ فَتَبَيَّنْتُ فِي ذٰلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعِ تَأْثِيرَ ٱلْأُخُوَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ».‏ وَقَالَتْ أُخْتٌ ثَانِيَةٌ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي حَضَرَتْهَا بَعْدَ حُلُولِ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ:‏ «كَانَتْ طَوْقَ ٱلنَّجَاةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ».‏ —‏ رو ١:‏​١١،‏ ١٢؛‏ ١٢:‏١٢‏.‏

      عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَعُودُ بِفَوَائِدَ طَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ دَعْمِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏

      ١٥ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِ بُولُسَ عَنْ إِرْسَالِ ٱلْإِعَانَاتِ،‏ نَاقَشَ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ وَإِخْوَةٌ آخَرُونَ مِنْ مُسَاهَمَتِهِمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ.‏ قَالَ:‏ ‏«بِٱلتَّضَرُّعِ مِنْ أَجْلِكُمْ هُمْ [أَيِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِينَ تَلَقَّوُا ٱلْمَعُونَةَ] مُشْتَاقُونَ إِلَيْكُمْ لِمَا عَلَيْكُمْ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ».‏ (‏٢ كو ٩:‏١٤‏)‏ إِذًا كَانَ كَرَمُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ سَيُعَمِّقُ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لَهُمْ وَيَدْفَعُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِمْ جَمِيعًا،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ.‏

      ١٦ فَكَيْفَ يَنْعَكِسُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ؟‏ تَنَاوَلَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ ١٩٤٥ كَلِمَاتِ بُولُسَ عَنْ فَوَائِدِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ قَائِلَةً:‏ «تَخَيَّلْ كَمْ تَتَوَطَّدُ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حِينَ يَتَبَرَّعُ ٱلْبَعْضُ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُكَرَّسِ لِيَسُدَّ حَاجَاتِ ٱلْبَعْضِ ٱلْآخَرِ».‏ وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُجَسِّدُ مَشَاعِرَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ.‏ ذَكَرَ شَيْخٌ مَدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ بَعْدَ أَحَدِ ٱلْفَيَضَانَاتِ:‏ «اَلِٱشْتِرَاكُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ قَرَّبَنِي مِنْ إِخْوَتِي أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى».‏ وَقَالَتْ شَاهِدَةٌ شَعَرَتْ بِٱلِٱمْتِنَانِ بَعْدَمَا سَاعَدَهَا ٱلْإِخْوَةُ:‏ «نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ أُخُوَّةً هِيَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْأَرْضِيِّ».‏ —‏ اقرإ الامثال ١٧:‏١٧‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ تَنْطَبِقُ ٱلْكَلِمَاتُ فِي إِشَعْيَا ٤١:‏١٣ عَلَى عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ (‏ب)‏ اُذْكُرْ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يُكْرِمُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَهْوَهَ وَيُمَتِّنُ رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلشُّهُودِ.‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏مُتَطَوِّعُونَ يَهُبُّونَ لِنَجْدَةِ إِخْوَتِهِمْ‏».‏)‏

      ١٧ وَبَعْدَمَا يَصِلُ عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَنْكُوبَةِ،‏ يَلْمُسُ إِخْوَتُنَا ٱلْمُتَضَرِّرُونَ صِدْقَ ٱلْوَعْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلتَّالِي:‏ «أَنَا،‏ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ،‏ ٱلْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ،‏ ٱلْقَائِلُ لَكَ:‏ ‹لَا تَخَفْ.‏ أَنَا أُعِينُكَ›».‏ (‏اش ٤١:‏١٣‏)‏ ذَكَرَتْ أُخْتٌ نَجَتْ مِنْ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ:‏ «اِسْوَدَّتِ ٱلدُّنْيَا فِي عَيْنَيَّ حِينَمَا رَأَيْتُ ٱلدَّمَارَ.‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيَّ.‏ حَقًّا يَعْجَزُ لِسَانِي عَنْ وَصْفِ مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِي لِي!‏».‏ وَبَعْدَمَا دَمَّرَتْ كَارِثَةٌ إِحْدَى ٱلْمَنَاطِقِ،‏ كَتَبَ شَيْخَانِ بِٱسْمِ جَمَاعَتَيْهِمَا:‏ «عَانَيْنَا ٱلْأَمَرَّيْنِ بِسَبَبِ ٱلزِّلْزَالِ،‏ إِلَّا أَنَّنَا ٱخْتَبَرْنَا كَيْفَ يُعِينُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ إِخْوَتِنَا.‏ فِي ٱلسَّابِقِ قَرَأْنَا عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَشَهِدْنَاهُ بِأُمِّ عَيْنِنَا».‏

      بيتر جونسون وهو يشارك في مشروع بناء يخص عمل شهود يهوه

      عَمَلٌ حَدَّدَ مَسَارَ حَيَاتِهِ

      كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ عَلَى ٱلشَّبَابِ؟‏ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ بِيتِر جُونْسُونَ ٱلَّذِي سَاهَمَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى بِعُمْرِ ١٨ سَنَةً.‏ يَرْوِي:‏ «تَأَثَّرْتُ كَثِيرًا عِنْدَمَا لَمَسْتُ ٱمْتِنَانَ ٱلْإِخْوَةِ وَشَعَرْتُ بِفَرَحِ ٱلْعَطَاءِ.‏ فَٱتَّقَدَتْ رَغْبَتِي أَنْ أَبْذُلَ حَيَاتِي فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ».‏ وَهٰكَذَا بَاشَرَ بِيتِر خِدْمَةَ ٱلْفَتْحِ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ.‏ كَمَا خَدَمَ فِي بَيْتَ إِيلَ،‏ ثُمَّ أَصْبَحَ عُضْوًا فِي إِحْدَى لِجَانِ ٱلْبِنَاءِ ٱلْإِقْلِيمِيَّةِ.‏ يَسْتَذْكِرُ ٱلْيَوْمَ قَائِلًا:‏ «اَلْمُشَارَكَةُ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَامَ ١٩٧٤ حَدَّدَتْ مَسَارَ حَيَاتِي».‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ أَنْتَ فِي سِنِّ ٱلشَّبَابِ؟‏ وَهَلْ فِي وِسْعِكَ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِبِيتِر؟‏ فَمَنْ يَدْرِي،‏ أَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّدَ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ مَسَارَ حَيَاتِكَ أَنْتَ أَيْضًا؟‏

      كَيْفَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ؟‏

      ١٨ كَيْفَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏عَمَلٌ حَدَّدَ مَسَارَ حَيَاتِهِ‏».‏)‏

      ١٨ هَلْ تَوَدُّ أَنْ تَتَذَوَّقَ ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلْعُمَّالَ غَالِبًا مَا يُخْتَارُونَ مِمَّنْ يُشَارِكُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذَا أَطْلِعْ شُيُوخَ جَمَاعَتِكَ عَلَى رَغْبَتِكَ فِي مَلْءِ ٱلطَّلَبِ لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَلَا تَنْسَ نَصِيحَةً قَدَّمَهَا شَيْخٌ لَهُ خِبْرَةٌ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ:‏ «لَا تُسَافِرْ إِلَى مِنْطَقَةٍ مَنْكُوبَةٍ إِلَّا بَعْدَمَا تَتَلَقَّى دَعْوَةً رَسْمِيَّةً مِنْ لَجْنَةِ ٱلْإِغَاثَةِ».‏ فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ يَسِيرُ ٱلْعَمَلُ بِشَكْلٍ مُنَظَّمٍ.‏

      ١٩ كَيْفَ يُتِيحُ لَنَا عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ أَنْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا تَلَامِيذُ حَقِيقِيُّونَ لِلْمَسِيحِ؟‏

      ١٩ لَا شَكَّ أَنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً فَرِيدَةً لِنُطِيعَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَنْ ‹يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›.‏ وَبِإِظْهَارِ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا تَلَامِيذُ حَقِيقِيُّونَ لِلْمَسِيحِ.‏ (‏يو ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ نَجِدَ بَيْنَنَا عُمَّالًا طَوْعِيِّينَ كَثِيرِينَ يُمَجِّدُونَ يَهْوَهَ إِذْ يُعِينُونَ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءَ!‏

      a صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلْفَصْلَ يَتَنَاوَلُ أَعْمَالَ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْهَادِفَةَ إِلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَانِنَا،‏ إِلَّا أَنَّ جُهُودَنَا هٰذِهِ تُفِيدُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً أَشْخَاصًا مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ.‏ —‏ غل ٦:‏١٠‏.‏

      b اِسْتَخْدَمَ بُولُسُ صِيغَةَ ٱلْجَمْعِ مِنْ دياكونوس (‏خَادِمٍ)‏ لِيَصِفَ ‹ٱلْخُدَّامَ ٱلْمُسَاعِدِينَ›.‏ —‏ ١ تي ٣:‏١٢‏.‏

      c رَاجِعِ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ «مُسَاعَدَةُ أَهْلِنَا فِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْبُوسْنَةِ» عَدَدَ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ١٩٩٤ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٣-‏٢٧‏.‏

  • عمل الاغاثة العالمي يُكرم اللّٰه
    ملكوت اللّٰه يحكم الآن!‏
    • مُتَطَوِّعُونَ يَهُبُّونَ لِنَجْدَةِ إِخْوَتِهِمْ

      إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى وَٱلْغَرْبِيَّةُ

      عَامَ ١٩٩٤،‏ قُتِلَ نَحْوُ ٠٠٠‏,٨٠٠ شَخْصٍ فِي رُوَانْدَا بِإِبَادَةٍ جَمَاعِيَّةٍ قَبَلِيَّةٍ.‏ وَفِي أَعْقَابِ هٰذِهِ ٱلْمَجْزَرَةِ،‏ ٱمْتَدَّتِ ٱلِٱضْطِرَابَاتُ إِلَى بُلْدَانٍ مُجَاوِرَةٍ فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى مِمَّا أَدَّى إِلَى ٱزْدِحَامِ ٱلْمُخَيَّمَاتِ بِٱللَّاجِئِينَ.‏ وَعَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ هَبَّ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي بَلْجِيكَا وَفَرَنْسَا وَسُوِيسِرَا لِنَجْدَةِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ.‏ فَأَرْسَلُوا جَوًّا ٣٠٠ طُنٍّ تَقْرِيبًا مِنَ ٱلثِّيَابِ وَٱلْأَدْوِيَةِ وَٱلْخِيَامِ وَٱلْمَوَادِّ ٱلْغِذَائِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱللَّوَازِمِ.‏ وَفِي غُضُونِ أَسَابِيعَ،‏ تَسَلَّمَ إِخْوَتُنَا ٱلْمُحْتَاجُونَ هٰذِهِ ٱلْمَعُونَاتِ.‏

      وَبِٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى أَيَّامِنَا،‏ يَعْمَلُ فَرِيقٌ مِنْ عَشَرَةِ أَطِبَّاءَ وَمُمَرِّضَاتٍ فَرَنْسِيِّينَ مِنَ ٱلشُّهُودِ فِي إِفْرِيقْيَا عَلَى إِسْعَافِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ جَرَّاءَ ٱلْحُرُوبِ ٱلْأَهْلِيَّةِ وَٱلْمَجَاعَاتِ وَٱلْأَمْرَاضِ.‏ فَقَدَّمُوا فِي ٱلسَّنَتَيْنِ ٱلْمَاضِيَتَيْنِ وَحْدَهُمَا أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,١٠ ٱسْتِشَارَةٍ طِبِّيَّةٍ.‏ وَعَمَلُهُمْ هٰذَا يُمَجِّدُ يَهْوَهَ وَهَيْئَتَهُ.‏ تُخْبِرُ إِحْدَى ٱلْمُمَرِّضَاتِ:‏ «مَا إِنْ نَصِلُ إِلَى مِنْطَقَةٍ مَا لِنَقِفَ إِلَى جَانِبِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَتَّى يَقُولَ ٱلنَّاسُ بِمُنْتَهَى ٱلِٱحْتِرَامِ:‏ ‹هٰؤُلَاءِ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ وَقَدْ أَتَوْا لِيُسَاعِدُوا إِخْوَتَهُمْ›».‏ وَقَدْ عَبَّرَتْ أُخْتٌ عَنِ ٱمْتِنَانِهَا بَعْدَمَا سَاعَدَتْهَا إِحْدَى ٱلْمُمَرِّضَاتِ قَائِلَةً:‏ «شُكْرًا لَكِ أُخْتِي ٱلْعَزِيزَةَ؛‏ شُكْرًا يَا يَهْوَهَ».‏

      وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ تَنْشَأُ ٱلْحَاجَةُ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ بَعْدَ وُقُوعِ حَوَادِثَ خَطِيرَةٍ.‏ فَفِي عَامِ ٢٠١٢ مَثَلًا،‏ أَدَّى حَادِثُ مُرُورٍ فِي نَيْجِيرْيَا إِلَى مَقْتَلِ ١٣ شَاهِدًا مِنْ جَمَاعَةٍ صَغِيرَةٍ وَاحِدَةٍ وَإِصَابَةِ ٥٤ آخَرِينَ إِصَابَةً بَالِغَةً.‏ فَأَمَّنَتْ لَجْنَةُ إِغَاثَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رِعَايَةً عَلَى مَدَارِ ٱلسَّاعَةِ.‏ وَحِينَ رَأَتْ مَرِيضَةٌ فِي أَحَدِ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ تَهَافُتَ ٱلْإِخْوَةِ لِمُسَاعَدَةِ إِخْوَانِهِمِ ٱلْمُصَابِينَ،‏ ٱتَّصَلَتْ بِٱلْقَسِّ فِي كَنِيسَتِهَا قَائِلَةً:‏ «لَمْ يَزُرْنِي أَيٌّ مِنْ أَعْضَاءِ كَنِيسَتِنَا.‏ تَعَالَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى وَٱنْظُرْ بِعَيْنَيْكَ كَمْ يُحِبُّ شُهُودُ يَهْوَهَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ!‏».‏

      صَحِيحٌ أَنَّ خَسَارَةً كَبِيرَةً لَحِقَتْ بِتِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلصَّغِيرَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ تَعَزَّوْا بِمَحَبَّةِ إِخْوَانِهِمْ.‏ وَبَعْدَمَا لَاحَظَ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْبَالِغَ ٱلَّذِي أَوْلَاهُ عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ لِلْمُصَابِينَ،‏ ٱنْدَفَعُوا إِلَى تَكْثِيفِ خِدْمَتِهِمْ.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ ٱرْتَفَعَ عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ مِنْ ٣٥ قَبْلَ ٱلْحَادِثِ إِلَى ٦٠ فِي غُضُونِ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ.‏

      أُوسْتْرَالِيَا

      عَامَ ٢٠١٣،‏ أَدَّى فَيَضَانٌ ٱجْتَاحَ أَجْزَاءً مِنْ سَاحِلِ كْوِينْزْلَنْد إِلَى تَشْرِيدِ ٧٠ شَاهِدًا،‏ مِنْ بَيْنِهِمْ مَارْك وَرُونْدَا وَٱبْنَتُهُمَا.‏ فَبَعْدَمَا غَمَرَتِ ٱلْمِيَاهُ مَنْزِلَهُمُ،‏ ٱنْتَهَى بِهِمِ ٱلْحَالُ إِلَى أَحَدِ مَرَاكِزِ ٱلْإِخْلَاءِ ٱلْمُكْتَظَّةِ.‏ تَتَذَكَّرُ رُونْدَا:‏ «لَمْ يَتَّسِعِ ٱلْمَكَانُ لِلْمَوْجُودِينَ إِلَّا وُقُوفًا».‏ وَمَا زَادَ ٱلطِّينَ بِلَّةً أَنَّ ٱلْمَرْكَزَ ضَجَّ بِأَصْوَاتِ ٱلْمِرْوَحِيَّاتِ ٱلَّتِي هَبَطَتْ وَأَقْلَعَتْ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُمْ.‏ فَسَأَلَتْ رُونْدَا زَوْجَهَا وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا ٱلْقَلَقُ:‏ «مَاذَا عَسَانَا نَفْعَلُ ٱلْآنَ؟‏».‏ فَصَلَّى مَارْك بِحَرَارَةٍ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ.‏ تَرْوِي رُونْدَا:‏ «بَعْدَ نِصْفِ سَاعَةٍ تَقْرِيبًا وَصَلَتْ سَيَّارَةٌ إِلَى ٱلْمَرْكَزِ وَتَرَجَّلَ مِنْهَا ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ.‏ وَحِينَ ٱلْتَقَيْنَاهُمْ قَالُوا لَنَا:‏ ‹هَيَّا،‏ سَتَذْهَبُونَ مَعَنَا وَتَمْكُثُونَ فِي بَيْتِ أَحَدِ ٱلشُّهُودِ›».‏ تُعَلِّقُ ٱلْأُخْتُ:‏ «تَعْجِزُ ٱلْكَلِمَاتُ عَنْ وَصْفِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي غَمَرَتْنَا فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ،‏ لَحْظَةَ لَمَسْنَا مَحَبَّةَ هَيْئَةِ يَهْوَهَ».‏

      بَعْدَئِذٍ هَرَعَ مَا يَزِيدُ عَنْ ٢٥٠ مُتَطَوِّعًا إِلَى تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلْمَنْكُوبَةِ لِإِغَاثَةِ إِخْوَانِهِمْ.‏ يُخْبِرُ أَخٌ مُسِنٌّ:‏ «ظَهَرَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي،‏ وَرَاحُوا يَعْمَلُونَ كَٱلنَّمْلِ لِيُصْلِحُوا ٱلضَّرَرَ ٱلَّذِي أَصَابَ مَنْزِلِي.‏ لَنْ أَنْسَى أَنَا وَزَوْجَتِي مَا حَيِينَا كَيْفَ هَبُّوا لِنَجْدَتِنَا».‏

      اَلْبَرَازِيلُ

      عَامَ ٢٠٠٨،‏ تَرَكَتِ ٱلِٱنْهِيَارَاتُ ٱلطِّينِيَّةُ وَٱلْفَيَضَانَاتُ فِي وِلَايَةِ سَانْتَا كَاتَارِينَا ٠٠٠‏,٨٠ شَخْصٍ تَقْرِيبًا بِلَا مَأْوًى.‏ وَصَفَ أَحَدُ ٱلسُّكَّانِ ٱلْكَارِثَةَ بِأَنَّهَا «تُسُونَامِي مِنَ ٱلطِّينِ وَٱلْوَحْلِ وَٱلْأَشْجَارِ».‏ عَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ لَجَأَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى إِحْدَى قَاعَاتِ ٱلْمَحَافِلِ.‏ يَرْوِي ٱلْأَخُ مَارْسِيُّو ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْقَاعَةِ:‏ «هَرَبُوا بِٱلثِّيَابِ ٱلَّتِي عَلَيْهِمْ وَوَصَلُوا مُلَطَّخِينَ بِٱلْوَحْلِ».‏ وَتُخْبِرُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «اِنْهَارَ مَنْزِلُنَا.‏ لَقَدِ ٱنْفَطَرَتْ قُلُوبُنَا لِرُؤْيَتِهِ يَضِيعُ مِنَّا فِي ثَوَانٍ.‏ لٰكِنَّنَا لَنْ نَنْسَى كَيْفَ طَيَّبَ إِخْوَتُنَا وَأَخَوَاتُنَا خَاطِرَنَا وَغَمَرُونَا بِمَحَبَّتِهِمْ.‏ حِينَئِذٍ أَدْرَكْتُ كَمْ حَكِيمٌ أَنْ أُقَدِّرَ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ».‏

      شهود يهوه ينظمون ويوزعون المساعدات اثر كارثة في البرازيل

      مُسَاعَدَاتٌ تَمْلَأُ قَاعَةَ مَحَافِلَ فِي سَانْتَا كَاتَارِينَا بِٱلْبَرَازِيلِ بَعْدَمَا تَحَوَّلَتْ إِلَى مَرْكَزِ إِغَاثَةٍ عَامَ ٢٠٠٩

      وَإِلَى ٱلْيَوْمِ،‏ مَا زَالَتِ ٱلِٱنْهِيَارَاتُ ٱلطِّينِيَّةُ ٱلْمُتَكَرِّرَةُ تُدَمِّرُ أَحْيَاءً بِكَامِلِهَا عَلَى ٱلسُّفُوحِ ٱلْقَرِيبَةِ مِنْ مَدِينَةِ رِيُو دِي جَانِيرُو.‏ لِذٰلِكَ شَكَّلَ ٱلْإِخْوَةُ لَجْنَةَ إِغَاثَةٍ دَائِمَةً لِمُوَاجَهَةِ هٰذِهِ ٱلْكَوَارِثِ بِأَكْثَرِ فَعَّالِيَّةٍ.‏ وَكُلَّمَا هَدَّدَتِ ٱلِٱنْهِيَارَاتُ ٱلْوَشِيكَةُ ٱلْمِنْطَقَةَ،‏ تَلَقَّتِ ٱللَّجْنَةُ إِنْذَارًا مِنْ إِخْوَةٍ مَحَلِّيِّينَ (‏مُرَاقِبُونَ مُعَيَّنُونَ)‏.‏ فَيَصِلُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ عَلَى جَنَاحِ ٱلسُّرْعَةِ فِي شَاحِنَاتٍ كُتِبَ عَلَيْهَا:‏ «شُهُودُ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ مُسَاعَدَاتٌ إِنْسَانِيَّةٌ».‏ وَأَعْضَاءُ فِرَقِ ٱلْإِنْقَاذِ هٰؤُلَاءِ مُجَهَّزُونَ بِٱلْعَتَادِ ٱللَّازِمِ،‏ لَهُمْ مُهِمَّاتٌ مُحَدَّدَةٌ،‏ وَيَلْبَسُونَ سُتْرَاتٍ تُعَرِّفُ بِوُضُوحٍ أَنَّهُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ فَيُسْعِفُونَ ٱلشُّهُودَ ٱلْمُصَابِينَ بِٱلتَّعَاوُنِ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ فِي لِجَانِ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ.‏ كَمَا يَجْلُبُونَ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَاءَ وَٱللَّوَازِمَ ٱلطِّبِّيَّةَ وَٱلثِّيَابَ وَأَدَوَاتِ ٱلتَّنْظِيفِ.‏ وَتَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّ إِزَالَةَ ٱلطِّينِ مِنَ ٱلْبُيُوتِ تَسْتَلْزِمُ جُهُودًا جَبَّارَةً.‏ فَعَقِبَ أَحَدِ ٱلِٱنْهِيَارَاتِ مُؤَخَّرًا،‏ عَمِلَ ٦٠ مُتَطَوِّعًا لِإِزَالَةِ حُمُولَةِ أَرْبَعِ شَاحِنَاتٍ مِنَ ٱلطِّينِ مِنْ بَيْتٍ وَاحِدٍ فَقَطْ!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة