-
رحمة يهوه تنقذنا من اليأسبرج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
رحمة يهوه تنقذنا من اليأس
«ارحمني يا اللّٰه حسب (لطفك الحبي). حسب كثرة (مراحمك) امحُ معاصي.» — مزمور ٥١:١.
١، ٢ كيف يمكن ان يتأثر احد خدام يهوه بخطية خطيرة؟
لا يمكن انتهاك شريعة يهوه من دون عقاب. وكم يصير ذلك واضحا اذا ارتكبنا خطية ثقيلة ضد اللّٰه! وعلى الرغم من اننا ربما خدمنا يهوه بأمانة طوال سنوات، فإن انتهاك شريعته يمكن ان يسبب قلقا عظيما او كآبة عميقة. وقد نشعر بأن يهوه تركنا وأننا لم نعد نستحق ان نخدمه. فتبدو خطيتنا كسحاب كثيف يواري نور رضى اللّٰه.
٢ وداود ملك اسرائيل القديمة وجد نفسه ذات مرة في حالة كهذه. فكيف تطورت هذه الحالة؟
زلات يمكن ان تقود الى خطية فادحة
٣، ٤ ماذا حدث للملك داود خلال فترة الازدهار؟
٣ احبَّ داود اللّٰه لكنه اتَّخذ خطوات خاطئة قادته الى خطايا جسيمة. (قارنوا غلاطية ٦:١.) وهذا يمكن ان يحدث لأي انسان ناقص، وخصوصا اذا كان له نفوذ على الآخرين. وكملك ناجح، تمتع داود بالشهرة والسلطة. فمَن كان يجرؤ ان يعترض على كلمته؟ والرجال ذوو القدرة كانوا رهن اشارته، وكان الناس حرصاء على اطاعة اوامره. لكنَّ داود اخطأ بتكثير النساء له وبإحصاء الشعب. — تثنية ١٧:١٤-٢٠؛ ١ أخبار الايام ٢١:١.
٤ وخلال هذه الفترة من الازدهار المادي، ارتكب داود خطايا خطيرة ضد اللّٰه والانسان. وكانت الخطية الواحدة تقود الى الاخرى كخيوط محبوكة لنسيج اعدَّه الشيطان! ففيما كان الرفقاء الاسرائيليون يحاربون العمونيين، كان داود يراقب من سطح بيته زوجةَ اوريا الجميلة، بثشبع، وهي تستحم. واذ كان اوريا في الحرب، جلب الملك المرأة الى قصره وزنى معها. تصوَّروا صدمته عندما عرف لاحقا انها حبلى! فاستدعى داود اوريا، آملا ان يقضيَ الليل مع بثشبع فيعتبرَ الطفل طفله. ومع ان داود اسكره، رفض اوريا ان يضاجعها. والآن اذ صار يائسا، ارسل داود الى القائد يوآب اوامر سرية بوضع اوريا في الخطوط الامامية حيث يكون متأكِّدا انه سيموت. فقُتل اوريا في المعركة، راعت ارملته فترة المناحة العادية، وتزوَّج داود بها قبل ان يدرك الشعب حبلها. — ٢ صموئيل ١١:١-٢٧.
٥ ماذا حدث بعد ان اخطأ داود مع بثشبع، وأي تأثير كان لخطيتَيه فيه؟
٥ وبواسطة النبي ناثان، شهَّر اللّٰه خطيتَي داود وقال: «اقيم عليك الشر من بيتك.» ووفقا لذلك، مات مولود بثشبع. (٢ صموئيل ١٢:١-٢٣) واغتصب امنون، بكر داود، ثامارَ اخته من ابيه فقتله اخوها. (٢ صموئيل ١٣:١-٣٣) وحاول ابشالوم ابن الملك ان يغتصب العرش وأخزى اباه بالدخول الى سراري داود. (٢ صموئيل ١٥:١–١٦:٢٢) وانتهت الحرب الاهلية بموت ابشالوم وبمزيد من الحزن لداود. (٢ صموئيل ١٨:١-٣٣) لكنَّ خطيتَي داود جعلتاه يتواضع ويصير مدركا للحاجة الى البقاء قريبا من الهه الرؤوف. واذا اخطأنا، فلنتب بتواضع ونقترب الى يهوه. — قارنوا يعقوب ٤:٨.
٦ لماذا كان الملك داود مذنبا خصوصا؟
٦ لقد كان داود مذنبا خصوصا لأنه كان حاكما اسرائيليا مطَّلعا تماما على ناموس يهوه. (تثنية ١٧:١٨-٢٠) فهو لم يكن فرعونا مصريا او ملكا بابليا تنقصه معرفة كهذه ويمكن على نحو روتيني ان يقوم بأمور لا يرضى عنها اللّٰه. (قارنوا افسس ٢:١٢؛ ٤:١٨.) وكعضو في امة منتذرة ليهوه، كان داود يدرك ان الزنا والقتل هما خطيتان فادحتان. (خروج ٢٠:١٣، ١٤) والمسيحيون ايضا يعرفون شريعة اللّٰه. ولكنَّ بعضهم، مثل داود، يكسرونها بسبب الخطية الموروثة، الضعف البشري، والاغراء الذي لا يُقاوَم. واذا حدث ذلك لأي منا، لا يلزمنا ان نبقى في حالة من الظلام الدامس الذي يعمي رؤيتنا الروحية ويغشِّينا باليأس العميق.
الاعتراف يجلب الراحة
٧، ٨ (أ) ماذا حدث لداود عندما حاول ان يخفي خطاياه؟ (ب) لماذا يلزم المرء الاعتراف بخطيته وتركها؟
٧ اذا كنا مذنبين بمعاصٍ جسيمة على شريعة اللّٰه، فقد نجده صعبا ان نعترف بخطايانا، حتى ليهوه. وماذا يمكن ان يحدث في ظل هذه الظروف؟ في المزمور ٣٢، اعترف داود: «لما سكتُّ [بدلا من ان اعترف] بليت عظامي من زفيري اليوم كله. لأن يدك [يهوه] ثقلت عليَّ نهارا وليلا. تحوَّلت رطوبتي الى يبوسة القيظ.» (العددان ٣، ٤) ان محاولة اخفاء خطيته وقمع الضمير المذنب أبلَت داود العاصي. والكرب خفَّف حيويته كثيرا حتى شابه شجرة ضربها الجفاف وتنقصها الرطوبة المعطية الحياة. وفي الواقع، ربما اختبر ايضا آثارا سيئة عقليا وجسديا. وعلى ايّ حال، خسر فرحه. فإذا وَجد ايّ منا نفسه في حالة مماثلة، فماذا يجب ان يفعل؟
٨ ان الاعتراف للّٰه يمكن ان يجلب الغفران والراحة. «أعترف لك بخطيتي ولا اكتم اثمي،» رنَّم داود. «قلتُ أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت أثام خطيتي.» (مزمور ٣٢:٥) فهل انتم منزعجون بسبب خطية مخفية؟ ألا يُستحسن ان تعترفوا بها وتتركوها لكي تنالوا رحمة اللّٰه؟ لِمَ لا تدْعون شيوخ الجماعة وتطلبون الشفاء الروحي؟ (امثال ٢٨:١٣؛ يعقوب ٥:١٣-٢٠) فسيجري الاقرار بروح توبتكم، وعلى مر الوقت يمكن ان يُسترد فرحكم المسيحي. «طوبى للذي غُفر اثمه وسُترت خطيته،» قال داود. «طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش.» — مزمور ٣٢:١، ٢.
٩ متى نُظم المزمور ٥١، ولماذا؟
٩ كان داود وبثشبع مسؤولَين امام يهوه اللّٰه عن خطئهما. وعلى الرغم من انه كان يمكن ان يُقتلا بسبب خطيتهما، بسط اللّٰه رحمته عليهما. وكان رحيما مع داود خصوصا بسبب عهد الملكوت. (٢ صموئيل ٧:١١-١٦) وموقف داود التائب ازاء خطيتَيه المتعلقتَين ببثشبع يُرى في المزمور ٥١. لقد نظم الملك النادم هذا المزمور المؤثر بعد ان ايقظ النبي ناثان ضميره في ما يتعلق بضخامة معصيتَيه على الشريعة الالهية. ولزمت الشجاعة ليلفت ناثان انتباه داود الى خطيتَيه، تماما كما يجب ان يكون الشيوخ المسيحيون المعيَّنون شجعانا ليقوموا بأمور كهذه اليوم. وبدلا من انكار التهمة والامر بإعدام ناثان، اعترف الملك بتواضع. (٢ صموئيل ١٢:١-١٤) ويظهر المزمور ٥١ ما قاله للّٰه في الصلاة بشأن العلاقة الجنسية الدنيئة وهو ملائم جدا للتأمل فيه بروح الصلاة، وخصوصا اذا اخطأنا وتُقنا الى رحمة يهوه.
نحن مسؤولون امام اللّٰه
١٠ كيف امكن لداود ان يختبر الشفاء الروحي؟
١٠ لم يحاول داود تبرير خطيته بل التمس: «ارحمني يا اللّٰه حسب (لطفك الحبي). حسب كثرة (مراحمك) امحُ معاصي.» (مزمور ٥١:١) فبالعصيان، تجاوز داود حدود ناموس اللّٰه. ولكن، كان هنالك رجاء بشفائه الروحي اذا رحمه اللّٰه حسب لطفه الحبي، او محبة ولائه. وكثرة مراحم اللّٰه السابقة منحت الملك التائب اساسا للايمان بأن خالقه سيمحو معاصيه.
١١ الى ماذا اشارت ذبائح يوم الكفارة، وماذا يُطلب من اجل الخلاص اليوم؟
١١ بواسطة الظلال النبوية لذبائح يوم الكفارة، لمَّح يهوه ان لديه طريقة لتطهير التائبين عن خطيتهم. ونحن نعرف الآن ان رحمته وغفرانه يُمنحان لنا على اساس ايماننا بذبيحة يسوع المسيح الفدائية. واذا كان بإمكان داود، بمجرد التفكير في رموز هذه الذبيحة وظلالها، ان يثق بلطف يهوه الحبي ومراحمه، فكم بالحري يجب على خدام اللّٰه العصريين ان يمارسوا الايمان بالفدية المزوَّدة لخلاصهم! — رومية ٥:٨؛ عبرانيين ١٠:١.
١٢ ماذا يعني ارتكاب الخطية، وكيف شعر داود ازاء ارتكابه الخطأ؟
١٢ في التوسل الى اللّٰه، اضاف داود: «اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني. لأني عارف بمعاصيَّ وخطيتي امامي دائما.» (مزمور ٥١:٢، ٣) ان ارتكاب الخطية يعني إخطاء الهدف في ما يتعلق بمقاييس يهوه. ومن المؤكد ان داود فعل ذلك. ولكنه لم يكن كقاتل او زانٍ غير مهتم بشأن اساءته، بكونه منزعجا فقط بسبب عقابه او امكانية اصابته بمرض. فكمحب ليهوه، ابغض داود ما هو شر. (مزمور ٩٧:١٠) واشمأز من خطيته نفسها وأراد ان يطهره اللّٰه منها كاملا. لقد كان داود عارفا بمعاصيه وكان آسفا جدا على السماح لرغبته الخاطئة بأن تسود عليه. وكانت خطيته امامه دائما، لأن ضمير الشخص المذنب الخائف اللّٰه لا يرتاح حتى توجد التوبة، الاعتراف، وغفران يهوه.
١٣ لماذا امكن داود ان يقول انه اخطأ الى اللّٰه وحده؟
١٣ اذ اعترف بمسؤوليته امام يهوه، قال داود: «اليك وحدك اخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك.» (مزمور ٥١:٤) لقد كسر داود شرائع اللّٰه، شان المركز الملكي، و«جعل . . . اعداء الرب يشمتون،» معرِّضا يهوه للتعيير. (٢ صموئيل ١٢:١٤؛ خروج ٢٠:١٣، ١٤، ١٧) وكانت اعمال داود الخاطئة اساءات ايضا الى المجتمع الاسرائيلي واعضاء عائلته، تماما كما يسبِّب فاعل الخطإ المعتمد اليوم الحزن او الشدَّة في الجماعة المسيحية وبين الاحباء. وعلى الرغم من ان الملك التائب عرف انه كان قد اخطأ الى رفقاء بشر كأوريا، اقرَّ بمسؤولية اعظم امام يهوه. (قارنوا تكوين ٣٩:٧-٩.) واعترف داود بأن دينونة يهوه ستكون بارة. (رومية ٣:٤) ويلزم ان يمتلك المسيحيون الذين اخطأوا وجهةَ نظر مماثلة.
ظروف مخفِّفة
١٤ اية ظروف مخفِّفة ذكرها داود؟
١٤ مع ان داود لم يحاول تبرير نفسه، قال: «هأنذا بالاثم صوِّرت وبالخطية حبلت بي امي.» (مزمور ٥١:٥) لقد حُبل بداود بالاثم، واختبرت امه اوجاع الولادة بسبب الخطية الموروثة. (تكوين ٣:١٦؛ رومية ٥:١٢) ولا تعني كلماته ان العلاقات الزوجية اللائقة، الحبل، والولادة هي امور خاطئة، نظرا الى ان اللّٰه صنع كل الترتيبات الضرورية من اجل الزواج والولادة؛ ولم يكن داود يشير الى اية خطية محدَّدة لأمِّه. فقد حُبل به بالخطية لأن والديه خاطئان ككل البشر الناقصين. — ايوب ١٤:٤.
١٥ على الرغم من ان اللّٰه قد يأخذ الظروف المخفِّفة في الاعتبار، ماذا لا يجب ان نفعل؟
١٥ واذا اخطأنا، يمكننا ان نذكر في الصلاة الى اللّٰه اية ظروف مخفِّفة ربما ساهمت في ارتكابنا الخطأ. ولكن، لا نحوِّلْ لطف اللّٰه غير المستحق الى عذر للانحلال الخلقي او نستعمل الخطية الموروثة كستارة نختبئ وراءها من المسؤولية عن خطيتنا. (يهوذا ٣، ٤) لقد قبِل داود المسؤولية عن التأمل في الافكار النجسة والاستسلام للتجربة. فلنصلِّ ان لا نُترك للتجربة ولنعملْ بعد ذلك انسجاما مع صلاة كهذه. — متى ٦:١٣.
التماس للتطهير
١٦ بأية صفة يُسرُّ اللّٰه، وكيف يجب ان يؤثر ذلك في سلوكنا؟
١٦ قد يَظهر الناس انهم افراد جياد منتذرون للّٰه، لكنه ينظر الى ما تحت المظهر الخارجي ويرى ما هم عليه في الداخل. قال داود: «ها قد سُررتَ [يا يهوه] بالحق في الباطن ففي السريرة تعرِّفني حكمة.» (مزمور ٥١:٦) كان داود مذنبا بالخداع والالتواء في التخطيط لموت اوريا ومحاولة اخفاء وقائع حبل بثشبع. ومع ذلك، عرف ان اللّٰه يُسرُّ بالحق والقداسة. ويجب ان يؤثر ذلك في سلوكنا بطريقة جيدة، لأن يهوه سيديننا اذا كنا ملتوين. (امثال ٣:٣٢) وأدرك داود ايضا انه اذا كان اللّٰه ‹سيعرِّفه حكمة،› فسيتمكن، كملك تائب، من العمل بانسجام مع المقاييس الالهية باقي حياته.
١٧ ماذا كان مغزى الصلاة طلبا للتطهير بالزوفا؟
١٧ ولأن المرنم الملهم رأى انه بحاجة الى مساعدة اللّٰه في التغلب على الميول الخاطئة، توسَّل الى حد ابعد: «طهرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيض اكثر من الثلج.» (مزمور ٥١:٧) وبين امور اخرى، كانت نبتة الزوفا (ربما المردقوش المعقَّد) تُستعمل في طقس التطهير للأشخاص الذين كانوا قبلا مصابين بالبرص. (لاويين ١٤:٢-٧) ولذلك كان من المناسب ان يصلي داود ليُطهَّر بالزوفا من الخطية. وفكرة النقاوة مقترنة ايضا بالتماسه ان يغسله يهوه لكي يصير طاهرا بكامله، وحتى ابيض اكثر من الثلج الذي لم يجمع سُخاما او حثالة اخرى. (اشعياء ١:١٨) واذا كان ايّ منا يتألم الآن من وخزات الضمير بسبب خطإ ما، فلنملك الايمان بأنه اذا طلبنا غفران اللّٰه تائبين، يمكنه ان ينقِّينا ويطهِّرنا على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.
الالتماس من اجل الردّ
١٨ ماذا كانت حالة داود قبل ان يتوب ويعترف، وكيف يمكن ان تكون معرفة ذلك مساعدة اليوم؟
١٨ يمكن لأي مسيحي تألَّم في ما مضى من ضمير مذنب ان يفهم كلمات داود: «أَسمعني [يا يهوه] سرورا وفرحا. فتبتهج عظام سحقتَها.» (مزمور ٥١:٨) قبل ان يتوب داود ويعترف بخطيتَيه، جعله ضميره المنزعج بائسا. ولم يجد ايضا المتعة في ترانيم السرور والفرح التي يقدِّمها مغنُّون جياد وموسيقيون مهرة. وعظيما جدا كان كرب داود الخاطئ بسبب عدم رضى اللّٰه حتى انه كان كرجل سُحقت عظامه بشكل مؤلم. فتاق الى الغفران، الشفاء الروحي، وردّ الابتهاج الذي اختبره سابقا. وفاعل الخطإ التائب اليوم يلزمه ايضا غفران يهوه لكي يسترجع الابتهاج الذي كان عنده قبل ان يقوم بأمر يعرِّض علاقته باللّٰه للخطر. ويُظهِر ردُّ «فرح الروح القدس» الى الشخص التائب ان يهوه سامحه وأنه يحبه. (١ تسالونيكي ١:٦) فيا للتعزية التي يجلبها ذلك!
١٩ كيف كان داود سيشعر اذا محا اللّٰه كل آثامه؟
١٩ وصلَّى داود ايضا: «استر وجهك عن خطاياي وامحُ كل آثامي.» (مزمور ٥١:٩) لا يمكن التوقع ان ينظر يهوه الى الخطية برضى. ولذلك طُلب منه ان يستر وجهه عن خطايا داود. وتوسَّل الملك ايضا ان يمحو اللّٰه كل آثامه، ينسى كل شرِّه. ليت يهوه يفعل ذلك! فكان ذلك سيرفع معنويات داود، يزيل حمل ضمير منزعج، ويدع الملك التائب الآن يعرف ان الهه المحب قد غفر له.
ماذا اذا ارتكبنا خطية؟
٢٠ بماذا يُوصى ايّ مسيحي ارتكب خطية ثقيلة؟
٢٠ يشير المزمور ٥١ الى انه يمكن لأيّ من خدام يهوه المنتذرين، الذين ارتكبوا خطية خطيرة وانما تابوا، ان يطلب من يهوه بثقة ان يرحمه ويطهره من خطيته. فإذا كنتم مسيحيا أخطأ بمثل هذه الطريقة، فلِمَ لا تطلبون غفران ابينا السماوي في صلاة متواضعة؟ اعترفوا بحاجتكم الى مساعدة اللّٰه لتقفوا مقبولين امامه، واطلبوا ان يردّكم الى ابتهاجكم السابق. فالمسيحيون التائبون يمكنهم ان يتوجهوا بثقة الى يهوه في الصلاة بطلبات كهذه، «لأنه يكثر الغفران.» (اشعياء ٥٥:٧؛ مزمور ١٠٣:١٠-١٤) وبالتأكيد، يجب ان يُدعى شيوخ الجماعة لكي يتمكنوا من تقديم العون الروحي اللازم. — يعقوب ٥:١٣-١٥.
٢١ ماذا سنفحص لاحقا؟
٢١ ان رحمة يهوه تنقذ شعبه من اليأس. ولكن لنفحص التماسات داود القلبية الاخرى في المزمور ٥١. وسيُظهر درسنا ان يهوه لا يحتقر القلب المنكسر.
-
-
يهوه لا يحتقر القلب المنكسربرج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
يهوه لا يحتقر القلب المنكسر
«ذبائح اللّٰه هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا اللّٰه لا تحتقره.» — مزمور ٥١:١٧.
١ كيف ينظر يهوه الى عبّاده الذين يخطئون على نحو خطير لكنهم يتوبون؟
يمكن ليهوه ان ‹يلتحف بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة.› (مراثي ارميا ٣:٤٤) لكنه يريد ان تكون لشعبه حرية الاقتراب اليه. وحتى لو اخطأ احد عبّاده على نحو خطير ولكنه تاب، يتذكر ابونا السماوي الصلاح الذي فعله هذا الشخص. ولذلك امكن الرسول بولس ان يقول للرفقاء المسيحيين: «اللّٰه ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه.» — عبرانيين ٦:١٠.
٢، ٣ ماذا يجب ان يأخذ الشيوخ المسيحيون بعين الاعتبار عند التعامل مع الرفقاء المؤمنين الذين اخطأوا؟
٢ ويجب على الشيوخ المسيحيين ان يأخذوا بعين الاعتبار ايضا سنوات الخدمة الامينة التي قدَّمها الرفقاء المؤمنون للّٰه. وهذه تشمل الخدمة المقدسة من جهة التائبين الذين اتَّخذوا خطوة خاطئة او حتى اخطأوا على نحو جسيم. فالرعاة المسيحيون يطلبون الخير الروحي لجميع الذين هم في رعية اللّٰه. — غلاطية ٦:١، ٢.
٣ ويحتاج الخاطئ التائب الى رحمة يهوه. ومع ذلك، يُطلب المزيد. وتوضح ذلك كلمات داود في المزمور ٥١:١٠-١٩.
القلب النقي مطلوب
٤ لماذا صلَّى داود من اجل قلب نقي وروح جديد؟
٤ اذا كان المسيحي المعتمد في حالة روحية رديئة بسبب خطية ما، فماذا قد يلزمه بالاضافة الى رحمة يهوه وغفرانه؟ حسنا، توسَّل داود: «قلبا نقيا اخلق فيَّ يا اللّٰه وروحا مستقيما جدِّد في داخلي.» (مزمور ٥١:١٠) من الواضح ان داود طلب ذلك لأنه ادرك ان الميل القوي الى الخطية الفادحة لا يزال في قلبه. وربما لا نكون قد تورطنا في نوعَي الخطية اللذين وقع داود في شركهما في ما يتعلق ببثشبع وأوريا، لكننا نحتاج الى مساعدة يهوه لتجنب الاستسلام لتجربة الانهماك في ايّ مسلك خاطئ على نحو جسيم. وعلاوة على ذلك، قد نحتاج شخصيا الى المساعدة الالهية لننزع من قلبنا السمات الخاطئة كالاشتهاء والحقد — الذنْبَين المماثلَين للسرقة والقتل. — كولوسي ٣:٥، ٦، عج؛ ١ يوحنا ٣:١٥.
٥ (أ) ماذا يعني ان نملك قلبا نقيا؟ (ب) ماذا رغب داود فيه عندما طلب روحا جديدا؟
٥ يطلب يهوه ان يملك خدامه «قلبا نقيا،» اي نقاوة الدافع او النية. واذ ادرك داود انه لم يعرب عن نقاوة كهذه، صلَّى ان يطهِّر اللّٰه قلبه ويجعله على انسجام مع المقاييس الالهية. وأراد المرنم الملهم ايضا روحا، او ميلا عقليا، جديدا ومستقيما. فقد احتاج الى روح يساعده على مقاومة التجربة والالتصاق بثبات بشرائع يهوه ومبادئه.
الروح القدس حيوي
٦ لماذا التمس داود ان لا ينزع يهوه الروح القدس منه؟
٦ عندما نكون في يأس بسبب اغلاطنا او ارتكابنا الاخطاء، يمكن ان نشعر بأن اللّٰه يوشك ان يطرحنا جانبا وينزع منا روحه القدوس، او قوته الفعالة. وهكذا شعر داود، لأنه التمس من يهوه: «لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.» (مزمور ٥١:١١) لقد شعر داود المنسحق والمتواضع بأن خطاياه جعلته غير جدير بأن يخدم يهوه. وأن يُطرح من قدام وجه اللّٰه يعني ان يخسر رضاه، تعزيته، وبركته. واذا كان داود سيُردّ روحيا، كان يلزمه روح يهوه القدوس. فبحلوله عليه، كان يمكن للملك ان يطلب التوجيه الالهي بروح الصلاة لكي يُرضي يهوه، يمكن له ان يتجنب الخطية، ويمكن له ان يحكم بالحكمة. واذ ادرك خطاياه ضد معطي الروح القدس، توسَّل داود على نحو ملائم ان لا ينزعه يهوه منه.
٧ لماذا يجب ان نصلِّي من اجل الروح القدس ونحترز من إحزانه؟
٧ فماذا عنا؟ يجب ان نصلِّي من اجل الروح القدس ويجب ان نحترز من إحزانه بالفشل في اتِّباع توجيهه. (لوقا ١١:١٣؛ افسس ٤:٣٠) وإلا فقد نخسر الروح ونكون غير قادرين على الاعراب عن ثماره المعطاة من اللّٰه، ثمار المحبة، الفرح، السلام، طول اناة، اللطف، الصلاح، الايمان، الوداعة، وضبط النفس. وسينزع منا يهوه اللّٰه روحه القدوس خصوصا اذا استمررنا في الإخطاء اليه دون توبة.
بهجة الخلاص
٨ اذا اخطأنا ولكننا اردنا ان نملك فرح الخلاص، فماذا يلزم ان نملك؟
٨ ان الخاطئ التائب الذي يختبر الردّ الروحي يمكنه ان يفرح ثانية بتدبير يهوه للخلاص. واذ تاق داود الى ذلك، طلب من اللّٰه: «ردّ لي بهجة خلاصك وبروح (راغبة) اعضدني.» (مزمور ٥١:١٢) وكم كان رائعا الابتهاج برجاء الخلاص الاكيد من يهوه اللّٰه! (مزمور ٣:٨) بعد الإخطاء الى اللّٰه، طلب داود ردّ فرح خلاص اللّٰه. وفي الازمنة اللاحقة، صنع يهوه الترتيبات الضرورية للخلاص بالذبيحة الفدائية لابنه، يسوع المسيح. فاذا اخطأنا على نحو جسيم كخدام منتذرين للّٰه ولكننا اردنا ان نملك فرح الخلاص المردود لنا، يلزم ان نملك موقف التوبة لكي نتجنب الإخطاء الى الروح القدس. — متى ١٢:٣١، ٣٢؛ عبرانيين ٦:٤-٦.
٩ ماذا كان داود يطلب عندما سأل اللّٰه ان يدعمه «بروح (راغبة)»؟
٩ وطلب داود ان يدعمه يهوه «بروح (راغبة).» ومن الواضح ان ذلك يشير، لا الى رغبة اللّٰه في ان يكون مساعِدا او الى روحه القدوس، بل الى ميل داود العقلي الدافع. فقد اراد داود ان يدعمه اللّٰه بمنحه روح الرغبة ليفعل ما هو صواب ولا يخطئ ثانيةً. ويهوه اللّٰه يعضد خدامه باستمرار ويقوِّم اولئك المنحنين بمحن مختلفة. (مزمور ١٤٥:١٤) فكم هو معزٍّ ادراك ذلك، وخصوصا اذا كنا قد اخطأنا ولكننا منسحقون ونرغب في خدمة يهوه بأمانة الى الابد!
تعليم الاثمة ماذا؟
١٠، ١١ (أ) ماذا كان يمكن لداود ان يعلِّم الاثمة الاسرائيليين؟ (ب) كان يمكن لداود ان يعلِّم الخطاة فقط بعد ان يفعل ماذا هو نفسه؟
١٠ اذا كان اللّٰه سيسمح بذلك، كان داود يريد دون انانية ان يفعل شيئا يظهر تقديره لرحمة يهوه ويساعد الآخرين. وبمشاعر موجَّهة الى يهوه بروح الصلاة، اعلن الملك التائب بعد ذلك: «فأُعلِّم الاثمة طرقك والخطاة اليك يرجعون.» (مزمور ٥١:١٣) فكيف كان يمكن لداود الخاطئ ان يعلِّم الاثمة ناموس اللّٰه؟ ماذا يمكن ان يخبرهم؟ وأيّ خير كان ذلك سينجزه؟
١١ عند اظهار طرق يهوه للاثمة الاسرائيليين على امل ارجاعهم عن السبيل الشرير، كان يمكن لداود ان يشير الى ايّ حد رديئة هي الخطية، ما تعنيه التوبة، وكيفية نيل رحمة يهوه. ولأن داود شعر بالكرب بسبب عدم رضى يهوه وضمير مذنب، كان سيصير بلا ريب معلِّما رؤوفا للخطاة التائبين والمنسحقي القلب. وطبعا، كان يمكن له ان يستعمل مثاله لتعليم الآخرين فقط بعد ان يكون قد قَبِل هو نفسه مقاييس يهوه ونال غفرانه، لأن اولئك الذين يرفضون الاذعان للمطالب الالهية لا يحق لهم ان ‹يحدِّثوا بفرائض اللّٰه.› — مزمور ٥٠:١٦، ١٧.
١٢ كيف استفاد داود من المعرفة ان اللّٰه انقذه من ذنب سفك الدم؟
١٢ واذ كرَّر نواياه بشكل آخر، قال داود: «نجني من (ذنب سفك الدم) يا اللّٰه اله خلاصي. فيسبِّح لساني برَّك.» (مزمور ٥١:١٤) ان ذنب سفك الدم يحمل معه الحكم بالموت. (تكوين ٩:٥، ٦) ولذلك فإن المعرفة ان اله خلاصه قد انقذه من ذنب سفك الدم في ما يتعلق بأوريا كانت ستعطي داود سلام القلب والعقل. وعندئذ كان يمكن للسانه ان يرنِّم فرحا ببر اللّٰه، لا ببره الخاص. (جامعة ٧:٢٠؛ رومية ٣:١٠) فلم يكن بإمكان داود ان يمحو فساده الادبي او يعيد أوريا من القبر، تماما كما ان الانسان العصري لا يمكنه ان يردّ طهارة شخص اغواه او يقيم من الموت شخصا قتله. أفلا يجب ان نفكِّر في ذلك عندما نجرَّب؟ وكم يجب ان نقدِّر رحمة يهوه التي تظهر نحونا بالبر! وفي الواقع، يجب ان يدفعنا التقدير الى توجيه الآخرين الى هذا المصدر الرئيسي للبر والغفران.
١٣ في اية ظروف فقط يمكن للخاطئ ان يفتح شفتيه بشكل لائق لتسبيح يهوه؟
١٣ لا يمكن للخاطئ ان يفتح شفتيه بشكل لائق لتسبيح يهوه ما لم يفتحهما اللّٰه برحمة، اذا جاز التعبير، للتكلم بحقائقه. لذلك رنَّم داود: «يا رب افتح شفتيَّ فيخبر فمي بتسبيحك.» (مزمور ٥١:١٥) فبضمير مرتاح بسبب غفران اللّٰه، كان داود سيندفع الى تعليم الاثمة طرق يهوه، ويتمكن من تمجيده بحرية. وكل الذين غُفرت خطاياهم كداود سيقدِّرون لطف يهوه غير المستحق نحوهم، ويجب ان ينتهزوا كل فرصة ليعلنوا حق اللّٰه و‹يخبروا بتسبيحه.› — مزمور ٤٣:٣.
ذبائح مرضية عند اللّٰه
١٤ (أ) اية ذبائح كانت مطلوبة بحسب عهد الناموس؟ (ب) لماذا من الخطإ التفكير انه يمكننا التعويض عن ارتكاب خطإ مستمر بالقيام ببعض الصالحات؟
١٤ اكتسب داود بصيرة عميقة جعلته يقول: «لأنك لا تسرُّ [يا يهوه] بذبيحة وإلا فكنت اقدِّمها. بمحرقة لا ترضى.» (مزمور ٥١:١٦) لقد تطلَّب عهد الناموس ان تُقدَّم ذبائح حيوانية للّٰه. لكنَّ خطيتَي داود بسبب الزنا والقتل، اللتين تستحقان عقاب الموت، لا يمكن ان تُكفِّر عنهما ذبائح كهذه. وإلا لما كان وفَّر اية نفقة لتقديم ذبائح حيوانية ليهوه. فبدون توبة قلبية، لا تكون للذبائح قيمة. ولذلك من الخطإ التفكير انه يمكننا التعويض عن ارتكاب خطإ مستمر بالقيام ببعض الصالحات.
١٥ ما هو موقف الشخص المنتذر ذي الروح المنكسرة؟
١٥ وأضاف داود: «ذبائح اللّٰه هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا اللّٰه لا تحتقره.» (مزمور ٥١:١٧) ان «ذبائح اللّٰه» المقبولة، في حالة الخاطئ التائب، «هي روح منكسرة.» وشخص كهذا ليس له موقفٌ محارب. فقلب الشخص المنتذر ذي الروح المنكسرة يحزن بشدة على خطيته، يتواضع بسبب الاحساس بعدم رضى اللّٰه، ويستعد للقيام بأيّ امر لاكتساب رضى اللّٰه من جديد. فلا يمكننا ان نقدِّم للّٰه شيئا ذا قيمة حتى نتوب عن خطايانا ونقدِّم له قلوبنا في تعبد مطلق. — ناحوم ١:٢.
١٦ كيف ينظر اللّٰه الى شخص منسحق القلب بسبب خطيته؟
١٦ لا يرفض اللّٰه ذبيحة قلب منكسر ومنسحق كهذا. ولذلك، على الرغم من اية صعوبة نواجهها لأننا شعبه، لا نستسلمْ لليأس. واذا عثرنا في سبيل الحياة بطريقة تجعل قلبنا يصرخ طلبا للرحمة الالهية، فلا تكون الحالة عديمة الرجاء. وحتى اذا ارتكبنا خطية ثقيلة ولكننا تائبون، فلن يزدري يهوه بقلبنا المنكسر. وسيغفر لنا على اساس ذبيحة المسيح الفدائية ويردّنا الى رضاه. (اشعياء ٥٧:١٥؛ عبرانيين ٤:١٦؛ ١ يوحنا ٢:١) ومع ذلك، كداود، يجب ان تكون صلواتنا من اجل ردّ الرضى الالهي لا من اجل الهرب من توبيخ او تقويم لازم. فاللّٰه غفر لداود، لكنه عاقبه ايضا. — ٢ صموئيل ١٢:١١-١٤.
الاهتمام بالعبادة النقية
١٧ اضافة الى التوسل من اجل غفران اللّٰه، ماذا يجب ان يفعل الخطاة؟
١٧ اذا ارتكبنا خطية جسيمة، فلا شك ان ذلك سيثقل عقلنا، وسيدفعنا القلب المنسحق الى التوسل من اجل غفران اللّٰه. وعلى الرغم من ذلك، فلنصلِّ ايضا من اجل الآخرين. ومع ان داود تطلَّع بشوق الى تقديم عبادة مقبولة للّٰه من جديد، لم يترك مزموره الآخرين خارج الصورة بأنانية. وهو يشمل هذا الالتماس من يهوه: «أَحسن برضاك الى صهيون. ابنِ اسوار اورشليم.» — مزمور ٥١:١٨.
١٨ لماذا كان داود التائب يصلِّي من اجل صهيون؟
١٨ نعم، تطلَّع داود بشوق الى ردّه الى الرضى الالهي. لكنَّ صلاة المرنم الملهم المتواضع كانت ايضا ان ‹يحسن اللّٰه برضاه الى صهيون،› عاصمة اسرائيل، اورشليم، حيث امل داود ان يبني هيكل اللّٰه. وخطايا داود الجسيمة هدَّدت الامة بكاملها، لأن الشعب كله كان يمكن ان يتألم بسبب خطإ الملك. (قارنوا ٢ صموئيل، الاصحاح ٢٤.) وفي الواقع، اضعفت خطاياه «اسوار اورشليم،» بحيث تلزم الآن اعادة بنائها.
١٩ اذا اخطأنا ولكن غُفر لنا، فمن اجل ماذا يكون ملائما ان نصلِّي؟
١٩ واذا اخطأنا خطية ثقيلة ولكننا نلنا غفران اللّٰه، يكون ملائما ان نصلِّي ان يصلح الى حد ما ايّ ضرر سبَّبه مسلكنا. فربما جلبنا التعيير على اسمه القدوس، ربما اضعفنا الجماعة، وربما جلبنا الحزن لعائلتنا. فأبونا السماوي المحب يمكن ان يزيل ايّ تعيير جُلب على اسمه، يمكن ان يبني الجماعة بروحه القدوس، ويمكن ان يعزِّي قلوب احبائنا الذين يحبونه ويخدمونه. طبعا، سواء شمل ذلك خطية او لا، فإن تقديس اسم يهوه وخير شعبه يجب ان يكونا دائما اهتمامنا. — متى ٦:٩.
٢٠ في اية ظروف كان يهوه سيُسرُّ بذبائح وتقدمات اسرائيل؟
٢٠ واذا اعاد يهوه بناء اسوار صهيون، فماذا يمكن ان يحدث ايضا؟ رنَّم داود: «حينئذ تُسرُّ [يا يهوه] بذبائح البر محرقة وتقدمة تامة. حينئذ يُصعدون على مذبحك عجولا.» (مزمور ٥١:١٩) رغب داود رغبة شديدة في ان يتمتع هو والامة برضى يهوه لكي يتمكَّنوا من عبادته على نحو مقبول. حينئذ كان اللّٰه سيُسرُّ بمحرقاتهم وتقدماتهم التامة. ويكون الامر كذلك لأن هذه تكون ذبائح بر يقدِّمها شعب منتذر، مخلص، وتائب يتمتع برضى اللّٰه. وبدافع الشكر على رحمة يهوه، كانوا سيقدِّمون عجولا على مذبحه — افضل الذبائح وأثمنها. واليوم، نكرم يهوه بجلب افضل ما لدينا له. وتشمل تقدماتنا «عجول شفاهنا،» ذبائح التسبيح لالهنا الرحيم، يهوه. — هوشع ١٤:٢؛ عبرانيين ١٣:١٥.
يهوه يسمع صرخاتنا
٢١، ٢٢ اية دروس يحتويها المزمور ٥١ لفائدتنا؟
٢١ تظهر لنا صلاة داود القلبية المسجَّلة في المزمور ٥١ انه يجب ان يكون ردّ فعلنا ازاء خطيتنا روح التوبة حقا. وهذا المزمور يحتوي ايضا دروسا بارزة لفائدتنا. مثلا، اذا اخطأنا ولكننا تبنا، يمكننا ان نثق برحمة اللّٰه. ولكن، لنهتمَّ بشكل رئيسي بأيّ تعيير قد نجلبه على اسم يهوه. (الاعداد ١-٤) وكداود، يمكننا ان نتوسل الى ابينا السماوي من اجل الرحمة على اساس خطيتنا الموروثة. (العدد ٥) ويجب ان نكون صادقين، ويلزم ان نطلب الحكمة من اللّٰه. (العدد ٦) واذا اخطأنا، يجب ان نتوسَّل الى يهوه من اجل التطهير، القلب النقي، والروح المستقيم. — الاعداد ٧-١٠ .
٢٢ ومن المزمور ٥١ يمكننا ان نرى ايضا انه لا يجب ان نسمح لأنفسنا بأن نتقسَّى بالخطية. واذا فعلنا ذلك، فسينزع منا يهوه روحه القدوس، او قوته الفعالة. ولكن بروحه علينا، يمكننا بنجاح ان نعلِّم الآخرين عن طرقه. (الاعداد ١١-١٣) واذا اخطأنا ولكننا تبنا، فسيسمح لنا يهوه بأن نستمر في تسبيحه لأنه لا يحتقر ابدا القلب المنكسر والمنسحق. (الاعداد ١٤-١٧) ويظهر هذا المزمور ايضا انه لا يجب ان تركِّز صلواتنا على انفسنا فقط. وبالاحرى، يجب ان نصلِّي من اجل البركة والخير الروحي لكل الذين ينهمكون في عبادة يهوه النقية. — العددان ١٨، ١٩ .
٢٣ لماذا يجب ان يدفعنا المزمور ٥١ الى ان نكون شجعانا ونأمل الخير؟
٢٣ ان هذا المزمور المؤثِّر يجب ان يدفعنا الى ان نكون شجعانا ونأمل الخير. وهو يساعدنا ان ندرك انه لا يلزم ان نفكِّر ان الحالة بلا رجاء ولو عثرنا بخطية. ولماذا؟ لأننا اذا كنا تائبين، يمكن لرحمة يهوه ان تنقذنا من اليأس. واذا كنا منسحقين، ومنتذرين كليا لابينا السماوي المحب، يسمع صراخنا طلبا للرحمة. فكم هي معزية المعرفة ان يهوه لا يحتقر القلب المنكسر!
-