مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • رحمة يهوه تنقذنا من اليأس
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • رحمة يهوه تنقذنا من اليأس

      ‏«ارحمني يا اللّٰه حسب (‏لطفك الحبي)‏.‏ حسب كثرة (‏مراحمك)‏ امحُ معاصي.‏» —‏ مزمور ٥١:‏١‏.‏

      ١،‏ ٢ كيف يمكن ان يتأثر احد خدام يهوه بخطية خطيرة؟‏

      لا يمكن انتهاك شريعة يهوه من دون عقاب.‏ وكم يصير ذلك واضحا اذا ارتكبنا خطية ثقيلة ضد اللّٰه!‏ وعلى الرغم من اننا ربما خدمنا يهوه بأمانة طوال سنوات،‏ فإن انتهاك شريعته يمكن ان يسبب قلقا عظيما او كآ‌بة عميقة.‏ وقد نشعر بأن يهوه تركنا وأننا لم نعد نستحق ان نخدمه.‏ فتبدو خطيتنا كسحاب كثيف يواري نور رضى اللّٰه.‏

      ٢ وداود ملك اسرائيل القديمة وجد نفسه ذات مرة في حالة كهذه.‏ فكيف تطورت هذه الحالة؟‏

      زلات يمكن ان تقود الى خطية فادحة

      ٣،‏ ٤ ماذا حدث للملك داود خلال فترة الازدهار؟‏

      ٣ احبَّ داود اللّٰه لكنه اتَّخذ خطوات خاطئة قادته الى خطايا جسيمة.‏ (‏قارنوا غلاطية ٦:‏١‏.‏)‏ وهذا يمكن ان يحدث لأي انسان ناقص،‏ وخصوصا اذا كان له نفوذ على الآخرين.‏ وكملك ناجح،‏ تمتع داود بالشهرة والسلطة.‏ فمَن كان يجرؤ ان يعترض على كلمته؟‏ والرجال ذوو القدرة كانوا رهن اشارته،‏ وكان الناس حرصاء على اطاعة اوامره.‏ لكنَّ داود اخطأ بتكثير النساء له وبإحصاء الشعب.‏ —‏ تثنية ١٧:‏١٤-‏٢٠؛‏ ١ أخبار الايام ٢١:‏١‏.‏

      ٤ وخلال هذه الفترة من الازدهار المادي،‏ ارتكب داود خطايا خطيرة ضد اللّٰه والانسان.‏ وكانت الخطية الواحدة تقود الى الاخرى كخيوط محبوكة لنسيج اعدَّه الشيطان!‏ ففيما كان الرفقاء الاسرائيليون يحاربون العمونيين،‏ كان داود يراقب من سطح بيته زوجةَ اوريا الجميلة،‏ بثشبع،‏ وهي تستحم.‏ واذ كان اوريا في الحرب،‏ جلب الملك المرأة الى قصره وزنى معها.‏ تصوَّروا صدمته عندما عرف لاحقا انها حبلى!‏ فاستدعى داود اوريا،‏ آملا ان يقضيَ الليل مع بثشبع فيعتبرَ الطفل طفله.‏ ومع ان داود اسكره،‏ رفض اوريا ان يضاجعها.‏ والآن اذ صار يائسا،‏ ارسل داود الى القائد يوآب اوامر سرية بوضع اوريا في الخطوط الامامية حيث يكون متأكِّدا انه سيموت.‏ فقُتل اوريا في المعركة،‏ راعت ارملته فترة المناحة العادية،‏ وتزوَّج داود بها قبل ان يدرك الشعب حبلها.‏ —‏ ٢ صموئيل ١١:‏١-‏٢٧‏.‏

      ٥ ماذا حدث بعد ان اخطأ داود مع بثشبع،‏ وأي تأثير كان لخطيتَيه فيه؟‏

      ٥ وبواسطة النبي ناثان،‏ شهَّر اللّٰه خطيتَي داود وقال:‏ «اقيم عليك الشر من بيتك.‏» ووفقا لذلك،‏ مات مولود بثشبع.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١-‏٢٣‏)‏ واغتصب امنون،‏ بكر داود،‏ ثامارَ اخته من ابيه فقتله اخوها.‏ (‏٢ صموئيل ١٣:‏١-‏٣٣‏)‏ وحاول ابشالوم ابن الملك ان يغتصب العرش وأخزى اباه بالدخول الى سراري داود.‏ (‏٢ صموئيل ١٥:‏١–‏١٦:‏٢٢‏)‏ وانتهت الحرب الاهلية بموت ابشالوم وبمزيد من الحزن لداود.‏ (‏٢ صموئيل ١٨:‏١-‏٣٣‏)‏ لكنَّ خطيتَي داود جعلتاه يتواضع ويصير مدركا للحاجة الى البقاء قريبا من الهه الرؤوف.‏ واذا اخطأنا،‏ فلنتب بتواضع ونقترب الى يهوه.‏ —‏ قارنوا يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      ٦ لماذا كان الملك داود مذنبا خصوصا؟‏

      ٦ لقد كان داود مذنبا خصوصا لأنه كان حاكما اسرائيليا مطَّلعا تماما على ناموس يهوه.‏ (‏تثنية ١٧:‏١٨-‏٢٠‏)‏ فهو لم يكن فرعونا مصريا او ملكا بابليا تنقصه معرفة كهذه ويمكن على نحو روتيني ان يقوم بأمور لا يرضى عنها اللّٰه.‏ (‏قارنوا افسس ٢:‏١٢؛‏ ٤:‏١٨‏.‏)‏ وكعضو في امة منتذرة ليهوه،‏ كان داود يدرك ان الزنا والقتل هما خطيتان فادحتان.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ والمسيحيون ايضا يعرفون شريعة اللّٰه.‏ ولكنَّ بعضهم،‏ مثل داود،‏ يكسرونها بسبب الخطية الموروثة،‏ الضعف البشري،‏ والاغراء الذي لا يُقاوَم.‏ واذا حدث ذلك لأي منا،‏ لا يلزمنا ان نبقى في حالة من الظلام الدامس الذي يعمي رؤيتنا الروحية ويغشِّينا باليأس العميق.‏

      الاعتراف يجلب الراحة

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا حدث لداود عندما حاول ان يخفي خطاياه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يلزم المرء الاعتراف بخطيته وتركها؟‏

      ٧ اذا كنا مذنبين بمعاصٍ جسيمة على شريعة اللّٰه،‏ فقد نجده صعبا ان نعترف بخطايانا،‏ حتى ليهوه.‏ وماذا يمكن ان يحدث في ظل هذه الظروف؟‏ في المزمور ٣٢‏،‏ اعترف داود:‏ «لما سكتُّ [بدلا من ان اعترف] بليت عظامي من زفيري اليوم كله.‏ لأن يدك [يهوه] ثقلت عليَّ نهارا وليلا.‏ تحوَّلت رطوبتي الى يبوسة القيظ.‏» ‏(‏العددان ٣،‏ ٤‏)‏ ان محاولة اخفاء خطيته وقمع الضمير المذنب أبلَت داود العاصي.‏ والكرب خفَّف حيويته كثيرا حتى شابه شجرة ضربها الجفاف وتنقصها الرطوبة المعطية الحياة.‏ وفي الواقع،‏ ربما اختبر ايضا آثارا سيئة عقليا وجسديا.‏ وعلى ايّ حال،‏ خسر فرحه.‏ فإذا وَجد ايّ منا نفسه في حالة مماثلة،‏ فماذا يجب ان يفعل؟‏

      ٨ ان الاعتراف للّٰه يمكن ان يجلب الغفران والراحة.‏ «أعترف لك بخطيتي ولا اكتم اثمي،‏» رنَّم داود.‏ «قلتُ أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت أثام خطيتي.‏» (‏مزمور ٣٢:‏٥‏)‏ فهل انتم منزعجون بسبب خطية مخفية؟‏ ألا يُستحسن ان تعترفوا بها وتتركوها لكي تنالوا رحمة اللّٰه؟‏ لِمَ لا تدْعون شيوخ الجماعة وتطلبون الشفاء الروحي؟‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣؛‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏٢٠‏)‏ فسيجري الاقرار بروح توبتكم،‏ وعلى مر الوقت يمكن ان يُسترد فرحكم المسيحي.‏ «طوبى للذي غُفر اثمه وسُترت خطيته،‏» قال داود.‏ «طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش.‏» —‏ مزمور ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٩ متى نُظم المزمور ٥١‏،‏ ولماذا؟‏

      ٩ كان داود وبثشبع مسؤولَين امام يهوه اللّٰه عن خطئهما.‏ وعلى الرغم من انه كان يمكن ان يُقتلا بسبب خطيتهما،‏ بسط اللّٰه رحمته عليهما.‏ وكان رحيما مع داود خصوصا بسبب عهد الملكوت.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏١١-‏١٦‏)‏ وموقف داود التائب ازاء خطيتَيه المتعلقتَين ببثشبع يُرى في المزمور ٥١‏.‏ لقد نظم الملك النادم هذا المزمور المؤثر بعد ان ايقظ النبي ناثان ضميره في ما يتعلق بضخامة معصيتَيه على الشريعة الالهية.‏ ولزمت الشجاعة ليلفت ناثان انتباه داود الى خطيتَيه،‏ تماما كما يجب ان يكون الشيوخ المسيحيون المعيَّنون شجعانا ليقوموا بأمور كهذه اليوم.‏ وبدلا من انكار التهمة والامر بإعدام ناثان،‏ اعترف الملك بتواضع.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١-‏١٤‏)‏ ويظهر المزمور ٥١ ما قاله للّٰه في الصلاة بشأن العلاقة الجنسية الدنيئة وهو ملائم جدا للتأمل فيه بروح الصلاة،‏ وخصوصا اذا اخطأنا وتُقنا الى رحمة يهوه.‏

      نحن مسؤولون امام اللّٰه

      ١٠ كيف امكن لداود ان يختبر الشفاء الروحي؟‏

      ١٠ لم يحاول داود تبرير خطيته بل التمس:‏ «ارحمني يا اللّٰه حسب (‏لطفك الحبي)‏.‏ حسب كثرة (‏مراحمك)‏ امحُ معاصي.‏» (‏مزمور ٥١:‏١‏)‏ فبالعصيان،‏ تجاوز داود حدود ناموس اللّٰه.‏ ولكن،‏ كان هنالك رجاء بشفائه الروحي اذا رحمه اللّٰه حسب لطفه الحبي،‏ او محبة ولائه.‏ وكثرة مراحم اللّٰه السابقة منحت الملك التائب اساسا للايمان بأن خالقه سيمحو معاصيه.‏

      ١١ الى ماذا اشارت ذبائح يوم الكفارة،‏ وماذا يُطلب من اجل الخلاص اليوم؟‏

      ١١ بواسطة الظلال النبوية لذبائح يوم الكفارة،‏ لمَّح يهوه ان لديه طريقة لتطهير التائبين عن خطيتهم.‏ ونحن نعرف الآن ان رحمته وغفرانه يُمنحان لنا على اساس ايماننا بذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏ واذا كان بإمكان داود،‏ بمجرد التفكير في رموز هذه الذبيحة وظلالها،‏ ان يثق بلطف يهوه الحبي ومراحمه،‏ فكم بالحري يجب على خدام اللّٰه العصريين ان يمارسوا الايمان بالفدية المزوَّدة لخلاصهم!‏ —‏ رومية ٥:‏٨؛‏ عبرانيين ١٠:‏١‏.‏

      ١٢ ماذا يعني ارتكاب الخطية،‏ وكيف شعر داود ازاء ارتكابه الخطأ؟‏

      ١٢ في التوسل الى اللّٰه،‏ اضاف داود:‏ «اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني.‏ لأني عارف بمعاصيَّ وخطيتي امامي دائما.‏» (‏مزمور ٥١:‏٢،‏ ٣‏)‏ ان ارتكاب الخطية يعني إخطاء الهدف في ما يتعلق بمقاييس يهوه.‏ ومن المؤكد ان داود فعل ذلك.‏ ولكنه لم يكن كقاتل او زانٍ غير مهتم بشأن اساءته،‏ بكونه منزعجا فقط بسبب عقابه او امكانية اصابته بمرض.‏ فكمحب ليهوه،‏ ابغض داود ما هو شر.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ واشمأز من خطيته نفسها وأراد ان يطهره اللّٰه منها كاملا.‏ لقد كان داود عارفا بمعاصيه وكان آسفا جدا على السماح لرغبته الخاطئة بأن تسود عليه.‏ وكانت خطيته امامه دائما،‏ لأن ضمير الشخص المذنب الخائف اللّٰه لا يرتاح حتى توجد التوبة،‏ الاعتراف،‏ وغفران يهوه.‏

      ١٣ لماذا امكن داود ان يقول انه اخطأ الى اللّٰه وحده؟‏

      ١٣ اذ اعترف بمسؤوليته امام يهوه،‏ قال داود:‏ «اليك وحدك اخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك.‏» (‏مزمور ٥١:‏٤‏)‏ لقد كسر داود شرائع اللّٰه،‏ شان المركز الملكي،‏ و«جعل .‏ .‏ .‏ اعداء الرب يشمتون،‏» معرِّضا يهوه للتعيير.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١٤؛‏ خروج ٢٠:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٧‏)‏ وكانت اعمال داود الخاطئة اساءات ايضا الى المجتمع الاسرائيلي واعضاء عائلته،‏ تماما كما يسبِّب فاعل الخطإ المعتمد اليوم الحزن او الشدَّة في الجماعة المسيحية وبين الاحباء.‏ وعلى الرغم من ان الملك التائب عرف انه كان قد اخطأ الى رفقاء بشر كأوريا،‏ اقرَّ بمسؤولية اعظم امام يهوه.‏ (‏قارنوا تكوين ٣٩:‏٧-‏٩‏.‏)‏ واعترف داود بأن دينونة يهوه ستكون بارة.‏ (‏رومية ٣:‏٤‏)‏ ويلزم ان يمتلك المسيحيون الذين اخطأوا وجهةَ نظر مماثلة.‏

      ظروف مخفِّفة

      ١٤ اية ظروف مخفِّفة ذكرها داود؟‏

      ١٤ مع ان داود لم يحاول تبرير نفسه،‏ قال:‏ «هأنذا بالاثم صوِّرت وبالخطية حبلت بي امي.‏» (‏مزمور ٥١:‏٥‏)‏ لقد حُبل بداود بالاثم،‏ واختبرت امه اوجاع الولادة بسبب الخطية الموروثة.‏ (‏تكوين ٣:‏١٦؛‏ رومية ٥:‏١٢‏)‏ ولا تعني كلماته ان العلاقات الزوجية اللائقة،‏ الحبل،‏ والولادة هي امور خاطئة،‏ نظرا الى ان اللّٰه صنع كل الترتيبات الضرورية من اجل الزواج والولادة؛‏ ولم يكن داود يشير الى اية خطية محدَّدة لأمِّه.‏ فقد حُبل به بالخطية لأن والديه خاطئان ككل البشر الناقصين.‏ —‏ ايوب ١٤:‏٤‏.‏

      ١٥ على الرغم من ان اللّٰه قد يأخذ الظروف المخفِّفة في الاعتبار،‏ ماذا لا يجب ان نفعل؟‏

      ١٥ واذا اخطأنا،‏ يمكننا ان نذكر في الصلاة الى اللّٰه اية ظروف مخفِّفة ربما ساهمت في ارتكابنا الخطأ.‏ ولكن،‏ لا نحوِّلْ لطف اللّٰه غير المستحق الى عذر للانحلال الخلقي او نستعمل الخطية الموروثة كستارة نختبئ وراءها من المسؤولية عن خطيتنا.‏ (‏يهوذا ٣،‏ ٤‏)‏ لقد قبِل داود المسؤولية عن التأمل في الافكار النجسة والاستسلام للتجربة.‏ فلنصلِّ ان لا نُترك للتجربة ولنعملْ بعد ذلك انسجاما مع صلاة كهذه.‏ —‏ متى ٦:‏١٣‏.‏

      التماس للتطهير

      ١٦ بأية صفة يُسرُّ اللّٰه،‏ وكيف يجب ان يؤثر ذلك في سلوكنا؟‏

      ١٦ قد يَظهر الناس انهم افراد جياد منتذرون للّٰه،‏ لكنه ينظر الى ما تحت المظهر الخارجي ويرى ما هم عليه في الداخل.‏ قال داود:‏ «ها قد سُررتَ [يا يهوه] بالحق في الباطن ففي السريرة تعرِّفني حكمة.‏» (‏مزمور ٥١:‏٦‏)‏ كان داود مذنبا بالخداع والالتواء في التخطيط لموت اوريا ومحاولة اخفاء وقائع حبل بثشبع.‏ ومع ذلك،‏ عرف ان اللّٰه يُسرُّ بالحق والقداسة.‏ ويجب ان يؤثر ذلك في سلوكنا بطريقة جيدة،‏ لأن يهوه سيديننا اذا كنا ملتوين.‏ (‏امثال ٣:‏٣٢‏)‏ وأدرك داود ايضا انه اذا كان اللّٰه ‹سيعرِّفه حكمة،‏› فسيتمكن،‏ كملك تائب،‏ من العمل بانسجام مع المقاييس الالهية باقي حياته.‏

      ١٧ ماذا كان مغزى الصلاة طلبا للتطهير بالزوفا؟‏

      ١٧ ولأن المرنم الملهم رأى انه بحاجة الى مساعدة اللّٰه في التغلب على الميول الخاطئة،‏ توسَّل الى حد ابعد:‏ «طهرني بالزوفا فأطهر.‏ اغسلني فأبيض اكثر من الثلج.‏» (‏مزمور ٥١:‏٧‏)‏ وبين امور اخرى،‏ كانت نبتة الزوفا (‏ربما المردقوش المعقَّد)‏ تُستعمل في طقس التطهير للأشخاص الذين كانوا قبلا مصابين بالبرص.‏ (‏لاويين ١٤:‏٢-‏٧‏)‏ ولذلك كان من المناسب ان يصلي داود ليُطهَّر بالزوفا من الخطية.‏ وفكرة النقاوة مقترنة ايضا بالتماسه ان يغسله يهوه لكي يصير طاهرا بكامله،‏ وحتى ابيض اكثر من الثلج الذي لم يجمع سُخاما او حثالة اخرى.‏ (‏اشعياء ١:‏١٨‏)‏ واذا كان ايّ منا يتألم الآن من وخزات الضمير بسبب خطإ ما،‏ فلنملك الايمان بأنه اذا طلبنا غفران اللّٰه تائبين،‏ يمكنه ان ينقِّينا ويطهِّرنا على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏

      الالتماس من اجل الردّ

      ١٨ ماذا كانت حالة داود قبل ان يتوب ويعترف،‏ وكيف يمكن ان تكون معرفة ذلك مساعدة اليوم؟‏

      ١٨ يمكن لأي مسيحي تألَّم في ما مضى من ضمير مذنب ان يفهم كلمات داود:‏ «أَسمعني [يا يهوه] سرورا وفرحا.‏ فتبتهج عظام سحقتَها.‏» (‏مزمور ٥١:‏٨‏)‏ قبل ان يتوب داود ويعترف بخطيتَيه،‏ جعله ضميره المنزعج بائسا.‏ ولم يجد ايضا المتعة في ترانيم السرور والفرح التي يقدِّمها مغنُّون جياد وموسيقيون مهرة.‏ وعظيما جدا كان كرب داود الخاطئ بسبب عدم رضى اللّٰه حتى انه كان كرجل سُحقت عظامه بشكل مؤلم.‏ فتاق الى الغفران،‏ الشفاء الروحي،‏ وردّ الابتهاج الذي اختبره سابقا.‏ وفاعل الخطإ التائب اليوم يلزمه ايضا غفران يهوه لكي يسترجع الابتهاج الذي كان عنده قبل ان يقوم بأمر يعرِّض علاقته باللّٰه للخطر.‏ ويُظهِر ردُّ «فرح الروح القدس» الى الشخص التائب ان يهوه سامحه وأنه يحبه.‏ (‏١ تسالونيكي ١:‏٦‏)‏ فيا للتعزية التي يجلبها ذلك!‏

      ١٩ كيف كان داود سيشعر اذا محا اللّٰه كل آثامه؟‏

      ١٩ وصلَّى داود ايضا:‏ «استر وجهك عن خطاياي وامحُ كل آثامي.‏» (‏مزمور ٥١:‏٩‏)‏ لا يمكن التوقع ان ينظر يهوه الى الخطية برضى.‏ ولذلك طُلب منه ان يستر وجهه عن خطايا داود.‏ وتوسَّل الملك ايضا ان يمحو اللّٰه كل آثامه،‏ ينسى كل شرِّه.‏ ليت يهوه يفعل ذلك!‏ فكان ذلك سيرفع معنويات داود،‏ يزيل حمل ضمير منزعج،‏ ويدع الملك التائب الآن يعرف ان الهه المحب قد غفر له.‏

      ماذا اذا ارتكبنا خطية؟‏

      ٢٠ بماذا يُوصى ايّ مسيحي ارتكب خطية ثقيلة؟‏

      ٢٠ يشير المزمور ٥١ الى انه يمكن لأيّ من خدام يهوه المنتذرين،‏ الذين ارتكبوا خطية خطيرة وانما تابوا،‏ ان يطلب من يهوه بثقة ان يرحمه ويطهره من خطيته.‏ فإذا كنتم مسيحيا أخطأ بمثل هذه الطريقة،‏ فلِمَ لا تطلبون غفران ابينا السماوي في صلاة متواضعة؟‏ اعترفوا بحاجتكم الى مساعدة اللّٰه لتقفوا مقبولين امامه،‏ واطلبوا ان يردّكم الى ابتهاجكم السابق.‏ فالمسيحيون التائبون يمكنهم ان يتوجهوا بثقة الى يهوه في الصلاة بطلبات كهذه،‏ «لأنه يكثر الغفران.‏» (‏اشعياء ٥٥:‏٧؛‏ مزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ وبالتأكيد،‏ يجب ان يُدعى شيوخ الجماعة لكي يتمكنوا من تقديم العون الروحي اللازم.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٢١ ماذا سنفحص لاحقا؟‏

      ٢١ ان رحمة يهوه تنقذ شعبه من اليأس.‏ ولكن لنفحص التماسات داود القلبية الاخرى في المزمور ٥١‏.‏ وسيُظهر درسنا ان يهوه لا يحتقر القلب المنكسر.‏

  • يهوه لا يحتقر القلب المنكسر
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • يهوه لا يحتقر القلب المنكسر

      ‏«ذبائح اللّٰه هي روح منكسرة.‏ القلب المنكسر والمنسحق يا اللّٰه لا تحتقره.‏» —‏ مزمور ٥١:‏١٧‏.‏

      ١ كيف ينظر يهوه الى عبّاده الذين يخطئون على نحو خطير لكنهم يتوبون؟‏

      يمكن ليهوه ان ‹يلتحف بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة.‏› (‏مراثي ارميا ٣:‏٤٤‏)‏ لكنه يريد ان تكون لشعبه حرية الاقتراب اليه.‏ وحتى لو اخطأ احد عبّاده على نحو خطير ولكنه تاب،‏ يتذكر ابونا السماوي الصلاح الذي فعله هذا الشخص.‏ ولذلك امكن الرسول بولس ان يقول للرفقاء المسيحيين:‏ «اللّٰه ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه.‏» —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ٢،‏ ٣ ماذا يجب ان يأخذ الشيوخ المسيحيون بعين الاعتبار عند التعامل مع الرفقاء المؤمنين الذين اخطأوا؟‏

      ٢ ويجب على الشيوخ المسيحيين ان يأخذوا بعين الاعتبار ايضا سنوات الخدمة الامينة التي قدَّمها الرفقاء المؤمنون للّٰه.‏ وهذه تشمل الخدمة المقدسة من جهة التائبين الذين اتَّخذوا خطوة خاطئة او حتى اخطأوا على نحو جسيم.‏ فالرعاة المسيحيون يطلبون الخير الروحي لجميع الذين هم في رعية اللّٰه.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٣ ويحتاج الخاطئ التائب الى رحمة يهوه.‏ ومع ذلك،‏ يُطلب المزيد.‏ وتوضح ذلك كلمات داود في المزمور ٥١:‏١٠-‏١٩‏.‏

      القلب النقي مطلوب

      ٤ لماذا صلَّى داود من اجل قلب نقي وروح جديد؟‏

      ٤ اذا كان المسيحي المعتمد في حالة روحية رديئة بسبب خطية ما،‏ فماذا قد يلزمه بالاضافة الى رحمة يهوه وغفرانه؟‏ حسنا،‏ توسَّل داود:‏ «قلبا نقيا اخلق فيَّ يا اللّٰه وروحا مستقيما جدِّد في داخلي.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٠‏)‏ من الواضح ان داود طلب ذلك لأنه ادرك ان الميل القوي الى الخطية الفادحة لا يزال في قلبه.‏ وربما لا نكون قد تورطنا في نوعَي الخطية اللذين وقع داود في شركهما في ما يتعلق ببثشبع وأوريا،‏ لكننا نحتاج الى مساعدة يهوه لتجنب الاستسلام لتجربة الانهماك في ايّ مسلك خاطئ على نحو جسيم.‏ وعلاوة على ذلك،‏ قد نحتاج شخصيا الى المساعدة الالهية لننزع من قلبنا السمات الخاطئة كالاشتهاء والحقد —‏ الذنْبَين المماثلَين للسرقة والقتل.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٥،‏ ٦‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٥‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا يعني ان نملك قلبا نقيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا رغب داود فيه عندما طلب روحا جديدا؟‏

      ٥ يطلب يهوه ان يملك خدامه «قلبا نقيا،‏» اي نقاوة الدافع او النية.‏ واذ ادرك داود انه لم يعرب عن نقاوة كهذه،‏ صلَّى ان يطهِّر اللّٰه قلبه ويجعله على انسجام مع المقاييس الالهية.‏ وأراد المرنم الملهم ايضا روحا،‏ او ميلا عقليا،‏ جديدا ومستقيما.‏ فقد احتاج الى روح يساعده على مقاومة التجربة والالتصاق بثبات بشرائع يهوه ومبادئه.‏

      الروح القدس حيوي

      ٦ لماذا التمس داود ان لا ينزع يهوه الروح القدس منه؟‏

      ٦ عندما نكون في يأس بسبب اغلاطنا او ارتكابنا الاخطاء،‏ يمكن ان نشعر بأن اللّٰه يوشك ان يطرحنا جانبا وينزع منا روحه القدوس،‏ او قوته الفعالة.‏ وهكذا شعر داود،‏ لأنه التمس من يهوه:‏ «لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.‏» (‏مزمور ٥١:‏١١‏)‏ لقد شعر داود المنسحق والمتواضع بأن خطاياه جعلته غير جدير بأن يخدم يهوه.‏ وأن يُطرح من قدام وجه اللّٰه يعني ان يخسر رضاه،‏ تعزيته،‏ وبركته.‏ واذا كان داود سيُردّ روحيا،‏ كان يلزمه روح يهوه القدوس.‏ فبحلوله عليه،‏ كان يمكن للملك ان يطلب التوجيه الالهي بروح الصلاة لكي يُرضي يهوه،‏ يمكن له ان يتجنب الخطية،‏ ويمكن له ان يحكم بالحكمة.‏ واذ ادرك خطاياه ضد معطي الروح القدس،‏ توسَّل داود على نحو ملائم ان لا ينزعه يهوه منه.‏

      ٧ لماذا يجب ان نصلِّي من اجل الروح القدس ونحترز من إحزانه؟‏

      ٧ فماذا عنا؟‏ يجب ان نصلِّي من اجل الروح القدس ويجب ان نحترز من إحزانه بالفشل في اتِّباع توجيهه.‏ (‏لوقا ١١:‏١٣؛‏ افسس ٤:‏٣٠‏)‏ وإلا فقد نخسر الروح ونكون غير قادرين على الاعراب عن ثماره المعطاة من اللّٰه،‏ ثمار المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول اناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس.‏ وسينزع منا يهوه اللّٰه روحه القدوس خصوصا اذا استمررنا في الإخطاء اليه دون توبة.‏

      بهجة الخلاص

      ٨ اذا اخطأنا ولكننا اردنا ان نملك فرح الخلاص،‏ فماذا يلزم ان نملك؟‏

      ٨ ان الخاطئ التائب الذي يختبر الردّ الروحي يمكنه ان يفرح ثانية بتدبير يهوه للخلاص.‏ واذ تاق داود الى ذلك،‏ طلب من اللّٰه:‏ «ردّ لي بهجة خلاصك وبروح (‏راغبة)‏ اعضدني.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٢‏)‏ وكم كان رائعا الابتهاج برجاء الخلاص الاكيد من يهوه اللّٰه!‏ (‏مزمور ٣:‏٨‏)‏ بعد الإخطاء الى اللّٰه،‏ طلب داود ردّ فرح خلاص اللّٰه.‏ وفي الازمنة اللاحقة،‏ صنع يهوه الترتيبات الضرورية للخلاص بالذبيحة الفدائية لابنه،‏ يسوع المسيح.‏ فاذا اخطأنا على نحو جسيم كخدام منتذرين للّٰه ولكننا اردنا ان نملك فرح الخلاص المردود لنا،‏ يلزم ان نملك موقف التوبة لكي نتجنب الإخطاء الى الروح القدس.‏ —‏ متى ١٢:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ عبرانيين ٦:‏٤-‏٦‏.‏

      ٩ ماذا كان داود يطلب عندما سأل اللّٰه ان يدعمه «بروح (‏راغبة)‏»؟‏

      ٩ وطلب داود ان يدعمه يهوه «بروح (‏راغبة)‏.‏» ومن الواضح ان ذلك يشير،‏ لا الى رغبة اللّٰه في ان يكون مساعِدا او الى روحه القدوس،‏ بل الى ميل داود العقلي الدافع.‏ فقد اراد داود ان يدعمه اللّٰه بمنحه روح الرغبة ليفعل ما هو صواب ولا يخطئ ثانيةً.‏ ويهوه اللّٰه يعضد خدامه باستمرار ويقوِّم اولئك المنحنين بمحن مختلفة.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٤‏)‏ فكم هو معزٍّ ادراك ذلك،‏ وخصوصا اذا كنا قد اخطأنا ولكننا منسحقون ونرغب في خدمة يهوه بأمانة الى الابد!‏

      تعليم الاثمة ماذا؟‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ ماذا كان يمكن لداود ان يعلِّم الاثمة الاسرائيليين؟‏ (‏ب)‏ كان يمكن لداود ان يعلِّم الخطاة فقط بعد ان يفعل ماذا هو نفسه؟‏

      ١٠ اذا كان اللّٰه سيسمح بذلك،‏ كان داود يريد دون انانية ان يفعل شيئا يظهر تقديره لرحمة يهوه ويساعد الآخرين.‏ وبمشاعر موجَّهة الى يهوه بروح الصلاة،‏ اعلن الملك التائب بعد ذلك:‏ «فأُعلِّم الاثمة طرقك والخطاة اليك يرجعون.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٣‏)‏ فكيف كان يمكن لداود الخاطئ ان يعلِّم الاثمة ناموس اللّٰه؟‏ ماذا يمكن ان يخبرهم؟‏ وأيّ خير كان ذلك سينجزه؟‏

      ١١ عند اظهار طرق يهوه للاثمة الاسرائيليين على امل ارجاعهم عن السبيل الشرير،‏ كان يمكن لداود ان يشير الى ايّ حد رديئة هي الخطية،‏ ما تعنيه التوبة،‏ وكيفية نيل رحمة يهوه.‏ ولأن داود شعر بالكرب بسبب عدم رضى يهوه وضمير مذنب،‏ كان سيصير بلا ريب معلِّما رؤوفا للخطاة التائبين والمنسحقي القلب.‏ وطبعا،‏ كان يمكن له ان يستعمل مثاله لتعليم الآخرين فقط بعد ان يكون قد قَبِل هو نفسه مقاييس يهوه ونال غفرانه،‏ لأن اولئك الذين يرفضون الاذعان للمطالب الالهية لا يحق لهم ان ‹يحدِّثوا بفرائض اللّٰه.‏› —‏ مزمور ٥٠:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ١٢ كيف استفاد داود من المعرفة ان اللّٰه انقذه من ذنب سفك الدم؟‏

      ١٢ واذ كرَّر نواياه بشكل آخر،‏ قال داود:‏ «نجني من (‏ذنب سفك الدم)‏ يا اللّٰه اله خلاصي.‏ فيسبِّح لساني برَّك.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٤‏)‏ ان ذنب سفك الدم يحمل معه الحكم بالموت.‏ (‏تكوين ٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ ولذلك فإن المعرفة ان اله خلاصه قد انقذه من ذنب سفك الدم في ما يتعلق بأوريا كانت ستعطي داود سلام القلب والعقل.‏ وعندئذ كان يمكن للسانه ان يرنِّم فرحا ببر اللّٰه،‏ لا ببره الخاص.‏ (‏جامعة ٧:‏٢٠؛‏ رومية ٣:‏١٠‏)‏ فلم يكن بإمكان داود ان يمحو فساده الادبي او يعيد أوريا من القبر،‏ تماما كما ان الانسان العصري لا يمكنه ان يردّ طهارة شخص اغواه او يقيم من الموت شخصا قتله.‏ أفلا يجب ان نفكِّر في ذلك عندما نجرَّب؟‏ وكم يجب ان نقدِّر رحمة يهوه التي تظهر نحونا بالبر!‏ وفي الواقع،‏ يجب ان يدفعنا التقدير الى توجيه الآخرين الى هذا المصدر الرئيسي للبر والغفران.‏

      ١٣ في اية ظروف فقط يمكن للخاطئ ان يفتح شفتيه بشكل لائق لتسبيح يهوه؟‏

      ١٣ لا يمكن للخاطئ ان يفتح شفتيه بشكل لائق لتسبيح يهوه ما لم يفتحهما اللّٰه برحمة،‏ اذا جاز التعبير،‏ للتكلم بحقائقه.‏ لذلك رنَّم داود:‏ «يا رب افتح شفتيَّ فيخبر فمي بتسبيحك.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٥‏)‏ فبضمير مرتاح بسبب غفران اللّٰه،‏ كان داود سيندفع الى تعليم الاثمة طرق يهوه،‏ ويتمكن من تمجيده بحرية.‏ وكل الذين غُفرت خطاياهم كداود سيقدِّرون لطف يهوه غير المستحق نحوهم،‏ ويجب ان ينتهزوا كل فرصة ليعلنوا حق اللّٰه و‹يخبروا بتسبيحه.‏› —‏ مزمور ٤٣:‏٣‏.‏

      ذبائح مرضية عند اللّٰه

      ١٤ (‏أ)‏ اية ذبائح كانت مطلوبة بحسب عهد الناموس؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الخطإ التفكير انه يمكننا التعويض عن ارتكاب خطإ مستمر بالقيام ببعض الصالحات؟‏

      ١٤ اكتسب داود بصيرة عميقة جعلته يقول:‏ «لأنك لا تسرُّ [يا يهوه] بذبيحة وإلا فكنت اقدِّمها.‏ بمحرقة لا ترضى.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٦‏)‏ لقد تطلَّب عهد الناموس ان تُقدَّم ذبائح حيوانية للّٰه.‏ لكنَّ خطيتَي داود بسبب الزنا والقتل،‏ اللتين تستحقان عقاب الموت،‏ لا يمكن ان تُكفِّر عنهما ذبائح كهذه.‏ وإلا لما كان وفَّر اية نفقة لتقديم ذبائح حيوانية ليهوه.‏ فبدون توبة قلبية،‏ لا تكون للذبائح قيمة.‏ ولذلك من الخطإ التفكير انه يمكننا التعويض عن ارتكاب خطإ مستمر بالقيام ببعض الصالحات.‏

      ١٥ ما هو موقف الشخص المنتذر ذي الروح المنكسرة؟‏

      ١٥ وأضاف داود:‏ «ذبائح اللّٰه هي روح منكسرة.‏ القلب المنكسر والمنسحق يا اللّٰه لا تحتقره.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٧‏)‏ ان «ذبائح اللّٰه» المقبولة،‏ في حالة الخاطئ التائب،‏ «هي روح منكسرة.‏» وشخص كهذا ليس له موقفٌ محارب.‏ فقلب الشخص المنتذر ذي الروح المنكسرة يحزن بشدة على خطيته،‏ يتواضع بسبب الاحساس بعدم رضى اللّٰه،‏ ويستعد للقيام بأيّ امر لاكتساب رضى اللّٰه من جديد.‏ فلا يمكننا ان نقدِّم للّٰه شيئا ذا قيمة حتى نتوب عن خطايانا ونقدِّم له قلوبنا في تعبد مطلق.‏ —‏ ناحوم ١:‏٢‏.‏

      ١٦ كيف ينظر اللّٰه الى شخص منسحق القلب بسبب خطيته؟‏

      ١٦ لا يرفض اللّٰه ذبيحة قلب منكسر ومنسحق كهذا.‏ ولذلك،‏ على الرغم من اية صعوبة نواجهها لأننا شعبه،‏ لا نستسلمْ لليأس.‏ واذا عثرنا في سبيل الحياة بطريقة تجعل قلبنا يصرخ طلبا للرحمة الالهية،‏ فلا تكون الحالة عديمة الرجاء.‏ وحتى اذا ارتكبنا خطية ثقيلة ولكننا تائبون،‏ فلن يزدري يهوه بقلبنا المنكسر.‏ وسيغفر لنا على اساس ذبيحة المسيح الفدائية ويردّنا الى رضاه.‏ (‏اشعياء ٥٧:‏١٥؛‏ عبرانيين ٤:‏١٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١‏)‏ ومع ذلك،‏ كداود،‏ يجب ان تكون صلواتنا من اجل ردّ الرضى الالهي لا من اجل الهرب من توبيخ او تقويم لازم.‏ فاللّٰه غفر لداود،‏ لكنه عاقبه ايضا.‏ —‏ ٢ صموئيل ١٢:‏١١-‏١٤‏.‏

      الاهتمام بالعبادة النقية

      ١٧ اضافة الى التوسل من اجل غفران اللّٰه،‏ ماذا يجب ان يفعل الخطاة؟‏

      ١٧ اذا ارتكبنا خطية جسيمة،‏ فلا شك ان ذلك سيثقل عقلنا،‏ وسيدفعنا القلب المنسحق الى التوسل من اجل غفران اللّٰه.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ فلنصلِّ ايضا من اجل الآخرين.‏ ومع ان داود تطلَّع بشوق الى تقديم عبادة مقبولة للّٰه من جديد،‏ لم يترك مزموره الآخرين خارج الصورة بأنانية.‏ وهو يشمل هذا الالتماس من يهوه:‏ «أَحسن برضاك الى صهيون.‏ ابنِ اسوار اورشليم.‏» —‏ مزمور ٥١:‏١٨‏.‏

      ١٨ لماذا كان داود التائب يصلِّي من اجل صهيون؟‏

      ١٨ نعم،‏ تطلَّع داود بشوق الى ردّه الى الرضى الالهي.‏ لكنَّ صلاة المرنم الملهم المتواضع كانت ايضا ان ‹يحسن اللّٰه برضاه الى صهيون،‏› عاصمة اسرائيل،‏ اورشليم،‏ حيث امل داود ان يبني هيكل اللّٰه.‏ وخطايا داود الجسيمة هدَّدت الامة بكاملها،‏ لأن الشعب كله كان يمكن ان يتألم بسبب خطإ الملك.‏ (‏قارنوا ٢ صموئيل،‏ الاصحاح ٢٤‏.‏)‏ وفي الواقع،‏ اضعفت خطاياه «اسوار اورشليم،‏» بحيث تلزم الآن اعادة بنائها.‏

      ١٩ اذا اخطأنا ولكن غُفر لنا،‏ فمن اجل ماذا يكون ملائما ان نصلِّي؟‏

      ١٩ واذا اخطأنا خطية ثقيلة ولكننا نلنا غفران اللّٰه،‏ يكون ملائما ان نصلِّي ان يصلح الى حد ما ايّ ضرر سبَّبه مسلكنا.‏ فربما جلبنا التعيير على اسمه القدوس،‏ ربما اضعفنا الجماعة،‏ وربما جلبنا الحزن لعائلتنا.‏ فأبونا السماوي المحب يمكن ان يزيل ايّ تعيير جُلب على اسمه،‏ يمكن ان يبني الجماعة بروحه القدوس،‏ ويمكن ان يعزِّي قلوب احبائنا الذين يحبونه ويخدمونه.‏ طبعا،‏ سواء شمل ذلك خطية او لا،‏ فإن تقديس اسم يهوه وخير شعبه يجب ان يكونا دائما اهتمامنا.‏ —‏ متى ٦:‏٩‏.‏

      ٢٠ في اية ظروف كان يهوه سيُسرُّ بذبائح وتقدمات اسرائيل؟‏

      ٢٠ واذا اعاد يهوه بناء اسوار صهيون،‏ فماذا يمكن ان يحدث ايضا؟‏ رنَّم داود:‏ «حينئذ تُسرُّ [يا يهوه] بذبائح البر محرقة وتقدمة تامة.‏ حينئذ يُصعدون على مذبحك عجولا.‏» (‏مزمور ٥١:‏١٩‏)‏ رغب داود رغبة شديدة في ان يتمتع هو والامة برضى يهوه لكي يتمكَّنوا من عبادته على نحو مقبول.‏ حينئذ كان اللّٰه سيُسرُّ بمحرقاتهم وتقدماتهم التامة.‏ ويكون الامر كذلك لأن هذه تكون ذبائح بر يقدِّمها شعب منتذر،‏ مخلص،‏ وتائب يتمتع برضى اللّٰه.‏ وبدافع الشكر على رحمة يهوه،‏ كانوا سيقدِّمون عجولا على مذبحه —‏ افضل الذبائح وأثمنها.‏ واليوم،‏ نكرم يهوه بجلب افضل ما لدينا له.‏ وتشمل تقدماتنا «عجول شفاهنا،‏» ذبائح التسبيح لالهنا الرحيم،‏ يهوه.‏ —‏ هوشع ١٤:‏٢؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٥‏.‏

      يهوه يسمع صرخاتنا

      ٢١،‏ ٢٢ اية دروس يحتويها المزمور ٥١ لفائدتنا؟‏

      ٢١ تظهر لنا صلاة داود القلبية المسجَّلة في المزمور ٥١ انه يجب ان يكون ردّ فعلنا ازاء خطيتنا روح التوبة حقا.‏ وهذا المزمور يحتوي ايضا دروسا بارزة لفائدتنا.‏ مثلا،‏ اذا اخطأنا ولكننا تبنا،‏ يمكننا ان نثق برحمة اللّٰه.‏ ولكن،‏ لنهتمَّ بشكل رئيسي بأيّ تعيير قد نجلبه على اسم يهوه.‏ (‏الاعداد ١-‏٤‏)‏ وكداود،‏ يمكننا ان نتوسل الى ابينا السماوي من اجل الرحمة على اساس خطيتنا الموروثة.‏ (‏العدد ٥‏)‏ ويجب ان نكون صادقين،‏ ويلزم ان نطلب الحكمة من اللّٰه.‏ (‏العدد ٦‏)‏ واذا اخطأنا،‏ يجب ان نتوسَّل الى يهوه من اجل التطهير،‏ القلب النقي،‏ والروح المستقيم.‏ —‏ الاعداد ٧-‏١٠ ‏.‏

      ٢٢ ومن المزمور ٥١ يمكننا ان نرى ايضا انه لا يجب ان نسمح لأنفسنا بأن نتقسَّى بالخطية.‏ واذا فعلنا ذلك،‏ فسينزع منا يهوه روحه القدوس،‏ او قوته الفعالة.‏ ولكن بروحه علينا،‏ يمكننا بنجاح ان نعلِّم الآخرين عن طرقه.‏ (‏الاعداد ١١-‏١٣‏)‏ واذا اخطأنا ولكننا تبنا،‏ فسيسمح لنا يهوه بأن نستمر في تسبيحه لأنه لا يحتقر ابدا القلب المنكسر والمنسحق.‏ (‏الاعداد ١٤-‏١٧‏)‏ ويظهر هذا المزمور ايضا انه لا يجب ان تركِّز صلواتنا على انفسنا فقط.‏ وبالاحرى،‏ يجب ان نصلِّي من اجل البركة والخير الروحي لكل الذين ينهمكون في عبادة يهوه النقية.‏ —‏ العددان ١٨،‏ ١٩ ‏.‏

      ٢٣ لماذا يجب ان يدفعنا المزمور ٥١ الى ان نكون شجعانا ونأمل الخير؟‏

      ٢٣ ان هذا المزمور المؤثِّر يجب ان يدفعنا الى ان نكون شجعانا ونأمل الخير.‏ وهو يساعدنا ان ندرك انه لا يلزم ان نفكِّر ان الحالة بلا رجاء ولو عثرنا بخطية.‏ ولماذا؟‏ لأننا اذا كنا تائبين،‏ يمكن لرحمة يهوه ان تنقذنا من اليأس.‏ واذا كنا منسحقين،‏ ومنتذرين كليا لابينا السماوي المحب،‏ يسمع صراخنا طلبا للرحمة.‏ فكم هي معزية المعرفة ان يهوه لا يحتقر القلب المنكسر!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة