-
تشجَّعوا فيما يقترب الانقاذبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١ نيسان (ابريل)
-
-
تشجَّعوا فيما يقترب الانقاذ
«انا معك يقول الرب لأنقذك.» — ارميا ١:١٩.
١، ٢ لماذا تحتاج العائلة البشرية الى الانقاذ؟
الانقاذ! يا لها من كلمة معزية! فالانقاذ يعني الخلاص، يعني التحرر من حالة بائسة ورديئة. وهو يشمل فكرة الصيرورة في وضع اسعد وأفضل.
٢ وما احوج العائلة البشرية الى انقاذ كهذا الآن! فالناس اينما كانوا تثقلهم وتثبطهم المشاكل العويصة — الاقتصادية والاجتماعية والجسدية والعقلية والعاطفية. والغالبية العظمى مستاؤون وخائبو الامل من حالة العالم ويودون تغييرا نحو الافضل. — اشعياء ٦٠:٢؛ متى ٩:٣٦.
«ازمنة صعبة»
٣، ٤ لماذا هنالك حاجة اعظم الى الانقاذ الآن؟
٣ ان الحاجة الى الانقاذ الآن هي اعظم من ايّ وقت مضى، لأن هنالك معاناة اعظم في هذا القرن الـ ٢٠ اكثر من ايّ قرن آخر. فاليوم يعيش اكثر من بليون شخص بكثير في فقر مدقع، ويزداد هذا الرقم نحو ٢٥ مليونا سنويا. ويموت كل سنة نحو ١٣ مليون ولد نتيجة سوء التغذية او نتيجة اسباب اخرى مرتبطة بالفقر — اكثر من ٠٠٠,٣٥ يوميا! ويموت ملايين الاشخاص الاكبر قبل الاوان من جراء امراض متنوعة. — لوقا ٢١:١١؛ رؤيا ٦:٨.
٤ وقد سببت الحروب والاضطرابات المدنية شقاء فظيعا. يقول كتاب الموت على يد الحكومات (بالانكليزية) ان الحروب، النزاعات العرقية والدينية، والقتل الجماعي التي تشنها الحكومات كلٌّ على رعاياها «قتلت اكثر من ٢٠٣ ملايين شخص في هذا القرن.» ويضيف: «يمكن ان يصل عدد القتلى الى نحو ٣٦٠ مليونا. ويبدو كما لو ان عرقنا البشري قد اباده طاعون اسود عصري. وهذا ما حدث من جراء طاعون السلطة، وليس من جراء الجراثيم.» ذكر الكاتب ريتشارد هاروود: «بالمقارنة، كانت الحروب البربرية في القرون الماضية صراعات صغيرة وتافهة.» — متى ٢٤:٦، ٧؛ رؤيا ٦:٤.
٥، ٦ لماذا زمننا مقلق جدا؟
٥ وما يزيد من الاحوال المقلقة في السنوات الاخيرة هو الازدياد الهائل في الجرائم العنيفة، الفساد الادبي، وانهيار العائلة. ذكر وزير التربية السابق في الولايات المتحدة وِليَم بينيت ان عدد سكان الولايات المتحدة ازداد ٤١ في المئة في غضون ٣٠ سنة، لكنَّ الجرائم العنيفة ازدادت ٥٦٠ في المئة، الولادات غير الشرعية ٤٠٠ في المئة، الطلاق ٣٠٠ في المئة، وانتحار المراهقين ٢٠٠ في المئة. وحذَّر جون دييِليو الاصغر، پروفسور في جامعة پرنستون، من الاعداد المتزايدة من الاحداث «المفترسين بضراوة،» الذين «يقتلون، يهاجمون، يغتصبون، يسرقون، يسطون ويخلقون اضطرابات خطيرة في المجتمع. وهم لا يخافون من وصمة العار نتيجة الاعتقال، آلام السجن، او وخز الضمير.» وفي هذا البلد، يحتل القتل الآن المرتبة الثانية في لائحة الاسباب المؤدية الى الموت بين الذين يبلغ عمرهم من ١٥ الى ١٩ سنة. ويموت الاولاد تحت الرابعة من العمر نتيجة سوء المعاملة اكثر منه نتيجة المرض.
٦ ولا تقتصر هذه الجرائم والعنف على امة واحدة فقط. فمعظم البلدان تخبر بنزعات مماثلة. وما يساهم في ذلك هو موجة استعمال المخدِّرات العارمة غير الشرعية التي تفسد الملايين. قالت صحيفة سيدني مورنينڠ هيرالد الاوسترالية (بالانكليزية): «صارت تجارة المخدِّرات غير المشروعة العالمية الصناعة الكبرى الثانية بعد تجارة الاسلحة.» والعامل الآخر هو العنف والفساد الادبي اللذان يملآن برامج التلفزيون. وفي بلدان عديدة، عندما يبلغ الولد الـ ١٨ من عمره، يكون قد شاهد عشرات آلالاف من مشاهد العنف على التلفزيون ومشاهد الفساد الادبي التي لا تحصى. وهذا تأثير فاسد بالغ الاهمية لأن شخصيتنا يصوغها ما نغذي به عقولنا باستمرار. — رومية ١٢:٢؛ افسس ٥:٣، ٤.
٧ اية احوال سيئة حاضرة انبأت بها نبوة الكتاب المقدس؟
٧ لقد انبأت نبوة الكتاب المقدس بدقة بهذا التسلسل المروِّع للاحداث في قرننا. فقالت انه ستكون هنالك حروب عالمية، امراض وبائية، نقص في الاغذية، وازدياد في الاثم. (متى ٢٤:٧-١٢؛ لوقا ٢١:١٠، ١١) وعندما نتأمل في النبوة المسجَّلة في ٢ تيموثاوس ٣:١-٥، يبدو وكأننا نستمع الى التقارير الاخبارية المسائية. فهي تحدد ان عصرنا هو «الايام الاخيرة» وتصف الناس بأنهم ‹محبون لأنفسهم محبون للمال غير طائعين لوالديهم دنسون بلا حنو عديمو النزاهة شرسون متصلفون محبون للَّذَّات دون محبة للّٰه.› وهذه تماما هي حالة العالم اليوم. وكما اعترف وِليَم بينيت: «هنالك ادلة كثيرة جدا على . . . ان الحضارة صارت فاسدة.» حتى انه قيل ان الحضارة قد ولّى عهدها عند نشوب الحرب العالمية الاولى.
٨ لماذا جلب اللّٰه الطوفان ايام نوح، وما علاقة ذلك بأيامنا؟
٨ ان الحالة اليوم اسوأ مما كانت عليه قبل الطوفان ايام نوح، عندما «امتلأت الارض ظلما [«عنفا،» عج].» فقد رفض الناس عموما آنذاك التوبة عن طرقهم الرديئة. لذلك قال اللّٰه: «الارض امتلأت ظلما [«عنفا،» عج] منهم. فها انا مهلكهم.» وأهلك الطوفان ذلك العالم العنيف. — تكوين ٦:١١، ١٣؛ ٧:١٧-٢٤.
لا انقاذ من البشر
٩، ١٠ لماذا لا ينبغي ان نلتفت الى البشر من اجل الانقاذ؟
٩ هل تنقذنا المساعي التي يقوم بها البشر من هذه الاحوال السيئة؟ تجيب كلمة اللّٰه: «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.» «ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.» (مزمور ١٤٦:٣؛ ارميا ١٠:٢٣) وأثبتت آلاف السنوات صحة هاتين الحقيقتين. وقد جرَّب البشر كل الانظمة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية التي يمكن تخيُّلها، لكنَّ الاحوال تصير اسوأ. ولو كان هنالك حلٌّ بشري لصار ذلك واضحا الآن. ولكنَّ الحقيقة هي انه «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه.» — جامعة ٨:٩؛ امثال ٢٩:٢؛ ارميا ١٧:٥، ٦.
١٠ قبل عدة سنوات، قال زبغنيو بريجنسكي، مستشار الامن القومي السابق للولايات المتحدة: «الاستنتاج الذي لا مفر منه لأيّ تحليل غير متحيِّز للنزعات العالمية هو ان الاهتياج الاجتماعي، الاضطراب السياسي، الازمة الاقتصادية، والخلاف الدولي من المرجح ان تصير واسعة الانتشار اكثر.» وأضاف: «ان الخطر الذي يواجه البشرية انما [هو] الفوضى العالمية.» ان هذا التقييم لأحوال العالم هو اليوم اكثر صحة. وثمة افتتاحية في صحيفة ردجيستر (بالانكليزية)، في نيو هايڤِن، كونكتيكت، علَّقت على عصر العنف المتزايد هذا، قائلة: «يبدو وكأننا بعيدون كل البعد عن السيطرة على الاحوال.» كلا، لن يكون هنالك توقُّف لتدهور هذا العالم، لأن النبوة عن هذه «الايام الاخيرة» قالت ايضا: «ولكنَّ الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردإ مُضِلِّين ومُضَلِّين.» — ٢ تيموثاوس ٣:١٣.
١١ لمَ لن تغيِّر الجهود البشرية الاحوال التي تزداد سوءا؟
١١ لا يستطيع البشر ان يغيِّروا هذا الاتجاه لأن الشيطان هو «اله هذا الدهر.» (٢ كورنثوس ٤:٤) نعم، «العالم كله قد وُضع في الشرير.» (١ يوحنا ٥:١٩؛ انظروا ايضا يوحنا ١٤:٣٠.) وبالصواب يقول الكتاب المقدس عن ايامنا: «ويل لساكني الارض والبحر لأن ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.» (رؤيا ١٢:١٢) والشيطان يعلم ان حكمه وعالمه على وشك الانتهاء، لذلك هو «كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.» — ١ بطرس ٥:٨.
الانقاذ قريب — لمَن؟
١٢ لمَن يقترب الانقاذ؟
١٢ ان الاحوال التي تزداد صعوبة على الارض هي دليل لا يمكن انكاره على ان تغييرا هائلا — انقاذا عظيما — هو وشيك. ولِمَن؟ ان الانقاذ وشيك للذين ينتبهون للعلامات التحذيرية ويتخذون الاجراء الملائم. تظهر يوحنا الاولى ٢:١٧ ما يجب فعله: «العالم [نظام اشياء الشيطان] يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.» — انظروا ايضا ٢ بطرس ٣:١٠-١٣.
١٣، ١٤ كيف شدَّد يسوع على الحاجة الى السهر؟
١٣ انبأ يسوع بأن المجتمع الفاسد العصري سيجتاحه قريبا وقت ضيق «لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» (متى ٢٤:٢١) ولذلك حذَّر: «احترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض. اسهروا اذًا وتضرعوا في كل حين لكي تُحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون.» — لوقا ٢١:٣٤-٣٦.
١٤ ان الذين ‹يحترزون ويسهرون› سيبحثون عن ارادة اللّٰه ويفعلونها. (امثال ٢:١-٥؛ رومية ١٢:٢) وهؤلاء هم الذين ‹سيُحسبون اهلا للنجاة› من الدمار الوشيك الآتي على نظام الشيطان. ويمكنهم ان يثقوا ثقة مطلقة بأنهم سيُنقَذون. — مزمور ٣٤:١٥؛ امثال ١٠:٢٨-٣٠.
المنقذ الرئيسي
١٥، ١٦ مَن هو المنقذ الرئيسي، ولماذا نحن على يقين من ان احكامه ستكون بارة؟
١٥ تلزم ازالة الشيطان ونظام اشيائه العالمي برمته من اجل انقاذ خدام اللّٰه. ويتطلب هذا مصدر انقاذ اقوى من البشر. وهذا المصدر هو يهوه اللّٰه، صاحب السلطان الاسمى، الخالق الكلي القدرة للكون المهيب. انه المنقذ الرئيسي: «انا انا الرب وليس غيري مخلِّص.» — اشعياء ٤٣:١١؛ امثال ١٨:١٠.
١٦ ففي يهوه تتجلى اقصى درجات القوة والحكمة والعدل والمحبة. (مزمور ١٤٧:٥؛ امثال ٢:٦؛ اشعياء ٦١:٨؛ ١ يوحنا ٤:٨) لذلك عندما ينفِّذ احكامه، يمكن ان نكون على يقين من ان اعماله ستكون بارة. فقد سأل ابراهيم: «أديَّان كل الارض لا يصنع عدلا.» (تكوين ١٨:٢٤-٣٣) وهتف بولس: «ألعلّ عند اللّٰه ظلما. حاشا.» (رومية ٩:١٤) وكتب يوحنا: «نعم ايها الرب الاله القادر على كل شيء حق وعادلة [«بارة،» عج] هي احكامك.» — رؤيا ١٦:٧.
١٧ كيف عبَّر خدام يهوه في الماضي عن الثقة بوعوده؟
١٧ عندما يعد يهوه بالانقاذ، يجلبه لا محالة. قال يشوع: «لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي [تكلم] به الرب.» (يشوع ٢١:٤٥) وذكر سليمان: «لم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به.» (١ ملوك ٨:٥٦) وأشار الرسول بولس الى ان ابراهيم ‹لم يرتَبْ بعدم ايمان وتيقَّن ان ما وعد به [اللّٰه] هو قادر ان يفعله ايضا.› وكذلك سارة «حسبت [اللّٰه] الذي وعد صادقا.» — رومية ٤:٢٠، ٢١؛ عبرانيين ١١:١١.
١٨ لماذا يمكن ان يثق خدام يهوه اليوم بأنهم سيُنقَذون؟
١٨ وبخلاف البشر، يهوه جدير بالثقة كاملا، فهو يفي بوعده. «قد حلف رب الجنود قائلا انه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت.» (اشعياء ١٤:٢٤) لذلك عندما يقول الكتاب المقدس، «يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقَبين،» يمكن ان يكون لنا ملء الثقة بأن هذا سيحدث. (٢ بطرس ٢:٩) وحتى عندما يهدِّد الاعداء الاقوياء خدام يهوه بالموت، يتشجعون بسبب موقفه الذي ينعكس في وعده لأحد انبيائه: «يحاربونك ولا يقدرون عليك لأني انا معك يقول الرب لأنقذك.» — ارميا ١:١٩؛ مزمور ٣٣:١٨، عج؛ ١٩؛ تيطس ١:٢.
اعمال الانقاذ في الماضي
١٩ كيف انقذ يهوه لوطا، وماذا يناظر هذه الحالة في ايامنا؟
١٩ اننا نتشجَّع كثيرا عندما نعدِّد بعضا من اعمال الانقاذ السابقة التي قام بها يهوه. مثلا، كان لوط «مغلوبا [«متضايقا جدا،» ترجمة تفسيرية]» من شر سدوم وعمورة. لكنَّ يهوه لاحظ «صراخ» التذمر ضد هاتين المدينتين. وفي الوقت المناسب، ارسل رسلا ليحثوا لوطا وعائلته على الخروج من تلك المنطقة فورا. والنتيجة؟ «انقذ [يهوه] لوطا البارّ،» اذ «رمَّد مدينتَي سدوم وعمورة.» (٢ بطرس ٢:٦-٨؛ تكوين ١٨:٢٠، ٢١) واليوم ايضا يلاحظ يهوه صراخ التذمر في ما يتعلق بالشر العظيم لهذا العالم. وعندما يكمل رسله العصريون عمل شهادتهم الملحّ الى الحدّ الذي يريده، سيتَّخذ اجراء ضد هذا العالم وينقذ خدامه كما انقذ لوطا. — متى ٢٤:١٤.
٢٠ صفوا انقاذ يهوه لإسرائيل القديمة من مصر.
٢٠ كان الملايين من شعب اللّٰه مستعبَدين في مصر القديمة. قال يهوه عنهم: «سمعت صراخهم . . . اني علمت اوجاعهم. فنزلت لأنقذهم.» (خروج ٣:٧، ٨) ولكن بعد ان اطلق فرعون شعب اللّٰه، غيَّر رأيه وتبعهم مع جيشه العظيم. فبدا وكأن الاسرائيليين عالقون عند البحر الاحمر. لكنَّ موسى قال: «لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم.» (خروج ١٤:٨-١٤) فقد شقَّ يهوه البحر الاحمر، وهرب الاسرائيليون. وانطلقت جيوش فرعون في اثرهم، لكنَّ يهوه استخدم قوته بحيث «غطاهم البحر. غاصوا كالرصاص في مياه غامرة.» بعدئذ تهلَّل موسى في ترنيمة ليهوه: «مَن مثلك معتزا في القداسة. مَخوفا بالتسابيح. صانعا عجائب.» — خروج ١٥:٤-١٢، ١٩.
٢١ كيف أُنقذ شعب يهوه من عمون وموآب وسعير؟
٢١ وفي حادثة اخرى، هدَّدت الامم العدوة عمون، موآب، وسعير (ادوم) شعب يهوه بالتدمير. فقال يهوه: «لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير [للاعداء] لأن الحرب ليست لكم بل للّٰه. . . . ليس عليكم ان تحاربوا . . . اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم.» وقد انقذ يهوه شعبه بإحداث الفوضى في صفوف الاعداء فقتلوا واحدهم الآخر. — ٢ أخبار الايام ٢٠:١٥-٢٣.
٢٢ ايّ انقاذ عجائبي من اشور زوَّده يهوه لإسرائيل؟
٢٢ وعندما وقفت الدولة العالمية الاشورية ضد اورشليم، عيَّر الملك سنحاريب يهوه بالقول للشعب عند السور: «مَن من كل آلهة هذه الاراضي [الذين قهرتهم] أنقذ ارضهم من يدي حتى ينقذ الرب اورشليم من يدي.» وقال لخدام اللّٰه: «لا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلا انقاذا ينقذنا الرب.» فصلى حزقيا بحرارة من اجل الانقاذ، حتى «تعلم ممالك الارض كلها انك انت الرب وحدك.» فضرب يهوه ٠٠٠,١٨٥ جندي اشوري، وأُنقذ خدام اللّٰه. ولاحقا، عندما كان سنحاريب ساجدا لإلهه الباطل، اغتاله ابناه. — اشعياء الاصحاحان ٣٦، ٣٧.
٢٣ اية اسئلة عن الانقاذ اليوم تلزم الاجابة عنها؟
٢٣ يمكننا حتما ان نتشجَّع عندما نرى كيف انقذ يهوه شعبه في الماضي انقاذا رائعا. وماذا عن يومنا؟ اية حالة خطيرة سيواجهها خدامه الامناء قريبا مما يتطلَّب انقاذه العجائبي؟ لماذا انتظر الى الآن لينقذهم؟ ايّ اتمام سيكون هنالك لكلمات يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب [«انقاذكم يقترب،» عج]»؟ (لوقا ٢١:٢٨) وكيف سيأتي الانقاذ لخدام اللّٰه الذين ماتوا؟ ستعالج المقالة التالية هذه الاسئلة.
-
-
الانقاذ الى عالم جديد بارّبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١ نيسان (ابريل)
-
-
الانقاذ الى عالم جديد بارّ
«يتلذذون في كثرة السلامة.» — مزمور ٣٧:١١.
١، ٢ (أ) كيف سيختلف انقاذ يهوه في عصرنا عن اعمال انقاذه في الازمنة القديمة؟ (ب) الى ايّ عالم سيجلب يهوه شعبه؟
يهوه هو اله الانقاذ. ففي الازمنة القديمة انقذ شعبه في عدة مناسبات. لكنَّ اعمال الانقاذ هذه كانت مؤقتة، لأن يهوه لم ينفِّذ بشكل دائم في ايٍّ من هذه المناسبات احكامه في عالم الشيطان ككل. ولكن في ايامنا سيصنع يهوه قريبا اعظم انقاذ على الاطلاق من اجل خدامه. وهذه المرة سيزيل آخر اثر لنظام الشيطان في كل الارض، وسيجلب خدامه الى عالم جديد بارّ ابدي. — ٢ بطرس ٢:٩؛ ٣:١٠-١٣.
٢ يعد يهوه: «بعد قليل لا يكون الشرير . . . اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة.» (مزمور ٣٧:١٠، ١١) الى متى؟ «الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.» (مزمور ٣٧:٢٩؛ متى ٥:٥) ولكن قبل ان يحدث ذلك، سيقاسي هذا العالم اعظم ضيق عرفه على الاطلاق.
‹الضيق العظيم›
٣ كيف وصف يسوع ‹الضيق العظيم›؟
٣ سنة ١٩١٤ دخل العالم ‹ايامه الاخيرة.› (٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣) وقد مضى علينا الآن ٨٣ سنة منذ ابتداء هذه الفترة ونحن نقترب الى نهايتها، حين يتم ما انبأ به يسوع: «يكون . . . ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» (متى ٢٤:٢١) نعم، حتى اسوأ من الحرب العالمية الثانية، عندما هلك نحو ٥٠ مليون شخص. وما اقرب هذا الوقت الذي يهز العالم!
٤ لماذا تأتي دينونة اللّٰه على «بابل العظيمة»؟
٤ سيأتي ‹الضيق العظيم› بغتة، «في ساعة واحدة.» (رؤيا ١٨:١٠) واندلاعه سيسم تنفيذ دينونة اللّٰه على الدين الباطل برمته، الذي تدعوه كلمة اللّٰه «بابل العظيمة.» (رؤيا ١٧:١-٦، ١٥) كان الدين الباطل ابرز وجه لبابل القديمة. وبابل العصرية هي كنظيرتها القديمة وتمثِّل الامبراطورية العالمية للدين الباطل. وهي تلعب دور الزانية بمسايرة العناصر السياسية. وهي تدعم حروبهم وتبارك الجيوش في طرفي النزاع، مما اسفر عن قتل الناس واحدهم الآخر من الدين نفسه. (متى ٢٦:٥١، ٥٢؛ ١ يوحنا ٤:٢٠، ٢١) وهي تتغاضى عن ممارسات مناصريها الفاسدة وتضطهد المسيحيين الحقيقيين. — رؤيا ١٨:٥، ٢٤.
٥ كيف يبدأ ‹الضيق العظيم›؟
٥ ان ‹الضيق العظيم› يبدأ عندما تنقلب العناصر السياسية فجأة على «بابل العظيمة.» وهم «سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.» (رؤيا ١٧:١٦) بعدئذ، «سيبكي وينوح عليها» داعموها السابقون. (رؤيا ١٨:٩-١٩) ولكنَّ هذا ما ينتظره خدام يهوه منذ امد بعيد، لذلك سيهتفون: «هللويا . . . اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها.» — رؤيا ١٩:١، ٢.
الهجوم على خدام اللّٰه
٦، ٧ لماذا يمكن ان تكون لدى خدام يهوه الثقة عندما يُهاجَمون خلال ‹الضيق العظيم›؟
٦ بعد تدمير الدين الباطل، ستنقلب العناصر السياسية على خدام يهوه. والشيطان، «جوج ارض ماجوج» في النبوة، يقول: «آتي الهادئين الساكنين في امن.» وإذ يظن انهم فريسة سهلة، يهاجمهم ومعه «جيش كثير . . . كسحابة تغشّي الارض.» (حزقيال ٣٨:٢، ١٠-١٦) لكنَّ شعب يهوه يعرفون ان هذا الهجوم سيفشل لأنهم يثقون بيهوه.
٧ عندما اعتقد فرعون وجيوشه انهم حاصروا خدام اللّٰه عند البحر الاحمر، انقذ يهوه عجائبيا شعبه وأهلك جيوش مصر. (خروج ١٤:٢٦-٢٨) وخلال ‹الضيق العظيم،› عندما تعتقد الامم انها حاصرت شعب يهوه، سيهبّ مرة اخرى عجائبيا لإنقاذهم: «في ذلك اليوم . . . غضبي يصعد في انفي. وفي غيرتي في نار سخطي تكلمت.» (حزقيال ٣٨:١٨، ١٩) وستكون ذروة ‹الضيق العظيم› وشيكة آنذاك!
٨ اية حوادث خارقة للطبيعة تحصل قبل ان ينفِّذ يهوه الدينونة في الاشرار، وبأية نتيجة؟
٨ وفي مرحلة من المراحل بعد ابتداء ‹الضيق العظيم،› ولكن قبل ان ينفِّذ يهوه دينونته في بقية هذا العالم، ستحدث امور خارقة للطبيعة. لاحظوا ماذا ستكون آثارها. «حينئذ تظهر علامة ابن الانسان [المسيح] في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.» (متى ٢٤:٢٩، ٣٠) «تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. . . . والناس يُغشى عليهم من خوفٍ وانتظار ما يأتي على المسكونة.» — لوقا ٢١:٢٥، ٢٦.
«انقاذكم يقترب»
٩ لماذا بإمكان خدام يهوه ان ‹يرفعوا رؤوسهم› عندما تحصل الحوادث الخارقة للطبيعة؟
٩ ستنطبق آنذاك نبوة لوقا ٢١:٢٨. قال يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب [«انقاذكم يقترب،» عج].» وسيرجف اعداء اللّٰه خوفا لأنهم سيعرفون ان الحوادث الخارقة للطبيعة التي تحدث هي من يهوه. لكنَّ خدام يهوه سيبتهجون لأنهم سيعرفون ان انقاذهم يقترب.
١٠ كيف تصف كلمة اللّٰه ذروة ‹الضيق العظيم›؟
١٠ ثم يوجِّه يهوه الضربة القاضية الى نظام الشيطان: «اعاقبه [جوج] بالوبإ وبالدم وأُمطر عليه وعلى جيشه . . . مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة ونارا وكبريتا . . . فيعلمون اني انا الرب.» (حزقيال ٣٨:٢٢، ٢٣) فتُزال كل آثار نظام الشيطان. ويُباد كامل المجتمع البشري من الاشخاص الذين يتجاهلون اللّٰه. هذه هي هرمجدون، ذروة ‹الضيق العظيم.› — ارميا ٢٥:٣١-٣٣؛ ٢ تسالونيكي ١:٦-٨؛ رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ ١٩:١١-٢١.
١١ لماذا سيُنقَذ خدام يهوه من ‹الضيق العظيم›؟
١١ وسيُنقَذ من ‹الضيق العظيم› ملايين الاشخاص من عباد يهوه حول الارض. ويؤلف هؤلاء ‹الجمع الكثير› الذين اتوا «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.» ولماذا يُنقَذون بهذه الطريقة الموحية بالرهبة؟ لأنهم ‹يخدمون يهوه نهارا وليلا.› لذلك ينجون من نهاية هذا العالم ويدخلون الى عالم جديد بارّ. (رؤيا ٧:٩-١٥) وهكذا يشهدون اتمام وعد يهوه: «انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض الى انقراض الاشرار تنظر.» — مزمور ٣٧:٣٤.
العالم الجديد
١٢ ماذا يمكن للناجين من هرمجدون ان يتوقعوا؟
١٢ ما ابهج ذلك الوقت — حين يُزال الشرّ ويبزغ فجر اروع عصر في التاريخ البشري كله! (رؤيا ٢٠:١-٤) وكم سيكون الناجون من هرمجدون شاكرين ليهوه انهم دخلوا حضارة مشرقة نظيفة من صنع اللّٰه، عالما جديدا على ارض ستتحول الى فردوس! (لوقا ٢٣:٤٣) ولن يكون الموت امرا محتما عليهم! (يوحنا ١١:٢٦) ومن هذه المرحلة فصاعدا، سيكون لديهم الرجاء الرائع والبديع ان يحيوا ما دام يهوه حيّا!
١٣ كيف سيستأنف يسوع عمل الشفاء الذي ابتدأ به على الارض؟
١٣ ويسوع، الذي عيَّنه يهوه ملكا سماويا، هو مَن سيشرف على البركات العجائبية التي سيتمتع بها الذين سيُنقَذون. فعندما كان على الارض، فتح عيون العمي وآذان الصمّ وشفى «كل مرض وكل ضعف في الشعب.» (متى ٩:٣٥؛ ١٥:٣٠، ٣١) وفي العالم الجديد، سيستأنف عمل الشفاء العظيم هذا ولكن على نطاق عالمي. وكوكيل اللّٰه، سيفي بهذا الوعد: «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.» (رؤيا ٢١:٤) ولن تكون هنالك في ما بعد حاجة الى كل مَن يزاول الطب او مَن يتعهد دفن الموتى! — اشعياء ٢٥:٨؛ ٣٣:٢٤.
١٤ كيف سيشمل الانقاذ خدام يهوه الذين ماتوا؟
١٤ وسيشمل الانقاذ ايضا كل خدام اللّٰه الامناء الذين ماتوا في الماضي. ففي العالم الجديد، سينجون من براثِن الموت. ويهوه يضمن ذلك: «سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة.» (اعمال ٢٤:١٥) وعلى الارجح، سيُقام «الابرار» في وقت ابكر ويساهمون في توسيع الفردوس. فما اروع ان يسمع الناجون من هرمجدون اختبارات الاموات الامناء القدامى الذين أُعيدوا الآن الى الحياة! — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
١٥ صفوا بعض الاحوال التي ستكون في العالم الجديد.
١٥ وكل الاحياء آنذاك سيتمتعون بما قاله صاحب المزمور عن يهوه: «تفتح يدك فتُشبع كل حيٍّ رضى.» (مزمور ١٤٥:١٦) فلا جوع بعد: ستُردُّ الارض الى توازن بيئي وتنتج بوفرة. (مزمور ٧٢:١٦) ولا مشردين بعد: «يبنون بيوتا ويسكنون فيها،» وسيجلس كل واحد «تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعب.» (اشعياء ٦٥:٢١، ٢٢؛ ميخا ٤:٤) ولا خوف بعد: لن تكون هنالك حرب، عنف، او جريمة. (مزمور ٤٦:٨، ٩؛ امثال ٢:٢٢) «استراحت اطمأنت كل الارض. هتفوا ترنُّما.» — اشعياء ١٤:٧.
١٦ لماذا سيسود البرّ العالم الجديد؟
١٦ وفي العالم الجديد ستكون وسائل دعايات الشيطان قد أُزيلت. وبدلا منها، «يتعلم سكان المسكونة العدل [«البرّ،» عج].» (اشعياء ٢٦:٩؛ ٥٤:١٣) وبالارشاد الروحي المفيد سنة تلو الاخرى، فإن «الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.» (اشعياء ١١:٩) وستكون افكار الجنس البشري وأعماله بناءة. (فيلبي ٤:٨) تخيَّلوا مجتمع اناس عالمي النطاق خاليا من الجريمة، الانانية، الغيرة — معشر اخوة عالميا حيث ينتج الجميع ثمار روح اللّٰه. وفي الواقع، حتى في هذا الوقت، ينمي الجمع الكثير هذه الصفات. — غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
لماذا كل هذا الوقت؟
١٧ لماذا انتظر يهوه كل هذا الوقت حتى ينهي الشرّ؟
١٧ ولكن لماذا انتظر يهوه كل هذا الوقت حتى ينهي الشرّ وينقذ شعبه الى العالم الجديد؟ تأملوا في ما يجب ان يُنجَز. فأهم امر هو تبرئة سلطان يهوه، حقه في الحكم. وبالسماح بمرور وقت كافٍ، اثبت يهوه بشكل قاطع ان الحكم البشري خارج سلطانه فشل فشلا ذريعا. (ارميا ١٠:٢٣) لذلك فإن يهوه الآن مبرَّر تماما في استبدال الحكم البشري بحكم ملكوته السماوي برئاسة المسيح. — دانيال ٢:٤٤؛ متى ٦:٩، ١٠.
١٨ متى كان المتحدرون من ابراهيم سيرثون ارض كنعان؟
١٨ وما حصل خلال كل هذه القرون مماثل لما حدث في زمن ابراهيم. فقد قال يهوه لابراهيم ان المتحدرين منه سيرثون ارض كنعان — ولكن ليس إلا بعد مرور اربع مئة سنة «لأن ذنب الاموريين [لم يكن آنذاك] كاملا.» (تكوين ١٢:١-٥؛ ١٥:١٣-١٦) وعلى الارجح، يمثِّل هنا التعبير ‹الاموريون› (قبيلة بارزة) شعوب كنعان ككل. فكانت ستمر اربعة قرون تقريبا قبل ان يجعل يهوه شعبه يُخضِعون كنعان. وفي غضون هذا الوقت، سمح يهوه لأمم كنعان بتطوير مجتمعاتها. وبأية نتيجة؟
١٩، ٢٠ ايّ مجتمع طوَّره الكنعانيون؟
١٩ يذكر موجز الكتاب المقدس، بقلم هنري ه. هالي، ان علماء الآثار عثروا في مجدو على خرائب هيكل عَشْتورة الالاهة، زوجة بعل. يكتب: «على بعد خطوات قليلة من هذا الهيكل، كان هنالك مدفن وُجدت فيه جرار عديدة تحتوي على بقايا رُضَّع قُدِّموا ذبيحة في هذا الهيكل . . . كان انبياء بعل وعَشْتورة قاتلي اطفال ممنوحين السلطة.» «كانت هنالك عادة رهيبة اخرى تُسمَّى ‹ذبائح الاساس.› فعندما كان سيُبنى بيت، كان يقدَّم ولد ذبيحة وتوضع جثته داخل الجدار.»
٢٠ يعلِّق هالي: «كانت عبادة بعل، عَشْتورة، والآلهة الكنعانية الاخرى عبارة عن طقوس من العربدة المفرطة الى ابعد حد؛ وكانت هياكلهم مراكز للرذيلة. . . . وقد مارس الكنعانيون عبادتهم، بالانغماس في الفساد الادبي، . . . ثم بتقديم ابكارهم ذبيحة لهذه الآلهة نفسها. ويبدو ان ارض كنعان صارت، الى درجة كبيرة، نوعا من سدوم وعمورة على نطاق قومي. . . . هل كان لحضارة بمثل هذه القذارة والوحشية البغيضتين ايّ حق في الوجود مدة اطول؟ . . . ان علماء الآثار الذين ينقِّبون في خرائب المدن الكنعانية يتعجبون كيف ان اللّٰه لم يهلكهم في وقت ابكر من ذلك.» — قارنوا ١ ملوك ٢١:٢٥، ٢٦.
٢١ ايّ تشابه هنالك بين حالة الكنعانيين والحالة في ايامنا؟
٢١ صار شرّ الاموريين «كاملا.» فأصبح يهوه مبرَّرا تماما ان يبيدهم. ويصح الامر نفسه اليوم. فهذا العالم ملآن عنفا وفسادا ادبيا وازدراء بشرائع اللّٰه. وبما ان ذبائح الاولاد الشنيعة في كنعان القديمة تروِّعنا بحق، فكم بالحري تقديم عشرات الملايين من الشبان ذبائح في حروب هذا العالم، الامر الذي هو اسوأ بكثير مما كان يحصل في كنعان؟ طبعا، ان يهوه مبرَّر الآن تماما ان ينهي هذا النظام الشرير.
انجاز امر آخر
٢٢ ماذا ينجز صبر يهوه في ايامنا؟
٢٢ ينجز صبر يهوه في هذه الايام الاخيرة امرا آخر. فهو يسمح بوقت لجمع وتعليم الجمع الكثير، الذين يبلغ عددهم الآن اكثر من خمسة ملايين. وتحت اشراف يهوه، يُنظَّمون في هيئة تقدمية. فالرجال والنساء والاحداث يُدرَّبون ليعلِّموا الآخرين حقائق الكتاب المقدس. ومن خلال اجتماعاتهم ومطبوعات الكتاب المقدس يتعلمون طرق اللّٰه الحبية. (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥؛ كولوسي ٣:١٤؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وعلاوة على ذلك، يطوِّرون مهارات في البناء والالكترونيَّات والطباعة وحقول اخرى لدعم الكرازة ‹بالبشارة.› (متى ٢٤:١٤) وعلى الارجح سيُستخدَم مثل هذا التعليم والمهارات في البناء على نطاق واسع في العالم الجديد.
٢٣ لماذا العيش في ايامنا هو امتياز؟
٢٣ ان يهوه يعدُّ خدَّامه اليوم ليعبروا ‹الضيق العظيم› الى عالم جديد بارّ. فلا شيطان ولا عالمه الشرير لمحاربتهم آنذاك، ولا مرض او حزن او موت. وبحماس وابتهاج عظيمين سيشرع شعب اللّٰه في مهمتهم المبهجة ان يبنوا الفردوس، حيث «يتلذذون» بكل يوم. وما اعظم امتيازنا ان نحيا في ذروة العصور هذه، ان نعرف يهوه ونخدمه، وأن ندرك انه قريبا جدا ‹سنرفع رؤوسنا لأن انقاذنا يقترب›! — لوقا ٢١:٢٨، عج؛ مزمور ١٤٦:٥.
-