مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تشجَّعوا فيما يقترب الانقاذ
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • تشجَّعوا فيما يقترب الانقاذ

      ‏«انا معك يقول الرب لأنقذك.‏» —‏ ارميا ١:‏١٩‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا تحتاج العائلة البشرية الى الانقاذ؟‏

      الانقاذ!‏ يا لها من كلمة معزية!‏ فالانقاذ يعني الخلاص،‏ يعني التحرر من حالة بائسة ورديئة.‏ وهو يشمل فكرة الصيرورة في وضع اسعد وأفضل.‏

      ٢ وما احوج العائلة البشرية الى انقاذ كهذا الآن!‏ فالناس اينما كانوا تثقلهم وتثبطهم المشاكل العويصة —‏ الاقتصادية والاجتماعية والجسدية والعقلية والعاطفية.‏ والغالبية العظمى مستاؤون وخائبو الامل من حالة العالم ويودون تغييرا نحو الافضل.‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏٢؛‏ متى ٩:‏٣٦‏.‏

      ‏«ازمنة صعبة»‏

      ٣،‏ ٤ لماذا هنالك حاجة اعظم الى الانقاذ الآن؟‏

      ٣ ان الحاجة الى الانقاذ الآن هي اعظم من ايّ وقت مضى،‏ لأن هنالك معاناة اعظم في هذا القرن الـ‍ ٢٠ اكثر من ايّ قرن آخر.‏ فاليوم يعيش اكثر من بليون شخص بكثير في فقر مدقع،‏ ويزداد هذا الرقم نحو ٢٥ مليونا سنويا.‏ ويموت كل سنة نحو ١٣ مليون ولد نتيجة سوء التغذية او نتيجة اسباب اخرى مرتبطة بالفقر —‏ اكثر من ٠٠٠‏,٣٥ يوميا!‏ ويموت ملايين الاشخاص الاكبر قبل الاوان من جراء امراض متنوعة.‏ —‏ لوقا ٢١:‏١١؛‏ رؤيا ٦:‏٨‏.‏

      ٤ وقد سببت الحروب والاضطرابات المدنية شقاء فظيعا.‏ يقول كتاب الموت على يد الحكومات (‏بالانكليزية)‏ ان الحروب،‏ النزاعات العرقية والدينية،‏ والقتل الجماعي التي تشنها الحكومات كلٌّ على رعاياها «قتلت اكثر من ٢٠٣ ملايين شخص في هذا القرن.‏» ويضيف:‏ «يمكن ان يصل عدد القتلى الى نحو ٣٦٠ مليونا.‏ ويبدو كما لو ان عرقنا البشري قد اباده طاعون اسود عصري.‏ وهذا ما حدث من جراء طاعون السلطة،‏ وليس من جراء الجراثيم.‏» ذكر الكاتب ريتشارد هاروود:‏ «بالمقارنة،‏ كانت الحروب البربرية في القرون الماضية صراعات صغيرة وتافهة.‏» —‏ متى ٢٤:‏٦،‏ ٧؛‏ رؤيا ٦:‏٤‏.‏

      ٥،‏ ٦ لماذا زمننا مقلق جدا؟‏

      ٥ وما يزيد من الاحوال المقلقة في السنوات الاخيرة هو الازدياد الهائل في الجرائم العنيفة،‏ الفساد الادبي،‏ وانهيار العائلة.‏ ذكر وزير التربية السابق في الولايات المتحدة وِليَم بينيت ان عدد سكان الولايات المتحدة ازداد ٤١ في المئة في غضون ٣٠ سنة،‏ لكنَّ الجرائم العنيفة ازدادت ٥٦٠ في المئة،‏ الولادات غير الشرعية ٤٠٠ في المئة،‏ الطلاق ٣٠٠ في المئة،‏ وانتحار المراهقين ٢٠٠ في المئة.‏ وحذَّر جون دييِليو الاصغر،‏ پروفسور في جامعة پرنستون،‏ من الاعداد المتزايدة من الاحداث «المفترسين بضراوة،‏» الذين «يقتلون،‏ يهاجمون،‏ يغتصبون،‏ يسرقون،‏ يسطون ويخلقون اضطرابات خطيرة في المجتمع.‏ وهم لا يخافون من وصمة العار نتيجة الاعتقال،‏ آلام السجن،‏ او وخز الضمير.‏» وفي هذا البلد،‏ يحتل القتل الآن المرتبة الثانية في لائحة الاسباب المؤدية الى الموت بين الذين يبلغ عمرهم من ١٥ الى ١٩ سنة.‏ ويموت الاولاد تحت الرابعة من العمر نتيجة سوء المعاملة اكثر منه نتيجة المرض.‏

      ٦ ولا تقتصر هذه الجرائم والعنف على امة واحدة فقط.‏ فمعظم البلدان تخبر بنزعات مماثلة.‏ وما يساهم في ذلك هو موجة استعمال المخدِّرات العارمة غير الشرعية التي تفسد الملايين.‏ قالت صحيفة سيدني مورنينڠ هيرالد الاوسترالية (‏بالانكليزية)‏:‏ «صارت تجارة المخدِّرات غير المشروعة العالمية الصناعة الكبرى الثانية بعد تجارة الاسلحة.‏» والعامل الآخر هو العنف والفساد الادبي اللذان يملآن برامج التلفزيون.‏ وفي بلدان عديدة،‏ عندما يبلغ الولد الـ‍ ١٨ من عمره،‏ يكون قد شاهد عشرات آلالاف من مشاهد العنف على التلفزيون ومشاهد الفساد الادبي التي لا تحصى.‏ وهذا تأثير فاسد بالغ الاهمية لأن شخصيتنا يصوغها ما نغذي به عقولنا باستمرار.‏ —‏ رومية ١٢:‏٢؛‏ افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٧ اية احوال سيئة حاضرة انبأت بها نبوة الكتاب المقدس؟‏

      ٧ لقد انبأت نبوة الكتاب المقدس بدقة بهذا التسلسل المروِّع للاحداث في قرننا.‏ فقالت انه ستكون هنالك حروب عالمية،‏ امراض وبائية،‏ نقص في الاغذية،‏ وازدياد في الاثم.‏ (‏متى ٢٤:‏٧-‏١٢؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وعندما نتأمل في النبوة المسجَّلة في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ يبدو وكأننا نستمع الى التقارير الاخبارية المسائية.‏ فهي تحدد ان عصرنا هو «الايام الاخيرة» وتصف الناس بأنهم ‹محبون لأنفسهم محبون للمال غير طائعين لوالديهم دنسون بلا حنو عديمو النزاهة شرسون متصلفون محبون للَّذَّات دون محبة للّٰه.‏› وهذه تماما هي حالة العالم اليوم.‏ وكما اعترف وِليَم بينيت:‏ «هنالك ادلة كثيرة جدا على .‏ .‏ .‏ ان الحضارة صارت فاسدة.‏» حتى انه قيل ان الحضارة قد ولّى عهدها عند نشوب الحرب العالمية الاولى.‏

      ٨ لماذا جلب اللّٰه الطوفان ايام نوح،‏ وما علاقة ذلك بأيامنا؟‏

      ٨ ان الحالة اليوم اسوأ مما كانت عليه قبل الطوفان ايام نوح،‏ عندما «امتلأت الارض ظلما [«عنفا،‏» ع‌ج‏].‏» فقد رفض الناس عموما آنذاك التوبة عن طرقهم الرديئة.‏ لذلك قال اللّٰه:‏ «الارض امتلأت ظلما [«عنفا،‏» ع‌ج‏] منهم.‏ فها انا مهلكهم.‏» وأهلك الطوفان ذلك العالم العنيف.‏ —‏ تكوين ٦:‏١١،‏ ١٣؛‏ ٧:‏١٧-‏٢٤‏.‏

      لا انقاذ من البشر

      ٩،‏ ١٠ لماذا لا ينبغي ان نلتفت الى البشر من اجل الانقاذ؟‏

      ٩ هل تنقذنا المساعي التي يقوم بها البشر من هذه الاحوال السيئة؟‏ تجيب كلمة اللّٰه:‏ «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏» «ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏مزمور ١٤٦:‏٣؛‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وأثبتت آلاف السنوات صحة هاتين الحقيقتين.‏ وقد جرَّب البشر كل الانظمة السياسية،‏ الاقتصادية،‏ والاجتماعية التي يمكن تخيُّلها،‏ لكنَّ الاحوال تصير اسوأ.‏ ولو كان هنالك حلٌّ بشري لصار ذلك واضحا الآن.‏ ولكنَّ الحقيقة هي انه «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه.‏» —‏ جامعة ٨:‏٩؛‏ امثال ٢٩:‏٢؛‏ ارميا ١٧:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ١٠ قبل عدة سنوات،‏ قال زبغنيو بريجنسكي،‏ مستشار الامن القومي السابق للولايات المتحدة:‏ «الاستنتاج الذي لا مفر منه لأيّ تحليل غير متحيِّز للنزعات العالمية هو ان الاهتياج الاجتماعي،‏ الاضطراب السياسي،‏ الازمة الاقتصادية،‏ والخلاف الدولي من المرجح ان تصير واسعة الانتشار اكثر.‏» وأضاف:‏ «ان الخطر الذي يواجه البشرية انما [هو] الفوضى العالمية.‏» ان هذا التقييم لأحوال العالم هو اليوم اكثر صحة.‏ وثمة افتتاحية في صحيفة ردجيستر (‏بالانكليزية)‏،‏ في نيو هايڤِن،‏ كونكتيكت،‏ علَّقت على عصر العنف المتزايد هذا،‏ قائلة:‏ «يبدو وكأننا بعيدون كل البعد عن السيطرة على الاحوال.‏» كلا،‏ لن يكون هنالك توقُّف لتدهور هذا العالم،‏ لأن النبوة عن هذه «الايام الاخيرة» قالت ايضا:‏ «ولكنَّ الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردإ مُضِلِّين ومُضَلِّين.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٣‏.‏

      ١١ لمَ لن تغيِّر الجهود البشرية الاحوال التي تزداد سوءا؟‏

      ١١ لا يستطيع البشر ان يغيِّروا هذا الاتجاه لأن الشيطان هو «اله هذا الدهر.‏» (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ نعم،‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏؛‏ انظروا ايضا يوحنا ١٤:‏٣٠‏.‏)‏ وبالصواب يقول الكتاب المقدس عن ايامنا:‏ «ويل لساكني الارض والبحر لأن ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ والشيطان يعلم ان حكمه وعالمه على وشك الانتهاء،‏ لذلك هو «كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.‏» —‏ ١ بطرس ٥:‏٨‏.‏

      الانقاذ قريب —‏ لمَن؟‏

      ١٢ لمَن يقترب الانقاذ؟‏

      ١٢ ان الاحوال التي تزداد صعوبة على الارض هي دليل لا يمكن انكاره على ان تغييرا هائلا —‏ انقاذا عظيما —‏ هو وشيك.‏ ولِمَن؟‏ ان الانقاذ وشيك للذين ينتبهون للعلامات التحذيرية ويتخذون الاجراء الملائم.‏ تظهر يوحنا الاولى ٢:‏١٧ ما يجب فعله:‏ «العالم [نظام اشياء الشيطان] يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.‏» —‏ انظروا ايضا ٢ بطرس ٣:‏١٠-‏١٣‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ كيف شدَّد يسوع على الحاجة الى السهر؟‏

      ١٣ انبأ يسوع بأن المجتمع الفاسد العصري سيجتاحه قريبا وقت ضيق «لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ ولذلك حذَّر:‏ «احترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة.‏ لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض.‏ اسهروا اذًا وتضرعوا في كل حين لكي تُحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون.‏» —‏ لوقا ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏.‏

      ١٤ ان الذين ‹يحترزون ويسهرون› سيبحثون عن ارادة اللّٰه ويفعلونها.‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٥؛‏ رومية ١٢:‏٢‏)‏ وهؤلاء هم الذين ‹سيُحسبون اهلا للنجاة› من الدمار الوشيك الآتي على نظام الشيطان.‏ ويمكنهم ان يثقوا ثقة مطلقة بأنهم سيُنقَذون.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏١٥؛‏ امثال ١٠:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      المنقذ الرئيسي

      ١٥،‏ ١٦ مَن هو المنقذ الرئيسي،‏ ولماذا نحن على يقين من ان احكامه ستكون بارة؟‏

      ١٥ تلزم ازالة الشيطان ونظام اشيائه العالمي برمته من اجل انقاذ خدام اللّٰه.‏ ويتطلب هذا مصدر انقاذ اقوى من البشر.‏ وهذا المصدر هو يهوه اللّٰه،‏ صاحب السلطان الاسمى،‏ الخالق الكلي القدرة للكون المهيب.‏ انه المنقذ الرئيسي:‏ «انا انا الرب وليس غيري مخلِّص.‏» —‏ اشعياء ٤٣:‏١١؛‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

      ١٦ ففي يهوه تتجلى اقصى درجات القوة والحكمة والعدل والمحبة.‏ (‏مزمور ١٤٧:‏٥؛‏ امثال ٢:‏٦؛‏ اشعياء ٦١:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لذلك عندما ينفِّذ احكامه،‏ يمكن ان نكون على يقين من ان اعماله ستكون بارة.‏ فقد سأل ابراهيم:‏ «أديَّان كل الارض لا يصنع عدلا.‏» (‏تكوين ١٨:‏٢٤-‏٣٣‏)‏ وهتف بولس:‏ «ألعلّ عند اللّٰه ظلما.‏ حاشا.‏» (‏رومية ٩:‏١٤‏)‏ وكتب يوحنا:‏ «نعم ايها الرب الاله القادر على كل شيء حق وعادلة [«بارة،‏» ع‌ج‏] هي احكامك.‏» —‏ رؤيا ١٦:‏٧‏.‏

      ١٧ كيف عبَّر خدام يهوه في الماضي عن الثقة بوعوده؟‏

      ١٧ عندما يعد يهوه بالانقاذ،‏ يجلبه لا محالة.‏ قال يشوع:‏ «لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي [تكلم] به الرب.‏» (‏يشوع ٢١:‏٤٥‏)‏ وذكر سليمان:‏ «لم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به.‏» (‏١ ملوك ٨:‏٥٦‏)‏ وأشار الرسول بولس الى ان ابراهيم ‹لم يرتَبْ بعدم ايمان وتيقَّن ان ما وعد به [اللّٰه] هو قادر ان يفعله ايضا.‏› وكذلك سارة «حسبت [اللّٰه] الذي وعد صادقا.‏» —‏ رومية ٤:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ عبرانيين ١١:‏١١‏.‏

      ١٨ لماذا يمكن ان يثق خدام يهوه اليوم بأنهم سيُنقَذون؟‏

      ١٨ وبخلاف البشر،‏ يهوه جدير بالثقة كاملا،‏ فهو يفي بوعده.‏ «قد حلف رب الجنود قائلا انه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت.‏» (‏اشعياء ١٤:‏٢٤‏)‏ لذلك عندما يقول الكتاب المقدس،‏ «يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقَبين،‏» يمكن ان يكون لنا ملء الثقة بأن هذا سيحدث.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وحتى عندما يهدِّد الاعداء الاقوياء خدام يهوه بالموت،‏ يتشجعون بسبب موقفه الذي ينعكس في وعده لأحد انبيائه:‏ «يحاربونك ولا يقدرون عليك لأني انا معك يقول الرب لأنقذك.‏» —‏ ارميا ١:‏١٩؛‏ مزمور ٣٣:‏١٨‏،‏ ع‌ج؛‏ ١٩‏؛‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

      اعمال الانقاذ في الماضي

      ١٩ كيف انقذ يهوه لوطا،‏ وماذا يناظر هذه الحالة في ايامنا؟‏

      ١٩ اننا نتشجَّع كثيرا عندما نعدِّد بعضا من اعمال الانقاذ السابقة التي قام بها يهوه.‏ مثلا،‏ كان لوط «مغلوبا [«متضايقا جدا،‏» ترجمة تفسيرية‏]» من شر سدوم وعمورة.‏ لكنَّ يهوه لاحظ «صراخ» التذمر ضد هاتين المدينتين.‏ وفي الوقت المناسب،‏ ارسل رسلا ليحثوا لوطا وعائلته على الخروج من تلك المنطقة فورا.‏ والنتيجة؟‏ «انقذ [يهوه] لوطا البارّ،‏» اذ «رمَّد مدينتَي سدوم وعمورة.‏» (‏٢ بطرس ٢:‏٦-‏٨؛‏ تكوين ١٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ واليوم ايضا يلاحظ يهوه صراخ التذمر في ما يتعلق بالشر العظيم لهذا العالم.‏ وعندما يكمل رسله العصريون عمل شهادتهم الملحّ الى الحدّ الذي يريده،‏ سيتَّخذ اجراء ضد هذا العالم وينقذ خدامه كما انقذ لوطا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ٢٠ صفوا انقاذ يهوه لإسرائيل القديمة من مصر.‏

      ٢٠ كان الملايين من شعب اللّٰه مستعبَدين في مصر القديمة.‏ قال يهوه عنهم:‏ «سمعت صراخهم .‏ .‏ .‏ اني علمت اوجاعهم.‏ فنزلت لأنقذهم.‏» (‏خروج ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولكن بعد ان اطلق فرعون شعب اللّٰه،‏ غيَّر رأيه وتبعهم مع جيشه العظيم.‏ فبدا وكأن الاسرائيليين عالقون عند البحر الاحمر.‏ لكنَّ موسى قال:‏ «لا تخافوا.‏ قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم.‏» (‏خروج ١٤:‏٨-‏١٤‏)‏ فقد شقَّ يهوه البحر الاحمر،‏ وهرب الاسرائيليون.‏ وانطلقت جيوش فرعون في اثرهم،‏ لكنَّ يهوه استخدم قوته بحيث «غطاهم البحر.‏ غاصوا كالرصاص في مياه غامرة.‏» بعدئذ تهلَّل موسى في ترنيمة ليهوه:‏ «مَن مثلك معتزا في القداسة.‏ مَخوفا بالتسابيح.‏ صانعا عجائب.‏» —‏ خروج ١٥:‏٤-‏١٢،‏ ١٩‏.‏

      ٢١ كيف أُنقذ شعب يهوه من عمون وموآب وسعير؟‏

      ٢١ وفي حادثة اخرى،‏ هدَّدت الامم العدوة عمون،‏ موآب،‏ وسعير (‏ادوم)‏ شعب يهوه بالتدمير.‏ فقال يهوه:‏ «لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير [للاعداء] لأن الحرب ليست لكم بل للّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ ليس عليكم ان تحاربوا .‏ .‏ .‏ اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم.‏» وقد انقذ يهوه شعبه بإحداث الفوضى في صفوف الاعداء فقتلوا واحدهم الآخر.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٠:‏١٥-‏٢٣‏.‏

      ٢٢ ايّ انقاذ عجائبي من اشور زوَّده يهوه لإسرائيل؟‏

      ٢٢ وعندما وقفت الدولة العالمية الاشورية ضد اورشليم،‏ عيَّر الملك سنحاريب يهوه بالقول للشعب عند السور:‏ «مَن من كل آلهة هذه الاراضي [الذين قهرتهم] أنقذ ارضهم من يدي حتى ينقذ الرب اورشليم من يدي.‏» وقال لخدام اللّٰه:‏ «لا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلا انقاذا ينقذنا الرب.‏» فصلى حزقيا بحرارة من اجل الانقاذ،‏ حتى «تعلم ممالك الارض كلها انك انت الرب وحدك.‏» فضرب يهوه ٠٠٠‏,١٨٥ جندي اشوري،‏ وأُنقذ خدام اللّٰه.‏ ولاحقا،‏ عندما كان سنحاريب ساجدا لإلهه الباطل،‏ اغتاله ابناه.‏ —‏ اشعياء الاصحاحان ٣٦،‏ ٣٧‏.‏

      ٢٣ اية اسئلة عن الانقاذ اليوم تلزم الاجابة عنها؟‏

      ٢٣ يمكننا حتما ان نتشجَّع عندما نرى كيف انقذ يهوه شعبه في الماضي انقاذا رائعا.‏ وماذا عن يومنا؟‏ اية حالة خطيرة سيواجهها خدامه الامناء قريبا مما يتطلَّب انقاذه العجائبي؟‏ لماذا انتظر الى الآن لينقذهم؟‏ ايّ اتمام سيكون هنالك لكلمات يسوع:‏ «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب [«انقاذكم يقترب،‏» ع‌ج‏]»؟‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٨‏)‏ وكيف سيأتي الانقاذ لخدام اللّٰه الذين ماتوا؟‏ ستعالج المقالة التالية هذه الاسئلة.‏

  • الانقاذ الى عالم جديد بارّ
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • الانقاذ الى عالم جديد بارّ

      ‏«يتلذذون في كثرة السلامة.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏١١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف سيختلف انقاذ يهوه في عصرنا عن اعمال انقاذه في الازمنة القديمة؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ عالم سيجلب يهوه شعبه؟‏

      يهوه هو اله الانقاذ.‏ ففي الازمنة القديمة انقذ شعبه في عدة مناسبات.‏ لكنَّ اعمال الانقاذ هذه كانت مؤقتة،‏ لأن يهوه لم ينفِّذ بشكل دائم في ايٍّ من هذه المناسبات احكامه في عالم الشيطان ككل.‏ ولكن في ايامنا سيصنع يهوه قريبا اعظم انقاذ على الاطلاق من اجل خدامه.‏ وهذه المرة سيزيل آخر اثر لنظام الشيطان في كل الارض،‏ وسيجلب خدامه الى عالم جديد بارّ ابدي.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏٩؛‏ ٣:‏١٠-‏١٣‏.‏

      ٢ يعد يهوه:‏ «بعد قليل لا يكون الشرير .‏ .‏ .‏ اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة.‏» (‏مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏)‏ الى متى؟‏ «الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏» (‏مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ متى ٥:‏٥‏)‏ ولكن قبل ان يحدث ذلك،‏ سيقاسي هذا العالم اعظم ضيق عرفه على الاطلاق.‏

      ‏‹الضيق العظيم›‏

      ٣ كيف وصف يسوع ‹الضيق العظيم›؟‏

      ٣ سنة ١٩١٤ دخل العالم ‹ايامه الاخيرة.‏› (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ وقد مضى علينا الآن ٨٣ سنة منذ ابتداء هذه الفترة ونحن نقترب الى نهايتها،‏ حين يتم ما انبأ به يسوع:‏ «يكون .‏ .‏ .‏ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ نعم،‏ حتى اسوأ من الحرب العالمية الثانية،‏ عندما هلك نحو ٥٠ مليون شخص.‏ وما اقرب هذا الوقت الذي يهز العالم!‏

      ٤ لماذا تأتي دينونة اللّٰه على «بابل العظيمة»؟‏

      ٤ سيأتي ‹الضيق العظيم› بغتة،‏ «في ساعة واحدة.‏» (‏رؤيا ١٨:‏١٠‏)‏ واندلاعه سيسم تنفيذ دينونة اللّٰه على الدين الباطل برمته،‏ الذي تدعوه كلمة اللّٰه «بابل العظيمة.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١-‏٦،‏ ١٥‏)‏ كان الدين الباطل ابرز وجه لبابل القديمة.‏ وبابل العصرية هي كنظيرتها القديمة وتمثِّل الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ وهي تلعب دور الزانية بمسايرة العناصر السياسية.‏ وهي تدعم حروبهم وتبارك الجيوش في طرفي النزاع،‏ مما اسفر عن قتل الناس واحدهم الآخر من الدين نفسه.‏ (‏متى ٢٦:‏٥١،‏ ٥٢؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وهي تتغاضى عن ممارسات مناصريها الفاسدة وتضطهد المسيحيين الحقيقيين.‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٥،‏ ٢٤‏.‏

      ٥ كيف يبدأ ‹الضيق العظيم›؟‏

      ٥ ان ‹الضيق العظيم› يبدأ عندما تنقلب العناصر السياسية فجأة على «بابل العظيمة.‏» وهم «سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١٦‏)‏ بعدئذ،‏ «سيبكي وينوح عليها» داعموها السابقون.‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٩-‏١٩‏)‏ ولكنَّ هذا ما ينتظره خدام يهوه منذ امد بعيد،‏ لذلك سيهتفون:‏ «هللويا .‏ .‏ .‏ اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها.‏» —‏ رؤيا ١٩:‏١،‏ ٢‏.‏

      الهجوم على خدام اللّٰه

      ٦،‏ ٧ لماذا يمكن ان تكون لدى خدام يهوه الثقة عندما يُهاجَمون خلال ‹الضيق العظيم›؟‏

      ٦ بعد تدمير الدين الباطل،‏ ستنقلب العناصر السياسية على خدام يهوه.‏ والشيطان،‏ «جوج ارض ماجوج» في النبوة،‏ يقول:‏ «آتي الهادئين الساكنين في امن.‏» وإذ يظن انهم فريسة سهلة،‏ يهاجمهم ومعه «جيش كثير .‏ .‏ .‏ كسحابة تغشّي الارض.‏» (‏حزقيال ٣٨:‏٢،‏ ١٠-‏١٦‏)‏ لكنَّ شعب يهوه يعرفون ان هذا الهجوم سيفشل لأنهم يثقون بيهوه.‏

      ٧ عندما اعتقد فرعون وجيوشه انهم حاصروا خدام اللّٰه عند البحر الاحمر،‏ انقذ يهوه عجائبيا شعبه وأهلك جيوش مصر.‏ (‏خروج ١٤:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وخلال ‹الضيق العظيم،‏› عندما تعتقد الامم انها حاصرت شعب يهوه،‏ سيهبّ مرة اخرى عجائبيا لإنقاذهم:‏ «في ذلك اليوم .‏ .‏ .‏ غضبي يصعد في انفي.‏ وفي غيرتي في نار سخطي تكلمت.‏» (‏حزقيال ٣٨:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وستكون ذروة ‹الضيق العظيم› وشيكة آنذاك!‏

      ٨ اية حوادث خارقة للطبيعة تحصل قبل ان ينفِّذ يهوه الدينونة في الاشرار،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ٨ وفي مرحلة من المراحل بعد ابتداء ‹الضيق العظيم،‏› ولكن قبل ان ينفِّذ يهوه دينونته في بقية هذا العالم،‏ ستحدث امور خارقة للطبيعة.‏ لاحظوا ماذا ستكون آثارها.‏ «حينئذ تظهر علامة ابن الانسان [المسيح] في السماء.‏ وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.‏» (‏متى ٢٤:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ «تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.‏ .‏ .‏ .‏ والناس يُغشى عليهم من خوفٍ وانتظار ما يأتي على المسكونة.‏» —‏ لوقا ٢١:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ‏«انقاذكم يقترب»‏

      ٩ لماذا بإمكان خدام يهوه ان ‹يرفعوا رؤوسهم› عندما تحصل الحوادث الخارقة للطبيعة؟‏

      ٩ ستنطبق آنذاك نبوة لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏ قال يسوع:‏ «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب [«انقاذكم يقترب،‏» ع‌ج‏].‏» وسيرجف اعداء اللّٰه خوفا لأنهم سيعرفون ان الحوادث الخارقة للطبيعة التي تحدث هي من يهوه.‏ لكنَّ خدام يهوه سيبتهجون لأنهم سيعرفون ان انقاذهم يقترب.‏

      ١٠ كيف تصف كلمة اللّٰه ذروة ‹الضيق العظيم›؟‏

      ١٠ ثم يوجِّه يهوه الضربة القاضية الى نظام الشيطان:‏ «اعاقبه [جوج] بالوبإ وبالدم وأُمطر عليه وعلى جيشه .‏ .‏ .‏ مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة ونارا وكبريتا .‏ .‏ .‏ فيعلمون اني انا الرب.‏» (‏حزقيال ٣٨:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فتُزال كل آثار نظام الشيطان.‏ ويُباد كامل المجتمع البشري من الاشخاص الذين يتجاهلون اللّٰه.‏ هذه هي هرمجدون،‏ ذروة ‹الضيق العظيم.‏› —‏ ارميا ٢٥:‏٣١-‏٣٣؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٨؛‏ رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦؛‏ ١٩:‏١١-‏٢١‏.‏

      ١١ لماذا سيُنقَذ خدام يهوه من ‹الضيق العظيم›؟‏

      ١١ وسيُنقَذ من ‹الضيق العظيم› ملايين الاشخاص من عباد يهوه حول الارض.‏ ويؤلف هؤلاء ‹الجمع الكثير› الذين اتوا «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.‏» ولماذا يُنقَذون بهذه الطريقة الموحية بالرهبة؟‏ لأنهم ‹يخدمون يهوه نهارا وليلا.‏› لذلك ينجون من نهاية هذا العالم ويدخلون الى عالم جديد بارّ.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩-‏١٥‏)‏ وهكذا يشهدون اتمام وعد يهوه:‏ «انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض الى انقراض الاشرار تنظر.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٣٤‏.‏

      العالم الجديد

      ١٢ ماذا يمكن للناجين من هرمجدون ان يتوقعوا؟‏

      ١٢ ما ابهج ذلك الوقت —‏ حين يُزال الشرّ ويبزغ فجر اروع عصر في التاريخ البشري كله!‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٤‏)‏ وكم سيكون الناجون من هرمجدون شاكرين ليهوه انهم دخلوا حضارة مشرقة نظيفة من صنع اللّٰه،‏ عالما جديدا على ارض ستتحول الى فردوس!‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ ولن يكون الموت امرا محتما عليهم!‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٦‏)‏ ومن هذه المرحلة فصاعدا،‏ سيكون لديهم الرجاء الرائع والبديع ان يحيوا ما دام يهوه حيّا!‏

      ١٣ كيف سيستأنف يسوع عمل الشفاء الذي ابتدأ به على الارض؟‏

      ١٣ ويسوع،‏ الذي عيَّنه يهوه ملكا سماويا،‏ هو مَن سيشرف على البركات العجائبية التي سيتمتع بها الذين سيُنقَذون.‏ فعندما كان على الارض،‏ فتح عيون العمي وآذان الصمّ وشفى «كل مرض وكل ضعف في الشعب.‏» (‏متى ٩:‏٣٥؛‏ ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وفي العالم الجديد،‏ سيستأنف عمل الشفاء العظيم هذا ولكن على نطاق عالمي.‏ وكوكيل اللّٰه،‏ سيفي بهذا الوعد:‏ «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ ولن تكون هنالك في ما بعد حاجة الى كل مَن يزاول الطب او مَن يتعهد دفن الموتى!‏ —‏ اشعياء ٢٥:‏٨؛‏ ٣٣:‏٢٤‏.‏

      ١٤ كيف سيشمل الانقاذ خدام يهوه الذين ماتوا؟‏

      ١٤ وسيشمل الانقاذ ايضا كل خدام اللّٰه الامناء الذين ماتوا في الماضي.‏ ففي العالم الجديد،‏ سينجون من براثِن الموت.‏ ويهوه يضمن ذلك:‏ «سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة.‏» (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وعلى الارجح،‏ سيُقام «الابرار» في وقت ابكر ويساهمون في توسيع الفردوس.‏ فما اروع ان يسمع الناجون من هرمجدون اختبارات الاموات الامناء القدامى الذين أُعيدوا الآن الى الحياة!‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ١٥ صفوا بعض الاحوال التي ستكون في العالم الجديد.‏

      ١٥ وكل الاحياء آنذاك سيتمتعون بما قاله صاحب المزمور عن يهوه:‏ «تفتح يدك فتُشبع كل حيٍّ رضى.‏» (‏مزمور ١٤٥:‏١٦‏)‏ فلا جوع بعد:‏ ستُردُّ الارض الى توازن بيئي وتنتج بوفرة.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦‏)‏ ولا مشردين بعد:‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها،‏» وسيجلس كل واحد «تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعب.‏» (‏اشعياء ٦٥:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ميخا ٤:‏٤‏)‏ ولا خوف بعد:‏ لن تكون هنالك حرب،‏ عنف،‏ او جريمة.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٨،‏ ٩؛‏ امثال ٢:‏٢٢‏)‏ «استراحت اطمأنت كل الارض.‏ هتفوا ترنُّما.‏» —‏ اشعياء ١٤:‏٧‏.‏

      ١٦ لماذا سيسود البرّ العالم الجديد؟‏

      ١٦ وفي العالم الجديد ستكون وسائل دعايات الشيطان قد أُزيلت.‏ وبدلا منها،‏ «يتعلم سكان المسكونة العدل [«البرّ،‏» ع‌ج‏].‏» (‏اشعياء ٢٦:‏٩؛‏ ٥٤:‏١٣‏)‏ وبالارشاد الروحي المفيد سنة تلو الاخرى،‏ فإن «الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.‏» (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ وستكون افكار الجنس البشري وأعماله بناءة.‏ (‏فيلبي ٤:‏٨‏)‏ تخيَّلوا مجتمع اناس عالمي النطاق خاليا من الجريمة،‏ الانانية،‏ الغيرة —‏ معشر اخوة عالميا حيث ينتج الجميع ثمار روح اللّٰه.‏ وفي الواقع،‏ حتى في هذا الوقت،‏ ينمي الجمع الكثير هذه الصفات.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      لماذا كل هذا الوقت؟‏

      ١٧ لماذا انتظر يهوه كل هذا الوقت حتى ينهي الشرّ؟‏

      ١٧ ولكن لماذا انتظر يهوه كل هذا الوقت حتى ينهي الشرّ وينقذ شعبه الى العالم الجديد؟‏ تأملوا في ما يجب ان يُنجَز.‏ فأهم امر هو تبرئة سلطان يهوه،‏ حقه في الحكم.‏ وبالسماح بمرور وقت كافٍ،‏ اثبت يهوه بشكل قاطع ان الحكم البشري خارج سلطانه فشل فشلا ذريعا.‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ لذلك فإن يهوه الآن مبرَّر تماما في استبدال الحكم البشري بحكم ملكوته السماوي برئاسة المسيح.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٨ متى كان المتحدرون من ابراهيم سيرثون ارض كنعان؟‏

      ١٨ وما حصل خلال كل هذه القرون مماثل لما حدث في زمن ابراهيم.‏ فقد قال يهوه لابراهيم ان المتحدرين منه سيرثون ارض كنعان —‏ ولكن ليس إلا بعد مرور اربع مئة سنة «لأن ذنب الاموريين [لم يكن آنذاك] كاملا.‏» (‏تكوين ١٢:‏١-‏٥؛‏ ١٥:‏١٣-‏١٦‏)‏ وعلى الارجح،‏ يمثِّل هنا التعبير ‹الاموريون› (‏قبيلة بارزة)‏ شعوب كنعان ككل.‏ فكانت ستمر اربعة قرون تقريبا قبل ان يجعل يهوه شعبه يُخضِعون كنعان.‏ وفي غضون هذا الوقت،‏ سمح يهوه لأمم كنعان بتطوير مجتمعاتها.‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٩،‏ ٢٠ ايّ مجتمع طوَّره الكنعانيون؟‏

      ١٩ يذكر موجز الكتاب المقدس،‏ بقلم هنري ه‍.‏ هالي،‏ ان علماء الآثار عثروا في مجدو على خرائب هيكل عَشْتورة الالاهة،‏ زوجة بعل.‏ يكتب:‏ «على بعد خطوات قليلة من هذا الهيكل،‏ كان هنالك مدفن وُجدت فيه جرار عديدة تحتوي على بقايا رُضَّع قُدِّموا ذبيحة في هذا الهيكل .‏ .‏ .‏ كان انبياء بعل وعَشْتورة قاتلي اطفال ممنوحين السلطة.‏» «كانت هنالك عادة رهيبة اخرى تُسمَّى ‹ذبائح الاساس.‏› فعندما كان سيُبنى بيت،‏ كان يقدَّم ولد ذبيحة وتوضع جثته داخل الجدار.‏»‏

      ٢٠ يعلِّق هالي:‏ «كانت عبادة بعل،‏ عَشْتورة،‏ والآلهة الكنعانية الاخرى عبارة عن طقوس من العربدة المفرطة الى ابعد حد؛‏ وكانت هياكلهم مراكز للرذيلة.‏ .‏ .‏ .‏ وقد مارس الكنعانيون عبادتهم،‏ بالانغماس في الفساد الادبي،‏ .‏ .‏ .‏ ثم بتقديم ابكارهم ذبيحة لهذه الآلهة نفسها.‏ ويبدو ان ارض كنعان صارت،‏ الى درجة كبيرة،‏ نوعا من سدوم وعمورة على نطاق قومي.‏ .‏ .‏ .‏ هل كان لحضارة بمثل هذه القذارة والوحشية البغيضتين ايّ حق في الوجود مدة اطول؟‏ .‏ .‏ .‏ ان علماء الآثار الذين ينقِّبون في خرائب المدن الكنعانية يتعجبون كيف ان اللّٰه لم يهلكهم في وقت ابكر من ذلك.‏» —‏ قارنوا ١ ملوك ٢١:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ٢١ ايّ تشابه هنالك بين حالة الكنعانيين والحالة في ايامنا؟‏

      ٢١ صار شرّ الاموريين «كاملا.‏» فأصبح يهوه مبرَّرا تماما ان يبيدهم.‏ ويصح الامر نفسه اليوم.‏ فهذا العالم ملآن عنفا وفسادا ادبيا وازدراء بشرائع اللّٰه.‏ وبما ان ذبائح الاولاد الشنيعة في كنعان القديمة تروِّعنا بحق،‏ فكم بالحري تقديم عشرات الملايين من الشبان ذبائح في حروب هذا العالم،‏ الامر الذي هو اسوأ بكثير مما كان يحصل في كنعان؟‏ طبعا،‏ ان يهوه مبرَّر الآن تماما ان ينهي هذا النظام الشرير.‏

      انجاز امر آخر

      ٢٢ ماذا ينجز صبر يهوه في ايامنا؟‏

      ٢٢ ينجز صبر يهوه في هذه الايام الاخيرة امرا آخر.‏ فهو يسمح بوقت لجمع وتعليم الجمع الكثير،‏ الذين يبلغ عددهم الآن اكثر من خمسة ملايين.‏ وتحت اشراف يهوه،‏ يُنظَّمون في هيئة تقدمية.‏ فالرجال والنساء والاحداث يُدرَّبون ليعلِّموا الآخرين حقائق الكتاب المقدس.‏ ومن خلال اجتماعاتهم ومطبوعات الكتاب المقدس يتعلمون طرق اللّٰه الحبية.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ كولوسي ٣:‏١٤؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يطوِّرون مهارات في البناء والالكترونيَّات والطباعة وحقول اخرى لدعم الكرازة ‹بالبشارة.‏› (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وعلى الارجح سيُستخدَم مثل هذا التعليم والمهارات في البناء على نطاق واسع في العالم الجديد.‏

      ٢٣ لماذا العيش في ايامنا هو امتياز؟‏

      ٢٣ ان يهوه يعدُّ خدَّامه اليوم ليعبروا ‹الضيق العظيم› الى عالم جديد بارّ.‏ فلا شيطان ولا عالمه الشرير لمحاربتهم آنذاك،‏ ولا مرض او حزن او موت.‏ وبحماس وابتهاج عظيمين سيشرع شعب اللّٰه في مهمتهم المبهجة ان يبنوا الفردوس،‏ حيث «يتلذذون» بكل يوم.‏ وما اعظم امتيازنا ان نحيا في ذروة العصور هذه،‏ ان نعرف يهوه ونخدمه،‏ وأن ندرك انه قريبا جدا ‹سنرفع رؤوسنا لأن انقاذنا يقترب›!‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏،‏ ع‌ج؛‏ مزمور ١٤٦:‏٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة