مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لدينا سبب لنرنِّم فرحا
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • لدينا سبب لنرنِّم فرحا

      ‏«ابتهاج وفرح يدركانهم.‏ ويهرب الحزن والتنهد.‏» —‏ اشعياء ٣٥:‏١٠‏.‏

      ١ مَن لديهم اليوم سبب خصوصي للفرح؟‏

      لاحظتم على الارجح ان قليلين يملكون الفرح الحقيقي في هذه الايام.‏ ولكن،‏ كمسيحيين حقيقيين،‏ يملك شهود يهوه الفرح.‏ ورجاء التمتع بهذا الفرح عينه يكمن امام ملايين آخرين من الذين لم يعتمدوا بعد والذين يعاشرون الشهود،‏ سواء كانوا صغارا او كبارا.‏ وواقع انكم تقرأون الآن هذه الكلمات في هذه المجلة يدل انكم تملكون هذا الفرح الآن او انه في متناولكم.‏

      ٢ كيف يتباين فرح المسيحي مع الحالة العامة لمعظم الناس؟‏

      ٢ يشعر معظم الناس بأن حياتهم ينقصها شيء ما.‏ وماذا عنكم؟‏ صحيح انكم ربما لا تملكون كل الاشياء التي يمكنكم استعمالها،‏ ومن المؤكد انكم لا تملكون كل ما يملكه الاغنياء والاقوياء اليوم.‏ وقد ترغبون في حيازة المزيد من الصحة الجيدة والنشاط.‏ ولكن يمكننا ان نقول بثقة انه في ما يتعلق بالفرح،‏ انتم اوفر غنى وصحة من معظم سكان الارض الذين يبلغ عددهم البلايين.‏ وكيف ذلك؟‏

      ٣ اية كلمات ممتلئة معنى تستحق انتباهنا،‏ ولماذا؟‏

      ٣ تذكَّروا كلمات يسوع:‏ «كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويُكمَل فرحكم.‏» (‏يوحنا ١٥:‏١١‏)‏ «يُكمَل فرحكم.‏» يا له من وصف!‏ ويكشف الدرس العميق لطريقة العيش المسيحية اسبابا كثيرة ليكمل فرحنا.‏ ولكن لاحظوا الآن الكلمات الممتلئة معنى في اشعياء ٣٥:‏١٠‏.‏ وهي ممتلئة معنى لأنها تتعلق بنا اليوم الى حد كبير.‏ نقرأ:‏ «مفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (‏الى وقت غير محدود)‏ على رؤوسهم.‏ ابتهاج وفرح يدركانهم.‏ ويهرب الحزن والتنهد.‏»‏

      ٤ ايّ نوع من الفرح يُذكَر في اشعياء ٣٥:‏١٠‏،‏ ولماذا ينبغي ان نمنح الانتباه لذلك؟‏

      ٤ «فرح (‏الى وقت غير محدود)‏.‏» ان عبارة «(‏الى وقت غير محدود)‏» هي ترجمة دقيقة لما كتبه اشعياء بالعبرانية.‏ ولكنَّ المعنى في هذا العدد هو «الى الابد،‏» كما تدعم ذلك آيات اخرى.‏ (‏مزمور ٤٥:‏٦؛‏ ٩٠:‏٢؛‏ اشعياء ٤٠:‏٢٨‏)‏ اذًا،‏ سيكون الفرح بلا نهاية في احوال تتيح —‏ نعم،‏ تحقِّق —‏ فرحا ابديا.‏ ألا يبدو ذلك سارًّا؟‏ ولكن،‏ ربما يؤثر هذا العدد فيكم كتعليق على حالة نظرية،‏ مما يجعلكم تفكِّرون:‏ ‹هذا الامر لا يشملني بقدر ما تشملني مشاكلي واهتماماتي اليومية.‏› ولكنَّ الوقائع تثبت عكس ذلك.‏ فالوعد النبوي في اشعياء ٣٥:‏١٠ يعني الكثير لكم اليوم.‏ ولكي نعرف كيف،‏ دعونا نفحص هذا الاصحاح الجميل،‏ اشعياء ٣٥‏،‏ ملاحظين كل جزء في قرينته.‏ وتأكدوا انكم ستتمتعون بما سنجده.‏

      شعب احتاج الى الفرح

      ٥ ما هي الخلفية النبوية للنبوة في اشعياء الاصحاح ٣٥‏؟‏

      ٥ لمساعدتنا،‏ دعونا ننظر الى الخلفية التاريخية لهذه النبوة الجذابة.‏ لقد كتبها النبي العبراني اشعياء في مكان ما نحو سنة ٧٣٢ ق‌م.‏ وكان ذلك قبل عقود من تدمير الجيوش البابلية لاورشليم.‏ وكما تدل اشعياء ٣٤:‏١،‏ ٢‏،‏ كان اللّٰه قد انبأ بأنه سيعبِّر عن انتقامه من الامم،‏ كأدوم المذكورة في اشعياء ٣٤:‏٦‏.‏ ومن الواضح انه استخدم البابليين القدماء لفعل ذلك.‏ وبشكل مماثل،‏ جعل اللّٰه البابليين يخرّبون يهوذا لأن اليهود كانوا غير امناء.‏ والنتيجة؟‏ أُخذ شعب اللّٰه الى السبي،‏ وبقي موطنهم خربا ٧٠ سنة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥-‏٢١‏.‏

      ٦ ايّ تباين هنالك بين ما كان سيأتي على الادوميين وما كان سيأتي على اليهود؟‏

      ٦ ولكن،‏ هنالك فرق مهم بين الادوميين واليهود.‏ فالعقاب الالهي على الادوميين كان بلا نهاية؛‏ وأخيرا اختفوا كشعب.‏ نعم،‏ لا يزال بإمكانكم ان تزوروا الخرائب المهجورة في المنطقة التي كان الادوميون يعيشون فيها،‏ كبقايا البتراء المشهورة عالميا.‏ ولكن ليس هنالك اليوم امة او شعب يمكن تحديد هويته ‹بالادوميين.‏› ومن جهة اخرى،‏ هل كان تخريب البابليين ليهوذا سيدوم الى الابد تاركا الارض في حزن مدى الدهر؟‏

      ٧ كيف يمكن ان يكون الاسرى اليهود في بابل قد تجاوبوا مع اشعياء الاصحاح ٣٥‏؟‏

      ٧ ان النبوة الرائعة في اشعياء الاصحاح ٣٥ هنا لها معنى مثير.‏ ويمكن ان تدعى نبوة الردّ،‏ لأن اتمامها الاول كان عندما عاد اليهود الى موطنهم في سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ فقد مُنح الاسرائيليون الذين كانوا اسرى في بابل الحرية ليعودوا الى موطنهم.‏ (‏عزرا ١:‏١-‏١١‏)‏ ولكن،‏ الى ان آن الاوان لحدوث ذلك،‏ ربما كان اليهود الاسرى في بابل الذين تأملوا في هذه النبوة الالهية يتساءلون اية احوال سيجدونها هناك في موطنهم،‏ يهوذا.‏ وأية حالة سيكونون هم انفسهم فيها؟‏ يُظهر الجوابان مباشرة لماذا لدينا حقا سبب لنرنِّم فرحا.‏ فلنرَ ذلك.‏

      ٨ اية احوال كان اليهود سيجدونها عند عودتهم من بابل؟‏ (‏قارنوا حزقيال ١٩:‏٣-‏٦؛‏ هوشع ١٣:‏٨‏.‏)‏

      ٨ لا شك ان اليهود لم يرجوا خيرا من هذه الحالة حتى عندما سمعوا انه بإمكانهم العودة الى موطنهم.‏ فأرضهم بقيت خربة سبعة عقود،‏ عمرا بكامله.‏ فماذا حلَّ بالارض؟‏ كل حقل،‏ كرم،‏ او بستان مزروع كان قد صار برية.‏ والبساتين او الاراضي المروية ذبلت وصارت قاحلة مجدبة او صحاري.‏ (‏اشعياء ٢٤:‏١،‏ ٤؛‏ ٣٣:‏٩؛‏ حزقيال ٦:‏١٤‏)‏ فكِّروا ايضا في الحيوانات المفترسة التي تكاثرت.‏ وهذه كانت تشمل اللواحم كالأسود والنمور.‏ (‏١ ملوك ١٣:‏٢٤-‏٢٨؛‏ ٢ ملوك ١٧:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ نشيد الانشاد ٤:‏٨‏)‏ ولم يكن بإمكانهم التغاضي عن الدببة التي يمكنها ان تقتل رجلا،‏ امرأة،‏ او ولدا.‏ (‏١ صموئيل ١٧:‏٣٤-‏٣٧؛‏ ٢ ملوك ٢:‏٢٤؛‏ امثال ١٧:‏١٢‏)‏ ولا حاجة بنا الى ذكر الافاعي والثعابين الاخرى السامة،‏ او العقارب.‏ (‏تكوين ٤٩:‏١٧؛‏ تثنية ٣٢:‏٣٣؛‏ ايوب ٢٠:‏١٦؛‏ مزمور ٥٨:‏٤؛‏ ١٤٠:‏٣؛‏ لوقا ١٠:‏١٩‏)‏ فلو كنتم مع اليهود العائدين من بابل سنة ٥٣٧ ق‌م لترددتم على الارجح في السير في مثل هذه المنطقة.‏ فلم تكن فردوسا عندما وصلوا.‏

      ٩ لأيّ سبب كان لدى العائدين اساس للرجاء والثقة؟‏

      ٩ لكنَّ يهوه نفسه قاد عبَّاده الى موطنهم،‏ ولديه القدرة على قلب الحالة الخربة رأسا على عقب.‏ ألا تؤمنون بذلك عن الخالق؟‏ (‏ايوب ٤٢:‏٢؛‏ ارميا ٣٢:‏١٧،‏ ٢١،‏ ٢٧،‏ ٣٧،‏ ٤١‏)‏ اذًا،‏ ماذا كان سيفعل —‏ وماذا فعل حقا —‏ من اجل اليهود العائدين وأرضهم؟‏ ايّ اثر يتركه ذلك في شعب اللّٰه في الازمنة العصرية وفي حالتكم —‏ في الحاضر والمستقبل؟‏ لنرَ اولا ما حدث آنذاك.‏

      فرحون بحالة متغيِّرة

      ١٠ ايّ تغيير انبأت به اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٢‏؟‏

      ١٠ ماذا كان سيحصل عندما سمح كورش لليهود بالعودة الى تلك الارض المخيفة؟‏ اقرأوا النبوة المفرحة في اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٢‏:‏ «تفرح البرية والارض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنَّرجس.‏ يزهر إزهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنِّم.‏ يُدفَع اليه مجد لبنان.‏ بهاء كرمل وشارون.‏ هم يرون مجد الرب بهاء الهنا.‏»‏

      ١١ من اية معرفة للارض استمد اشعياء وصفه؟‏

      ١١ في ازمنة الكتاب المقدس كان لبنان،‏ كرمل،‏ وشارون مشهورة بجمال اخضرارها.‏ (‏١ أخبار الايام ٥:‏١٦؛‏ ٢٧:‏٢٩؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٦:‏١٠؛‏ نشيد الانشاد ٢:‏١؛‏ ٤:‏١٥؛‏ هوشع ١٤:‏٥-‏٧‏)‏ لقد استمد اشعياء من هذه الامثلة وصفه لما ستصير عليه الارض المتغيِّرة بمساعدة اللّٰه.‏ ولكن هل كان ذلك سيترك اثرا في الارض وحدها؟‏ بالتأكيد لا!‏

      ١٢ لماذا يمكننا القول ان النبوة في اشعياء الاصحاح ٣٥ تركِّز على الناس؟‏

      ١٢ تتحدث اشعياء ٣٥:‏٢ عن الارض بأنها ‹تبتهج ابتهاجا وترنِّم.‏› ونحن نعرف ان الارض والنباتات لم ‹تبتهج ابتهاجا› بطريقة حرفية.‏ لكنَّ تحوُّلها الى الخصب والاثمار يمكن ان يجعل الناس يشعرون هكذا.‏ (‏لاويين ٢٣:‏٣٧-‏٤٠؛‏ تثنية ١٦:‏١٥؛‏ مزمور ١٢٦:‏٥،‏ ٦؛‏ اشعياء ١٦:‏١٠؛‏ ارميا ٢٥:‏٣٠؛‏ ٤٨:‏٣٣‏)‏ والتغييرات الحرفية في الارض نفسها كانت ستقابلها تغييرات في الناس،‏ لأن الناس هم العنصر الاساسي لهذه النبوة.‏ لذلك لدينا سبب لنفهم كلمات اشعياء بصفتها تركِّز بشكل رئيسي على التغييرات في العائدين اليهود،‏ وخصوصا ابتهاجهم.‏

      ١٣،‏ ١٤ ايّ تغيير في الناس انبأت به اشعياء ٣٥:‏٣،‏ ٤‏؟‏

      ١٣ لذلك فلنفحص اكثر هذه النبوة المثيرة لنرى كيف تمَّت بعد تحرُّر اليهود وعودتهم من بابل.‏ يتحدث اشعياء في العددين ٣ و ٤ عن تغييرات اخرى في هؤلاء العائدين:‏ «شدِّدوا الايادي المسترخية والركب المرتعشة ثبِّتوها.‏ قولوا لخائفي القلوب تشدَّدوا لا تخافوا.‏ هوذا الهكم.‏ الانتقام يأتي.‏ جزاء اللّٰه.‏ هو يأتي ويخلِّصكم.‏»‏

      ١٤ ألا نتقوى اذ نفكر ان الهنا،‏ الذي يمكن ان يقلب الحالة الخربة للارض رأسا على عقب،‏ مهتم كثيرا بعبَّاده؟‏ فهو لم يُرِد ان يشعر اليهود الاسرى بأنهم ضعفاء،‏ مثبَّطون،‏ او قلقون بشأن المستقبل.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١٢‏)‏ فكِّروا في حالة اولئك الاسرى اليهود.‏ فبصرف النظر عن الرجاء الذي يمكن ان يستمدوه من نبوات اللّٰه عن مستقبلهم،‏ كان صعبا عليهم ان يكونوا ايجابيين.‏ لقد كان الامر كما لو انهم في زنزانة مظلمة،‏ مقيَّدو الحركة ومحدودو النشاط في خدمة يهوه.‏ وربما بدا وكأنه ليس هنالك ايّ نور في الافق.‏ —‏ قارنوا تثنية ٢٨:‏٢٩؛‏ اشعياء ٥٩:‏١٠‏.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ايّ امر يمكن ان نستنتج ان يهوه فعله للعائدين؟‏ (‏ب)‏ لماذا لم يتوقع العائدون شفاءات جسدية عجائبية،‏ ولكن ماذا فعل اللّٰه انسجاما مع اشعياء ٣٥:‏٥،‏ ٦‏؟‏

      ١٥ ولكن كم تغيَّر ذلك عندما جعل يهوه كورش يطلقهم ليعودوا الى موطنهم!‏ ليس هنالك دليل في الكتاب المقدس على ان اللّٰه فتح بأعجوبة عيني ايٍّ من اليهود العميان العائدين،‏ او اذني ايٍّ من الصمّ،‏ او ابرأ ايّ اعرج او ايّ شخص فقد احد اطرافه.‏ ولكنه فعل حقا شيئا اعظم بكثير.‏ لقد ردَّهم الى نور وحرية ارضهم المحبوبة.‏

      ١٦ ليس هنالك دليل على ان العائدين توقعوا ان يصنع يهوه شفاءات جسدية عجائبية كهذه.‏ ولا بد انهم ادركوا ان اللّٰه لم يفعل ذلك مع اسحاق،‏ شمشون،‏ او عالي.‏ (‏تكوين ٢٧:‏١؛‏ قضاة ١٦:‏٢١،‏ ٢٦-‏٣٠؛‏ ١ صموئيل ٣:‏٢-‏٨؛‏ ٤:‏١٥‏)‏ ولكن اذا توقعوا ان يقلب اللّٰه مجازيا حالتهم رأسا على عقب فلم يكن املهم ليخيب.‏ وبمعنى مجازي بالتأكيد،‏ كان للعددين ٥ و ٦ اتمام حقيقي.‏ فقد انبأ اشعياء بدقة:‏ «حينئذ تتفقح عيون العمي وآذان الصمّ تتفتح.‏ حينئذ يقفز الاعرج كالأُيَّل ويترنَّم لسان الاخرس.‏»‏

      جعل الارض كفردوس

      ١٧ اية تغييرات مادية من الواضح ان يهوه صنعها؟‏

      ١٧ بالتأكيد كان لدى اولئك العائدين سبب للترنُّم في احوال شبيهة بالتي مضى اشعياء يصفها:‏ «لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر.‏ ويصير السراب أجما والمعطشة ينابيع ماء.‏ في مسكن الذئاب في مربضها دار للقصب والبردي.‏» (‏اشعياء ٣٥:‏٦ب،‏٧‏)‏ يقترح الدليل ان المنطقة التي كانت في ما مضى يهوذا،‏ كانت «فردوسا غنيا بالمراعي،‏»‏a رغم اننا قد لا نرى ذلك في كل انحاء تلك المنطقة اليوم.‏

      ١٨ كيف تجاوب على الارجح العائدون اليهود مع بركات اللّٰه؟‏

      ١٨ أما في ما يتعلق بأسباب الفرح،‏ ففكِّروا كيف شعرت البقية اليهودية دون شك عند عودتها الى ارض الموعد!‏ لقد كانوا في وضع يمكِّنهم من تغيير هيئة القفر الذي تسكنه الذئاب وغيرها من مثل هذه الحيوانات.‏ ألم تكونوا لتجدوا الفرح في القيام بعمل الردّ هذا وخصوصا اذا عرفتم ان اللّٰه يبارك جهودكم؟‏

      ١٩ بأيّ معنى كانت العودة من الاسر البابلي بشروط؟‏

      ١٩ ولكن لم يكن باستطاعة ايٍّ كان من اليهود الاسرى في بابل ان يعود للاشتراك في هذا التحويل المفرح.‏ فقد وضع اللّٰه شروطا.‏ فكل مَن نجسته الممارسات الدينية الوثنية البابلية لم يكن له الحق في العودة.‏ (‏دانيال ٥:‏١،‏ ٤،‏ ٢٢،‏ ٢٣؛‏ اشعياء ٥٢:‏١١‏)‏ ولم يتمكَّن من العودة ايٌّ من المتورطين بحماقة في مسلك غير حكيم.‏ فقد كان مثل هؤلاء جميعا عديمي الاهلية.‏ أما الذين بلغوا مقاييس اللّٰه،‏ والذين اعتبرهم قديسين نسبيا،‏ فكان يمكنهم ان يعودوا الى يهوذا.‏ وكان بإمكانهم ان يرتحلوا وكأنهم في طريق مقدسة.‏ اوضح اشعياء ذلك في العدد ٨‏:‏ «تكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.‏ لا يعبر فيها نجس بل هي لهم.‏ مَن سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل.‏»‏

      ٢٠ ايّ امر كان لا يلزم ان يخشاه اليهود العائدون،‏ مما ادَّى الى ماذا؟‏

      ٢٠ كان لا يلزم ان يخشى اليهود العائدون ايَّ هجوم من الناس المشبَّهين بالوحوش او من عصابات الناهبين.‏ ولماذا؟‏ لأن يهوه لم يكن ليسمح بوجود مثل هؤلاء في طريق شعبه المفدي.‏ وهكذا يمكنهم ان يرتحلوا بتطلُّع مفرح وبآ‌مال سعيدة.‏ لاحظوا كيف وصف اشعياء ذلك في اختتام هذه النبوة:‏ «لا يكون هناك اسد.‏ وحش مفترس لا يصعد اليها.‏ لا يوجد هناك.‏ بل يسلك المفديون فيها.‏ ومفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (‏الى وقت غير محدود)‏ على رؤوسهم.‏ ابتهاج وفرح يدركانهم.‏ ويهرب الحزن والتنهد.‏» —‏ اشعياء ٣٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٢١ كيف ينبغي ان ننظر اليوم الى اتمام اشعياء الاصحاح ٣٥ الذي حدث في الماضي؟‏

      ٢١ يا للصورة النبوية التي لدينا هنا!‏ ولكن ينبغي الّا نعتبر ذلك امرا يتعلق بمجرد التاريخ المنصرم،‏ كما لو انها رواية جميلة لا علاقة لها بحالتنا او مستقبلنا.‏ فالواقع هو ان هذه النبوة تتمّ بشكل مدهش اليوم بين شعب اللّٰه،‏ ولذلك فهي تشمل حقا كل واحد منا.‏ وهي تزوِّدنا سببا وجيها للترنُّم فرحا.‏ وهذه الاوجه المتعلقة بحياتكم الآن وفي المستقبل ستُعالَج في المقالة التالية.‏

  • فرحون الآن والى الابد
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • فرحون الآن والى الابد

      ‏«افرحوا وابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لاني هأنذا خالق اورشليم بهجة وشعبها فرحا.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏١٨‏.‏

      ١ كيف اثرت العبادة الحقة في الافراد على مر القرون؟‏

      على مر القرون،‏ وجدت اعداد لا تحصى فرحا كبيرا في خدمة الاله الحقيقي،‏ يهوه.‏ وداود كان واحدا من كثيرين ممن فرحوا بالعبادة الحقة.‏ ويروي الكتاب المقدس انه عند اصعاد تابوت العهد الى اورشليم،‏ «اصعد داود وجميع بيت اسرائيل تابوت الرب بالهتاف.‏» (‏٢ صموئيل ٦:‏١٥‏)‏ وفرح كهذا في خدمة يهوه ليس مجرد شيء من الماضي.‏ فيمكنكم ان تشتركوا فيه.‏ ويمكنكم ان تتمتعوا ايضا بمقادير جديدة من الفرح قريبا!‏

      ٢ علاوة على الاتمام الاصلي لاشعياء الاصحاح ٣٥ في العائدين اليهود،‏ مَن هم مشمولون اليوم في اتمام آخر؟‏

      ٢ في المقالة السابقة فحصنا الاتمام الاول للنبوة المثيرة المسجَّلة في اشعياء الاصحاح ٣٥‏.‏ ويمكننا بالصواب ان ندعو هذه النبوة نبوة الردّ لأنه تبيَّن انها كذلك بالنسبة الى اليهود القدماء.‏ ولها اتمام مماثل في زمننا.‏ وكيف ذلك؟‏ ابتداءً من رسل يسوع وآخرين في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ كان يهوه يتعامل مع الاسرائيليين الروحيين‏.‏ وهؤلاء هم اشخاص ممسوحون بروح اللّٰه القدوس صاروا جزءا مما يدعوه الرسول بولس «اسرائيل اللّٰه.‏» (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ رومية ٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ تذكَّروا ايضا انه في ١ بطرس ٢:‏٩‏،‏ يُدعى هؤلاء المسيحيون ‹جنسا مختارا وكهنوتا ملوكيا امة مقدسة شعب اقتناء.‏› ويمضي بطرس محدِّدا التعيين المعطى لاسرائيل الروحي:‏ ‹اخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.‏›‏

      اتمام في زمننا

      ٣،‏ ٤ ماذا كانت الحالة عندما تمَّت اشعياء الاصحاح ٣٤ في الازمنة العصرية؟‏

      ٣ كان هنالك وقت في اوائل هذا القرن لم تكن فيه بقية اسرائيل الروحي على الارض نشيطة بشكل ثابت في نقل هذه الرسالة.‏ ولم يبتهجوا كاملا بنور اللّٰه العجيب.‏ وفي الواقع،‏ كانوا الى حد بعيد في ظلام.‏ متى كان ذلك؟‏ وماذا فعل يهوه اللّٰه حيال ذلك؟‏

      ٤ كان ذلك في فترة الحرب العالمية الاولى،‏ بُعيد تأسيس ملكوت اللّٰه المسيّاني في السماء سنة ١٩١٤.‏ فبدعم من رجال دين الكنائس في بلدان مختلفة،‏ غضبت الامم احداها على الاخرى.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وطبعا،‏ كان اللّٰه مقاوما للعالم المسيحي المرتد بصف رجال دينه المرفَّع،‏ كما كان مقاوما لأمة ادوم المتعجرفة.‏ ولذلك فإن العالم المسيحي،‏ ادوم المرموز اليها،‏ هو في طريقه الى اختبار الاتمام العصري لاشعياء الاصحاح ٣٤ ‏.‏ وهذا الاتمام بالابادة الدائمة هو اكيد كما كان الاتمام الاول في ادوم القديمة.‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٤-‏٨،‏ ١٩-‏٢١‏.‏

      ٥ ايّ نوع من الاتمام هنالك لاشعياء الاصحاح ٣٥ في زمننا؟‏

      ٥ وماذا عن الاصحاح ٣٥ من نبوة اشعياء وتشديده على الفرح؟‏ انه يختبر ايضا الاتمام في زمننا.‏ وكيف ذلك؟‏ لقد تمّ في ردّ اسرائيل الروحي من نوع من الاسر.‏ فلنفحص وقائع ما يُعتبر حقا تاريخا ثيوقراطيا حديثا جرى في مدة حياة كثيرين ممن لا يزالون احياء.‏

      ٦ لماذا يمكن القول ان بقية اسرائيل الروحي كانت في حالة اسر؟‏

      ٦ ولمدة وجيزة نسبيا خلال فترة الحرب العالمية الاولى،‏ لم تبقَ بقية اسرائيل الروحي كاملا طاهرة ومؤيدة لمشيئة اللّٰه.‏ فبعضهم كانوا ملطَّخين بالاخطاء العقائدية وسايروا بعدم اتخاذهم موقفا واضحا الى جانب يهوه عندما ضُغط عليهم لدعم الامم المتحاربة.‏ وخلال سنوات الحرب هذه عانوا كل اساليب الاضطهاد،‏ حتى ان مطبوعاتهم للكتاب المقدس حظرت في اماكن كثيرة.‏ وأخيرا،‏ جرت إدانة بعض الاخوة الابرز وسُجنوا بتهم باطلة.‏ وإذ نتأمل في الماضي،‏ لا يصعب علينا ان نرى ان شعب اللّٰه كان،‏ الى حد ما،‏ في حالة من الاسر لا الحرية.‏ (‏قارنوا يوحنا ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏)‏ لقد كانوا يعانون نقصا خطيرا في البصيرة الروحية.‏ (‏افسس ١:‏١٦-‏١٨‏)‏ وكانوا خرسا نسبيا في ما يتعلق بتسبيح اللّٰه،‏ ونتيجة لذلك كانوا غير مثمرين روحيا.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏٣،‏ ٤؛‏ رومية ١٤:‏١١؛‏ فيلبي ٢:‏١١‏)‏ فهل تلاحظون كيف يناظر ذلك حالة اليهود القدماء في الاسر في بابل؟‏

      ٧،‏ ٨ ايّ نوع من الردّ اختبرته البقية العصرية؟‏

      ٧ ولكن هل كان اللّٰه سيترك خدامه العصريين في تلك الحالة؟‏ لا،‏ لقد كان مصمِّما على ردِّهم،‏ انسجاما مع ما انبأ به اشعياء.‏ وهكذا تتمّ هذه النبوة نفسها في الاصحاح ٣٥ بشكل بارز في ايامنا،‏ بردّ بقية اسرائيل الروحي الى الازدهار والصحة في فردوس روحي.‏ وفي العبرانيين ١٢:‏١٢ طبَّق بولس اشعياء ٣٥:‏٣ بمعنى مجازي،‏ داعما دقة تطبيقنا الروحي لهذا الجزء من نبوة اشعياء.‏

      ٨ وفي فترة ما بعد الحرب خرج الممسوحون الباقون لاسرائيل الروحي من الاسر مجازيا.‏ فقد استخدم يهوه اللّٰه يسوع المسيح،‏ كورش الاعظم،‏ لتحريرهم.‏ وهكذا،‏ كان بإمكان هذه البقية ان تقوم بعمل اعادة البناء،‏ الذي يمكن مقارنته بعمل بقية اليهود القدماء،‏ الذين رجعوا الى ارضهم لاعادة بناء الهيكل الحرفي في اورشليم.‏ وعلاوة على ذلك،‏ تمكّن هؤلاء الاسرائيليون الروحيون في الازمنة العصرية من الابتداء بغرس وانتاج فردوس روحي اخضر،‏ جنة عدن مجازية.‏

      ٩ كيف تطوَّر في زمننا امر مشابه لذاك الموصوف في اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٢،‏ ٥-‏٧‏؟‏

      ٩ لنتأمل ثانية في اشعياء الاصحاح ٣٥ ولننظر اولا الى العددين ١ و ٢ ونحن نفكِّر في ما ذُكر آنفا.‏ ان ما بدا ارضا يابسة ابتدأ حقا يزهر ويثمر كسهول شارون القديمة.‏ ثم انظروا الى الاعداد ٥ الى ٧ ‏.‏ لقد تفتحت عيون الفهم لدى البقية التي لا يزال عدد منها احياء ونشاطى في خدمة يهوه.‏ ويمكنهم ان يدركوا بشكل افضل معنى ما حدث من سنة ١٩١٤ فصاعدا.‏ وقد كان لذلك ايضا تأثير في كثيرين منا نحن الذين نؤلف ‹الجمع الكثير› الذي يخدم الآن الى جانب البقية.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

      هل انتم جزء من الاتمام؟‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف يشملكم اتمام اشعياء ٣٥:‏٥-‏٧‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تشعرون شخصيا حيال هذه التغييرات؟‏

      ١٠ فكروا في نفسكم مثلا.‏ فقبل ان تتصلوا بشهود يهوه،‏ هل كنتم تقرأون الكتاب المقدس قانونيا؟‏ واذا كنتم تفعلون ذلك،‏ فإلى ايّ حد كنتم تفهمون ما تقرأونه؟‏ انتم تعرفون الآن،‏ مثلا،‏ الحق المتعلق بحالة الموتى.‏ وربما يمكنكم ان تلفتوا نظر شخص مهتم بالموضوع الى آيات مناسبة في التكوين الاصحاح ٢،‏ جامعة الاصحاح ٩،‏ وحزقيال الاصحاح ١٨‏،‏ وكذلك الى آيات عديدة اخرى.‏ نعم،‏ من المرجح انكم تفهمون ما يعلِّمه الكتاب المقدس عن مواضيع او مسائل كثيرة.‏ وببسيط العبارة صار الكتاب المقدس مفهوما بالنسبة اليكم،‏ ويمكنكم ان توضحوا الكثير منه للآخرين،‏ كما تفعلون دون شك.‏

      ١١ ولكن يحسن بكل منا ان يسأل،‏ ‹كيف تعلمتُ كل ما اعرفه عن حق الكتاب المقدس؟‏ قبل ان ادرس مع شعب يهوه،‏ هل كنت اعرف موقع كل الآيات التي ذُكرت قبل قليل؟‏ هل كنت افهمها وأصل الى الاستنتاجات الصائبة المتعلقة بمغزاها؟‏› الجواب الصريح عن هذه الاسئلة هو على الارجح لا.‏ ولا احد ينبغي ان يستاء من مثل هذه العبارة،‏ ولكن يمكن القول انكم من حيث الاساس كنتم عميانا عن هذه الآيات وعن معناها.‏ أليس كذلك؟‏ لقد كانت موجودة في الكتاب المقدس،‏ ولكنكم لم تتمكّنوا من رؤيتها او ادراك مغزاها.‏ فكيف انفتحت عيناكم روحيا؟‏ كان ذلك بواسطة ما فعله يهوه اتماما لاشعياء ٣٥:‏٥ في البقية الممسوحة.‏ وأنتم بدوركم انفتحت عيناكم.‏ ولم تعودوا في ظلام روحي.‏ فبإمكانكم ان تروا.‏ —‏ قارنوا رؤيا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ لماذا يمكننا القول ان هذا ليس الوقت للشفاء الجسدي العجائبي؟‏ (‏ب)‏ كيف توضح حالة الاخ ف.‏ و.‏ فرانز الطريقة التي تتم بها اشعياء ٣٥:‏٥ في زمننا؟‏

      ١٢ ان الذين يدرسون باهتمام شديد الكتاب المقدس وتعاملات اللّٰه على مر القرون يعرفون ان هذه ليست فترة في التاريخ لعجائب الشفاء الجسدية.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٨-‏١٠‏)‏ ولذلك نحن لا نتوقَّع ان يفتح يسوع المسيح عيون العمي ليثبت انه المسيَّا،‏ نبي اللّٰه.‏ (‏يوحنا ٩:‏١-‏٧،‏ ٣٠-‏٣٣‏)‏ وهو لا يمكِّن كل الصم من استعادة سمعهم.‏ ولمّا كان فردريك و.‏ فرانز،‏ احد الممسوحين ورئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ يناهز الـ‍ ١٠٠ من العمر كان شبه اعمى وكان عليه ان يستعمل مساعدا سمعيا.‏ ولعدة سنوات لم يعُد بإمكانه ان يرى ليقرأ؛‏ ولكن مَن كان يعتبره اعمى او اصم بمعنى اشعياء ٣٥:‏٥‏؟‏ ان بصيرته الروحية الثاقبة كانت بركة لشعب اللّٰه حول الارض.‏

      ١٣ ايّ تغيير في الحالة او ردّ اختبره شعب اللّٰه العصري؟‏

      ١٣ وماذا عن لسانكم؟‏ كان ممسوحو اللّٰه خرسا اثناء اسرهم الروحي.‏ ولكن ما إن قلب اللّٰه تلك الحالة رأسا على عقب حتى ابتدأت ألسنتهم تترنَّم بسرور بما عرفوه عن ملكوت اللّٰه المؤسس ووعوده للمستقبل.‏ وربما ساعدوكم على حلّ عقدة لسانكم ايضا.‏ وكم من مرة تحدثتم الى الآخرين في الماضي عن حق الكتاب المقدس؟‏ ربما فكّرتم في وقت ما،‏ ‹انني اتمتع بالدرس،‏ ولكنني لن اذهب ابدا للتحدث الى الغرباء.‏› ولكن،‏ أليس صحيحا ان «لسان الاخرس» الآن «يترنَّم»؟‏ —‏ اشعياء ٣٥:‏٦‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ كيف سار كثيرون في «الطريق المقدسة» في زمننا؟‏

      ١٤ كان على اليهود القدماء الذين تحرّروا من بابل ان يقوموا برحلة طويلة للعودة الى موطنهم.‏ فماذا يناظر ذلك في زمننا؟‏ انظروا الى اشعياء ٣٥:‏٨‏:‏ «تكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.‏ لا يعبر فيها نجس.‏»‏

      ١٥ منذ تحرّرت البقية الممسوحة وملايين الخراف الاخر الآن من الاسر الروحي،‏ خرجت من بابل العظيمة الى طريق مجازية،‏ طريق مقدسة طاهرة تقود المرء الى فردوس روحي.‏ ونحن نبذل كل جهد لنتأهل للسير والبقاء في هذه السكة المقدسة.‏ فكِّروا في نفسكم.‏ أليست مقاييسكم ومبادئكم الادبية التي تلتصقون بها اسمى الآن مما كانت وأنتم في العالم؟‏ ألا تبذلون جهدا اكبر لتكيِّفوا تفكيركم وسلوككم مع ما للّٰه؟‏ —‏ رومية ٨:‏١٢،‏ ١٣؛‏ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ١٦ اية احوال يمكن ان نتمتع بها اذ نسير في الطريق المقدسة؟‏

      ١٦ اذ تستمرون في السير في هذه الطريق المقدسة،‏ تتحرَّرون من حيث الاساس من القلق بشأن البشر المشبهين بالوحوش.‏ ومن المسلم به انه في العالم يجب ان تنتبهوا لئلا يبتلعكم مجازيا احياء اولئك الناس الجشعون او المبغِضون.‏ فكثيرون جدا هم جشعون في طريقة تعاملهم مع الآخرين.‏ ويا له من تباين مع شعب اللّٰه!‏ فأنتم في بيئة محمية.‏ طبعا،‏ ان رفقاءكم المسيحيين ليسوا كاملين؛‏ وأحيانا،‏ يخطئ احدهم او يسيء الى غيره.‏ ولكنكم تعرفون ان اخوتكم لا يحاولون عمدا ان يؤذوكم او يبتلعوكم.‏ (‏مزمور ٥٧:‏٤؛‏ حزقيال ٢٢:‏٢٥؛‏ لوقا ٢٠:‏٤٥-‏٤٧؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٩؛‏ ٢ كورنثوس ١١:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ غلاطية ٥:‏١٥‏)‏ وبدلا من ذلك،‏ يظهرون اهتماما بكم؛‏ يساعدونكم؛‏ ويريدون ان يخدموا معكم.‏

      ١٧،‏ ١٨ بأيّ معنى هنالك الآن فردوس،‏ وما هو اثر ذلك فينا؟‏

      ١٧ لذلك يمكننا ان ننظر الى اشعياء الاصحاح ٣٥‏،‏ متذكّرين الاتمام الحالي للأعداد ١ الى ٨ ‏.‏ أليس واضحا اننا وجدنا ما يدعى بالصواب فردوسا روحيا؟‏ لا،‏ ليس كاملا —‏ ليس بعد.‏ ولكنه حقا فردوس اذ هنا يمكننا،‏ كما هو مذكور في العدد ٢‏،‏ ان ‹نرى مجد الرب بهاء الهنا.‏› وما هو اثر ذلك؟‏ يقول العدد ١٠‏:‏ «مفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (‏الى وقت غير محدود)‏ على رؤوسهم.‏ ابتهاج وفرح يدركانهم.‏ ويهرب الحزن والتنهد.‏» حقا،‏ ان خروجنا من الدين الباطل واتِّباعنا العبادة الحقة في ظل رضى اللّٰه يجلبان الفرح.‏

      ١٨ ألا يستمر الفرح المرتبط بالعبادة الحقة في الازدياد؟‏ انتم ترون اشخاصا مهتمين حديثا يصنعون التغييرات ويصيرون راسخين في حق الكتاب المقدس.‏ وتلاحظون الاحداث يكبرون ويتقدَّمون روحيا في الجماعة.‏ وهنالك معموديات تراقبون فيها الاشخاص الذين تعرفونهم وهم يعتمدون.‏ أليست هذه اسبابا للفرح،‏ لجزيل الفرح،‏ اليوم؟‏ بلى،‏ يا له من فرح ان ينضم الينا آخرون في حريتنا الروحية وأحوالنا الفردوسية!‏

      اتمام لا يزال امامنا!‏

      ١٩ بأيّ توقُّع مرجوّ يملأنا اشعياء الاصحاح ٣٥‏؟‏

      ١٩ تأملنا حتى الآن في اشعياء الاصحاح ٣٥ في ما يتعلق بالإتمام الاول في عودة اليهود وفي ما يتعلق بالإتمام الروحي الجاري اليوم.‏ لكنَّ ذلك ليس كل شيء.‏ فهنالك المزيد.‏ وهو مرتبط بضمان الكتاب المقدس للردّ القادم للاحوال الفردوسية الحرفية على الارض.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١؛‏ رؤيا ٢١:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٢٠،‏ ٢١ لماذا هو منطقي ومؤسس على الاسفار المقدسة ان نؤمن بأنه سيكون هنالك اتمام آخر ايضا لاشعياء الاصحاح ٣٥‏؟‏

      ٢٠ سيكون غير ملائم ان يزوِّد يهوه وصفا حيا للفردوس ثم يحصر الاتمامين في الامور الروحية.‏ طبعا،‏ لا يعني ذلك ان الاتمامين الروحيين ليسا مهمين.‏ وحتى اذا تأسس فردوس حرفي،‏ فلن يمنحنا الاكتفاء اذا كنا وسط المنظر الجميل والحيوانات المسالمة محاطين بأشخاص فاسدين روحيا،‏ بشر يتصرفون كوحوش ضارية.‏ (‏قارنوا تيطس ١:‏١٢‏.‏)‏ نعم،‏ يجب ان يأتي الاتمام الروحي اولا لأنه الاهم.‏

      ٢١ لكنَّ الفردوس القادم لا ينتهي عند الاوجه الروحية التي نتمتع بها الآن والتي سنتمتع بها اكثر ايضا في المستقبل.‏ فلدينا سبب وجيه لتوقُّع اتمام حرفي لنبوات كإشعياء الاصحاح ٣٥ ‏.‏ ولماذا؟‏ في الاصحاح ٦٥ انبأ اشعياء ‹بسموات جديدة وأرض جديدة.‏› وطبَّق الرسول بطرس هذه الآية عندما وصف ما سيلي يوم يهوه.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٠-‏١٣‏)‏ كان بطرس يشير الى ان الاوجه التي وصفها اشعياء ستوجد فعلا عندما تصير ‹الارض الجديدة› حقيقة.‏ وهذا يشمل الوصف الذي قد تعرفونه —‏ بناء بيوت والسكن فيها؛‏ غرس كروم وأكل اثمارها؛‏ تمتع المرء الطويل الامد بعمل يديه؛‏ الذئب والحمل يسكنان معا؛‏ وعدم حدوث اذية في كل الارض.‏ وبكلمات اخرى،‏ حياة مديدة،‏ بيوت آمنة،‏ طعام وافر،‏ عمل يمنح الاكتفاء،‏ وسلام بين الحيوانات وبين الحيوانات والبشر.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ ايّ اساس للفرح سيكون هنالك في الاتمام المستقبلي لاشعياء الاصحاح ٣٥‏؟‏

      ٢٢ أَلا يملأكم هذا التوقُّع فرحا؟‏ لا شك في ذلك،‏ لأن اللّٰه خلقنا لنحيا هكذا.‏ (‏تكوين ٢:‏٧-‏٩‏)‏ اذًا،‏ ماذا تعني النبوة التي نتأمل فيها في اشعياء الاصحاح ٣٥‏؟‏ انها تعني انه لدينا سبب اضافي لنرنِّم فرحا.‏ فالصحاري الحرفية والمناطق الجافة ستزهر،‏ مسببة لنا الفرح.‏ والناس ذوو العيون الزرقاء،‏ او البنية،‏ او غير ذلك من الالوان المبهجة،‏ ولكنهم عميان الآن سيتمكنون آنذاك من الرؤية.‏ ورفقاؤنا المسيحيون الصم او حتى الذين لديهم بيننا صعوبة في السمع،‏ سيتمكنون من ان يسمعوا بوضوح.‏ ويا له من فرح ان نستخدم هذه المقدرة لسماع كلمة اللّٰه تُقرَأ وتُوضَّح،‏ وكذلك للاصغاء الى اصوات النسيم في الاشجار،‏ ضحكة ولد،‏ اغرودة طير!‏

      ٢٣ ويعني ذلك ايضا ان العرج،‏ بمن فيهم اولئك الذين يعانون الآن التهاب المفاصل،‏ سيتنقلون دون الم.‏ ويا لها من راحة!‏ ان الانهار الحرفية ستنفجر آنذاك في القفر.‏ وسنرى الماء الدافق ونسمع ايضا صوت الخرير.‏ وسنتمكن من السير هناك ولمس العشب الاخضر ونبات البردي.‏ حقا،‏ سيكون ذلك فردوسا مستردّا.‏ وماذا عن فرح وجود اسد او حيوان آخر كهذا في جوارنا دون ان نخاف؟‏ لا حاجة بنا الى الابتداء بوصف المشهد،‏ لأننا جميعا تخيَّلناه مسبقا وتمتعنا به.‏

      ٢٤ لماذا توافقون على التعبير في اشعياء ٣٥:‏١٠‏؟‏

      ٢٤ يؤكد لنا اشعياء:‏ «مفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (‏الى وقت غير محدود)‏ على رؤوسهم.‏» لذلك نوافق انه لدينا سبب لنرنِّم فرحا.‏ فرحا بما يفعله يهوه الآن من اجل شعبه في فردوسنا الروحي،‏ وفرحا بما يمكننا توقّعه في الفردوس الحرفي القريب على الابواب.‏ وعن الفرحين —‏ عنّا —‏ يكتب اشعياء:‏ «ابتهاج وفرح يدركانهم.‏ ويهرب الحزن والتنهد.‏» —‏ اشعياء ٣٥:‏١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة