-
لدينا سبب لنرنِّم فرحابرج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
لدينا سبب لنرنِّم فرحا
«ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد.» — اشعياء ٣٥:١٠.
١ مَن لديهم اليوم سبب خصوصي للفرح؟
لاحظتم على الارجح ان قليلين يملكون الفرح الحقيقي في هذه الايام. ولكن، كمسيحيين حقيقيين، يملك شهود يهوه الفرح. ورجاء التمتع بهذا الفرح عينه يكمن امام ملايين آخرين من الذين لم يعتمدوا بعد والذين يعاشرون الشهود، سواء كانوا صغارا او كبارا. وواقع انكم تقرأون الآن هذه الكلمات في هذه المجلة يدل انكم تملكون هذا الفرح الآن او انه في متناولكم.
٢ كيف يتباين فرح المسيحي مع الحالة العامة لمعظم الناس؟
٢ يشعر معظم الناس بأن حياتهم ينقصها شيء ما. وماذا عنكم؟ صحيح انكم ربما لا تملكون كل الاشياء التي يمكنكم استعمالها، ومن المؤكد انكم لا تملكون كل ما يملكه الاغنياء والاقوياء اليوم. وقد ترغبون في حيازة المزيد من الصحة الجيدة والنشاط. ولكن يمكننا ان نقول بثقة انه في ما يتعلق بالفرح، انتم اوفر غنى وصحة من معظم سكان الارض الذين يبلغ عددهم البلايين. وكيف ذلك؟
٣ اية كلمات ممتلئة معنى تستحق انتباهنا، ولماذا؟
٣ تذكَّروا كلمات يسوع: «كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويُكمَل فرحكم.» (يوحنا ١٥:١١) «يُكمَل فرحكم.» يا له من وصف! ويكشف الدرس العميق لطريقة العيش المسيحية اسبابا كثيرة ليكمل فرحنا. ولكن لاحظوا الآن الكلمات الممتلئة معنى في اشعياء ٣٥:١٠. وهي ممتلئة معنى لأنها تتعلق بنا اليوم الى حد كبير. نقرأ: «مفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (الى وقت غير محدود) على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد.»
٤ ايّ نوع من الفرح يُذكَر في اشعياء ٣٥:١٠، ولماذا ينبغي ان نمنح الانتباه لذلك؟
٤ «فرح (الى وقت غير محدود).» ان عبارة «(الى وقت غير محدود)» هي ترجمة دقيقة لما كتبه اشعياء بالعبرانية. ولكنَّ المعنى في هذا العدد هو «الى الابد،» كما تدعم ذلك آيات اخرى. (مزمور ٤٥:٦؛ ٩٠:٢؛ اشعياء ٤٠:٢٨) اذًا، سيكون الفرح بلا نهاية في احوال تتيح — نعم، تحقِّق — فرحا ابديا. ألا يبدو ذلك سارًّا؟ ولكن، ربما يؤثر هذا العدد فيكم كتعليق على حالة نظرية، مما يجعلكم تفكِّرون: ‹هذا الامر لا يشملني بقدر ما تشملني مشاكلي واهتماماتي اليومية.› ولكنَّ الوقائع تثبت عكس ذلك. فالوعد النبوي في اشعياء ٣٥:١٠ يعني الكثير لكم اليوم. ولكي نعرف كيف، دعونا نفحص هذا الاصحاح الجميل، اشعياء ٣٥، ملاحظين كل جزء في قرينته. وتأكدوا انكم ستتمتعون بما سنجده.
شعب احتاج الى الفرح
٥ ما هي الخلفية النبوية للنبوة في اشعياء الاصحاح ٣٥؟
٥ لمساعدتنا، دعونا ننظر الى الخلفية التاريخية لهذه النبوة الجذابة. لقد كتبها النبي العبراني اشعياء في مكان ما نحو سنة ٧٣٢ قم. وكان ذلك قبل عقود من تدمير الجيوش البابلية لاورشليم. وكما تدل اشعياء ٣٤:١، ٢، كان اللّٰه قد انبأ بأنه سيعبِّر عن انتقامه من الامم، كأدوم المذكورة في اشعياء ٣٤:٦. ومن الواضح انه استخدم البابليين القدماء لفعل ذلك. وبشكل مماثل، جعل اللّٰه البابليين يخرّبون يهوذا لأن اليهود كانوا غير امناء. والنتيجة؟ أُخذ شعب اللّٰه الى السبي، وبقي موطنهم خربا ٧٠ سنة. — ٢ أخبار الايام ٣٦:١٥-٢١.
٦ ايّ تباين هنالك بين ما كان سيأتي على الادوميين وما كان سيأتي على اليهود؟
٦ ولكن، هنالك فرق مهم بين الادوميين واليهود. فالعقاب الالهي على الادوميين كان بلا نهاية؛ وأخيرا اختفوا كشعب. نعم، لا يزال بإمكانكم ان تزوروا الخرائب المهجورة في المنطقة التي كان الادوميون يعيشون فيها، كبقايا البتراء المشهورة عالميا. ولكن ليس هنالك اليوم امة او شعب يمكن تحديد هويته ‹بالادوميين.› ومن جهة اخرى، هل كان تخريب البابليين ليهوذا سيدوم الى الابد تاركا الارض في حزن مدى الدهر؟
٧ كيف يمكن ان يكون الاسرى اليهود في بابل قد تجاوبوا مع اشعياء الاصحاح ٣٥؟
٧ ان النبوة الرائعة في اشعياء الاصحاح ٣٥ هنا لها معنى مثير. ويمكن ان تدعى نبوة الردّ، لأن اتمامها الاول كان عندما عاد اليهود الى موطنهم في سنة ٥٣٧ قم. فقد مُنح الاسرائيليون الذين كانوا اسرى في بابل الحرية ليعودوا الى موطنهم. (عزرا ١:١-١١) ولكن، الى ان آن الاوان لحدوث ذلك، ربما كان اليهود الاسرى في بابل الذين تأملوا في هذه النبوة الالهية يتساءلون اية احوال سيجدونها هناك في موطنهم، يهوذا. وأية حالة سيكونون هم انفسهم فيها؟ يُظهر الجوابان مباشرة لماذا لدينا حقا سبب لنرنِّم فرحا. فلنرَ ذلك.
٨ اية احوال كان اليهود سيجدونها عند عودتهم من بابل؟ (قارنوا حزقيال ١٩:٣-٦؛ هوشع ١٣:٨.)
٨ لا شك ان اليهود لم يرجوا خيرا من هذه الحالة حتى عندما سمعوا انه بإمكانهم العودة الى موطنهم. فأرضهم بقيت خربة سبعة عقود، عمرا بكامله. فماذا حلَّ بالارض؟ كل حقل، كرم، او بستان مزروع كان قد صار برية. والبساتين او الاراضي المروية ذبلت وصارت قاحلة مجدبة او صحاري. (اشعياء ٢٤:١، ٤؛ ٣٣:٩؛ حزقيال ٦:١٤) فكِّروا ايضا في الحيوانات المفترسة التي تكاثرت. وهذه كانت تشمل اللواحم كالأسود والنمور. (١ ملوك ١٣:٢٤-٢٨؛ ٢ ملوك ١٧:٢٥، ٢٦؛ نشيد الانشاد ٤:٨) ولم يكن بإمكانهم التغاضي عن الدببة التي يمكنها ان تقتل رجلا، امرأة، او ولدا. (١ صموئيل ١٧:٣٤-٣٧؛ ٢ ملوك ٢:٢٤؛ امثال ١٧:١٢) ولا حاجة بنا الى ذكر الافاعي والثعابين الاخرى السامة، او العقارب. (تكوين ٤٩:١٧؛ تثنية ٣٢:٣٣؛ ايوب ٢٠:١٦؛ مزمور ٥٨:٤؛ ١٤٠:٣؛ لوقا ١٠:١٩) فلو كنتم مع اليهود العائدين من بابل سنة ٥٣٧ قم لترددتم على الارجح في السير في مثل هذه المنطقة. فلم تكن فردوسا عندما وصلوا.
٩ لأيّ سبب كان لدى العائدين اساس للرجاء والثقة؟
٩ لكنَّ يهوه نفسه قاد عبَّاده الى موطنهم، ولديه القدرة على قلب الحالة الخربة رأسا على عقب. ألا تؤمنون بذلك عن الخالق؟ (ايوب ٤٢:٢؛ ارميا ٣٢:١٧، ٢١، ٢٧، ٣٧، ٤١) اذًا، ماذا كان سيفعل — وماذا فعل حقا — من اجل اليهود العائدين وأرضهم؟ ايّ اثر يتركه ذلك في شعب اللّٰه في الازمنة العصرية وفي حالتكم — في الحاضر والمستقبل؟ لنرَ اولا ما حدث آنذاك.
فرحون بحالة متغيِّرة
١٠ ايّ تغيير انبأت به اشعياء ٣٥:١، ٢؟
١٠ ماذا كان سيحصل عندما سمح كورش لليهود بالعودة الى تلك الارض المخيفة؟ اقرأوا النبوة المفرحة في اشعياء ٣٥:١، ٢: «تفرح البرية والارض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنَّرجس. يزهر إزهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنِّم. يُدفَع اليه مجد لبنان. بهاء كرمل وشارون. هم يرون مجد الرب بهاء الهنا.»
١١ من اية معرفة للارض استمد اشعياء وصفه؟
١١ في ازمنة الكتاب المقدس كان لبنان، كرمل، وشارون مشهورة بجمال اخضرارها. (١ أخبار الايام ٥:١٦؛ ٢٧:٢٩؛ ٢ أخبار الايام ٢٦:١٠؛ نشيد الانشاد ٢:١؛ ٤:١٥؛ هوشع ١٤:٥-٧) لقد استمد اشعياء من هذه الامثلة وصفه لما ستصير عليه الارض المتغيِّرة بمساعدة اللّٰه. ولكن هل كان ذلك سيترك اثرا في الارض وحدها؟ بالتأكيد لا!
١٢ لماذا يمكننا القول ان النبوة في اشعياء الاصحاح ٣٥ تركِّز على الناس؟
١٢ تتحدث اشعياء ٣٥:٢ عن الارض بأنها ‹تبتهج ابتهاجا وترنِّم.› ونحن نعرف ان الارض والنباتات لم ‹تبتهج ابتهاجا› بطريقة حرفية. لكنَّ تحوُّلها الى الخصب والاثمار يمكن ان يجعل الناس يشعرون هكذا. (لاويين ٢٣:٣٧-٤٠؛ تثنية ١٦:١٥؛ مزمور ١٢٦:٥، ٦؛ اشعياء ١٦:١٠؛ ارميا ٢٥:٣٠؛ ٤٨:٣٣) والتغييرات الحرفية في الارض نفسها كانت ستقابلها تغييرات في الناس، لأن الناس هم العنصر الاساسي لهذه النبوة. لذلك لدينا سبب لنفهم كلمات اشعياء بصفتها تركِّز بشكل رئيسي على التغييرات في العائدين اليهود، وخصوصا ابتهاجهم.
١٣، ١٤ ايّ تغيير في الناس انبأت به اشعياء ٣٥:٣، ٤؟
١٣ لذلك فلنفحص اكثر هذه النبوة المثيرة لنرى كيف تمَّت بعد تحرُّر اليهود وعودتهم من بابل. يتحدث اشعياء في العددين ٣ و ٤ عن تغييرات اخرى في هؤلاء العائدين: «شدِّدوا الايادي المسترخية والركب المرتعشة ثبِّتوها. قولوا لخائفي القلوب تشدَّدوا لا تخافوا. هوذا الهكم. الانتقام يأتي. جزاء اللّٰه. هو يأتي ويخلِّصكم.»
١٤ ألا نتقوى اذ نفكر ان الهنا، الذي يمكن ان يقلب الحالة الخربة للارض رأسا على عقب، مهتم كثيرا بعبَّاده؟ فهو لم يُرِد ان يشعر اليهود الاسرى بأنهم ضعفاء، مثبَّطون، او قلقون بشأن المستقبل. (عبرانيين ١٢:١٢) فكِّروا في حالة اولئك الاسرى اليهود. فبصرف النظر عن الرجاء الذي يمكن ان يستمدوه من نبوات اللّٰه عن مستقبلهم، كان صعبا عليهم ان يكونوا ايجابيين. لقد كان الامر كما لو انهم في زنزانة مظلمة، مقيَّدو الحركة ومحدودو النشاط في خدمة يهوه. وربما بدا وكأنه ليس هنالك ايّ نور في الافق. — قارنوا تثنية ٢٨:٢٩؛ اشعياء ٥٩:١٠.
١٥، ١٦ (أ) ايّ امر يمكن ان نستنتج ان يهوه فعله للعائدين؟ (ب) لماذا لم يتوقع العائدون شفاءات جسدية عجائبية، ولكن ماذا فعل اللّٰه انسجاما مع اشعياء ٣٥:٥، ٦؟
١٥ ولكن كم تغيَّر ذلك عندما جعل يهوه كورش يطلقهم ليعودوا الى موطنهم! ليس هنالك دليل في الكتاب المقدس على ان اللّٰه فتح بأعجوبة عيني ايٍّ من اليهود العميان العائدين، او اذني ايٍّ من الصمّ، او ابرأ ايّ اعرج او ايّ شخص فقد احد اطرافه. ولكنه فعل حقا شيئا اعظم بكثير. لقد ردَّهم الى نور وحرية ارضهم المحبوبة.
١٦ ليس هنالك دليل على ان العائدين توقعوا ان يصنع يهوه شفاءات جسدية عجائبية كهذه. ولا بد انهم ادركوا ان اللّٰه لم يفعل ذلك مع اسحاق، شمشون، او عالي. (تكوين ٢٧:١؛ قضاة ١٦:٢١، ٢٦-٣٠؛ ١ صموئيل ٣:٢-٨؛ ٤:١٥) ولكن اذا توقعوا ان يقلب اللّٰه مجازيا حالتهم رأسا على عقب فلم يكن املهم ليخيب. وبمعنى مجازي بالتأكيد، كان للعددين ٥ و ٦ اتمام حقيقي. فقد انبأ اشعياء بدقة: «حينئذ تتفقح عيون العمي وآذان الصمّ تتفتح. حينئذ يقفز الاعرج كالأُيَّل ويترنَّم لسان الاخرس.»
جعل الارض كفردوس
١٧ اية تغييرات مادية من الواضح ان يهوه صنعها؟
١٧ بالتأكيد كان لدى اولئك العائدين سبب للترنُّم في احوال شبيهة بالتي مضى اشعياء يصفها: «لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر. ويصير السراب أجما والمعطشة ينابيع ماء. في مسكن الذئاب في مربضها دار للقصب والبردي.» (اشعياء ٣٥:٦ب،٧) يقترح الدليل ان المنطقة التي كانت في ما مضى يهوذا، كانت «فردوسا غنيا بالمراعي،»a رغم اننا قد لا نرى ذلك في كل انحاء تلك المنطقة اليوم.
١٨ كيف تجاوب على الارجح العائدون اليهود مع بركات اللّٰه؟
١٨ أما في ما يتعلق بأسباب الفرح، ففكِّروا كيف شعرت البقية اليهودية دون شك عند عودتها الى ارض الموعد! لقد كانوا في وضع يمكِّنهم من تغيير هيئة القفر الذي تسكنه الذئاب وغيرها من مثل هذه الحيوانات. ألم تكونوا لتجدوا الفرح في القيام بعمل الردّ هذا وخصوصا اذا عرفتم ان اللّٰه يبارك جهودكم؟
١٩ بأيّ معنى كانت العودة من الاسر البابلي بشروط؟
١٩ ولكن لم يكن باستطاعة ايٍّ كان من اليهود الاسرى في بابل ان يعود للاشتراك في هذا التحويل المفرح. فقد وضع اللّٰه شروطا. فكل مَن نجسته الممارسات الدينية الوثنية البابلية لم يكن له الحق في العودة. (دانيال ٥:١، ٤، ٢٢، ٢٣؛ اشعياء ٥٢:١١) ولم يتمكَّن من العودة ايٌّ من المتورطين بحماقة في مسلك غير حكيم. فقد كان مثل هؤلاء جميعا عديمي الاهلية. أما الذين بلغوا مقاييس اللّٰه، والذين اعتبرهم قديسين نسبيا، فكان يمكنهم ان يعودوا الى يهوذا. وكان بإمكانهم ان يرتحلوا وكأنهم في طريق مقدسة. اوضح اشعياء ذلك في العدد ٨: «تكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة. لا يعبر فيها نجس بل هي لهم. مَن سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل.»
٢٠ ايّ امر كان لا يلزم ان يخشاه اليهود العائدون، مما ادَّى الى ماذا؟
٢٠ كان لا يلزم ان يخشى اليهود العائدون ايَّ هجوم من الناس المشبَّهين بالوحوش او من عصابات الناهبين. ولماذا؟ لأن يهوه لم يكن ليسمح بوجود مثل هؤلاء في طريق شعبه المفدي. وهكذا يمكنهم ان يرتحلوا بتطلُّع مفرح وبآمال سعيدة. لاحظوا كيف وصف اشعياء ذلك في اختتام هذه النبوة: «لا يكون هناك اسد. وحش مفترس لا يصعد اليها. لا يوجد هناك. بل يسلك المفديون فيها. ومفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (الى وقت غير محدود) على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد.» — اشعياء ٣٥:٩، ١٠.
٢١ كيف ينبغي ان ننظر اليوم الى اتمام اشعياء الاصحاح ٣٥ الذي حدث في الماضي؟
٢١ يا للصورة النبوية التي لدينا هنا! ولكن ينبغي الّا نعتبر ذلك امرا يتعلق بمجرد التاريخ المنصرم، كما لو انها رواية جميلة لا علاقة لها بحالتنا او مستقبلنا. فالواقع هو ان هذه النبوة تتمّ بشكل مدهش اليوم بين شعب اللّٰه، ولذلك فهي تشمل حقا كل واحد منا. وهي تزوِّدنا سببا وجيها للترنُّم فرحا. وهذه الاوجه المتعلقة بحياتكم الآن وفي المستقبل ستُعالَج في المقالة التالية.
-
-
فرحون الآن والى الابدبرج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
فرحون الآن والى الابد
«افرحوا وابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لاني هأنذا خالق اورشليم بهجة وشعبها فرحا.» — اشعياء ٦٥:١٨.
١ كيف اثرت العبادة الحقة في الافراد على مر القرون؟
على مر القرون، وجدت اعداد لا تحصى فرحا كبيرا في خدمة الاله الحقيقي، يهوه. وداود كان واحدا من كثيرين ممن فرحوا بالعبادة الحقة. ويروي الكتاب المقدس انه عند اصعاد تابوت العهد الى اورشليم، «اصعد داود وجميع بيت اسرائيل تابوت الرب بالهتاف.» (٢ صموئيل ٦:١٥) وفرح كهذا في خدمة يهوه ليس مجرد شيء من الماضي. فيمكنكم ان تشتركوا فيه. ويمكنكم ان تتمتعوا ايضا بمقادير جديدة من الفرح قريبا!
٢ علاوة على الاتمام الاصلي لاشعياء الاصحاح ٣٥ في العائدين اليهود، مَن هم مشمولون اليوم في اتمام آخر؟
٢ في المقالة السابقة فحصنا الاتمام الاول للنبوة المثيرة المسجَّلة في اشعياء الاصحاح ٣٥. ويمكننا بالصواب ان ندعو هذه النبوة نبوة الردّ لأنه تبيَّن انها كذلك بالنسبة الى اليهود القدماء. ولها اتمام مماثل في زمننا. وكيف ذلك؟ ابتداءً من رسل يسوع وآخرين في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، كان يهوه يتعامل مع الاسرائيليين الروحيين. وهؤلاء هم اشخاص ممسوحون بروح اللّٰه القدوس صاروا جزءا مما يدعوه الرسول بولس «اسرائيل اللّٰه.» (غلاطية ٦:١٦؛ رومية ٨:١٥-١٧) تذكَّروا ايضا انه في ١ بطرس ٢:٩، يُدعى هؤلاء المسيحيون ‹جنسا مختارا وكهنوتا ملوكيا امة مقدسة شعب اقتناء.› ويمضي بطرس محدِّدا التعيين المعطى لاسرائيل الروحي: ‹اخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.›
اتمام في زمننا
٣، ٤ ماذا كانت الحالة عندما تمَّت اشعياء الاصحاح ٣٤ في الازمنة العصرية؟
٣ كان هنالك وقت في اوائل هذا القرن لم تكن فيه بقية اسرائيل الروحي على الارض نشيطة بشكل ثابت في نقل هذه الرسالة. ولم يبتهجوا كاملا بنور اللّٰه العجيب. وفي الواقع، كانوا الى حد بعيد في ظلام. متى كان ذلك؟ وماذا فعل يهوه اللّٰه حيال ذلك؟
٤ كان ذلك في فترة الحرب العالمية الاولى، بُعيد تأسيس ملكوت اللّٰه المسيّاني في السماء سنة ١٩١٤. فبدعم من رجال دين الكنائس في بلدان مختلفة، غضبت الامم احداها على الاخرى. (رؤيا ١١:١٧، ١٨) وطبعا، كان اللّٰه مقاوما للعالم المسيحي المرتد بصف رجال دينه المرفَّع، كما كان مقاوما لأمة ادوم المتعجرفة. ولذلك فإن العالم المسيحي، ادوم المرموز اليها، هو في طريقه الى اختبار الاتمام العصري لاشعياء الاصحاح ٣٤ . وهذا الاتمام بالابادة الدائمة هو اكيد كما كان الاتمام الاول في ادوم القديمة. — رؤيا ١٨:٤-٨، ١٩-٢١.
٥ ايّ نوع من الاتمام هنالك لاشعياء الاصحاح ٣٥ في زمننا؟
٥ وماذا عن الاصحاح ٣٥ من نبوة اشعياء وتشديده على الفرح؟ انه يختبر ايضا الاتمام في زمننا. وكيف ذلك؟ لقد تمّ في ردّ اسرائيل الروحي من نوع من الاسر. فلنفحص وقائع ما يُعتبر حقا تاريخا ثيوقراطيا حديثا جرى في مدة حياة كثيرين ممن لا يزالون احياء.
٦ لماذا يمكن القول ان بقية اسرائيل الروحي كانت في حالة اسر؟
٦ ولمدة وجيزة نسبيا خلال فترة الحرب العالمية الاولى، لم تبقَ بقية اسرائيل الروحي كاملا طاهرة ومؤيدة لمشيئة اللّٰه. فبعضهم كانوا ملطَّخين بالاخطاء العقائدية وسايروا بعدم اتخاذهم موقفا واضحا الى جانب يهوه عندما ضُغط عليهم لدعم الامم المتحاربة. وخلال سنوات الحرب هذه عانوا كل اساليب الاضطهاد، حتى ان مطبوعاتهم للكتاب المقدس حظرت في اماكن كثيرة. وأخيرا، جرت إدانة بعض الاخوة الابرز وسُجنوا بتهم باطلة. وإذ نتأمل في الماضي، لا يصعب علينا ان نرى ان شعب اللّٰه كان، الى حد ما، في حالة من الاسر لا الحرية. (قارنوا يوحنا ٨:٣١، ٣٢.) لقد كانوا يعانون نقصا خطيرا في البصيرة الروحية. (افسس ١:١٦-١٨) وكانوا خرسا نسبيا في ما يتعلق بتسبيح اللّٰه، ونتيجة لذلك كانوا غير مثمرين روحيا. (اشعياء ٣٢:٣، ٤؛ رومية ١٤:١١؛ فيلبي ٢:١١) فهل تلاحظون كيف يناظر ذلك حالة اليهود القدماء في الاسر في بابل؟
٧، ٨ ايّ نوع من الردّ اختبرته البقية العصرية؟
٧ ولكن هل كان اللّٰه سيترك خدامه العصريين في تلك الحالة؟ لا، لقد كان مصمِّما على ردِّهم، انسجاما مع ما انبأ به اشعياء. وهكذا تتمّ هذه النبوة نفسها في الاصحاح ٣٥ بشكل بارز في ايامنا، بردّ بقية اسرائيل الروحي الى الازدهار والصحة في فردوس روحي. وفي العبرانيين ١٢:١٢ طبَّق بولس اشعياء ٣٥:٣ بمعنى مجازي، داعما دقة تطبيقنا الروحي لهذا الجزء من نبوة اشعياء.
٨ وفي فترة ما بعد الحرب خرج الممسوحون الباقون لاسرائيل الروحي من الاسر مجازيا. فقد استخدم يهوه اللّٰه يسوع المسيح، كورش الاعظم، لتحريرهم. وهكذا، كان بإمكان هذه البقية ان تقوم بعمل اعادة البناء، الذي يمكن مقارنته بعمل بقية اليهود القدماء، الذين رجعوا الى ارضهم لاعادة بناء الهيكل الحرفي في اورشليم. وعلاوة على ذلك، تمكّن هؤلاء الاسرائيليون الروحيون في الازمنة العصرية من الابتداء بغرس وانتاج فردوس روحي اخضر، جنة عدن مجازية.
٩ كيف تطوَّر في زمننا امر مشابه لذاك الموصوف في اشعياء ٣٥:١، ٢، ٥-٧؟
٩ لنتأمل ثانية في اشعياء الاصحاح ٣٥ ولننظر اولا الى العددين ١ و ٢ ونحن نفكِّر في ما ذُكر آنفا. ان ما بدا ارضا يابسة ابتدأ حقا يزهر ويثمر كسهول شارون القديمة. ثم انظروا الى الاعداد ٥ الى ٧ . لقد تفتحت عيون الفهم لدى البقية التي لا يزال عدد منها احياء ونشاطى في خدمة يهوه. ويمكنهم ان يدركوا بشكل افضل معنى ما حدث من سنة ١٩١٤ فصاعدا. وقد كان لذلك ايضا تأثير في كثيرين منا نحن الذين نؤلف ‹الجمع الكثير› الذي يخدم الآن الى جانب البقية. — رؤيا ٧:٩.
هل انتم جزء من الاتمام؟
١٠، ١١ (أ) كيف يشملكم اتمام اشعياء ٣٥:٥-٧؟ (ب) كيف تشعرون شخصيا حيال هذه التغييرات؟
١٠ فكروا في نفسكم مثلا. فقبل ان تتصلوا بشهود يهوه، هل كنتم تقرأون الكتاب المقدس قانونيا؟ واذا كنتم تفعلون ذلك، فإلى ايّ حد كنتم تفهمون ما تقرأونه؟ انتم تعرفون الآن، مثلا، الحق المتعلق بحالة الموتى. وربما يمكنكم ان تلفتوا نظر شخص مهتم بالموضوع الى آيات مناسبة في التكوين الاصحاح ٢، جامعة الاصحاح ٩، وحزقيال الاصحاح ١٨، وكذلك الى آيات عديدة اخرى. نعم، من المرجح انكم تفهمون ما يعلِّمه الكتاب المقدس عن مواضيع او مسائل كثيرة. وببسيط العبارة صار الكتاب المقدس مفهوما بالنسبة اليكم، ويمكنكم ان توضحوا الكثير منه للآخرين، كما تفعلون دون شك.
١١ ولكن يحسن بكل منا ان يسأل، ‹كيف تعلمتُ كل ما اعرفه عن حق الكتاب المقدس؟ قبل ان ادرس مع شعب يهوه، هل كنت اعرف موقع كل الآيات التي ذُكرت قبل قليل؟ هل كنت افهمها وأصل الى الاستنتاجات الصائبة المتعلقة بمغزاها؟› الجواب الصريح عن هذه الاسئلة هو على الارجح لا. ولا احد ينبغي ان يستاء من مثل هذه العبارة، ولكن يمكن القول انكم من حيث الاساس كنتم عميانا عن هذه الآيات وعن معناها. أليس كذلك؟ لقد كانت موجودة في الكتاب المقدس، ولكنكم لم تتمكّنوا من رؤيتها او ادراك مغزاها. فكيف انفتحت عيناكم روحيا؟ كان ذلك بواسطة ما فعله يهوه اتماما لاشعياء ٣٥:٥ في البقية الممسوحة. وأنتم بدوركم انفتحت عيناكم. ولم تعودوا في ظلام روحي. فبإمكانكم ان تروا. — قارنوا رؤيا ٣:١٧، ١٨.
١٢ (أ) لماذا يمكننا القول ان هذا ليس الوقت للشفاء الجسدي العجائبي؟ (ب) كيف توضح حالة الاخ ف. و. فرانز الطريقة التي تتم بها اشعياء ٣٥:٥ في زمننا؟
١٢ ان الذين يدرسون باهتمام شديد الكتاب المقدس وتعاملات اللّٰه على مر القرون يعرفون ان هذه ليست فترة في التاريخ لعجائب الشفاء الجسدية. (١ كورنثوس ١٣:٨-١٠) ولذلك نحن لا نتوقَّع ان يفتح يسوع المسيح عيون العمي ليثبت انه المسيَّا، نبي اللّٰه. (يوحنا ٩:١-٧، ٣٠-٣٣) وهو لا يمكِّن كل الصم من استعادة سمعهم. ولمّا كان فردريك و. فرانز، احد الممسوحين ورئيس جمعية برج المراقبة آنذاك، يناهز الـ ١٠٠ من العمر كان شبه اعمى وكان عليه ان يستعمل مساعدا سمعيا. ولعدة سنوات لم يعُد بإمكانه ان يرى ليقرأ؛ ولكن مَن كان يعتبره اعمى او اصم بمعنى اشعياء ٣٥:٥؟ ان بصيرته الروحية الثاقبة كانت بركة لشعب اللّٰه حول الارض.
١٣ ايّ تغيير في الحالة او ردّ اختبره شعب اللّٰه العصري؟
١٣ وماذا عن لسانكم؟ كان ممسوحو اللّٰه خرسا اثناء اسرهم الروحي. ولكن ما إن قلب اللّٰه تلك الحالة رأسا على عقب حتى ابتدأت ألسنتهم تترنَّم بسرور بما عرفوه عن ملكوت اللّٰه المؤسس ووعوده للمستقبل. وربما ساعدوكم على حلّ عقدة لسانكم ايضا. وكم من مرة تحدثتم الى الآخرين في الماضي عن حق الكتاب المقدس؟ ربما فكّرتم في وقت ما، ‹انني اتمتع بالدرس، ولكنني لن اذهب ابدا للتحدث الى الغرباء.› ولكن، أليس صحيحا ان «لسان الاخرس» الآن «يترنَّم»؟ — اشعياء ٣٥:٦.
١٤، ١٥ كيف سار كثيرون في «الطريق المقدسة» في زمننا؟
١٤ كان على اليهود القدماء الذين تحرّروا من بابل ان يقوموا برحلة طويلة للعودة الى موطنهم. فماذا يناظر ذلك في زمننا؟ انظروا الى اشعياء ٣٥:٨: «تكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة. لا يعبر فيها نجس.»
١٥ منذ تحرّرت البقية الممسوحة وملايين الخراف الاخر الآن من الاسر الروحي، خرجت من بابل العظيمة الى طريق مجازية، طريق مقدسة طاهرة تقود المرء الى فردوس روحي. ونحن نبذل كل جهد لنتأهل للسير والبقاء في هذه السكة المقدسة. فكِّروا في نفسكم. أليست مقاييسكم ومبادئكم الادبية التي تلتصقون بها اسمى الآن مما كانت وأنتم في العالم؟ ألا تبذلون جهدا اكبر لتكيِّفوا تفكيركم وسلوككم مع ما للّٰه؟ — رومية ٨:١٢، ١٣؛ افسس ٤:٢٢-٢٤.
١٦ اية احوال يمكن ان نتمتع بها اذ نسير في الطريق المقدسة؟
١٦ اذ تستمرون في السير في هذه الطريق المقدسة، تتحرَّرون من حيث الاساس من القلق بشأن البشر المشبهين بالوحوش. ومن المسلم به انه في العالم يجب ان تنتبهوا لئلا يبتلعكم مجازيا احياء اولئك الناس الجشعون او المبغِضون. فكثيرون جدا هم جشعون في طريقة تعاملهم مع الآخرين. ويا له من تباين مع شعب اللّٰه! فأنتم في بيئة محمية. طبعا، ان رفقاءكم المسيحيين ليسوا كاملين؛ وأحيانا، يخطئ احدهم او يسيء الى غيره. ولكنكم تعرفون ان اخوتكم لا يحاولون عمدا ان يؤذوكم او يبتلعوكم. (مزمور ٥٧:٤؛ حزقيال ٢٢:٢٥؛ لوقا ٢٠:٤٥-٤٧؛ اعمال ٢٠:٢٩؛ ٢ كورنثوس ١١:١٩، ٢٠؛ غلاطية ٥:١٥) وبدلا من ذلك، يظهرون اهتماما بكم؛ يساعدونكم؛ ويريدون ان يخدموا معكم.
١٧، ١٨ بأيّ معنى هنالك الآن فردوس، وما هو اثر ذلك فينا؟
١٧ لذلك يمكننا ان ننظر الى اشعياء الاصحاح ٣٥، متذكّرين الاتمام الحالي للأعداد ١ الى ٨ . أليس واضحا اننا وجدنا ما يدعى بالصواب فردوسا روحيا؟ لا، ليس كاملا — ليس بعد. ولكنه حقا فردوس اذ هنا يمكننا، كما هو مذكور في العدد ٢، ان ‹نرى مجد الرب بهاء الهنا.› وما هو اثر ذلك؟ يقول العدد ١٠: «مفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (الى وقت غير محدود) على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد.» حقا، ان خروجنا من الدين الباطل واتِّباعنا العبادة الحقة في ظل رضى اللّٰه يجلبان الفرح.
١٨ ألا يستمر الفرح المرتبط بالعبادة الحقة في الازدياد؟ انتم ترون اشخاصا مهتمين حديثا يصنعون التغييرات ويصيرون راسخين في حق الكتاب المقدس. وتلاحظون الاحداث يكبرون ويتقدَّمون روحيا في الجماعة. وهنالك معموديات تراقبون فيها الاشخاص الذين تعرفونهم وهم يعتمدون. أليست هذه اسبابا للفرح، لجزيل الفرح، اليوم؟ بلى، يا له من فرح ان ينضم الينا آخرون في حريتنا الروحية وأحوالنا الفردوسية!
اتمام لا يزال امامنا!
١٩ بأيّ توقُّع مرجوّ يملأنا اشعياء الاصحاح ٣٥؟
١٩ تأملنا حتى الآن في اشعياء الاصحاح ٣٥ في ما يتعلق بالإتمام الاول في عودة اليهود وفي ما يتعلق بالإتمام الروحي الجاري اليوم. لكنَّ ذلك ليس كل شيء. فهنالك المزيد. وهو مرتبط بضمان الكتاب المقدس للردّ القادم للاحوال الفردوسية الحرفية على الارض. — مزمور ٣٧:١٠، ١١؛ رؤيا ٢١:٤، ٥.
٢٠، ٢١ لماذا هو منطقي ومؤسس على الاسفار المقدسة ان نؤمن بأنه سيكون هنالك اتمام آخر ايضا لاشعياء الاصحاح ٣٥؟
٢٠ سيكون غير ملائم ان يزوِّد يهوه وصفا حيا للفردوس ثم يحصر الاتمامين في الامور الروحية. طبعا، لا يعني ذلك ان الاتمامين الروحيين ليسا مهمين. وحتى اذا تأسس فردوس حرفي، فلن يمنحنا الاكتفاء اذا كنا وسط المنظر الجميل والحيوانات المسالمة محاطين بأشخاص فاسدين روحيا، بشر يتصرفون كوحوش ضارية. (قارنوا تيطس ١:١٢.) نعم، يجب ان يأتي الاتمام الروحي اولا لأنه الاهم.
٢١ لكنَّ الفردوس القادم لا ينتهي عند الاوجه الروحية التي نتمتع بها الآن والتي سنتمتع بها اكثر ايضا في المستقبل. فلدينا سبب وجيه لتوقُّع اتمام حرفي لنبوات كإشعياء الاصحاح ٣٥ . ولماذا؟ في الاصحاح ٦٥ انبأ اشعياء ‹بسموات جديدة وأرض جديدة.› وطبَّق الرسول بطرس هذه الآية عندما وصف ما سيلي يوم يهوه. (اشعياء ٦٥:١٧، ١٨؛ ٢ بطرس ٣:١٠-١٣) كان بطرس يشير الى ان الاوجه التي وصفها اشعياء ستوجد فعلا عندما تصير ‹الارض الجديدة› حقيقة. وهذا يشمل الوصف الذي قد تعرفونه — بناء بيوت والسكن فيها؛ غرس كروم وأكل اثمارها؛ تمتع المرء الطويل الامد بعمل يديه؛ الذئب والحمل يسكنان معا؛ وعدم حدوث اذية في كل الارض. وبكلمات اخرى، حياة مديدة، بيوت آمنة، طعام وافر، عمل يمنح الاكتفاء، وسلام بين الحيوانات وبين الحيوانات والبشر.
٢٢، ٢٣ ايّ اساس للفرح سيكون هنالك في الاتمام المستقبلي لاشعياء الاصحاح ٣٥؟
٢٢ أَلا يملأكم هذا التوقُّع فرحا؟ لا شك في ذلك، لأن اللّٰه خلقنا لنحيا هكذا. (تكوين ٢:٧-٩) اذًا، ماذا تعني النبوة التي نتأمل فيها في اشعياء الاصحاح ٣٥؟ انها تعني انه لدينا سبب اضافي لنرنِّم فرحا. فالصحاري الحرفية والمناطق الجافة ستزهر، مسببة لنا الفرح. والناس ذوو العيون الزرقاء، او البنية، او غير ذلك من الالوان المبهجة، ولكنهم عميان الآن سيتمكنون آنذاك من الرؤية. ورفقاؤنا المسيحيون الصم او حتى الذين لديهم بيننا صعوبة في السمع، سيتمكنون من ان يسمعوا بوضوح. ويا له من فرح ان نستخدم هذه المقدرة لسماع كلمة اللّٰه تُقرَأ وتُوضَّح، وكذلك للاصغاء الى اصوات النسيم في الاشجار، ضحكة ولد، اغرودة طير!
٢٣ ويعني ذلك ايضا ان العرج، بمن فيهم اولئك الذين يعانون الآن التهاب المفاصل، سيتنقلون دون الم. ويا لها من راحة! ان الانهار الحرفية ستنفجر آنذاك في القفر. وسنرى الماء الدافق ونسمع ايضا صوت الخرير. وسنتمكن من السير هناك ولمس العشب الاخضر ونبات البردي. حقا، سيكون ذلك فردوسا مستردّا. وماذا عن فرح وجود اسد او حيوان آخر كهذا في جوارنا دون ان نخاف؟ لا حاجة بنا الى الابتداء بوصف المشهد، لأننا جميعا تخيَّلناه مسبقا وتمتعنا به.
٢٤ لماذا توافقون على التعبير في اشعياء ٣٥:١٠؟
٢٤ يؤكد لنا اشعياء: «مفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنُّم وفرح (الى وقت غير محدود) على رؤوسهم.» لذلك نوافق انه لدينا سبب لنرنِّم فرحا. فرحا بما يفعله يهوه الآن من اجل شعبه في فردوسنا الروحي، وفرحا بما يمكننا توقّعه في الفردوس الحرفي القريب على الابواب. وعن الفرحين — عنّا — يكتب اشعياء: «ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد.» — اشعياء ٣٥:١٠.
-