-
البركات الالهية ‹للفاهمين›برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
والآن، بعد تفحص شامل جدير بالملاحظة كهذا للتاريخ مسبقا، ينبئ الملاك ببعض البركات الغنية التي يتمتع بها شعب اللّٰه «في الايام الاخيرة.» — دانيال ١٠:١٤.
وقت للقيامات
٢ كيف ‹استيقظ› بعض الاموات في اثناء «الايام الاخيرة»؟
٢ يقول الملاك لدانيال: «وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي.» (دانيال ١٢:٢) فكما يتضح، ان «الايام الاخيرة» هي وقت للقيامات، اقامة اولئك «الراقدين في تراب الارض.» وأحد مثل هذه الاستيقاظات ابتدأ عاجلا بعد ان صار يسوع ملكا في ١٩١٤. (متى ٢٤:٣) واذ تطلَّع الى ذلك الوقت كتب الرسول بولس: «نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين . . . والاموات في المسيح سيقومون اولا.» (١ تسالونيكي ٤:١٥، ١٦، رؤيا ٦:٩-١١) اذاً، كما يتضح، عاجلا بعد ١٩١٤ اقام يسوع الى الحياة الروحانية في السموات اولئك الذين هم من «اسرائيل اللّٰه» الذين كانوا قد ماتوا امناء. (غلاطية ٦:١٦) وبالنسبة اليهم فان الاستيقاظ كان الى «الحياة الابدية.»
٣ و ٤ كيف صار فريق من خدام اللّٰه الامناء ‹ميتا› في ١٩١٨؟
٣ ولكنّ كلمات الملاك دون شك تشمل قيامة اخرى. فلحوالى ٤٠ سنة قبل ١٩١٤ كان فريق صغير من المسيحيين يحذر من ان تلك السنة ستسم نهاية ازمنة الامم كما تنبأ يسوع. (لوقا ٢١:٢٤) واولئك المسيحيون كانوا قد اسسوا جمعية برج مراقبة زيون للكراريس في ١٨٨٤، ونشروا نتائج بحثهم للكتاب المقدس في مجلة دعيت «برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح.»
٤ وفي ١٩١٤ ثبتت صحة رسالتهم بشكل مثير عندما نشبت الحرب العالمية الاولى، وابتدأت «الاوجاع» التي انبأ بها يسوع. (متى ٢٤:٧، ٨) ومع ذلك، استعمل اعداؤهم الدينيون هستيريا الحرب لاضطهادهم حتى انه اخيرا، في ١٩١٨، أُوقف عملهم الكرازي فعليا، والخدام الرئيسيون لجمعية برج المراقبة سجنوا ظلما. وهذا سبَّب ابتهاجا عظيما في بعض الاماكن. وأيضا تمم النبوة المسجلة في سفر الرؤيا: «ومتى تمَّما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما.» — رؤيا ١١:٧.
٥ و ٦ كيف زوَّدت اختبارات هذا الفريق في ١٩١٩ اتماما للنبوة ان ‹كثيرين من الراقدين في تراب الارض يستيقظون›؟
٥ ولكن، بحسب النبوة، لم يكونوا ليبقوا ‹امواتا.› «ثم بعد الثلاثة الايام والنصف دخل فيهما روح حياة من اللّٰه فوقفا على ارجلهما ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما. . . . فصعدا الى السماء في السحابة ونظرهما اعداؤهما.» (رؤيا ١١:١١، ١٢، حزقيال ٣٧:١-١٤) فكانت قيامتهم كما يتضح قيامة مجازية، لان القيامة الحرفية الى الحياة الروحانية في السماء تكون غير منظورة لاعدائهم. وبالاحرى، أُقيموا من حالة خمول شبيهة بالموت الى حالة مفعمة بالنشاط الغيور على مرأى من اولئك الذين كانوا قد دبروا مكيدة لنهايتهم. ففي ١٩١٩ أُطلق سراح ممثلي جمعية برج المراقبة من السجن، وجرى تنظيم العمل الكرازي من جديد، ورأى العالم بداية اعظم حملة شهادة للملكوت في التاريخ. — متى ٢٤:١٤.
٦ بهذا المعنى المجازي فان ‹كثيرين من الراقدين في تراب الارض استيقظوا.› وبعدئذ، ابتداء من ١٩١٩، شرعت الهيئة الصغيرة المستيقظة من تلاميذ الكتاب المقدس تفتش عن الافراد الباقين من اخوة يسوع وتجمعهم لكي يكون ممكنا ختم العدد الكامل من الـ ٠٠٠,١٤٤. (متى ٢٤:٣١، رؤيا ٧:١-٣) واذ تجاوب الافراد نذروا انفسهم للّٰه بواسطة المسيح وصاروا اعضاء هيئة يهوه المنظورة على الارض. وبنيلهم هبة الروح القدس المجانية تبرروا على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع الفدائية وجرى تبنيهم كابناء للّٰه بطريقة روحية. — رومية ٨:١٦، غلاطية ٢:١٧؛ ٣:٨.
٧ بالنسبة الى كثيرين من هؤلاء كيف سيبرهن ذلك انه استيقاظ «الى الحياة الابدية»؟
٧ واولئك الذين يبقون منهم امناء حتى نهاية حياتهم الارضية لديهم الرجاء الثابت بأخذ مكانهم في السماء الى جانب يسوع المسيح. (١ كورنثوس ١٥:٥٠-٥٣) وهكذا فان استيقاظهم الروحي هو الى الحياة الابدية. وفيما لا يزالون احياء على الارض يختبرون السلام في ما بينهم مع انهم يعيشون في عالم متحارب. (رومية ١٤:١٩) ولكنهم بشكل اهم يتمتعون بالسلام مع يهوه اللّٰه نفسه، «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل.» — فيلبي ٤:٧.
الاستيقاظ «الى العار»
٨ و ٩ بأية طريقة يمكن ان يكون هذا الاستيقاظ الروحي «الى العار للازدراء الابدي»؟
٨ اذاً، لماذا البعض «يستيقظون . . . الى العار للازدراء الابدي»؟ الواقع هو انه ليس جميع اولئك الذين يقبلون الدعوة ليكونوا جزءا من صف الملكوت هذا يبقون امناء. فالبعض يسمحون لايمانهم بأن يضعف ويفشلون في الاحتمال. (عبرانيين ٢:١) وقليلون ايضا يصيرون مرتدّين ويلزم طردهم من الجماعة المسيحية. (متى ١٣:٤١، ٤٢) وأشخاص كهؤلاء يصفهم يسوع بأنهم «ذلك العبد الرديّ» الذي يعاقبه السيد «فيقطِّعه،» جاعلا نصيبه مع المرائين. «هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.» — متى ٢٤:٤٨-٥١، افسس ٤:١٨؛ ٥:٦-٨.
٩ يا لها من كارثة ان يقبل المرء ارفع امتياز على الاطلاق قُدِّم للبشر الناقصين وبعدئذ ان ينقلب عليه! وعن اولئك الذين يعملون بهذه الطريقة قال الرسول بولس: «لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السموية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة اللّٰه الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن اللّٰه ثانية ويشهرونه.» (عبرانيين ٦:٤-٦) وبهذه الطريقة يصير استيقاظهم «الى العار للازدراء الابدي.» فلا يكون لهم ايّ رجاء بالحياة الابدية.
-
-
البركات الالهية ‹للفاهمين›برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
قيامة اخرى
١٤ النبوة «كثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون» ستشمل مَن ايضا؟
١٤ وهكذا فان كلمات الملاك تأخذنا الى ما بعد وقت ‹قيام› ميخائيل و ‹زمان الضيق› الذي لا نظير له، الى نظام الاشياء الجديد. وفضلا عن ذلك، فان البركات الآتية بواسطة الذين يضيئون «كالكواكب» لن تقتصر على اولئك الذين ينجون من ‹زمان الضيق.› فيسوع، عندما كان لا يزال انسانا على الارض، قال: «تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت الى قيامة الدينونة.» (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) تشير هذه الكلمات الى قيامة حرفية للبشر الاموات، ولا شك ان هذه القيامة ايضا هي امتداد لاتمام كلمات الملاك: «وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون.» — دانيال ١٢:٢.
١٥ بالنسبة الى اولئك المقامين حينئذ كيف يبرهن ذلك انه استيقاظ «الى الحياة الابدية»؟
١٥ وبين اولئك المشمولين بهذا الاستيقاظ الخصوصي سيكون دانيال نفسه. قال له الملاك: «أما انت فاذهب الى النهاية فتستريح [ترقد في الموت] وتقوم لقرعتك في نهاية الايام.» (دانيال ١٢:١٣) والذين هم مثل دانيال الذين يقامون حينئذ والذين يتجاوبون مع خدمة يسوع واخوته من السماء سيرتفعون الى الكمال البشري. وعندما يجتازون الامتحان الاخير ستكتب اسماؤهم على نحو دائم في سفر الحياة. (رؤيا ٢٠:٥) وبالنسبة اليهم ايضا سيكون الاستيقاظ «الى الحياة الابدية.»
-