مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الى ايّ حدّ قوي هو ايمانكم بالقيامة؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • الى ايّ حدّ قوي هو ايمانكم بالقيامة؟‏

      ‏«انا هو القيامة والحياة.‏ مَن آمن بي ولو مات فسيحيا».‏ —‏ يوحنا ١١:‏٢٥‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا يلزم ان يثق عابد يهوه برجاء القيامة؟‏

      الى ايّ حدّ قوي هو رجاؤكم بالقيامة؟‏ هل يقويكم لتتغلبوا على الخوف من الموت ويعزيكم عندما تفقدون شخصا تحبونه؟‏ (‏متى ١٠:‏٢٨؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٣‏)‏ هل يقويكم الايمان بالقيامة كما قوى كثيرين من خدام اللّٰه القدماء الذين احتملوا الجَلد والاستهزاء والتعذيب وقيود الحبس؟‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٥-‏٣٨‏.‏

      ٢ نعم،‏ لا ينبغي ابدا ان تساور عابد يهوه المخلص اية شكوك بشأن القيامة،‏ وثقته ينبغي ان تؤثر في مسلك حياته.‏ فمن الرائع ان نتأمل في واقع انه في وقت اللّٰه المعيَّن،‏ سيسلِّم البحر والموت والهاوية الاموات الذين فيها،‏ وهؤلاء المقامون سيحظون بأمل العيش الى الابد على ارض فردوسية.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏١٣؛‏ ٢١:‏٤،‏ ٥‏.‏

      الشكوك بشأن حياة مقبلة

      ٣،‏ ٤ بماذا لا يزال كثيرون يؤمنون بشأن الحياة بعد الموت؟‏

      ٣ لطالما علَّم العالم المسيحي ان هنالك حياة بعد الموت.‏ قالت مقالة في مجلة كاثوليكي الولايات المتحدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «عبر العصور،‏ حاول المسيحيون ان يتقبلوا خيبات الامل والمعاناة في هذه الحياة بأن يرجوا حياة اخرى،‏ حياة سلام وطمأنينة،‏ حياة اكتفاء وسعادة».‏ ورغم انه في عدد من بلدان العالم المسيحي،‏ يهتم الناس بالعلمنة ويشكّون نوعا ما في الدين،‏ إلا ان كثيرين لا يزالون يشعرون بأنه لا بدّ ان يكون هنالك شيء ما بعد الموت.‏ ولكنهم ليسوا متأكدين من امور كثيرة.‏

      ٤ قالت مقالة في مجلة تايم (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا يزال الناس يؤمنون بـ‍ [حياة بعد الموت]؛‏ ولكنَّ مفهومهم لما تعنيه بالضبط صار اكثر غموضا،‏ ولم يعد قسوسهم يكلمونهم عنها كما من قبل».‏ فلماذا لم يعد الخدام الدينيون يتكلمون عن الحياة بعد الموت كالسابق؟‏ يقول العالم الديني جيفري بورتون رصل:‏ «اعتقد ان [رجال الدين] يريدون تجنب الموضوع لأنهم يشعرون بأن عليهم تخطي عائق الشكوك عند العامة».‏

      ٥ كيف هي نظرة كثيرين اليوم الى عقيدة نار الهاوية؟‏

      ٥ في معظم الكنائس،‏ يشمل مفهوم الحياة بعد الموت سماء وهاوية نارية.‏ وإذا كان رجال الدين يمتعضون من التكلم عن السماء،‏ فهم يمتعضون اكثر من التكلم عن الهاوية.‏ قالت مقالة في احدى الصحف:‏ «في هذه الايام،‏ حتى الكنائس التي تؤمن بالعقاب الابدي في هاوية نارية حرفية .‏ .‏ .‏ لم تعد تشدِّد كثيرا على هذا المفهوم».‏ بالفعل،‏ لم يعد معظم اللاهوتيين العصريين يؤمنون بأن الهاوية هي مكان حرفي للعذاب،‏ كما كان يُعلَّم في القرون الوسطى.‏ ولكنهم يؤثِرون مفهوما اكثر «انسانية» للهاوية.‏ ويقول كثيرون من اصحاب مذهب العصرية ان الخطاة في الهاوية لا يُعذَّبون حرفيا،‏ ولكنهم يتألمون من جراء «الانفصال الروحي عن اللّٰه».‏

      ٦ كيف يجد البعض ان ايمانهم غير نافع عندما تحلّ بهم المأساة؟‏

      ٦ ان تلطيف عقيدة الكنيسة لئلا تُجرح مشاعر الناس اليوم قد يساعد البعض على تجنب عدم الشعبية،‏ ولكنه يترك ملايين من مرتادي الكنائس المخلصين محتارين بماذا يؤمنون.‏ لذلك عندما يتواجهون مع الموت،‏ غالبا ما يكتشفون ثغرة في ايمانهم.‏ وهم كالمرأة التي خسرت عدة اعضاء من عائلتها في حادث مأساوي.‏ فعندما سُئلت هل عزّاها ايمانها،‏ اجابت بتردد:‏ «اظن ذلك».‏ ولكن حتى لو اجابت بثقة ان ايمانها ساعدها،‏ فما المنفعة على المدى الطويل اذا لم تكن معتقداتها راسخة؟‏ وهذا الامر جدير بالتفكير لأن ما تعلِّمه معظم الكنائس عن حياة مقبلة مختلف كثيرا عما يعلِّمه الكتاب المقدس.‏

      نظرة العالم المسيحي الى الحياة بعد الموت

      ٧ (‏أ)‏ ايّ معتقد مشترَك هنالك بين معظم الكنائس؟‏ (‏ب)‏ كيف وصف احد اللاهوتيين عقيدة خلود النفس؟‏

      ٧ توافق معظم طوائف العالم المسيحي،‏ على الرغم من اختلافاتها،‏ ان للبشر نفسا خالدة تبقى حية بعد موت الجسد.‏ وتؤمن الاغلبية انه عندما يموت الشخص،‏ يمكن ان تذهب نفسه الى السماء.‏ ويخشى البعض ان تذهب نفسهم الى هاوية نارية او الى المطهر.‏ ولكنَّ مفهومهم للحياة المقبلة يرتكز على الفكرة ان هنالك نفسا خالدة.‏ هذا ما علَّق عليه اللاهوتي اوسكار كُلْمان في مقالة نُشرت في كتاب خلود النفس والقيامة (‏بالانكليزية)‏.‏ كتب:‏ «لو سألنا مسيحيا عاديا اليوم .‏ .‏ .‏ عمّا يتصور انه تعليم العهد الجديد في ما يتعلق بمصير الانسان بعد الموت،‏ لحصلنا باستثناءات قليلة على الجواب:‏ ‹خلود النفس›».‏ ولكنَّ كُلْمان اضاف:‏ «ان الفكرة السائدة هي احدى اكثر الافكار التي تسبِّب اللغط في المسيحية».‏ وذكر كُلْمان انه عندما قال ذلك،‏ احدث ضجة في الاوساط العامة.‏ ولكنه كان محقًّا.‏

      ٨ ايّ رجاء وضعه يهوه امام الرجل والمرأة الاولَين؟‏

      ٨ لم يخلق يهوه اللّٰه البشر ليذهبوا الى السماء بعد موتهم.‏ ولم يكن يقصد البتة في الاصل ان يموتوا.‏ فقد خُلق آدم وحواء كاملَين ومُنحا فرصة ملء الارض من ذرية بارة.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ وقيل لأبوينا الاولين انهما سيموتان فقط في حال العصيان على اللّٰه.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ فلو بقيا طائعَين لأبيهما السماوي لاستمرَّا في العيش على الارض الى الابد.‏

      ٩ (‏أ)‏ ما هي حقيقة النفس البشرية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحدث للنفس عندما تموت؟‏

      ٩ ولكن من المؤسف ان آدم وحواء لم يطيعا اللّٰه.‏ (‏تكوين ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ يصف الرسول بولس العواقب الوخيمة:‏ «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع».‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ فلم يعش آدم وحواء الى الابد على الارض بل ماتا.‏ وماذا حدث بعدئذ؟‏ هل كانت لهما نفس خالدة ستذهب الى هاوية نارية بسبب خطيتهما؟‏ على العكس،‏ يقول الكتاب المقدس انه عندما خُلق آدم،‏ «صار .‏ .‏ .‏ نفسا حية».‏ (‏تكوين ٢:‏٧‏)‏ فالانسان لم يُمنح نفسا،‏ بل صار هو نفسا،‏ انسانا حيًّا.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏)‏ ولم يكن آدم وحده «نفسا حية»،‏ ولكن كما يظهر في اللغة العبرانية التي كُتب بها التكوين،‏ كانت الحيوانات الدنيا ايضا ‹انفسا حية›.‏ (‏تكوين ١:‏٢٤‏)‏ وعندما مات آدم وحواء،‏ صارا نفسا ميتة.‏ وفي النهاية،‏ حدث لهما تماما ما قاله يهوه لآدم:‏ «بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود الى الارض التي أُخذتَ منها.‏ لأنك تراب وإلى تراب تعود».‏ —‏ تكوين ٣:‏١٩‏.‏

      ١٠،‏ ١١ بماذا تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة بشأن تعليم الكتاب المقدس عن النفس،‏ وكيف يشابه ذلك ما يقوله الكتاب المقدس؟‏

      ١٠ وهذا ما توافق عليه من حيث الاساس دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة (‏بالانكليزية)‏.‏ تقول في مقالتها «النفس (‏في الكتاب المقدس)‏»:‏ «ليس هنالك تقسيم الى جسد ونفس في العهد القديم [او الاسفار العبرانية]».‏ وتضيف ان الكلمة «نفس» في الكتاب المقدس «لا تعني ابدا نفسا كشيء متميز عن الجسد او الشخص الفرد».‏ فغالبا ما «تعني [النفس] الكائن نفسه سواء كان حيوانا او انسانا».‏ صحيح اننا نقدِّر هذه الصراحة،‏ ولكن لا يسعنا إلا ان نتساءل لماذا لم يُخبَر مرتادو الكنائس بهذه الحقائق.‏

      ١١ فكم من القلق والخوف كان مرتادو الكنائس سيتجنبونهما لو عرفوا الحقيقة البسيطة من الكتاب المقدس:‏ «النفس التي تخطئ هي تموت»،‏ ولا تتعذب في نار الهاوية!‏ (‏حزقيال ١٨:‏٤‏)‏ وفي حين ان هذا مختلف تماما عما يعلِّمه العالم المسيحي،‏ فهو منسجم جدا مع ما قاله بالوحي سليمان الحكيم:‏ «الاحياء يعلمون انهم سيموتون.‏ اما الموتى فلا يعلمون شيئا وليس لهم اجر بعد [في هذه الحياة] لأن ذكرهم نُسي.‏ كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لأنه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية [المدفن العام للجنس البشري] التي انت ذاهب اليها».‏ —‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠‏.‏

      ١٢ من اين جلب العالم المسيحي تعليمه عن النفس الخالدة؟‏

      ١٢ ولماذا يعلِّم العالم المسيحي شيئا مختلفا جدا عما يقوله الكتاب المقدس؟‏ تقول دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة،‏ في مقالتها «النفس البشرية،‏ خلودها»،‏ ان آباء الكنيسة الاولين وجدوا دعما لإيمانهم بالنفس الخالدة،‏ لا في الكتاب المقدس،‏ بل عند «الشعراء والفلاسفة والتقليد في الفكر اليوناني .‏ .‏ .‏ ولاحقا،‏ فضَّل أتباع المذهب السكولاستي ان يستعملوا افكار أفلاطون او مبادئ أرسطو».‏ وتذكر ان «تأثير الفكر الافلاطوني والافلاطوني المُحدَث» —‏ بما فيه الايمان بخلود النفس —‏ أُقحم اخيرا «في صميم اللاهوت المسيحي».‏

      ١٣،‏ ١٤ لماذا من غير المنطقي الالتفات الى الفلاسفة اليونانيين الوثنيين طلبا للتنوير؟‏

      ١٣ فهل من المنطقي ان يلتفت المدَّعون المسيحية الى الفلاسفة اليونانيين الوثنيين ليتعلموا عن شيء اساسي:‏ رجاء الحياة بعد الموت؟‏ قطعا لا.‏ عندما كتب بولس الى المسيحيين في كورنثوس،‏ اليونان،‏ قال:‏ «حكمة هذا العالم هي جهالة عند اللّٰه لأنه مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم.‏ وأيضا الرب يعلم افكار الحكماء انها باطلة».‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ كان اليونانيون القدماء عبدة اصنام.‏ فكيف يمكن ان يكونوا مصدرا للحق؟‏ سأل بولس الكورنثيين:‏ «اية موافقة لهيكل اللّٰه مع الاوثان.‏ فإنكم انتم هيكل اللّٰه الحي كما قال اللّٰه اني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٦‏.‏

      ١٤ أُعلنت الحقائق المقدسة في الاصل بواسطة امة اسرائيل.‏ (‏رومية ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وبعد سنة ٣٣ ب‌م،‏ أُعلنت بواسطة الجماعة المسيحية الممسوحة في القرن الاول.‏ قال بولس عن المسيحيين في القرن الاول:‏ ‹اعلن اللّٰه لنا نحن [ما اعده للذين يحبونه] بروحه›.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٠‏؛‏ انظروا ايضا رؤيا ١:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ لقد استمدَّ العالم المسيحي عقيدة خلود النفس من الفلسفة اليونانية.‏ فلم تُعلَن عن طريق اعلانات اللّٰه لإسرائيل ولا بواسطة جماعة المسيحيين الممسوحين في القرن الاول.‏

      الرجاء الحقيقي للاموات

      ١٥ ما هو الرجاء الحقيقي للاموات وفقا لما قاله يسوع؟‏

      ١٥ فما هو الرجاء الحقيقي للاموات اذا لم تكن هنالك نفس خالدة؟‏ انه القيامة طبعا،‏ وهذه هي عقيدة مركزية في الكتاب المقدس ووعد رائع جدا من اللّٰه.‏ لقد قدَّم يسوع رجاء القيامة عندما قال لمرثا:‏ «انا هو القيامة والحياة.‏ مَن آمن بي ولو مات فسيحيا».‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٥‏)‏ فالايمان بيسوع مرادف للايمان بالقيامة،‏ وليس بخلود النفس.‏

      ١٦ لماذا الايمان بالقيامة منطقي؟‏

      ١٦ سبق ان تكلم يسوع عن القيامة عندما قال لبعض اليهود:‏ ‹لا تتعجبوا من هذا.‏ فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.‏ فيخرجون›.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ان ما يصفه يسوع هنا بعيد كل البعد عن النفس الخالدة التي تبقى حية بعد موت الجسد وتذهب فورا الى السماء.‏ انه حدث مستقبلي حين «يخرج» اشخاص كانوا في القبر،‏ وكثيرون منهم بقوا هناك قرونا او حتى آلاف السنوات.‏ انه إعادة الانفس الميتة الى الحياة.‏ فهل هذا مستحيل؟‏ ليس عند اللّٰه «الذي يحيي الموتى ويدعو الاشياء غير الموجودة كأنها موجودة».‏ (‏رومية ٤:‏١٧‏)‏ قد يسخر المتشككون من فكرة عودة الناس من الموت،‏ ولكنها تنسجم تماما مع واقع ان «اللّٰه محبة» وأنه «يجازي الذين يطلبونه».‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏١٦؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

      ١٧ ماذا سينجز اللّٰه بواسطة القيامة؟‏

      ١٧ كيف يمكن ان يجازي اللّٰه الذين برهنوا انهم ‹امناء الى الموت› اذا لم يُعدْهم الى الحياة؟‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ والقيامة تتيح ايضا ليهوه انجاز ما كتب عنه الرسول يوحنا:‏ «لأجل هذا أُظهر ابن اللّٰه لكي ينقض اعمال ابليس».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٨‏)‏ فقديما في جنة عدن،‏ صار الشيطان قاتل العرق البشري بأجمعه عندما أوقع ابوينا الاولين في الخطية والموت.‏ ‏(‏تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وقد ابتدأ يسوع ينقض اعمال الشيطان عندما بذل حياته الكاملة فدية معادلة فاتحا الطريق لإعتاق الجنس البشري من عبودية الخطية الموروثة الناتجة عن عصيان آدم العمدي.‏ (‏رومية ٥:‏١٨‏)‏ وإقامة الذين يموتون بسبب الخطية الآدمية هذه ستكون عملا آخر ينقض به اعمال ابليس.‏

      الجسد والنفس

      ١٨ ماذا كان ردّ فعل بعض الفلاسفة اليونانيين لعبارة بولس القائلة ان يسوع قد أُقيم،‏ ولماذا؟‏

      ١٨ عندما كان الرسول بولس في اثينا،‏ كرز بالبشارة لجمع كان يضمّ بعض الفلاسفة اليونانيين.‏ وكانوا يصغون الى مناقشته عن الاله الحقيقي الوحيد ودعوته الى التوبة.‏ ولكن ماذا حدث بعدئذ؟‏ اختتم بولس حديثه،‏ قائلا:‏ «اقام [اللّٰه] يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه مقدِّما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات».‏ وقد احدثت هذه الكلمات اضطرابا.‏ «لما سمعوا بالقيامة من الاموات كان البعض يستهزئون».‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٢-‏٣٢‏)‏ ابدى اللاهوتي اوسكار كُلْمان هذه الملاحظة:‏ «ربما كان اليونانيون الذين آمنوا بخلود النفس يلقون اكثر من غيرهم صعوبة في قبول الكرازة المسيحية بالقيامة.‏ .‏ .‏ .‏ فلا يمكن البتة التوفيق بين تعليم الفيلسوفين العظيمين سقراط وأفلاطون وتعليم العهد الجديد».‏

      ١٩ كيف حاول لاهوتيو العالم المسيحي ان يوفِّقوا بين تعليم القيامة وعقيدة خلود النفس؟‏

      ١٩ ورغم ذلك،‏ عقب الارتداد العظيم بعد موت الرسل،‏ حاول اللاهوتيون جاهدين إدماج التعليم المسيحي عن القيامة في معتقد أفلاطون بخلود النفس.‏ وبمرور الوقت،‏ اتَّفق البعض على حلّ مُستحدَث:‏ عند الموت،‏ تنفصل النفس (‏«تتحرر»،‏ كما يعبِّر البعض عن ذلك)‏ عن الجسد.‏ ثم،‏ وفقا لما ورد في كتاب مجمل عقيدة القيامة (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم ر.‏ ج.‏ كوك‏،‏ في يوم الدينونة «كل جسد سيتَّحد ثانية بالنفس التي كانت له،‏ وكل نفس بالجسد الذي كان لها».‏ ويُزعم ان هذا الاتحاد المقبل للجسد بالنفس الخالدة التي له هو القيامة.‏

      ٢٠،‏ ٢١ من هم الذين يعلِّمون باستمرار الحق عن القيامة،‏ وكيف أفادهم ذلك؟‏

      ٢٠ لا تزال هذه النظرية العقيدة الرسمية في الكنائس الرئيسية.‏ وفي حين ان هذا المفهوم قد يبدو منطقيا في نظر اللاهوتي،‏ فإن معظم مرتادي الكنائس لا يعرفونه.‏ فهم بكل بساطة يؤمنون انهم سيذهبون فورا الى السماء عندما يموتون.‏ لذلك وجَّه الكاتب جون ڠارڤي في مجلة كومونْوِيل (‏بالانكليزية)‏،‏ عدد ٥ ايار ١٩٩٥،‏ هذه التهمة:‏ «يبدو ان ايمان معظم المسيحيين [بشأن الحياة بعد الموت] اقرب كثيرا الى الافلاطونية المُحدَثة منه الى ايّ شيء مسيحي حقا،‏ وهو ليس مؤسسا على الكتاب المقدس».‏ لقد قضى رجال دين العالم المسيحي على رجاء القيامة المؤسس على الكتاب المقدس لدى رعيتهم باستبدال الكتاب المقدس بأفكار أفلاطون.‏

      ٢١ أما شهود يهوه فيرفضون الفلسفة الوثنية ويلتصقون بتعليم الكتاب المقدس عن القيامة.‏ ويجدون ان هذا التعليم بنّاء ومعزٍّ ويجلب الاكتفاء.‏ وفي المقالتين التاليتين،‏ سنرى الى ايّ حدّ يكون تعليم الكتاب المقدس عن القيامة راسخا ومنطقيا،‏ سواء كان ذلك لذوي الرجاء الارضي او لذوي الرجاء بالقيامة الى حياة سماوية.‏ وتمهيدا لدرس هاتين المقالتين،‏ يحسن بكم ان تقرأوا باعتناء الاصحاح ١٥ من الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس‏.‏

  • ‏‹سيُقام الاموات›‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏‹سيُقام الاموات›‏

      ‏«فإنه سيبوَّق فيُقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٢‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ وعد معزٍّ أُعطي بواسطة النبي هوشع؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف ان اللّٰه يرغب في إعادة الاموات الى الحياة؟‏

      هل غيَّب الموت شخصا عزيزا على قلبكم؟‏ اذًا،‏ فأنتم تدركون مدى الاسى الذي يجرّه الموت.‏ ولكنَّ عزاء المسيحيين هو في الوعد الذي اعطاه اللّٰه بواسطة النبي هوشع:‏ «من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم.‏ اين اوباؤك يا موت اين شوكتك يا هاوية».‏ —‏ هوشع ١٣:‏١٤‏.‏

      ٢ تبدو فكرة عودة الاموات الى الحياة سخيفة في نظر المتشكِّكين.‏ ولكنَّ اللّٰه القادر على كل شيء في مقدوره ان يصنع هذه العجيبة!‏ ولذلك فالمسألة في الحقيقة هي هل يهوه يرغب في إعادة الاموات الى الحياة.‏ سأل الرجل البار ايوب:‏ «إن مات رجل أفيحيا».‏ ثم أعطى هذا الجواب المطمئن:‏ «تدعو فأنا اجيبك.‏ تشتاق الى عمل يدك».‏ (‏ايوب ١٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ تشير كلمة «تشتاق» الى توق او رغبة صادقين.‏ (‏قارنوا مزمور ٨٤:‏٢‏.‏)‏ نعم،‏ يتطلع يهوه بشوق الى القيامة —‏ فهو يتوق ان يرى من جديد الامناء الاموات،‏ الذين هم احياء في ذاكرته.‏ —‏ متى ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      يسوع ينير رجاء القيامة

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كيف انار يسوع رجاء القيامة؟‏ (‏ب)‏ لماذا أُقيم يسوع كروح وليس في الجسد؟‏

      ٣ لم يكن رجال الايمان القدماء امثال ايوب يفهمون القيامة إلا جزئيا.‏ ثم اتى يسوع المسيح وأنار هذا الرجاء الرائع.‏ فقد اظهر الدور الرئيسي الذي يلعبه هو عندما قال:‏ «الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية».‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٦‏)‏ وأين ستكون هذه الحياة؟‏ ان الاغلبية الساحقة من الذين يمارسون الايمان سيعيشون على الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ لكنَّ يسوع قال لتلاميذه:‏ «لا تخف ايها القطيع الصغير لأن اباكم قد سُرَّ ان يعطيكم الملكوت».‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ ان ملكوت اللّٰه هو سماوي.‏ لذلك يعني هذا الوعد ان ‹قطيعا صغيرا› يجب ان يكونوا مع يسوع في السماء كمخلوقات روحانية.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣؛‏ ١ بطرس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فما امجد هذا الرجاء!‏ وكشف يسوع ايضا للرسول يوحنا ان عدد هذا «القطيع الصغير» سيكون ٠٠٠‏,١٤٤ فقط.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١‏.‏

      ٤ ولكن كيف يدخل الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ المجد السماوي؟‏ لقد «انار يسوع الحياة وعدم الفساد بواسطة البشارة».‏ فبواسطة دمه،‏ كرَّس ‹طريقا حيًّا حديثا› الى السماء.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فقد مات كما انبأ الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏١٢‏)‏ ثم كما اعلن الرسول بطرس لاحقا،‏ «يسوع هذا اقامه اللّٰه».‏ (‏اعمال ٢:‏٣٢‏)‏ ولكنَّ يسوع لم يُقم شخصا بشريا.‏ فسبق ان قال:‏ «الخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».‏ (‏يوحنا ٦:‏٥١‏)‏ واستعادة جسده ستكون بمثابة إلغاء للذبيحة.‏ لذلك ‹مات يسوع في الجسد ولكن أُحيي في الروح›.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٨‏)‏ وبذلك ‹كسب يسوع الخلاص الابدي لنا›،‏ اي ‹للقطيع الصغير›.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٢‏،‏ الترجمة العربية الجديدة‏)‏ وقدَّم للّٰه قيمة حياته البشرية الكاملة فدية عن الجنس البشري الخاطئ،‏ وكان الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ اول المستفيدين.‏

      ٥ ايّ رجاء أُعطي لأتباع يسوع في القرن الاول؟‏

      ٥ لم يكن يسوع الوحيد الذي كان سيُقام الى الحياة السماوية.‏ فقد قال بولس للرفقاء المسيحيين في رومية انهم مُسحوا بالروح القدس ليكونوا ابناء اللّٰه وورثة معاونين مع المسيح اذا ثبَّتوا مسحهم بالاحتمال حتى المنتهى.‏ (‏رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وأوضح بولس ايضا:‏ «إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته».‏ —‏ رومية ٦:‏٥‏.‏

      الدفاع عن رجاء القيامة

      ٦ لماذا هوجم الايمان بالقيامة في كورنثوس،‏ وماذا كان ردّ فعل الرسول بولس؟‏

      ٦ ان القيامة جزء من «العقيدة الابتدائية» للمسيحية.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٢‏)‏ ومع ذلك،‏ هوجمت هذه العقيدة في كورنثوس.‏ فلأن البعض في الجماعة تأثروا كما يبدو بالفلسفة اليونانية،‏ كانوا يقولون:‏ «ليس قيامة اموات».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢‏)‏ وعندما بلغت هذه التقارير مسامع الرسول بولس،‏ دافع عن رجاء القيامة،‏ وخصوصا رجاء المسيحيين الممسوحين.‏ فلنعالج كلمات بولس المسجلة في ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏.‏ وسيكون من المساعد لكم ان تقرأوا الاصحاح بكامله،‏ كما اوصت المقالة السابقة.‏

      ٧ (‏أ)‏ اية قضية رئيسية ركَّز عليها بولس؟‏ (‏ب)‏ مَن رأوا يسوع المُقام؟‏

      ٧ في اول عددين من ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏،‏ يضع بولس محور مناقشته:‏ «أعرِّفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه ايضا تخلُصون .‏ .‏ .‏ إلا اذا كنتم قد آمنتم عبثا».‏ فإذا لم يستطع الكورنثيون الثبات في الانجيل،‏ يكونون قد قبلوا الحق عبثا.‏ تابع بولس:‏ «سلّمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب.‏ وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.‏ وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر.‏ وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة اخ اكثرهم باقٍ الى الآن ولكنَّ بعضهم قد رقدوا.‏ وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين.‏ وآخِر الكل كأنه للسِّقط ظهر لي انا [«ظهر لي انا ايضا كأنه لمولود قبل اوانه»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣-‏٨‏.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ الى ايّ حد هو مهم الايمان بالقيامة؟‏ (‏ب)‏ في اية مناسبة على الارجح ظهر يسوع «لأكثر من خمسمئة اخ»؟‏

      ٨ لم يكن الايمان بالقيامة اختياريا بالنسبة الى الذين قبلوا البشارة.‏ فقد كان هنالك شهود عيان ليؤكدوا ان «المسيح مات من اجل خطايانا» وأنه أُقيم.‏ وأحدهم كان صفا،‏ او بطرس،‏ الاسم الذي كان معروفا به اكثر.‏ فبعد ان انكر بطرس يسوع ليلة خيانته واعتقاله،‏ لا بد ان ظهور يسوع له عزاه كثيرا.‏ وقد زار يسوع المُقام ايضا ‹الاثني عشر›،‏ الرسل ككل،‏ مما ساعدهم دون شك على التغلب على خوفهم وجعلهم شهودا يتصفون بالجرأة لقيامة يسوع.‏ —‏ يوحنا ٢٠:‏١٩-‏٢٣؛‏ اعمال ٢:‏٣٢‏.‏

      ٩ وظهر يسوع ايضا لفريق اكبر،‏ «لأكثر من خمسمئة اخ».‏ وربما تكون هذه هي المناسبة الموصوفة في متى ٢٨:‏١٦-‏٢٠‏،‏ حين اوصى يسوع بالتلمذة،‏ لأنه لم يكن له أتباع بهذا العدد الكبير إلا في الجليل.‏ فما اعظم الشهادة التي كان بإمكان هؤلاء التلاميذ ان يقدموها!‏ وكان البعض لا يزالون احياء في سنة ٥٥ ب‌م،‏ عندما كتب بولس رسالته الاولى هذه الى اهل كورنثوس.‏ ولكن لاحظوا ان الذين ماتوا يُقال عنهم انهم «رقدوا».‏ فلم يكونوا قد أُقيموا بعد لنيل مكافأتهم السماوية.‏

      ١٠ (‏أ)‏ ايّ اثر كان لاجتماع يسوع الاخير مع تلاميذه؟‏ (‏ب)‏ كيف ظهر يسوع لبولس «كأنه لمولود قبل اوانه»؟‏

      ١٠ والشاهد البارز الآخر لقيامة يسوع كان يعقوب،‏ ابن يوسف ومريم ام يسوع.‏ وكما يبدو،‏ لم يكن يعقوب مؤمنا قبل القيامة.‏ (‏يوحنا ٧:‏٥‏)‏ ولكن بعد ان ظهر له يسوع،‏ صار مؤمنا وربما لعب دورا في هداية اخوته الآخرين.‏ (‏اعمال ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي اجتماع يسوع الاخير مع تلاميذه،‏ عندما صعد الى السماء،‏ فوَّض اليهم ان ‹يكونوا شهودا الى اقصى الارض›.‏ (‏اعمال ١:‏٦-‏١١‏)‏ وظهر لاحقا لشاول الطرسوسي،‏ الذي كان مضطهدا للمسيحيين.‏ (‏اعمال ٢٢:‏٦-‏٨‏)‏ وقد ظهر يسوع لشاول «كأنه لمولود قبل اوانه».‏ فكان كما لو ان شاول أُقيم الى الحياة الروحانية وكان بإمكانه رؤية الرب الممجَّد قبل قرون من قيامة الممسوحين.‏ وقد اوقف ذلك شاول عن مقاومة الجماعة المسيحية وقتلهم وغيَّر حياته تغييرا جذريا.‏ (‏اعمال ٩:‏٣-‏٩،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ وصار شاول الرسول بولس،‏ احد ابرز المدافعين عن الايمان المسيحي.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      الايمان بالقيامة ضروري

      ١١ كيف فضح بولس بطلان القول:‏ «ليس قيامة اموات»؟‏

      ١١ بناء على ما تقدَّم،‏ نرى ان قيامة يسوع كانت واقعا مشهودا لصحته.‏ يقدِّم بولس هذه الحجة:‏ «ولكن إن كان المسيح يُكرَز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢‏)‏ ان هؤلاء الاشخاص لم تكن لديهم شكوك او تساؤلات عن القيامة فحسب بل كانوا ايضا يعبِّرون علنا عن عدم ايمانهم بها.‏ لذلك يفضح بولس بطلان تفكيرهم.‏ فيقول انه اذا لم يكن المسيح قد قام،‏ تكون الرسالة المسيحية كذبة،‏ ويكون الذين يشهدون لقيامة المسيح «شهود زور للّٰه».‏ وإن لم يكن المسيح قد قام،‏ فلم تُدفع اية فدية للّٰه؛‏ ويكون المسيحيون ‹بعد في خطاياهم›.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏ ١٣-‏١٩؛‏ رومية ٣:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ عبرانيين ٩:‏١١-‏١٤‏)‏ والمسيحيون الذين «رقدوا»،‏ الذين استشهد البعض منهم،‏ يكونون قد ماتوا دون رجاء حقيقي.‏ وإذا كانت هذه الحياة هي كل ما كان يمكن ان يتوقعه المسيحيون،‏ فسيكونون في حالة يرثى لها.‏ وكل معاناتهم ستكون بلا جدوى.‏

      ١٢ (‏أ)‏ إلامَ تشير دعوة المسيح «باكورة الراقدين»؟‏ (‏ب)‏ كيف جعل المسيح القيامة ممكنة؟‏

      ١٢ ولكن لم تكن هذه هي الحال.‏ يتابع بولس:‏ «قد قام المسيح من الاموات».‏ وهو ايضا «باكورة الراقدين».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٠‏)‏ عندما كان الاسرائيليون يقدِّمون ليهوه بطاعة باكورة غلتهم،‏ كان يباركهم بحصاد وافر.‏ (‏خروج ٢٢:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢٣:‏١٩؛‏ امثال ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبدعوة المسيح «باكورة»،‏ يشير بولس ان حصادا آخر من الاشخاص سيُقامون من الاموات الى الحياة السماوية.‏ يقول:‏ «اذ الموت بإنسان بإنسان ايضا قيامة الاموات.‏ لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فقد جعل يسوع القيامة ممكنة ببذل حياته البشرية الكاملة فدية،‏ مما فتح الطريق لإعتاق الجنس البشري من عبودية الخطية والموت.‏ —‏ غلاطية ١:‏٤؛‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏a

      ١٣ (‏أ)‏ متى تحدث القيامة السماوية؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون ان بعض الممسوحين لا ‹يرقدون›؟‏

      ١٣ يتابع بولس:‏ «ولكنَّ كل واحد في رتبته.‏ المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه [«حضوره»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٣‏)‏ لقد أُقيم المسيح في سنة ٣٣ ب‌م.‏ ولكنَّ أتباعه الممسوحين —‏ «الذين للمسيح» —‏ كان عليهم ان ينتظروا الى ما بعد ابتداء يسوع حضوره الملكي الذي تظهر نبوة الكتاب المقدس انه حدث سنة ١٩١٤.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٤-‏١٦؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وماذا عن الذين يكونون احياء في اثناء حضوره؟‏ يقول بولس:‏ «هوذا سر اقوله لكم.‏ لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير.‏ فإنه سيبوَّق فيُقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥١،‏ ٥٢‏)‏ من الواضح ان الممسوحين لا يرقدون كلهم في القبر منتظرين القيامة.‏ فالذين يموتون في اثناء حضور المسيح يتغيرون فورا.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١٣‏.‏

      ١٤ كيف ‹يعتمد الممسوحون بهدف الصيرورة امواتا›؟‏

      ١٤ يسأل بولس:‏ «وإلا فالذين يعتمدون بهدف الصيرورة امواتا ماذا سيصنعون؟‏ إن كان الاموات لا يقامون ابدا،‏ فلماذا يعتمدون ايضا بهدف الصيرورة هكذا؟‏ ولماذا نخاطر نحن ايضا كل ساعة؟‏».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ لم يقصد بولس ان الاحياء كانوا يعتمدون من اجل الاموات،‏ كما تقول بعض ترجمات الكتاب المقدس.‏ فالمعمودية تتعلق بالتلمذة،‏ والانفس الميتة لا يمكن ان تكون تلاميذ.‏ (‏يوحنا ٤:‏١‏)‏ ولكنَّ بولس كان يتكلم عن كثيرين من المسيحيين الاحياء الذين،‏ مثل بولس،‏ كانوا ‹يخاطرون كل ساعة›.‏ والمسيحيون الممسوحون ‹اعتمدوا في موت المسيح›.‏ (‏رومية ٦:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فمنذ مسحهم،‏ يكون كما لو انهم ‹اعتمدوا› في مسلك يؤدي الى موت كموت المسيح.‏ (‏مرقس ١٠:‏٣٥-‏٤٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهم سيموتون على رجاء القيامة السماوية المجيدة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٤؛‏ فيلبي ٣:‏١٠،‏ ١١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٥ اية اخطار ربما تعرض لها بولس،‏ وكيف لعب الايمان بالقيامة دورا في احتمالها؟‏

      ١٥ يوضح بولس الآن انه هو ايضا واجه خطرا حتى تمكن من القول:‏ «اواجه الموت كل يوم».‏ ولئلا يتَّهمه البعض بالمبالغة يضيف:‏ «أُؤكد هذا بما لي من ابتهاج بكم،‏ ايها الاخوة،‏ في المسيح يسوع ربنا».‏ وتنقل الترجمة اليسوعية هذا العدد:‏ «ايها الاخوة اقسم بالفخر الذي لي بكم في المسيح يسوع ربنا اني اموت كل يوم».‏ وكمثال للمخاطر التي واجهها،‏ يتحدث بولس في العدد ٣٢ عن ‹محاربة وحوش في افسس›.‏ فغالبا ما كان الرومان يعدمون المجرمين برميهم للوحوش في ميادين المصارعات.‏ وإذا كان بولس قد حارب وحوشا حرفية،‏ فلم يكن لينجو لولا مساعدة يهوه.‏ ولولا رجاء القيامة،‏ يكون من التهور اختيار مسلك حياة يعرضه لهذا الخطر.‏ ولولا رجاء الحياة المقبلة،‏ لا يكون هنالك ايّ معنى لاحتمال المشقات والتضحيات التي ترافق خدمة اللّٰه.‏ يقول بولس:‏ «إن كان الاموات لا يقومون فلنأكل ونشرب لأننا غدا نموت».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٣٢‏؛‏ انظروا ٢ كورنثوس ١:‏٨‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٩‏؛‏ ١١:‏٢٣-‏٢٧ ‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ من اين ربما نشأت عبارة «لنأكل ونشرب لأننا غدا نموت»؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت مخاطر تبني هذا الموقف؟‏

      ١٦ ربما اقتبس بولس من اشعياء ٢٢:‏١٣‏،‏ التي تصف موقف سكان اورشليم العصاة المؤسس على مذهب الجبرية.‏ او ربما كان يفكر في عقائد الابيكوريين،‏ الذين كانوا يزدرون بأيّ رجاء بحياة بعد الموت ويؤمنون بأن المتعة الجسدية هي افضل ما في الحياة.‏ وفي الحالتين كلتيهما،‏ لم تكن فلسفة «لنأكل ونشرب» تقوية.‏ لذلك يحذر بولس:‏ «لا تضلوا.‏ فإن المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ فمعاشرة الذين يرفضون القيامة كان يمكن ان تكون مؤذية.‏ وربما تكون هذه المعاشرة قد لعبت دورا في المشاكل التي اضطر بولس ان يعالجها في جماعة كورنثوس،‏ مثل الفساد الادبي الجنسي،‏ الانقسامات،‏ الدعاوى،‏ وعدم الاحترام لعشاء الرب.‏ —‏ ١ كورنثوس ١:‏١١؛‏ ٥:‏١؛‏ ٦:‏١؛‏ ١١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ حضّ قدَّمه بولس للكورنثيين؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تبقى للاجابة عنها؟‏

      ١٧ لذلك يقدِّم بولس للكورنثيين هذا الحض الايجابي:‏ «اصحوا للبر ولا تخطئوا لأن قوما ليست لهم معرفة باللّٰه.‏ اقول ذلك لتخجيلكم».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٤‏)‏ ان النظرة السلبية الى القيامة قادت البعض الى الخدر الروحي،‏ كما لو كانوا سكارى.‏ فكان يلزم ان يصحوا.‏ والمسيحيون الممسوحون اليوم يلزم ايضا ان يكونوا صاحين روحيا،‏ غير متأثرين بآ‌راء العالم التي تعبِّر عن الشك.‏ فيجب ان يلتصقوا برجائهم بالقيامة السماوية.‏ ولكن كانت لا تزال هنالك اسئلة ينبغي للكورنثيين ان يعرفوا الاجابة عنها كما ينبغي لنا ايضا.‏ مثلا،‏ بأيّ شكل يُقام الـ‍ ٠٠٠،‏ ١٤٤ الى السماء؟‏ وماذا عن الملايين الآخرين الذين لا يزالون في القبر والذين لا يملكون رجاء سماويا؟‏ وماذا ستعني القيامة لهم؟‏ سنعالج في مقالتنا التالية ما تبقى من مناقشة بولس عن القيامة.‏

  • ‏‹الموت سيُبطل›‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏‹الموت سيُبطل›‏

      ‏«آخِر عدو يُبطل هو الموت».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ رجاء قدَّمه بولس للاموات؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال عن القيامة عالجه بولس؟‏

      ‏«نؤمن بـ‍ .‏ .‏ .‏ قيامة الموتى.‏ والحياة في الدهر الآتي».‏ هذا ما يقوله دستور الايمان المنسوب الى الرسل.‏ فالكاثوليك والپروتستانت الطائعون يتلونه،‏ غير مدركين ان معتقداتهم اقرب الى الفلسفة اليونانية منها الى معتقدات الرسل.‏ ولكنَّ الرسول بولس رفض الفلسفة اليونانية ولم يؤمن بخلود النفس.‏ ومع ذلك،‏ كان يؤمن ايمانا راسخا بحياة مقبلة وكتب بالوحي:‏ «آخِر عدو يُبطل هو الموت».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏)‏ فماذا يعني ذلك للجنس البشري المائت؟‏

      ٢ للاجابة عن هذا السؤال،‏ لنعد الى مناقشة بولس عن القيامة المسجلة في ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏.‏ لا شك انكم تتذكرون انه في الاعداد الافتتاحية،‏ بيَّن بولس ان القيامة جزء حيوي من العقيدة المسيحية.‏ والآن يعالج سؤالا محددا:‏ «لكن يقول قائل كيف يُقام الاموات وبأيّ جسم يأتون».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٥‏.‏

      بأي جسم؟‏

      ٣ لماذا رفض البعض القيامة؟‏

      ٣ عندما طرح بولس هذا السؤال،‏ كان في نيته ان يُبطل تأثير فلسفة افلاطون.‏ فقد علَّم افلاطون ان للانسان نفسا خالدة تبقى حية بعد موت الجسد.‏ ولا شك انه في نظر الذين نشأوا على هذه الفكرة كان تعليم المسيحيين بلا لزوم.‏ فما الهدف من القيامة اذا كانت النفس تبقى حية بعد الموت؟‏ هذا بالاضافة الى ان القيامة كانت تبدو لهم على الارجح غير منطقية.‏ فكيف تكون هنالك قيامة بعد انحلال الجسد الى تراب؟‏ يقول المعلِّق على الكتاب المقدس هاينريخ ماير ان عداوة بعض الكورنثيين ربما كانت مرتكزة «على الفلسفة القائلة انه من المستحيل إعادة المادة التي تؤلف الجسد».‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا لم تكن اعتراضات غير الامناء منطقية؟‏ (‏ب)‏ اوضحوا مثل بولس عن ‹الحبة المجرَّدة›.‏ (‏ج)‏ بأية اجسام يقيم اللّٰه الممسوحين؟‏

      ٤ يشهِّر بولس حماقة منطقهم:‏ «يا غبي.‏ الذي تزرعه لا يُحيا إن لم يمت.‏ والذي تزرعه لستَ تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي.‏ ولكنَّ اللّٰه يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٦-‏٣٨‏)‏ فاللّٰه لن يقيم الاجساد التي كانت للاشخاص وهم على الارض بل سيكون هنالك تحول.‏

      ٥ يشبِّه بولس القيامة ببزرة تنبت.‏ فبزرة الحنطة الصغيرة لا تشبه البتة النبتة التي تتحول اليها.‏ تقول دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «عندما تبدأ البزرة تنبت،‏ تمتص كميات كبيرة من الماء.‏ وينتج الماء تغييرات كيميائية عديدة داخل البزرة.‏ ويجعل ايضا انسجة البزرة الداخلية تنتفخ وتمزق قشرة البزرة».‏ فالبزرة تموت كبزرة وتصير نبتة ظاهرة للعيان.‏ و«اللّٰه يعطيها جسما» لأنه هو الذي وضع القوانين العلمية التي تضبط نموها،‏ وكل بزرة تنال جسما حسب جنسها.‏ (‏تكوين ١:‏١١‏)‏ وهذا ما يحدث ايضا للمسيحيين الممسوحين.‏ فهم يموتون كبشر،‏ ثم في وقت اللّٰه المعيَّن،‏ يعيدهم الى الحياة بأجسام جديدة كليًّا.‏ فكما قال بولس لأهل فيلبي:‏ «يسوع المسيح .‏ .‏ .‏ سيحوِّل جسدنا الوضيع الى صورة مطابقة لجسده المجيد».‏ (‏فيلبي ٣:‏ ٢٠،‏ ٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فسيُقامون بأجسام روحانية ويعيشون في الحيز الروحي.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٢‏.‏

      ٦ لماذا من المنطقي الاعتقاد انه يمكن للّٰه تزويد اجسام روحانية ملائمة للمقامين؟‏

      ٦ هل هذا اصعب من ان يصدَّق؟‏ كلا.‏ يعطي بولس الحجة ان للحيوانات اجساما مختلفة عديدة.‏ ويقارن ايضا بين الملائكة السماويين والبشر المصنوعين من لحم ودم،‏ قائلا ان هنالك ‹اجساما سماوية وأجساما ارضية›.‏ وهنالك ايضا تنوع كبير في الخليقة الجامدة.‏ قال بولس قبل وقت طويل من اكتشاف العلم للاجسام السماوية مثل النجوم الزرقاء،‏ العمالقة الحمر،‏ والاقزام البيض:‏ «لأن نجما يمتاز عن نجم في المجد».‏ نظرا الى ذلك،‏ أليس من المنطقي انه يمكن للّٰه تزويد اجسام روحانية ملائمة للممسوحين المقامين؟‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٩-‏٤١‏.‏

      ٧ ما معنى عدم الفساد؟‏ الخلود؟‏

      ٧ ثم يقول بولس:‏ «هكذا ايضا قيامة الاموات.‏ يُزرع في فساد ويُقام في عدم فساد».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٢‏)‏ ان الجسم البشري قابل للفساد،‏ حتى ولو كان في حالة الكمال.‏ فيمكن ان يُقتل.‏ مثلا،‏ قال بولس ان يسوع المُقام «غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد».‏ (‏اعمال ١٣:‏٣٤‏)‏ فهو لن يعود الى الحياة في جسم بشري قابل للفساد،‏ رغم انه في حالة الكمال.‏ والاجسام التي يعطيها اللّٰه للممسوحين المقامين عديمة الفساد —‏ اي انها غير قابلة للموت او الانحلال.‏ يتابع بولس:‏ «يُزرع في هوان ويقام في مجد.‏ يُزرع في ضعف ويقام في قوة.‏ يُزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ ويقول بولس ايضا:‏ «هذا المائت يلبس عدم موت [«الخلود»،‏ ع‌ج‏]».‏ والخلود يعني حياة بلا نهاية وغير قابلة للزوال.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٣؛‏ عبرانيين ٧:‏١٦‏)‏ بهذه الطريقة،‏ سيلبس المقامون «صورة السماوي»،‏ يسوع،‏ الذي جعل قيامتهم ممكنة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥-‏٤٩‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ كيف نعرف ان المقامين هم الاشخاص نفسهم الذين كانوا احياء على الارض؟‏ (‏ب)‏ اية نبوات تتم عندما تحدث القيامة؟‏

      ٨ ورغم هذا التحول،‏ يظل المقامون الاشخاص نفسهم الذين ماتوا.‏ فسيملكون الذكريات نفسها والصفات المسيحية الرفيعة نفسها.‏ (‏ملاخي ٣:‏٣؛‏ رؤيا ٢١:‏١٠،‏ ١٨‏)‏ ومن هذه الناحية،‏ يشبهون يسوع المسيح.‏ فقد تغير من شخص روحاني الى شخص بشري.‏ ثم مات وأُقيم كشخص روحاني.‏ ومع ذلك،‏ «يسوع المسيح هو هو امسا واليوم وإلى الابد».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٨‏)‏ فما امجد الامتياز الرائع الذي يملكه الممسوحون!‏ يقول بولس:‏ «ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتُلع الموت الى غلبة.‏ اين شوكتك يا موت.‏ اين غلبَتكِ يا هاوية».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٤،‏ ٥٥؛‏ اشعياء ٢٥:‏٨؛‏ هوشع ١٣:‏١٤‏.‏

      قيامة ارضية؟‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ما هي «النهاية» التي تتكلم عنها ١ كورنثوس ١٥:‏٢٤‏،‏ وأية حوادث ذات علاقة ستجري؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان يحدث لكي يُبطل الموت؟‏

      ٩ هل هنالك ايّ مستقبل للملايين الذين لا يملكون رجاء الحياة الروحانية الخالدة في السماء؟‏ نعم،‏ بكل تأكيد!‏ فبعد ان اوضح بولس ان القيامة السماوية تحدث خلال حضور المسيح،‏ يوجز الحوادث اللاحقة،‏ قائلا:‏ «وبعد ذلك النهاية متى سلّم المُلك للّٰه الآب متى ابطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٢٤ ‏.‏

      ١٠ ان «النهاية» هي نهاية حكم المسيح لألف سنة،‏ عندما يسلِّم يسوع باتِّضاع وولاء المُلك للّٰه الآب.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤‏)‏ فسيكون قصد اللّٰه ان «يجمع كل شيء في المسيح» قد تمّ.‏ (‏افسس ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولكن اولا سيكون المسيح قد اهلك «كل رياسة وكل سلطان وكل قوة» مقاومة لمشيئة اللّٰه المتسلط.‏ وهذا يشمل اكثر من الهلاك في هرمجدون.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٦؛‏ ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ يقول بولس:‏ «[المسيح] يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه.‏ آخِر عدو يُبطل هو الموت».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ نعم،‏ ستكون كل آثار الخطية والموت الآدميين قد مُحيت.‏ وسيكون اللّٰه حتما قد افرغ «القبور» بإعادة الاموات الى الحياة.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف نعرف ان اللّٰه في مقدوره ان يعيد خلق الانفس الميتة؟‏ (‏ب)‏ اية اجسام ستكون للمقامين على الارض؟‏

      ١١ هذا يعني اعادة خلق الانفس البشرية.‏ وهل هذا مستحيل؟‏ كلا،‏ لأن المزمور ١٠٤:‏٢٩،‏ ٣٠ يؤكد لنا ان اللّٰه في مقدوره ان يفعل ذلك:‏ «تنزع ارواحها فتموت وإلى ترابها تعود.‏ ترسل روحك فتُخلق».‏ وفي حين ان المقامين سيظلون الاشخاص نفسهم الذين ماتوا،‏ فليس بالضرورة ان تكون لهم الاجسام نفسها.‏ فكالمقامين الى السماء،‏ سيعطيهم اللّٰه جسما كما يشاء.‏ ولا شك ان اجسامهم الجديدة ستكون سليمة ومن المنطقي ان تكون مشابهة لجسمهم الاصلي بحيث يعرفهم احباؤهم.‏

      ١٢ متى تحدث القيامة الارضية؟‏

      ١٢ ومتى ستحدث القيامة الارضية؟‏ قالت مرثا عن اخيها الميت لعازر:‏ «انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير».‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٤‏)‏ وكيف عرفت ذلك؟‏ كانت القيامة موضع خلاف في ايامها،‏ لأن الفريسيين آمنوا بها اما الصدوقيون فلم يؤمنوا.‏ (‏اعمال ٢٣:‏٨‏)‏ ولكن لا بد ان مرثا كانت تعرف عن الشهود لما قبل المسيحية الذين كان يرجون القيامة.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٥‏)‏ وكان بإمكانها ايضا ان تعرف من دانيال ١٢:‏١٣ ان القيامة ستكون في اليوم الاخير.‏ حتى انها ربما تعلمت ذلك من يسوع نفسه.‏ (‏يوحنا ٦:‏٣٩‏)‏ ويتزامن «اليوم الاخير» هذا مع حكم المسيح لألف سنة.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ تخيَّلوا البهجة في ذلك «اليوم» حين يبدأ هذا الحدث العظيم!‏ —‏ قارنوا لوقا ٢٤:‏٤١‏.‏

      مَن هم الذين يعودون؟‏

      ١٣ اية رؤيا عن القيامة مسجَّلة في الرؤيا ٢٠:‏١٢-‏١٤‏؟‏

      ١٣ تُسجَّل في الرؤيا ٢٠:‏١٢-‏١٤ رؤيا يوحنا عن القيامة الارضية:‏ «رأيت الاموات صغارا وكبارا واقفين امام اللّٰه وانفتحت اسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم.‏ وسلّم البحر الاموات الذين فيه وسلّم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب اعماله.‏ وطُرح الموت والهاوية في بحيرة النار.‏ هذا هو الموت الثاني».‏

      ١٤ مَن سيكونون بين المقامين؟‏

      ١٤ ستشمل القيامة ‹الكبار والصغار›،‏ الاشخاص البارزين وغير البارزين على السواء الذين كانوا احياء.‏ وحتى الاطفال سيكونون في عداد المقامين!‏ (‏ارميا ٣١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ويُكشف في الاعمال ٢٤:‏١٥ تفصيل مهم آخر:‏ «سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة».‏ والبارزون بين «الابرار» هم رجال ونساء الايمان القدماء مثل هابيل وأخنوخ ونوح وإبراهيم وسارة وراحاب.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١-‏٤٠‏)‏ تخيَّلوا انه بإمكانكم التحدث الى هؤلاء والحصول على تفاصيل من شهود عيان لحوادث الكتاب المقدس التي جرت منذ زمن بعيد!‏ وسيشمل «الابرار» ايضا آلافا من الخائفين اللّٰه الذين ماتوا في الماضي القريب ولم يكن لديهم رجاء سماوي.‏ فهل هنالك احد من اعضاء عائلتكم او من الذين تحبونهم قد يكون بين هؤلاء؟‏ فكم تعزينا المعرفة انه بإمكاننا رؤيتهم من جديد!‏ ولكن مَن هم «الاثمة» الذين سيعودون ايضا؟‏ انهم يشملون الملايين،‏ وربما البلايين،‏ الذين ماتوا دون ان تُتاح لهم فرصة تعلم حق الكتاب المقدس وتطبيقه.‏

      ١٥ ماذا يعني ان العائدين ‹سيُدانون مما هو مكتوب في الاسفار›؟‏

      ١٥ وكيف ‹سيُدان› العائدون «مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم»؟‏ ليست هذه الاسفار سجلا بأعمالهم الماضية؛‏ فعندما ماتوا تبرأوا من الخطايا التي ارتكبوها في حياتهم.‏ (‏رومية ٦:‏٧،‏ ٢٣‏)‏ ولكنهم سيكونون بعد تحت تأثير خطية آدم.‏ اذًا،‏ لا بد ان تحتوي هذه الاسفار على ارشادات الهية يجب ان يتبعها الجميع بغية الاستفادة كاملا من ذبيحة يسوع المسيح.‏ وإذ يُمحى آخر اثر لخطية آدم،‏ ‹يُبطل الموت› بكل معنى الكلمة.‏ وبحلول نهاية الالف سنة،‏ سيكون اللّٰه «الكل في الكل».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٨‏)‏ ولن يحتاج البشر في ما بعد الى وساطة رئيس كهنة او فادٍ.‏ وسيُرَدّ الجنس البشري الى حالة الكمال التي كان آدم يتمتع بها في الاصل.‏

      قيامة منظمة

      ١٦ (‏أ)‏ لماذا من المنطقي الاعتقاد ان عملية القيامة ستكون منظمة؟‏ (‏ب)‏ مَن سيكونون على الارجح بين اوائل العائدين من الموت؟‏

      ١٦ بما ان القيامة السماوية منظمة،‏ «كل واحد في رتبته»،‏ فمن الواضح ان القيامة الارضية لن تخلق انفجارا سكانيا فوضويا.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٣‏)‏ ومن المنطقي ان يكون المقامون حديثا بحاجة الى العناية.‏ (‏قارنوا لوقا ٨:‏٥٥‏.‏)‏ فسيحتاجون الى غذاء جسدي —‏ والاهم —‏ الى مساعدة روحية على نيل معرفة يهوه اللّٰه ويسوع المسيح المانحة الحياة.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ فإذا كان الجميع سيعودون الى الحياة في الوقت نفسه،‏ يستحيل الاعتناء بهم جيدا.‏ ومن المنطقي الافتراض ان القيامة ستحدث تدريجيا.‏ فالمسيحيون الامناء الذي ماتوا قبيل نهاية نظام الشيطان سيكونون على الارجح من اوائل المقامين.‏ ويمكن ايضا ان نتوقع قيامة باكرة للرجال الامناء القدماء الذين سيكونون «امراء».‏ —‏ مزمور ٤٥:‏١٦‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٧ في اية قضايا متعلقة بالقيامة يلزم الكتاب المقدس الصمت،‏ ولماذا لا ينبغي ان يقلق المسيحيون بلا لزوم بشأن هذه المسائل؟‏

      ١٧ ولكن لا ينبغي ان نجزم بمثل هذه المسائل.‏ ففي قضايا عديدة يلزم الكتاب المقدس الصمت.‏ فهو لا يعطي تفاصيل عن كيف ومتى وأين ستحدث قيامة كل فرد.‏ ولا يخبرنا كيف سيجري ايواء هؤلاء العائدين وإطعامهم وإلباسهم.‏ ولا يمكننا ان نتيقن كيف سيحلّ يهوه بعض القضايا مثل تربية الاولاد المقامين والاعتناء بهم او كيف سيعالج بعض الحالات التي قد تشمل اصدقاءنا واحباءنا.‏ صحيح انه من الطبيعي ان نتساءل بشأن هذه الامور،‏ ولكن ليس من الحكمة ان نضيع الوقت في محاولة ايجاد اجوبة عن اسئلة لا جواب لها في الوقت الحاضر.‏ فيجب ان نركز انتباهنا على خدمة يهوه بأمانة ونيل الحياة الابدية.‏ ان المسيحيين الممسوحين يلقون رجاءهم على القيامة السماوية المجيدة.‏ (‏٢ بطرس ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ و‹الخراف الاخر› يرجون ميراثا ابديا في الحيز الارضي لملكوت اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٥:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ اما في ما يتعلق بالتفاصيل العديدة التي لا نعرفها عن القيامة فنحن نثق بيهوه.‏ فسعادتنا المقبلة هي بين يدي الذي ‹يُشبع رغبة كل مخلوق حي›.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ ارميا ١٧:‏٧‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اية غلبة يبرزها بولس؟‏ (‏ب)‏ لماذا نثق ثقة مطلقة برجاء القيامة؟‏

      ١٨ يختتم بولس مناقشته بالقول:‏ «شكرا للّٰه الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٧‏)‏ نعم،‏ يجري نيل الغلبة على الموت الآدمي بواسطة ذبيحة يسوع المسيح الفدائية،‏ ويشارك الممسوحون و‹الخراف الاخر› على السواء في هذه الغلبة.‏ طبعا،‏ ان ‹الخراف الاخر› الاحياء الآن لديهم رجاء مميَّز في هذا الجيل.‏ فكجزء من «جمع كثير» يزداد باستمرار،‏ قد ينجون من «الضيقة العظيمة» القادمة دون ان يذوقوا الموت الجسدي!‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ ولكن حتى الذين يموتون من جراء «الوقت والعرض» او على يدَي عملاء الشيطان يمكن ان يضعوا ثقتهم في رجاء القيامة.‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      ١٩ ايّ حض يجب ان يصغي اليه جميع المسيحيين اليوم؟‏

      ١٩ اننا ننتظر بتوق ذلك اليوم المجيد حين يُبطل الموت.‏ وثقتنا التي لا تتزعزع بوعد يهوه بالقيامة تجعلنا ننظر بواقعية الى الامور.‏ فمهما يحدث لنا في هذه الحياة —‏ حتى ولو متنا —‏ لا شيء يمكن ان يسلبنا المكافأة التي وعد بها يهوه.‏ وحض بولس الختامي لأهل كورنثوس هو ملائم اليوم تماما كما كان قبل ألفَي عام:‏ «اذًا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة