مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية
    هل هذه الحياة هي كل ما هنالك؟‏
    • الفصل ١٩

      بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية

      ١-‏٣ (‏أ)‏ ماذا لن يُسمَح بأن تفعله الآثار المضرَّة لاغراق آدم نفسَه ونسلَه غير المولود في الخطية؟‏ (‏ب)‏ لكي تكون الحالة كذلك،‏ ماذا يجب فعله؟‏

      ان ادارة الملكوت بين يدي يسوع المسيح وحكامه المعاونين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ستمنح حقا بركات عظيمة للناجين من «الضيقة العظيمة.‏» والآثار المضرَّة لاغراق آدم نفسَه ونسلَه غير المولود في الخطية لن يجري تذكُّرها آنذاك بطريقة مؤلمة عقليا وعاطفيا.‏ تعد كلمات النبي اشعياء الموحى بها:‏ «لا تُذكر الأولى ولا تخطر على بال.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏١٧‏.‏

      ٢ ولكي تكون الحالة كذلك،‏ يجب ان يُبطل تماما الألم والحزن الناتجان من الآثار المميتة للخطية.‏ وهذا يشمل اقامة بلايين الناس الأموات الآن الى الحياة.‏ لماذا؟‏

      ٣ اذا كنتم ستنجون من «الضيقة العظيمة،‏» فهل تكونون سعداء حقا اذ تعرفون ان الأصدقاء والأقرباء الأعزاء الذين ماتوا في السنين الماضية لا يزالون محرومين من الحياة وبركاتها؟‏ ألا يجلب لكم ذلك ألم القلب والعقل؟‏ فلازالة اية امكانية لمثل هذا الألم،‏ لا بد ان يقام الأموات.‏ ولن تُمحى كاملا الآثار المضرَّة للخطية إلّا اذا كان ممكنا ردّهم الى الحياة ومساعدتهم على بلوغ الكمال جسدا وعقلا.‏

      ٤ اي تأكيد تقدِّمه لنا الأسفار المقدسة من هذا القبيل؟‏

      ٤ تؤكِّد لنا الأسفار المقدسة ان الأموات عموما سيحيون ثانية.‏ وسيُعطَون فرصة الحصول على اكثر من مدة الحياة القصيرة التي انتهت عند موتهم.‏ فقد منح يهوه اللّٰه ابنه يسوع المسيح سلطة اقامتهم.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٦-‏٢٨‏)‏ ومَنْح يسوع سلطة اقامة الأموات يتفق مع واقع الاشارة اليه نبويا في الكتاب المقدس بصفته «أبا ابديا.‏» (‏اشعياء ٩:‏٦‏)‏ فباقامة يسوع اولئك الراقدين في الموت الى الحياة،‏ يصير اباهم.‏ —‏ قارنوا المزمور ٤٥:‏١٦‏.‏

      الاساس للايمان

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لماذا الايمان بالقيامة معقول؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يقوِّي ثقتنا بوعد اللّٰه بالقيامة؟‏

      ٥ بالنسبة الى مَن يسلِّم بوجود اللّٰه،‏ لا يجب ان تكون هنالك مشكلة في حيازة ايمان راسخ بالقيامة.‏ أفليس معقولا ان مَن ابدأ الحياة البشرية في الأصل هو حكيم ايضا كفاية ليردّ الحياة الى الأموات،‏ ليخلق من جديد البشر الأموات؟‏ لقد وعد يهوه اللّٰه شخصيا بأن الأموات سيحيون ثانية.‏ وأنجز ايضا اعمالا جبَّارة تقوِّي الثقة بهذا الوعد.‏

      ٦ منح يهوه اللّٰه بعض خدامه الأمناء سلطة اقامة الأموات فعلا.‏ ففي صِرْفَة،‏ ليس بعيدا عن الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط،‏ اقام ايليا النبي الابن الوحيد لأرملة.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏​٢١-‏٢٣‏)‏ وأقام خليفته أليشع الابن الوحيد لامرأة مضيافة بارزة في شونَم،‏ في الجزء الشمالي من اسرائيل.‏ (‏٢ ملوك ٤:‏​٨،‏ ٣٢-‏٣٧‏)‏ وأقام يسوع المسيح ابنة يايرس،‏ واحد من رؤساء المجمع بالقرب من بحر الجليل؛‏ الابن الوحيد لأرملة في نايين،‏ الى الجنوب الغربي من بحر الجليل؛‏ وصديقه الحبيب لعازر،‏ الذي كان ميتا لأربعة ايام ومدفونا ليس بعيدا عن اورشليم.‏ (‏مرقس ٥:‏​٢٢،‏ ٣٥،‏ ٤١-‏٤٣؛‏ لوقا ٧:‏​١١-‏١٧؛‏ يوحنا ١١:‏​٣٨-‏٤٥‏)‏ وفي يافا،‏ على شاطئ البحر الأبيض المتوسط،‏ اقام الرسول بطرس غزالة (‏طابيثا)‏ من الأموات.‏ (‏اعمال ٩:‏​٣٦-‏٤٢‏)‏ والرسول بولس،‏ عند توقفه في المقاطعة الرومانية لآسيا،‏ اقام افتيخوس بعدما سقط ميتا من نافذة في الطبقة الثالثة.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏​٧-‏١٢‏.‏

      ٧-‏٩ (‏أ)‏ ما هي القيامة المسجَّلة الأجدر بالملاحظة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن اثبات قيامة يسوع دون ادنى شك؟‏ (‏ج)‏ كيف تأثَّر المسيحيون الأوائل بيقين قيامة يسوع؟‏

      ٧ والقيامة الأجدر بالملاحظة كانت تلك التي ليسوع المسيح نفسه.‏ وهذا الحدث التاريخي المشهود له جيدا يزوِّد البرهان الأقوى على ان هنالك قيامة.‏ وهذا ما اوضحه الرسول بولس لأولئك المجتمعين في اريوس باغوس في اثينا،‏ اليونان:‏ «[اللّٰه] مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه مقدِّما للجميع (‏ضمانا)‏ اذ اقامه من الأموات.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

      ٨ كانت قيامة يسوع واقعا مثبتا دون ادنى شك.‏ فكان هنالك اكثر بكثير من شاهدَين او ثلاثة يمكن ان يشهدوا لها.‏ ففي احدى المناسبات ظهر يسوع المسيح المقام لأكثر من خمسمئة تلميذ.‏ وكانت قيامته مؤكَّدة جيدا حتى ان الرسول بولس تمكَّن من القول ان انكار القيامة يعني انكار الايمان المسيحي ككل.‏ كتب:‏ «فإن لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام.‏ وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.‏ ونوجد نحن ايضا شهود زور للّٰه لأننا شهدنا من جهة اللّٰه انه اقام المسيح وهو لم يُقِمه إن كان الموتى لا يقومون.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​١٣-‏١٥‏.‏

      ٩ عرف المسيحيون الأوائل،‏ كالرسول بولس،‏ بالتأكيد ان يسوع أُقيم من الأموات.‏ واقتناعهم بأنهم سيكافأون بالقيامة كان قويا جدا حتى انهم كانوا على استعداد لمواجهة الاضطهاد العنيف،‏ وحتى الموت نفسه.‏

      القيامة الى الحياة الروحانية

      ١٠ ماذا تُظهر قيامة يسوع المسيح؟‏

      ١٠ تُظهر قيامة يسوع المسيح ان اقامة الأموات لا تعني اعادة الجسد نفسه الى الحياة.‏ فقد أُقيم يسوع،‏ لا الى الحياة البشرية،‏ بل الى الحياة الروحانية.‏ وبالاشارة الى ذلك،‏ كتب الرسول بطرس:‏ «فإن المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البارّ من اجل الأثمة لكي يقرِّبنا الى اللّٰه مماتا في الجسد ولكن محيًى في الروح.‏» (‏١ بطرس ٣:‏١٨‏)‏ فعند قيامته نال يسوع جسما لا من لحم ودم،‏ بل جسما يصلح للحياة السماوية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٤٠،‏ ٥٠‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف أُقيم يسوع،‏ وماذا كان يجب فعله قبل ان يتمكَّن تلاميذه من رؤيته؟‏ (‏ب)‏ مَن سيحصل ايضا على قيامة كتلك التي ليسوع؟‏

      ١١ كان ذلك الجسم الروحاني طبعا غير منظور للأعين البشرية.‏ لهذا السبب،‏ لكي يراه تلاميذه بعد قيامته،‏ كان على يسوع ان يتجسَّد.‏ وتلزم الملاحظة ان يسوع لم يُدفَن بثياب بل لُفَّ بأكفان من كتان.‏ وبعد قيامته بقيت الأكفان في القبر.‏ ولذلك،‏ كما كان على يسوع ان يجسِّم ثيابا،‏ اتخذ ايضا جسدا ليجعل نفسه منظورا لتلاميذه.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٥٣؛‏ يوحنا ١٩:‏٤٠؛‏ ٢٠:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وهل ذلك غريب؟‏ لا،‏ فهذا تماما ما فعله الملائكة قبل هذا الوقت عندما ظهروا للبشر.‏ وواقع ان يسوع جسَّم جسدا لحميًّا يوضح لماذا لم يعرفه تلاميذه دائما في بادئ الأمر ولماذا تمكَّن من الظهور والاختفاء فجأة.‏ —‏ لوقا ٢٤:‏​١٥-‏٣١؛‏ يوحنا ٢٠:‏​١٣-‏١٦،‏ ٢٠‏.‏

      ١٢ لا ينال مثل هذه القيامة سوى الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الوارثين مع يسوع المسيح الذين يقترنون به في الحكم.‏ وإذ يناقش الكتاب المقدس هذه القيامة الى الحياة الروحانية،‏ يخبرنا:‏

      ‏«الذي تزرعه لا يُحيا إن لم يمت.‏ والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجرَّدة ربما من حنطة او احد البواقي.‏ ولكنَّ اللّٰه يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه.‏ .‏ .‏ .‏ هكذا ايضا قيامة الأموات.‏ يُزرع في فساد ويقام في عدم فساد.‏ يُزرع في هوان ويقام في مجد.‏ يُزرع في ضعف ويقام في قوة.‏ يُزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا.‏ يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.‏ هكذا مكتوب ايضا.‏ صار آدم الانسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا.‏ لكن ليس الروحاني اولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني.‏ الانسان الأول من الأرض ترابي.‏ الانسان الثاني الرب من السماء.‏ كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا.‏ وكما هو السماوي هكذا السماويون ايضا.‏ وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٣٦-‏٤٩‏.‏

      القيامة الى الحياة على الأرض

      ١٣-‏١٥ لماذا لن يحتاج اللّٰه ان يعيد جمع كل الذرَّات التي شكلت ذات مرة اجساد اولئك الذين سيقامون الى الحياة الأرضية؟‏

      ١٣ ولكن ماذا عن اولئك الذين،‏ بخلاف يسوع المسيح ورفقائه الحكام الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ سيقامون الى الحياة الأرضية؟‏ بما انهم ‹عادوا الى التراب،‏› فهل يضطر اللّٰه ان يعيد جمع كل الذرَّات التي شكلت ذات مرة اجسادهم لتكون اجسادهم مماثلة من كل ناحية لما كانت عليه لحظة الموت؟‏

      ١٤ كلا،‏ فهذا ببساطة غير ممكن.‏ ولمَ لا؟‏ اولا،‏ لأن هذا يعني انهم يعادون الى الحياة في حالة هي على شفير الموت.‏ والأشخاص الذين أُقيموا في الماضي لم يعادوا في حالة المرض نفسها التي سبقت موتهم.‏ وعلى الرغم من انهم لم يكونوا كاملين عند قيامتهم،‏ فقد كان لديهم جسد معافى وسليم على نحو معقول.‏

      ١٥ وفضلا عن ذلك،‏ ليس من المنطقي الاصرار ان الذرَّات نفسها تماما سيجري ضمُّها ثانية لتشكل جسدهم المسترد.‏ فبعد الموت،‏ وبعملية الاضمحلال،‏ يتحوَّل الجسم البشري الى مواد كيميائية عضوية اخرى.‏ وهذه قد تمتصها النباتات،‏ وقد يأكل الناس هذه النباتات او ثمرها.‏ وهكذا فإن العناصر الذرِّية التي كانت تؤلِّف الشخص الراحل يمكن ان تصير اخيرا في اناس آخرين.‏ فمن الواضح انه عند القيامة لا يمكن اعادة جمع الذرَّات نفسها في كل شخص يعاد من الأموات.‏

      ١٦ ماذا تعني القيامة للفرد؟‏

      ١٦ اذًا،‏ ماذا تعني القيامة للفرد؟‏ انها تعني اعادته الى الحياة بصفته الشخص نفسه.‏ وماذا يجعل الفرد ما هو عليه كشخص؟‏ هل المادة الكيميائية التي تؤلِّف جسده؟‏ كلا،‏ لأن الجزيئات في الجسم تُستبدل قانونيا.‏ اذًا،‏ ما يميِّزه حقا عن الناس الآخرين هو مظهره الجسدي العام،‏ صوته،‏ شخصيته،‏ اختباراته،‏ نموه العقلي وذاكرته.‏ وهكذا عندما يقيم يهوه اللّٰه،‏ بواسطة ابنه يسوع المسيح،‏ شخصا من الأموات،‏ من الواضح انه يزوِّد هذا الشخص جسدا بالميزات نفسها كما في السابق.‏ وستكون لدى الشخص المقام الذاكرة نفسها التي اكتسبها خلال حياته وسيكون لديه الوعي الكامل لهذه الذاكرة.‏ وسيكون الشخص قادرا على تحديد هويته،‏ وأولئك الذين عرفوه سيكونون ايضا قادرين على ذلك.‏

      ١٧ اذا اعيد خلق الشخص،‏ فلماذا يكون الشخص نفسه؟‏

      ١٧ ‹ولكن اذا اعيد خلق الشخص على هذا النحو،‏› قد يقول قائل،‏ ‹فهل يكون حقا الشخص نفسه؟‏ ألا يكون مجرد نسخة؟‏› كلا،‏ لأن هذا التفكير يغفل عن الواقع المذكور آنفا انه حتى في الحياة تخضع اجسادنا للتغيير باستمرار.‏ فقبل نحو سبع سنوات كانت الجزيئات التي تؤلِّف اجسادنا مختلفة عن الجزيئات التي تشكلها اليوم.‏ حتى اننا نختلف في المظهر فيما تمرّ السنون.‏ ومع ذلك،‏ ألا نملك بصمات الأصابع نفسها؟‏ ألسنا الأشخاص انفسهم؟‏ بلى،‏ بكل تأكيد.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اية عملية مدهشة توضح ان الايمان بالقيامة معقول؟‏ (‏ب)‏ بحسب المزمور ١٣٩:‏١٦‏،‏ ماذا يكون يهوه اللّٰه قادرا على فعله؟‏

      ١٨ ان الذين تبدو لهم القيامة امرا يكاد لا يصدق يجب ان يتأمَّلوا في عملية مدهشة على نحو مماثل تحدث وقت الحمل البشري.‏ فالخلية الصغيرة جدا التي تتكوَّن باتحاد المني والبييضة تحتوي في داخلها على امكانية الصيرورة شخصا مختلفا عن ايّ شخص آخر عاش على الاطلاق.‏ وفي هذه الخلية توجد العوامل التي توجِّه بناء الفرد وتكوين الشخصية الأساسية التي يرثها عن والديه.‏ ثم،‏ طبعا،‏ تضاف اختبارات حياته في ما بعد الى هذه الشخصية.‏ وبطريقة مماثلة لما يحدث وقت الحمل،‏ ففي وقت القيامة او اعادة الخلق ستُردّ الى الشخص الراحل شخصيته وسجل حياته،‏ اذ تنطبع في كل خلية من جسده الخصائص التي تجعله مختلفا عن جميع الأشخاص الآخرين.‏ وستنطبع في قلبه،‏ عقله وجسده الصفات،‏ الميزات والقدرات المضافة التي طوَّرها خلال حياته السابقة.‏

      ١٩ ذكر المرنم الملهم في ما يتعلق بالخالق:‏ «رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصوَّرَت اذ لم يكن واحد منها.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٦‏)‏ ووفقا لذلك،‏ حالما تتكوَّن الاتحادات الوراثية وقت الحمل،‏ يكون يهوه اللّٰه قادرا على ملاحظة ميزات الطفل الأساسية وحيازة سجل لها.‏ اذًا،‏ من المنطقي تماما ان يكون قادرا على حيازة سجل دقيق يعيد به خلق الشخص الذي مات.‏

      ٢٠،‏ ٢١ لماذا يمكن ان نثق بذاكرة يهوه الكاملة؟‏

      ٢٠ يمكن ان نثق بذاكرة يهوه الكاملة.‏ فحتى البشر الناقصون،‏ بواسطة شريط ڤيديو،‏ يستطيعون ان يحفظوا ويصنعوا نسخا مرئية ومسموعة للأشخاص.‏ وأعظم بكثير هي قدرة اللّٰه على حفظ مثل هذه السجلات،‏ اذ يدعو كل الكواكب التي لا تحصى بأسماء!‏ —‏ مزمور ١٤٧:‏٤‏.‏

      ٢١ يمكن الفهم،‏ اذًا،‏ ان القيامة او اعادة الخلق امر ممكن لأن الفرد الراحل يعيش في ذاكرة اللّٰه.‏ وبسبب تذكُّره الكامل لأنماط الحياة وقصده ان يقيم الأموات،‏ يستطيع يهوه اللّٰه ان يعتبر رجال الايمان الراحلين كابراهيم،‏ اسحاق ويعقوب احياء.‏ وهذا ما لفت اليه يسوع المسيح انتباه الصدوقيين العديمي الايمان،‏ قائلا:‏ «وأما ان الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول.‏ الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب.‏ وليس هو اله اموات بل اله احياء لأن الجميع عنده احياء.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏​٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ من اي شيء يحرِّرنا الايمان بقيامة الأموات؟‏

      ٢٢ هنالك حقا اساس كافٍ للايمان بالقيامة او اعادة الخلق.‏ صحيح ان البعض قد يرفضون الفكرة.‏ ولكن هل تكونون افضل حالا اذا اغمضتم عينيكم وعقلكم عن الدليل ورفضتم الايمان بالقيامة؟‏ هل يجعل ذلك فقدان قريب او صديق عزيز في الموت اسهل عليكم؟‏ وهل تكونون مستعدين بشكل افضل لمواجهة التوقُّع المروِّع لموتكم؟‏

      ٢٣ ان معرفة المرء ان هذه الحياة ليست كل ما هنالك تحرِّره من خوف القضاء عليها قبل الأوان بوسائل عنيفة.‏ وقد استغل الشيطان ابليس هذا الخوف في استعباد الناس،‏ دافعا اياهم بواسطة وكلائه الأرضيين الى اطاعة اوامره.‏ (‏متى ١٠:‏٢٨؛‏ عبرانيين ٢:‏١٤‏)‏ وإذ خاف كثيرون من امكانية اعدامهم،‏ فشلوا في اتِّباع ما يمليه عليهم ضميرهم واقترفوا بجبن جرائم ضد الانسانية،‏ كما حصل في معسكرات الاعتقال في المانيا النازية.‏

      ٢٤،‏ ٢٥ كيف يساعدنا الايمان بالقيامة؟‏

      ٢٤ لكنَّ الشخص الذي لديه ايمان قوي بالقيامة يتشدَّد في تصميمه على فعل ما هو صواب حتى لو عنى ذلك ربما الموت له.‏ وبالنسبة اليه فإن الحياة التي سيتمتع بها عند قيامته من الأموات هي اثمن بكثير من سنوات قليلة من الحياة الآن.‏ فهو لا يريد ان يعرِّض للخطر فرصة نيله الحياة الأبدية من اجل ما يكاد لا يدعى،‏ بالمقارنة،‏ اطالة لحياته.‏ وهو كرجال الأزمنة القديمة الذين يخبر عنهم سفر العبرانيين للكتاب المقدس:‏ «عُذِّبوا ولم يقبلوا النجاة (‏بفدية)‏ [مسايرة على ما هو صواب] لكي ينالوا قيامة افضل.‏» —‏ عبرانيين ١١:‏٣٥‏.‏

      ٢٥ من المؤكَّد ان الذين يثقون بوعد اللّٰه باقامة الأموات هم افضل حالا بكثير من الذين ليس لهم رجاء القيامة.‏ فيمكنهم ان يتطلعوا الى المستقبل دون خوف.‏

      ٢٦،‏ ٢٧ ماذا يكشف لنا دليل الكتاب المقدس،‏ وكيف يجب ان يؤثِّر ذلك فينا؟‏

      ٢٦ يُظهر دليل الكتاب المقدس ان هذا النظام سينتهي قريبا،‏ في هذا الجيل،‏ وسيُستبدل بادارة بارَّة بين يدي يسوع المسيح وحكامه المعاونين.‏ لهذا السبب فان بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية ويبدأون بالاستفادة من حكم الملكوت.‏ ويا لروعة ترحيب الناجين من «الضيقة» بالأموات!‏ فكِّروا في فرح التمكُّن ثانية من حيازة الرفقة المشجعة للأصدقاء الأعزاء والأنسباء الأحباء،‏ من سماع اصواتهم المألوفة ورؤيتهم في صحة جيدة.‏

      ٢٧ ايّ تأثير يجب ان يكون لذلك فيكم؟‏ ألا يجب ان يحثَّكم على شكر اللّٰه على رجاء القيامة البديع؟‏ ألا يجب ان يدفعكم شكركم الى فعل كل ما تستطيعون للتعلُّم عنه ثم لخدمته بأمانة؟‏

  • لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟‏
    هل هذه الحياة هي كل ما هنالك؟‏
    • الفصل ٢٠

      لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟‏

      ١،‏ ٢ اية معلومات يحتويها الكتاب المقدس عن القيامة؟‏

      تنشأ اسئلة عديدة عن قيامة الأموات.‏ مَن سيقامون؟‏ الأطفال؟‏ الأولاد؟‏ الأبرار والأشرار على السواء؟‏ وهل يتحد الذين كانوا متزوجين ثانية برفقاء زواجهم السابقين؟‏

      ٢ لا يناقش الكتاب المقدس كل تفصيل عن القيامة.‏ لكنه يحتوي على الوعد الرائع بأن الأموات سيقامون الى الحياة ويعطي تفاصيل كافية لتثبيت الايمان بهذا الوعد.‏ فهل يجب ان يمنعنا صمته عن بعض المسائل من تقدير صحة هذا الوعد؟‏

      ٣،‏ ٤ ماذا يمكن ان تساعدنا على فهمه الأمثلة المعطاة عن عدم توقُّعنا ان نزوَّد بكل تفصيل عن القيامة؟‏

      ٣ في تعاملاتنا مع رفقائنا البشر لا نتوقَّع ايضاح كل تفصيل،‏ أليس كذلك؟‏ مثلا،‏ اذا دُعيتم الى مأدبة،‏ لا تسألون صاحب الدعوة:‏ ‹اين سيجلس جميع الناس؟‏ هل انت مستعد لتطبخ طعاما لكل هذا العدد من الاشخاص؟‏ كيف يمكن ان اتيقَّن انه سيكون لديك ما يكفي من الآنية والصحون لتقديم الطعام؟‏› ألا يكون طرح مثل هذه الأسئلة اهانة؟‏ ولا احد يفكِّر في القول للمضيف:‏ ‹أَقنعني اولا بأنني سأقضي وقتا طيبا.‏› فنيل الدعوة ومعرفة مصدرها يجب ان يكونا كافيين ليثق المرء بأن الأمور ستكون على ما يرام.‏

      ٤ حقا،‏ لا احد يستحسن استدعاءه ليوضح او يبرهن كل عبارة يقولها.‏ لنفترض ان احد المعارف وصف اختبار انقاذه شخصا من الغرق.‏ فإذا كان صديقا محترما،‏ لا نسأله ان يثبت انه فعل في الواقع الأمور التي وصفها.‏ وطلب ذلك يُظهر النقص في الثقة والائتمان.‏ ولا يكون اساسا لبناء صداقة والمحافظة عليها.‏ فمن الواضح،‏ اذًا،‏ ان مَن لا يقبل وعد اللّٰه بالقيامة دون ايضاح كل تفصيل اولا لا يمكن ابدا ان يحسَب صديقا له.‏ فاللّٰه يقبل كأصدقاء له فقط اولئك الذين يمارسون الايمان،‏ الذين يثقون بكلمته.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وهو يزوِّد الدليل الوافر الذي يتأسس عليه مثل هذا الايمان،‏ ولكنه لا يجبر الناس على الايمان بتزويد كل تفصيل والبرهان عليه بحيث يكون الايمان غير ضروري.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ على ماذا يعمل غياب بعض التفاصيل؟‏ (‏ب)‏ مثال مَن نريد ان نتجنب؟‏

      ٥ وهكذا فإن غياب بعض التفاصيل يعمل على امتحان الناس في ما يتعلق بما هم عليه في القلب.‏ فهنالك الذين ينظرون الى انفسهم وأفكارهم المفضَّلة نظرة رفيعة،‏ والذين يتبعون مسلك الاستقلال.‏ وهم لا يريدون ان يكونوا مسؤولين امام احد.‏ والايمان بالقيامة يتطلب منهم الاعتراف بالحاجة الى العيش بانسجام مع مشيئة اللّٰه.‏ لكنهم لا يريدون فعل ذلك.‏ وهكذا،‏ بسبب غياب بعض التفاصيل عن القيامة،‏ قد يجدون ما يعتبرونه مبرِّرا لعدم ايمانهم.‏ وهم يشبهون الى حد بعيد الصدوقيين في زمن خدمة يسوع الأرضية.‏ فقد رفض الصدوقيون الايمان بالقيامة وأشاروا الى ما ظنوا انه مشكلة مستعصية.‏ قالوا ليسوع:‏

      ‏«يا معلِّم كتب لنا موسى إن مات لأحد أخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ اخوه المرأة ويقيم نسلا لأخيه.‏ فكان سبعة اخوة.‏ وأخذ الأول امرأة ومات بغير ولد.‏ فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد.‏ ثم اخذها الثالث وهكذا السبعة.‏ ولم يتركوا ولدا وماتوا.‏ وآخر الكل ماتت المرأة ايضا.‏ ففي القيامة لمَن منهم تكون زوجة.‏ لأنها كانت زوجة للسبعة.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏​٢٨-‏٣٣‏.‏

      ٦ في الاجابة عن سؤالهم،‏ كشف يسوع المسيح الخطأ في تفكير الصدوقيين وشدَّد على يقين الوعد بالقيامة.‏ اجاب:‏

      ‏«ابناء هذا الدهر يزوِّجون ويزوَّجون.‏ ولكنَّ الذين حُسِبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوِّجون ولا يزوَّجون.‏ .‏ .‏ .‏ وأما ان الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول.‏ الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب.‏ وليس هو اله اموات بل اله احياء لأن الجميع عنده احياء.‏» —‏ لوقا ٢٠:‏​٣٤-‏٣٨‏.‏

      لماذا لا تقدِّم القيامة وعدا بالزواج

      ٧،‏ ٨ تذكُّر ايّ واقع سيساعدنا على تجنب التفكير ان القيامة دون زواج شيء غير مرغوب فيه؟‏

      ٧ استنادا الى جواب يسوع للصدوقيين،‏ قد يقلق البعض بشأن قوله انه لن يكون هنالك زواج بين المقامين من الأموات.‏ حتى انهم قد يفكِّرون ان القيامة دون زواج شيء غير مرغوب فيه،‏ وأنها لن تفيدهم.‏

      ٨ ولكن،‏ عندما نفكِّر في جواب يسوع،‏ يحسن بنا ان نتذكَّر اننا ناقصون.‏ فالأشياء التي نحبها ونكرهها تتحكم فيها الى حد بعيد الأمور التي اعتدناها.‏ ولذلك لا احد لديه حقا اساس للتيقن انه لن يحب التدابير المقبلة التي سيصنعها اللّٰه للمقامين.‏ ثم انه لم يجرِ تزويد كل التفاصيل.‏ وهذا كان حقا لطفا من جهة اللّٰه.‏ فكبشر ناقصين،‏ قد نتجاوب في بادئ الامر بشكل غير مؤات مع امور تملأ في الواقع حياتنا بالفرح في حالة الكمال.‏ وتفاصيل كهذه اذًا قد تكون فوق نطاق مقدرتنا الحاضرة على نيلها.‏ وقد اظهر يسوع المسيح الادراك والاعتبار لحدود البشر الناقصين،‏ كما يتضح مما قاله لتلاميذه في احدى المناسبات:‏ «ان لي امورا كثيرة ايضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن.‏» —‏ يوحنا ١٦:‏١٢‏.‏

      ٩ لماذا لن يتزوج الذين ينالون القيامة الى الحياة الروحانية الخالدة في السموات؟‏

      ٩ ان الذين سينالون القيامة الى الحياة الروحانية الخالدة في السموات ليست لديهم اية فكرة عما ستكون عليه.‏ ولا يمكنهم تشبيهها بأيّ شيء يعرفونه على الأرض.‏ فستكون اجسامهم مختلفة تماما.‏ وجميع الفوارق الجنسية الخاصة بالبشر ستكون امورا من الماضي بالنسبة اليهم.‏ لذلك لا يمكن ان يكون هنالك زواج بين المقامين الى الحياة الروحانية في السموات لأنهم كهيئة يصيرون جميعا «عروس» المسيح.‏

      ١٠ لماذا لن يتزوج ثانية اولئك الذين يعادون من الأموات ليعيشوا على الأرض برفقاء زواجهم السابقين؟‏

      ١٠ ولكن ماذا عن الذين يعادون من الأموات ليعيشوا على الأرض؟‏ هل يتحدون ثانية برفقاء الزواج السابقين؟‏ ما من عبارة في الكتاب المقدس تشير الى ان الحالة ستكون كذلك.‏ فالأسفار المقدسة تُظهر بصورة جازمة ان الموت يفسخ الزواج.‏ تقول رومية ٧:‏​٢،‏ ٣‏:‏ «المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحيّ.‏ ولكن إن مات الرجل فقد تحرَّرت من ناموس الرجل.‏ .‏ .‏ .‏ حتى انها ليست زانية إن صارت لرجل آخر.‏»‏

      ١١ كيف يجب ان يُنظر الى الزواج ثانية في الوقت الحاضر؟‏

      ١١ لذلك،‏ اذا اختار شخص ان يتزوج ثانية الآن،‏ لا يجب ان يقلق بشأن التأثير الذي يمكن ان يكون لذلك في الرفيق المقام في المستقبل.‏ فان لم تكن لديه موهبة العزوبة،‏ لا يلزمه ان يصارع للمحافظة عليها برجاء الاتحاد ثانية في الزواج برفيقه السابق في القيامة.‏ فمن المؤكَّد،‏ اذًا،‏ انه كان لطفا من جهة اللّٰه ان لا يتطلب ان تكون العلاقات الزوجية السابقة سارية المفعول وقت قيامة الشخص،‏ كما ظنَّ الصدوقيون خطأً.‏

      ١٢ اية فكرة يجب ان تعزِّينا؟‏

      ١٢ في حين اننا لا نعرف اين على الأرض او مع مَن سيعيش المقامون،‏ يمكننا التيقن انه مهما كان الترتيب الموجود فهو سيساهم في سعادة المقامين.‏ وعطايا اللّٰه،‏ بما فيها القيامة،‏ ستشبع تماما رغبات وحاجات البشر الطائعين.‏ فعطاياه كاملة،‏ لا عيب فيها.‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ والعطايا السخية التي حصلنا عليها حتى الآن كتعابير عن محبته تقنعنا بذلك.‏

      الأولاد والآخرون الذين سيقامون

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ هل هنالك آمال في عودة الأولاد الى الحياة؟‏ (‏ب)‏ اية امثلة هنالك من الماضي تدل ان الأولاد سيُرّدون الى الحياة؟‏

      ١٣ وماذا عن الأولاد الذين يموتون؟‏ هل يعودون هم ايضا الى الحياة عندما يسود البرّ هذه الأرض؟‏ لا شك ان هذا ما يريده الوالدون المحبون لكل الأولاد الذين ربما خسروهم في الموت.‏ وهنالك اساس راسخ للتأمل في مثل هذا الرجاء.‏

      ١٤ بين الذين أُخبر في الكتاب المقدس بأنهم أُقيموا كان هنالك اولاد.‏ فابنة يايرس،‏ التي عاشت في الجليل،‏ كان لها من العمر نحو اثنتي عشرة سنة؛‏ وقد اعادها يسوع الى الحياة.‏ (‏لوقا ٨:‏​٤٢،‏ ٥٤،‏ ٥٥‏)‏ والصبيَّان اللذان اقامهما من الأموات النبيان ايليا واليشع ربما كانا اكبر او اصغر سنا.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏​٢٠-‏٢٣؛‏ ٢ ملوك ٤:‏​٣٢-‏٣٧‏)‏ ونظرا الى هذه القيامات السابقة للأولاد،‏ أليس من الصواب التوقُّع ان قيامة للأولاد على نطاق واسع ستحدث اثناء ملك يسوع؟‏ بلى،‏ بكل تأكيد!‏ ويمكننا التيقن انه مهما كان قصد يهوه اللّٰه من هذا القبيل فسيكون الأمر العادل،‏ الحكيم والحبي لجميع ذوي العلاقة.‏

      ١٥ مَن سيقامون من الأموات؟‏

      ١٥ يكشف الكتاب المقدس ان الغالبية الساحقة للجنس البشري —‏ رجالا،‏ نساء وأولادا —‏ سيقامون من الأموات.‏ وكما اكَّد الرسول بولس في دفاعه امام الوالي فيلكس:‏ «لي رجاء باللّٰه .‏ .‏ .‏ انه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة.‏» (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ ان «الأبرار» هم الذين عاشوا في رضى اللّٰه.‏ و «الأثمة» هم باقي الجنس البشري.‏ ولكن هل يعني ذلك ان كل فرد ميت ستكون له قيامة؟‏ كلا،‏ لا يعني الامر كذلك.‏

      الذين لن يقاموا

      ١٦،‏ ١٧ ايّ اشخاص لن يقاموا؟‏

      ١٦ حكم اللّٰه على البعض بأنهم لا يستحقون القيامة.‏ وعن الذين يرفضون في الوقت الحاضر الخضوع لحكم المسيح ويفشلون في فعل الأمور الصالحة ‹لاخوته› على الأرض يقول الكتاب المقدس:‏ «يمضي هؤلاء الى (‏قطع)‏ ابدي.‏» (‏متى ٢٥:‏٤٦‏)‏ وسيكابدون هذا القطع الأبدي عندما يهلك يسوع المسيح،‏ مع قواته الملائكية،‏ جميع مقاومي حكمه البارّ في «الضيقة العظيمة،‏» الوشيكة الآن.‏

      ١٧ أما عن الذين هم في الطريق لنيل ملكوت السموات الذين يتبرهن انهم غير امناء للّٰه،‏ فيجري اخبارنا:‏ «لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة ان تأكل المضادين.‏» —‏ عبرانيين ١٠:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اية صفوف من الناس لن يقاموا؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يمكننا القول ان افرادا معيَّنين،‏ غير مذكورين في الكتاب المقدس،‏ لن يقاموا من الأموات؟‏

      ١٨ وهنالك ايضا صفوف من الناس الذين يجري التكلُّم عنهم بأنهم يكابدون هلاكا ابديا.‏ وأشار يسوع المسيح الى ان الفريسيين والقادة الدينيين الآخرين غير التائبين لزمنه كصف قد اخطأوا ضد الروح القدس.‏ وقال عن مثل هذه الخطية:‏ «كل خطية وتجديف يُغفَر للناس.‏ وأما التجديف على الروح فلن يُغفَر للناس.‏ ومَن قال كلمة على ابن الانسان يُغفَر له.‏ وأما مَن قال على الروح القدس فلن يُغفَر له لا في هذا العالم ولا في الآتي.‏» (‏متى ١٢:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ وإذ لا تكون هنالك مغفرة لمثل هذه الخطية،‏ فإن جميع المذنبين بانكار الظهورات الواضحة لروح اللّٰه يدفعون جزاء مثل هذه الخطية التي لا تغتفر ببقائهم امواتا الى الأبد.‏

      ١٩ عدا ما يقوله الكتاب المقدس بالتحديد عن الذين هلكوا الى الأبد،‏ لسنا في وضع يمكِّننا من القول ان افرادا معيَّنين لن يقاموا من الأموات.‏ لكنَّ واقع ان البعض لن يقاموا يجب ان يخدم كتحذير لنا لنتجنب مسلكا يقود الى عدم الرضى الالهي.‏

      قيامة الدينونة

      ٢٠ (‏أ)‏ ماذا دفع اللّٰه الى وضع الأساس للقيامة؟‏ (‏ب)‏ لماذا سيخفق البعض في الفوز بالبركات التي كان يمكن ان تجلبها لهم القيامة؟‏

      ٢٠ وواقع ان غالبية الجنس البشري سيقامون من الأموات هو حقا لطف غير مستحق من جهة اللّٰه.‏ وهو امر ليس اللّٰه ملزما بفعله،‏ لكنَّ محبته ورأفته تجاه الجنس البشري دفعتاه الى وضع الأساس لذلك بتقديم ابنه فدية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ أما ان يفشل ايّ من البشر في تقدير اقامته من الأموات بأمل الحياة الأبدية فهو امر يصعب تصوُّره.‏ ومع ذلك سيكون هنالك بعض الذين لن ينمُّوا علاقة كاملة،‏ مخلصة،‏ لا تنقطع بيهوه اللّٰه.‏ لذلك سيخفقون في الفوز بالبركات الدائمة التي تقدِّمها لهم العودة الى الحياة.‏

      ٢١،‏ ٢٢ ما هي الدينونة المضادة المذكورة في يوحنا ٥:‏٢٩‏؟‏

      ٢١ لفت يسوع المسيح الانتباه الى ذلك عندما تكلَّم عن «قيامة الدينونة» ووضعها في تباين مع «قيامة الحياة.‏» (‏يوحنا ٥:‏٢٩‏)‏ وواقع ان الحياة تُذكر هنا في تباين مع الدينونة يوضح ان دينونة مضادة هي مشمولة.‏ فما هي هذه الادانة؟‏

      ٢٢ لفهم ذلك قابلوا اولا حالة المقامين الى الحياة الأرضية بتلك التي للمقامين الى الحياة السماوية.‏ يقول الكتاب المقدس عن المشتركين في «القيامة الأولى»:‏ «مبارك ومقدس مَن له نصيب في القيامة الأولى.‏ هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم.‏» (‏رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ وإذ يقام الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الوارثون مع المسيح الى الحياة الخالدة في السموات،‏ لا يمكن ان يموتوا.‏ فولاؤهم للّٰه اكيد جدا حتى انه يستطيع ان يأتمنهم على حياة لا تفنى.‏ ولكنَّ الحال ليست كذلك مع جميع الذين سيقامون الى الحياة على الأرض.‏ فبعض هؤلاء المذكورين اخيرا سيصيرون عديمي الولاء للّٰه.‏ والدينونة المضادة الصادرة ضدهم بسبب عدم الأمانة ستكون «الموت الثاني،‏» الموت الذي ليس الشفاء من ‹سلطانه› ممكنا.‏

      ٢٣ ماذا كانت الحالة الادبية لرجال سدوم؟‏

      ٢٣ سيكون حقا امتيازا عظيما ان يُقام المرء على الارض في اثناء يوم دينونة يهوه العظيم.‏ ولكنَّ الكتاب المقدس يدلّ ان ذلك سيكون امتيازا لن يتمتع به الجميع.‏ تأملوا،‏ مثلا،‏ في اهل سدوم القديمة.‏ يقول الكتاب المقدس ان رجال سدوم طلبوا ان ينالوا علاقات جنسية ‹بالرجلين› اللذين كانا يزوران لوطا.‏ وتصرفهم الفاسد ادبيا كان متطرفا جدا حتى انهم عندما ضُربوا ايضا بالعمى بأعجوبة كانوا يرهقون انفسهم محاولين «ان يجدوا» باب البيت ليدخلوا ويضطجعوا مع زائرَي لوط.‏ —‏ تكوين ١٩:‏​٤-‏١١‏.‏

      ٢٤،‏ ٢٥ على ماذا تدل الاسفار المقدسة عن رجاء القيامة للاشخاص الاشرار في سدوم؟‏

      ٢٤ فهل يُقام اشخاص اشرار بشكل شنيع كهؤلاء في اثناء يوم الدينونة؟‏ تدلّ الاسفار المقدسة انهم كما يظهر لن يُقاموا.‏ مثلا،‏ ان احد تلاميذ يسوع الموحى اليهم،‏ يهوذا،‏ كتب اولا عن الملائكة الذين تركوا مسكنهم في السماء لينالوا علاقات ببنات الناس.‏ ثم اضاف:‏ «كما أنّ سدوم وعمورة والمدن التي حولهما اذ زنت (‏بإفراط)‏ على طريق مثلهما ومضت وراء جسد آخر جُعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية.‏» (‏يهوذا ٦،‏ ٧؛‏ تكوين ٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ نعم،‏ لسبب فسادهم الادبي المفرط عانى اهل سدوم والمدن المحيطة هلاكا لن يُقاموا منه كما يظهر ابدا.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏​٤-‏٦،‏ ٩،‏ ١٠ أ.‏

      ٢٥ دلّ يسوع ايضا ان سكان سدوم ربما لا يُقامون.‏ فعندما تكلم عن كفرناحوم،‏ احدى المدن التي صنع فيها عجائب،‏ قال:‏ «لو صُنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك [كفرناحوم] لبقيت الى اليوم.‏ ولكن اقول لكم ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك.‏» (‏متى ١١:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ وكان يسوع هنا يشدد على كون اهل كفرناحوم ملومين بالقول ان الحالة تكون اكثر احتمالا لسكان سدوم القدماء الذين،‏ في اذهان سامعيه الاسرائيليين،‏ كانوا غير مستحقين القيامة كليا في يوم الدينونة.‏

      ٢٦ لماذا ستكون الحالة في يوم الدينونة اسهل على «الابرار» مما على ايّ من «الاثمة»؟‏

      ٢٦ فيجب علينا بالتأكيد ان نفعل كل ما نستطيع لنحيا حياتنا بحيث نستحق القيامة.‏ ولكن مع ذلك يمكن ان يُطرح السؤال:‏ هل يكون اصعب على بعض الاموات المقامين ان يتعلموا ويمارسوا البر مما على الآخرين؟‏ تأملوا:‏ ان الاشخاص «الابرار» كابراهيم واسحاق وأيوب ودبورة وراعوث ودانيال قبل موتهم كانوا جميعا يتطلعون الى مجيء المسيّا.‏ فكم سيسرهم في خلال يوم الدينونة ان يتعلموا عنه وأنه يسود في السماء!‏ ولذلك سيكون اسهل بكثير على هؤلاء الاشخاص «الابرار» ان يمارسوا البر آنذاك مما على ايّ من «الاثمة» الذين يُقامون.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

      ٢٧،‏ ٢٨ لماذا سيفشل بعض المقامين في نيل الحياة الأبدية؟‏

      ٢٧ ان الذين يرفضون رفضا باتًّا احراز التقدُّم في طريق البرّ في ظل ملكوت المسيح سيكابدون دينونة «الموت الثاني» المضادة.‏ وفي بعض الحالات سيحدث ذلك قبل بلوغهم الكمال البشري.‏

      ٢٨ وعلاوة على ذلك،‏ فإن آخرين،‏ بعد جلبهم الى الكمال البشري،‏ سيفشلون بعدم تقدير في الاعراب عن تعبد الولاء ليهوه اللّٰه عند امتحانهم.‏ فبعد حكم المسيح الف سنة،‏ سيُطلق الشيطان ابليس زمانا يسيرا من حجزه في المهواة.‏ وكما هاجم سلطان اللّٰه لاغواء حواء،‏ التي اقنعت بعد ذلك آدم،‏ سيسعى ثانية الى حمل البشر الكاملين على التمرُّد على حكم اللّٰه.‏ وعن محاولة الشيطان ونتيجتها تقول الرؤيا ٢٠:‏​٧-‏١٠،‏ ١٤،‏ ١٥‏:‏

      ٢٩ (‏أ)‏ كيف يجري وصف الدينونة المضادة في الرؤيا ٢٠:‏​١٤،‏ ١٥‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني الطرح في «بحيرة النار»؟‏

      ٢٩ «متى تمَّت الألف السنة يُحَلّ الشيطان من سجنه ويخرج ليضلَّ الأمم الذين في اربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.‏ فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند اللّٰه من السماء وأكلتهم.‏ وابليس الذي كان يضلُّهم طُرح في بحيرة النار والكبريت .‏ .‏ .‏ هذا هو الموت الثاني.‏ وكل مَن لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار.‏» وهذا يعني هلاكهم او فناءهم الأبدي.‏ وهكذا سينال هؤلاء الأشخاص غير الأمناء ما دعاه يسوع «قيامة الدينونة،‏» الدينونة المضادة.‏

      ٣٠ كيف سيدان الذين يرفضون الانضمام الى الشيطان في التمرُّد؟‏

      ٣٠ ومن ناحية اخرى،‏ فإن الذين يرفضون الانضمام الى الشيطان في التمرُّد سيُحكم بأنهم يستحقون الحياة الأبدية.‏ وسيفرحون الى الأبد بنيل الحياة كبشر كاملين،‏ اذ يحبون ويحَبون طوال الأبدية.‏ وقيامتهم سيتبرهن انها ‹قيامة حياة.‏›‏

      ٣١ ماذا يمكننا فعله الآن للحصول على الرجاء الرائع لاكثر بكثير من هذه الحياة الحاضرة؟‏

      ٣١ حتى في الوقت الحاضر يمكننا ان نبدأ بتطوير الصفات التي يبحث عنها اللّٰه في اولئك الذين يعترف بهم خداما مقبولين عنده.‏ فإذا اظهرنا اننا نقدِّر كل ما فعله،‏ وأحرزنا بداية جيدة في طريق البرّ،‏ يمكننا ان نحصل على الرجاء الرائع لاكثر بكثير من الحياة الحاضرة.‏ اجل،‏ يمكننا ان نحصل على حياة ابدية في الكمال،‏ حياة خالية من كل حزن وألم!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة