-
بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانيةهل هذه الحياة هي كل ما هنالك؟
-
-
الفصل ١٩
بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية
١-٣ (أ) ماذا لن يُسمَح بأن تفعله الآثار المضرَّة لاغراق آدم نفسَه ونسلَه غير المولود في الخطية؟ (ب) لكي تكون الحالة كذلك، ماذا يجب فعله؟
ان ادارة الملكوت بين يدي يسوع المسيح وحكامه المعاونين الـ ٠٠٠,١٤٤ ستمنح حقا بركات عظيمة للناجين من «الضيقة العظيمة.» والآثار المضرَّة لاغراق آدم نفسَه ونسلَه غير المولود في الخطية لن يجري تذكُّرها آنذاك بطريقة مؤلمة عقليا وعاطفيا. تعد كلمات النبي اشعياء الموحى بها: «لا تُذكر الأولى ولا تخطر على بال.» — اشعياء ٦٥:١٧.
٢ ولكي تكون الحالة كذلك، يجب ان يُبطل تماما الألم والحزن الناتجان من الآثار المميتة للخطية. وهذا يشمل اقامة بلايين الناس الأموات الآن الى الحياة. لماذا؟
٣ اذا كنتم ستنجون من «الضيقة العظيمة،» فهل تكونون سعداء حقا اذ تعرفون ان الأصدقاء والأقرباء الأعزاء الذين ماتوا في السنين الماضية لا يزالون محرومين من الحياة وبركاتها؟ ألا يجلب لكم ذلك ألم القلب والعقل؟ فلازالة اية امكانية لمثل هذا الألم، لا بد ان يقام الأموات. ولن تُمحى كاملا الآثار المضرَّة للخطية إلّا اذا كان ممكنا ردّهم الى الحياة ومساعدتهم على بلوغ الكمال جسدا وعقلا.
٤ اي تأكيد تقدِّمه لنا الأسفار المقدسة من هذا القبيل؟
٤ تؤكِّد لنا الأسفار المقدسة ان الأموات عموما سيحيون ثانية. وسيُعطَون فرصة الحصول على اكثر من مدة الحياة القصيرة التي انتهت عند موتهم. فقد منح يهوه اللّٰه ابنه يسوع المسيح سلطة اقامتهم. (يوحنا ٥:٢٦-٢٨) ومَنْح يسوع سلطة اقامة الأموات يتفق مع واقع الاشارة اليه نبويا في الكتاب المقدس بصفته «أبا ابديا.» (اشعياء ٩:٦) فباقامة يسوع اولئك الراقدين في الموت الى الحياة، يصير اباهم. — قارنوا المزمور ٤٥:١٦.
الاساس للايمان
٥، ٦ (أ) لماذا الايمان بالقيامة معقول؟ (ب) ماذا يمكن ان يقوِّي ثقتنا بوعد اللّٰه بالقيامة؟
٥ بالنسبة الى مَن يسلِّم بوجود اللّٰه، لا يجب ان تكون هنالك مشكلة في حيازة ايمان راسخ بالقيامة. أفليس معقولا ان مَن ابدأ الحياة البشرية في الأصل هو حكيم ايضا كفاية ليردّ الحياة الى الأموات، ليخلق من جديد البشر الأموات؟ لقد وعد يهوه اللّٰه شخصيا بأن الأموات سيحيون ثانية. وأنجز ايضا اعمالا جبَّارة تقوِّي الثقة بهذا الوعد.
٦ منح يهوه اللّٰه بعض خدامه الأمناء سلطة اقامة الأموات فعلا. ففي صِرْفَة، ليس بعيدا عن الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، اقام ايليا النبي الابن الوحيد لأرملة. (١ ملوك ١٧:٢١-٢٣) وأقام خليفته أليشع الابن الوحيد لامرأة مضيافة بارزة في شونَم، في الجزء الشمالي من اسرائيل. (٢ ملوك ٤:٨، ٣٢-٣٧) وأقام يسوع المسيح ابنة يايرس، واحد من رؤساء المجمع بالقرب من بحر الجليل؛ الابن الوحيد لأرملة في نايين، الى الجنوب الغربي من بحر الجليل؛ وصديقه الحبيب لعازر، الذي كان ميتا لأربعة ايام ومدفونا ليس بعيدا عن اورشليم. (مرقس ٥:٢٢، ٣٥، ٤١-٤٣؛ لوقا ٧:١١-١٧؛ يوحنا ١١:٣٨-٤٥) وفي يافا، على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، اقام الرسول بطرس غزالة (طابيثا) من الأموات. (اعمال ٩:٣٦-٤٢) والرسول بولس، عند توقفه في المقاطعة الرومانية لآسيا، اقام افتيخوس بعدما سقط ميتا من نافذة في الطبقة الثالثة. — اعمال ٢٠:٧-١٢.
٧-٩ (أ) ما هي القيامة المسجَّلة الأجدر بالملاحظة؟ (ب) كيف يمكن اثبات قيامة يسوع دون ادنى شك؟ (ج) كيف تأثَّر المسيحيون الأوائل بيقين قيامة يسوع؟
٧ والقيامة الأجدر بالملاحظة كانت تلك التي ليسوع المسيح نفسه. وهذا الحدث التاريخي المشهود له جيدا يزوِّد البرهان الأقوى على ان هنالك قيامة. وهذا ما اوضحه الرسول بولس لأولئك المجتمعين في اريوس باغوس في اثينا، اليونان: «[اللّٰه] مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيَّنه مقدِّما للجميع (ضمانا) اذ اقامه من الأموات.» — اعمال ١٧:٣١.
٨ كانت قيامة يسوع واقعا مثبتا دون ادنى شك. فكان هنالك اكثر بكثير من شاهدَين او ثلاثة يمكن ان يشهدوا لها. ففي احدى المناسبات ظهر يسوع المسيح المقام لأكثر من خمسمئة تلميذ. وكانت قيامته مؤكَّدة جيدا حتى ان الرسول بولس تمكَّن من القول ان انكار القيامة يعني انكار الايمان المسيحي ككل. كتب: «فإن لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن ايضا شهود زور للّٰه لأننا شهدنا من جهة اللّٰه انه اقام المسيح وهو لم يُقِمه إن كان الموتى لا يقومون.» — ١ كورنثوس ١٥:١٣-١٥.
٩ عرف المسيحيون الأوائل، كالرسول بولس، بالتأكيد ان يسوع أُقيم من الأموات. واقتناعهم بأنهم سيكافأون بالقيامة كان قويا جدا حتى انهم كانوا على استعداد لمواجهة الاضطهاد العنيف، وحتى الموت نفسه.
القيامة الى الحياة الروحانية
١٠ ماذا تُظهر قيامة يسوع المسيح؟
١٠ تُظهر قيامة يسوع المسيح ان اقامة الأموات لا تعني اعادة الجسد نفسه الى الحياة. فقد أُقيم يسوع، لا الى الحياة البشرية، بل الى الحياة الروحانية. وبالاشارة الى ذلك، كتب الرسول بطرس: «فإن المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البارّ من اجل الأثمة لكي يقرِّبنا الى اللّٰه مماتا في الجسد ولكن محيًى في الروح.» (١ بطرس ٣:١٨) فعند قيامته نال يسوع جسما لا من لحم ودم، بل جسما يصلح للحياة السماوية. — ١ كورنثوس ١٥:٤٠، ٥٠.
١١، ١٢ (أ) كيف أُقيم يسوع، وماذا كان يجب فعله قبل ان يتمكَّن تلاميذه من رؤيته؟ (ب) مَن سيحصل ايضا على قيامة كتلك التي ليسوع؟
١١ كان ذلك الجسم الروحاني طبعا غير منظور للأعين البشرية. لهذا السبب، لكي يراه تلاميذه بعد قيامته، كان على يسوع ان يتجسَّد. وتلزم الملاحظة ان يسوع لم يُدفَن بثياب بل لُفَّ بأكفان من كتان. وبعد قيامته بقيت الأكفان في القبر. ولذلك، كما كان على يسوع ان يجسِّم ثيابا، اتخذ ايضا جسدا ليجعل نفسه منظورا لتلاميذه. (لوقا ٢٣:٥٣؛ يوحنا ١٩:٤٠؛ ٢٠:٦، ٧) وهل ذلك غريب؟ لا، فهذا تماما ما فعله الملائكة قبل هذا الوقت عندما ظهروا للبشر. وواقع ان يسوع جسَّم جسدا لحميًّا يوضح لماذا لم يعرفه تلاميذه دائما في بادئ الأمر ولماذا تمكَّن من الظهور والاختفاء فجأة. — لوقا ٢٤:١٥-٣١؛ يوحنا ٢٠:١٣-١٦، ٢٠.
١٢ لا ينال مثل هذه القيامة سوى الـ ٠٠٠,١٤٤ الوارثين مع يسوع المسيح الذين يقترنون به في الحكم. وإذ يناقش الكتاب المقدس هذه القيامة الى الحياة الروحانية، يخبرنا:
«الذي تزرعه لا يُحيا إن لم يمت. والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجرَّدة ربما من حنطة او احد البواقي. ولكنَّ اللّٰه يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه. . . . هكذا ايضا قيامة الأموات. يُزرع في فساد ويقام في عدم فساد. يُزرع في هوان ويقام في مجد. يُزرع في ضعف ويقام في قوة. يُزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا. يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني. هكذا مكتوب ايضا. صار آدم الانسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا. لكن ليس الروحاني اولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني. الانسان الأول من الأرض ترابي. الانسان الثاني الرب من السماء. كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا. وكما هو السماوي هكذا السماويون ايضا. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.» — ١ كورنثوس ١٥:٣٦-٤٩.
القيامة الى الحياة على الأرض
١٣-١٥ لماذا لن يحتاج اللّٰه ان يعيد جمع كل الذرَّات التي شكلت ذات مرة اجساد اولئك الذين سيقامون الى الحياة الأرضية؟
١٣ ولكن ماذا عن اولئك الذين، بخلاف يسوع المسيح ورفقائه الحكام الـ ٠٠٠,١٤٤، سيقامون الى الحياة الأرضية؟ بما انهم ‹عادوا الى التراب،› فهل يضطر اللّٰه ان يعيد جمع كل الذرَّات التي شكلت ذات مرة اجسادهم لتكون اجسادهم مماثلة من كل ناحية لما كانت عليه لحظة الموت؟
١٤ كلا، فهذا ببساطة غير ممكن. ولمَ لا؟ اولا، لأن هذا يعني انهم يعادون الى الحياة في حالة هي على شفير الموت. والأشخاص الذين أُقيموا في الماضي لم يعادوا في حالة المرض نفسها التي سبقت موتهم. وعلى الرغم من انهم لم يكونوا كاملين عند قيامتهم، فقد كان لديهم جسد معافى وسليم على نحو معقول.
١٥ وفضلا عن ذلك، ليس من المنطقي الاصرار ان الذرَّات نفسها تماما سيجري ضمُّها ثانية لتشكل جسدهم المسترد. فبعد الموت، وبعملية الاضمحلال، يتحوَّل الجسم البشري الى مواد كيميائية عضوية اخرى. وهذه قد تمتصها النباتات، وقد يأكل الناس هذه النباتات او ثمرها. وهكذا فإن العناصر الذرِّية التي كانت تؤلِّف الشخص الراحل يمكن ان تصير اخيرا في اناس آخرين. فمن الواضح انه عند القيامة لا يمكن اعادة جمع الذرَّات نفسها في كل شخص يعاد من الأموات.
١٦ ماذا تعني القيامة للفرد؟
١٦ اذًا، ماذا تعني القيامة للفرد؟ انها تعني اعادته الى الحياة بصفته الشخص نفسه. وماذا يجعل الفرد ما هو عليه كشخص؟ هل المادة الكيميائية التي تؤلِّف جسده؟ كلا، لأن الجزيئات في الجسم تُستبدل قانونيا. اذًا، ما يميِّزه حقا عن الناس الآخرين هو مظهره الجسدي العام، صوته، شخصيته، اختباراته، نموه العقلي وذاكرته. وهكذا عندما يقيم يهوه اللّٰه، بواسطة ابنه يسوع المسيح، شخصا من الأموات، من الواضح انه يزوِّد هذا الشخص جسدا بالميزات نفسها كما في السابق. وستكون لدى الشخص المقام الذاكرة نفسها التي اكتسبها خلال حياته وسيكون لديه الوعي الكامل لهذه الذاكرة. وسيكون الشخص قادرا على تحديد هويته، وأولئك الذين عرفوه سيكونون ايضا قادرين على ذلك.
١٧ اذا اعيد خلق الشخص، فلماذا يكون الشخص نفسه؟
١٧ ‹ولكن اذا اعيد خلق الشخص على هذا النحو،› قد يقول قائل، ‹فهل يكون حقا الشخص نفسه؟ ألا يكون مجرد نسخة؟› كلا، لأن هذا التفكير يغفل عن الواقع المذكور آنفا انه حتى في الحياة تخضع اجسادنا للتغيير باستمرار. فقبل نحو سبع سنوات كانت الجزيئات التي تؤلِّف اجسادنا مختلفة عن الجزيئات التي تشكلها اليوم. حتى اننا نختلف في المظهر فيما تمرّ السنون. ومع ذلك، ألا نملك بصمات الأصابع نفسها؟ ألسنا الأشخاص انفسهم؟ بلى، بكل تأكيد.
١٨، ١٩ (أ) اية عملية مدهشة توضح ان الايمان بالقيامة معقول؟ (ب) بحسب المزمور ١٣٩:١٦، ماذا يكون يهوه اللّٰه قادرا على فعله؟
١٨ ان الذين تبدو لهم القيامة امرا يكاد لا يصدق يجب ان يتأمَّلوا في عملية مدهشة على نحو مماثل تحدث وقت الحمل البشري. فالخلية الصغيرة جدا التي تتكوَّن باتحاد المني والبييضة تحتوي في داخلها على امكانية الصيرورة شخصا مختلفا عن ايّ شخص آخر عاش على الاطلاق. وفي هذه الخلية توجد العوامل التي توجِّه بناء الفرد وتكوين الشخصية الأساسية التي يرثها عن والديه. ثم، طبعا، تضاف اختبارات حياته في ما بعد الى هذه الشخصية. وبطريقة مماثلة لما يحدث وقت الحمل، ففي وقت القيامة او اعادة الخلق ستُردّ الى الشخص الراحل شخصيته وسجل حياته، اذ تنطبع في كل خلية من جسده الخصائص التي تجعله مختلفا عن جميع الأشخاص الآخرين. وستنطبع في قلبه، عقله وجسده الصفات، الميزات والقدرات المضافة التي طوَّرها خلال حياته السابقة.
١٩ ذكر المرنم الملهم في ما يتعلق بالخالق: «رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصوَّرَت اذ لم يكن واحد منها.» (مزمور ١٣٩:١٦) ووفقا لذلك، حالما تتكوَّن الاتحادات الوراثية وقت الحمل، يكون يهوه اللّٰه قادرا على ملاحظة ميزات الطفل الأساسية وحيازة سجل لها. اذًا، من المنطقي تماما ان يكون قادرا على حيازة سجل دقيق يعيد به خلق الشخص الذي مات.
٢٠، ٢١ لماذا يمكن ان نثق بذاكرة يهوه الكاملة؟
٢٠ يمكن ان نثق بذاكرة يهوه الكاملة. فحتى البشر الناقصون، بواسطة شريط ڤيديو، يستطيعون ان يحفظوا ويصنعوا نسخا مرئية ومسموعة للأشخاص. وأعظم بكثير هي قدرة اللّٰه على حفظ مثل هذه السجلات، اذ يدعو كل الكواكب التي لا تحصى بأسماء! — مزمور ١٤٧:٤.
٢١ يمكن الفهم، اذًا، ان القيامة او اعادة الخلق امر ممكن لأن الفرد الراحل يعيش في ذاكرة اللّٰه. وبسبب تذكُّره الكامل لأنماط الحياة وقصده ان يقيم الأموات، يستطيع يهوه اللّٰه ان يعتبر رجال الايمان الراحلين كابراهيم، اسحاق ويعقوب احياء. وهذا ما لفت اليه يسوع المسيح انتباه الصدوقيين العديمي الايمان، قائلا: «وأما ان الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول. الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لأن الجميع عنده احياء.» — لوقا ٢٠:٣٧، ٣٨.
٢٢، ٢٣ من اي شيء يحرِّرنا الايمان بقيامة الأموات؟
٢٢ هنالك حقا اساس كافٍ للايمان بالقيامة او اعادة الخلق. صحيح ان البعض قد يرفضون الفكرة. ولكن هل تكونون افضل حالا اذا اغمضتم عينيكم وعقلكم عن الدليل ورفضتم الايمان بالقيامة؟ هل يجعل ذلك فقدان قريب او صديق عزيز في الموت اسهل عليكم؟ وهل تكونون مستعدين بشكل افضل لمواجهة التوقُّع المروِّع لموتكم؟
٢٣ ان معرفة المرء ان هذه الحياة ليست كل ما هنالك تحرِّره من خوف القضاء عليها قبل الأوان بوسائل عنيفة. وقد استغل الشيطان ابليس هذا الخوف في استعباد الناس، دافعا اياهم بواسطة وكلائه الأرضيين الى اطاعة اوامره. (متى ١٠:٢٨؛ عبرانيين ٢:١٤) وإذ خاف كثيرون من امكانية اعدامهم، فشلوا في اتِّباع ما يمليه عليهم ضميرهم واقترفوا بجبن جرائم ضد الانسانية، كما حصل في معسكرات الاعتقال في المانيا النازية.
٢٤، ٢٥ كيف يساعدنا الايمان بالقيامة؟
٢٤ لكنَّ الشخص الذي لديه ايمان قوي بالقيامة يتشدَّد في تصميمه على فعل ما هو صواب حتى لو عنى ذلك ربما الموت له. وبالنسبة اليه فإن الحياة التي سيتمتع بها عند قيامته من الأموات هي اثمن بكثير من سنوات قليلة من الحياة الآن. فهو لا يريد ان يعرِّض للخطر فرصة نيله الحياة الأبدية من اجل ما يكاد لا يدعى، بالمقارنة، اطالة لحياته. وهو كرجال الأزمنة القديمة الذين يخبر عنهم سفر العبرانيين للكتاب المقدس: «عُذِّبوا ولم يقبلوا النجاة (بفدية) [مسايرة على ما هو صواب] لكي ينالوا قيامة افضل.» — عبرانيين ١١:٣٥.
٢٥ من المؤكَّد ان الذين يثقون بوعد اللّٰه باقامة الأموات هم افضل حالا بكثير من الذين ليس لهم رجاء القيامة. فيمكنهم ان يتطلعوا الى المستقبل دون خوف.
٢٦، ٢٧ ماذا يكشف لنا دليل الكتاب المقدس، وكيف يجب ان يؤثِّر ذلك فينا؟
٢٦ يُظهر دليل الكتاب المقدس ان هذا النظام سينتهي قريبا، في هذا الجيل، وسيُستبدل بادارة بارَّة بين يدي يسوع المسيح وحكامه المعاونين. لهذا السبب فان بلايين من الأموات الآن سيحيون قريبا ثانية ويبدأون بالاستفادة من حكم الملكوت. ويا لروعة ترحيب الناجين من «الضيقة» بالأموات! فكِّروا في فرح التمكُّن ثانية من حيازة الرفقة المشجعة للأصدقاء الأعزاء والأنسباء الأحباء، من سماع اصواتهم المألوفة ورؤيتهم في صحة جيدة.
٢٧ ايّ تأثير يجب ان يكون لذلك فيكم؟ ألا يجب ان يحثَّكم على شكر اللّٰه على رجاء القيامة البديع؟ ألا يجب ان يدفعكم شكركم الى فعل كل ما تستطيعون للتعلُّم عنه ثم لخدمته بأمانة؟
-
-
لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟هل هذه الحياة هي كل ما هنالك؟
-
-
الفصل ٢٠
لمَن ستجلب القيامة الفوائد؟
١، ٢ اية معلومات يحتويها الكتاب المقدس عن القيامة؟
تنشأ اسئلة عديدة عن قيامة الأموات. مَن سيقامون؟ الأطفال؟ الأولاد؟ الأبرار والأشرار على السواء؟ وهل يتحد الذين كانوا متزوجين ثانية برفقاء زواجهم السابقين؟
٢ لا يناقش الكتاب المقدس كل تفصيل عن القيامة. لكنه يحتوي على الوعد الرائع بأن الأموات سيقامون الى الحياة ويعطي تفاصيل كافية لتثبيت الايمان بهذا الوعد. فهل يجب ان يمنعنا صمته عن بعض المسائل من تقدير صحة هذا الوعد؟
٣، ٤ ماذا يمكن ان تساعدنا على فهمه الأمثلة المعطاة عن عدم توقُّعنا ان نزوَّد بكل تفصيل عن القيامة؟
٣ في تعاملاتنا مع رفقائنا البشر لا نتوقَّع ايضاح كل تفصيل، أليس كذلك؟ مثلا، اذا دُعيتم الى مأدبة، لا تسألون صاحب الدعوة: ‹اين سيجلس جميع الناس؟ هل انت مستعد لتطبخ طعاما لكل هذا العدد من الاشخاص؟ كيف يمكن ان اتيقَّن انه سيكون لديك ما يكفي من الآنية والصحون لتقديم الطعام؟› ألا يكون طرح مثل هذه الأسئلة اهانة؟ ولا احد يفكِّر في القول للمضيف: ‹أَقنعني اولا بأنني سأقضي وقتا طيبا.› فنيل الدعوة ومعرفة مصدرها يجب ان يكونا كافيين ليثق المرء بأن الأمور ستكون على ما يرام.
٤ حقا، لا احد يستحسن استدعاءه ليوضح او يبرهن كل عبارة يقولها. لنفترض ان احد المعارف وصف اختبار انقاذه شخصا من الغرق. فإذا كان صديقا محترما، لا نسأله ان يثبت انه فعل في الواقع الأمور التي وصفها. وطلب ذلك يُظهر النقص في الثقة والائتمان. ولا يكون اساسا لبناء صداقة والمحافظة عليها. فمن الواضح، اذًا، ان مَن لا يقبل وعد اللّٰه بالقيامة دون ايضاح كل تفصيل اولا لا يمكن ابدا ان يحسَب صديقا له. فاللّٰه يقبل كأصدقاء له فقط اولئك الذين يمارسون الايمان، الذين يثقون بكلمته. (عبرانيين ١١:٦) وهو يزوِّد الدليل الوافر الذي يتأسس عليه مثل هذا الايمان، ولكنه لا يجبر الناس على الايمان بتزويد كل تفصيل والبرهان عليه بحيث يكون الايمان غير ضروري.
٥، ٦ (أ) على ماذا يعمل غياب بعض التفاصيل؟ (ب) مثال مَن نريد ان نتجنب؟
٥ وهكذا فإن غياب بعض التفاصيل يعمل على امتحان الناس في ما يتعلق بما هم عليه في القلب. فهنالك الذين ينظرون الى انفسهم وأفكارهم المفضَّلة نظرة رفيعة، والذين يتبعون مسلك الاستقلال. وهم لا يريدون ان يكونوا مسؤولين امام احد. والايمان بالقيامة يتطلب منهم الاعتراف بالحاجة الى العيش بانسجام مع مشيئة اللّٰه. لكنهم لا يريدون فعل ذلك. وهكذا، بسبب غياب بعض التفاصيل عن القيامة، قد يجدون ما يعتبرونه مبرِّرا لعدم ايمانهم. وهم يشبهون الى حد بعيد الصدوقيين في زمن خدمة يسوع الأرضية. فقد رفض الصدوقيون الايمان بالقيامة وأشاروا الى ما ظنوا انه مشكلة مستعصية. قالوا ليسوع:
«يا معلِّم كتب لنا موسى إن مات لأحد أخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ اخوه المرأة ويقيم نسلا لأخيه. فكان سبعة اخوة. وأخذ الأول امرأة ومات بغير ولد. فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد. ثم اخذها الثالث وهكذا السبعة. ولم يتركوا ولدا وماتوا. وآخر الكل ماتت المرأة ايضا. ففي القيامة لمَن منهم تكون زوجة. لأنها كانت زوجة للسبعة.» — لوقا ٢٠:٢٨-٣٣.
٦ في الاجابة عن سؤالهم، كشف يسوع المسيح الخطأ في تفكير الصدوقيين وشدَّد على يقين الوعد بالقيامة. اجاب:
«ابناء هذا الدهر يزوِّجون ويزوَّجون. ولكنَّ الذين حُسِبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوِّجون ولا يزوَّجون. . . . وأما ان الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول. الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لأن الجميع عنده احياء.» — لوقا ٢٠:٣٤-٣٨.
لماذا لا تقدِّم القيامة وعدا بالزواج
٧، ٨ تذكُّر ايّ واقع سيساعدنا على تجنب التفكير ان القيامة دون زواج شيء غير مرغوب فيه؟
٧ استنادا الى جواب يسوع للصدوقيين، قد يقلق البعض بشأن قوله انه لن يكون هنالك زواج بين المقامين من الأموات. حتى انهم قد يفكِّرون ان القيامة دون زواج شيء غير مرغوب فيه، وأنها لن تفيدهم.
٨ ولكن، عندما نفكِّر في جواب يسوع، يحسن بنا ان نتذكَّر اننا ناقصون. فالأشياء التي نحبها ونكرهها تتحكم فيها الى حد بعيد الأمور التي اعتدناها. ولذلك لا احد لديه حقا اساس للتيقن انه لن يحب التدابير المقبلة التي سيصنعها اللّٰه للمقامين. ثم انه لم يجرِ تزويد كل التفاصيل. وهذا كان حقا لطفا من جهة اللّٰه. فكبشر ناقصين، قد نتجاوب في بادئ الامر بشكل غير مؤات مع امور تملأ في الواقع حياتنا بالفرح في حالة الكمال. وتفاصيل كهذه اذًا قد تكون فوق نطاق مقدرتنا الحاضرة على نيلها. وقد اظهر يسوع المسيح الادراك والاعتبار لحدود البشر الناقصين، كما يتضح مما قاله لتلاميذه في احدى المناسبات: «ان لي امورا كثيرة ايضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن.» — يوحنا ١٦:١٢.
٩ لماذا لن يتزوج الذين ينالون القيامة الى الحياة الروحانية الخالدة في السموات؟
٩ ان الذين سينالون القيامة الى الحياة الروحانية الخالدة في السموات ليست لديهم اية فكرة عما ستكون عليه. ولا يمكنهم تشبيهها بأيّ شيء يعرفونه على الأرض. فستكون اجسامهم مختلفة تماما. وجميع الفوارق الجنسية الخاصة بالبشر ستكون امورا من الماضي بالنسبة اليهم. لذلك لا يمكن ان يكون هنالك زواج بين المقامين الى الحياة الروحانية في السموات لأنهم كهيئة يصيرون جميعا «عروس» المسيح.
١٠ لماذا لن يتزوج ثانية اولئك الذين يعادون من الأموات ليعيشوا على الأرض برفقاء زواجهم السابقين؟
١٠ ولكن ماذا عن الذين يعادون من الأموات ليعيشوا على الأرض؟ هل يتحدون ثانية برفقاء الزواج السابقين؟ ما من عبارة في الكتاب المقدس تشير الى ان الحالة ستكون كذلك. فالأسفار المقدسة تُظهر بصورة جازمة ان الموت يفسخ الزواج. تقول رومية ٧:٢، ٣: «المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحيّ. ولكن إن مات الرجل فقد تحرَّرت من ناموس الرجل. . . . حتى انها ليست زانية إن صارت لرجل آخر.»
١١ كيف يجب ان يُنظر الى الزواج ثانية في الوقت الحاضر؟
١١ لذلك، اذا اختار شخص ان يتزوج ثانية الآن، لا يجب ان يقلق بشأن التأثير الذي يمكن ان يكون لذلك في الرفيق المقام في المستقبل. فان لم تكن لديه موهبة العزوبة، لا يلزمه ان يصارع للمحافظة عليها برجاء الاتحاد ثانية في الزواج برفيقه السابق في القيامة. فمن المؤكَّد، اذًا، انه كان لطفا من جهة اللّٰه ان لا يتطلب ان تكون العلاقات الزوجية السابقة سارية المفعول وقت قيامة الشخص، كما ظنَّ الصدوقيون خطأً.
١٢ اية فكرة يجب ان تعزِّينا؟
١٢ في حين اننا لا نعرف اين على الأرض او مع مَن سيعيش المقامون، يمكننا التيقن انه مهما كان الترتيب الموجود فهو سيساهم في سعادة المقامين. وعطايا اللّٰه، بما فيها القيامة، ستشبع تماما رغبات وحاجات البشر الطائعين. فعطاياه كاملة، لا عيب فيها. (يعقوب ١:١٧) والعطايا السخية التي حصلنا عليها حتى الآن كتعابير عن محبته تقنعنا بذلك.
الأولاد والآخرون الذين سيقامون
١٣، ١٤ (أ) هل هنالك آمال في عودة الأولاد الى الحياة؟ (ب) اية امثلة هنالك من الماضي تدل ان الأولاد سيُرّدون الى الحياة؟
١٣ وماذا عن الأولاد الذين يموتون؟ هل يعودون هم ايضا الى الحياة عندما يسود البرّ هذه الأرض؟ لا شك ان هذا ما يريده الوالدون المحبون لكل الأولاد الذين ربما خسروهم في الموت. وهنالك اساس راسخ للتأمل في مثل هذا الرجاء.
١٤ بين الذين أُخبر في الكتاب المقدس بأنهم أُقيموا كان هنالك اولاد. فابنة يايرس، التي عاشت في الجليل، كان لها من العمر نحو اثنتي عشرة سنة؛ وقد اعادها يسوع الى الحياة. (لوقا ٨:٤٢، ٥٤، ٥٥) والصبيَّان اللذان اقامهما من الأموات النبيان ايليا واليشع ربما كانا اكبر او اصغر سنا. (١ ملوك ١٧:٢٠-٢٣؛ ٢ ملوك ٤:٣٢-٣٧) ونظرا الى هذه القيامات السابقة للأولاد، أليس من الصواب التوقُّع ان قيامة للأولاد على نطاق واسع ستحدث اثناء ملك يسوع؟ بلى، بكل تأكيد! ويمكننا التيقن انه مهما كان قصد يهوه اللّٰه من هذا القبيل فسيكون الأمر العادل، الحكيم والحبي لجميع ذوي العلاقة.
١٥ مَن سيقامون من الأموات؟
١٥ يكشف الكتاب المقدس ان الغالبية الساحقة للجنس البشري — رجالا، نساء وأولادا — سيقامون من الأموات. وكما اكَّد الرسول بولس في دفاعه امام الوالي فيلكس: «لي رجاء باللّٰه . . . انه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة.» (اعمال ٢٤:١٥) ان «الأبرار» هم الذين عاشوا في رضى اللّٰه. و «الأثمة» هم باقي الجنس البشري. ولكن هل يعني ذلك ان كل فرد ميت ستكون له قيامة؟ كلا، لا يعني الامر كذلك.
الذين لن يقاموا
١٦، ١٧ ايّ اشخاص لن يقاموا؟
١٦ حكم اللّٰه على البعض بأنهم لا يستحقون القيامة. وعن الذين يرفضون في الوقت الحاضر الخضوع لحكم المسيح ويفشلون في فعل الأمور الصالحة ‹لاخوته› على الأرض يقول الكتاب المقدس: «يمضي هؤلاء الى (قطع) ابدي.» (متى ٢٥:٤٦) وسيكابدون هذا القطع الأبدي عندما يهلك يسوع المسيح، مع قواته الملائكية، جميع مقاومي حكمه البارّ في «الضيقة العظيمة،» الوشيكة الآن.
١٧ أما عن الذين هم في الطريق لنيل ملكوت السموات الذين يتبرهن انهم غير امناء للّٰه، فيجري اخبارنا: «لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة ان تأكل المضادين.» — عبرانيين ١٠:٢٦، ٢٧.
١٨، ١٩ (أ) اية صفوف من الناس لن يقاموا؟ (ب) لماذا لا يمكننا القول ان افرادا معيَّنين، غير مذكورين في الكتاب المقدس، لن يقاموا من الأموات؟
١٨ وهنالك ايضا صفوف من الناس الذين يجري التكلُّم عنهم بأنهم يكابدون هلاكا ابديا. وأشار يسوع المسيح الى ان الفريسيين والقادة الدينيين الآخرين غير التائبين لزمنه كصف قد اخطأوا ضد الروح القدس. وقال عن مثل هذه الخطية: «كل خطية وتجديف يُغفَر للناس. وأما التجديف على الروح فلن يُغفَر للناس. ومَن قال كلمة على ابن الانسان يُغفَر له. وأما مَن قال على الروح القدس فلن يُغفَر له لا في هذا العالم ولا في الآتي.» (متى ١٢:٣١، ٣٢) وإذ لا تكون هنالك مغفرة لمثل هذه الخطية، فإن جميع المذنبين بانكار الظهورات الواضحة لروح اللّٰه يدفعون جزاء مثل هذه الخطية التي لا تغتفر ببقائهم امواتا الى الأبد.
١٩ عدا ما يقوله الكتاب المقدس بالتحديد عن الذين هلكوا الى الأبد، لسنا في وضع يمكِّننا من القول ان افرادا معيَّنين لن يقاموا من الأموات. لكنَّ واقع ان البعض لن يقاموا يجب ان يخدم كتحذير لنا لنتجنب مسلكا يقود الى عدم الرضى الالهي.
قيامة الدينونة
٢٠ (أ) ماذا دفع اللّٰه الى وضع الأساس للقيامة؟ (ب) لماذا سيخفق البعض في الفوز بالبركات التي كان يمكن ان تجلبها لهم القيامة؟
٢٠ وواقع ان غالبية الجنس البشري سيقامون من الأموات هو حقا لطف غير مستحق من جهة اللّٰه. وهو امر ليس اللّٰه ملزما بفعله، لكنَّ محبته ورأفته تجاه الجنس البشري دفعتاه الى وضع الأساس لذلك بتقديم ابنه فدية. (يوحنا ٣:١٦) أما ان يفشل ايّ من البشر في تقدير اقامته من الأموات بأمل الحياة الأبدية فهو امر يصعب تصوُّره. ومع ذلك سيكون هنالك بعض الذين لن ينمُّوا علاقة كاملة، مخلصة، لا تنقطع بيهوه اللّٰه. لذلك سيخفقون في الفوز بالبركات الدائمة التي تقدِّمها لهم العودة الى الحياة.
٢١، ٢٢ ما هي الدينونة المضادة المذكورة في يوحنا ٥:٢٩؟
٢١ لفت يسوع المسيح الانتباه الى ذلك عندما تكلَّم عن «قيامة الدينونة» ووضعها في تباين مع «قيامة الحياة.» (يوحنا ٥:٢٩) وواقع ان الحياة تُذكر هنا في تباين مع الدينونة يوضح ان دينونة مضادة هي مشمولة. فما هي هذه الادانة؟
٢٢ لفهم ذلك قابلوا اولا حالة المقامين الى الحياة الأرضية بتلك التي للمقامين الى الحياة السماوية. يقول الكتاب المقدس عن المشتركين في «القيامة الأولى»: «مبارك ومقدس مَن له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم.» (رؤيا ٢٠:٦) وإذ يقام الـ ٠٠٠,١٤٤ الوارثون مع المسيح الى الحياة الخالدة في السموات، لا يمكن ان يموتوا. فولاؤهم للّٰه اكيد جدا حتى انه يستطيع ان يأتمنهم على حياة لا تفنى. ولكنَّ الحال ليست كذلك مع جميع الذين سيقامون الى الحياة على الأرض. فبعض هؤلاء المذكورين اخيرا سيصيرون عديمي الولاء للّٰه. والدينونة المضادة الصادرة ضدهم بسبب عدم الأمانة ستكون «الموت الثاني،» الموت الذي ليس الشفاء من ‹سلطانه› ممكنا.
٢٣ ماذا كانت الحالة الادبية لرجال سدوم؟
٢٣ سيكون حقا امتيازا عظيما ان يُقام المرء على الارض في اثناء يوم دينونة يهوه العظيم. ولكنَّ الكتاب المقدس يدلّ ان ذلك سيكون امتيازا لن يتمتع به الجميع. تأملوا، مثلا، في اهل سدوم القديمة. يقول الكتاب المقدس ان رجال سدوم طلبوا ان ينالوا علاقات جنسية ‹بالرجلين› اللذين كانا يزوران لوطا. وتصرفهم الفاسد ادبيا كان متطرفا جدا حتى انهم عندما ضُربوا ايضا بالعمى بأعجوبة كانوا يرهقون انفسهم محاولين «ان يجدوا» باب البيت ليدخلوا ويضطجعوا مع زائرَي لوط. — تكوين ١٩:٤-١١.
٢٤، ٢٥ على ماذا تدل الاسفار المقدسة عن رجاء القيامة للاشخاص الاشرار في سدوم؟
٢٤ فهل يُقام اشخاص اشرار بشكل شنيع كهؤلاء في اثناء يوم الدينونة؟ تدلّ الاسفار المقدسة انهم كما يظهر لن يُقاموا. مثلا، ان احد تلاميذ يسوع الموحى اليهم، يهوذا، كتب اولا عن الملائكة الذين تركوا مسكنهم في السماء لينالوا علاقات ببنات الناس. ثم اضاف: «كما أنّ سدوم وعمورة والمدن التي حولهما اذ زنت (بإفراط) على طريق مثلهما ومضت وراء جسد آخر جُعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية.» (يهوذا ٦، ٧؛ تكوين ٦:١، ٢) نعم، لسبب فسادهم الادبي المفرط عانى اهل سدوم والمدن المحيطة هلاكا لن يُقاموا منه كما يظهر ابدا. — ٢ بطرس ٢:٤-٦، ٩، ١٠ أ.
٢٥ دلّ يسوع ايضا ان سكان سدوم ربما لا يُقامون. فعندما تكلم عن كفرناحوم، احدى المدن التي صنع فيها عجائب، قال: «لو صُنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك [كفرناحوم] لبقيت الى اليوم. ولكن اقول لكم ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك.» (متى ١١:٢٢-٢٤) وكان يسوع هنا يشدد على كون اهل كفرناحوم ملومين بالقول ان الحالة تكون اكثر احتمالا لسكان سدوم القدماء الذين، في اذهان سامعيه الاسرائيليين، كانوا غير مستحقين القيامة كليا في يوم الدينونة.
٢٦ لماذا ستكون الحالة في يوم الدينونة اسهل على «الابرار» مما على ايّ من «الاثمة»؟
٢٦ فيجب علينا بالتأكيد ان نفعل كل ما نستطيع لنحيا حياتنا بحيث نستحق القيامة. ولكن مع ذلك يمكن ان يُطرح السؤال: هل يكون اصعب على بعض الاموات المقامين ان يتعلموا ويمارسوا البر مما على الآخرين؟ تأملوا: ان الاشخاص «الابرار» كابراهيم واسحاق وأيوب ودبورة وراعوث ودانيال قبل موتهم كانوا جميعا يتطلعون الى مجيء المسيّا. فكم سيسرهم في خلال يوم الدينونة ان يتعلموا عنه وأنه يسود في السماء! ولذلك سيكون اسهل بكثير على هؤلاء الاشخاص «الابرار» ان يمارسوا البر آنذاك مما على ايّ من «الاثمة» الذين يُقامون. — اعمال ٢٤:١٥.
٢٧، ٢٨ لماذا سيفشل بعض المقامين في نيل الحياة الأبدية؟
٢٧ ان الذين يرفضون رفضا باتًّا احراز التقدُّم في طريق البرّ في ظل ملكوت المسيح سيكابدون دينونة «الموت الثاني» المضادة. وفي بعض الحالات سيحدث ذلك قبل بلوغهم الكمال البشري.
٢٨ وعلاوة على ذلك، فإن آخرين، بعد جلبهم الى الكمال البشري، سيفشلون بعدم تقدير في الاعراب عن تعبد الولاء ليهوه اللّٰه عند امتحانهم. فبعد حكم المسيح الف سنة، سيُطلق الشيطان ابليس زمانا يسيرا من حجزه في المهواة. وكما هاجم سلطان اللّٰه لاغواء حواء، التي اقنعت بعد ذلك آدم، سيسعى ثانية الى حمل البشر الكاملين على التمرُّد على حكم اللّٰه. وعن محاولة الشيطان ونتيجتها تقول الرؤيا ٢٠:٧-١٠، ١٤، ١٥:
٢٩ (أ) كيف يجري وصف الدينونة المضادة في الرؤيا ٢٠:١٤، ١٥؟ (ب) ماذا يعني الطرح في «بحيرة النار»؟
٢٩ «متى تمَّت الألف السنة يُحَلّ الشيطان من سجنه ويخرج ليضلَّ الأمم الذين في اربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند اللّٰه من السماء وأكلتهم. وابليس الذي كان يضلُّهم طُرح في بحيرة النار والكبريت . . . هذا هو الموت الثاني. وكل مَن لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار.» وهذا يعني هلاكهم او فناءهم الأبدي. وهكذا سينال هؤلاء الأشخاص غير الأمناء ما دعاه يسوع «قيامة الدينونة،» الدينونة المضادة.
٣٠ كيف سيدان الذين يرفضون الانضمام الى الشيطان في التمرُّد؟
٣٠ ومن ناحية اخرى، فإن الذين يرفضون الانضمام الى الشيطان في التمرُّد سيُحكم بأنهم يستحقون الحياة الأبدية. وسيفرحون الى الأبد بنيل الحياة كبشر كاملين، اذ يحبون ويحَبون طوال الأبدية. وقيامتهم سيتبرهن انها ‹قيامة حياة.›
٣١ ماذا يمكننا فعله الآن للحصول على الرجاء الرائع لاكثر بكثير من هذه الحياة الحاضرة؟
٣١ حتى في الوقت الحاضر يمكننا ان نبدأ بتطوير الصفات التي يبحث عنها اللّٰه في اولئك الذين يعترف بهم خداما مقبولين عنده. فإذا اظهرنا اننا نقدِّر كل ما فعله، وأحرزنا بداية جيدة في طريق البرّ، يمكننا ان نحصل على الرجاء الرائع لاكثر بكثير من الحياة الحاضرة. اجل، يمكننا ان نحصل على حياة ابدية في الكمال، حياة خالية من كل حزن وألم!
-