-
«أعلم انه سيقوم»برج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | كانون الاول (ديسمبر)
-
-
«أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ»
«صَدِيقُنَا رَاقِدٌ، لٰكِنِّي ذَاهِبٌ لِأُوقِظَهُ». — يو ١١:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٩، ١٥٤
١ مِمَّ كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
مَرْثَا، إِحْدَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ وَأَصْدِقَائِهِ، حَزِينَةٌ تَبْكِي عَلَى مَوْتِ أَخِيهَا لِعَازَرَ. فَيُطَمْئِنُهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». صَحِيحٌ أَنَّ كَلَامَهُ لَا يُنْهِي حُزْنَهَا، لٰكِنَّهَا تَثِقُ بِوَعْدِهِ. فَتُجِيبُهُ: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». (يو ١١:٢٠-٢٤) فَهِيَ مُتَأَكِّدَةٌ أَنَّ أَخَاهَا سَيَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ يُقِيمُ لِعَازَرَ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ.
٢ لِمَاذَا تَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْقِيَامَةِ؟
٢ فِي أَيَّامِنَا، لَا يُقِيمُ يَسُوعُ أَوْ أَبُوهُ ٱلْمَوْتَى. وَلٰكِنْ هَلْ أَنْتَ مُتَأَكِّدٌ مِثْلَ مَرْثَا أَنَّ أَحِبَّاءَكَ سَيَقُومُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ رُبَّمَا خَسِرْتَ رَفِيقَ زَوَاجِكَ، أُمَّكَ، أَبَاكَ، أَوِ ٱبْنَكَ ٱلْغَالِيَ عَلَى قَلْبِكَ. وَأَنْتَ مُشْتَاقٌ أَنْ تُعَانِقَهُ وَتَتَكَلَّمَا وَتَضْحَكَا مَعًا. وَٱلْمُفْرِحُ أَنَّ لَدَيْكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِتَقُولَ مِثْلَ مَرْثَا: ‹أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ›. مَعَ ذٰلِكَ، جَيِّدٌ أَنْ يُفَكِّرَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ لِمَاذَا هُوَ مُقْتَنِعٌ بِهٰذَا ٱلرَّجَاءِ.
٣، ٤ أَيَّةُ عَجِيبَتَيْنِ صَنَعَهُمَا يَسُوعُ، وَأَيُّ أَثَرٍ رُبَّمَا تَرَكَهُ ذٰلِكَ فِي إِيمَانِ مَرْثَا؟
٣ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَمْ تَرَ مَرْثَا يَسُوعَ يُقِيمُ ٱبْنَ أَرْمَلَةٍ فِي مَدِينَةِ نَايِينَ فِي ٱلْجَلِيلِ لِأَنَّهَا عَاشَتْ قُرْبَ أُورُشَلِيمَ. لٰكِنْ يُحْتَمَلُ أَنَّهَا سَمِعَتْ بِهٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ. وَرُبَّمَا سَمِعَتْ أَيْضًا بِقِيَامَةِ ٱبْنَةِ يَايِرُسَ. فَفِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ، عَرَفَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ يَايِرُسَ أَنَّ ٱلْبِنْتَ «مَاتَتْ». مَعَ ذٰلِكَ، أَمْسَكَ يَسُوعُ بِيَدِهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا فَتَاةُ، قُومِي!». فَقَامَتْ فِي ٱلْحَالِ. (لو ٧:١١-١٧؛ ٨:٤١، ٤٢، ٤٩-٥٥) وَقَدْ عَرَفَتْ مَرْثَا وَأُخْتُهَا مَرْيَمُ أَنَّ يَسُوعَ قَادِرٌ أَنْ يَشْفِيَ ٱلْمَرْضَى. لِذٰلِكَ شَعَرَتَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَوْجُودًا، لَمَا مَاتَ لِعَازَرُ. لٰكِنَّ لِعَازَرَ مَاتَ، فَمَاذَا تَوَقَّعَتْ مَرْثَا أَنْ يَحْصُلَ؟ قَالَتْ إِنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». فَلِمَاذَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ ذٰلِكَ؟ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَكَ أَنَّهُ سَتَكُونُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَأَنَّ أَحِبَّاءَكَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُومُوا مِنَ ٱلْمَوْتِ؟
٤ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ لِتُؤْمِنَ بِٱلْقِيَامَةِ. فِيمَا نُرَاجِعُ ٱلْآنَ بَعْضًا مِنْهَا، قَدْ تَجِدُ نِقَاطًا لَمْ تَرْبِطْهَا مِنْ قَبْلُ بِرَجَائِكَ أَنْ تَرَى أَحِبَّاءَكَ ٱلْمَوْتَى مِنْ جَدِيدٍ.
حَوَادِثُ تُقَوِّي رَجَاءَنَا بِٱلْقِيَامَةِ
٥ لِمَاذَا كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً أَنَّ لِعَازَرَ سَيَقُومُ مِنَ ٱلْمَوْتِ؟
٥ لَاحِظْ أَنَّ مَرْثَا لَمْ تَقُلْ: ‹أَتَمَنَّى أَنْ يَقُومَ أَخِي›، بَلْ قَالَتْ: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ». فَهِيَ كَانَتْ مُقْتَنِعَةً بِذٰلِكَ بِسَبَبِ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ فِي ٱلْمَاضِي. وَرُبَّمَا سَمِعَتْ عَنْهَا مِنْ أَهْلِهَا أَوْ فِي ٱلْمَجْمَعِ حِينَ كَانَتْ صَغِيرَةً. وَسَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ ثَلَاثًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٦ أَيَّةُ عَجِيبَةٍ تَعَلَّمَتْ عَنْهَا مَرْثَا؟
٦ حَصَلَتْ أَوَّلُ قِيَامَةٍ فِي زَمَنِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱللّٰهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى صُنْعِ ٱلْعَجَائِبِ. فَفِي بَلْدَةِ صَرْفَةَ ٱلْفِينِيقِيَّةِ شَمَالَ إِسْرَائِيلَ، عَاشَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ لِلنَّبِيِّ إِيلِيَّا. فَأَمَّنَ ٱللّٰهُ لَهَا عَجَائِبِيًّا ٱلطَّحِينَ وَٱلزَّيْتَ كَيْ لَا تَمُوتَ هِيَ وَٱبْنُهَا. (١ مل ١٧:٨-١٦) وَفِي مَا بَعْدُ، مَرِضَ ٱبْنُهَا وَمَاتَ. فَأَتَى إِيلِيَّا لِيُسَاعِدَهَا. صَلَّى قَائِلًا: «يَا يَهْوَهُ إِلٰهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هٰذَا ٱلْوَلَدِ إِلَى دَاخِلِهِ». فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ وَعَادَ ٱلْوَلَدُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. (اقرأ ١ ملوك ١٧:١٧-٢٤.) وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْثَا تَعَلَّمَتْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ.
٧، ٨ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ أَلِيشَعُ ٱلشُّونَمِيَّةَ بَعْدَمَا مَاتَ ٱبْنُهَا؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا أَلِيشَعُ؟
٧ اَلْقِيَامَةُ ٱلثَّانِيَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صَنَعَهَا ٱلنَّبِيُّ أَلِيشَعُ. فَفِي مَدِينَةِ شُونَمَ فِي إِسْرَائِيلَ، ٱسْتَضَافَتِ ٱمْرَأَةٌ عَاقِرٌ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ. فَبَارَكَهَا يَهْوَهُ هِيَ وَزَوْجَهَا ٱلْمُسِنَّ وَأَعْطَاهُمَا ٱبْنًا. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، مَاتَ ٱلصَّبِيُّ. فَحَزِنَتْ أُمُّهُ كَثِيرًا وَقَطَعَتْ ٣٠ كِيلُومِتْرًا تَقْرِيبًا لِتَلْتَقِيَ أَلِيشَعَ عِنْدَ جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. فَطَلَبَ ٱلنَّبِيُّ مِنْ خَادِمِهِ جِيحَزِي أَنْ يَسْبِقَهُمَا إِلَى شُونَمَ وَيُقِيمَ ٱلصَّبِيَّ. لٰكِنَّ جِيحَزِيَ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُعِيدَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — ٢ مل ٤:٨-٣١.
٨ وَحِينَ وَصَلَ أَلِيشَعُ وَأُمُّ ٱلصَّبِيِّ إِلَى ٱلْبَيْتِ، دَخَلَ إِلَى حَيْثُ وُضِعَ ٱلْمَيِّتُ وَصَلَّى إِلَى يَهْوَهَ. فَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ وَعَادَ ٱلصَّبِيُّ إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَتَحَوَّلَ حُزْنُ أُمِّهِ إِلَى فَرَحٍ غَامِرٍ. (اقرأ ٢ ملوك ٤:٣٢-٣٧.) وَرُبَّمَا تَذَكَّرَتْ صَلَاةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَاقِرًا فَتْرَةً طَوِيلَةً ثُمَّ بَارَكَهَا يَهْوَهُ بِٱبْنٍ سَمَّتْهُ صَمُوئِيلَ. فَحِينَ أَخَذَتْ حَنَّةُ ٱبْنَهَا لِيَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ، قَالَتْ إِنَّ ‹يَهْوَهَ يُحْيِي›. (١ صم ٢:٦) وَبِإِقَامَةِ ٱبْنِ ٱلشُّونَمِيَّةِ، أَظْهَرَ ٱللّٰهُ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ ٱلْمَوْتَى.
٩ أَيَّةُ قِيَامَةٍ ثَالِثَةٍ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٩ حَصَلَتْ قِيَامَةٌ ثَالِثَةٌ أَيْضًا بَعْدَ مَوْتِ أَلِيشَعَ. فَقَدْ خَدَمَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً ثُمَّ «أَصَابَهُ ٱلْمَرَضُ ٱلَّذِي مَاتَ بِهِ». وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، بَعْدَمَا تَحَلَّلَ جَسَدُهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى ٱلْعِظَامِ، هَاجَمَتِ ٱلْأَرْضَ فِرْقَةٌ مِنْ جُنُودِ ٱلْأَعْدَاءِ. وَكَانَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ آنَذَاكَ فِي طَرِيقِهِمْ لِيَدْفِنُوا رَجُلًا. فَأَلْقَوْا جُثَّتَهُ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ وَهَرَبُوا بِسُرْعَةٍ. وَ «لَمَّا مَسَّ ٱلرَّجُلُ عِظَامَ أَلِيشَعَ، عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ». (٢ مل ١٣:١٤، ٢٠، ٢١) وَلَا بُدَّ أَنَّ مَرْثَا تَأَثَّرَتْ بِهٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ. فَقَدْ أَكَّدَتْ لَهَا أَنَّ ٱللّٰهَ أَقْوَى مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَهِيَ تُؤَكِّدُ لَنَا أَيْضًا أَنْ لَا حُدُودَ لِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ.
قِيَامَتَانِ فِي زَمَنِ ٱلرُّسُلِ
١٠ مَاذَا فَعَلَ بُطْرُسُ لِلْمَرْأَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ طَابِيثَا؟
١٠ ذَكَرْنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ يَسُوعَ أَقَامَ ٱبْنَ أَرْمَلَةِ نَايِينَ وَٱبْنَةَ يَايِرُسَ. وَنَقْرَأُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عَنْ عَجَائِبِ قِيَامَةٍ أُخْرَى صَنَعَهَا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ لِلّٰهِ. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَقَامَ ٱمْرَأَةً مَسِيحِيَّةً ٱسْمُهَا دُورْكَاسُ (طَابِيثَا). فَهُوَ دَخَلَ إِلَى ٱلْغُرْفَةِ حَيْثُ وُضِعَتِ ٱلْجُثَّةُ وَصَلَّى إِلَى ٱللّٰهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِي!». وَفِي ٱلْحَالِ، عَادَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. فَدَعَا بُطْرُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ هُنَاكَ لِيَرَوْهَا. وَنَتِيجَةَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، «آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱلرَّبِّ» وَرَاحُوا يَشْهَدُونَ لِلنَّاسِ عَنْ يَسُوعَ وَعَنْ قُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى. — اع ٩:٣٦-٤٢.
١١ مَاذَا أَخْبَرَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا عَنْ حَالَةِ أَفْتِيخُوسَ، وَكَيْفَ تَأَثَّرَ ٱلْحَاضِرُونَ بِمَا حَصَلَ بَعْدَ ذٰلِكَ؟
١١ وَحَدَثَتْ قِيَامَةٌ أُخْرَى أَمَامَ شُهُودٍ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُجْتَمِعًا مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي عُلِّيَّةٍ فِي تَرُوَاسَ ٱلَّتِي تَقَعُ ٱلْيَوْمَ شَمَالَ غَرْبِ تُرْكِيَا. وَبَقِيَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ. وَكَانَ شَابٌّ ٱسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا عَلَى نَافِذَةٍ. فَغَلَبَهُ ٱلنَّوْمُ وَوَقَعَ مِنَ ٱلطَّابِقِ ٱلثَّالِثِ. وَرُبَّمَا كَانَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ مُصَابًا بِجِرَاحٍ أَوْ فَاقِدًا ٱلْوَعْيَ بَلْ هُوَ مَيِّتٌ. إِلَّا أَنَّ بُولُسَ نَزَلَ وَعَانَقَهُ ثُمَّ أَخْبَرَ ٱلْإِخْوَةَ أَنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. وَلَمَّا رَأَى ٱلْحَاضِرُونَ بِأُمِّ عَيْنِهِمْ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَةَ، «كَانَتْ لَهُمْ تَعْزِيَةٌ لَا حَدَّ لَهَا». — اع ٢٠:٧-١٢.
رَجَاءٌ أَكِيدٌ
١٢، ١٣ نَظَرًا إِلَى ٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا، أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَخْطُرُ فِي بَالِنَا؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّ عَجَائِبَ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا تُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَ مَرْثَا، أَنَّ ٱللّٰهَ مُعْطِيَ ٱلْحَيَاةِ قَادِرٌ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى. وَهٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ عَمِلَهَا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ لِلّٰهِ مِثْلُ إِيلِيَّا وَيَسُوعَ وَبُطْرُسَ وَحَصَلَتْ فِي زَمَنٍ كَانَ يَهْوَهُ يَصْنَعُ فِيهِ ٱلْعَجَائِبَ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي زَمَنٍ لَيْسَتْ فِيهِ عَجَائِبُ قِيَامَةٍ؟ هَلْ وَثِقَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ أَنَّهُ سَيُقِيمُ ٱلْمَوْتَى فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ هَلِ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَقُولُوا كَمَا قَالَتْ مَرْثَا عَنْ أَخِيهَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ»؟ لِمَاذَا آمَنَتْ مَرْثَا بِقِيَامَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ وَلِمَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَثِقَ بِذٰلِكَ؟
١٣ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ خُدَّامًا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ عَرَفُوا أَنَّهُ سَتَحْدُثُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَسَنَتَحَدَّثُ ٱلْآنَ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ مِمَّا حَصَلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟
١٤ لِنُفَكِّرْ فِي مَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ. فَهُوَ قَالَ لَهُ: «خُذْ، مِنْ فَضْلِكَ، ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَٱمْضِ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا وَقَرِّبْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً». (تك ٢٢:٢) هَلْ تَتَخَيَّلُ مَا أَحَسَّ بِهِ إِبْرَاهِيمُ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ يَهْوَهُ أَنْ يُضَحِّيَ بِٱبْنِهِ ٱلَّذِي ٱنْتَظَرَهُ طَوِيلًا؟ فَيَهْوَهُ وَعَدَهُ أَنْ تَتَبَارَكَ بِنَسْلِهِ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ. (تك ١٣:١٤-١٦؛ ١٨:١٨؛ رو ٤:١٧، ١٨) وَقَالَ لَهُ إِنَّ ٱلنَّسْلَ سَيَأْتِي «بِإِسْحَاقَ». (تك ٢١:١٢) وَلٰكِنْ كَيْفَ يَتَحَقَّقُ ذٰلِكَ إِذَا قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةً؟ كَتَبَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ آمَنَ بِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ عَلَى إِقَامَةِ إِسْحَاقَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. (اقرإ العبرانيين ١١:١٧-١٩.) وَلَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ تَوَقَّعَ أَنْ يَقُومَ ٱبْنُهُ بَعْدَ سَاعَاتٍ أَوْ يَوْمٍ أَوْ أُسْبُوعٍ. فَهُو لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَقُومُ، لٰكِنَّهُ وَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.
١٥ مَاذَا كَانَ رَجَاءُ ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ أَيُّوبَ؟
١٥ آمَنَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ أَيُّوبُ أَيْضًا أَنَّ هُنَاكَ قِيَامَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ إِذَا قُطِعَتْ تُفْرِخُ ثَانِيَةً، لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ مُخْتَلِفٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَشَرِ. (اي ١٤:٧-١٢؛ ١٩:٢٥-٢٧) فَحِينَ يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقِيمَ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْقَبْرِ. (٢ صم ١٢:٢٣؛ مز ٨٩:٤٨) أَمَّا ٱللّٰهُ فَيَقْدِرُ أَنْ يُقِيمَ ٱلْمَوْتَى. وَأَيُّوبُ آمَنَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعَيِّنُ لَهُ وَقْتًا وَيَذْكُرُهُ. (اقرأ ايوب ١٤:١٣-١٥.) وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ، وَثِقَ أَنَّ مَنْ أَوْجَدَ ٱلْحَيَاةَ سَيَذْكُرُهُ وَيُقِيمُهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.
١٦ كَيْفَ قَوَّى مَلَاكٌ ٱلنَّبِيَّ دَانِيَالَ؟
١٦ دَانِيَالُ أَيْضًا خَدَمَ ٱللّٰهَ بِوَلَاءٍ طَوَالَ حَيَاتِهِ، وَيَهْوَهُ دَعَمَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، دَعَاهُ مَلَاكٌ «ٱلرَّجُلَ ٱلْمَحْبُوبَ جِدًّا»، وَشَجَّعَهُ قَائِلًا: «سَلَامٌ لَكَ! تَشَدَّدْ وَتَقَوَّ». — دا ٩:٢٢، ٢٣؛ ١٠:١١، ١٨، ١٩.
١٧، ١٨ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ دَانِيَالَ؟
١٧ آنَذَاكَ، كَانَ عُمْرُ دَانِيَالَ حَوَالَيْ ١٠٠ سَنَةٍ وَنِهَايَةُ حَيَاتِهِ قَرِيبَةً. وَرُبَّمَا فَكَّرَ مَاذَا يَحْمِلُ لَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ. هَلْ كَانَ سَيَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مُجَدَّدًا؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ. قَالَ لَهُ ٱلْمَلَاكُ: «أَمَّا أَنْتَ فَٱذْهَبْ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ. فَتَسْتَرِيحُ». (دا ١٢:١٣) وَدَانِيَالُ كَانَ يَعْرِفُ أَنْ «لَا ٱخْتِرَاعَ وَلَا مَعْرِفَةَ وَلَا حِكْمَةَ فِي شِيُولَ»، أَيْ فِي ٱلْقَبْرِ. (جا ٩:١٠) وَلٰكِنْ لَيْسَ هٰذَا مَصِيرَ دَانِيَالَ ٱلنِّهَائِيَّ. فَيَهْوَهُ أَعْطَاهُ وَعْدًا رَائِعًا لِلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ قَالَ لَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ: «تَقُومُ لِقُرْعَتِكَ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ». وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَتَحَقَّقُ هٰذَا ٱلْوَعْدُ، فَهِمَ أَنَّهُ سَيَمُوتُ وَيَسْتَرِيحُ ثُمَّ يَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَهٰذَا سَيَحْدُثُ «فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ»، أَيْ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ مَوْتِهِ.
يُمْكِنُكَ أَنْ تُؤْمِنَ بِٱلْقِيَامَةِ مِثْلَ مَرْثَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٩، ٢٠.)
١٩، ٢٠ (أ) عَلَى ضَوْءِ مَا نَاقَشْنَاهُ، لِمَ كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً أَنَّ أَخَاهَا سَيَقُومُ؟ (ب) عَمَّ تَتَحَدَّثُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ إِذًا كَانَ لَدَى مَرْثَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِتَثِقَ أَنَّ أَخَاهَا ٱلْأَمِينَ لِعَازَرَ «سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». وَإِيمَانُ مَرْثَا ٱلْقَوِيُّ بِٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَكَذٰلِكَ ٱلْوَعْدُ ٱلَّذِي أُعْطِيَ لِدَانِيَالَ يُظْهِرَانِ لَنَا أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ وَعْدٌ أَكِيدٌ.
٢٠ وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ قِيَامَاتٍ حَصَلَتْ فِعْلًا. وَهِيَ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيَعِيشُونَ مِنْ جَدِيدٍ. وَتَكَلَّمْنَا عَنْ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ لِلّٰهِ آمَنُوا بِقِيَامَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَقَّقَ وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ؟ إِذَا كَانَ ٱلْجَوَابُ نَعَمْ، فَهٰذَا سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِنَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْقِيَامَةِ مِثْلَ مَرْثَا. وَمَتَى تَحْصُلُ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَةُ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.
-
-
«لي رجاء باللّٰه»برج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | كانون الاول (ديسمبر)
-
-
«لِي رَجَاءٌ بِٱللّٰهِ»
«صَارَ آدَمُ ٱلْأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». — ١ كو ١٥:٤٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١١، ١٢
١-٣ (أ) أَيُّ تَعْلِيمٍ نَعْتَبِرُهُ أَسَاسِيًّا فِي إِيمَانِنَا؟ (ب) لِمَاذَا تَعْلِيمُ ٱلْقِيَامَةِ مُهِمٌّ جِدًّا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
إِذَا سُئِلْتَ مَا هِيَ ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ ٱلَّتِي يَرْتَكِزُ عَلَيْهَا إِيمَانُكَ، فَمَاذَا تُجِيبُ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُشِيرُ إِلَى يَهْوَهَ ٱلْخَالِقِ وَمُعْطِي ٱلْحَيَاةِ. وَتَذْكُرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي مَاتَ فِدْيَةً عَنَّا. وَتُخْبِرُ عَنِ ٱلْوَعْدِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ هَلْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ بِٱعْتِبَارِهَا تَعْلِيمًا مُهِمًّا؟
٢ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَرْغَبُ أَنْ نَنْجُوَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ وَنَعِيشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، هُنَاكَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَعْتَبِرَ ٱلْقِيَامَةَ تَعْلِيمًا أَسَاسِيًّا. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَظْهَرَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْقِيَامَةِ حِينَ قَالَ: «إِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ، فَٱلْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُقَمْ». وَلَوْ لَمْ يَقُمِ ٱلْمَسِيحُ، لَمَا كَانَ ٱلْآنَ مَلِكًا فِي ٱلسَّمَاءِ وَلَكَانَتْ بِشَارَتُنَا بِلَا نَفْعٍ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:١٢-١٩.) لٰكِنَّنَا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ قَامَ، بِعَكْسِ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا كُلِّيًّا فِكْرَةَ ٱلْقِيَامَةِ. وَنَحْنُ نَتَمَسَّكُ بِإِيمَانِنَا هٰذَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنِ ٱسْتِهْزَاءٍ. — مر ١٢:١٨؛ اع ٤:٢، ٣؛ ١٧:٣٢؛ ٢٣:٦-٨.
٣ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ «تَعْلِيمَ . . . قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ» هُوَ جُزْءٌ مِنَ «ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْأَوَّلِيِّ عَنِ ٱلْمَسِيحِ». (عب ٦:١، ٢) وَأَوْضَحَ أَنَّهُ يُؤْمِنُ بِٱلْقِيَامَةِ. (اع ٢٤:١٠، ١٥، ٢٤، ٢٥) لٰكِنَّ ٱعْتِبَارَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ «ٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ لِإِعْلَانَاتِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ» لَا يَعْنِي أَنَّهَا تَعْلِيمٌ بَسِيطٌ لَا حَاجَةَ إِلَى ٱلتَّعَمُّقِ فِي دَرْسِهِ. (عب ٥:١٢) مَا ٱلسَّبَبُ؟
٤ أَيُّ سُؤَالَيْنِ قَدْ يُطْرَحَانِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ؟
٤ حِينَ تَبْدَأُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا تَقْرَأُ رِوَايَاتٍ عَنْ قِيَامَاتٍ حَصَلَتْ فِي ٱلْمَاضِي، مِثْلِ قِيَامَةِ لِعَازَرَ. كَمَا تَتَعَلَّمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَيُّوبَ وَدَانِيَالَ ٱلَّذِينَ وَثِقُوا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيَعُودُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْوُعُودَ بِٱلْقِيَامَةِ تَتَحَقَّقُ حَتَّى لَوْ مَرَّتْ عَلَيْهَا مِئَاتُ ٱلسِّنِينَ؟ وَهَلْ يَكْشِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَتَى تَحْصُلُ ٱلْقِيَامَةُ؟ سَتُعْطِينَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ جَوَابًا يُقَوِّي إِيمَانَنَا.
وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ يَتَحَقَّقُ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ
٥ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْبِدَايَةِ؟
٥ رُبَّمَا سَهْلٌ عَلَيْنَا أَنْ نَتَخَيَّلَ شَخْصًا يَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ مَوْتِهِ. (يو ١١:١١؛ اع ٢٠:٩، ١٠) وَلٰكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتِمَّ وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنْ ذِكْرِهِ؟ هَلْ يَتَحَقَّقُ ٱلْوَعْدُ حَتَّى لَوْ مَرَّتْ فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ عَلَى مَوْتِ ٱلشَّخْصِ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، أَنْتَ تُؤْمِنُ بِقِيَامَةٍ حَصَلَتْ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنَ ٱلتَّنَبُّؤِ بِهَا. عَنْ أَيَّةِ قِيَامَةٍ نَتَحَدَّثُ؟ وَمَا عَلَاقَتُهَا بِرَجَائِكَ بِٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ هٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ.
٦ مَا عَلَاقَةُ يَسُوعَ بِٱلْمَزْمُورِ ١١٨؟
٦ ذَكَرَ ٱلْمَزْمُورُ ١١٨ ٱلَّذِي رُبَّمَا كَتَبَهُ دَاوُدُ: «آهِ يَا يَهْوَهُ خَلِّصْ! . . . مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ». وَقَدْ هَتَفَ ٱلنَّاسُ بِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا حِينَ دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي ٩ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ. (مز ١١٨:٢٥، ٢٦؛ مت ٢١:٧-٩) وَأَنْبَأَ هٰذَا ٱلْمَزْمُورُ أَيْضًا عَنْ قِيَامَةٍ كَانَتْ سَتَحْدُثُ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ حِينَ قَالَ: «اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ». — مز ١١٨:٢٢.
«رَفَضَ . . . ٱلْبَنَّاؤُونَ» ٱلْمَسِيَّا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
٧ كَيْفَ رَفَضَ ٱلْيَهُودُ يَسُوعَ؟
٧ يُشِيرُ «ٱلْبَنَّاؤُونَ» إِلَى ٱلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلْمَسِيَّا. وَهُمْ لَمْ يَتَجَاهَلُوا يَسُوعَ وَيُنْكِرُوا أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا فَحَسْبُ، بَلْ طَالَبُوا هُمْ وَيَهُودٌ كَثِيرُونَ بِقَتْلِهِ أَيْضًا. (لو ٢٣:١٨-٢٣) فَهُمْ كَانُوا مَسْؤُولِينَ عَنْ مَوْتِهِ.
يَسُوعُ قَامَ وَصَارَ «رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ» (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٨، ٩.)
٨ كَيْفَ صَارَ يَسُوعُ «رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ»؟
٨ وَكَيْفَ صَارَ يَسُوعُ «رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ» وَهُوَ رُفِضَ وَقُتِلَ؟ لَمْ يَكُنْ لِيَتَحَقَّقَ ذٰلِكَ لَوْ لَمْ يَقُمْ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَيَسُوعُ أَوْضَحَ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةَ حِينَ أَعْطَى مَثَلًا عَنْ صَاحِبِ كَرْمٍ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ ٱلْعَامِلِينَ فِي كَرْمِهِ. فَأَسَاءَ ٱلْفَلَّاحُونَ مُعَامَلَتَهُمْ. وَأَخِيرًا أَرْسَلَ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ ٱبْنَهُ، لٰكِنَّهُمْ قَتَلُوهُ. بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، رَفَضَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْبِيَاءَ ٱللّٰهِ. فَأَرْسَلَ يَهْوَهُ إِلَيْهِمِ ٱبْنَهُ ٱلْمَسِيَّا، لٰكِنَّهُمْ قَتَلُوهُ. وَبَعْدَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ، ٱقْتَبَسَ ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٨:٢٢. (لو ٢٠:٩-١٧) وَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَيْضًا أَشَارَ إِلَى هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ حِينَ خَاطَبَ «رُؤَسَاءَ ٱلْيَهُودِ وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمْ» فِي أُورُشَلِيمَ. فَقَدْ قَالَ لَهُمْ بِصَرَاحَةٍ: «يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلنَّاصِرِيُّ، ٱلَّذِي عَلَّقْتُمُوهُ أَنْتُمْ عَلَى خَشَبَةٍ وَٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ . . . هٰذَا هُوَ ‹ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَذَلْتُمُوهُ، أَيُّهَا ٱلْبَنَّاؤُونَ، ٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ›». — اع ٣:١٥؛ ٤:٥-١١؛ ١ بط ٢:٥-٧.
٩ أَيَّةُ حَادِثَةٍ مُهِمَّةٍ أَنْبَأَ بِهَا ٱلْمَزْمُور ١١٨:٢٢؟
٩ إِذًا كَمَا تَبَيَّنَ، أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُور ١١٨:٢٢ بِقِيَامَةٍ تَحَقَّقَتْ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ. فَٱلْمَسِيَّا رُفِضَ وَمَاتَ، لٰكِنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَأَصْبَحَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ. وَبِقِيَامَتِهِ أَصْبَحَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي بِٱسْمِهِ «يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». — اع ٤:١٢؛ اف ١:٢٠.
١٠ (أ) بِمَ أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠؟ (ب) مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ لَمْ تَنْطَبِقْ عَلَى دَاوُدَ؟
١٠ لِنُنَاقِشْ آيَةً أُخْرَى عَنْ قِيَامَةٍ تَحَقَّقَتْ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ. وَهِيَ تَزِيدُ ثِقَتَنَا بِأَنَّ ٱلْقِيَامَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَحْصُلَ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ ٱلتَّنَبُّؤِ بِهَا. فَفِي ٱلْمَزْمُورِ ١٦، كَتَبَ دَاوُدُ: «لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي شِيُولَ. لَنْ تَدَعَ وَلِيَّكَ يَرَى ٱلْحُفْرَةَ». (مز ١٦:١٠) وَلَمْ يَقْصِدْ دَاوُدُ هُنَا أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي لَنْ يَمُوتَ وَيَذْهَبَ إِلَى ٱلْقَبْرِ. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُوضِحُ أَنَّهُ كَبِرَ فِي ٱلْعُمْرِ ثُمَّ «ٱضْطَجَعَ . . . مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ». (١ مل ٢:١، ١٠) إِذًا، عَمَّنْ يَتَكَلَّمُ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠؟
١١ مَتَى عَلَّقَ بُطْرُسُ عَلَى ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠؟
١١ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ عَلَى كِتَابَةِ هٰذَا ٱلْمَزْمُورِ وَأَسَابِيعَ مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ، تَحَدَّثَ بُطْرُسُ مَعَ آلَافِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ عَنِ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠. (اقرإ الاعمال ٢:٢٩-٣٢.) وَأَشَارَ أَنَّ دَاوُدَ مَاتَ وَدُفِنَ. ثُمَّ قَالَ إِنَّ دَاوُدَ «سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ» ٱلْمَسِيَّا. وَلَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمُ ٱعْتَرَضَ عَلَى كَلَامِهِ.
١٢ كَيْفَ تَمَّ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠، وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ عَنِ ٱلْوَعْدِ بِٱلْقِيَامَةِ؟
١٢ اِقْتَبَسَ بُطْرُسُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٠:١ لِيُؤَكِّدَ فِكْرَتَهُ. (اقرإ الاعمال ٢:٣٣-٣٦.) وَٱلْبَرَاهِينُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَقْنَعَتِ ٱلْحُضُورَ أَنَّ «ٱللّٰهَ جَعَلَ يَسُوعَ . . . رَبًّا وَمَسِيحًا». وَأَدْرَكُوا أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠ تَمَّ حِينَ قَامَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَلَاحِقًا، ٱسْتَعْمَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْبَرَاهِينَ نَفْسَهَا حِينَ تَكَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ فِي مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَةَ فِي بِيسِيدِيَةَ. وَمَا قَالَهُ أَثَّرَ كَثِيرًا فِي ٱلْحَاضِرِينَ فَأَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْمَزِيدَ. (اقرإ الاعمال ١٣:٣٢-٣٧، ٤٢.) وَنَحْنُ أَيْضًا يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نَرَى كَيْفَ تَمَّ ٱلْوَعْدُ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ رَغْمَ مُرُورِ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ عَلَى ٱلتَّنَبُّؤِ بِهِ.
مَتَى تَحْصُلُ ٱلْقِيَامَةُ؟
١٣ أَيُّ سُؤَالَيْنِ قَدْ نَطْرَحُهُمَا عَنِ ٱلْقِيَامَةِ؟
١٣ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَحْصُلَ وَلَوْ مَرَّتْ مِئَاتُ ٱلسِّنِينَ عَلَى ٱلتَّنَبُّؤِ بِهَا. مَعَ ذٰلِكَ، قَدْ نَسْأَلُ: ‹هَلْ هٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا سَنَنْتَظِرُ وَقْتًا طَوِيلًا لِنَرَى أَحِبَّاءَنَا ٱلْمَوْتَى؟ مَتَى تَحْدُثُ ٱلْقِيَامَةُ؟›. فِي ٱلْحَقِيقَةِ، قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ إِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَعْرِفُوا «ٱلْأَزْمِنَةَ وَٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي حَدَّدَهَا ٱلْآبُ بِمَا لَدَيْهِ مِنْ سُلْطَانٍ». (اع ١:٦، ٧؛ يو ١٦:١٢) لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ لَا مَعْلُومَاتِ لَدَيْنَا عَنْ وَقْتِ ٱلْقِيَامَةِ.
١٤ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مِنْ قَبْلُ؟
١٤ لِنُفَكِّرْ فِي قِيَامَةِ يَسُوعَ، أَهَمِّ قِيَامَةٍ أَنْبَأَ بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَلَوْ لَمْ يَقُمْ يَسُوعُ، لَمَا كَانَ لَدَيْنَا أَمَلٌ بِرُؤْيَةِ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى مِنْ جَدِيدٍ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مِنْ قَبْلُ؟ اَلَّذِينَ أُقِيمُوا قَبْلَ يَسُوعَ، مِثْلُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ، لَمْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَهُمْ مَاتُوا مِنْ جَدِيدٍ وَعَادُوا إِلَى ٱلتُّرَابِ. أَمَّا يَسُوعُ فَقَدْ «أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، لَا يَمُوتُ بَعْدُ، وَلَيْسَ لِلْمَوْتِ سِيَادَةٌ عَلَيْهِ». وَهُوَ يَعِيشُ فِي ٱلسَّمَاءِ «إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ». — رو ٦:٩؛ رؤ ١:٥، ١٨؛ كو ١:١٨؛ ١ بط ٣:١٨.
١٥ لِمَاذَا يُدْعَى يَسُوعُ «بَاكُورَةَ ٱلرَّاقِدِينَ»؟
١٥ وَقِيَامَةُ يَسُوعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِجِسْمٍ رُوحَانِيٍّ هِيَ أَوَّلُ وَأَهَمُّ قِيَامَةٍ مِنْ هٰذَا ٱلنَّوْعِ. (اع ٢٦:٢٣) لٰكِنَّهُ لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يُقَامُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فَهُوَ وَعَدَ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ أَنْ يَحْكُمُوا مَعَهُ فِي مَلَكُوتِهِ. (لو ٢٢:٢٨-٣٠) لٰكِنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا هٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِمْ. فَهُمْ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَامٍ رُوحَانِيَّةٍ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِ. وَبُولُسُ كَتَبَ أَنَّ «ٱلْمَسِيحَ أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، بَاكُورَةَ ٱلرَّاقِدِينَ». وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ آخَرِينَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: «كُلُّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: اَلْمَسِيحُ ٱلْبَاكُورَةُ، ثُمَّ ٱلَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي أَثْنَاءِ حُضُورِهِ». — ١ كو ١٥:٢٠، ٢٣.
١٦ مَاذَا نَعْرِفُ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَحْدُثُ خِلَالَهُ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ؟
١٦ لَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ سَتَحْدُثُ «فِي أَثْنَاءِ حُضُورِ» ٱلْمَسِيحِ. وَمُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ، يُبَرْهِنُ شُهُودُ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ «حُضُورَ» ٱلْمَسِيحِ ٱبْتَدَأَ سَنَةَ ١٩١٤ وَأَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ قَرِيبَةٌ.
١٧، ١٨ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٧ وَيُعْطِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً عَنِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. قَالَ بُولُسُ: «لَا نُرِيدُ . . . أَنْ تَجْهَلُوا مَا يَخْتَصُّ بِٱلرَّاقِدِينَ، . . . فَإِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذٰلِكَ سَيُحْضِرُ ٱللّٰهُ ٱلرَّاقِدِينَ». ثُمَّ تَابَعَ قَائِلًا: «نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ لَنْ نَسْبِقَ ٱلرَّاقِدِينَ، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ نَفْسَهُ سَيَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِنِدَاءٍ آمِرٍ . . . وَٱلْأَمْوَاتُ ٱلَّذِينَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْتَطَفُ مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ، لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ، وَهٰكَذَا نَكُونُ مَعَ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلدَّوَامِ». — ١ تس ٤:١٣-١٧.
١٨ بَدَأَتِ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ «حُضُورِ» ٱلْمَسِيحِ. وَٱلْبَاقُونَ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ‹سَيُخْتَطَفُونَ فِي ٱلسُّحُبِ›. (مت ٢٤:٣١) وَٱلَّذِينَ ‹يُخْتَطَفُونَ› لَنْ ‹يَرْقُدُوا›، أَيْ لَنْ يَظَلُّوا أَمْوَاتًا فَتْرَةً طَوِيلَةً. بَلْ سَيَتَغَيَّرُونَ «فِي لَحْظَةٍ، فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ». — ١ كو ١٥:٥١، ٥٢.
١٩ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ بِٱلْعِبَارَةِ «قِيَامَةٌ أَفْضَلُ»؟
١٩ فِي أَيَّامِنَا، مُعْظَمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ لَيْسُوا مَمْسُوحِينَ وَبِٱلتَّالِي لَيْسُوا مَدْعُوِّينَ لِيَحْكُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. بَلْ هُمْ يَنْتَظِرُونَ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ فِي «يَوْمِ يَهْوَهَ». صَحِيحٌ أَنْ لَا أَحَدَ يَعْرِفُ مَتَى بِٱلتَّحْدِيدِ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ، لٰكِنَّ ٱلْوَقَائِعَ تُثْبِتُ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ جِدًّا. (١ تس ٥:١-٣) وَبَعْدَ ذٰلِكَ، سَتَحْدُثُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهٰذِهِ «قِيَامَةٌ أَفْضَلُ» مِنَ ٱلْقِيَامَاتِ فِي ٱلْمَاضِي. (عب ١١:٣٥) فَٱلَّذِينَ أُقِيمُوا فِي ٱلسَّابِقِ مَاتُوا فِي مَا بَعْدُ، أَمَّا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ فَلَدَيْهِمِ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يُصْبِحُوا كَامِلِينَ وَلَا يَمُوتُوا أَبَدًا.
٢٠ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَكُونُ مُنَظَّمَةً؟
٢٠ وَيَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْمُقَامِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَيُقَامُونَ «كُلُّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ». (١ كو ١٥:٢٣) لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ تَكُونَ ٱلْقِيَامَةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَيْضًا مُنَظَّمَةً. وَلٰكِنْ قَدْ نَسْأَلُ: هَلِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا مُؤَخَّرًا سَيَقُومُونَ فِي بِدَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ لِيَسْتَقْبِلَهُمُ ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَهُمْ؟ هَلْ يَقُومُ بَاكِرًا رِجَالٌ أُمَنَاءُ لَعِبُوا دَوْرًا قِيَادِيًّا فِي ٱلْمَاضِي كَيْ يُسَاعِدُوا فِي تَنْظِيمِ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟ وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ؟ مَتَى وَأَيْنَ يُقَامُونَ؟ قَدْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَشْغَلَ تَفْكِيرَنَا بِهَا. فَمِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ نَنْتَظِرَ وَنَرَى. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نَشْهَدُ مَا سَيَفْعَلُهُ يَهْوَهُ.
٢١ مَا هُوَ رَجَاؤُكَ؟
٢١ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي وَعَدَنَا مِنْ خِلَالِ يَسُوعَ أَنْ يُقِيمَ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِي ذَاكِرَتِهِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩؛ ١١:٢٣) وَيَسُوعُ بَرْهَنَ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ ٱلْمَوْتَى. فَذَاتَ مَرَّةٍ، ذَكَرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ هُمْ «جَمِيعًا أَحْيَاءٌ فِي نَظَرِهِ». (لو ٢٠:٣٧، ٣٨) إِذًا، كَمَا رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، هُنَاكَ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنَقُولَ مِثْلَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «لِي رَجَاءٌ بِٱللّٰهِ . . . أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ». — اع ٢٤:١٥.
-