مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹بشائر› من سفر الكشف
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ‏‹بشائر› من سفر الكشف

      ‏«رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء،‏ ومعه بشارة ابدية ليبشِّر الساكنين على الارض».‏ —‏ كشف ١٤:‏٦‏.‏

      ١ فيما يؤمن شهود يهوه انّ سفر الكشف موحى به،‏ لماذا ليسوا «بدعة تنبئ بنهاية العالم»؟‏

      ليس شهود يهوه «بدعة تنبئ بنهاية العالم» ولا «فرقة دينية تنذر بيوم الدينونة»،‏ وذلك بالتباين مع الاتهامات الموجهة اليهم.‏ غير انهم يقبلون سفر الكشف كجزء من كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ حقا،‏ يحتوي سفر الكشف رسائل دينونة للأشرار.‏ لكنّ خدام اللّٰه يركزون بشكل رئيسي في شهادتهم العلنية على الرجاء الرائع الذي يقدمه الكتاب المقدس،‏ بما فيه سفر الكشف.‏ لذلك لا يزيدون شيئا على الكلمات النبوية الموجودة فيه ولا يحذفون شيئا منها.‏ —‏ كشف ٢٢:‏ ١٨،‏ ١٩‏.‏

      اعلانات بشائر

      ٢ ما هي بعض الآيات التي غالبا ما يستخدمها شهود يهوه في عملهم الكرازي؟‏

      ٢ غالبا ما يُستشهَد بعبارة يسوع التالية كأساس من الاسفار المقدسة لخدمة شهود يهوه العلنية:‏ «تُعلَن بشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم؛‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏،‏ الحاشية،‏ بالانكليزية)‏ فما هي «بشارة الملكوت هذه»؟‏ للاجابة عن ذلك،‏ يقتبس شهود كثيرون من الاصحاحين ٢٠ و ٢١ من سفر الكشف اعدادا تشير الى ملك المسيح وحكومة ملكوته الف سنة،‏ وإلى المجتمع البشري حيث «لا يكون» الموت،‏ النَّوح،‏ والوجع «في ما بعد».‏ —‏ كشف ٢٠:‏٦؛‏ ٢١:‏١،‏ ٤‏.‏

      ٣ اية مهمة تماثلها الخدمة العلنية لشهود يهوه؟‏

      ٣ وكمعلنين لهذه البشائر،‏ يكون شهود يهوه حقا بمثابة الناطق بلسان رسول سماوي رمزي لديه مهمة موصوفة ايضا في سفر الكشف.‏ «رأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء،‏ ومعه بشارة ابدية ليبشِّر الساكنين على الارض،‏ وكل امة وقبيلة ولسان وشعب».‏ (‏كشف ١٤:‏٦‏)‏ وتشمل ‹البشارة الابدية› الاعلان انّ ‹مملكة [او حكم] العالم صارت لربنا ولمسيحه› وأن ‹وقت يهوه المعيَّن لإهلاك الذين يهلكون الارض› قد حان.‏ (‏كشف ١١:‏١٥،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ أفليست هذه حقا بشارة؟‏

      ما يخبئه لنا سفر الكشف

      ٤ (‏أ)‏ اية حقائق اساسية يوجزها الاصحاح ١ من سفر الكشف‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُطلَب ممن يرغبون ان يستفيدوا من البشائر؟‏

      ٤ الاصحاح الافتتاحي لسفر الكشف يُظهِر يهوه بصفته «الألف والياء،‏ .‏ .‏ .‏ الكائن والذي كان والذي يأتي،‏ القادر على كل شيء».‏ وكذلك يُظهِر ابنه يسوع المسيح بصفته «الشاهد الامين»،‏ «البكر من الاموات»،‏ و «رئيس ملوك الارض».‏ ويقول ايضا عن يسوع انه «ذاك الذي يحبنا وقد حلّنا من خطايانا بدمه الخاص».‏ (‏كشف ١:‏٥،‏ ٨‏)‏ وهكذا،‏ يقدِّم لنا سفر الكشف من البداية حقائق اساسية منقذة للحياة.‏ ولن يستفيد ‹الساكنون على الارض› من البشائر المقدَّمة لهم إلا اذا كانوا يقدِّرون سلطان يهوه،‏ يمارسون الايمان بدم يسوع المسفوك،‏ ويؤمنون انّ يهوه اقامه وأنّ المسيح هو الآن حاكم الارض المعيّن من اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٢:‏٦-‏٨‏.‏

      ٥ في ايّ دور يصوَّر المسيح في الاصحاحين ٢ و ٣ من سفر الكشف‏؟‏

      ٥ الاصحاحان التاليان يصوِّران المسيح يسوع انه الناظر السماوي المحب لجماعات تلاميذه على الارض.‏ والسفر الموجّه الى السبع الجماعات المسيحية المختارة الموجودة في آسيا الصغرى في القرن الاول للميلاد احتوى تشجيعا ومشورة قوية لا تزال تُطبَّق اليوم.‏ وكانت الرسائل الى الجماعات تبدأ عادة بكلمات مثل:‏ «اني اعرف اعمالك» او «اني اعرف ضيقك».‏ (‏كشف ٢:‏٢،‏ ٩‏)‏ نعم،‏ كان المسيح يعلم تماما بما يجري في جماعات تلاميذه.‏ وقد مدح بعضها على محبتها،‏ ايمانها،‏ كدِّها في الخدمة،‏ احتمالها،‏ وأمانتها نحو اسمه وكلمته.‏ ووبّخ جماعات اخرى على تركها محبتها ليهوه وابنه تبرد او وقوعها في الفساد الادبي الجنسي،‏ الصنمية،‏ او الطائفية المرتدة.‏

      ٦ ماذا تساعد الرؤيا المسجلة في الاصحاح ٤ الناس ان يفهموا؟‏

      ٦ الاصحاح ٤ يزود رؤيا توحي بالرهبة عن العرش السماوي ليهوه اللّٰه.‏ فهو يقدِّم لمحة عن مجد حضور يهوه وعن البنية الحاكمة السماوية التي سيستخدمها.‏ والحكام المتوَّجون الذين تحيط عروشهم بالعرش الرئيسي للكون يسجدون ليهوه ويعلنون:‏ «انت مستحق،‏ يا يهوه الهنا،‏ ان تنال المجد والكرامة والقدرة،‏ لأنك خلقت كل الاشياء،‏ وهي بمشيئتك وُجِدت وخُلِقت».‏ —‏ كشف ٤:‏١١‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يدعو الملاك سكان الارض ان يفعلوا؟‏ (‏ب)‏ ايّ جزء من عملنا التعليمي هو مهم؟‏

      ٧ هل يعني ذلك شيئا للناس اليوم؟‏ نعم،‏ بالطبع.‏ فإذا ارادوا الحياة في ظل الملكوت الألفي،‏ يجب ان ينتبهوا الى ما يعلنه ‹الملاك الطائر في وسط السماء›:‏ «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا،‏ لأنّ ساعة دينونته قد جاءت».‏ (‏كشف ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ انّ احد الاهداف الرئيسية للعمل التعليمي المؤسس على الكتاب المقدس الذي يقوم به شهود يهوه هو مساعدة «الساكنين على الارض» ان يعرفوا يهوه ويعبدوه،‏ يقدِّروا كونه خالقا،‏ ويخضعوا طوعا لسلطانه البار.‏

      الحمَل جدير بالاكرام

      ٨ (‏أ)‏ كيف يصوَّر المسيح في الاصحاحين ٥ و ٦‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يستطيع جميع الذين يصغون الى البشائر ان يتعلموا من هذه الرؤيا؟‏

      ٨ الاصحاحان التاليان،‏ ٥ و ٦‏،‏ يظهِران يسوع المسيح بصفته حملا وُجد مستحقا ان يفتح درجا له سبعة ختوم،‏ كاشفا بذلك،‏ وبلغة رمزية،‏ الاحداث التي تحصل في ايامنا.‏ (‏قارنوا يوحنا ١:‏٢٩‏.‏)‏ وتقول الاصوات السماوية لهذا الحمَل الرمزي:‏ «انت مستحق ان تأخذ الدرج وتفتح ختومه،‏ لأنك ذُبِحت وبدمك اشتريت اناسا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمة،‏ وجعلتهم مملكة وكهنة لإلهنا،‏ وسيملكون على الارض».‏ (‏كشف ٥:‏٩،‏ ١٠‏)‏ تعلِّم هذه الرؤيا انه على اساس دم المسيح المسفوك،‏ يدعى بشر معيَّنون من جميع العروق ليكونوا معه في السماء ‹ويملكوا على الارض›.‏ (‏قارنوا كشف ١:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ ويُكشَف عددهم المحدود لاحقا في سفر الكشف.‏

      ٩ كيف يظهر يسوع في الاصحاح ٦‏؟‏

      ٩ وفي هذه الرؤيا عينها،‏ يظهر المسيح ايضا بصفته الفارس المتوّج الذي يمتطي فرسا ابيض ويخرج «غالبا ولكي يُتِمّ غلبته».‏ ولحسن التوفيق،‏ سيغلب التأثيرات الشريرة التي يرمز اليها فرسان سفر الكشف الثلاثة الآخرون الذين يجلب عدوهم الشديد الحرب،‏ المجاعة،‏ والموت على الجنس البشري منذ سنة ١٩١٤ البالغة الاهمية.‏ (‏كشف ٦:‏١-‏٨‏)‏ فالدور الفريد للمسيح،‏ حمَل اللّٰه،‏ في خلاص الجنس البشري وفي إتمام مقاصد يهوه الرائعة هو موضوع رئيسي في عمل شهود يهوه،‏ عمل تعليم الكتاب المقدس.‏

      ١٠ (‏أ)‏ اية معلومات مهمة يزوِّدها الاصحاح ٧‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال المسيح عن الذين ينالون الملكوت؟‏

      ١٠ الاصحاح ٧ يحتوي بشائر بالفعل.‏ ففي سفر الكشف وحده نجد عدد الذين دعاهم يسوع «القطيع الصغير» والذين يعطيهم ابو الحمل الملكوت.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ لقد ختمهم يهوه اللّٰه بواسطة روحه.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ ويشهد الرسول يوحنا الذي تسلَّم سفر الكشف:‏ «سمعت عدد المختومين،‏ مئة وأربعة وأربعين ألفا».‏ (‏كشف ٧:‏٤‏)‏ وفي اصحاح لاحق يجري الاثبات انّ هذا العدد المحدد هو مجموع الذين «اشتُروا من بين الناس» ليملكوا مع الحمَل على جبل صهيون السماوي.‏ (‏كشف ١٤:‏١-‏٤‏)‏ وفيما تقدِّم كنائس العالم المسيحي تفسيرات غامضة لهذا العدد وغير مقنعة،‏ من الممتع ان يقول عنه عالِم الكتاب المقدس إ.‏ و.‏ بولينڠر:‏ «بعبارة واقعية بسيطة،‏ انه عدد محدد يقابل العدد غير المحدد المذكور في هذا الاصحاح عينه».‏

      ١١ (‏أ)‏ اية بشائر توجد في الاصحاح ٧‏؟‏ (‏ب)‏ اية آمال ترتسم امام اعضاء ‹الجمع الكثير›؟‏

      ١١ فإلى ايّ عدد غير محدد كان بولينڠر يشير؟‏ كتب الرسول يوحنا في العدد ٩‏:‏ «بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه،‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة».‏ (‏كشف ٧:‏٩‏)‏ فمن يؤلفون هذا الجمع الكثير،‏ ما هو موقفهم الحالي امام اللّٰه،‏ وماذا يخبئ لهم المستقبل؟‏ ان جواب سفر الكشف هو بشارة لساكني الارض.‏ نقرأ:‏ «هؤلاء هم الذين يأتون من الضيق العظيم،‏ وقد غسلوا حللهم وبيّضوها بدم الحمل».‏ وبواسطة الايمان بدم المسيح المسفوك،‏ ستجري حمايتهم اثناء «الضيق العظيم».‏ والمسيح «سيرشدهم الى ينابيع مياه الحياة.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم».‏ (‏كشف ٧:‏١٤-‏١٧‏)‏ نعم،‏ يمكن لملايين من الناس العائشين اليوم ان يصبحوا جزءا من الجمع الذي لا يُحصى والذي سينجو من نهاية نظام الاشياء الشرير الحاضر.‏ وبصفتهم رعايا للملك يسوع المسيح في ملكه الألفي،‏ سيرشدهم هو الى حياة ابدية على الارض.‏ أفليست هذه بشارة؟‏

      ‏«احكامه حق وبارّة»‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ ماذا تحتوي الاصحاحات ٨ الى ١٩‏؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا ينبغي ان ينزعج ذوو القلوب المستقيمة من هذه النبوات؟‏

      ١٢ الاصحاحات ٨ الى ١٩ مسؤولة بشكل كبير عن صيت سفر الكشف انه سفر ينبئ بكوارث مروعة.‏ فهي تحتوي رسائل دينونة شديدة الوقع (‏يُرمز اليها بنفخات الابواق،‏ الضربات،‏ وجامات الغضب الالهي)‏ موجهة ضد عناصر مختلفة من نظام اشياء الشيطان.‏ وستنفَّذ هذه الاحكام في الدين الباطل (‏«بابل العظيمة»)‏ اولا،‏ ثم في الانظمة السياسية الشريرة التي يُرمَز اليها بوحوش.‏ —‏ كشف ١٣:‏١،‏ ٢؛‏ ١٧:‏٥-‏٧،‏ ١٥،‏ ١٦‏.‏a

      ١٣ تصف هذه الاصحاحات تطهير السموات بطرح الشيطان وأبالسته الى جوار الارض.‏ وذلك يزوِّد التفسير المنطقي الوحيد للشدة العالمية التي لم يسبق لها مثيل منذ سنة ١٩١٤.‏ (‏كشف ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ كما تصف بلغة رمزية دمار نظام الاشياء الشرير للشيطان على الارض.‏ (‏كشف ١٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ فهل ينبغي ان تصدم هذه الاحداث المدهشة ذوي القلوب المستقيمة؟‏ كلا،‏ فخلال تنفيذ احكام اللّٰه يهتف حشد سماوي:‏ «سبِّحوا ياه!‏ الخلاص والمجد والقدرة لإلهنا،‏ لأن احكامه حق وبارة».‏ —‏ كشف ١٩:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كيف سيجري انهاء النظام الشرير الحاضر بطريقة بارة؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان يكون هذا الجزء من سفر الكشف سبب ابتهاج لذوي القلوب المستقيمة؟‏

      ١٤ لن يجلب يهوه نظام اشياء بارا دون تحرير الارض من الذين يهلكونها.‏ (‏كشف ١١:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١٩:‏١١-‏١٦؛‏ ٢٠:‏١،‏ ٢‏)‏ ولكن لا يملك ايّ انسان او حكومة السلطة او القوة لإنجاز ذلك.‏ فيهوه وحده والملك والقاضي الذي عيّنه،‏ المسيح يسوع،‏ يمكنهما فعل ذلك بطريقة بارة.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩‏.‏

      ١٥ وكما يُظهِر سفر الكشف بوضوح كبير،‏ فإن قصد يهوه هو انهاء النظام الشرير الحاضر.‏ وينبغي ان يكون هذا الواقع سبب ابتهاج للرجال والنساء الذين «يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة».‏ (‏حزقيال ٩:‏٤‏)‏ وينبغي ان يغرس ذلك في ذهنهم الحاجة الملحة ان ينتبهوا الى النداء الصادر عن الملاك الذي يحمل البشائر والذي اعلن:‏ «خافوا اللّٰه .‏ .‏ .‏ لأنّ ساعة دينونته قد جاءت،‏ فاعبدوا صانع السماء والارض».‏ (‏كشف ١٤:‏٧‏)‏ فليعبد هؤلاء الناس يهوه ويخدموه مع شهوده «الذين يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع».‏ —‏ كشف ١٢:‏١٧‏.‏

      الملك الألفي المجيد

      ١٦ (‏أ)‏ لماذا رفضت كنائس العالم المسيحي الرجاء الالفي؟‏ (‏ب)‏ لماذا يؤمن شهود يهوه بأن الصلاة النموذجية ستستجاب؟‏

      ١٦ الاصحاحات ٢٠ الى ٢٢ من سفر الكشف تحتوي على الاساس من الاسفار المقدسة لرجاء الحكم الألفي.‏ انه الجزء الوحيد من الكتاب المقدس الذي يذكر حقا فترة ألف سنة ستكون مستهل سعادة ابدية في السماء وعلى الارض.‏ لقد رفضت كنائس العالم المسيحي الرجاء الالفي.‏ وبما ان الابرار يذهبون الى السماء والاشرار الى الهاوية بحسب العقائد الكنسية،‏ ففكرة الارض الفردوسية لا وجود لها فيها.‏ والصلاة النموذجية،‏ التي تلتمس ان ‹تكون مشيئة اللّٰه على الارض كما هي في السماء›،‏ تفقد معناها تماما بالنسبة الى معظم اعضاء كنائس العالم المسيحي.‏ (‏متى ٦:‏١٠‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ لكنّ الامر ليس كذلك بالنسبة الى شهود يهوه.‏ فهم يملكون ايمانا راسخا انّ يهوه اللّٰه لم يصنع الارض «باطلا» بل «للسكن» صوَّرها.‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١٢،‏ ١٨‏)‏ وبذلك تكون النبوة القديمة،‏ الصلاة النموذجية،‏ والرجاء الالفي المؤسس على سفر الكشف جميعها على انسجام.‏ وسيهتم المسيح اثناء ملكه الف سنة بأن تكون مشيئة يهوه على الارض كما هي في السماء.‏

      ١٧ ماذا يدل انّ «الألف سنة» يجب فهمها حرفيا؟‏

      ١٧ ترد عبارة «الف سنة» ست مرات في الاعداد السبعة الاولى من سفر الكشف،‏ الاصحاح ٢٠ ‏.‏ ويجدر بالذكر انّ هذه العبارة تُستخدَم اربع مرات مع اداة التعريف «الـ‍ »،‏ مما يظهر انها تشير الى عصر ألفي حرفي وليس الى مجرد فترة طويلة غير محددة كما يريد معظم المعلقين في العالم المسيحي ان نعتقد.‏ فماذا سيحدث خلال العصر الالفي؟‏ اولا،‏ سيُجعل الشيطان في حالة خمول طوال هذه الفترة.‏ (‏كشف ٢٠:‏١-‏٣‏؛‏ قارنوا عبرانيين ٢:‏١٤‏.‏)‏ فيا لها من بشارة!‏

      ١٨ لماذا يمكن دعوة العصر الالفي «يوم» دينونة؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيحدث عند نهاية الألف سنة؟‏

      ١٨ وبما انّ الذين «سيملكون معه [المسيح] الالف سنة» يُعطَون «سلطة ان يدينوا»،‏ فهذه الفترة هي،‏ في الواقع،‏ «يوم» دينونة يدوم ألف سنة.‏ (‏كشف ٢٠:‏٤،‏ ٦‏؛‏ قارنوا اعمال ١٧:‏٣١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏)‏ سيقوم الموتى وسيدانون بالعدل هم والناجون من «الضيق العظيم» بحسب افعالهم او اعمالهم التي سيقومون بها في ذلك الوقت.‏ (‏كشف ٢٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وعند نهاية الألف سنة،‏ سيُطلَق سراح الشيطان مدة قصيرة ليُخضِع الجنس البشري لامتحان اخير.‏ وبعد هذا الامتحان سيُهلَك الى الابد الشيطان وأبالسته وأيّ من اتباعه المتمردين على الارض.‏ (‏كشف ٢٠:‏٧-‏١٠‏)‏ اما البشر الذين يجتازون الامتحان،‏ فستُكتب اسماؤهم بشكل لا يُمحى في «كتاب الحياة» وسيُقتادون الى حياة ابدية سعيدة يخدمون فيها يهوه ويعبدونه على ارض فردوسية.‏ —‏ كشف ٢٠:‏١٤،‏ ١٥؛‏ مزمور ٣٧:‏٩،‏ ٢٩؛‏ اشعياء ٦٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ لماذا يمكن ان نثق بأن الوعود المعلنة في سفر الكشف ستتحقق حتما؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستتناول المقالة التالية؟‏

      ١٩ هذه هي البشائر المعلنة في سفر الكشف.‏ وهي ليست وعودا فارغة قطعها بشر.‏ لقد كتب الرسول يوحنا:‏ «قال الجالس على العرش؛‏ ‹ها انا اصنع كل شيء جديدا›.‏ وقال ايضا:‏ ‹اكتب،‏ لأن هذه الكلمات امينة وحقة›».‏ (‏كشف ٢١:‏٥‏)‏ فماذا يجب ان نفعل لنشترك في اتمام هذه البشائر؟‏ يحتوي سفر الكشف الكثير من المشورة للذين يريدون ان يرضوا اللّٰه.‏ واتِّباع هذه المشورة يجلب لنا سعادة لا حدود لها،‏ الآن وإلى الابد،‏ كما ستُظهِر المقالة التالية.‏

  • كونوا قراء سعداء لسفر الكشف
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • كونوا قراء سعداء لسفر الكشف

      ‏«سعيد هو مَن يقرأ بصوت عال كلمات هذه النبوة ومَن يسمعونها ويحفظون ما هو مكتوب فيها».‏ —‏ كشف ١:‏٣‏.‏

      ١ في اية ظروف كان الرسول يوحنا عندما كتب سفر الكشف،‏ ولأي قصد دُوِّنت هذه الرؤى؟‏

      ‏«انا،‏ يوحنا .‏ .‏ .‏ صرت في الجزيرة التي تدعى بطمس لأجل التكلم عن اللّٰه والشهادة ليسوع».‏ (‏كشف ١:‏٩‏)‏ هذه هي الظروف التي كتب فيها الرسول يوحنا سفر الكشف.‏ ويُعتقد انه كان منفيا في بطمس اثناء حكم الامبراطور الروماني دوميتيان (‏٨١-‏٩٦ ب‌م)‏ الذي فرض عبادة الامبراطور وصار مضطهِدا للمسيحيين.‏ وفيما كان يوحنا في بطمس،‏ نال سلسلة من الرؤى التي دوَّنها.‏ وهو لم يسردها لإخافة المسيحيين الاولين،‏ بل لتقويتهم،‏ تعزيتهم،‏ وتشجيعهم نظرا الى المحن التي كانوا يقاسونها والتي كانت تكمن امامهم.‏ —‏ اعمال ٢٨:‏٢٢؛‏ كشف ١:‏٤؛‏ ٢:‏٣،‏ ٩،‏ ١٠،‏ ١٣‏.‏

      ٢ لماذا الحالة التي وُجد فيها يوحنا ورفقاؤه المسيحيون هي ذات اهمية بالنسبة الى المسيحيين العائشين اليوم؟‏

      ٢ انّ الظروف التي كُتِب فيها سفر الكتاب المقدس هذا هي ذات اهمية كبيرة بالنسبة الى المسيحيين العائشين اليوم.‏ فقد كان يوحنا يقاسي الاضطهاد لكونه شاهدا ليهوه ولابنه المسيح يسوع.‏ وكان هو ورفقاؤه المسيحيون يعيشون في احوال عدائية لأنهم،‏ فيما سعوا ان يكونوا مواطنين صالحين،‏ لم يستطيعوا ممارسة عبادة الامبراطور.‏ ‏(‏لوقا ٤:‏٨‏)‏ وفي بعض البلدان،‏ يجد المسيحيون الحقيقيون اليوم انفسهم في حالة مماثلة،‏ حيث تخوِّل الدولة نفسها الحق ان تحدِّد ما هو «صائب دينيا».‏ ولذلك كم معزية هي الكلمات في مقدمة سفر الكشف:‏ «سعيد هو مَن يقرأ بصوت عال كلمات هذه النبوة ومَن يسمعونها ويحفظون ما هو مكتوب فيها؛‏ لأن الوقت المعيَّن قريب».‏ (‏كشف ١:‏٣‏)‏ نعم،‏ يمكن لقراء سفر الكشف المنتبهين الطائعين ان يجدوا سعادة حقيقية وبركات كثيرة.‏

      ٣ مَن هو مصدر ما كُشف ليوحنا؟‏

      ٣ مَن هو المصدر المطلق لسفر الكشف،‏ وأية قناة تُستخدَم لنقل هذا السفر؟‏ يخبرنا العدد الافتتاحي‏:‏ «كشف من يسوع المسيح،‏ اعطاه اياه اللّٰه،‏ ليري عبيده ما لا بد ان يحدث عن قريب.‏ فأرسل ملاكه وبواسطته قدمه برموز لعبده يوحنا».‏ (‏كشف ١:‏١‏)‏ وببسيط العبارة،‏ يهوه اللّٰه هو المصدر الفعلي لسفر الكشف وهو اعطى هذا السفر ليسوع الذي نقله بدوره بواسطة ملاك الى يوحنا.‏ والفحص الأعمق يكشف انّ يسوع استخدم ايضا الروح القدس لنقل الرسائل الى الجماعات ولمنح يوحنا رؤى.‏ —‏ كشف ٢:‏٧،‏ ١١،‏ ١٧،‏ ٢٩؛‏ ٣:‏٦،‏ ١٣،‏ ٢٢؛‏ ٤:‏٢؛‏ ١٧:‏٣؛‏ ٢١:‏١٠‏؛‏ قارنوا اعمال ٢:‏٣٣‏.‏

      ٤ اية وسائل لا يزال يهوه يستخدمها اليوم لقيادة شعبه على الارض؟‏

      ٤ لا يزال يهوه يستخدم ابنه،‏ «رأس الجماعة»،‏ لتعليم خدامه على الارض.‏ (‏افسس ٥:‏٢٣؛‏ اشعياء ٥٤:‏١٣؛‏ يوحنا ٦:‏٤٥‏)‏ ويستخدم يهوه روحه ايضا لإرشاد شعبه.‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٦؛‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٠‏)‏ وتماما كما استخدم يسوع «عبده يوحنا» لنقل الطعام الروحي المقوّي الى جماعات القرن الاول،‏ يستخدم اليوم «العبد الأمين الفطين» الذي يتألف من ‹اخوته› الممسوحين على الارض لمنح خدم بيته ورفقائهم ‹الطعام الروحي في حينه›.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ٢٥:‏٤٠‏)‏ وسعداء هم الذين يعترفون بمصدر ‹العطايا الصالحة› التي ننالها بشكل طعام روحي وبالقناة التي يستخدمها.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧‏.‏

      جماعات يوجهها المسيح

      ٥ (‏أ)‏ بماذا ترتبط الجماعات المسيحية ونظّارها؟‏ (‏ب)‏ رغم النقائص البشرية،‏ ماذا سيساهم في سعادتنا؟‏

      ٥ في الاصحاحات الافتتاحية من سفر الكشف،‏ تُشبَّه الجماعات المسيحية بمناير ونظّارها بملائكة (‏رسل)‏ وبنجوم.‏ (‏كشف ١:‏٢٠‏)‏a وإذ تحدث المسيح عن نفسه،‏ امر يوحنا ان يكتب:‏ «هذا ما يقوله الممسك النجوم السبعة بيده اليمنى،‏ الماشي في وسط المناير الذهبية السبع».‏ (‏كشف ٢:‏١‏)‏ وتُظهِر الرسائل السبع الى الجماعات الآسيوية السبع انه في القرن الاول للميلاد،‏ كانت للجماعات ولشيوخها مواضع قوة ومواضع ضعف.‏ ويصح الامر عينه اليوم.‏ لذلك نكون سعداء اكثر بكثير اذا ابقينا في ذهننا انّ المسيح،‏ رأسنا،‏ هو في وسط الجماعات.‏ فهو يعرف تماما ما يجري فيها.‏ والنظار هم مجازيا ‹في يده اليمنى›،‏ اي تحت سيطرته وتوجيهه،‏ ومسؤولون امامه عن الطريقة التي يرعون بها الجماعات.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٨؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏

      ٦ ماذا يُظهِر انّ النظّار ليسوا وحدهم المسؤولين امام المسيح؟‏

      ٦ لكننا نخدع انفسنا إن اعتقدنا انّ النظّار وحدهم مسؤولون امام المسيح عن افعالهم.‏ فقد قال المسيح في احدى رسائله:‏ «تعرف الجماعات كلها اني انا فاحص الكلى والقلوب،‏ وسأعطيكم،‏ كل واحد منكم،‏ بحسب اعمالكم».‏ (‏كشف ٢:‏٢٣‏)‏ انّ هذا لَتحذير وتشجيع في الوقت نفسه —‏ تحذير انّ المسيح يعرف دوافعنا المتأصلة عميقا،‏ وتشجيع اذ يؤكد لنا انّ المسيح يدرك جهودنا وسيباركنا اذا فعلنا كل ما في وسعنا.‏ —‏ مرقس ١٤:‏٦-‏٩؛‏ لوقا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٧ كيف «حفظ» المسيحيون في فيلادلفيا ‹الكلمة عن احتمال يسوع›؟‏

      ٧ لا تحتوي رسالة المسيح الى الجماعة في مدينة فيلادلفيا الليديَّة ايّ توبيخ،‏ لكنها تقطع وعدا هو دون شك ذو اهمية كبرى لنا.‏ «لأنك حفظت الكلمة عن احتمالي،‏ فسأحفظك انا ايضا من ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة بأسرها،‏ لتمتحن الساكنين على الارض».‏ (‏كشف ٣:‏١٠‏)‏ والتعبير اليوناني المنقول «حفظت الكلمة عن احتمالي» يمكن ان يعني ايضا «حفظت ما قلتُه عن الاحتمال».‏ فالعدد ٨ يشير انّ المسيحيين في فيلادلفيا لم يطيعوا وصايا المسيح فحسب،‏ بل ايضا اتّبعوا مشورته ان يحتملوا بأمانة.‏ —‏ متى ١٠:‏٢٢؛‏ لوقا ٢١:‏١٩‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ايّ وعد قطعه يسوع للمسيحيين في فيلادلفيا؟‏ (‏ب)‏ مَن يتأثرون اليوم من «ساعة الامتحان»؟‏

      ٨ وأضاف يسوع انه سيحفظهم من «ساعة الامتحان».‏ لا نعرف تماما ما عناه ذلك لأولئك المسيحيين آنذاك.‏ ورغم انّ الاضطهاد توقف فترة قصيرة بعد موت دوميتيان سنة ٩٦ ب‌م،‏ بدأت موجة اضطهاد جديدة في عهد تراجان (‏٩٨-‏١١٧ ب‌م)‏،‏ مسبِّبة دون شك المزيد من المحن.‏ لكن «ساعة الامتحان» الرئيسية تحدث في «يوم الرب» اثناء «وقت النهاية» الذي نحن فيه الآن.‏ (‏كشف ١:‏١٠؛‏ دانيال ١٢:‏٤‏)‏ فقد اختبر المسيحيون الممسوحون بالروح فترة امتحان خصوصية اثناء الحرب العالمية الاولى وعقبها مباشرة.‏ ومع ذلك،‏ لا تزال «ساعة الامتحان» مستمرة.‏ وهي تؤثر في «المسكونة بأسرها» بمن فيها الملايين الذين يؤلفون الجمع الكثير والذين يأملون النجاة من الضيق العظيم.‏ (‏كشف ٣:‏١٠؛‏ ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وسنكون سعداء إن ‹حفظنا ما قاله يسوع عن الاحتمال›.‏ فقد قال بالتحديد:‏ «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣‏.‏

      الاذعان السعيد لسلطان يهوه

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ بأية طرائق ينبغي ان تؤثر فينا الرؤيا عن عرش يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف تساهم قراءتنا لسفر الكشف في سعادتنا؟‏

      ٩ الرؤيا عن عرش يهوه وهيئته السماوية المذكورة في الاصحاحين ٤ و ٥ من سفر الكشف ينبغي ان تملأنا رهبة.‏ وينبغي ان تؤثر فينا تعابير الحمد القلبية التي تلفظت بها المخلوقات السماوية القوية وهي تذعن بفرح لسلطان يهوه البار.‏ (‏كشف ٤:‏٨-‏١١‏)‏ وينبغي ان تُسمَع اصواتنا بين الاصوات التي تقول:‏ «للجالس على العرش وللحَمل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!‏».‏ —‏ كشف ٥:‏١٣‏.‏

      ١٠ وعمليا ،‏ يعني ذلك ان نكون مذعنين بفرح لمشيئة يهوه في كل شيء.‏ كتب الرسول بولس:‏ «مهما يكن ما تفعلونه،‏ بالكلام او بالعمل،‏ فافعلوا كل شيء باسم الرب يسوع،‏ شاكرين به اللّٰه الآب».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٧‏)‏ وستجعلنا قراءتنا لسفر الكشف سعداء حقا اذا كنا في اعماق اذهاننا وقلوبنا نعترف بسلطان يهوه ونأخذ مشيئته في الاعتبار في كل اوجه حياتنا.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف سيُزعزَع ويدمَّر نظام الشيطان الارضي؟‏ (‏ب)‏ بحسب سفر الكشف الاصحاح ٧‏،‏ مَن «يستطيع الوقوف» آنذاك؟‏

      ١١ والاذعان بفرح لسلطان يهوه هو اساس السعادة على صعيد شخصي وعالمي.‏ فقريبا سيزعزع زلزال عظيم رمزي نظام الشيطان العالمي حتى اساساته ويدمره.‏ ولن يكون هنالك ملجأ للبشر الذين يرفضون الاذعان لحكومة ملكوت المسيح السماوية التي تمثل سيادة اللّٰه الشرعية.‏ تذكر النبوة:‏ «ملوك الارض وذوو المناصب الرفيعة والآمرون العسكريون والأغنياء والأقوياء وكل عبد وحر أخفوا انفسهم في المغاور وفي صخور الجبال.‏ وكانوا يقولون باستمرار للجبال والصخور:‏ ‹اسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش ومن سخط الحمل،‏ لأنه قد جاء اليوم العظيم لسخطهما،‏ ومَن يستطيع الوقوف؟‏›».‏ —‏ كشف ٦:‏١٢،‏ ١٥-‏١٧‏.‏

      ١٢ اما بشأن هذا السؤال،‏ فيقول الرسول يوحنا في الاصحاح التالي انّ مَن يؤلفون الجمع الكثير الذين يأتون من الضيق العظيم هم «واقفون امام العرش وأمام الحمل».‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ ووقوفهم امام عرش اللّٰه يُظهر انهم يعترفون بهذا العرش ويذعنون كاملا لسلطان يهوه.‏ ولذلك يقفون امامه بشكل مقبول.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ماذا يعبد اكثرية سكان الارض،‏ وإلامَ ترمز السمة على جبهتهم او على يدهم؟‏ (‏ب)‏ لذلك لماذا سيكون الاحتمال ضروريا؟‏

      ١٣ ومن ناحية اخرى،‏ يصوِّر الاصحاح ١٣ باقي سكان الارض انهم يعبدون نظام الشيطان السياسي المرموز اليه بوحش.‏ وينالون سمة على «جبهتهم» او على «يدهم» مما يُظهِر تأييدهم العقلي والجسدي لهذا النظام.‏ (‏كشف ١٣:‏١-‏٨،‏ ١٦،‏ ١٧‏)‏ ثم يضيف الاصحاح ١٤‏:‏ «إن عبد احد الوحش وصورته،‏ ونال سمة على جبهته او على يده،‏ فإنه سيشرب ايضا من خمر غضب اللّٰه المسكوب صرفا في كأس سخطه .‏ .‏ .‏ هذا يعني الاحتمال للقديسين،‏ اولئك الذين يحفظون وصايا اللّٰه والإيمان بيسوع».‏ (‏كشف ١٤:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٢‏)‏ ومع مرور الوقت،‏ سيزداد طرح السؤال:‏ مَن تؤيِّدون؟‏ يهوه وسلطانه ام النظام السياسي الشرير المرموز اليه بوحش؟‏ وسعداء سيكون الذين يتجنبون نيل سمة الوحش ويحتملون بأمانة مذعنين لسلطان يهوه.‏

      ١٤،‏ ١٥ اية رسالة تقاطع وصف سفر الكشف لهرمجدون،‏ وأي معنى تحمله لنا؟‏

      ١٤ ان حكام «المسكونة بأسرها» هم في مسار يؤدي الى مواجهة مع يهوه حول قضية السلطان.‏ وستُحسم المسألة في هرمجدون،‏ «حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء».‏ (‏كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ وفي خضم هذا الوصف لتجميع حكام الارض للحرب ضد يهوه تظهر مداخلة مثيرة للاهتمام.‏ فيسوع نفسه يقاطع الرؤيا ليقول:‏ «ها انا آت كسارق.‏ سعيد هو الذي يبقى مستيقظا ويحفظ ثيابه الخارجية،‏ لئلا يمشي عريانا فينظروا خزيه».‏ (‏كشف ١٦:‏١٥‏)‏ وقد يشير هذا الى حرس الهيكل اللاويين الذين كانوا يجرَّدون من ثيابهم ويُهانون علانية اذا وُجدوا نياما اثناء تأديتهم مهمة الحراسة.‏

      ١٥ الرسالة واضحة:‏ اذا اردنا النجاة من هرمجدون،‏ يجب ان نبقى متيقظين روحيا ونحافظ على الثياب الرمزية التي تحدِّد هويتنا كشهود امناء ليهوه اللّٰه.‏ وسنكون سعداء إن تجنّبنا النعاس الروحي واستمررنا دون انقطاع في الاشتراك بغيرة في نشر ‹البشارة الابدية› لملكوت اللّٰه المؤسس.‏ —‏ كشف ١٤:‏٦‏.‏

      ‏‹سعيد هو مَن يحفظ هذه الكلمات›‏

      ١٦ لماذا الاصحاحان الختاميان من سفر الكشف هما سبب خصوصي للسعادة؟‏

      ١٦ لا يسع قراء سفر الكشف السعداء إلا ان يطفروا فرحا فيما يقرأون الاصحاحَين الختاميَّين اللذين يصفان رجاءنا المجيد —‏ سماء جديدة وأرضا جديدة،‏ اي حكومة للملكوت سماوية بارة تحكم مجتمعا بشريا مطهَّرا جديدا،‏ وكل ذلك لتسبيح «يهوه اللّٰه القادر على كل شيء».‏ (‏كشف ٢١:‏٢٢‏)‏ وإذ بلغت السلسلة الرائعة من الرؤى نهايتها،‏ قال الرسول الملائكي ليوحنا:‏ «هذه الكلمات امينة وحقة؛‏ انّ يهوه اله اقوال الأنبياء الموحى بها ارسل ملاكه ليُري عبيده ما لا بدّ ان يحدث عن قريب.‏ وها انا آتٍ سريعا.‏ سعيد هو مَن يحفظ كلمات نبوة هذا الدرج».‏ —‏ كشف ٢٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ تأكيد معطى في كشف ٢٢:‏٦‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان نحذر منه؟‏

      ١٧ سيتذكر قراء سفر الكشف السعداء انّ كلمات مشابهة لهذه مذكورة في مستهل «الدرج».‏ (‏كشف ١:‏١،‏ ٣‏)‏ وتؤكد لنا هذه الكلمات انّ جميع «ما» أُنبئ به في هذا السفر الختامي للكتاب المقدس سوف «يحدث عن قريب».‏ فقد توغلنا في وقت النهاية الى حد انّ الاحداث ذات العلاقة المنبأ بها في سفر الكشف ستحدث دون شك عن قريب وبتتابع سريع.‏ ولذلك لا ينبغي ان يهدهدنا ايّ استقرار ظاهري في نظام الشيطان.‏ فالقارئ اليقظ سيتذكر التحذيرات المعطاة في الرسائل الى الجماعات السبع في آسيا وسيتجنب فخاخ المادية،‏ الصنمية،‏ الفساد الادبي،‏ الفتور،‏ وروح الارتداد الطائفية.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لماذا يجب ان يأتي يسوع اخيرا،‏ وفي ايّ رجاء يعبِّر عنه يوحنا نشترك؟‏ (‏ب)‏ لأي قصد ‹سيأتي› يهوه اخيرا؟‏

      ١٨ في سفر الكشف،‏ يعلن يسوع بضع مرات:‏ «اني آتٍ سريعا».‏ (‏كشف ٢:‏١٦؛‏ ٣:‏١١؛‏ ٢٢:‏٧،‏ ٢٠أ‏)‏ فيجب ان يأتي اخيرا لينفذ الدينونة في بابل العظيمة،‏ نظام الشيطان السياسي،‏ وكل البشر الذين يرفضون الإذعان لسلطان يهوه الممثَّل الآن بالملكوت المسياني.‏ اننا نضمّ اصواتنا الى صوت الرسول يوحنا الذي هتف:‏ «آمين!‏ تعال،‏ ايها الرب يسوع».‏ —‏ كشف ٢٢:‏٢٠ب‏.‏

      ١٩ يذكر يهوه نفسه:‏ «ها انا آتٍ سريعا،‏ ومعي أَجري لأُجازي كل واحد بحسب عمله».‏ (‏كشف ٢٢:‏١٢‏)‏ وفيما ننتظر الجائزة المجيدة لحياة بلا نهاية كجزء من ‹السماء الجديدة› او من ‹الارض الجديدة› الموعود بهما،‏ فلنشترك بغيرة في دعوة جميع ذوي القلوب المستقيمة:‏ «‹تعال!‏›.‏ ومَن يعطش فليأت؛‏ ومَن يُرِد فليأخذ ماء الحياة مجانا».‏ (‏كشف ٢٢:‏١٧‏)‏ وليصبحوا هم ايضا قراء سعداء لسفر الكشف الملهَم والملهِم!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة