مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل اسمكم في كتاب الحياة؟‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١١

      هل اسمكم في كتاب الحياة؟‏

      ساردس

      ١ ما هي الحالة الروحية للجماعة في ساردس،‏ وكيف يبتدئ يسوع رسالته؟‏

      على بعد ٣٠ ميلا تقريبا جنوب أكحيصار العصرية (‏ثياتيرا)‏ تقع الجماعة التالية التي تتسلَّم رسالة من يسوع الممجَّد:‏ ساردس.‏ وفي القرن السادس قبل عصرنا الميلادي كانت هذه المدينة العاصمةَ الفخمةَ لمملكة ليديا القديمة ومقرًّا للملك الفاحش الثراء كريسوس.‏ وفي ايام يوحنا وقعت في اوقات عصيبة،‏ وبهاؤها السابق تحت حكم كريسوس هو مجرد تاريخ.‏ وبشكل مماثل،‏ صارت الجماعة المسيحية هناك فقيرة روحيا.‏ ولاول مرة،‏ لا يبتدئ يسوع رسالته بكلمة مدح.‏ لكنه يقول:‏ ‏«واكتب الى ملاك الجماعة في ساردس:‏ هذا ما يقوله الذي له ارواح اللّٰه السبعة والنجوم السبعة:‏ ‏‹اني اعرف اعمالك،‏ ان لك اسما انك حي،‏ ولكنك ميت›».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ بالنسبة الى المسيحيين في ساردس،‏ ما هو مغزى ان تكون ليسوع ‹الارواح السبعة›؟‏ (‏ب)‏ اي صيت كان لجماعة ساردس،‏ ولكن ماذا كانت الوقائع؟‏

      ٢ لماذا يحدد يسوع هويته بصفته ‹الذي له الارواح السبعة›؟‏ لان هذه الارواح تمثّل روح يهوه القدس في تمام تدفقه.‏ ولاحقا،‏ يصفها يوحنا ايضا بأنها «سبع اعين،‏» مشيرا الى الرؤية الثاقبة التي يهبها روح اللّٰه القدس ليسوع.‏ (‏رؤيا ٥:‏٦‏)‏ وهكذا يتمكن من كشف ومعالجة اية حالة قد توجد.‏ (‏متى ١٠:‏٢٦؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٥‏)‏ والجماعة في ساردس لها صيت بأنها حية وفعّالة.‏ ولكن يمكن ليسوع ان يرى انها ميتة روحيا.‏ وكما يتضح،‏ ارتدّ معظم اعضائها الى لامبالاة مماثلة لحالتهم قبل ان يصيروا مسيحيين.‏ —‏ قارنوا افسس ٢:‏​١-‏٣؛‏ عبرانيين ٥:‏​١١-‏١٤‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ لماذا يجب على «ملاك الجماعة في ساردس» ان ينتبه خصوصا الى ان يسوع له «النجوم السبعة»؟‏ (‏ب)‏ اية مشورة قوية يقدمها يسوع للجماعة في ساردس؟‏

      ٣ ويذكِّر يسوع ايضا «ملاك الجماعة في ساردس» بأنه هو الذي له «النجوم السبعة».‏ فهو يمسك شيوخ الجماعة هؤلاء في يده اليمنى،‏ اذ لديه السلطة ليوجههم في عملهم الرعائي.‏ ويجب ان يجعلوا قلوبهم على ‹معرفة حال الغنم حق المعرفة›.‏ (‏امثال ٢٧:‏٢٣‏)‏ لذلك كان من الافضل ان يستمعوا بانتباه الى كلمات يسوع التالية:‏ ‏«كُن ساهرا،‏ وقوِّ ما بقي الذي كان عتيدا ان يموت،‏ فإني لم اجد اعمالك تامة امام إلهي.‏ فتذكر كيف نلتَ وسمعتَ،‏ وداوِم على حفظه،‏ وتُب.‏ فإني إن لم تستيقظ آتي كسارق،‏ ولن تعرف ابدا في أيّة ساعة آتيك».‏ —‏ رؤيا ٣:‏​٢،‏ ٣‏.‏

      ٤ كيف تساعد كلمات بطرس الجماعة في ساردس على ‹تقوية ما بقي›؟‏

      ٤ ويلزم الشيوخ في ساردس ان يذكروا الفرح الذي كان لديهم اولا عندما تعلَّموا الحق والبركات التي نالوها بعدئذ.‏ ولكنهم الآن اموات في ما يتعلق بالنشاط الروحي.‏ وسراجهم الجماعي يخبو بسبب النقص في اعمال الايمان.‏ وقبل سنوات،‏ كتب الرسول بطرس الى الجماعات في آسيا (‏بما فيها ساردس على الارجح)‏ ليزيد التقدير للبشارة المجيدة التي قبلها المسيحيون والتي اعلنها «روح قدس مرسَل من السماء» —‏ كما مثَّلته الارواح السبعة في رؤيا يوحنا.‏ وذكَّر بطرس ايضا اولئك المسيحيين الآسيويين بأنهم ينتمون الى ‹جنس مختار،‏ كهنوت ملكي،‏ امة مقدسة،‏ شعب اقتناء،‏ ليعلنوا فضائل الذي دعاهم من الظلمة الى نوره العجيب›.‏ (‏١ بطرس ١:‏​١٢،‏ ٢٥؛‏ ٢:‏٩‏)‏ والتأمل في حقائق روحية كهذه سيساعد الجماعة في ساردس على التوبة و ‹تقوية ما بقي›.‏ —‏ قارنوا ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا حدث للتقدير عند المسيحيين في ساردس؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيحدث اذا لم يتجاوب مسيحيو ساردس مع مشورة يسوع؟‏

      ٥ أما في الوقت الحاضر فان تقديرهم ومحبتهم للحق هما كنار خمدت تقريبا.‏ ومجرد جمر قليل يستمر في التوهج.‏ ويسوع يشجعهم على اضرام الشرارة،‏ اثارة النار،‏ التوبة عن الخطايا التي قادهم اليها اهمالهم،‏ والصيرورة جماعة حية روحيا مرة ثانية.‏ (‏قارنوا ٢ تيموثاوس ١:‏​٦،‏ ٧‏.‏)‏ وإلا،‏ عندما يأتي يسوع بشكل غير متوقع —‏ «كسارق» —‏ لتنفيذ الدينونة،‏ فان الجماعة في ساردس ستكون غير مستعدة.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٤٣،‏ ٤٤‏.‏

      يأتي «كسارق»‏

      ٦ كيف اتى يسوع «كسارق» في السنة ١٩١٨،‏ وأية حالة وجدها بين المدَّعين انهم أتباعه؟‏

      ٦ وتحذير يسوع انه يأتي «كسارق» يمتد الى الازمنة العصرية.‏ وله انطباق خصوصي على المسيحيين الذين صمدوا حتى يوم الرب.‏ فبُعيد السنة ١٩١٤ كان هنالك اتمام لنبوة ملاخي:‏ «‹يأتي بغتة الى هيكله الرب الذي تطلبونه،‏ ورسول العهد الذي تسَرّون به.‏ ها هو يأتي›،‏ يقول يهوه الجنود».‏ (‏ملاخي ٣:‏١؛‏ رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وبصفته «رسول العهد»،‏ اتى يسوع ليفتقد ويدين اولئك الذين ادَّعوا انهم أتباعه.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وفي ذلك الوقت،‏ في السنة ١٩١٨،‏ كان العالم المسيحي قد تورط في سفك الدم في الحرب العالمية الاولى وكان ميتا تماما،‏ بطريقة روحية.‏ وحتى المسيحيون الحقيقيون،‏ الذين كرزوا بغيرة الى حد بعيد قبل الحرب،‏ اختبروا وقتا من النعاس الروحي.‏ وبعض شيوخهم البارزين وُضعوا في السجن،‏ وتوقف نشاط الكرازة تقريبا.‏ وعندما ايقظ روح يهوه هؤلاء المسيحيين في السنة التالية لم يكن الجميع مستعدين.‏ فالبعض،‏ كالعذارى الحمقاوات في مثل يسوع،‏ لم يكونوا متأهبين روحيا لامتياز خدمة يهوه.‏ ولكن،‏ لسعادتنا،‏ كان هنالك كثيرون،‏ كالعذارى الفطنات،‏ ممن اصغوا الى تحذير يسوع:‏ «داوموا على السهر،‏ لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة».‏ —‏ متى ٢٥:‏​١-‏١٣‏.‏

      ٧ لماذا يحتاج المسيحيون اليوم ان يبقوا مستيقظين؟‏

      ٧ وحاجة المسيحي ان يكون متيقظا لم تنتهِ في وقت مبكر من يوم الرب.‏ ففي نبوته العظمى عن «العلامة عندما تُختَتَم هذه الامور كلها»،‏ اعطى يسوع تحذيرا قويا:‏ «اما ذلك اليوم او الساعة فلا يعرفهما احد .‏ .‏ .‏ ابقوا منتبهين ومستيقظين،‏ لأنكم لا تعرفون متى يكون الوقت المعين.‏ ولكن ما اقوله لكم،‏ اقوله للجميع:‏ داوموا على السهر».‏ (‏مرقس ١٣:‏​٤،‏ ٣٢،‏ ٣٣،‏ ٣٧‏)‏ نعم،‏ الى هذه الساعة،‏ يحتاج كل واحد منا،‏ سواء كان من الممسوحين او من الجمع الكثير،‏ ان يبقى متيقظا ويقاوم الانجراف الى النوم الروحي.‏ وعندما يأتي يوم يهوه «كسارق في الليل»،‏ فلنكن مستيقظين تماما لكي ننال دينونة مؤاتية.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​٢،‏ ٣؛‏ لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

      ٨ كيف يحثّ صفّ يوحنا شعب اللّٰه اليوم على البقاء حيا روحيا؟‏

      ٨ وصفّ يوحنا نفسه اليوم مستيقظ ومدرك للحاجة الى حثّ شعب اللّٰه على البقاء حيا روحيا.‏ ولهذه الغاية يجري ترتيب تجمعات خصوصية في كل الارض عدة مرات كل سنة.‏ وفي احدى السنوات الاخيرة بلغ مجموع الحضور في ٩٨١‏,‏٢ محفلا كوريا ٧٤٤‏,‏٩٥٣‏,‏١٠،‏ واعتمد ٧٠١‏,‏١٢٢ مؤمن جديد.‏ ولاكثر من مئة سنة يستخدم صفّ يوحنا مجلة برج المراقبة في اعلان اسم يهوه وقصده.‏ وتجاوبا مع الاضطهادات المريرة خلال الحربين العالميتين،‏ اثارت برج المراقبة شهود يهوه الى غيرة متجددة بنشر مقالات مثل «مباركون هم الشجعان» (‏١٩١٩)‏،‏ «دعوة الى العمل» (‏١٩٢٥)‏،‏ و «هزم الاضطهاد» (‏١٩٤٢)‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ماذا يجب على المسيحيين ان يسألوا انفسهم؟‏ (‏ب)‏ اي تشجيع منحته برج المراقبة؟‏

      ٩ وكما في ساردس،‏ كذلك في الجماعات اليوم،‏ فان فحص الذات المستمر حيوي لجميع المسيحيين.‏ ويجب علينا جميعا ان نداوم على سؤال انفسنا:‏ هل ‹اعمالنا تامة› امام الهنا؟‏ ودون ادانة الآخرين،‏ هل ننمي شخصيا روح التضحية بالذات ونجاهد لنقدم خدمة للّٰه من كل النفس؟‏ من هذا القبيل،‏ منحت مجلة برج المراقبة التشجيع بمناقشة مواضيع مثل «داوموا على اختبار انفسكم» و «لا نحيَ في ما بعد لأنفسنا».‏a واذ نحظى بمثل هذه المساعدة من الاسفار المقدسة،‏ دعونا نسبر غور انفسنا الاعمق فيما نحاول ان نسلك بتواضع وبروح الصلاة باستقامة امام يهوه.‏ —‏ مزمور ٢٦:‏​١-‏٣؛‏ ١٣٩:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ‏«اسماء قليلة»‏

      ١٠ اي وجه مشجع لاحظه يسوع في الجماعة في ساردس،‏ وكيف يجب ان يؤثر ذلك فينا؟‏

      ١٠ وكلمات يسوع التالية الى الجماعة في ساردس هي الاكثر تشجيعا.‏ فهو يقول:‏ ‏«إلا أن عندك اسماء قليلة في ساردس لم يدنسوا ارديتهم،‏ فسيمشون معي في اردية بيضاء،‏ لأنهم يستحقون ذلك.‏ من يغلب فسيتسربل هكذا بأردية بيضاء،‏ ولن أمحو اسمه ابدا من كتاب الحياة،‏ بل سأعترف باسمه امام ابي وأمام ملائكته».‏ (‏رؤيا ٣:‏​٤،‏ ٥‏)‏ ألا تثيرنا هذه الكلمات وتقوّي تصميمنا ان نكون امناء؟‏ وبسبب الاهمال من جهة هيئة الشيوخ قد تستغرق الجماعة ككل في نوم روحي عميق.‏ ومع ذلك،‏ قد يجاهد بعض الافراد فيها بشجاعة لابقاء هويتهم المسيحية نقية وغير ملطخة،‏ وهكذا يستمرون في حيازة صيت حسن عند يهوه.‏ —‏ امثال ٢٢:‏١‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ حتى خلال الارتداد العظيم،‏ كيف كان البعض مثل تلك ‹الاسماء القليلة› الامينة في ساردس؟‏ (‏ب)‏ اية راحة حصلت للمسيحيين المشبَّهين بالحنطة خلال يوم الرب؟‏

      ١١ نعم،‏ ان هذه ‹الاردية› تشير الى الهوية البارة للشخص كمسيحي.‏ (‏قارنوا رؤيا ١٦:‏١٥؛‏ ١٩:‏٨‏.‏)‏ ولا بد انه مبهج لقلب يسوع ان يرى،‏ على الرغم من لامبالاة الغالبية العظمى،‏ ان «اسماء قليلة»،‏ اي مسيحيين ممسوحين قليلين في ساردس،‏ ينجحون في المحافظة على هذه الهوية.‏ وكذلك،‏ عندما صار المدَّعون المسيحية جزءا من بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ خلال القرون الطويلة للارتداد العظيم،‏ لا بدّ انه كان هنالك دائما افراد قليلون حاولوا،‏ في وجه الصعوبات الكبيرة،‏ ان يفعلوا مشيئة يهوه.‏ وكان هؤلاء ابرارا كالحنطة المختفية في وسط وفرة من الزوان الموجود في اديان العالم.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​٣-‏٦؛‏ متى ١٣:‏​٢٤-‏٢٩‏.‏

      ١٢ ويسوع وعد بأنه سيكون مع هؤلاء المسيحيين المشبَّهين بالحنطة «كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ وهو يعرف مَن هم والصيت الذي صنعوه لانفسهم.‏ (‏متى ٢٨:‏٢٠؛‏ جامعة ٧:‏١‏)‏ وتخيَّلوا فرح اولئك ‹القليلين› الامناء الذين كانوا لا يزالون احياء عند بداية يوم الرب!‏ فقد انفصلوا نهائيا عن العالم المسيحي الميت روحيا وجرى تجميعهم الى جماعة بارة اشبه بالجماعة في سميرنا.‏ —‏ متى ١٣:‏​٤٠-‏٤٣‏.‏

      ١٣ اية بركات تنتظر المسيحيين الممسوحين الذين لا ‹يدنسون ارديتهم›؟‏

      ١٣ واولئك الامناء الى النهاية في ساردس الذين لا يلطخون هويتهم المسيحية يبلغون تحقيق رجاء رائع.‏ فبعد تأسيس ملكوت يسوع المسيّاني في السنة ١٩١٤،‏ يقامون الى حياة روحانية وكغالبين يُلبَسون اردية بيضاء رمزا الى برِّهم الكامل وغير الملوَّث.‏ واذ يسلكون الطريق الحرج الذي يؤدي الى الحياة،‏ سيتمتعون بمكافأة ابدية.‏ —‏ متى ٧:‏١٤‏؛‏ انظروا ايضا رؤيا ٦:‏​٩-‏١١‏.‏

      الى الابد في كتاب الحياة!‏

      ١٤ ما هو «كتاب الحياة»،‏ وأسماء مَن مسجَّلة فيه؟‏

      ١٤ ما هو «كتاب الحياة»،‏ وأسماء مَن سيجري استبقاؤها فيه؟‏ ان كتاب،‏ او سفر،‏ الحياة يشير الى سجل خدام يهوه الذين يتأهلون لنيل هبة الحياة الابدية.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦‏)‏ وهنا في سفر الرؤيا تجري الاشارة بالتحديد الى اسماء المسيحيين الممسوحين.‏ ولكنّ اسماء اولئك المتأهلين للحياة الابدية على الارض مسجَّلة فيه ايضا.‏ وأكثر من ذلك،‏ يمكن ‹محو› الاسماء من هذا الكتاب.‏ (‏خروج ٣٢:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ غير ان افراد صفّ يوحنا الذين تبقى اسماؤهم في كتاب الحياة حتى موتهم ينالون الحياة الخالدة في السماء.‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ هذه هي الاسماء التي يعترف بها يسوع على نحو خصوصي امام ابيه وأمام ملائكته.‏ وما أروع هذه المكافأة!‏

      ١٥ كيف يجعل اعضاء الجمع الكثير اسماءهم تُكتب بشكل لا يُمحى في كتاب الحياة؟‏

      ١٥ والجمع الكثير،‏ الذين اسماؤهم مكتوبة ايضا في كتاب الحياة،‏ سيخرجون من الضيق العظيم احياء.‏ وبممارسة الايمان خلال حكم يسوع الالفي وفي اثناء الامتحان الحاسم الذي يتبع،‏ سيكافأ هؤلاء بحياة ابدية في الفردوس على الارض.‏ (‏دانيال ١٢:‏١؛‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٤؛‏ ٢٠:‏١٥؛‏ ٢١:‏٤‏)‏ وستبقى اسماؤهم عندئذ مكتوبة بشكل لا يُمحى في كتاب الحياة.‏ واذ تعرفون ما يقدَّم هنا بواسطة الروح القدس،‏ ألا تتجاوبون بحماسة مع تحريض يسوع المتكرر:‏ ‏«مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات»؟‏ —‏ رؤيا ٣:‏٦‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا برج المراقبة ١٥ تموز ٢٠٠٥،‏ و ١٥ آذار ٢٠٠٥.‏

  • ‏‹ابقوا متمسكين بما عندكم›‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٢

      ‏‹ابقوا متمسكين بما عندكم›‏

      فيلادلفيا

      ١ وُجِّهت رسالة يسوع السادسة الى الجماعة في اية مدينة،‏ وماذا يعني اسم هذه المدينة؟‏

      المودَّة الاخوية —‏ يا لها من صفة مرغوب فيها!‏ ولا شك ان يسوع يفكر في ذلك عندما يقدِّم رسالته السادسة،‏ الموجَّهة الى الجماعة في فيلادلفيا،‏ لأن هذا الاسم يعني «المودَّة الاخوية».‏ ولا يزال يوحنا المسن يذكر المناسبة،‏ قبل اكثر من ٦٠ سنة،‏ عندما ألحَّ بطرس ثلاث مرات على يسوع انه،‏ بطرس،‏ يكنّ لربه مودَّة حارة.‏ (‏يوحنا ٢١:‏​١٥-‏١٧‏)‏ فهل يُظهِر المسيحيون في فيلادلفيا من جهتهم المودَّة الاخوية؟‏ انهم يفعلون ذلك كما يظهر!‏

      ٢ اي نوع من المدن كانت فيلادلفيا،‏ اي نوع من الجماعات كان يقع هناك،‏ وماذا يقول يسوع لملاك هذه الجماعة؟‏

      ٢ واذ تقع على بعد ٣٠ ميلا تقريبا جنوبي شرقي ساردس (‏في موقع مدينة ألاشهير التركية الحديثة)‏،‏ تكون فيلادلفيا ايام يوحنا مدينة مزدهرة الى حد ما.‏ ولكنّ الاكثر جدارة بالذكر هو ازدهار الجماعة المسيحية هناك.‏ ويا للفرح الذي لا بد انهم استقبلوا به الخادم الذي اتى مسافرا اليهم،‏ وعلى الارجح من طريق ساردس!‏ فالرسالة التي يحملها لديها مشورة محرِّكة لهم.‏ ولكنها تشير اولا الى سلطة مرسلها الشهير.‏ فهو يقول:‏ ‏«واكتب الى ملاك الجماعة في فيلادلفيا:‏ هذا ما يقوله القدوس،‏ الحق،‏ الذي له مفتاح داود،‏ من يفتح فلا يغلق احد،‏ ويغلق فلا يفتح احد».‏ —‏ رؤيا ٣:‏٧‏.‏

      ٣ لماذا هو لائق ان يدعى يسوع ‹قدوسا›،‏ وكيف يمكن ان يقال انه «الحق»؟‏

      ٣ كان يوحنا قد سمع بطرس يقول للانسان يسوع المسيح:‏ «عندك كلام الحياة الابدية،‏ ونحن آمنا وعرفنا انك قدوس اللّٰه».‏ (‏يوحنا ٦:‏​٦٨،‏ ٦٩‏)‏ وبما ان يهوه اللّٰه هو جوهر القداسة عينه،‏ فلا بد ان يكون ابنه الوحيد ايضا ‹قدوسا›.‏ (‏رؤيا ٤:‏٨‏)‏ ويسوع هو «الحق» ايضا.‏ والكلمة اليونانية المستعملة هنا (‏ألِثينوس‏)‏ تتضمن الأصالة.‏ وبهذا المعنى يكون يسوع النور الحق والخبز الحق الذي نزل من السماء.‏ (‏يوحنا ١:‏٩؛‏ ٦:‏٣٢‏)‏ وهو الكرمة الحقة.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١‏)‏ ويسوع حق ايضا بمعنى انه جدير بالثقة.‏ وهو يتكلم دائما بالحق.‏ (‏انظروا يوحنا ٨:‏​١٤،‏ ١٧،‏ ٢٦‏.‏)‏ فابن اللّٰه هذا هو فعلا جدير بأن يخدم ملكا وديَّانا.‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١١،‏ ١٦‏.‏

      ‏«مفتاح داود»‏

      ٤،‏ ٥ بأي عهد كان «مفتاح داود» مقترنا؟‏

      ٤ لدى يسوع «مفتاح داود».‏ واذ يستعمله،‏ «يفتح فلا يغلق احد،‏ ويغلق فلا يفتح احد».‏ فما هو «مفتاح داود»؟‏

      ٥ لقد حدث ان يهوه صنع مع داود ملك اسرائيل عهدا لملكوت ابدي.‏ (‏مزمور ٨٩:‏​١-‏٤،‏ ٣٤-‏٣٧‏)‏ وحكَم بيت داود من عرش يهوه في اورشليم من ١٠٧٠ الى ٦٠٧ ق‌م،‏ ولكن عندئذ نُفِّذت دينونة اللّٰه في هذه المملكة لأنها تحولت الى الشر.‏ وهكذا بدأ يهوه يتمم نبوته في حزقيال ٢١:‏٢٧‏:‏ «خرابا خرابا خرابا اجعله [اورشليم الارضية].‏ هذا ايضا [صولجان المُلك في سلالة داود] لا يكون لأحد حتى يأتي الذي له الحق الشرعي فأعطيه اياه».‏

      ٦،‏ ٧ متى وكيف كان سيَظهر الشخص «الذي له الحق الشرعي»؟‏

      ٦ متى وكيف كان سيَظهر هذا الشخص «الذي له الحق الشرعي»؟‏ وكيف يُعطى صولجان مملكة داود؟‏

      ٧ بعد ٦٠٠ سنة تقريبا صارت العذراء اليهودية مريم،‏ متحدرة من الملك داود،‏ حبلى من الروح القدس.‏ فأرسل اللّٰه الملاك جبرائيل ليُعلم مريم بأنها ستلد ابنا وسيُسمَّى يسوع.‏ وأضاف جبرائيل:‏ «هذا يكون عظيما ويُدعى ابن العلي،‏ ويعطيه يهوه اللّٰه عرش داود ابيه،‏ ويملك على بيت يعقوب الى الابد،‏ ولا يكون لمملكته نهاية».‏ —‏ لوقا ١:‏​٣١-‏٣٣‏.‏

      ٨ كيف برهن يسوع انه مؤهل لأن يرث المُلك الداودي؟‏

      ٨ عندما اعتمد يسوع سنة ٢٩ ب‌م في نهر الاردن ومُسح بالروح القدس صار ملكا معيَّنا في سلالة داود.‏ وأظهر غيرة مثالية في الكرازة ببشارة الملكوت وفوَّض الى تلاميذه كذلك ان يكرزوا.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ ١٠:‏​٧،‏ ١١‏)‏ ووضع يسوع نفسَه حتى الموت على خشبة الآلام،‏ مبرهنا بالتالي انه مؤهل كاملا لأن يرث المُلك الداودي.‏ ويهوه اقام يسوع روحا خالدا ورفَّعه الى يمينه في السموات.‏ وهناك ورث جميع حقوق المملكة الداودية.‏ وفي الوقت المعيَّن كان يسوع سيمارس حقه في ‹التسلط في وسط اعدائه›.‏ —‏ مزمور ١١٠:‏​١،‏ ٢؛‏ فيلبي ٢:‏​٨،‏ ٩؛‏ عبرانيين ١٠:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٩ كيف يستعمل يسوع مفتاح داود ليفتح وليغلق؟‏

      ٩ في هذه الاثناء كان يسوع سيستعمل مفتاح داود،‏ فاتحا الفرص والامتيازات المتعلقة بملكوت اللّٰه.‏ فبواسطة يسوع كان يهوه سينقذ الآن المسيحيين الممسوحين على الارض «من سلطة الظلام»،‏ ناقلا اياهم «الى مملكة ابن محبته».‏ (‏كولوسي ١:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وكان المفتاح سيُستعمل ايضا لمنع ايّ من الذين يتبرهن انهم غير امناء عن امتيازات كهذه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وبما ان هذا الوارث الدائم لمملكة داود يحظى بدعم يهوه،‏ فلا يمكن لأيّ مخلوق ان يمنعه من اتمام واجبات كهذه.‏ —‏ قارنوا متى ٢٨:‏​١٨-‏٢٠‏.‏

      ١٠ اي تشجيع يمنحه يسوع للجماعة في فيلادلفيا؟‏

      ١٠ واذ تأتي من مصدر ذي سلطة،‏ فلا بد ان تكون كلمات يسوع الى المسيحيين في فيلادلفيا معزِّية على نحو خصوصي!‏ وهو يمدحهم قائلا:‏ ‏«اني اعرف اعمالك (‏ها قد جعلت امامك بابا مفتوحا لا يستطيع احد ان يغلقه‏)‏ ان لك قدرة يسيرة،‏ وقد حفظت كلمتي ولم تخن اسمي».‏ (‏رؤيا ٣:‏٨‏)‏ لقد كانت الجماعة نشيطة،‏ وانفتح امامها باب —‏ ودون شك باب للخدمة.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ١٦:‏٩؛‏ ٢ كورنثوس ٢:‏١٢‏.‏)‏ ولذلك يشجع يسوع الجماعة على استغلال الفرصة كاملا للكرازة.‏ لقد احتملوا وأظهروا ان لهم قوة كافية،‏ بالمساعدة من روح اللّٰه،‏ للاستمرار في انجاز «اعمال» اضافية في خدمة يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١٠؛‏ زكريا ٤:‏٦‏)‏ وقد اطاعوا وصايا يسوع ولم ينكروا المسيح لا بالكلام ولا بالعمل.‏

      ‏«يسجدون لكِ»‏

      ١١ اية بركة يعد بها يسوع المسيحيين،‏ وكيف تحقَّق ذلك؟‏

      ١١ لذلك يعدهم يسوع بالثمر:‏ ‏«ها انا اجعل الذين من مجمع الشيطان،‏ القائلين انهم يهود وليسوا بيهود بل يكذبون،‏ ها انا اجعلهم يأتون ويسجدون امام قدميك وأجعلهم يعرفون اني احببتك».‏ (‏رؤيا ٣:‏٩ ‏)‏ ربما كانت لدى الجماعة،‏ كسميرنا،‏ مشاكل مع اليهود المحليين.‏ ويلقِّب يسوع هؤلاء بـ‍ «مجمع الشيطان».‏ غير ان بعضا من اولئك اليهود على الاقل هم على وشك ان يدركوا ان ما كان المسيحيون يكرزون به عن يسوع هو الحق.‏ و ‹سجودهم› سيكون على الارجح بالطريقة التي وصفها بولس في ١ كورنثوس ١٤:‏​٢٤،‏ ٢٥ بحيث يتوبون فعلا ويصيرون مسيحيين،‏ مقدِّرين كاملا محبة يسوع العظيمة التي اعرب عنها ببذل نفسه لأجل تلاميذه.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٢ لماذا كان اعضاء المجمع اليهودي في فيلادلفيا سيصعقهم على الارجح ان يعلموا ان بعضا منهم كانوا ‹سيسجدون› للمجتمع المسيحي المحلي؟‏

      ١٢ وأعضاء المجمع اليهودي في فيلادلفيا كان سيصعقهم على الارجح ان يعلموا ان بعضا منهم كانوا ‹سيسجدون› للمجتمع المسيحي المحلي.‏ ونظرا الى الواقع ان هنالك دون شك كثيرين من غير اليهود في هذه الجماعة،‏ كانوا سيتوقعون حدوث العكس تماما.‏ ولماذا؟‏ لأن اشعيا انبأ:‏ «يكون الملوك [غير اليهود] مربيكِ [شعبِ اسرائيل]،‏ وأميراتهم مرضعاتكِ.‏ بوجوه الى الارض يسجدون لكِ».‏ (‏اشعيا ٤٩:‏٢٣؛‏ ٤٥:‏١٤؛‏ ٦٠:‏١٤‏)‏ وبلهجة مماثلة،‏ أُوحي الى زكريا ان يكتب:‏ «في تلك الايام يتمسك عشرة رجال [من غير اليهود] من جميع لغات الامم بذيل ثوب رجل يهودي قائلين:‏ ‹نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم›».‏ (‏زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ نعم،‏ ان غير اليهود كانوا سيسجدون لليهود وليس العكس!‏

      ١٣ مَن كان اليهود الذين سيختبرون اتمام النبوات الموجَّهة الى اسرائيل القديمة؟‏

      ١٣ جرى توجيه هذه النبوات الى امّة اللّٰه المختارة.‏ وعندما جرى التفوُّه بها كانت اسرائيل الطبيعية تشغل ذلك المركز المكرَّم.‏ ولكن عندما رفضت الامة اليهودية المسيّا هجرهم يهوه.‏ (‏متى ١٥:‏​٣-‏٩؛‏ ٢١:‏​٤٢،‏ ٤٣؛‏ لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اختار بدلا منهم اسرائيل اللّٰه الحقيقي،‏ الجماعة المسيحية.‏ وأعضاؤها هم اليهود الروحيون ذوو الختان الحقيقي للقلب.‏ (‏اعمال ٢:‏​١-‏٤،‏ ٤١،‏ ٤٢؛‏ روما ٢:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وبعد ذلك،‏ كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لليهود الطبيعيين على نحو فردي ان يرجعوا الى علاقة مرضية بيهوه هي ان يؤمنوا بيسوع بصفته المسيّا.‏ (‏متى ٢٣:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ وكما يتضح،‏ كان ذلك على وشك ان يحدث لبعض الافراد في فيلادلفيا.‏a

      ١٤ كيف كان لإشعيا ٤٩:‏٢٣ و زكريا ٨:‏٢٣ اتمام مهم في الازمنة الحديثة؟‏

      ١٤ وفي الازمنة الحديثة،‏ كان للنبوات مثل اشعيا ٤٩:‏٢٣ وزكريا ٨:‏٢٣ اتمام مهم جدا.‏ فنتيجة لكرازة صف يوحنا،‏ دخلت أعداد هائلة من الناس من الباب المفتوح الى خدمة الملكوت.‏b ومعظم هؤلاء خرجوا من العالم المسيحي،‏ الذي ادَّعت اديانه على نحو مزيَّف انها اسرائيل الروحي.‏ (‏قارنوا روما ٩:‏٦‏.‏)‏ وهؤلاء،‏ بصفتهم جمعا كثيرا،‏ يغسلون حُلَلهم ويبيِّضونها بممارسة الايمان بدم يسوع الفدائي.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٤‏)‏ واذ يطيعون حكم ملكوت المسيح،‏ يرجون ان يرثوا بركاته هنا على الارض.‏ وهم يأتون الى اخوة يسوع الممسوحين و «يسجدون» لهم،‏ روحيا،‏ لانهم ‹سمعوا ان اللّٰه معهم›.‏ وهم يخدمون هؤلاء الممسوحين،‏ الذين يصيرون هم انفسهم متحدين بهم في معشر اخوة عالمي.‏ —‏ متى ٢٥:‏​٣٤-‏٤٠؛‏ ١ بطرس ٥:‏٩‏.‏

      ‏«ساعة الامتحان»‏

      ١٥ (‏أ)‏ بماذا وعد يسوع المسيحيين في فيلادلفيا،‏ وماذا جرى تشجيعهم على فعله؟‏ (‏ب)‏ اي «تاج» كان المسيحيون يتطلَّعون الى نيله؟‏

      ١٥ يمضي يسوع قائلا:‏ ‏«لأنك حفظت الكلمة عن احتمالي،‏ فسأحفظك انا ايضا في ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة كلها لتمتحن الساكنين على الارض.‏ اني آتٍ سريعا.‏ ابقَ متمسكا بما عندك،‏ لئلا يأخذ احد تاجك».‏ (‏رؤيا ٣:‏​١٠،‏ ١١ ‏)‏ على الرغم من ان المسيحيين في ايام يوحنا ما كانوا ليبقوا احياء الى يوم الرب (‏الذي ابتدأ في السنة ١٩١٤)‏،‏ فان ثقتهم بمجيء يسوع كانت ستعطيهم القوة على المداومة على الكرازة.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ و ‹التاج›،‏ او جائزة الحياة الابدية،‏ كان ينتظرهم في السماء.‏ (‏يعقوب ١:‏١٢؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ واذا كانوا امناء الى الموت،‏ فلا يمكن لاحد ان يحرمهم هذه المكافأة.‏ —‏ رؤيا ٢:‏١٠‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ما هي «ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة كلها»؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت عليه حالة الممسوحين عند بداية «ساعة الامتحان»؟‏

      ١٦ ولكن ما هي «ساعة الامتحان»؟‏ لا شك انه كان على اولئك المسيحيين في آسيا ان يواجهوا موجة اضافية من الاضطهاد المريع من روما الاستبدادية.‏c غير ان الاتمام الرئيسي هو ساعة الغربلة والادانة التي حانت اخيرا خلال يوم الرب،‏ بالغة الذروة من السنة ١٩١٨ فصاعدا.‏ والامتحان هو لتحديد ما اذا كان المرء مع ملكوت اللّٰه المؤسس او مع عالم الشيطان.‏ وهو لفترة قصيرة نسبيا،‏ «ساعة»،‏ ولكنه لم ينتهِ بعد.‏ والى ان ينتهي يجب ألا ننسى ابدا اننا نعيش في «ساعة الامتحان».‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏

      ١٧ في سنة ١٩١٨ كان على صف يوحنا من المسيحيين الممسوحين —‏ كتلك الجماعة القوية في فيلادلفيا —‏ ان يواجه المقاومة من «مجمع الشيطان» العصري.‏ فالقادة الدينيون للعالم المسيحي،‏ الذين ادَّعوا انهم يهود روحيون،‏ حرَّكوا الحكام بمكر ليقمعوا المسيحيين الحقيقيين.‏ غير ان هؤلاء بذلوا الجهد ‹ليحفظوا الكلمة عن احتمال يسوع›؛‏ لذلك،‏ بالمساعدة الروحية،‏ «قدرة يسيرة» مهمة،‏ صمدوا وتنشَّطوا للدخول من الباب الذي فُتح الآن امامهم.‏ بأية طريقة؟‏

      ‏‹باب مفتوح›‏

      ١٨ اي تعيين صنعه يسوع في سنة ١٩١٩،‏ وهكذا كيف صار المعيَّن كوكيل حزقيا الامين؟‏

      ١٨ في سنة ١٩١٩ تمَّم يسوع وعده واعترف بالمجموعة الصغيرة من المسيحيين الممسوحين الاصلاء بصفتهم ‹عبده الامين الفطين›.‏ (‏متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧‏)‏ فدخل هؤلاء الى امتياز مشابه لذاك الذي تمتع به الوكيل الامين ألياقيم في زمن الملك حزقيا.‏d قال يهوه لألياقيم:‏ «أجعل مفتاح بيت داود على كتفه،‏ فيفتح ولا احد يغلق،‏ ويغلق ولا احد يفتح».‏ لقد حمل ألياقيم على كتفه مسؤوليات ثقيلة عن حزقيا،‏ الابن الملكي لداود.‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ حمل صف يوحنا الممسوح «مفتاح بيت داود» على كتفه اذ استؤمن على المصالح الارضية للملكوت المسيّاني.‏ وقوَّى يهوه خدامه من اجل هذا الامتياز،‏ جاعلا قدرتهم اليسيرة تنمو الى طاقة كافية لشهادة عالمية ضخمة.‏ —‏ اشعيا ٢٢:‏​٢٠،‏ ٢٢؛‏ ٤٠:‏٢٩‏.‏

      ١٩ كيف عالج صف يوحنا المسؤوليات التي اعطاها يسوع في السنة ١٩١٩،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٩ من سنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ اذ اتبعت مثال يسوع،‏ شنَّت البقية الممسوحة حملة نشيطة للمناداة ببشارة الملكوت.‏ (‏متى ٤:‏١٧؛‏ روما ١٠:‏١٨‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ اتى البعض من مجمع الشيطان العصري،‏ العالم المسيحي،‏ الى البقية الممسوحة هذه وتابوا و ‹سجدوا›،‏ معترفين بسلطة العبد.‏ وأتوا ايضا الى خدمة يهوه باتحاد مع الافراد الاقدمين من صف يوحنا.‏ واستمر ذلك الى ان جرى تجميع العدد الكامل لاخوة يسوع الممسوحين.‏ وبعد ذلك اتى «جمع كثير .‏ .‏ .‏ من كل الامم» ‹ليسجدوا› للعبد الممسوح.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٣،‏ ٤،‏ ٩‏)‏ ومعا،‏ يخدم العبد وهذا الجمع الكثير كرعية واحدة من شهود يهوه.‏

      ٢٠ لماذا يجب ان يكون شهود يهوه اليوم على نحو خصوصي اقوياء في الايمان ونشاطى في خدمة اللّٰه؟‏

      ٢٠ واذ يتَّحدون كالمسيحيين في فيلادلفيا في رباط المودَّة الاخوية الاصيلة،‏ يقدِّر شهود يهوه اليوم انه يجب القيام بعمل كرازتهم بإلحاح.‏ فقريبا سيعطي الضيق العظيم الاشارة لإسدال الستار على عالم الشيطان الشرير.‏ وفي ذلك الحين،‏ فليوجد كل واحد منا قويا في الايمان ونشيطا في خدمة اللّٰه لئلا تُمحى اسماؤنا من سفر يهوه للحياة.‏ (‏رؤيا ٧:‏١٤‏)‏ ولنتخذ حضّ يسوع للجماعة في فيلادلفيا بجدية كبيرة لكي نتمسَّك بامتيازات خدمتنا ونبلغ مكافأة الحياة الابدية.‏

      بركات الغالبين

      ٢١ كيف ‹يحفظ› المسيحيون الممسوحون اليوم ‹الكلمة عن احتمال يسوع›،‏ وأي توقع ينتظرهم؟‏

      ٢١ ان صف يوحنا اليوم ‹يحفظ الكلمة عن احتمال يسوع›،‏ اي انه يتَّبع مثاله ويحتمل.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏​٢،‏ ٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وهكذا يجري تشجيعه الى حد كبير بكلمات يسوع الاضافية الى الجماعة في فيلادلفيا:‏ ‏«مَن يغلب فسأجعله عمودا في هيكل الهي،‏ ولا يعود يخرج منه ابدا».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٢ أ.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ما هو هيكل اله يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف سيصير المسيحيون الممسوحون الذين يغلبون أعمدة في هذا الهيكل؟‏

      ٢٢ يا له من امتياز ان يكون المرء عمودا في هيكل يهوه!‏ وفي اورشليم القديمة كان الهيكل الحرفي مركزا لعبادة يهوه.‏ وضمن الهيكل كان رئيس الكهنة يقدِّم دم الحيوانات الذبائحية،‏ يوما واحدا كل سنة،‏ امام النور العجائبي الذي يمثِّل حضور يهوه في «قدس الاقداس».‏ (‏عبرانيين ٩:‏​١-‏٧‏)‏ وعند معمودية يسوع اتى الى الوجود هيكل آخر،‏ ترتيب روحي عظيم لعبادة يهوه شبيه بهيكل.‏ وقدس اقداس هذا الهيكل هو في السماء حيث ظهر يسوع في حينه «امام حضرة اللّٰه».‏ (‏عبرانيين ٩:‏٢٤‏)‏ ويسوع هو رئيس الكهنة،‏ وهنالك ذبيحة واحدة فقط قُدِّمت للستر الكامل للخطايا:‏ الدم المسفوك للانسان الكامل يسوع.‏ (‏عبرانيين ٧:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٩:‏​٢٥-‏٢٨؛‏ ١٠:‏​١-‏٥،‏ ١٢-‏١٤‏)‏ واذ يبقون امناء،‏ يخدم المسيحيون الممسوحون على الارض بصفتهم كهنة معاونين في الديار الارضية لهذا الهيكل.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ أما عندما يغلبون فيدخلون هم ايضا الى قدس الاقداس السماوي هذا ويصيرون دعائم ثابتة،‏ كأعمدة،‏ لترتيب العبادة الشبيه بهيكل.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١٩؛‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ ولا يوجد بعدُ خطر ان ‹يخرجوا منه ابدا›.‏

      ٢٣ (‏أ)‏ اي وعد يصنعه يسوع بعد ذلك للمسيحيين الممسوحين الذين يغلبون؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينتج من كتابة اسم يهوه واسم اورشليم الجديدة على الغالبين المسيحيين؟‏

      ٢٣ يتابع يسوع قائلا:‏ ‏«وأكتب عليه اسم الهي واسم مدينة الهي،‏ اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الهي،‏ واسمي الجديد».‏ (‏رؤيا ٣:‏١٢ ب‏)‏ نعم،‏ يُكتب على هؤلاء الغالبين اسم يهوه —‏ الههم واله يسوع.‏ وهذا يظهر بوضوح ان يهوه ويسوع هما شخصان منفصلان وليسا جزءين من اله ثالوثي،‏ او ثالوث.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٨؛‏ ٢٠:‏١٧‏)‏ وكل الخليقة يجب ان ترى ان هؤلاء الممسوحين ينتمون الى يهوه.‏ فهم شهود له.‏ ويُكتب عليهم ايضا اسم اورشليم الجديدة،‏ المدينة السماوية التي تنزل من السماء بمعنى انها تمدّ حكمها الخيِّر على كل الجنس البشري الامين.‏ (‏رؤيا ٢١:‏​٩-‏١٤‏)‏ وهكذا سيعرف جميع الخراف المسيحيين الارضيين ايضا ان هؤلاء الغالبين الممسوحين هم مواطنو الملكوت،‏ اورشليم السماوية.‏ —‏ مزمور ٨٧:‏​٥،‏ ٦؛‏ متى ٢٥:‏​٣٣،‏ ٣٤؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠؛‏ عبرانيين ١٢:‏٢٢‏.‏

      ٢٤ ماذا يجري تمثيله باسم يسوع الجديد،‏ وكيف يُكتب على المسيحيين الممسوحين الامناء؟‏

      ٢٤ وأخيرا،‏ يُكتب على المنتصرين المسيحيين اسم يسوع الجديد.‏ وهذا يشير الى مركز يسوع الجديد والامتيازات الفريدة الممنوحة له من يهوه.‏ (‏فيلبي ٢:‏​٩-‏١١؛‏ رؤيا ١٩:‏١٢‏)‏ ولا احد آخر يعرف هذا الاسم،‏ بمعنى انه لا احد آخر لديه تلك الاختبارات او يُستأمن على تلك الامتيازات.‏ ولكن عندما يكتب يسوع اسمه على اخوته الامناء يأتون الى علاقة حميمة به في ذلك الحيِّز السماوي ويشاركون ايضا في امتيازاته.‏ (‏لوقا ٢٢:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ ولا عجب ان يختتم يسوع رسالته الى ممسوحين كهؤلاء بتكرار التحريض:‏ ‏«مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٣‏.‏

      ٢٥ كيف يمكن لكل فرد مسيحي اليوم ان يطبق المبدأ وراء المشورة التي اعطاها يسوع للجماعة في فيلادلفيا؟‏

      ٢٥ كم كانت تلك الرسالة دون شك تشجيعا عظيما للمسيحيين الامناء في فيلادلفيا!‏ وهي تملك بالتأكيد درسا قويا لصف يوحنا الآن،‏ خلال يوم الرب.‏ لكنّ مبادئها مهمة لكل فرد مسيحي سواء كان من الممسوحين او من الخراف الاخر.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وكل واحد منا يفعل حسنا اذ يداوم على انتاج ثمر الملكوت كما فعل اولئك المسيحيون في فيلادلفيا.‏ فجميعنا لنا قدرة يسيرة على الاقل.‏ وجميعنا يمكننا ان نفعل شيئا في خدمة يهوه.‏ فلنستخدم هذه القدرة!‏ وفي ما يتعلق بامتيازات الملكوت المتزايدة،‏ لنكن متيقظين للدخول من ايّ باب يُفتح لنا.‏ ويمكننا ايضا ان نصلّي الى يهوه ليفتح بابا كهذا.‏ (‏كولوسي ٤:‏​٢،‏ ٣‏)‏ واذ نتَّبع نموذج يسوع للاحتمال ونكون اولياء لاسمه،‏ سنظهر انه لدينا نحن ايضا أُذُن لنسمع ما يقوله روح اللّٰه القدس للجماعات.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a في زمن بولس صار سوستانيس،‏ رئيس المجمع اليهودي في كورنثوس،‏ اخا مسيحيا.‏ —‏ اعمال ١٨:‏١٧؛‏ ١ كورنثوس ١:‏١‏.‏

      b تابعت مجلة برج المراقبة،‏ التي ينشرها صف يوحنا،‏ إبراز إلحاح انتهاز هذه الفرصة والمشاركة قدر الامكان في عمل الكرازة؛‏ مثلا،‏ انظروا المقالتين «لنحدِّث جميعا بمجد يهوه» و «الى جميع الارض خرج صوتهم» في عدد ١ كانون الثاني ٢٠٠٤.‏ وفي عدد ١ حزيران ٢٠٠٤،‏ في مقالة «مبارَك مَن يمجِّد اللّٰه»،‏ جرى التشديد على الدخول من ‹الباب المفتوح› الى الخدمة كامل الوقت.‏ وكانت هنالك ذروة من ٥٥٢‏,٠٩٣‏,١ فاتحا قدَّموا تقريرهم عن خدمة كهذه خلال شهر واحد في سنة ٢٠٠٥.‏

      c تخبر دائرة معارف مكلنتوك وسترونڠ (‏المجلد ١٠،‏ الصفحة ٥١٩)‏:‏ «لُفت انتباه الاباطرة الى المسيحية بالقوة بواسطة الاضطرابات بين عامة الشعب التي اثارها الكهنة الوثنيون الذين لاحظوا التقدم الرائع لذلك الايمان بذعر،‏ وهكذا اقتيد تراجان [٩٨-‏١١٧ ب‌م] الى اصدار مراسيم للقمع التدريجي للتعليم الجديد الذي يحوِّل الناس الى مبغضين للآلهة.‏ وادارة پلينيوس الاصغر بصفته حاكما لبيثينية [التي تحدّ اقليم آسيا الروماني في الشمال] عقَّدتها المسائل الناشئة من التوسع السريع للمسيحية والغيظ الناتج للسكان الوثنيين ضمن الاقليم».‏

      d الاسم حزقيا يعني «يهوه يقوّي».‏ انظروا ٢ ملوك ١٦:‏٢٠‏،‏ الحاشية،‏ الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد.‏

  • ‏‹ابقوا متمسكين بما عندكم›‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ٦٣]‏

      مساعَدة الكثيرين على السجود

      من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ممسوح الذين سيرثون الملكوت السماوي،‏ يظهر ان بقية،‏ صف يوحنا،‏ من اقل من ٠٠٠‏,‏٩ يجب ان يكملوا مسلكهم على الارض بعد.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يتوسَّع الجمع الكثير الى حشد من ٠٠٠‏,‏٦٠٠‏,‏٦ واكثر.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٤،‏ ٩‏)‏ وماذا ساعد على إحداث هذه الزيادة الكبيرة؟‏ ان المدارس المختلفة التي يديرها شهود يهوه قامت بمساهمة كبيرة.‏ فخلافا لمعاهد العالم المسيحي التي تعلِّم الفلسفات العالمية وتقلِّل من اهمية الكتاب المقدس،‏ تغرس مدارس الشهود هذه ايمانا عميقا بكلمة اللّٰه.‏ وتظهر تطبيقه العملي في ما يتعلق بالعيش الادبي النظيف والخدمة المنتذرة للّٰه.‏ ومنذ السنة ١٩٤٣،‏ تدير كل جماعة لشهود يهوه حول العالم في قاعة ملكوتها مدرسة الخدمة الثيوقراطية المحلية.‏ ويحضر هذه المدرسة الملايين كل اسبوع،‏ متَّبعين برنامجا موحَّدا من تعليم الكتاب المقدس.‏

      منذ السنة ١٩٥٩ يدير شهود يهوه ايضا مدارس خدمة الملكوت لتدريب الشيوخ والخدام المساعدين في الجماعات.‏ ومنذ السنة ١٩٧٧،‏ درَّبت مدارس خدمة الفتح مئات آلاف الاخوة والاخوات الذين يخدمون يهوه،‏ بالروح الفيلادلفية الحقيقية،‏ كامل الوقت في عمل الكرازة.‏ وفي السنة ١٩٨٧ ابتدأت مدرسة تدريب الخدام لتدريب الشهود الذكور على تعيينات خصوصية في الحقل العالمي.‏

      البارزة بين المدارس التي يديرها شهود يهوه هي مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس‏.‏ فمنذ السنة ١٩٤٣ تخرِّج هذه المدرسة الارسالية،‏ التي تقع في ولاية نيويورك،‏ فريقين من التلاميذ كل سنة تقريبا.‏ وبالاجمال،‏ درَّبت اكثر من ٠٠٠‏,‏٧ خادم ليهوه على الخدمة الارسالية الاجنبية.‏ وخريجو هذه المدرسة يخدمون في اكثر من مئة بلد،‏ حيث كانوا في كثير منها ادوات لافتتاح عمل الملكوت.‏ وبعد نحو ٦٠ سنة،‏ لا يزال كثيرون من المرسَلين الاولين يعملون،‏ مشاركين المرسَلين الاحدث في تقدُّم التوسع العالمي لهيئة يهوه.‏ ويا له من توسع رائع!‏

      ‏[الجدول في الصفحة ٦٤]‏

      في السنة ١٩١٩ فتح الملك الحاكم يسوع باب الفرصة للخدمة المسيحية.‏ وانتهز هذه الفرصة عدد متزايد من المسيحيين المخلصين.‏

      البلدان التي المسيحيون الذين الكارزون

      السنة وصلت اليها الكرازة شاركوا في الكرازةe كامل الوقتf

      ١٩١٨ ١٤ ٨٦٨‏,‏٣ ٥٩١

      ١٩٢٨ ٣٢ ٩٨٨‏,‏٢٣ ٨٨٣‏,‏١

      ١٩٣٨ ٥٢ ١٤٣‏,‏٤٧ ١١٢‏,‏٤

      ١٩٤٨ ٩٦ ٥٣٢‏,‏٢٣٠ ٩٩٤‏,‏٨

      ١٩٥٨ ١٧٥ ٠٨٨‏,‏٧١٧ ٧٧٢‏,‏٢٣

      ١٩٦٨ ٢٠٠ ٨٢٦‏,‏١٥٥‏,‏١ ٨٧١‏,‏٦٣

      ١٩٧٨ ٢٠٥ ٦٩٨‏,‏٠٨٦‏,‏٢ ٣٨٩‏,‏١١٥

      ١٩٨٨ ٢١٢ ٩٢٦‏,‏٤٣٠‏,‏٣ ٥٦١‏,‏٤٥٥

      ١٩٩٨ ٢٣٣ ٠٥٩‏,‏٥٤٤‏,٥ ٧٨١‏,‏٦٩٨

      ٢٠٠٥ ٢٣٥ ٠٢٢‏,‏٣٩٠‏,‏٦ ٢٣٤‏,‏٨٤٣

      ‏[الحاشيتان]‏

      e الارقام اعلاه هي معدلات شهرية

      f الارقام اعلاه هي معدلات شهرية

      ‏[الجدول في الصفحة ٦٥]‏

      نشاط شهود يهوه هو من كل القلب.‏ تأملوا،‏ مثلا،‏ في الساعات التي صرفوها في الكرازة والتعليم والعدد الكبير لدروس الكتاب المقدس المجانية التي عقدوها في بيوت الناس.‏

      الساعات المصروفة دروس الكتاب

      في الكرازة المقدس المعقودة

      السنة ‏(‏المجموع السنوي)‏ ‏(‏المعدل الشهري)‏

      ١٩١٨ ١١٦‏,‏١٩ غير مسجلة

      ١٩٢٨ ١٦٤‏,‏٨٦٦‏,‏٢ غير مسجلة

      ١٩٣٨ ٠٨٦‏,‏٥٧٢‏,‏١٠ غير مسجلة

      ١٩٤٨ ٢٠٥‏,‏٨٣٢‏,‏٤٩ ٢٨١‏,‏١٣٠

      ١٩٥٨ ٩٤٤‏,‏٣٩٠‏,‏١١٠ ٣٢٠‏,‏٥٠٨

      ١٩٦٨ ٧٦٢‏,‏٦٦٦‏,‏٢٠٨ ٥٠٣‏,‏٩٧٧

      ١٩٧٨ ٢٦٢‏,‏٢٧٢‏,‏٣٠٧ ٠٨٤‏,‏٢٥٧‏,‏١

      ١٩٨٨ ٦٩٧‏,‏٥٢١‏,‏٧٨٥ ١٦٠‏,‏٢٣٧‏,‏٣

      ١٩٩٨ ٧٠٨‏,‏٦٦٦‏,‏١٨٦‏,‏١ ٨٥٢‏,‏٣٠٢‏,‏٤

      ٢٠٠٥ ٥٠٤‏,‏٢٣٥‏,‏٢٧٨‏,‏١ ٥٣٤‏,‏٠٦١‏,‏٦

  • اشتروا ذهبا ممحَّصًا بنار
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ١٣

      اشتروا ذهبا ممحَّصًا بنار

      لاودكية

      ١،‏ ٢ ما هو موقع آخِر الجماعات السبع التي تتسلَّم رسالة من يسوع الممجَّد،‏ وما هي بعض اوجه المدينة؟‏

      لاودكية هي آخِر الجماعات السبع التي تتسلَّم رسالة من يسوع المقام.‏ ويا للمعلومات المحرِّكة والمنبهة التي تنقلها!‏

      ٢ واليوم،‏ تجدون خرائب لاودكية قرب دنيزلي،‏ على بعد ٥٥ ميلا تقريبا جنوبي شرقي ألاشهير.‏ وكانت لاودكية في القرن الاول مدينة مزدهرة.‏ وإذ تقع على تقاطع طرق مهم،‏ كانت مركزا رئيسيا للاعمال المصرفية والتجارة.‏ وبيع كحلٍ للعين معروفٍ جيدا زاد ثراءها،‏ وكانت ايضا مشهورة بأرديتها ذات الجودة العالية التي تُنتَج محليا من صوف اسود رائع.‏ والنقص في الماء،‏ مشكلة رئيسية للمدينة،‏ جرى التغلب عليه بجعل الماء يجري في قنوات من ينابيع ساخنة بعيدة قليلا.‏ وهكذا يكون الماء فاترا عند وصوله الى المدينة.‏

      ٣ كيف يفتتح يسوع رسالته الى الجماعة في لاودكية؟‏

      ٣ كانت لاودكية قرب كولوسي.‏ وفي كتابته الى الكولوسيين يذكر الرسول بولس رسالة كان قد ارسلها الى اللاودكيين.‏ (‏كولوسي ٤:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ لا نعلم ماذا كتب بولس في تلك الرسالة،‏ لكنّ الرسالة التي يرسلها يسوع الآن الى اللاودكيين تُظهر انهم سقطوا في حالة روحية تعيسة.‏ ولكن،‏ كالعادة،‏ يشير يسوع اولا الى اوراق اعتماده قائلا:‏ ‏«واكتب الى ملاك الجماعة في لاودكية:‏ هذا ما يقوله الآمين،‏ الشاهد الأمين والحق،‏ بداية خليقة اللّٰه».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٤‏.‏

      ٤ كيف يكون يسوع «الآمين»؟‏

      ٤ لماذا يدعو يسوع نفسَه «الآمين»؟‏ هذا اللقب يضيف ثقلا قضائيا الى رسالته.‏ و «آمين» هي من الكلمة العبرانية التي تعني «حتما»،‏ «فليكن كذلك»،‏ وتُستعمل عند نهاية الصلوات لتؤكد المشاعر المعبَّر عنها فيها.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏١٦‏)‏ ويسوع هو «الآمين» لأن استقامته الكاملة وموته الفدائي ثبَّتا وضمنا اتمام جميع وعود يهوه الثمينة.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٠‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ تُوجَّه جميع الصلوات بلياقة الى يهوه بواسطة يسوع.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٦؛‏ ١٦:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ٥ بأية طريقة يكون يسوع «الشاهد الامين والحق»؟‏

      ٥ يسوع هو ايضا «الشاهد الامين والحق».‏ وفي النبوة كثيرا ما يقترن بالامانة،‏ الحق،‏ والبر،‏ لأنه جدير بالثقة كاملا كخادم ليهوه اللّٰه.‏ (‏مزمور ٤٥:‏٤؛‏ اشعيا ١١:‏​٤،‏ ٥؛‏ رؤيا ١:‏٥؛‏ ١٩:‏١١‏)‏ انه الشاهد الاعظم ليهوه.‏ وفي الواقع،‏ بصفته «بداية خليقة اللّٰه»،‏ اعلن يسوع مجد اللّٰه من البداية.‏ (‏امثال ٨:‏​٢٢-‏٣٠‏)‏ وكإنسان على الارض،‏ شهد للحق.‏ (‏يوحنا ١٨:‏​٣٦،‏ ٣٧؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٣‏)‏ وبعد قيامته،‏ وعد تلاميذه بالروح القدس وقال لهم:‏ «تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض».‏ ومن يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م فصاعدا وجَّه يسوع هؤلاء المسيحيين الممسوحين في الكرازة بالبشارة «في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ (‏اعمال ١:‏​٦-‏٨؛‏ كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ حقا،‏ يستحق يسوع ان يدعى الشاهد الامين والحق.‏ والمسيحيون الممسوحون في لاودكية يستفيدون بالاصغاء الى كلماته.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف يصف يسوع الحالة الروحية للجماعة في لاودكية؟‏ (‏ب)‏ اي مثال رائع ليسوع فشل المسيحيون في لاودكية في اتّباعه؟‏

      ٦ اية رسالة هنالك لدى يسوع الى اللاودكيين؟‏ ليست لديه اية كلمة مدح.‏ وهو يقول لهم بصراحة:‏ ‏«اني اعرف اعمالك،‏ انك لست باردا ولا حارا.‏ ليتك بارد او حار!‏ فلأنك فاتر ولست حارا ولا باردا،‏ سأتقيأك من فمي».‏ (‏رؤيا ٣:‏​١٥،‏ ١٦ ‏)‏ كيف تتجاوبون مع رسالة كهذه من الرب يسوع المسيح؟‏ ألا توقظون وتمتحنون نفسكم؟‏ لا شك ان اولئك اللاودكيين يحتاجون ان يحثوا انفسهم،‏ لأنهم صاروا كسالى روحيا،‏ معتبرين الكثير كما يظهر مسلَّما به.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٦:‏١‏.‏)‏ ويسوع،‏ الذي كان ينبغي لهم كمسيحيين ان يقتدوا به،‏ يعرب دائما عن غيرة نارية ليهوه وخدمته.‏ (‏يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ واضافة الى ذلك،‏ يجد الحلماء انه لطيف ووديع دائما،‏ منعش ككأس ماء بارد في يوم شديد الحرارة.‏ (‏متى ١١:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لكنّ المسيحيين في لاودكية ليسوا حارين ولا باردين.‏ وكالمياه التي تتدفق الى مدينتهم،‏ صاروا عديمي الحماسة،‏ فاترين.‏ انهم عرضة لأن يرفضهم يسوع،‏ ‹يتقيَّأهم من فمه›!‏ أما نحن فلنجاهد دائما بغيرة،‏ كما فعل يسوع،‏ في تزويد الانتعاش الروحي للآخرين.‏ —‏ متى ٩:‏​٣٥-‏٣٨‏.‏

      ‏«تقول:‏ ‹انا غني›»‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف يحدد يسوع اصل مشكلة المسيحيين في لاودكية؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقول يسوع ان المسيحيين اللاودكيين هم ‹عميان وعراة›؟‏

      ٧ ما هو بالحقيقة اصل مشكلة اللاودكيين؟‏ ننال فكرة جيدة من كلمات يسوع التالية:‏ ‏«لأنك تقول:‏ ‹انا غني وقد اغتنيت ولا احتاج الى شيء ابدا›،‏ ولكنك لا تعلم انك بائس ومثير للشفقة وفقير وأعمى وعريان».‏ (‏رؤيا ٣:‏١٧‏؛‏ قارنوا لوقا ١٢:‏​١٦-‏٢١‏.‏)‏ اذ يعيشون في مدينة ثرية،‏ يشعرون بالثقة بسبب غناهم.‏ وعلى الارجح،‏ كان لوجود مدرَّج ومسارح وأبنية رياضية في المدينة تأثير في طريقة حياتهم،‏ بحيث صاروا «محبين للملذات دون محبة للّٰه».‏a (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٤‏)‏ لكنّ اللاودكيين الاغنياء ماديا هم فقراء روحيا.‏ ولديهم القليل،‏ اذا كان لديهم شيء،‏ من ‹الكنوز المدَّخرة في السماء›.‏ (‏متى ٦:‏​١٩-‏٢١‏)‏ وهم لم يحفظوا عينهم بسيطة،‏ معطين ملكوت اللّٰه المكان الاول في حياتهم.‏ انهم حقا في الظلام،‏ عميان،‏ بدون رؤية روحية.‏ (‏متى ٦:‏​٢٢،‏ ٢٣،‏ ٣٣‏)‏ واكثر من ذلك،‏ على الرغم من الاردية الرائعة التي يمكن ان يشتريها ثراؤهم المادي،‏ فإنهم في عينَي يسوع عراة.‏ وليست لديهم اردية روحية لتحدد هويتهم كمسيحيين.‏ —‏ قارنوا رؤيا ١٦:‏١٥‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ بأية طريقة يوجد اليوم ايضا وضع مماثل لذاك الذي في لاودكية؟‏ (‏ب)‏ كيف خدع بعض المسيحيين انفسهم في هذا العالم الجشع؟‏

      ٨ يا لها من حالة صادمة!‏ ولكن،‏ ألا نرى غالبا وضعا مماثلا في هذه الايام؟‏ فما هو السبب الاصلي؟‏ انه موقف الثقة بالنفس الذي ينبع من الاتكال على الممتلكات المادية والموارد البشرية.‏ وكروّاد كنائس العالم المسيحي،‏ خدع البعض من شعب يهوه انفسهم،‏ معتقدين انه يمكنهم ان يرضوا اللّٰه بمجرد حضور الاجتماعات من وقت الى آخر.‏ وهم يحاولون ان يكونوا مقبولين كمجرد «عاملين بالكلمة» رمزيين.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٢‏)‏ وعلى الرغم من الانذارات المتكررة من صف يوحنا،‏ يرغبون بشدة في الثياب والسيارات والبيوت الانيقة،‏ وفي حياة ترتكز على التسلية واللذة.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ كل ذلك يجعل الحواس الروحية بليدة.‏ (‏عبرانيين ٥:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ وعوض ان يكونوا فاترين ومتوانين،‏ يلزمهم ان يُضرموا من جديد «الروح» ويظهروا شوقا منعشا الى ‹الكرازة بالكلمة›.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٩؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏​٢،‏ ٥‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ اية كلمات ليسوع يجب ان تهز المسيحيين الفاترين،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن مساعدة ‹الخراف› الضالة من قبل الجماعة؟‏

      ٩ وكيف ينظر يسوع الى المسيحيين الفاترين؟‏ ان كلماته الصريحة يجب ان تهزهم:‏ «لا تعلم انك بائس ومثير للشفقة وفقير وأعمى وعريان».‏ فضمائرهم مخدَّرة حتى انهم لا يدركون ايضا حالتهم الفظيعة.‏ (‏قارنوا امثال ١٦:‏٢؛‏ ٢١:‏٢‏.‏)‏ وهذه الحالة الخطيرة في الجماعة لا يمكن تجاهلها باستخفاف.‏ فبرسم مثال حسن للغيرة وبالقيام بالرعاية بمحبة قد يتمكن الشيوخ وآخرون معيَّنون من قبلهم من تنبيه هذه ‹الخراف› الضالة الى الفرح السابق لخدمتهم من كل القلب.‏ —‏ لوقا ١٥:‏​٣-‏٧‏.‏

      مشورة في ‹الاغتناء›‏

      ١٠ ما هو ‹الذهب› الذي يقول يسوع للمسيحيين في لاودكية ان يشتروه منه؟‏

      ١٠ وهل هنالك علاج للوضع المحزن في لاودكية؟‏ نعم،‏ اذا اتَّبع اولئك المسيحيون مشورة يسوع:‏ ‏«انصحك ان تشتري مني ذهبا ممحَّصًا بنار لتغتني».‏ (‏رؤيا ٣:‏١٨ أ )‏ ان ‹الذهب› المسيحي الحقيقي،‏ اذ يُمحَّص بالنار وتُزال منه جميع الشوائب،‏ سيجعلهم ‹اغنياء للّٰه›.‏ (‏لوقا ١٢:‏٢١‏)‏ ومن اين يمكنهم ان يشتروا ذهبا كهذا؟‏ ليس من المصرفيين المحليين ولكن من يسوع!‏ وأوضح الرسول بولس ماهية هذا الذهب عندما قال لتيموثاوس ان يوصي المسيحيين الاغنياء «ان يسعوا لعمل الصلاح،‏ ويكونوا اغنياء بالاعمال الحسنة،‏ اسخياء،‏ مستعدين للمشاركة،‏ كانزين لأنفسهم اساسا حسنا للمستقبل».‏ وببذل انفسهم بهذه الطريقة فقط كان يمكنهم ان «يتمسكوا بالحياة الحقيقية».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​١٧-‏١٩‏)‏ واللاودكيون الاغنياء ماديا كان يجب ان يتَّبعوا نصيحة بولس وهكذا يغتنون روحيا.‏ —‏ انظروا ايضا امثال ٣:‏​١٣-‏١٨‏.‏

      ١١ اية امثلة عصرية لدينا للذين يشترون «ذهبا ممحَّصًا بنار»؟‏

      ١١ وهل توجد امثلة عصرية للذين يشترون ‏«ذهبا ممحَّصًا بنار»؟‏ نعم،‏ توجد!‏ وحتى فيما كان يوم الرب يقترب،‏ كان فريق صغير من تلاميذ الكتاب المقدس يتيقظون لزيف تعاليم بابلية كثيرة للعالم المسيحي،‏ كالثالوث،‏ خلود النفس،‏ عذاب نار الهاوية،‏ معمودية الاطفال،‏ وعبادة الصور (‏بما فيها الصليب وتلك التي لمريم)‏.‏ وفي الدفاع عن حق الكتاب المقدس،‏ نادى هؤلاء المسيحيون بملكوت يهوه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري وبذبيحة يسوع الفدائية بصفتها الاساس للخلاص.‏ ومسبقا قبل ٤٠ سنة تقريبا،‏ اشاروا الى السنة ١٩١٤ كسنة موسومة في نبوة الكتاب المقدس بأنها نهاية ازمنة الامم،‏ حين ستحدث تطورات مروّعة على الارض.‏ —‏ رؤيا ١:‏١٠‏.‏

      ١٢ مَن كان احد الذين اخذوا القيادة بين المسيحيين المتيقظين،‏ وكيف رسم مثالا بارزا في ادِّخار كنوز في السماء؟‏

      ١٢ وكان مَن اخذ القيادة بين المسيحيين المتيقظين هؤلاء تشارلز تاز رصل الذي،‏ في وقت باكر من سبعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ شكَّل صفًّا لدرس الكتاب المقدس في ألليڠيني (‏الآن جزء من پيتسبورڠ)‏،‏ پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وعندما ابتدأ بحثه عن الحق كان رصل شريكا لابيه وفي طريقه ليصير مليونيرا.‏ لكنه باع مصالحه التجارية المؤلفة من متاجر متعددة الفروع وصرف ثروته في المساعدة على تمويل نشر ملكوت اللّٰه في كل الارض.‏ وفي السنة ١٨٨٤ صار رصل اول رئيس للمؤسسة المعروفة الآن بجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا.‏ وفي السنة ١٩١٦ مات في قطار قرب پَمْپا،‏ تكساس،‏ في الطريق الى نيويورك،‏ اذ ارهقته جولته الكرازية الاخيرة في الولايات المتحدة الغربية.‏ وقد رسم مثالا بارزا في ادِّخار كنوز روحية في السماء،‏ مثالا يتَّبعه اليوم مئات الآلاف من الخدام الفاتحين المضحّين بالذات.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٧؛‏ لوقا ١٢:‏​٣٣،‏ ٣٤‏؛‏ قارنوا ١ كورنثوس ٩:‏١٦؛‏ ١١:‏١‏.‏

      وضْع كحل العين الروحي

      ١٣ (‏أ)‏ كيف سيحسِّن كحل العين حالة اللاودكيين؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من الاردية يوصي به يسوع،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ يحض يسوع ايضا اولئك اللاودكيين بقوة:‏ ‏«أنصحك ان تشتري .‏ .‏ .‏ اردية بيضاء لتلبس ولا يظهر خزي عريك،‏ وكحلا تكحل به عينيك لترى».‏ (‏رؤيا ٣:‏١٨ ب‏)‏ يجب ان يطلبوا علاجا لعماهم الروحي بشراء كحل شافٍ للعين،‏ لا ذاك الذي للمداوين المحليين بل النوع الذي يمكن ليسوع فقط ان يزوِّده.‏ وهذا يساعدهم على نيل التمييز الروحي،‏ مساعدا اياهم على السلوك في «سبيل الابرار» ونظراتهم السديدة مركَّزة على فعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏امثال ٤:‏​١٨،‏ ٢٥-‏٢٧‏)‏ وهكذا يمكنهم ان يلبسوا،‏ لا الاردية المكلِّفة ذات الصوف الاسود المصنوعة محليا في لاودكية،‏ بل «اردية بيضاء» رائعة تعلن هويتهم التي تميزهم كأتباع ليسوع المسيح.‏ —‏ قارنوا ١ تيموثاوس ٢:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١ بطرس ٣:‏​٣-‏٥‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ اي كحل للعين كان متوافرا منذ السنة ١٨٧٩؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان المصدر الاخير للدعم المالي لشهود يهوه؟‏ (‏ج)‏ في استعمال التبرعات،‏ كيف يختلف شهود يهوه عن الآخرين؟‏

      ١٤ وهل كحل العين الروحي متوافر في الازمنة العصرية؟‏ انه كذلك دون ريب!‏ وفي سنة ١٨٧٩ بدأ القس رصل،‏ كما دُعي على نحو حبي،‏ ينشر دفاعا عن الحق المجلةَ المعروفة عالميا اليوم بـ‍ برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه.‏ وفي عددها الثاني اعلن:‏ «[هذه المجلة] نؤمن ان يهوه هو داعمها،‏ وفيما تكون هذه هي الحال لن تستعطي ولن تتوسل ابدا الى الناس من اجل الدعم.‏ وعندما يفشل ذاك الذي يقول:‏ ‹كل ذهب وفضة الجبال لي›،‏ في تزويد الاموال الضرورية سنفهم انه الوقت لنوقف المطبوعة».‏ وبعض مبشِّري التلفزيون يكدِّسون ثروات طائلة ويعيشون في ترف فاضح (‏وأحيانا فاسد ادبيا)‏.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٣‏)‏ وبالتباين،‏ يستعمل تلاميذ الكتاب المقدس،‏ المعروفون اليوم بشهود يهوه،‏ كل التبرعات غير المستجداة المتسلَّمة لتنظيم وترويج الكرازة العالمية بملكوت يهوه القادم.‏ وصفّ يوحنا اليوم يوجِّه نشر برج المراقبة و استيقظ!‏،‏ المجلتين اللتين لهما معا معدل اصدار في السنة ٢٠٠٦ يزيد على ٥٩ مليونا.‏ و برج المراقبة متوافرة بنحو ١٥٠ لغة.‏ وهي المجلة الرسمية لجماعة مؤلفة مما يزيد على ستة ملايين مسيحي يستعملون كحلا للعين كهذا في جعل عيونهم تنفتح على الدين الباطل وعلى إلحاح الكرازة بالبشارة في كل الامم.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      الاستفادة من التوبيخ والتأديب

      ١٥ لماذا يقدِّم يسوع مشورة قوية للمسيحيين في لاودكية،‏ وكيف يجب ان تتجاوب الجماعة معها؟‏

      ١٥ لنرجع الى اللاودكيين.‏ فكيف سيتجاوبون مع المشورة القاسية من يسوع؟‏ هل يلزم ان تتثبط عزيمتهم ويشعروا بأن يسوع لا يريدهم بعدُ أتباعا له؟‏ كلا،‏ ليست هذه هي الحال على الاطلاق.‏ فالرسالة تمضي قائلة:‏ ‏«اني كل مَن اكنُّ له مودة أُوبخه وأؤدبه.‏ فكُنْ غيورا وتُبْ».‏ (‏رؤيا ٣:‏١٩ ‏)‏ وكما هي الحال مع التأديب من يهوه،‏ فان تأديب يسوع هو علامة لمحبته.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏​٤-‏٧‏)‏ ويجب على جماعة اللاودكيين ان يستفيدوا من اهتمامه الحبي ويطبقوا مشورته.‏ ويجب ان يتوبوا،‏ مدركين ان فتورهم يعادل ارتكاب الخطية.‏ (‏عبرانيين ٣:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ يعقوب ٤:‏١٧‏)‏ فليضع شيوخهم الطرق المادية وراءهم و ‹يضرموا› الموهبة التي لديهم من اللّٰه.‏ واذ يسري مفعول كحل العين الروحي،‏ فليجد الجميع في الجماعة الانتعاش كما من جرعة منعشة من نبع ماء بارد.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٦؛‏ امثال ٣:‏​٥-‏٨؛‏ لوقا ٢١:‏٣٤‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف يجري الاعراب عن محبة ومودَّة يسوع اليوم؟‏ (‏ب)‏ اذا نلنا مشورة قوية،‏ فكيف يجب ان نتجاوب؟‏

      ١٦ وماذا عنا اليوم؟‏ يستمر يسوع في ‹محبة خاصته الذين في العالم›.‏ وسيداوم على ذلك «كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١؛‏ متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ وهو يعرب عن محبته ومودَّته بواسطة صف يوحنا العصري والنجوم،‏ او الشيوخ،‏ في الجماعة المسيحية.‏ (‏رؤيا ١:‏٢٠‏)‏ وفي هذه الاوقات الشاقة يهتم الشيوخ بعمق بمساعدتنا جميعا،‏ كبارا وصغارا،‏ لنبقى ضمن حدود الحظيرة الثيوقراطية،‏ مقاومين روح الاستقلال،‏ الجشع المادي،‏ وقذارة الفساد الادبي للعالم.‏ واذا نلنا مشورة او تأديبا قويين احيانا،‏ فلنذكر ان «التوبيخ والتأديب طريق الحياة».‏ (‏امثال ٦:‏٢٣‏)‏ فجميعنا ناقصون ويجب ان نسارع الى الاعراب عن التوبة الاصيلة لكي نكون مُصْلَحين ونبقى في محبة اللّٰه.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏

      ١٧ كيف يمكن للثراء ان يكون خطِرا علينا روحيا؟‏

      ١٧ ولا يجب ان نسمح للمادية،‏ الغنى،‏ او النقص في الغنى بأن يجعلنا فاترين.‏ فيمكن للثراء ان يساعد في تقديم امكانيات جديدة للخدمة،‏ ولكن يمكن ايضا ان يكون خطِرا.‏ (‏متى ١٩:‏٢٤‏)‏ والشخص الغني قد يشعر بأنه لا يلزم ان يكون غيورا في عمل الكرازة كالآخرين بشرط ان يقدِّم تبرعات ضخمة من وقت الى آخر.‏ او قد يشعر بأن الكينونة غنيا تؤهله للامتيازات.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك ملذات وتسليات كثيرة متوافرة للشخص الثري لا يمكن للآخرين تحمل نفقاتها.‏ ولكنّ هذه التلهيات تتطلب وقتا وقد تجرف غير الحذر بعيدا عن الخدمة المسيحية،‏ وهكذا تجعل المرء غير الحكيم فاترا.‏ فلنتجنب كل هذه الفخاخ ولنداوم على ‹العمل بكد والاجتهاد› من كل القلب،‏ واضعين رجاء الحياة الابدية نصب اعيننا.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏​٨-‏١٠؛‏ ٦:‏​٩-‏١٢‏.‏

      ‏‹التعشّي›‏

      ١٨ اية فرصة يضعها يسوع امام المسيحيين في لاودكية؟‏

      ١٨ ويمضي يسوع قائلا:‏ ‏«ها انا واقف على الباب وأقرع.‏ ان سمع احد صوتي وفتح الباب،‏ ادخل بيته وأتعشَّى معه وهو معي».‏ (‏رؤيا ٣:‏٢٠ ‏)‏ اذا كان المسيحيون اللاودكيون سيرحبون بيسوع في جماعتهم فهو سيساعدهم على التغلب على فتورهم!‏ —‏ متى ١٨:‏٢٠‏.‏

      ١٩ الى ماذا يلمِّح يسوع عندما يعد بأن يتعشَّى مع الجماعة في لاودكية؟‏

      ١٩ ان ذكر يسوع للعشاء يذكِّر اللاودكيين دون شك بالاوقات التي تناول فيها الوجبات مع تلاميذه.‏ (‏يوحنا ١٢:‏​١-‏٨‏)‏ ومناسبات كهذه جلبت دائما بركات روحية لاولئك الحاضرين.‏ وكذلك كانت هنالك مناسبات شهيرة بعد قيامة يسوع تناول فيها وجبة مع تلاميذه،‏ مناسبات قوَّتهم كثيرا.‏ (‏لوقا ٢٤:‏​٢٨-‏٣٢؛‏ يوحنا ٢١:‏​٩-‏١٩‏)‏ لذلك فان وعده بالمجيء الى جماعة اللاودكيين والتعشّي معهم هو وعد يجلب لهم الفوائد الروحية ولكن اذا كانوا سيستقبلونه.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ عند بداية يوم الرب،‏ ماذا نتج من فتور العالم المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف اثرت دينونة يسوع في العالم المسيحي؟‏

      ٢٠ ان تحريض يسوع الحبي للاودكيين له اهمية كبيرة للمسيحيين الممسوحين الباقين اليوم.‏ وبعض هؤلاء يتذكَّرون ان المنتمين الى العالم المسيحي،‏ عندما بدأ يوم الرب،‏ كانوا فاترين الى درجة كبيرة جدا.‏ وعوض الترحيب برجوع ربنا في السنة ١٩١٤،‏ تورَّط رجال دينه في القتل في الحرب العالمية الاولى،‏ التي ادَّعت فيها ٢٤ من ٢٨ امة متنازعة انها مسيحية.‏ وكم كان عظيما ذنبها لسفك الدم!‏ وخلال الحرب العالمية الثانية،‏ التي قاتل فيها ايضا العالم المسيحي الى حد كبير،‏ فإن خطايا الدين الباطل ثانية «تراكمت حتى السماء».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٥‏)‏ واضافة الى ذلك،‏ ادار رجال الدين ظهورهم لملكوت يهوه القادم بدعم عصبة الامم،‏ الامم المتحدة،‏ والحركات الثورية القومية،‏ التي لا يمكن لأية منها ان تحل مشاكل الجنس البشري.‏ لقد رفض يسوع منذ وقت طويل رجال الدين،‏ اذ دانهم على نحو مضاد وألقاهم بعيدا،‏ تماما كما يتخلَّص الصياد من السمك الرديء الذي اصطاده في شبكته الجارفة.‏ والحالة المزرية لكنائس العالم المسيحي اليوم تشهد لدينونته هذه.‏ فليكن مصيره الاخير تحذيرا لنا!‏ —‏ متى ١٣:‏​٤٧-‏٥٠‏.‏

      ٢١ من السنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ كيف يتجاوب المسيحيون في الجماعة الحقيقية مع كلمات يسوع الى المسيحيين في لاودكية؟‏

      ٢١ وحتى ضمن الجماعة الحقيقية،‏ هنالك افراد فاترون،‏ هم كشراب ليس حارا منشّطا ولا باردا منعشا.‏ ولكنّ يسوع لا يزال يحب جماعته بحرارة.‏ ويجعل نفسه متوافرا للمسيحيين الذين يتجاوبون بحسن ضيافة،‏ وكثيرون يرحبون به،‏ كما لو كان ذلك الى وجبة عشاء.‏ ونتيجة لذلك،‏ تنفتح عيونهم من السنة ١٩١٩ فصاعدا على معنى نبوات الكتاب المقدس.‏ وهم يتمتعون بفترة من الانارة العظيمة.‏ —‏ مزمور ٩٧:‏١١؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

      ٢٢ اي عشاء مقبل ربما كان يسوع يفكر فيه،‏ ومن سيشتركون فيه؟‏

      ٢٢ وفي مخاطبة اللاودكيين،‏ ربما كان يسوع يفكر في عشاء آخر.‏ نقرأ لاحقا في سفر الرؤيا:‏ «سعداء هم المدعوون الى عشاء عرس الحمل».‏ هذه هي وليمة النصر العظيمة تسبيحا ليهوه بعد ان ينفِّذ الدينونة في الدين الباطل —‏ وليمة يشترك فيها المسيح وعروسه المكتملة العدد من ٠٠٠‏,‏١٤٤ في السماء.‏ (‏رؤيا ١٩:‏​١-‏٩‏)‏ والاعضاء المتجاوبون لجماعة اللاودكيين القديمة تلك —‏ نعم،‏ واخوة المسيح يسوع الامناء اليوم،‏ الذين يلبسون اردية طاهرة لتحديد هويتهم كمسيحيين ممسوحين اصلاء —‏ سيحتفلون مع عريسهم في هذا العشاء.‏ (‏متى ٢٢:‏​٢-‏١٣‏)‏ فيا له من باعث قوي على الغيرة والتوبة!‏

      عرش للغالبين

      ٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ عن اية مكافأة اضافية يتحدث يسوع؟‏ (‏ب)‏ متى جلس يسوع على عرشه المسيّاني،‏ ومتى بدأ الدينونة للمدَّعين المسيحية؟‏ (‏ج)‏ اي وعد رائع صنعه يسوع لتلاميذه عندما اسس ذكرى موته؟‏

      ٢٣ ويتحدث يسوع عن مكافأة اضافية قائلا:‏ ‏«مَن يغلب فسأعطيه ان يجلس معي على عرشي،‏ كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي على عرشه».‏ (‏رؤيا ٣:‏٢١ ‏)‏ وإتماما لكلمات داود في مزمور ١١٠:‏١ و ٢‏،‏ فإن يسوع المحافظ على الاستقامة،‏ اذ غلب العالم،‏ اقيم في السنة ٣٣ ب‌م ورُفِّع ليجلس مع ابيه على عرشه السماوي.‏ (‏اعمال ٢:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وفي سنة مهمة اخرى،‏ ١٩١٤،‏ وصل يسوع ليجلس على عرشه المسيّاني بصفته ملكا وديَّانا.‏ وكما يتضح،‏ بدأت الدينونة في السنة ١٩١٨ للمدَّعين المسيحية.‏ والغالبون الممسوحون الذين ماتوا قبل ذلك الوقت كانوا سيقامون عندئذ وينضمون الى يسوع في ملكوته.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وقد وعدهم بذلك عندما اسس ذكرى موته،‏ قائلا لتلاميذه:‏ «انا اصنع معكم عهدا لملكوت،‏ كما صنع ابي عهدا معي،‏ لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي،‏ وتجلسوا على عروش لتدينوا اسباط اسرائيل الاثني عشر».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏​٢٨-‏٣٠‏.‏

      ٢٤ يا له من تعيين رائع —‏ الجلوس مع الملك الحاكم في اثناء «التجديد» والاشتراك معه،‏ على اساس ذبيحته الكاملة،‏ في رفع عالم الجنس البشري الطائع الى الكمال العدني!‏ (‏متى ١٩:‏٢٨؛‏ ٢٠:‏٢٨‏)‏ وكما يعلمنا يوحنا،‏ يجعل يسوع اولئك الذين يغلبون «مملكة،‏ كهنة لإلهه وأبيه» ليشغلوا عروشا حول عرش يهوه السماوي العظيم.‏ (‏رؤيا ١:‏٦؛‏ ٤:‏٤‏)‏ فدعونا جميعا —‏ سواء كنا من الممسوحين او من مجتمع الارض الجديدة الذي يرجو الاشتراك في ردّ الفردوس —‏ نصغي الى كلمات يسوع الى اللاودكيين!‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ اعمال ٣:‏​١٩-‏٢١‏.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ كما في الرسائل السابقة،‏ كيف ينهي يسوع رسالته الى لاودكية؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان يتجاوب الافراد المسيحيون اليوم مع كلمات يسوع الى الجماعة في لاودكية؟‏

      ٢٥ وكما في الرسائل السابقة،‏ ينهي يسوع هذه الرسالة بكلمات التحريض:‏ ‏«مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات».‏ (‏رؤيا ٣:‏٢٢ ‏)‏ نحن نعيش في ساعة متأخرة من وقت النهاية.‏ والدليل على ان العالم المسيحي بارد في ما يتعلق بالمحبة انما هو حولنا.‏ وبالتباين،‏ فلنتجاوب كمسيحيين حقيقيين بحماسة مع رسالة يسوع الى الجماعة في لاودكية،‏ نعم،‏ مع كل رسائل ربنا السبع الى الجماعات.‏ ويمكننا فعل ذلك بالمشاركة النشيطة في اتمام نبوة يسوع العظمى لأيامنا:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ —‏ متى ٢٤:‏​١٢-‏١٤‏.‏

      ٢٦ متى يتكلم يسوع ثانية الى يوحنا مباشرة،‏ ولكنه في ماذا يشارك؟‏

      ٢٦ ان مشورة يسوع للجماعات السبع تنتهي.‏ وهو لا يتكلم الى يوحنا ثانية في سفر الرؤيا إلا في الاصحاح الاخير‏؛‏ ولكنه يشارك في كثير من الرؤى،‏ مثلا،‏ في تنفيذ دينونة يهوه.‏ فلننضمَّ الآن الى صف يوحنا في فحص الرؤيا الثانية الرائعة التي يظهرها الرب يسوع المسيح.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a هذه الامكنة كشفتها حفريات علم الآثار في موقع لاودكية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة