-
الويل الاول — جرادالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٢
الويل الاول — جراد
١ مَن يتمِّمون المهمة عندما يبوِّق الملائكة في الابواق، وماذا تعلن نفخة البوق الخامسة؟
يتهيَّأ الملاك الخامس للنفخ في بوقه. فأربعة ابواق سماوية كان قد بُوِّق فيها، وأربع ضربات وُجِّهت الى ثلث الارض الذي يعتبره يهوه الاكثر ملامة — العالم المسيحي. وقد كُشفت حالته المريضة على نحو مميت. وبينما يبوِّق الملائكة في الابواق، يتمِّم المعلنون البشر المهمة على الارض. والآن ها هو البوق الملائكي الخامس على وشك اعلان الويل الاول، المخيف اكثر ايضا مما جرى سابقا. انه يتعلق بضربة جراد مروِّعة. ولكن، دعونا اولا نفحص آيات اخرى تساعدنا على فهم هذه الضربة على نحو افضل.
٢ اي سفر للكتاب المقدس يصف ضربة جراد مماثلة لتلك التي يراها يوحنا، وماذا كان اثرها في اسرائيل القديمة؟
٢ ان سفر يوئيل للكتاب المقدس، المكتوب خلال القرن التاسع قم، يصف ضربة حشرات، بما فيها الجراد، مماثلة لتلك التي يراها يوحنا. (يوئيل ٢:١-١١، ٢٥ )a فكانت ستسبب ازعاجا كثيرا لاسرائيل المرتدَّة ولكنها ستؤدي ايضا الى توبة اليهود افراديا ورجوعهم الى رضى يهوه. (يوئيل ٢:٦، ١٢-١٤) وعندما يحين ذلك الوقت، كان يهوه سيسكب روحه على «شتى البشر» فيما تسبق آيات مخيفة وعجائب مرعبة ‹مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف›. — يوئيل ٢:١١، ٢٨-٣٢.
ضربة القرن الاول
٣، ٤ (أ) متى كان هنالك اتمام ليوئيل الاصحاح ٢، وكيف؟ (ب) كيف كانت هنالك ضربة كسرب جراد في القرن الاول بم، ولكم من الوقت استمر الضرب؟
٣ كان هنالك اتمام ليوئيل الاصحاح ٢ في القرن الاول. ففي ذلك الحين، في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، حدث ان الروح القدس سُكب، ماسحا المسيحيين الاولين ومانحا اياهم القوة للتكلم «عن عظائم اللّٰه» بألسنة كثيرة. ونتيجة لذلك، اجتمع جمع غفير. وخاطب الرسول بطرس اولئك المشاهدين المشدوهين، مقتبسا من يوئيل ٢:٢٨، ٢٩ وموضحا انهم كانوا يشهدون اتمامها. (اعمال ٢:١-٢١) ولكن، لا يوجد سجل عن ضربة حشرات حرفية في ذلك الوقت، مسبِّبة الازعاج للبعض وقائدة الآخرين الى التوبة.
٤ وهل كانت هنالك ضربة مجازية في خلال تلك الايام؟ نعم، بالتأكيد! لقد اتت نتيجة كرازة لا تتوقف للمسيحيين الممسوحين حديثا.b فبواسطتهم، دعا يهوه اولئك اليهود الذين يصغون الى التوبة والتمتع ببركات منه. (اعمال ٢:٣٨-٤٠؛ ٣:١٩) والافراد الذين تجاوبوا نالوا رضاه الى درجة ملحوظة. أما بالنسبة الى الذين رفضوا الدعوة فقد صار مسيحيو القرن الاول كسرب جراد مخرِّب. واذ بدأوا في اورشليم، انتشروا في كل اليهودية والسامرة. وسريعا كانوا في كل مكان، معذِّبين اليهود غير المؤمنين بالمناداة جهرا بقيامة يسوع، مع كل ما يتضمنه ذلك. (اعمال ١:٨؛ ٤:١٨-٢٠؛ ٥:١٧-٢١، ٢٨، ٢٩، ٤٠-٤٢؛ ١٧:٥، ٦؛ ٢١:٢٧-٣٠) واستمر هذا الضرب حتى ‹اليوم المخوف› في سنة ٧٠ بم، عندما جلب يهوه الجيوش الرومانية على اورشليم ليدمروها. وفقط اولئك المسيحيون الذين دعوا بايمان باسم يهوه خلصوا. — يوئيل ٢:٣٢؛ اعمال ٢:٢٠، ٢١؛ امثال ١٨:١٠.
ضربة الجراد اليوم
٥ كيف كان لنبوة يوئيل اتمام منذ السنة ١٩١٩؟
٥ منطقيا، يمكننا ان نتوقع ان يكون لنبوة يوئيل اتمام اخير في وقت النهاية. وكم تبيَّن ان ذلك صحيح! ففي محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية، ١-٨ ايلول ١٩١٩، نشَّط سكب بارز لروح يهوه شعبه الى تنظيم حملة عالمية للكرازة. ومن بين جميع المدَّعين المسيحية، هم وحدهم، اذ اعترفوا ان يسوع قد تُوِّج ملكا سماويا، لم يوفِّروا جهدا في نشر هذه البشارة على نطاق واسع. وشهادتهم التي لا تتوقف، اتماما للنبوة، صارت كضربة معذِّبة للعالم المسيحي المرتدّ. — متى ٢٤:٣-٨، ١٤؛ اعمال ١:٨.
٦ (أ) ماذا رأى يوحنا عندما نفخ الملاك الخامس في بوقه؟ (ب) الى مَن يرمز هذا ‹النجم›، ولماذا؟
٦ وسفر الرؤيا، المكتوب بعد ٢٦ سنة تقريبا من دمار اورشليم، يصف ايضا هذه الضربة. وماذا يضيف الى وصف يوئيل؟ دعونا نتابع السجل، كما يخبر يوحنا: «ونفخ الملاك الخامس في بوقه. فرأيت نجما قد سقط من السماء الى الارض، وأعطي مفتاح حفرة المهواة». (رؤيا ٩:١ ) ان هذا ‹النجم› مختلف عن ذاك الذي في الرؤيا ٨:١٠ الذي رآه يوحنا وهو يسقط. فهو يرى «نجما قد سقط من السماء» ولديه الآن تعيين يتعلق بهذه الارض. فهل هذا شخص روحاني ام جسدي؟ ان ماسك «مفتاح حفرة المهواة» هذا يوصف لاحقا بأنه يطرح الشيطان في «المهواة». (رؤيا ٢٠:١-٣) ولذلك لا بد انه شخص روحاني قوي. وفي الرؤيا ٩:١١، يخبرنا يوحنا ان الجراد له «ملك، هو ملاك المهواة». فلا بد ان يشير كلا العددين الى الفرد نفسه، لان الملاك الذي يمسك مفتاح المهواة يكون منطقيا ملاك المهواة. ولا بد ان يرمز النجم الى ملك يهوه المعيَّن، لان المسيحيين الممسوحين يعترفون فقط بالملك الملائكي الواحد، يسوع المسيح. — كولوسي ١:١٣؛ ١ كورنثوس ١٥:٢٥.
٧ (أ) ماذا يحدث عندما تُفتح «حفرة المهواة»؟ (ب) ما هي «المهواة»، ومَن قضوا وقتا قصيرا فيها؟
٧ يتابع السجل: «ففتح حفرة المهواة، فصعد دخان من الحفرة كدخان اتون عظيم، فأظلمت الشمس والهواء من دخان الحفرة. وخرج من الدخان جراد على الارض، فأعطي سلطة كالسلطة التي لعقارب الارض». (رؤيا ٩:٢، ٣) حسب الاسفار المقدسة، «المهواة» هي مكان خمول، وحتى مكان موت. (قارنوا روما ١٠:٧؛ رؤيا ١٧:٨؛ ٢٠:١، ٣.) والفرقة الصغيرة لاخوة يسوع قضت وقتا قصيرا في «مهواة» خمول نسبي كهذه عند نهاية الحرب العالمية الاولى (١٩١٨-١٩١٩). ولكن عندما سكب يهوه روحه على خدامه التائبين في السنة ١٩١٩، اندفعوا الى مواجهة تحدّي العمل الموضوع امامهم.
٨ كيف يكون ان اطلاق الجراد يرافقه «دخان» كثير؟
٨ كما يلاحظ يوحنا، ان اطلاق الجراد يرافقه دخان كثير «كدخان اتون عظيم».c وهكذا كان في السنة ١٩١٩. فقد أَظلمت الحالة بالنسبة الى العالم المسيحي والى العالم عموما. (قارنوا يوئيل ٢:٣٠، ٣١.) فإطلاق هذا الجراد، صف يوحنا، كان في الواقع هزيمة لرجال دين العالم المسيحي الذين خططوا وتآمروا ليقتلوا عمل الملكوت نهائيا والذين رفضوا الآن ملكوت اللّٰه. والدليل على الحجاب الكثيف الشبيه بالدخان بدأ يغطّي العالم المسيحي المرتدّ اذ أُعطيت فرقة الجراد هذه سلطة الهية وشرعت في ممارستها في المناداة برسائل دينونة قوية. و «شمس» العالم المسيحي — مظهره للانارة — عانت كسوفا، و «الهواء» صار كثيفا بإعلانات الدينونة الالهية اذ أُظهر ان «حاكم سلطة الهواء» لهذا العالم هو اله العالم المسيحي. — افسس ٢:٢؛ يوحنا ١٢:٣١؛ ١ يوحنا ٥:١٩.
هذا الجراد المعذِّب!
٩ اية ارشادات قتالية تسلَّمها الجراد؟
٩ وأية ارشادات قتالية تسلَّمها هذا الجراد؟ يخبر يوحنا: «وقيل له ألا يضر نبت الارض ولا شيئا اخضر ولا شجرة ما، إلا الناس الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم. وأُعطي ألا يقتلهم، بل ان يُعذَّبوا خمسة اشهر، وكان عذابهم كعذاب عقرب إذا لسعت انسانا. في تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه مطلقا، ويشتهون ان يموتوا ولكن الموت يهرب منهم». — رؤيا ٩:٤-٦.
١٠ (أ) ضد مَن تُوجَّه الضربة بشكل رئيسي، وبأي اثر فيهم؟ (ب) اي نوع من العذاب هو ذو علاقة؟ (انظروا ايضا الحاشية.)
١٠ لاحظوا ان هذه الضربة ليست موجَّهة اولا ضد الناس او الاشخاص البارزين بينهم — ‹نبت وأشجار الارض›. (قارنوا رؤيا ٨:٧.) فالجراد يجب ان يضر الناس فقط الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم، الذين يدَّعون في العالم المسيحي انهم مختومون لكنَّ سجلهم يكذِّب هذا الادعاء. (افسس ١:١٣، ١٤) وهكذا وُجِّهت الاقوال المعذِّبة لهذا الجراد العصري اولا ضد القادة الدينيين للعالم المسيحي. وكم تعذَّب بالتأكيد هؤلاء الناس المغرورون عند سماع اعلان ذلك جهرا انهم لم يفشلوا فقط في قيادة رعيتهم الى السماء بل انهم هم انفسهم لن يذهبوا الى هناك!d حقا، لقد كانت قضية «اعمى يقود اعمى»! — متى ١٥:١٤.
١١ (أ) لكم من الوقت تكون للجراد سلطة لتعذيب اعداء اللّٰه، ولماذا ليس ذلك وقتا قصيرا حقا؟ (ب) الى اي حد يكون العذاب قاسيا؟
١١ يدوم العذاب خمسة اشهر. وهل ذلك وقت قصير نسبيا؟ ليس بالنسبة الى الجراد الحرفي. فالخمسة اشهر تصف مدى حياة احدى هذه الحشرات. لذلك، طوال حياتهم، يداوم الجراد العصري على لسع اعداء اللّٰه. واكثر من ذلك، فإن العذاب قاس جدا بحيث يطلب الناس ان يموتوا. صحيح انه ليس لدينا سجل بأن ايّا من الذين لسعهم الجراد حاول فعليا ان يقتل نفسه. ولكنَّ التعبير يساعدنا ان نتصوَّر شدة العذاب — كما لو انه بهجوم غير متوقف من العقارب. انه كالألم الذي انبأ به ارميا لاولئك الاسرائيليين غير الامناء الذين كان المنتصرون البابليون سيشتِّتونهم والذين بالنسبة اليهم كان الموت سيصير افضل من الحياة. — ارميا ٨:٣؛ انظروا ايضا جامعة ٤:٢، ٣.
١٢ لماذا يُعطى الجراد ان يعذِّب القادة الدينيين للعالم المسيحي، بمعنى روحي، ولكن ان لا يقتلهم؟
١٢ ولماذا يُعطى ان يعذِّب هؤلاء بمعنى روحي، لا ان يقتلهم؟ هذا هو ويل اوَّلي في تشهير اكاذيب العالم المسيحي وفشله، ولكن لاحقا فقط، فيما يتقدَّم يوم الرب، ستعلَن كاملا حالته الروحية الشبيهة بالموت. فسيُقتل ثلث الناس في اثناء ويل ثانٍ. — رؤيا ١:١٠؛ ٩:١٢، ١٨؛ ١١:١٤.
جراد مجهَّز للمعركة
١٣ اي مظهر هنالك للجراد؟
١٣ يا للمظهر اللافت للنظر الذي لهذا الجراد! يصفه يوحنا: «وكان شكل الجراد شبيها بخيل مهيأة للمعركة، وعلى رؤوسه كتيجان شبه الذهب، ووجوهه كوجوه الناس، وكان له شعر كشعر النساء. وأسنانه كأسنان الاسود، وكان له دروع كدروع من حديد. وصوت اجنحته كصوت مركبات خيل كثيرة تجري الى المعركة». — رؤيا ٩:٧-٩.
١٤ لماذا لاءم وصف يوحنا للجراد فريق المسيحيين المعاد احياؤهم في السنة ١٩١٩؟
١٤ يمثِّل ذلك جيدا الفريق ذا الولاء من المسيحيين المعاد احياؤهم في السنة ١٩١٩. فكالخيل، كانوا مستعدين للحرب، تواقين ليقاتلوا من اجل الحق بالطريقة التي يصفها الرسول بولس. (افسس ٦:١١-١٣؛ ٢ كورنثوس ١٠:٤) وعلى رؤوسهم يرى يوحنا ما يشبه تيجان الذهب. وليس لائقا ان تكون لهم تيجان حقيقية لأنهم لا يشرعون في الحكم وهم لا يزالون على الارض. (١ كورنثوس ٤:٨؛ رؤيا ٢٠:٤) ولكن في السنة ١٩١٩ كان لهم مظهر ملكي. فقد كانوا اخوة الملك، وتيجانهم السماوية كانت محفوظة لهم شرط ان يستمروا امناء الى النهاية. — ٢ تيموثاوس ٤:٨؛ ١ بطرس ٥:٤.
١٥ على ماذا يدل كون الجراد (أ) له دروع من حديد؟ (ب) له وجوه كوجوه الناس؟ (ج) له شعر كشعر النساء؟ (د) له اسنان كأسنان الاسود؟ (ه ) يُحدث كثيرا من الضجيج؟
١٥ في الرؤيا، للجراد دروع من حديد ترمز الى البر الذي لا ينثلم. (افسس ٦:١٤-١٨) وله ايضا وجوه كوجوه الناس، وهذه الصورة تشير الى صفة المحبة، لان الانسان صُنع على صورة اللّٰه، الذي هو محبة. (تكوين ١:٢٦؛ ١ يوحنا ٤:١٦) وشعره طويل كشعر النساء مما يمثِّل جيدا الخضوع لملكه، ملاك المهواة. وأسنانه تشبه اسنان الاسود. والاسد يستعمل اسنانه ليمزِّق اللحم. ومن السنة ١٩١٩ فصاعدا، كان صف يوحنا مرة اخرى قادرا على فهم الطعام الروحي القوي، وخصوصا الحقائق عن ملكوت اللّٰه الذي يحكمه «الاسد الذي من سبط يهوذا»، يسوع المسيح. وكما ان الاسد يرمز الى الشجاعة، كذلك كانت الشجاعة الكبيرة لازمة لاستيعاب هذه الرسالة الفعّالة على نحو مؤثر، لاصدارها في مطبوعات، ولتوزيعها حول الكرة الارضية. وهذا الجراد المجازي احدث كثيرا من الضجيج، مثل «صوت مركبات خيل كثيرة تجري الى المعركة». وعلى غرار مسيحيي القرن الاول لا ينوي ان يبقى هادئا. — ١ كورنثوس ١١:٧-١٥؛ رؤيا ٥:٥.
١٦ ما هو المغزى في ان الجراد له «اذناب وحُمَات مثل العقارب»؟
١٦ وهذه الكرازة تشمل اكثر من الكلمة المقولة! «ايضا له اذناب وحُمَات مثل العقارب، وفي اذنابه سلطته ان يؤذي الناس خمسة اشهر». (رؤيا ٩:١٠ ) فماذا يمكن ان يعني ذلك؟ اذ يشرعون في عملهم للملكوت، يقول شهود يهوه من خلال كلامهم ومطبوعاتهم عبارات موثوقا بها، مؤسسة على كلمة اللّٰه. ولرسالتهم حُمَة شبيهة بتلك التي للعقرب لانها تحذِّر من يوم انتقام يهوه المقترب. (اشعيا ٦١:٢) وقبل ان ينهي الجيل الحاضر للجراد الروحي مدى حياته، سيُكمَل عمله المعيَّن من اللّٰه لاعلان احكام يهوه — لأذية جميع المجدِّفين العُنُد.
١٧ (أ) ماذا أُعلن في محفل تلاميذ الكتاب المقدس للسنة ١٩١٩ مما يشدِّد لسعة شهادتهم؟ (ب) كيف تعذَّب رجال الدين، وكيف تصرَّفوا تجاوبا مع ذلك؟
١٧ ان فرقة الجراد هذه امتلأت فرحا عندما أُعلنت مجلة جديدة، العصر الذهبي، في محفلهم للسنة ١٩١٩. وقد كانت مجلة نصف شهرية، مصمَّمة لتشديد لسعة شهادتهم.e وعددها رقم ٢٧ في ٢٩ ايلول ١٩٢٠، شهَّر نفاق رجال الدين في اضطهاد تلاميذ الكتاب المقدس في الولايات المتحدة في اثناء فترة ١٩١٨-١٩١٩. وفي خلال عشرينات وثلاثينات الـ ١٩٠٠، عذَّبت العصر الذهبي رجال الدين بمزيد من المقالات والرسوم الكاريكاتورية اللاسعة التي شهَّرت عبثهم الماكر بالسياسة، وخصوصا اتفاقيات هيئة الكهنوت الكاثوليكية المصنوعة مع الدكتاتوريَّين الفاشي والنازي. وتجاوبا مع ذلك، فإن رجال الدين ‹اختلقوا المتاعب بمرسوم› ونظَّموا عنف الرعاع ضد شعب اللّٰه. — مزمور ٩٤:٢٠.
تقديم الانذار لحكام العالم
١٨ اي عمل كان يجب على الجراد ان يقوم به، وماذا حدث تجاوبا مع نفخة البوق الخامسة؟
١٨ ان الجراد العصري كان لديه عمل ليقوم به. فبشارة الملكوت كان يجب الكرازة بها. والاخطاء كان يجب تشهيرها. والخراف الضالة كان يجب العثور عليها. وفيما شرع الجراد في هذه المهمات، أُجبر العالم على التنبُّه والتفطُّن. وإطاعة لنفخات ابواق الملائكة، يستمر صف يوحنا في تشهير العالم المسيحي بصفته مستحقا احكام يهوه المضادة. وتجاوبا مع البوق الخامس، جرى التشديد على وجه خصوصي من هذه الاحكام في محفل لتلاميذ الكتاب المقدس في لندن، انكلترا، ٢٥-٣١ ايار ١٩٢٦. وهذا ابرز قرارا، «شهادة لحكام العالم»، وخطابا عاما في قاعة ألبرت الملكية عن «لماذا تترنح القوى العالمية — العلاج»، والنص الكامل لهذين كليهما طُبع في صحيفة لندنية رئيسية في اليوم التالي. ولاحقا، وزَّعت فرقة الجراد في كل العالم، كنشرة، ٥٠ مليون نسخة من ذلك القرار — عذاب فعلا لرجال الدين! وبعد سنوات، كان الناس في انكلترا لا يزالون يتكلمون عن هذا التشهير اللاسع.
١٩ اية اداة قتال اضافية نالها الجراد الرمزي، وماذا كانت لديها لتقوله عن البيان الرسمي في لندن؟
١٩ في هذا المحفل، نال الجراد الرمزي اداة قتال اضافية، كتابا جديدا على نحو بارز بعنوان الانقاذ. وقد تضمَّن مناقشة مؤسسة على الاسفار المقدسة للعلامة تبرهن ان ‹الولد الذكر›، الذي يمثِّل حكومة هي ملكوت المسيح السماوي، وُلد في السنة ١٩١٤. (متى ٢٤:٣-١٤؛ رؤيا ١٢:١-١٠) وبعد ذلك، اقتبس من البيان الرسمي المنشور في لندن في السنة ١٩١٧ والموقَّع من قبل ثمانية رجال دين، وُصفوا بأنهم «بين الكارزين الاعظم للعالم». لقد مثَّلوا الطوائف الپروتستانتية الرئيسية — المعمدانية، الجماعية، المشيخية، الاسقفية، والمنهجية. وهذا البيان نادى بأن «الازمة الحاضرة تشير الى نهاية ازمنة الامم» وأن «استعلان الرب يمكن توقعه في اية لحظة». نعم، ان رجال الدين هؤلاء ادركوا علامة حضور يسوع! ولكن هل ارادوا ان يفعلوا شيئا بشأن ذلك؟ يخبرنا الكتاب الانقاذ: «ان الجزء الاكثر جدارة بالملاحظة من المسألة هو ان الرجال انفسهم الذين وقَّعوا البيان الرسمي انكروه في ما بعد ورفضوا الدليل الذي يبرهن اننا في نهاية العالم وفي يوم الحضور الثاني للرب».
٢٠ (أ) اي اختيار قام به رجال الدين في ما يتعلق بفرقة الجراد وملكها؟ (ب) مَن يقول يوحنا انه على فرقة الجراد، وما هو اسمه؟
٢٠ عوضا عن اعلان ملكوت اللّٰه القادم، اختار رجال دين العالم المسيحي البقاء مع عالم الشيطان. وهم لا يريدون ايّ دور مع فرقة الجراد وملكها، الذي في ما يتعلق به يلاحظ يوحنا الآن: «وعليه ملك، هو ملاك المهواة. اسمه بالعبرانية ابدون [يعني «دمار»]، وله باليونانية اسم أبوليون [يعني «مدمِّر»]». (رؤيا ٩:١١ ) وبصفته «ملاك المهواة» و ‹مدمِّرا›، اطلق يسوع حقا ويلا ضاربا على العالم المسيحي. ولكنَّ المزيد سيتبع!
[الحواشي]
a قارنوا يوئيل ٢:٤، ٥، ٧ (حيث توصف الحشرات كخيل، شعب، ورجال، وكصانعة صوتا كصوت المركبات) بالرؤيا ٩:٧-٩؛ وأيضا، قارنوا يوئيل ٢:٦، ١٠ (التي تصف الاثر الموجع لضربة الحشرات) بالرؤيا ٩:٢، ٥ .
b انظروا المقالة «متَّحدين تجاه الامم في وادي القضاء» في عدد ١ تموز ١٩٦٢ من برج المراقبة.
c لاحظوا ان هذه الآية لا يمكن استعمالها للبرهان على انه كانت هنالك نار في المهواة، كما لو ان المهواة هي نوع من نار الهاوية. فيوحنا يقول انه رأى دخانا كثيفا ك ، او مثل، دخان اتون عظيم. (رؤيا ٩:٢) وهو لا يخبر عن رؤية لُهُب فعلية في المهواة.
d الكلمة اليونانية المستعملة هنا تأتي من الجذر باسانيزو، الذي يُستعمل احيانا للعذاب الحرفي؛ ولكن، يمكن استعماله ايضا للعذاب العقلي. مثلا، في ٢ بطرس ٢:٨ نقرأ ان لوطا كان «يعذِّب نفسه البارة» بسبب الشر الذي رآه في سدوم. والقادة الدينيون للعصر الرسولي اختبروا العذاب العقلي على الرغم من انه، طبعا، لسبب مختلف جدا.
e هذه المجلة سُمِّيت من جديد التعزية في ١٩٣٧ واستيقظ! في ١٩٤٦.
-
-
الويل الثاني — جيوش الخيالةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٣
الويل الثاني — جيوش الخيالة
١ على الرغم من جهود رجال الدين لسحق الجراد، ماذا يحدث، والى ماذا يشير اتيان ويلين ايضا؟
ان اجتياح الجراد الرمزي للعالم المسيحي، من السنة ١٩١٩ فصاعدا، يسبِّب لرجال الدين انزعاجا كثيرا. وقد حاولوا سحق الجراد، لكنه استمر يتقدَّم بشكل اقوى من ايّ وقت مضى. (رؤيا ٩:٧) وذلك ليس كل شيء! يكتب يوحنا: «مضى الويل الواحد. وهوذا يأتي ويلان آخران بعد هذه الامور». (رؤيا ٩:١٢ ) فثمة ضربات تعذيب اضافية مخزَّنة للعالم المسيحي.
٢ (أ) ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك السادس في بوقه؟ (ب) ماذا يمثِّله ‹الصوت الواحد الآتي من قرون المذبح الذهبي›؟ (ج) لماذا يجري ذكر اربعة ملائكة؟
٢ ما هو مصدر الويل الثاني؟ يكتب يوحنا: «ونفخ الملاك السادس في بوقه. فسمعت صوتا واحدا آتيا من قرون المذبح الذهبي الذي امام اللّٰه يقول للملاك السادس الذي معه البوق: ‹فُكَّ الملائكة الاربعة المقيَّدين عند النهر العظيم، نهر الفرات›». (رؤيا ٩:١٣، ١٤ ) ان اطلاق الملائكة هو استجابة للصوت الآتي من قرون المذبح الذهبي. هذا هو مذبح البخور الذهبي، ومرتين سابقا اقترن بخور الجامات الذهبية من هذا المذبح بصلوات القديسين. (رؤيا ٥:٨؛ ٨:٣، ٤) لذلك يمثِّل هذا الصوت الواحد الصلوات المتَّحدة للقديسين على الارض. انهم يلتمسون ان يُنقَذوا هم انفسهم من اجل خدمة نشيطة اضافية بصفتهم «مرسَلي» يهوه، اذ يكون هذا المعنى الاساسي للكلمة اليونانية المترجمة هنا «ملائكة». ولماذا هنالك اربعة ملائكة؟ يبدو ان هذا العدد الرمزي يشير الى انهم سيكونون منظَّمين بحيث يغطّون الارض بكاملها. — رؤيا ٧:١؛ ٢٠:٨.
٣ كيف كان الملائكة «مقيَّدين عند النهر العظيم، نهر الفرات»؟
٣ وكيف كان هؤلاء الملائكة «مقيَّدين عند النهر العظيم، نهر الفرات»؟ كان نهر الفرات في الازمنة القديمة الحدود الشمالية الشرقية للارض التي وعد يهوه بها ابراهيم. (تكوين ١٥:١٨؛ تثنية ١١:٢٤) وكما يظهر، كان الملائكة مقيَّدين عند حدود ارضهم المعطاة من اللّٰه، او حيِّز نشاطهم الارضي، محجوزين عن الدخول كاملا في الخدمة التي اعدَّها يهوه لهم. وكان الفرات ايضا مقترنا على نحو بارز بمدينة بابل، وبعد سقوط اورشليم في السنة ٦٠٧ قم، قضى الاسرائيليون الطبيعيون ٧٠ سنة في السبي هناك، «مقيَّدين عند النهر العظيم، نهر الفرات». (مزمور ١٣٧:١) والسنة ١٩١٩ وجدت الاسرائيليين الروحيين مقيَّدين بقيد مماثل، مكتئبين وسائلين يهوه الارشاد.
٤ اية مهمة هنالك لدى الاربعة الملائكة، وكيف أُنجزت؟
٤ لسعادتنا، يتمكن يوحنا من ان يخبر: «ففُكَّ الملائكة الاربعة، المهيأون للساعة واليوم والشهر والسنة، ليقتلوا ثلث الناس». (رؤيا ٩:١٥ ) يهوه هو حافظ دقيق للوقت. فلديه جدول وقت وهو ملتزم به. لذلك يُطلَق هؤلاء المرسَلون تماما حسب البرنامج وفي الوقت المعيَّن لانجاز ما يجب عليهم فعله. تصوَّروا فرحهم بالخروج من العبودية في السنة ١٩١٩، مستعدين للعمل! فلديهم مهمة لا ان يعذِّبوا فقط بل اخيرا ان «يقتلوا ثلث الناس». وهذا مرتبط بالضربات التي اعلنتها نفخات البوق الاربع الاولى، التي اصابت ثلث الارض، البحر، المخلوقات في البحر، الينابيع والانهار، ومصادر النور السماوية. (رؤيا ٨:٧-١٢) ويذهب الاربعة الملائكة الى ابعد من ذلك. فهم ‹يقتلون›، مشهِّرين الى التمام الحالة الميتة روحيا للعالم المسيحي. والاعلانات المبوَّق بها، المصنوعة من السنة ١٩٢٢ فصاعدا والمستمرة الى الوقت الحاضر، قد انجزت ذلك.
٥ في ما يتعلق بالعالم المسيحي، كيف تردَّد صدى صوت نفخة البوق السادسة في السنة ١٩٢٧؟
٥ اذكروا ان الملاك السماوي قد نفخ الآن في البوق السادس. وتجاوبا مع ذلك، عُقد السادس من سلسلة المحافل الاممية السنوية لتلاميذ الكتاب المقدس في تورونتو، اونتاريو، كندا. والبرنامج هناك يوم الاحد في ٢٤ تموز ١٩٢٧ جرى بثُّه على الهواء عن طريق سلسلة من ٥٣ محطة راديو، اوسع شبكة اذاعية حتى ذلك الوقت. وخرجت تلك الرسالة المقولة الى حضور من ملايين كثيرة على الارجح. اولا، قرار قوي شهَّر العالم المسيحي بصفته ميتا روحيا وقدَّم الدعوة: «في ساعة الحيرة هذه يدعو يهوه اللّٰه الشعوب ان يهجروا ويتركوا ‹العالم المسيحي› او ‹المسيحية المنظَّمة› الى الابد وأن يتحوَّلوا عنه كاملا . . . ؛ [فلتقدِّم] الشعوب تعبد واخلاص قلبهم كليا ليهوه اللّٰه ولملكه وملكوته». و «حرية للشعوب» كان عنوان الخطاب العام الذي تبع. وألقى ذلك ج. ف. رذرفورد بأسلوبه الدينامي المعتاد الذي يتوافق مع «النار والدخان والكبريت» التي يلاحظها يوحنا بعد ذلك في الرؤيا.
٦ كيف يصف يوحنا جيوش الخيالة التي يراها بعد ذلك؟
٦ «وكان عدد جيوش الخيالة مئتي ألف ألف: انا سمعت عددهم. هكذا رأيت الخيل في الرؤيا، والجالسين عليها: لهم دروع حمراء نارية وزرقاء ياقوتية وصفراء كبريتية، ورؤوس الخيل كرؤوس الاسود، ومن افواهها يخرج نار ودخان وكبريت. بهذه الضربات الثلاث قُتل ثلث الناس، من النار والدخان والكبريت التي خرجت من افواهها». — رؤيا ٩:١٦-١٨.
٧، ٨ (أ) تحت التوجيه المرشِد لمَن يرعد الخيالة؟ (ب) بأية طرائق يشبه الخيالة الجراد الذي سبقهم؟
٧ كما يظهر، يرعد هؤلاء الخيالة تحت التوجيه المرشد للملائكة الاربعة. فيا له من مشهد مخيف! تصوَّروا ردَّ فعلكم لو كنتم هدفا لهجوم خيالة كهذا! فمنظرها يوقع الرعب في قلبكم. ولكن، هل لاحظتم كيف ان الخيالة يشبهون الجراد الذي سبقهم؟ فالجراد كان مثل الخيل؛ والخيالة يمتطون الخيل. اذًا، الاثنان مشمولان بحرب ثيوقراطية. (امثال ٢١:٣١) وكانت للجراد اسنان كأسنان الاسود؛ والخيل التي يركبها الخيالة لها رؤوس كرؤوس الاسود. لذلك، كلاهما مرتبطان بالاسد الشجاع الذي من سبط يهوذا، يسوع المسيح، الذي هو قائدهم، آمرهم، ومثالهم. — رؤيا ٥:٥؛ امثال ٢٨:١.
٨ ان الجراد والخيالة كليهما يشاركان في عمل يهوه للدينونة. فالجراد انبثق من الدخان الذي دلّ على الويل والنار المدمِّرة للعالم المسيحي؛ ومن افواه الخيل يخرج نار، دخان، وكبريت. وللجراد دروع من حديد، مشيرة الى ان قلوبهم جرت حمايتها بالاخلاص الثابت للبر؛ والخيالة يرتدون دروعا ملوَّنة بالاحمر، الازرق، والاصفر عاكسة نار، دخان، وكبريت رسائل الدينونة المميتة التي تتدفق من افواه الخيل. (قارنوا تكوين ١٩:٢٤، ٢٨؛ لوقا ١٧:٢٩، ٣٠.) وللجراد اذناب مثل العقارب للتعذيب؛ والخيل لها اذناب تشبه الحيَّات للقتل. ويبدو ان ما بدأه الجراد سيتابعه الخيالة بشدة اعظم الى التمام.
٩ الى ماذا يرمز الخيالة؟
٩ اذًا، الى ماذا يرمز هؤلاء الخيالة؟ تماما كما بدأ صف يوحنا الممسوح المناداة الشبيهة بالبوق بدينونة يهوه للانتقام الالهي على العالم المسيحي، مع السلطة ان يلسع ‹بحُماته ويؤذي›، كذلك نتوقع ان يُستخدم الفريق الحي نفسه في ‹القتل›، اي في التعريف ان العالم المسيحي ورجال دينه هم موتى تماما روحيا، مطروحون من قبل يهوه وجاهزون لـ ‹اتون نار› الدمار الابدي. وفي الواقع، بابل العظيمة كلها يجب ان تزول. (رؤيا ٩:٥، ١٠؛ ١٨:٢، ٨؛ متى ١٣:٤١-٤٣) ولكن، تمهيدا لدمارها، يستعمل صف يوحنا «سيف الروح، اي كلمة اللّٰه» في تشهير حالة العالم المسيحي الشبيهة بالموت. والاربعة الملائكة وراكبو الخيل يعطون التوجيه لهذا القتل المجازي لـ «ثلث الناس». (افسس ٦:١٧؛ رؤيا ٩:١٥، ١٨) وهذا يشير الى التنظيم اللائق والتوجيه الثيوقراطي تحت اشراف الرب يسوع المسيح فيما تُسرع فرقة المنادين بالملكوت التي توحي بالرهبة الى القتال.
مئتَا ألف ألف
١٠ بأي معنى هنالك مئتَا ألف ألف من الخيالة؟
١٠ كيف يمكن ان يكون هنالك مئتَا ألف ألف من هؤلاء الخيالة؟ فهذا الرقم يساوي ٢٠٠ مليون.a ومن المفرح ان هنالك الآن ملايين من المنادين بالملكوت، لكنَّ عددهم اقل بكثير من مئات الملايين! ولكن اذكروا كلمات موسى في عدد ١٠:٣٦: «عُد يا يهوه الى ربوات ألوف اسرائيل». (قارنوا تكوين ٢٤:٦٠.) وهذا يعني، حرفيا، ‹عُد الى عشرات ملايين اسرائيل›. ولكنَّ اسرائيل كانت تُعدّ فقط بنحو مليونين الى ثلاثة ملايين في ايام موسى. اذًا، ماذا كان موسى يقول؟ لا شك انه كان يفكِّر ان الاسرائيليين يجب ان يكونوا غير معدودين «كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر»، بدلا من ان يكونوا محصَين. (تكوين ٢٢:١٧؛ ١ أخبار الايام ٢٧:٢٣) لذلك استعمل الكلمة التي تقابل «ربوة» ليشير الى عدد كبير ولكن غير محدَّد. وهكذا ينقل الكتاب المقدس الانكليزي الجديد هذا العدد: «ابقَ، يا ربَّ ألوف اسرائيل التي لا تُحصى». ويتَّفق ذلك مع التعريف الثاني للكلمة التي تقابل «ربوة» الموجود في القواميس اليونانية والعبرانية: «حشد لا يُعدّ»، «حشد». — قاموس ثاير اليوناني-الانكليزي الجديد للعهد الجديد؛ القاموس العبراني والانكليزي للعهد القديم لجسينيوس، ترجمه ادوارد روبنسون.
١١ لكي يصير صف يوحنا مئتَي ألف ألف حتى بمعنى رمزي، الى ماذا يحتاجون؟
١١ غير ان افراد صف يوحنا الذين لا يزالون على الارض يُعدُّون بأقل من ٠٠٠,١٠. فكيف يمكن تشبيههم بألوف لا تحصى من الخيالة؟ لكي يصيروا مئتَي ألف ألف، حتى بمعنى رمزي، ألا يحتاجون الى تعزيزات؟ هذا ما يحتاجون اليه، وبلطف يهوه غير المستحق، هذا ما يحصلون عليه! فمن اين تأتي هذه؟
١٢، ١٣ اية تطورات تاريخية من ١٩١٨ الى ١٩٣٥ اشارت الى مصدر التعزيزات؟
١٢ من ١٩١٨ الى ١٩٢٢، شرع صف يوحنا يقدِّم للبشرية المتضايقة التوقُّع السعيد ان «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا». وفي السنة ١٩٢٣ أُعلن ايضا ان خراف متى ٢٥:٣١-٣٤ سيرثون الحياة على الارض في ظل ملكوت اللّٰه. وقُدِّم رجاء مماثل في الكراس حرية للشعوب، الذي صدر في المحفل الاممي في السنة ١٩٢٧. وفي وقت باكر من ثلاثينات الـ ١٩٠٠ أُظهر ان صف يهوناداب المستقيم و «الرجال الذين يتنهدون ويئنون» على حالة العالم المسيحي الروحية المؤسفة يتطابقون مع الخراف الرمزيين الذين لديهم آمال حياة ارضية. (حزقيال ٩:٤؛ ٢ ملوك ١٠:١٥، ١٦) واذ وجَّهت مثل هؤلاء الى ‹مدن الملجإ› العصرية، ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٣٤: «ان الذين هم من صف يوناداب يسمعون صوت بوق اللّٰه ويصغون الى التحذير بالهرب الى هيئة اللّٰه ومعاشرة شعب اللّٰه، وهناك يجب ان يبقوا». — عدد ٣٥:٦.
١٣ وفي السنة ١٩٣٥ دُعي افراد صف يوناداب هذا على نحو خصوصي الى حضور محفل شهود يهوه في واشنطن، دي سي، الولايات المتحدة الاميركية. وهناك، يوم الجمعة في ٣١ ايار، قدَّم ج. ف. رذرفورد خطابه الشهير «الجمع الكثير» الذي اظهر فيه بوضوح ان هذا الفريق للرؤيا ٧:٩ هو خراف متى ٢٥:٣٣ نفسهم — فريق منتذر برجاء ارضي. وكبشير بالامور العتيدة، اعتمد في ذلك المحفل ٨٤٠ شاهدا جديدا، ومعظمهم من الجمع الكثير.b
١٤ هل يكون للجمع الكثير دور في الهجوم الرمزي للخيالة، وأي تصميم جرى التعبير عنه في السنة ١٩٦٣؟
١٤ وهل كان لهذا الجمع الكثير دور في هجوم الخيالة الذي بدأ بالتقدم في السنة ١٩٢٢ والذي نال تشديدا خصوصيا في محفل تورونتو في السنة ١٩٢٧؟ بالتأكيد كان لهم دور تحت توجيه الاربعة الملائكة، صف يوحنا الممسوح. وفي محفل «البشارة الابدية» حول العالم للسنة ١٩٦٣، انضموا الى صف يوحنا في قرار مثير. وهذا اعلن ان العالم «يواجه زلزلة من الاضطراب العالمي لم يَعرف لها مثيل، وكل مؤسساته السياسية وبابل الدينية العصرية التي له ستتزعزع كاملا». وجرى التعبير عن التصميم «اننا سنستمر في ان نعلن لجميع الشعوب دون محاباة ‹البشارة الابدية› عن ملكوت اللّٰه المسيّاني وعن احكامه التي هي كضربات على اعدائه والتي ستنفَّذ من اجل تحرير جميع الاشخاص الذين يرغبون في عبادة اللّٰه الخالق على نحو مقبول بالروح والحق». وقد تبنَّى هذا القرار بحماسة في ٢٤ محفلا حول الارض المجموع العام لـ ٩٧٧,٤٥٤ من المجتمعين، الذين كان اكثر من ٩٥ في المئة منهم من الجمع الكثير.
١٥ (أ) في السنة ٢٠٠٥ شكَّل الجمع الكثير اية نسبة مئوية من قوة العمل التي يستخدمها يهوه في الحقل؟ (ب) كيف تعبِّر صلاة يسوع في يوحنا ١٧:٢٠، ٢١ عن وحدة الجمع الكثير مع صف يوحنا؟
١٥ يستمر الجمع الكثير في اعلان وحدته التامة مع صف يوحنا في سكب الضربات على العالم المسيحي. وفي السنة ٢٠٠٥ شكَّل هذا الجمع الكثير اكثر من ٨,٩٩ في المئة من قوة العمل التي يستخدمها يهوه في الحقل. وأعضاؤه هم منسجمون قلبيا مع صف يوحنا، الذين من اجلهم صلَّى يسوع في يوحنا ١٧:٢٠، ٢١: «لست اطلب من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي من خلال كلمة هؤلاء، لكي يكونوا جميعهم واحدا، كما انك انت، ايها الآب، في اتحاد بي وأنا في اتحاد بك، ليكونوا هم ايضا في اتحاد بنا، لكي يؤمن العالم انك ارسلتني». واذ يأخذ صف يوحنا الممسوح القيادة تحت رئاسة يسوع، يشترك الجمع الكثير الغيور معهم في هجوم الخيالة الاكثر تخريبا في كل التاريخ البشري!c
١٦ (أ) كيف يصف يوحنا افواه وأذناب الخيل الرمزية؟ (ب) كيف تُعَدُّ افواه شعب يهوه للخدمة؟ (ج) ماذا يتطابق مع الواقع ان «اذنابها تشبه الحيَّات»؟
١٦ هؤلاء الخيالة يحتاجون الى معدّات للحرب. وكم زوَّد يهوه هذه على نحو رائع! يصف يوحنا ذلك: «فإن سلطة الخيل هي في افواهها وفي اذنابها، فأذنابها تشبه الحيَّات ولها رؤوس، وبها تضر». (رؤيا ٩:١٩ ) عيَّن يهوه خدامه المنتذرين المعتمدين لهذه الخدمة. وبواسطة مدرسة الخدمة الثيوقراطية والاجتماعات الجماعية والمدارس الاخرى يعلِّمهم كيف يكرزون بالكلمة، بحيث يتمكَّنون من التكلم بسلطة بـ «لسان المتعلمين». لقد جعل كلامه في افواههم وأرسلهم ليعلنوا احكامه «علانية ومن بيت الى بيت». (٢ تيموثاوس ٤:٢؛ اشعيا ٥٠:٤؛ ٦١:٢؛ ارميا ١:٩، ١٠؛ اعمال ٢٠:٢٠) ان صف يوحنا والجمع الكثير يتركون وراءهم رسالة لاسعة، تتطابق مع ‹الاذناب›، في آلاف الملايين من الكتب المقدسة، الكتب، الكراسات، والمجلات الموزَّعة على مرّ السنين. وبالنسبة الى خصومهم الذين يجري إشعارهم بـ ‹الضرر› الآتي من يهوه، تبدو جيوش الخيالة هذه حقا مثل مئتَي ألف ألف. — قارنوا يوئيل ٢:٤-٦.
١٧ هل لشهود يهوه ايّ دور في هجوم الخيالة في البلدان حيث لا يمكن توزيع المطبوعات لأن العمل محظور؟ أَوضحوا.
١٧ ان القسم الغيور جدا من هؤلاء الخيالة يتألف من الاخوة في البلدان حيث يكون عمل شهود يهوه تحت الحظر. وكخراف وسط ذئاب، يجب ان يكون هؤلاء «حذرين كالحيَّات، وأبرياء كالحمام». وإطاعة ليهوه، لا يمكنهم ان يكفوا عن التكلم بما رأوه وسمعوه. (متى ١٠:١٦؛ اعمال ٤:١٩، ٢٠؛ ٥:٢٨، ٢٩، ٣٢) وبما ان لديهم القليل او لا شيء من المواد المطبوعة لتوزيعها جهرا، هل يجب ان نستنتج انهم لا يشتركون في هجوم الخيالة؟ كلا على الاطلاق! فلديهم افواههم وسلطتهم من يهوه ليستخدموها في التعبير عن حق الكتاب المقدس. وهذا يفعلونه، على نحو غير رسمي وبإقناع، مؤسِّسين دروسا في الكتاب المقدس و ‹رادّين كثيرين الى البر›. (دانيال ١٢:٣) ومع انهم ربما لا يلسعون بأذنابهم بمعنى ترك مطبوعات فعّالة على نحو مؤثر وراءهم، تخرج من افواههم نار، دخان، وكبريت رمزية فيما يشهدون بلباقة وتمييز عن يوم تبرئة يهوه المقترب.
١٨ بكم لغة وحتى ايّ عدد وزَّع هؤلاء الخيالة الرسالة الضاربة في شكل مطبوع؟
١٨ وفي الاماكن الاخرى، تستمر مطبوعات الملكوت في تشهير العقائد والطرق البابلية للعالم المسيحي، جالبة عليه الضرر المستحَق بطريقة مجازية. وباستعمال اساليب طباعة حديثة، كان هؤلاء الخيالة الكثيرون في السنين الـ ٦٨ قبل ٢٠٠٥ قادرين، بأكثر من ٤٥٠ لغة من لغات الارض، على توزيع بلايين الكتب المقدسة، الكتب، المجلات، والكراسات — اكثر بمرات كثيرة من مئتَي ألف ألف حرفية. فيا لها من لسعة وجَّهتها تلك الاذناب!
١٩، ٢٠ (أ) على الرغم من ان العالم المسيحي كان الهدف المحدَّد للرسائل الضاربة، كيف تجاوب البعض في البلدان الابعد بكثير من العالم المسيحي؟ (ب) كيف يصف يوحنا ردَّ فعل الناس عموما؟
١٩ لقد قصد يهوه ان ‹تقتل› هذه الرسالة الضاربة «ثلث الناس». لذلك فإن هدفها المحدَّد كان العالم المسيحي. لكنها بلغت بلدانا ابعد بكثير من العالم المسيحي، بما فيها بلدان كثيرة حيث رياء اديان العالم المسيحي معروف جيدا. وهل اقترب الناس في هذه البلدان الى يهوه اكثر نتيجة رؤية ضرب هذه الهيئة الدينية الفاسدة؟ كثيرون اقتربوا! فقد كان هنالك تجاوب سريع بين الناس الودعاء والمحبوبين الذين يعيشون في مناطق خارج دائرة نفوذ العالم المسيحي المباشرة. ولكن في ما يتعلق بالناس عموما، يصف يوحنا ردَّ فعلهم: «وأما باقي الناس الذين لم يُقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم، بحيث لا يعبدون الشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب، التي لا تستطيع ان ترى او تسمع او تمشي، ولم يتوبوا عن قتلهم ولا عن ممارساتهم الارواحية ولا عن عهارتهم ولا عن سرقاتهم». (رؤيا ٩:٢٠، ٢١ ) فلن يكون هنالك اهتداء عالمي لاشخاص غير تائبين كهؤلاء. وكل الذين يثابرون على طرقهم الشريرة لا بد ان يواجهوا دينونة مضادة من يهوه في يوم تبرئته العظيم. ولكن «كل من يدعو باسم يهوه ينجو». — يوئيل ٢:٣٢؛ مزمور ١٤٥:٢٠؛ اعمال ٢:٢٠، ٢١.
٢٠ ان ما ناقشناه الآن هو جزء من الويل الثاني. وهنالك مزيد سيأتي قبل ان يتطوَّر هذا الويل، كما سنرى في الفصلين التاليين.
[الحواشي]
a تعليق على سفر الرؤيا، بواسطة هنري باركلي سويت، يذكر في ما يتعلق بالعدد «مئتَي ألف ألف»: «ان هذه الاعداد الكبيرة تمنعنا من طلب اتمام حرفي، والوصف الذي يتبع يدعم هذا الاستنتاج».
b انظروا الصفحات السابقة ١١٩-١٢٦؛ ايضا التبرئة، الكتاب الثالث، الذي اصدره شهود يهوه سنة ١٩٣٢، الصفحتين ٨٣، ٨٤.
-