مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • خراب المدينة العظيمة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٦

      خراب المدينة العظيمة

      الرؤيا ١٢ —‏ رؤيا ١٨:‏١–‏١٩:‏١٠

      الموضوع:‏ سقوط ودمار بابل العظيمة؛‏ اعلان عرس الحمل

      وقت الاتمام:‏ من السنة ١٩١٩ الى ما بعد الضيق العظيم

      ١ ماذا سيسم بداية الضيق العظيم؟‏

      مفاجئ،‏ صاعق،‏ مخرِّب —‏ هكذا سيكون زوال بابل العظيمة!‏ وسيكون احد الحوادث المفجعة اكثر في كل التاريخ،‏ واسما بداية «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن،‏ ولن يحدث ثانية».‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١‏.‏

      ٢ على الرغم من قيام وسقوط امبراطوريات سياسية،‏ اي نوع من الامبراطوريات بقي؟‏

      ٢ ان الدين الباطل موجود لزمن طويل.‏ فقد وُجد دون انقطاع منذ ايام نمرود المتعطش الى الدم،‏ الذي قاوم يهوه وأقام رجالا لبناء برج بابل.‏ وعندما بلبل يهوه ألسنة اولئك المتمردين وبدَّدهم في الارض،‏ انتقل دين بابل الباطل معهم.‏ (‏تكوين ١٠:‏​٨-‏١٠؛‏ ١١:‏​٤-‏٩‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ قامت وسقطت امبراطوريات سياسية،‏ ولكنَّ الدين البابلي بقي.‏ وقد اتخذ اشكالا وهيئات كثيرة،‏ صائرا امبراطورية عالمية للدين الباطل،‏ بابل العظيمة المتنبَّأ عنها.‏ وجزؤه الابرز هو العالم المسيحي الذي نشأ من ادماج التعاليم البابلية الباكرة في العقيدة «المسيحية» المرتدَّة.‏ وبسبب تاريخ بابل العظيمة الطويل جدا،‏ يجد اناس كثيرون انه من الصعب التصديق انها ستدمَّر يوما ما.‏

      ٣ كيف يؤكد سفر الرؤيا دينونة الدين الباطل؟‏

      ٣ ولذلك من الملائم ان يؤكد سفر الرؤيا دينونة الدين الباطل بإعطائنا وصفين مفصَّلين لسقوطه والحوادث اللاحقة المؤدية الى خرابه الكلي.‏ فقد سبق ان رأيناه بصفته «العاهرة العظيمة» التي يخرِّبها اخيرا احباؤها السابقون من الحيِّز السياسي.‏ (‏رؤيا ١٧:‏​١،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ والآن،‏ في رؤيا اخرى ايضا،‏ ننظر اليه بصفته مدينة،‏ الشيء الديني الذي رمزت اليه بابل القديمة.‏

      بابل العظيمة تقع

      ٤ (‏أ)‏ اية رؤيا يراها يوحنا بعد ذلك؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نحدِّد هوية الملاك،‏ ولماذا من الملائم ان يعلن هو سقوط بابل العظيمة؟‏

      ٤ يتابع يوحنا الرواية،‏ مخبرا ايانا:‏ ‏«بعد هذا رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء،‏ له سلطة عظيمة.‏ واستنارت الارض من مجده.‏ فصرخ بصوت قوي قائلا:‏ ‹سقطت!‏ سقطت بابل العظيمة›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١،‏ ٢ أ )‏ انها المرة الثانية التي يسمع فيها يوحنا هذا الاعلان الملائكي.‏ (‏انظروا رؤيا ١٤:‏٨‏.‏)‏ ولكن هذه المرة يُشدَّد على مغزاه بعظمة الملاك السماوي،‏ لأن مجده ينير الارض كلها!‏ فمَن يمكن ان يكون؟‏ قبل قرون،‏ اذ اخبر عن رؤيا سماوية،‏ ذكر النبي حزقيال ان «الارض اضاءت من مجده [يهوه]».‏ (‏حزقيال ٤٣:‏٢‏)‏ والملاك الوحيد الذي يضيء بمجد يمكن مقارنته بذاك الذي ليهوه هو الرب يسوع،‏ الذي هو «انعكاس مجد [اللّٰه] والرسم الدقيق لذاته».‏ (‏عبرانيين ١:‏٣‏)‏ وفي السنة ١٩١٤ صار يسوع ملكا سماويا،‏ ومنذ ذلك الحين،‏ يمارس السلطة على الارض بصفته ملكا وديّانا معاونا ليهوه.‏ اذًا،‏ من الملائم ان يعلن هو سقوط بابل العظيمة.‏

      ٥ (‏أ)‏ مَن يستخدم الملاك في اعلان سقوط بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ عندما ابتدأت الدينونة على اولئك المدَّعين انهم «بيت اللّٰه»،‏ كيف كانت الحال مع العالم المسيحي؟‏

      ٥ ومَن يستخدم هذا الملاك بسلطة عظيمة في اعلان أخبار مذهلة كهذه امام الجنس البشري؟‏ انهم الشعب عينه الذي يتحرر نتيجة لذلك السقوط،‏ الممسوحون الباقون على الارض،‏ صف يوحنا.‏ فمن ١٩١٤ الى ١٩١٨ تألم هؤلاء كثيرا على يدي بابل العظيمة،‏ ولكن في السنة ١٩١٨ ابتدأ الرب يهوه و ‹رسول عهده [الابراهيمي]›،‏ يسوع المسيح،‏ الدينونة ‏«ببيت اللّٰه»،‏ اولئك المدَّعين انهم مسيحيون.‏ وهكذا جُلب العالم المسيحي المرتدّ الى المحاكمة.‏ (‏ملاخي ٣:‏١؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وذنبه المروِّع لسفك الدم الذي جلبه على نفسه في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ اشتراكه في اضطهاد شهود يهوه الامناء،‏ وعقائده البابلية لم تساعده في وقت الدينونة؛‏ ولم يستحق ايّ جزء آخر من بابل العظيمة رضى اللّٰه.‏ —‏ قارنوا اشعيا ١٣:‏​١-‏٩‏.‏

      ٦ لماذا يمكن القول ان بابل العظيمة قد سقطت بحلول السنة ١٩١٩؟‏

      ٦ ولذلك بحلول السنة ١٩١٩ سقطت بابل العظيمة،‏ فاتحة الطريق لتحرير وردّ شعب اللّٰه،‏ في يوم واحد اذا جاز التعبير،‏ الى ارض ازدهارهم الروحي.‏ (‏اشعيا ٦٦:‏٨‏)‏ وبحلول تلك السنة،‏ حرَّك يهوه اللّٰه ويسوع المسيح،‏ داريوس الاعظم وكورش الاعظم،‏ الامور بحيث لم يعد ممكنا للدين الباطل ان يحتفظ بشعب يهوه.‏ ولم يعد ممكنا له ان يمنعهم من خدمة يهوه وتعريف جميع الذين يمكن ان يسمعوا بأن بابل العظيمة المشبَّهة بعاهرة محكوم عليها وأن تبرئة سلطان يهوه قريبة!‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏​١-‏٤؛‏ دانيال ٥:‏​٣٠،‏ ٣١‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ مع ان بابل العظيمة لم تدمَّر في السنة ١٩١٩،‏ كيف نظر اليها يهوه؟‏ (‏ب)‏ عندما سقطت بابل العظيمة في السنة ١٩١٩،‏ ماذا نتج لشعب يهوه؟‏

      ٧ صحيح ان بابل العظيمة لم تدمَّر في السنة ١٩١٩ —‏ تماما كما ان مدينة بابل القديمة لم تدمَّر في السنة ٥٣٩ ق‌م عندما سقطت في ايدي جيوش كورش الفارسي.‏ ولكن،‏ من وجهة نظر يهوه،‏ سقطت هذه المنظَّمة.‏ لقد أُدينت قضائيا،‏ منتظرة تنفيذ الحكم؛‏ ولذلك لم يعد ممكنا للدين الباطل ان يبقي شعب يهوه في الاسر.‏ (‏قارنوا لوقا ٩:‏​٥٩،‏ ٦٠‏.‏)‏ وقد تحرَّر هؤلاء ليخدموا بصفتهم العبد الامين الفطين للسيد في تزويد الطعام الروحي في حينه.‏ ونالوا دينونة «احسنْتَ» وفُوِّض اليهم ان ينشغلوا مرة اخرى بعمل يهوه.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧؛‏ ٢٥:‏​٢١،‏ ٢٣؛‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

      ٨ اي حادث ينادي به الرقيب في اشعيا ٢١:‏​٨،‏ ٩‏،‏ ومَن يرمز اليهم اليوم هذا الرقيب؟‏

      ٨ منذ آلاف السنين استخدم يهوه انبياء آخرين لينبئوا بهذا الحادث الذي يسم العصر.‏ فقد تكلم اشعيا عن رقيب «صرخ كأسد:‏ ‹يا يهوه،‏ انا واقف على برج المراقبة دائما في النهار،‏ وأنا قائم على محرسي كل الليالي›».‏ وأيّ حادث يدركه هذا الرقيب وينادي به بجرأة كجرأة الاسد؟‏ هذا:‏ «سقطت!‏ سقطت بابل،‏ وكل منحوتات آلهتها كسرها [يهوه] الى الارض!‏».‏ (‏اشعيا ٢١:‏​٨،‏ ٩‏)‏ يرمز هذا الرقيب جيدا الى صف يوحنا اليقظ اليوم اذ يستعملون مجلة برج المراقبة ومطبوعات ثيوقراطية اخرى لاعلان الاخبار ان بابل قد سقطت.‏

      انحطاط بابل العظيمة

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ نفوذ الدين البابلي يعاني ايّ انحطاط منذ الحرب العالمية الاولى؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف الملاك القوي الحالة الساقطة لبابل العظيمة؟‏

      ٩ ان سقوط بابل القديمة في السنة ٥٣٩ ق‌م كان بداية انحطاط طويل انتهى الى خرابها.‏ وعلى نحو مماثل،‏ منذ الحرب العالمية الاولى،‏ انحط نفوذ الدين البابلي على نحو لافت على نطاق عالمي.‏ ففي اليابان،‏ حُرِّمت عبادة الامبراطور الشِّنتوي بعد الحرب العالمية الثانية.‏ وفي الصين،‏ تسيطر الحكومة الشيوعية على جميع التعيينات والنشاطات الدينية.‏ وفي اوروپا الشمالية الپروتستانتية،‏ يصير معظم الناس غير مبالين بالدين.‏ والكنيسة الكاثوليكية الرومانية جرى اضعافها مؤخرا بالانشقاقات والانقسام الداخلي في منطقة نفوذها العالمية.‏ —‏ قارنوا مرقس ٣:‏​٢٤-‏٢٦‏.‏

      ١٠ ان كل هذه الميول هي دون شك جزء من ‹جفاف نهر الفرات› استعدادا للهجوم العسكري الآتي على بابل العظيمة.‏ وهذا ‹الجفاف› منعكس ايضا في اعلان البابا في تشرين الاول ١٩٨٦ ان الكنيسة يجب ان «تصير ثانية متسوِّلة» —‏ بسبب العجز الهائل.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٢‏)‏ وعلى نحو خصوصي منذ السنة ١٩١٩ شُهِّرت بابل العظيمة امام انظار العموم بصفتها ارضا اعراء روحية،‏ تماما كما يعلن الملاك القوي هنا:‏ ‏«وصارت مسكنا لشياطين ومَكْمَنا لكل فَيْح نجس ومَكْمَنا لكل طائر نجس وبغيض!‏».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢ ب )‏ وسريعا ستكون حرفيا ارضا اعراء كهذه،‏ مقفرة كخرائب بابل في العراق اليوم.‏ —‏ انظروا ايضا ارميا ٥٠:‏​٢٥-‏٢٨‏.‏

      ١١ بأي معنى تصير بابل العظيمة «مسكنا لشياطين» و ‹مَكْمَنا لكل فَيْح وطائر نجس›؟‏

      ١١ ان الكلمة «شياطين» هنا هي على الارجح انعكاس لعبارة «الشياطين اشباه التيوس» (‏سِعيريم )‏ الموجودة في وصف اشعيا لبابل الساقطة:‏ «تربض هناك وحوش القفر،‏ ويملأ البوه بيوتهم.‏ وتقيم هناك النعام،‏ وتقفز هناك الشياطين اشباه التيوس».‏ (‏اشعيا ١٣:‏٢١‏)‏ ربما لا يشير ذلك الى شياطين حرفيين وانما بالاحرى الى حيوانات شعثاء الشعر تسكن الصحراء يجعل منظرها المشاهدين يفكِّرون في الشياطين.‏ وفي خرائب بابل العظيمة يدل الوجود المجازي لحيوانات كهذه،‏ الى جانب الهواء السام الراكد (‏‹الفَيْح النجس›)‏ والطيور النجسة،‏ على حالتها الميتة روحيا.‏ فهي لا تقدِّم ايّ توقع للحياة على الاطلاق للجنس البشري.‏ —‏ قارنوا افسس ٢:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ١٢ كيف تطابق حالة بابل العظيمة نبوة ارميا في الاصحاح ٥٠؟‏

      ١٢ وحالتها تطابق ايضا نبوة ارميا:‏ «‹سيف على الكلدانيين›،‏ يقول يهوه،‏ ‹وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حكمائها.‏ .‏ .‏ .‏ خراب على مياهها فتجف.‏ لأنها ارض منحوتات،‏ ورؤاهم المفزعة قد جعلتهم يُجَنُّون.‏ لذلك يسكن اهل القفر مع بنات آوى،‏ وتسكن فيها النعام،‏ ولا تُسكَن بعد ابدا،‏ ولا يكون لها مكان تقيم فيه من جيل الى جيل›».‏ ان الصنمية وانشاد الصلوات التكرارية لا يمكن ان ينقذا بابل العظيمة من العقوبة المشابهة لقلب اللّٰه سدوم وعمورة.‏ —‏ ارميا ٥٠:‏​٣٥-‏٤٠‏.‏

      خمر مثيرة للرغبة الجنسية

      ١٣ (‏أ)‏ كيف يلفت الملاك القوي الانتباه الى المدى الواسع لعهارة بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ اي فساد ادبي كان سائدا في بابل القديمة موجود ايضا في بابل العظيمة؟‏

      ١٣ يلفت الملاك القوي الانتباه بعد ذلك الى المدى الواسع لعهارة بابل العظيمة،‏ مناديا:‏ ‏«لأن جميع الامم وقعت ضحية بسبب [‏خمر عهارتها المثيرة للرغبة الجنسية ]‏a‏،‏ وملوك الارض ارتكبوا العهارة معها،‏ وتجار الارض الجائلين اغتنوا من فرط ترفها الفاضح».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٣ ‏)‏ لقد لقَّنت جميع امم الجنس البشري طرقها الدينية النجسة.‏ ففي بابل القديمة،‏ وفقا للمؤرخ اليوناني هيرودوتُس،‏ كان مطلوبا من كل امرأة ان تمارس البغاء مرة في حياتها كجزء من عبادة الهيكل.‏ والفساد الجنسي الذي تتقزز منه النفس مصوَّر الى هذا اليوم في التماثيل المتضررة من الحرب في أَنكور وات في كمپوتشيا وفي الهياكل في خاجورِهو،‏ الهند،‏ التي تظهر الاله الهندوسي ڤيشنو محاطا بمشاهد شهوانية مثيرة للاشمئزاز.‏ وفي الولايات المتحدة توضح فضائح الفساد الادبي التي هزَّت عالم مبشّري التلفزيون في السنة ١٩٨٧،‏ ومرة اخرى في السنة ١٩٨٨،‏ بالاضافة الى الكشف عن الممارسة الواسعة الانتشار لمضاجعة النظير من قِبل قسوس الدين،‏ انه حتى العالم المسيحي يتساهل في الافراط الصاعق للعهارة الحرفية.‏ ومع ذلك،‏ وقعت جميع الامم ضحية نوع من العهارة اكثر خطورة ايضا.‏

      ١٤-‏١٦ (‏أ)‏ اية علاقة دينية سياسية محرَّمة روحيا تطوَّرت في ايطاليا الفاشية؟‏ (‏ب)‏ عندما اجتاحت ايطاليا الحبشة،‏ اية تصاريح صنعها اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية؟‏

      ١٤ كنا قد راجعنا العلاقة الدينية السياسية المحرَّمة التي قذفت هتلر الى السلطة في المانيا النازية.‏ وقد تألمت امم اخرى بسبب تدخُّل الدين في الشؤون الدنيوية.‏ مثلا:‏ في ايطاليا الفاشية،‏ في ١١ شباط ١٩٢٩،‏ وقَّع موسوليني والكردينال ڠاسپاري معاهدة لاتران،‏ مما جعل مدينة الڤاتيكان دولة ذات سيادة.‏ وادَّعى البابا پيوس الحادي عشر انه «أَرجع ايطاليا الى اللّٰه واللّٰه الى ايطاليا».‏ فهل كان ذلك الحقيقة؟‏ تأملوا في ما حدث بعد ست سنوات.‏ ففي ٣ تشرين الاول ١٩٣٥،‏ اجتاحت ايطاليا الحبشة،‏ مدَّعية انها «بلد بربري لا يزال يمارس الاستعباد».‏ ومَن كان حقا بربريا؟‏ هل ادانت الكنيسة الكاثوليكية بربرية موسوليني؟‏ بينما اصدر البابا تصاريح غامضة،‏ كان اساقفته صرحاء تماما في مباركة القوى المسلَّحة لـ‍ «ارضهم الامّ» الايطالية.‏ وفي الكتاب الڤاتيكان في عصر الدكتاتوريين،‏ يذكر انتوني رودُس:‏

      ١٥ «في رسالته الرعوية في الـ‍ ١٩ من تشرين الاول [١٩٣٥]،‏ كتب اسقف أودين [ايطاليا]:‏ ‹ليس في حينه ولا هو ملائم ان نبدي الرأي في الوقائع الحقيقية للحالة.‏ ان واجبنا كايطاليين،‏ واكثر ايضا كمسيحيين هو ان نساهم في نجاح فرقنا العسكرية›.‏ وكتب اسقف پادووا في الـ‍ ٢١ من تشرين الاول:‏ ‹في الساعات الصعبة التي نعبرها،‏ نطلب اليكم ان تؤمنوا برجال دولتنا وقواتنا المسلَّحة›.‏ وفي الـ‍ ٢٤ من تشرين الاول،‏ قدَّس اسقف كريمونا عددا من الأعلام العسكريين وقال:‏ ‹لتكن بركة اللّٰه على هؤلاء الجنود الذين،‏ على التربة الافريقية،‏ سيخضعون بلدانا جديدة وخصبة من اجل العبقرية الايطالية،‏ جالبين اليها بذلك الحضارة الرومانية والمسيحية.‏ فلتقف ايطاليا مرة اخرى بصفتها الناصح المسيحي للعالم بكامله›».‏

      ١٦ لقد اغتُصبت الحبشة ببركة رجال الدين الكاثوليك الرومان.‏ فهل كان يمكن لأيٍّ من هؤلاء ان يدَّعي،‏ بمعنى من المعاني،‏ انه كالرسول بولس «طاهر من دم الجميع»؟‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٦‏.‏

      ١٧ كيف تألمت اسپانيا بسبب فشل رجال دينها في ‹طبع سيوفهم سككا›؟‏

      ١٧ بالاضافة الى المانيا،‏ ايطاليا،‏ والحبشة وقعت امة اخرى ضحية عهارة بابل العظيمة —‏ اسپانيا.‏ فالحرب الاهلية للسنوات ١٩٣٦-‏١٩٣٩ في هذا البلد اشعلها جزئيا اتخاذ الحكومة الديموقراطية خطوات لتقليص القوة الهائلة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ واذ اخذت الحرب مجراها،‏ وصف القائد الفاشي الكاثوليكي للقوى الثورية،‏ فرانكو،‏ نفسه بأنه «القائد العام المسيحي للصليبية المقدسة»،‏ لقب تركه لاحقا.‏ ومئات ألوف متعددة من الاسپان ماتوا في القتال.‏ وفضلا عن ذلك،‏ وفقا لتقديرٍ محافظ،‏ قتل قوميّو فرانكو ٠٠٠‏,‏٤٠ عضو في «الجبهة الشعبية»،‏ فيما قتلت الاخيرة ٠٠٠‏,‏٨ اكليريكي —‏ من رهبان،‏ كهنة،‏ راهبات،‏ ورهبان مبتدئين.‏ هذا هو رعب ومأساة الحرب الاهلية،‏ مما يوضح حكمة الاصغاء الى كلمات يسوع:‏ «ردَّ سيفك الى مكانه.‏ لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٢‏)‏ فكم يكون مثيرا للاشمئزاز ان يتورط العالم المسيحي في سفك دم جماعي كهذا!‏ وفي الواقع،‏ فشل رجال دينه تماما في ‹طبع سيوفهم سككا›.‏ —‏ اشعيا ٢:‏٤‏.‏

      التجار الجائلون

      ١٨ مَن هم ‹تجار الارض الجائلون›؟‏

      ١٨ ومَن هم ‹تجار الارض الجائلون›؟‏ لا شك اننا ندعوهم اليوم كبار التجار،‏ عمالقة التجارة،‏ اصحاب الصفقات الحاذقين للتجارة الكبيرة.‏ وهذا ليس لنقول انه من الخطإ الانهماك في تجارة شرعية.‏ والكتاب المقدس يزوِّد مشورة حكيمة لرجال الاعمال،‏ محذِّرا من عدم الاستقامة،‏ الجشع،‏ وما اشبه ذلك.‏ (‏امثال ١١:‏١؛‏ زكريا ٧:‏​٩،‏ ١٠؛‏ يعقوب ٥:‏​١-‏٥‏)‏ ان «التعبد للّٰه مع الاكتفاء» ربح عظيم.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​٦،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ ولكنَّ عالم الشيطان لا يتبع المبادئ البارة.‏ والفساد يكثر.‏ وهو يوجد في الدين،‏ في السياسة —‏ وفي التجارة الكبيرة.‏ ومن وقت الى آخر تعرض وسائل الاعلام فضائح،‏ كالاختلاس من قبل رسميين حكوميين بمستوى رفيع والمتاجرة غير الشرعية بالسلاح.‏

      ١٩ اي واقع عن اقتصاد العالم يساعد على تفسير سبب ورود ذكرٍ غير مؤاتٍ لتجار الارض في سفر الرؤيا؟‏

      ١٩ ان التجارة الدولية بالسلاح ترتفع فوق الـ‍ ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١ دولار اميركي كل سنة فيما يُحرم مئات الملايين من البشر ضرورات الحياة.‏ وذلك رديء بما فيه الكفاية.‏ ولكنَّ الاسلحة يظهر انها دعم اساسي لاقتصاد العالم.‏ ففي ١١ نيسان ١٩٨٧،‏ اخبرت مقالة في سپِكتايتُر اللندنية:‏ «اذ نحسب فقط الصناعات ذات العلاقة المباشرة،‏ يكون نحو ٠٠٠‏,‏٤٠٠ عمل ذا صلة في الولايات المتحدة و ٠٠٠‏,‏٧٥٠ في اوروپا.‏ ولكن على نحو لافت كفاية،‏ اذ ينمو الدور الاجتماعي والاقتصادي لبناء الاسلحة،‏ فان السؤال الحقيقي عما اذا كان المنتجون في حماية انما يوضع في مكان ثانوي».‏ والارباح الطائلة تُجنى فيما يتاجَر بالقنابل والاسلحة الاخرى في كل الارض،‏ حتى الى الاعداء المحتمَلين.‏ ويوما ما قد تعود هذه القنابل في محرقة نارية لتدمر الذين يبيعونها.‏ فيا له من تناقض!‏ أَضيفوا الى ذلك الكسب غير المشروع الذي يحيط بصناعة السلاح.‏ ففي الولايات المتحدة وحدها،‏ وفقا لـ‍ سپِكتايتُر،‏ «كل سنة يخسر الپانتاڠون على نحو لا يمكن تفسيره ٩٠٠ مليون دولار اميركي قيمة اسلحة ومعدات».‏ فلا عجب ان يرد ذكرٌ غير مؤاتٍ لتجار الارض في سفر الرؤيا!‏

      ٢٠ اي مثال يظهر تورُّط الدين في الممارسات التجارية الفاسدة؟‏

      ٢٠ كما انبأ الملاك المجيد،‏ ان الدين متورط عميقا في ممارسات تجارية فاسدة كهذه.‏ مثلا،‏ هنالك تورُّط الڤاتيكان في انهيار بنكو امبروزيانو في ايطاليا في السنة ١٩٨٢.‏ وقد طالت القضية عبر ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ والسؤال الذي بقي دون جواب هو:‏ اين ذهب المال؟‏ وفي شباط ١٩٨٧ اصدر قضاة ميلانو اوامر توقيف لثلاثة اكليريكيين في الڤاتيكان،‏ بمن فيهم رئيس اساقفة اميركي،‏ بتهم كونهم محرِّضين على افلاس مزوَّر،‏ ولكنَّ الڤاتيكان رفض طلب التسليم.‏ وفي تموز ١٩٨٧،‏ وسط اهتياج من الاحتجاج،‏ أُلغيت الاوامر من قبل محكمة الاستئناف العليا في ايطاليا على اساس معاهدة قديمة بين الڤاتيكان والحكومة الايطالية.‏

      ٢١ كيف نعرف ان يسوع لم تكن له صلة بالممارسات التجارية المشكوك فيها لايامه،‏ ولكن ماذا نرى اليوم في ما يتعلق بالدين البابلي؟‏

      ٢١ وهل كانت ليسوع صلة بالممارسات التجارية المشكوك فيها لايامه؟‏ كلا.‏ حتى انه لم يكن صاحب ملكية،‏ اذ لم يكن «له اين يضع رأسه».‏ وقد نصح يسوع رئيسا شابا غنيا:‏ «بع كل ما عندك ووزِّع على الفقراء،‏ فيكون لك كنز في السموات،‏ وتعال اتبعني».‏ كان ذلك نصحا جيدا،‏ لأنه كان يمكن ان ينتج تخلُّصه من كل الهموم بسبب المسائل التجارية.‏ (‏لوقا ٩:‏٥٨؛‏ ١٨:‏٢٢‏)‏ وبالتباين،‏ غالبا ما تكون للدين البابلي روابط كريهة مع التجارة الكبيرة.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٨٧ أخبرت أولباني تايمز يونيون ان المدبِّر المالي لأبرشية رئيس الاساقفة الكاثوليكية في ميامي،‏ فلوريدا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ اعترف بامتلاك الكنيسة أسهمًا في شركات تصنع اسلحة نووية،‏ افلاما مصنَّفة بدرجة R‏،‏ وسجائر.‏

      ‏«اخرجوا منها،‏ يا شعبي»‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ماذا يقول صوت من السماء؟‏ (‏ب)‏ ماذا قاد الى الابتهاج من جهة شعب اللّٰه في ٥٣٧ ق‌م وفي ١٩١٩ ب‌م؟‏

      ٢٢ تشير كلمات يوحنا التالية الى اتمام اضافي للنموذج النبوي:‏ ‏«وسمعت صوتا آخر من السماء يقول:‏ ‹اخرجوا منها،‏ يا شعبي،‏ لئلا تشتركوا معها في خطاياها،‏ ولئلا تنالوا من ضرباتها›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٤ ‏)‏ ان نبوات سقوط بابل القديمة في الاسفار العبرانية تشمل ايضا امر يهوه لشعبه:‏ «اهربوا من وسط بابل».‏ (‏ارميا ٥٠:‏​٨،‏ ١٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ نظرا الى الخراب الآتي لبابل العظيمة،‏ يجري تحريض شعب اللّٰه الآن على الفرار.‏ وفي السنة ٥٣٧ ق‌م سبَّبت الفرصة للفرار من بابل ابتهاجا كثيرا من جهة الاسرائيليين الامناء.‏ وبالطريقة عينها،‏ فان تحرُّر شعب اللّٰه من الاسر البابلي في السنة ١٩١٩ قاد الى الابتهاج من جهتهم.‏ (‏رؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ ومنذ ذلك الحين يطيع ملايين من الآخرين الامر بالهرب.‏

      ٢٣ كيف يشدد الصوت من السماء على الحاح الهرب من بابل العظيمة؟‏

      ٢٣ وهل من الملح حقا الهرب من بابل العظيمة،‏ الانسحاب من العضوية في اديان العالم والقيام بانفصال تام؟‏ انه كذلك،‏ لأننا نحتاج ان نتخذ نظرة اللّٰه الى هذا الشيء الرهيب الديني القديم العهد،‏ بابل العظيمة.‏ وهو لم يلطِّف الكلام في دعائها بالعاهرة العظيمة.‏ ولذلك يخبر الصوت من السماء الآن يوحنا بالمزيد في ما يتعلق بهذه البغيّ:‏ ‏«فإن خطاياها قد تراكمت حتى السماء،‏ وتذكر اللّٰه مظالمها.‏ جازوها كما جازت هي ايضا،‏ وضاعفوا لها ضعفا بحسب اعمالها.‏ في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا.‏ بقدر ما مجدت نفسها وعاشت في ترف فاضح،‏ بقدر ذلك اعطوها عذابا ونوحا.‏ فإنها تقول في قلبها:‏ ‹اني جالسة ملكة،‏ ولست ارملة،‏ ولن ارى نوحا ابدا›.‏ لذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها،‏ موت ونوح ومجاعة،‏ وستحترق كاملا بالنار،‏ لأن يهوه اللّٰه الذي دانها قوي».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٥-‏٨‏.‏

      ٢٤ (‏أ)‏ يجب ان يهرب شعب اللّٰه من بابل العظيمة ليتجنبوا ماذا؟‏ (‏ب)‏ اولئك الذين يفشلون في الهرب من بابل العظيمة يشتركون معها في اية خطايا؟‏

      ٢٤ انها لكلمات قوية!‏ ولذلك فان العمل مطلوب.‏ وارميا حرَّض الاسرائيليين في ايامه على العمل،‏ قائلا:‏ «اهربوا من وسط بابل .‏ .‏ .‏ لأن هذا وقت انتقام ليهوه،‏ وهو يؤدي لها الجزاء.‏ اخرجوا من وسطها يا شعبي،‏ وانجوا كل واحد بنفسه من غضب يهوه المتقد».‏ (‏ارميا ٥١:‏​٦،‏ ٤٥‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ يحذِّر الصوت من السماء شعب اللّٰه اليوم لكي يهربوا من بابل العظيمة لئلا ينالوا من ضرباتها.‏ فأحكام يهوه المشبَّهة بضربات على هذا العالم،‏ بما فيه بابل العظيمة،‏ يُنادى بها الآن.‏ (‏رؤيا ٨:‏١–‏٩:‏٢١؛‏ ١٦:‏​١-‏٢١‏)‏ ويلزم شعب اللّٰه ان ينفصلوا عن الدين الباطل اذا كانوا لا يريدون هم انفسهم ان يعانوا هذه الضربات ويموتوا اخيرا معه.‏ والى جانب ذلك،‏ فإن البقاء ضمن هذه الهيئة يجعلهم يشتركون في خطاياها.‏ ويكونون مذنبين بقدر ما هي مذنبة بالزنا الروحي وإراقة دم «جميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٢٤‏؛‏ قارنوا افسس ٥:‏١١؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٢‏.‏

      ٢٥ بأية طرائق خرج شعب اللّٰه من بابل القديمة؟‏

      ٢٥ ولكن،‏ كيف يخرج شعب اللّٰه من بابل العظيمة؟‏ في قضية بابل القديمة،‏ كان على اليهود ان يقوموا برحلة جسدية من مدينة بابل في طريق العودة الى ارض الموعد.‏ ولكن اكثرُ من ذلك كان مشمولا.‏ فقد امر اشعيا الاسرائيليين نبويا:‏ «انصرفوا،‏ انصرفوا،‏ اخرجوا من هناك،‏ لا تمسوا نجسا.‏ اخرجوا من وسطها،‏ تطهروا يا حاملي عتاد بيت يهوه».‏ (‏اشعيا ٥٢:‏١١‏)‏ نعم،‏ كان عليهم ان يهجروا كل الممارسات النجسة للدين البابلي التي يمكن ان تلوِّث عبادتهم ليهوه.‏

      ٢٦ كيف اطاع المسيحيون الكورنثيون الكلمات:‏ ‹اخرجوا من بينهم ولا تمسوا النجس بعد›؟‏

      ٢٦ اقتبس الرسول بولس كلمات اشعيا في رسالته الى الكورنثيين،‏ قائلا:‏ «لا تكونوا تحت نير لا تكافؤ فيه مع غير المؤمنين.‏ فأية خلطة للبر والتعدي على الشريعة؟‏ او اية شركة للنور مع الظلمة؟‏ .‏ .‏ .‏ ‹لذلك اخرجوا من بينهم،‏ وافترزوا›،‏ يقول يهوه،‏ ‹ولا تمسوا النجس بعد›».‏ لم يكن على المسيحيين الكورنثيين ان يتركوا كورنثوس لكي يطيعوا هذه الوصية.‏ ولكن،‏ كان عليهم جسديا ان يتجنبوا الهياكل النجسة للدين الباطل،‏ بالاضافة الى الاعتزال روحيا عن الاعمال النجسة لعبَّاد الاصنام.‏ وفي السنة ١٩١٩ بدأ شعب اللّٰه يهربون من بابل العظيمة بهذه الطريقة،‏ مطهِّرين انفسهم من اية تعاليم وممارسات نجسة متبقِّية.‏ وهكذا كانوا قادرين على خدمته بصفتهم شعبه المطهَّر.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏​١٤-‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٣:‏٣‏.‏

      ٢٧ اية تناظرات هنالك بين الاحكام على بابل القديمة وتلك التي على بابل العظيمة؟‏

      ٢٧ ان سقوط بابل القديمة وخرابها النهائي كان عقابا على خطاياها.‏ «لأن قضاءها بلغ الى السموات».‏ (‏ارميا ٥١:‏٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ فان خطايا بابل العظيمة «تراكمت حتى السماء»،‏ بحيث تبلغ انتباه يهوه نفسه.‏ فهي مذنبة بالجور،‏ الصنمية،‏ الفساد الادبي،‏ الظلم،‏ السرقة،‏ والقتل.‏ وسقوط بابل القديمة كان جزئيا انتقاما من اجل ما فعلته لهيكل يهوه وعبَّاده الحقيقيين.‏ (‏ارميا ٥٠:‏​٨،‏ ١٤؛‏ ٥١:‏​١١،‏ ٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وكذلك فان سقوط بابل العظيمة ودمارها النهائي هو تعبير عن الانتقام من اجل ما فعلته بالعبَّاد الحقيقيين على مرّ القرون.‏ وفي الواقع،‏ ان دمارها الاخير هو بداية «يوم انتقام لالهنا».‏ —‏ اشعيا ٣٤:‏​٨-‏١٠؛‏ ٦١:‏٢؛‏ ارميا ٥٠:‏٢٨‏.‏

      ٢٨ اي مقياس للعدل يطبِّقه يهوه على بابل العظيمة،‏ ولماذا؟‏

      ٢٨ تحت الشريعة الموسوية،‏ اذا سرق اسرائيلي من اهل بلده الرفقاء،‏ كان يجب ان يردّ الضعف على الاقل تعويضا.‏ (‏خروج ٢٢:‏​١،‏ ٤،‏ ٧،‏ ٩‏)‏ وفي الدمار الآتي لبابل العظيمة،‏ سيطبِّق يهوه مقياسا مشابها للعدل.‏ فيجب ان تأخذ ضعف ما اعطت.‏ ولن تُظهَر لها الرحمة لأن بابل العظيمة لم تظهر الرحمة لضحاياها.‏ فقد تغذَّت على نحو طفيلي بشعوب الارض ‹لتعيش في ترف فاضح›.‏ والآن ستختبر الالم والنوح.‏ وبابل القديمة شعرت بأنها في وضع آمن تماما،‏ اذ افتخرت:‏ «لا اجلس ارملة،‏ ولا اعرف الثكل».‏ (‏اشعيا ٤٧:‏​٨،‏ ٩،‏ ١١‏)‏ وبابل العظيمة ايضا تشعر بالامن.‏ ولكنَّ دمارها،‏ اذ يقضي به يهوه الذي هو «قوي»،‏ سيحدث بسرعة،‏ كأنه «في يوم واحد»!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

  • خراب المدينة العظيمة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ٢٦٣]‏

      ‏‹ارتكب الملوك .‏ .‏ .‏ معها العهارة›‏

      في وقت باكر من القرن الـ‍ ١٩ كان التجار الاوروپيون يهرِّبون كميات هائلة من الافيون الى الصين.‏ وفي آذار ١٨٣٩ حاول الرسميون الصينيون ايقاف التجارة غير الشرعية بمصادرة ٠٠٠‏,‏٢٠ صندوق من المخدِّر من التجار البريطانيين.‏ وأدَّى ذلك الى توتُّر بين بريطانيا والصين.‏ واذ تدهورت العلاقات بين البلدين،‏ حرَّض بعض المرسَلين الپروتستانت بريطانيا على الذهاب الى الحرب،‏ بتصاريح كالتالية:‏

      «كم تبهج هذه الصعوبات قلبي لاني اعتقد ان الحكومة الانكليزية قد تُغضَب،‏ واللّٰه،‏ في قوته قد يحطِّم العوائق التي تمنع دخول انجيل المسيح الى الصين».‏ —‏ هنرييتا شاك،‏ مرسَلة معمدانية جنوبية.‏

      وأخيرا،‏ نشبت الحرب —‏ الحرب المعروفة اليوم بحرب الافيون.‏ والمرسَلون شجَّعوا بريطانيا من كل القلب بتعليقات كهذه:‏

      «انا مكرَه على النظر الى الحالة الحاضرة للاشياء ليس كشأن للافيون او شأن انكليزي،‏ بقدر ما هي الخطة العظيمة للعناية الالهية لجعل شر الانسان يسهِّل مقاصد رحمته نحو الصين في اختراق جدار صدِّها».‏ —‏ پيتر پاركر،‏ مرسَل جماعي.‏

      مرسَل جماعي آخر،‏ صموئيل و.‏ وليمز،‏ اضاف:‏ «ان يد اللّٰه ظاهرة في كل ما حدث بطريقة لافتة،‏ ولا نشك ان ذاك الذي قال انه يأتي ليجلب سيفا على الارض قد اتى الى هنا وذلك من اجل دمار اعدائه السريع وتأسيس ملكوته الخاص.‏ وهو سيقلب ويقلب الى ان يثبِّت رئيس السلام».‏

      وفي ما يتعلق بالقتل الرهيب للوطنيين الصينيين،‏ كتب المرسَل ج.‏ لُويس شاك:‏ «أعتبر مشاهد كهذه .‏ .‏ .‏ ادوات مباشرة للرب في ازالة النفاية التي تعيق تقدُّم الحق الالهي».‏

      والمرسَل الجماعي ايليا سي.‏ بريدجمان اضاف:‏ «كثيرا ما استعمل اللّٰه الذراع القوية للسلطة المدنية ليعدّ الطريق لملكوته .‏ .‏ .‏ والوكالة في هذه اللحظات العظيمة هي بشرية؛‏ والقوة الموجِّهة الهية.‏ ان الحاكم الاسمى لكل الامم قد استخدم انكلترا ليؤدِّب ويذلَّ الصين».‏ —‏ اقتباسات أُخذت من «غايات ووسائل»،‏ ١٩٧٤،‏ مقالة بقلم ستووارت كرايتن ميلر نُشرت في المشروع الارسالي في الصين واميركا (‏درس في هارْڤَرْد حرره جون ك.‏ فيربَنك)‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٦٤]‏

      ‏‹التجار الجائلون اغتنوا›‏

      «بين ١٩٢٩ وانفجار الحرب العالمية الثانية،‏ عيَّن [برنادينو] نوڠارا [المدبِّر المالي للڤاتيكان] رأسمال الڤاتيكان ووكلاء الڤاتيكان للعمل في مجالات متنوعة من اقتصاد ايطاليا —‏ وخصوصا في القوة الكهربائية،‏ الاتصالات الهاتفية،‏ التسليف والاعمال المصرفية،‏ الخطوط الحديدية الصغيرة،‏ وانتاج الادوات الزراعية،‏ الاسمنت،‏ وألياف النسيج الاصطناعية.‏ والعديد من هذه المغامرات حقَّق ربحا.‏

      «نوڠارا التهم عددا من الشركات بما فيها La Società ‏,La Supertessile ‏,Italiana della Viscosa ‏,La Cisaraion.‎ La Società Meridionale Industrie Tessili واذ ادمج هذه في شركة واحدة،‏ الشركة التي سمَّاها CISA-Viscosa ووضعها تحت إمرة البارون فرانشِسكو ماريّا اوداسو،‏ احد علمانيي الڤاتيكان الاكثر ثقة،‏ دبَّر نوڠارا ان يضمَّ صاحب اكبر مصنع نسيج في ايطاليا هذه الشركة الجديدة الى شركته،‏ Viscosa-‏SNIA‏.‏ وفي نهاية الامر نما اهتمام الڤاتيكان اكثر فاكثر بـ‍ Viscosa-‏SNIA‏،‏ وفي الوقت المناسب سيطر الڤاتيكان —‏ كما يشهد واقع ان البارون اوداسو صار في ما بعد نائبا للرئيس.‏

      «وهكذا تغلغل نوڠارا في صناعة النسيج.‏ وتغلغل في صناعات اخرى بطرائق اخرى،‏ لأن نوڠارا كانت لديه حيل كثيرة يخفيها في سرّه.‏ هذا الرجل الغيري .‏ .‏ .‏ ربما عمل على ادخال الحياة في الاقتصاد الايطالي اكثر مما فعل ايّ رجل اعمال آخر وحده في تاريخ ايطاليا .‏ .‏ .‏ ان بنيتو موسوليني لم يكن قط قادرا تماما على تحقيق الامبراطورية التي حلم بها،‏ ولكنه مكَّن الڤاتيكان وبرنادينو نوڠارا من خلق منطقة نفوذ من نوع آخر».‏ —‏ امبراطورية الڤاتيكان،‏ بواسطة نينو لو بيلّو،‏ الصفحات ٧١-‏٧٣.‏

      هذا مجرد مثل واحد للتعاون الوثيق بين تجار الارض وبابل العظيمة.‏ فلا عجب ان ينوح هؤلاء التجار عندما تنتهي شريكتهم في التجارة!‏

  • نوح وفرح بنهاية بابل
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٧

      نوح وفرح بنهاية بابل

      ١ كيف سيتجاوب «ملوك الارض» مع الدمار المفاجئ لبابل العظيمة؟‏

      ان نهاية بابل بشارة لشعب يهوه،‏ ولكن كيف تنظر الامم الى ذلك؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«وملوك الارض الذين ارتكبوا العهارة معها وعاشوا في ترف فاضح،‏ سيبكون ويلطمون صدورهم حزنا عليها حين ينظرون دخان حريقها،‏ وهم واقفون من بعيد خوفا من عذابها ويقولون:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه،‏ ايتها المدينة العظيمة،‏ بابل المدينة القوية،‏ لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك!‏›».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ بما ان القرون العشرة الرمزية للوحش القرمزي اللون تدمِّر بابل العظيمة،‏ لماذا يتحسَّر «ملوك الارض» على نهايتها؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقف الملوك المصابون بالحزن بعيدا عن المدينة المحكوم عليها؟‏

      ٢ قد يبدو تجاوب الامم مدهشا نظرا الى واقع ان القرون العشرة الرمزية للوحش القرمزي اللون هي التي دمَّرت بابل.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٦‏)‏ ولكن عندما تمضي بابل سيدرك «ملوك الارض» على نحو واضح كم كانت نافعة لهم في ابقاء الشعب هادئا وفي خضوع.‏ فرجال الدين اعلنوا ان الحروب مقدَّسة،‏ عملوا كوكلاء تجنيد،‏ وحضُّوا الاحداث على الذهاب الى خطوط القتال.‏ وقد زوَّد الدين ستارا من القداسة عمل وراءه الحكام الفاسدون في ظلم عامة الشعب.‏ (‏قارنوا ارميا ٥:‏​٣٠،‏ ٣١؛‏ متى ٢٣:‏​٢٧،‏ ٢٨‏.‏)‏ ولكن،‏ لاحظوا ان هؤلاء الملوك المصابين بالحزن الآن يقفون بعيدا عن المدينة المحكوم عليها.‏ فهم لا يقتربون كفاية لمساعدتها.‏ وهم حزانى لرؤيتها تمضي ولكنهم ليسوا حزانى كفاية للمجازفة من اجلها.‏

      التجار يبكون وينوحون

      ٣ مَن ايضا يأسفون على زوال بابل العظيمة،‏ وأية اسباب لذلك يعطيها يوحنا؟‏

      ٣ ان ملوك الارض ليسوا الوحيدين الذين يأسفون على زوال بابل العظيمة.‏ ‏«ويبكي عليها تجار الارض الجائلون وينوحون،‏ لأن بضاعتهم لن يشتريها احد،‏ بضاعة من ذهب وفضة وحجر كريم ولآلئ وكتان جيد وأرجوان وحرير وقرمز،‏ وكل شيء من خشب عطر،‏ وأدوات عاجية على انواعها وكل انواع الادوات من خشب ثمين جدا ومن نحاس ومن حديد ومن رخام،‏ وقرفة وطيبا هنديا وبخورا وزيتا عطرا ولبانا وخمرا وزيت زيتون ودقيقا فاخرا وحنطة وبقرا وخرافا،‏ وخيلا وعربات وعبيدا ونفوسا بشرية.‏ نعم،‏ لقد ذهب عنك [بابل العظيمة] الثمر الجيد الذي اشتهته نفسك،‏ وزال عنك كل ما هو فاخر وبهي،‏ ولن يجده الناس في ما بعد».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​١١-‏١٤‏.‏

      ٤ لماذا يبكي وينوح ‹التجار الجائلون› على نهاية بابل العظيمة؟‏

      ٤ نعم،‏ كانت بابل العظيمة صديقا حميما وزبونا جيدا للتجار الاثرياء.‏ مثلا،‏ اكتسبت اديرة الرهبان،‏ اديرة الراهبات،‏ والكنائس في العالم المسيحي على مرّ القرون كميات هائلة من الذهب،‏ الفضة،‏ الحجارة الكريمة،‏ الاخشاب القيِّمة،‏ وأشكالا اخرى من الثراء المادي.‏ واكثر من ذلك،‏ وُهبت بركة الدين للمناسبات المقترنة بتبذير المال والافراط في السكر،‏ الامر الذي يرافق الاحتفال بعيد الميلاد المحقِّر للمسيح والايام الاخرى المدعوَّة مقدسة.‏ ومرسَلو العالم المسيحي دخلوا بلدانا نائية،‏ فاتحين اسواقا جديدة ‹للتجار الجائلين› لهذا العالم.‏ حتى انه في يابان القرن الـ‍ ١٧،‏ صارت الكاثوليكية،‏ التي اتت مع التجار،‏ متورطة في الحرب الاقطاعية.‏ واذ تخبر عن معركة حاسمة تحت اسوار قصر اوساكا،‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية:‏ «وجدت فيالق توكُوڠَوا نفسها تحارب ضد عدوّ كانت أعلامه مزيَّنة بالصليب وبصور للمخلِّص وللقديس يعقوب،‏ القديس الرئيسي لاسپانيا».‏ والحزب المنتصر اضطهد ومحا عمليا الكاثوليكية في ذلك البلد.‏ وكذلك فان مساهمة الكنائس في الشؤون العالمية اليوم لن تجلب لها بركة.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يصف الصوت من السماء ايضا نوح ‹التجار الجائلين›؟‏ (‏ب)‏ لماذا التجار ايضا «يقفون من بعيد»؟‏

      ٥ والصوت من السماء يقول ايضا:‏ ‏«والتجار الجائلون لهذه الاشياء،‏ الذين اغتنوا منها،‏ سيقفون من بعيد خوفا من عذابها،‏ فيبكون وينوحون قائلين:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه —‏ المدينة العظيمة،‏ اللابسة كتانا جيدا وأرجوانا وقرمزا،‏ والمتحلية بغنى بحلي من ذهب وحجر كريم ولؤلؤ —‏ لأنه في ساعة واحدة خرب غنى عظيم مثل هذا!‏›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١٥-‏١٧ أ )‏ وبدمار بابل العظيمة،‏ ينوح «التجار» على خسارة هذا الشريك التجاري.‏ حقا،‏ انه لأمر ‹مؤسف› بالنسبة اليهم.‏ ولكن لاحظوا ان اسبابهم للنوح هي انانية كاملا وأنهم —‏ كالملوك —‏ «يقفون من بعيد».‏ وهم لا يقتربون كفاية ليكونوا عونا لبابل العظيمة.‏

      ٦ كيف يصف الصوت من السماء نوح ربابنة السفن والبحارة،‏ ولماذا يبكون؟‏

      ٦ تتابع الرواية:‏ ‏«وكل ربّان سفينة وكل مسافر من اي مكان،‏ والبحارة وكل الذين يكسبون معيشتهم من البحر،‏ وقفوا من بعيد وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها وقالوا:‏ ‹اية مدينة تشبه المدينة العظيمة؟‏›.‏ وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا،‏ باكين ونائحين،‏ وقالوا:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه —‏ المدينة العظيمة،‏ التي فيها اغتنى كل الذين لهم مراكب في البحر من ثرائها —‏ لأنها في ساعة واحدة خربت!‏›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏١٧ب-‏١٩ ‏)‏ كانت بابل القديمة مدينة تجارية وكان لها اسطول عظيم من السفن.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن بابل العظيمة تقوم بتجارة كثيرة بـ‍ ‹المياه الكثيرة› لشعبها.‏ وهذا يزوِّد العمل لكثيرين من رعاياها الدينيين.‏ وكم سيكون دمار بابل العظيمة ضربة اقتصادية لهؤلاء!‏ فلن يكون هنالك ابدا مصدر آخر للرزق مثلها.‏

      الفرح بإبادتها

      ٧،‏ ٨ كيف يجعل الصوت من السماء رسالته تبلغ ذروتها في ما يتعلق ببابل العظيمة،‏ ومَن سيتجاوبون مع هذه الكلمات؟‏

      ٧ عندما قلب الماديون والفرس بابل القديمة قال ارميا نبويا:‏ «وتهلِّل على بابل السموات والارض وكل ما فيها».‏ (‏ارميا ٥١:‏٤٨‏)‏ وعندما تُدمَّر بابل العظيمة يجعل الصوت من السماء رسالته تبلغ ذروتها قائلا عن بابل العظيمة:‏ ‏«تهللي لما حلّ بها،‏ ايتها السموات،‏ وأيها القديسون والرسل والانبياء،‏ لأن اللّٰه دانها دينونة لأجلكم!‏».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٠ ‏)‏ ان يهوه والملائكة سيُسَرُّون برؤية ابادة عدوَّة اللّٰه القديمة،‏ كما سيُسَرُّ الرسل والانبياء المسيحيون الاولون،‏ الذين هم الآن مقامون وقد اتخذوا مركزهم في ترتيب الـ‍ ٢٤ شيخا.‏ —‏ قارنوا مزمور ٩٧:‏​٨-‏١٢‏.‏

      ٨ وفي الواقع،‏ ان جميع ‹القديسين› —‏ سواء أُقيموا الى السماء او لا يزالون احياء على الارض —‏ سيصرخون فرحا،‏ كما سيفعل الجمع الكثير من الخراف الاخر العشراء.‏ وفي حينه،‏ سيقام جميع الناس الامناء في الازمنة القديمة الى نظام الاشياء الجديد،‏ وهم ايضا سيشتركون في الفرح.‏ وشعب اللّٰه لا يحاول ان ينتقم لنفسه من مضطهديه الدينيين الزائفين.‏ فهم يتذكَّرون كلمات يهوه:‏ «لي الانتقام،‏ انا اجازي،‏ يقول يهوه».‏ (‏روما ١٢:‏١٩؛‏ تثنية ٣٢:‏​٣٥،‏ ٤١-‏٤٣‏)‏ حسنا،‏ يهوه يجازي الآن.‏ وكل الدم الذي اراقته بابل العظيمة سيكون قد انتُقم له.‏

      طرْح حجر رحى عظيم

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا يفعل ويقول ملاك قوي الآن؟‏ (‏ب)‏ اي عمل مماثل لذاك الذي ينجزه الملاك القوي للرؤيا ١٨:‏٢١ حدث في زمن ارميا،‏ وماذا ضمن؟‏ (‏ج)‏ ماذا يضمنه الاجراء الذي يتخذه الملاك القوي الذي رآه يوحنا؟‏

      ٩ وما يراه يوحنا بعد ذلك يؤكد ان دينونة يهوه لبابل العظيمة نهائية:‏ ‏«ورفع ملاك قوي حجرا كحجر رحى عظيم وطرحه في البحر،‏ قائلا:‏ ‹هكذا برمية خاطفة ستُطرَح بابل المدينة العظيمة،‏ ولن توجد في ما بعد›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢١ ‏)‏ في زمن ارميا،‏ أُنجز عمل مماثل بمعنى نبوي قوي.‏ فقد اوحي الى ارميا بأن يكتب في كتاب «كلَّ البلية الآتية على بابل».‏ فأعطى الكتاب لسَرايا وأمره بأن يسافر الى بابل.‏ وهناك،‏ اذ اتَّبع ارشادات ارميا،‏ قرأ سَرايا اعلانا ضد المدينة:‏ «يا يهوه،‏ انت تكلمت على هذا المكان بالقطع،‏ حتى لا يكون فيه ساكن،‏ لا انسان ولا بهيمة،‏ بل ليصير قفارا الى الدهر».‏ ثم ربط سَرايا حجرا بالكتاب وطرحه الى نهر الفرات،‏ قائلا:‏ «هكذا تغرق بابل ولا تقوم من البلية التي انا جالبها عليها».‏ —‏ ارميا ٥١:‏​٥٩-‏٦٤‏.‏

      ١٠ ان طرْح الكتاب مع الحجر المربوط به الى النهر كان ضمانا ان بابل ستندثر في النسيان،‏ لئلا تشفى ابدا.‏ ورؤية الرسول يوحنا ملاكا قويا ينجز عملا مماثلا هي كذلك ضمان قوي ان قصد يهوه نحو بابل العظيمة سيتم.‏ والحالة الخربة تماما لبابل القديمة اليوم تشهد بقوة لما سيصيب الدين الباطل في المستقبل القريب.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يخاطب الملاك القوي الآن بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف تنبَّأ ارميا في ما يختص باورشليم المرتدَّة،‏ والى ماذا اشار ذلك لايامنا؟‏

      ١١ والآن يخاطب الملاك القوي بابل العظيمة قائلا:‏ ‏«ولن يُسمع فيك بعد الآن صوت مرنمين عازفين على القيثارة وموسيقيين وزمارين ونافخين في الابواق،‏ ولن يوجد فيك صانع صنعة ما،‏ ولن يُسمع فيك صوت حجر رحى،‏ ولن يضيء فيك بعد الآن نور سراج،‏ ولن يُسمع فيك صوت عريس وعروس،‏ لأن تجارك الجائلين كانوا ذوي مناصب رفيعة في الارض،‏ فبممارستك الارواحية ضلت جميع الامم».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٢ بتعابير مشابهة،‏ تنبَّأ ارميا في ما يختص باورشليم المرتدَّة:‏ «أبيد منهم صوت الابتهاج وصوت الفرح،‏ صوت العريس وصوت العروس،‏ صوت الرحى ونور السراج.‏ وتصير كل هذه الارض خرابا ومثار دهشة».‏ (‏ارميا ٢٥:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ وبصفته الجزء الرئيسي من بابل العظيمة،‏ سيصير العالم المسيحي خرابا بلا حياة،‏ كما صوَّرته بوضوح كبير حالة اورشليم المقفرة بعد السنة ٦٠٧ ق‌م.‏ ان العالم المسيحي الذي كان مرة يفرح بجذل ويعج بالضجيج اليومي سيجد نفسه مقهورا ومهجورا.‏

      ١٣ اي تغيير مفاجئ يباغت بابل العظيمة،‏ وما هو الاثر في ‹تجارها الجائلين›؟‏

      ١٣ وفي الواقع،‏ كما يخبر الملاك هنا يوحنا،‏ كل بابل العظيمة ستتغيَّر من امبراطورية اممية قوية الى ارض قاحلة جدباء شبيهة بصحراء.‏ و ‹تجارها الجائلون›،‏ بمن فيهم اصحاب الملايين العظماء،‏ استخدموا دينها للمنفعة الشخصية او كتغطية،‏ ورجال الدين وجدوا ان الاشتراك في الاضواء معهم مربحا.‏ ولكنَّ هؤلاء التجار لن تكون لديهم بابل العظيمة شريكة لهم في ما بعد.‏ وهي لن تخدع امم الارض بممارساتها الدينية الغامضة في ما بعد.‏

      ذنب سفك دم فظيع

      ١٤ اي سبب يعطيه الملاك القوي لقساوة دينونة يهوه،‏ وماذا قال يسوع على نحو مماثل عندما كان على الارض؟‏

      ١٤ وفي الختام،‏ يخبر الملاك القوي لماذا يدين يهوه بابل العظيمة بقساوة كبيرة.‏ يقول الملاك:‏ ‏«نعم،‏ فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٤ ‏)‏ وعندما كان على الارض قال يسوع للقادة الدينيين في اورشليم انهم كانوا مسؤولين عن «كل دم بار أُريق على الارض،‏ من دم هابيل البار» فصاعدا.‏ ووفقا لذلك،‏ دُمِّر ذلك الجيل الملتوي في السنة ٧٠ ب‌م.‏ (‏متى ٢٣:‏​٣٥-‏٣٨‏)‏ واليوم،‏ يحمل جيل آخر من الدينيين ذنب سفك الدم لاضطهاده خدام اللّٰه.‏

      ١٥ كيف كانت الكنيسة الكاثوليكية في المانيا النازية مذنبة بسفك الدم في تهمتين؟‏

      ١٥ في كتابه الكنيسة الكاثوليكية والمانيا النازية،‏ يكتب ڠُنتر لوِي:‏ «عندما مُنع شهود يهوه في باڤاريا في ١٣ نيسان [١٩٣٣] قبلت الكنيسة ايضا التعيين المعطى لها من قبل وزارة الثقافة والدين للابلاغ عن ايّ عضو في الطائفة لا يزال يمارس الدين المحرَّم».‏ وهكذا تشترك الكنيسة الكاثوليكية في المسؤولية عن ارسال آلاف الشهود الى معسكرات الاعتقال؛‏ ويداها ملطختان بدم حياة مئات الشهود الذين أُعدموا.‏ وعندما اظهر شهود احداث،‏ مثل وِلْهَلم كَسيرو،‏ انه يمكنهم ان يموتوا بشجاعة بواسطة فرقة الاعدام،‏ قرَّر هتلر ان فرقة الاعدام هي ألطف من اللازم بالنسبة الى الرافضين بسبب الضمير؛‏ ولذلك مات وولفڠانڠ اخو وِلْهَلم،‏ بعمر ٢٠ سنة،‏ بواسطة المقصلة.‏ وفي الوقت نفسه،‏ كانت الكنيسة الكاثوليكية تشجع الكاثوليك الالمان الاحداث على الموت في جيش الوطن الامّ.‏ ان ذنب الكنيسة لسفك الدم يُرى بوضوح!‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اي ذنب لسفك الدم يجب ان تُتَّهم به بابل العظيمة،‏ وكيف صار الڤاتيكان مذنبا بسفك الدم في ما يتعلق باليهود الذين ماتوا في المذابح النازية؟‏ (‏ب)‏ ما هي الطريقة الاولى التي يُلام بها الدين الباطل على قتل ملايين الناس في مئات الحروب في الازمنة العصرية؟‏

      ١٦ ولكن،‏ تقول النبوة ان دم ‏«جميع الذين ذُبحوا على الارض» يجب ان تُتَّهم به بابل العظيمة.‏ وكان ذلك بالتاكيد صحيحا في الازمنة العصرية.‏ مثلا،‏ بما ان الخداع الكاثوليكي ساعد على جلب هتلر الى السلطة في المانيا،‏ يشترك الڤاتيكان في ذنب سفك دم مروِّع في ما يتعلق بالستة ملايين يهودي الذين ماتوا في المذابح النازية.‏ واكثر من ذلك،‏ في زمننا هذا،‏ قُتل اكثر من مئة مليون شخص في مئات الحروب.‏ فهل يُلام الدين الباطل في هذا الصدد؟‏ نعم،‏ بطريقتين.‏

      ١٧ الطريقة الاولى هي ان حروبا كثيرة مرتبطة بالخلافات الدينية.‏ مثلا،‏ العنف في الهند بين المسلمين والهندوس في ١٩٤٦-‏١٩٤٨ كان دافعه دينيا.‏ ومئات الالوف خسروا حياتهم.‏ والصراع بين العراق وايران في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ ارتبط بالخلافات الطائفية،‏ وقد قُتل مئات الآلاف.‏ والعنف بين الكاثوليك والپروتستانت في ايرلندا الشمالية اخذ حياة الآلاف.‏ واذ درس هذا الحقل،‏ قال سي.‏ ل.‏ سَلزبرڠر،‏ محرر عمود،‏ في السنة ١٩٧٦:‏ «الحقيقة المفجعة هي انه ربما نصف الحروب او اكثر التي يجري خوضها الآن حول العالم هي إما صراعات دينية علنا او ذات علاقة بالنزاعات الدينية».‏ وفي الواقع،‏ كان الامر هكذا طوال التاريخ المضطرب لبابل العظيمة.‏

      ١٨ ما هي الطريقة الثانية التي تكون بها اديان العالم مذنبة بسفك الدم؟‏

      ١٨ وما هي الطريقة الثانية؟‏ من وجهة نظر يهوه،‏ اديان العالم مذنبة بسفك الدم لأنها لم تعلِّم أتباعها بإقناعٍ حقيقة مطالب يهوه من خدامه.‏ ولم تعلِّم الناس بإقناع ان عبَّاد اللّٰه الحقيقيين يجب ان يتمثلوا بيسوع المسيح ويظهروا المحبة نحو الآخرين بصرف النظر عن اصلهم القومي.‏ (‏ميخا ٤:‏​٣،‏ ٥؛‏ يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ اعمال ١٠:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٠-‏١٢‏)‏ ولأن الاديان التي تشكِّل بابل العظيمة لم تعلِّم هذه الامور،‏ انجذب أنصارها الى دوّامة الحرب الدولية.‏ وكم كان ذلك واضحا في الحربين العالميتين للنصف الاول من القرن الـ‍ ٢٠،‏ اللتين بدأتا كلتاهما في العالم المسيحي وأدَّتا الى ان يقتل الدينيون الرفقاء واحدهم الآخر!‏ فلو التصق جميع الذين يدَّعون انهم مسيحيون بمبادئ الكتاب المقدس لما حدثت هاتان الحربان قط.‏

      ١٩ اي ذنب فظيع لسفك الدم تحمله بابل العظيمة؟‏

      ١٩ يضع يهوه اللوم في كل سفك الدم هذا على بابل العظيمة.‏ فلو علَّم القادة الدينيون،‏ وخصوصا اولئك الذين في العالم المسيحي،‏ شعبهم حق الكتاب المقدس لما حدث سفك دم عظيم كهذا.‏ حقا،‏ اذًا،‏ بصورة مباشرة او غير مباشرة،‏ يجب ان تكون بابل العظيمة —‏ العاهرة العظيمة والامبراطورية العالمية للدين الباطل —‏ مسؤولة امام يهوه ليس فقط عن ‹دم الانبياء والقديسين› الذين اضطهدتهم وقتلتهم بل عن دم ‏«جميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ ان بابل العظيمة تحمل فعلا ذنبا فظيعا لسفك الدم.‏ فلتذهب دون عودة اذ يحدث دمارها الاخير!‏

  • نوح وفرح بنهاية بابل
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ٢٧٠]‏

      ثمن المسايرة

      يكتب ڠُنتر لوِي في كتابه الكنيسة الكاثوليكية والمانيا النازية:‏ «لو التصقت الكاثوليكية الالمانية من البداية بسياسة المقاومة العازمة للنظام النازي،‏ لربما اتخذ تاريخ العالم مجرى مختلفا.‏ وحتى لو فشل هذا الصراع تماما في هزم هتلر ومنع كل جرائمه الكثيرة،‏ لرفع ذلك من وجهة نظر معيَّنة المقام الادبي للكنيسة على نحو لا يُحَدّ.‏ ان الكلفة البشرية لمقاومة كهذه تكون باهظة بشكل لا يمكن انكاره،‏ ولكنَّ هذه التضحيات تكون قد صُنعت من اجل اعظم القضايا.‏ وبجبهة دعم مدنية لا يُركَن اليها،‏ لم يكن هتلر ليجرؤ ربما على الذهاب الى الحرب ولكانت حياة الملايين حرفيا قد أُنقذت.‏ .‏ .‏ .‏ في حين عُذِّب حتى الموت الوف الالمان المقاومين للنازية في معسكرات اعتقال هتلر،‏ وفي حين قُتل اهل الفكر الپولنديون،‏ وفي حين مات مئات الآلاف من الروس نتيجة لمعاملتهم كسلاڤيين Untermenschen [دون البشر]،‏ وفي حين قُتل ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٦ كائن بشري لكونهم ‹غير آريين›،‏ ساند رسميو الكنيسة الكاثوليكية في المانيا النظام الذي ارتكب هذه الجرائم.‏ والبابا في روما،‏ الرأس الروحي والمعلِّم الادبي الاسمى للكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ بقي صامتا».‏ —‏ الصفحتان ٣٢٠،‏ ٣٤١.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة