مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سبِّحوا ياه لاجل احكامه!‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٨

      سبِّحوا ياه لاجل احكامه!‏

      ١ اية كلمات يسمعها يوحنا تكون «مثل صوت عالٍ لجمع كثير في السماء»؟‏

      بابل العظيمة ليست موجودة في ما بعد!‏ هذه هي اخبار مفرحة حقا.‏ فلا عجب ان يسمع يوحنا هتافات تسبيح سعيدة في السماء!‏ ‏«بعد ذلك سمعت مثل صوت عالٍ لجمع كثير في السماء يقول:‏ ‹هلِّلويا!‏ a الخلاص والمجد والقدرة لإلهنا،‏ لأن احكامه حق وبارّة.‏ فإنه نفّذ الدينونة في العاهرة العظيمة التي افسدت الارض بعهارتها،‏ وانتقم لدم عبيده من يدها›.‏ وما لبثوا ان قالوا ثانية:‏ ‹هلِّلويا!‏ b فإن دخانها يتصاعد الى ابد الآبدين›».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١‏-‏٣‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا تعني عبارة «هلِّلويا»،‏ وماذا يظهر سماع يوحنا هذه العبارة مرتين عند هذه المرحلة؟‏ (‏ب)‏ مَن ينال المجد لاجل تدمير بابل العظيمة؟‏ أَوضحوا.‏

      ٢ حقا،‏ هلِّلويا!‏ وتعني هذه الكلمة «سبِّحوا ياه»،‏ و «ياه» هي صيغة مختصرة للاسم الالهي،‏ يهوه.‏ ويجري تذكيرنا هنا بحضّ صاحب المزمور:‏ «كل نسمة فلتسبِّح ياه.‏ سبِّحوا ياه!‏».‏ (‏مزمور ١٥٠:‏٦‏)‏ ان سماع يوحنا الجوقة السماوية المبتهجة ترنِّم «هلِّلويا!‏» مرتين عند هذه المرحلة في سفر الرؤيا يظهر استمرارية الكشف الالهي للحق.‏ فاله الاسفار اليونانية المسيحية هو اله الاسفار العبرانية الابكر نفسه،‏ ويهوه هو اسمه.‏ والاله الذي سبَّب سقوط بابل القديمة قد دان الآن بابل العظيمة ودمَّرها.‏ فانسبوا اليه كل المجد لاجل هذا العمل الباهر!‏ ان القوة التي حرَّكت سقوطها تنتمي اليه بدلا من الامم التي استخدمها كأدوات في تخريبها.‏ فالى يهوه وحده يجب ان ننسب الخلاص.‏ —‏ اشعيا ١٢:‏٢؛‏ رؤيا ٤:‏١١؛‏ ٧:‏​١٠،‏ ١٢‏.‏

      ٣ لماذا كانت العاهرة العظيمة تستحق الى هذا الحد دينونتها؟‏

      ٣ ولماذا كانت العاهرة العظيمة تستحق الى هذا الحد هذه الدينونة؟‏ وفقا للشريعة التي اعطاها يهوه لنوح —‏ وبواسطته لكل الجنس البشري —‏ يقتضي سفك الدم العمدي حكم الموت.‏ وقد ذُكر ذلك ثانية في شريعة اللّٰه لاسرائيل.‏ (‏تكوين ٩:‏٦؛‏ عدد ٣٥:‏​٢٠،‏ ٢١‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ تحت تلك الشريعة الموسوية،‏ كان الزنى الجسدي والروحي كلاهما يستحقان الموت.‏ (‏لاويين ٢٠:‏١٠؛‏ تثنية ١٣:‏​١-‏٥‏)‏ وطوال آلاف السنين،‏ كانت بابل العظيمة مذنبة بسفك الدم،‏ وهي عاهرة بكل معنى الكلمة.‏ مثلا،‏ ان سياسة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لمنع كهنتها من الزواج قد ادَّت الى فساد ادبي فاضح من جهة كثيرين منهم،‏ وليس قليلون من هؤلاء اليوم يلتقطون الأيدز.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏​١-‏٣‏)‏ ولكنَّ خطاياها الخطيرة،‏ ‹المتراكمة حتى السماء›،‏ هي اعمالها الصاعقة للعهارة الروحية —‏ وهذه العهارة تظهر في تعليم الاباطيل وتحالفها مع السياسيين الفاسدين.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٥‏)‏ وبما ان عقابها قد باغتها اخيرا،‏ يردِّد الحشد السماوي الآن مرة ثانية هلِّلويا.‏

      ٤ ماذا يرمز اليه واقع ان الدخان من بابل العظيمة «يتصاعد الى ابد الآبدين»؟‏

      ٤ وبابل العظيمة قد أُشعلت فيها النار كمدينة مقهورة،‏ والدخان منها «يتصاعد الى ابد الآبدين».‏ وعندما تحرق الجيوش القاهرة مدينة حرفية يبقى الدخان متصاعدا ما دام الرماد ساخنا.‏ وكل مَن يحاول ان يعيد بناءها فيما لا تزال تدخِّن ستحرقه الخرائب المتَّقدة.‏ وبما ان الدخان من بابل العظيمة سيرتفع «الى ابد الآبدين» علامة لنهائية دينونتها،‏ فلن يكون احد يوما ما قادرا على ردّ تلك المدينة الظالمة.‏ فالدين الباطل يولّي الى الابد.‏ حقا،‏ هلِّلويا!‏ —‏ قارنوا اشعيا ٣٤:‏​٥،‏ ٩،‏ ١٠‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا يفعل ويقول الاربعة والعشرون شيخا والمخلوقات الحية الاربعة؟‏ (‏ب)‏ لماذا لازمة هلِّلويا عذبة اكثر بكثير من قرارات هلِّلويا التي تُرنَّم في كنائس العالم المسيحي؟‏

      ٥ في رؤيا ابكر،‏ رأى يوحنا حول العرش اربعة مخلوقات حية،‏ بالاضافة الى الشيوخ الـ‍ ٢٤ الذين يمثِّلون ورثة الملكوت في مركزهم السماوي المجيد.‏ (‏رؤيا ٤:‏​٨-‏١١‏)‏ والآن يراهم مرة اخرى وهم يصرخون بصوت راعد هلِّلويا مرة ثالثة بسبب دمار بابل العظيمة:‏ ‏«فخرَّ الاربعة والعشرون شيخا والمخلوقات الحية الاربعة وعبدوا اللّٰه الجالس على العرش،‏ وقالوا:‏ ‹آمين!‏ هلِّلويا!‏›».‏c ‏(‏رؤيا ١٩:‏٤ ‏)‏ ان قرار هلِّلويا العظيم هذا هو،‏ اذًا،‏ اضافة الى ‹الترنيمة الجديدة› لتسبيح الحمل.‏ (‏رؤيا ٥:‏​٨،‏ ٩‏)‏ وهم يرنِّمون الآن لازمة النصر الرائعة،‏ ناسبين كل المجد الى السيد الرب يهوه بسبب نصره الحاسم على العاهرة العظيمة،‏ بابل العظيمة.‏ وعبارات هلِّلويا تدوِّي على نحو عذب اكثر بكثير من اية قرارات هلِّلويا تُرنَّم في كنائس العالم المسيحي،‏ حيث يهان ويُحتقر يهوه،‏ او ياه.‏ ان ترنيما ريائيا كهذا معيِّرا لاسم يهوه يُسكَت الآن الى الابد!‏

      ٦ «صوت» مَن يُسمع،‏ وعلى ماذا يحثّ،‏ ومَن يشاركون في التجاوب؟‏

      ٦ كان في السنة ١٩١٨ ان يهوه شرع في مكافأة ‹الذين يخافون اسمه الصغار والكبار› —‏ وأول هؤلاء هم المسيحيون الممسوحون الذين ماتوا امناء،‏ الذين اقامهم ووضعهم في الرتب السماوية للاربعة والعشرين شيخا.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وينضم آخرون الى هؤلاء في ترنيم عبارات هلِّلويا،‏ لأن يوحنا يخبر:‏ ‏«وخرج صوت من العرش وقال:‏ ‹سبِّحوا إلهنا،‏ يا جميع عبيده الذين يخافونه،‏ الصغار والكبار›».‏ (‏رؤيا ١٩:‏٥ ‏)‏ هذا هو «صوت» الناطق بلسان يهوه،‏ ابنه الخاص،‏ يسوع المسيح،‏ الذي يقف «في وسط العرش».‏ (‏رؤيا ٥:‏٦‏)‏ وليس فقط في السماء بل ايضا هنا على الارض،‏ «يا جميع عبيده» شاركوا في الترنيم،‏ مع صف يوحنا الممسوح الذي يأخذ القيادة على الارض.‏ وكم يشارك هؤلاء بابتهاج في اطاعة الامر:‏ «سبِّحوا إلهنا»!‏

      ٧ بعد ان تُدمَّر بابل العظيمة،‏ مَن سيسبِّحون يهوه؟‏

      ٧ نعم،‏ ان الذين من الجمع الكثير هم ايضا معدودون بين هؤلاء العبيد.‏ فمنذ السنة ١٩٣٥ يخرج هؤلاء من بابل العظيمة ويختبرون اتمام وعد اللّٰه:‏ «يبارك خائفي يهوه،‏ الصغار مع الكبار».‏ (‏مزمور ١١٥:‏١٣‏)‏ وعندما تُدمَّر بابل المشبَّهة بعاهرة،‏ سيشترك ملايين منهم في ‹تسبيح إلهنا› —‏ الى جانب صف يوحنا وكل الحشد السماوي.‏ وفي ما بعد،‏ لا شك ان اولئك المقامين على الارض،‏ سواء كانوا بارزين سابقا او لا،‏ سيرنِّمون عبارات هلِّلويا اضافية اذ يعلمون ان بابل العظيمة قد ولَّت الى الابد.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏​١٢،‏ ١٥‏)‏ فكل التسبيح ليهوه لاجل نصره الباهر على العاهرة القديمة العهد!‏

      ٨ اي حافز يجب ان تمنحنا اياه قرارات التسبيح السماوية التي رآها يوحنا الآن،‏ قبل ان تُدمَّر بابل العظيمة؟‏

      ٨ يا للحافز الذي يمنحنا اياه كل ذلك لنشارك كاملا في عمل اللّٰه للوقت الحاضر!‏ فليقف جميع خدام ياه ذواتهم قلبا ونفسا لاعلان احكام اللّٰه،‏ بالاضافة الى رجاء الملكوت العظيم،‏ الآن،‏ قبل ان تُنزَل بابل العظيمة عن مقعدها وتُدمَّر.‏ —‏ اشعيا ٦١:‏​١-‏٣؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

      ‏‹هلِّلويا —‏ يهوه هو ملك!‏›‏

      ٩ لماذا هلِّلويا الاخيرة هي صوت جَهْوَري وقوي؟‏

      ٩ هنالك اسباب اضافية للتهلُّل،‏ كما يمضي يوحنا مخبرا ايانا:‏ ‏«وسمعت مثل صوت جمع كثير ومثل صوت مياه كثيرة ومثل صوت رعود مدوية.‏ قالوا:‏ ‹هلِّلويا،‏ d لأن يهوه إلهنا،‏ القادر على كل شيء،‏ قد ابتدأ يملك›».‏ (‏رؤيا ١٩:‏٦ ‏)‏ ان عبارة هلِّلويا الاخيرة هذه هي التي تجعل الاعلان رباعيا او متناظرا.‏ انها صوت سماوي قوي،‏ اكثر عظمة من اية جوقة بشرية،‏ اكثر بهاء من ايّ شلال ارضي،‏ واكثر ايحاء بالرهبة من اية عاصفة رعدية ارضية.‏ فربوات الاصوات السماوية تحتفل بواقع ان «يهوه إلهنا،‏ القادر على كل شيء،‏ قد ابتدأ يملك».‏

      ١٠ بأي معنى يمكن القول ان يهوه يبتدئ يملك بعد خراب بابل العظيمة؟‏

      ١٠ ولكن،‏ كيف يبتدئ يهوه يملك؟‏ لقد مرت آلاف السنين منذ اعلن صاحب المزمور:‏ «اللّٰه ملكي منذ القِدم».‏ (‏مزمور ٧٤:‏١٢‏)‏ لقد كان ملْك يهوه قديما حتى في ذلك الحين،‏ فكيف يمكن للجوقة الكونية ان ترنِّم ان «يهوه .‏ .‏ .‏ قد ابتدأ يملك»؟‏ لأنه عندما تُدمَّر بابل العظيمة،‏ لن يسمح يهوه في ما بعد بأن تنتقص تلك المنافِسة الوقحة من الطاعة له بصفته المتسلط الكوني.‏ ولن يحرِّض الدين الباطل حكام الارض في ما بعد على مقاومته.‏ وعندما سقطت بابل القديمة عن السيادة العالمية سمعت صهيون الاعلان الظافر:‏ «قد ملك إلهكِ!‏».‏ (‏اشعيا ٥٢:‏٧‏)‏ وبعد ولادة الملكوت في السنة ١٩١٤،‏ اعلن الاربعة والعشرون شيخا:‏ «نشكرك،‏ يا يهوه اللّٰه .‏ .‏ .‏ لأنك اخذت قدرتك العظيمة وابتدأت تملك».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٧‏)‏ والآن،‏ بعد خراب بابل العظيمة،‏ يجري التلفظ بالصرخة ثانية:‏ «يهوه .‏ .‏ .‏ قد ابتدأ يملك».‏ فلا إله بشري الصنع يبقى ليتحدّى سلطان الاله الحقيقي،‏ يهوه!‏

      عرس الحمل قريب!‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف خاطبت اورشليم القديمة بابل القديمة،‏ راسمة اي نموذج في ما يتعلق باورشليم الجديدة وبابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ بالانتصار على بابل العظيمة،‏ ماذا ترنِّم وتعلن الحشود السماوية؟‏

      ١١ «يا عدوَّتي»!‏ هكذا خاطبت اورشليم،‏ موقع هيكل يهوه للعبادة،‏ بابل الصنمية.‏ (‏ميخا ٧:‏٨‏)‏ وبشكل مشابه،‏ لدى «المدينة المقدسة،‏ اورشليم الجديدة»،‏ المؤلَّفة من عروس من ٠٠٠‏,‏١٤٤ عضو،‏ كل سبب لتخاطب بابل العظيمة كعدوَّة لها.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٢‏)‏ ولكن اخيرا تعاني العاهرة العظيمة مصيبة،‏ بلية،‏ وهلاكا.‏ وممارساتها الارواحية ومنجِّموها لا يقدرون ان ينقذوها.‏ (‏قارنوا اشعيا ٤٧:‏​١،‏ ١١-‏١٣‏.‏)‏ فعلا،‏ انه انتصار كبير للعبادة الحقة!‏

      ١٢ واذ تولّي العاهرة المثيرة للاشمئزاز،‏ بابل العظيمة،‏ الى الابد،‏ يمكن ان يتركَّز الانتباه الآن على عروس الحمل العذراء النقية!‏ ولذلك ترنِّم الحشود السماوية بابتهاج تسبيحا ليهوه:‏ ‏«فلنفرح ونتهلل،‏ ولنعطه المجد،‏ لأن عرس الحمل قد جاء وعروسه قد هيأت نفسها.‏ وأُعطيَت ان تتسربل بكتان جيد متألق نقي،‏ لأن الكتان الجيد يمثِّل اعمال القديسين البارة».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​٧،‏ ٨‏.‏

      ١٣ اي إعداد لعرس الحمل حدث على مرّ القرون؟‏

      ١٣ على مرّ القرون،‏ صنع يسوع إعدادا حبيا لعرسه السماوي هذا.‏ (‏متى ٢٨:‏٢٠؛‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢‏)‏ فقد كان يطهِّر الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ لاسرائيل الروحي «لكي يحضرها لنفسه جماعة بهية،‏ لا وصمة فيها ولا غضن او شيء مثل ذلك،‏ بل لتكون مقدسة وبلا شائبة».‏ (‏افسس ٥:‏​٢٥-‏٢٧‏)‏ وبهدف الحصول على «جائزة دعوة اللّٰه العليا» يجب على كل مسيحي ممسوح ان يخلع الشخصية القديمة مع ممارساتها،‏ يلبس الشخصية المسيحية الجديدة،‏ وينجز اعمالا بارة «من كل النفس كما ليهوه».‏ —‏ فيلبي ٣:‏​٨،‏ ١٣،‏ ١٤؛‏ كولوسي ٣:‏​٩،‏ ١٠،‏ ٢٣‏.‏

      ١٤ كيف حاول الشيطان ان يفسد الاعضاء المقبلين لعروس الحمل؟‏

      ١٤ من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م فصاعدا،‏ استخدم الشيطان بابل العظيمة كأداة له في محاولة لافساد الاعضاء المقبلين لعروس الحمل.‏ وبحلول نهاية القرن الاول كان قد زرع بزور الدين البابلي في الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٨؛‏ رؤيا ٢:‏​٦،‏ ١٤،‏ ٢٠‏)‏ ويصف الرسول بولس اولئك الذين يقلبون الايمان بهذه الكلمات:‏ «فأمثال هؤلاء رسل دجالون،‏ عاملون خداعون،‏ يغيرون شكلهم الى رسل للمسيح.‏ ولا عجب،‏ فالشيطان نفسه يغير شكله الى ملاك نور».‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي القرون التالية،‏ لبس العالم المسيحي المرتدّ،‏ كباقي بابل العظيمة،‏ ثياب الثراء والامتياز،‏ ‹ارجوانا وقرمزا وذهبا وحجرا كريما ولآلئ›.‏ (‏رؤيا ١٧:‏٤‏)‏ ورجال دينه وبابواته اتفقوا مع الاباطرة المتعطشين الى الدم،‏ مثل قسطنطين وشارلمان.‏ فهو لم يتسربل قط بـ‍ «اعمال القديسين البارة».‏ وبصفته عروسا مزيَّفة،‏ كان حقا تحفة خداع شيطاني.‏ واخيرا،‏ يولّي الى الابد!‏

      عروس الحمل هيأت نفسها

      ١٥ كيف يحدث الختم،‏ وما هو المطلوب من المسيحي الممسوح؟‏

      ١٥ ولذلك الآن،‏ بعد ٠٠٠‏,‏٢ سنة تقريبا،‏ جهَّز كلُّ الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من صف العروس انفسهم.‏ ولكن،‏ عند اية مرحلة من الوقت يمكن القول ان ‹عروس الحمل هيأت نفسها›؟‏ على نحو تدريجي،‏ من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م فصاعدا،‏ «خُتم [الممسوحون المؤمنون] بالروح القدس الموعود به».‏ وذلك نظرا الى «يوم الفداء» الآتي.‏ وكما عبَّر الرسول بولس عن ذلك،‏ اللّٰه «ايضا وضع ختمه علينا وأعطانا عربون ما سيأتي،‏ اي الروح،‏ في قلوبنا».‏ (‏افسس ١:‏١٣؛‏ ٤:‏٣٠؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢٢‏)‏ فكل مسيحي ممسوح هو ‹مدعوّ ومختار›،‏ وقد اثبت انه ‹امين›.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏١٤‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ متى اكتمل ختم الرسول بولس،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ (‏ب)‏ متى تكون عروس الحمل قد «هيأت نفسها» كاملا؟‏

      ١٦ بعد عقود من الامتحان،‏ كان ممكنا لبولس ان يعلن:‏ «جاهدت الجهاد الحسن،‏ انهيت الشوط،‏ حفظت الايمان.‏ ومنذ الآن محفوظ لي تاج البر،‏ الذي يكافئني به في ذلك اليوم الرب،‏ الديَّان البار،‏ لا اياي فقط،‏ بل جميع الذين يشتاقون الى استعلانه ايضا».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏​٧،‏ ٨‏)‏ يظهر ان ختم الرسول قد اكتمل،‏ على الرغم من انه كان لا يزال في الجسد وكان سيواجه الاستشهاد.‏ وعلى نحو مماثل،‏ يجب ان يأتي الوقت حين يكون جميع الباقين على الارض من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ قد خُتموا افراديا بصفتهم ليهوه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٩‏)‏ وسيكون ذلك عندما تكون عروس الحمل قد هيأت نفسها كاملا —‏ اذ تكون الغالبية العظمى من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ قد نالت مكافأتها السماوية ويكون اولئك الذين لا يزالون على الارض قد قُبلوا وخُتموا بصورة نهائية كامناء.‏

      ١٧ متى يمكن لعرس الحمل ان يحدث؟‏

      ١٧ عند هذه المرحلة من جدول وقت يهوه،‏ اذ يكتمل ختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ يطلق الملائكة اربع رياح الضيق العظيم.‏ (‏رؤيا ٧:‏​١-‏٣‏)‏ فتنفَّذ الدينونة اولا في بابل العظيمة المشبَّهة بعاهرة.‏ ثم ينتقل المسيح الظافر بسرعة الى هرمجدون ليدمر باقي هيئة الشيطان على الارض وأخيرا ليسجن الشيطان وأبالسته في المهواة.‏ (‏رؤيا ١٩:‏١١–‏٢٠:‏٣‏)‏ وإذا كان بعض الممسوحين لا يزالون احياء على الارض،‏ فلا شك انهم سيدخلون الى مكافأتهم السماوية بُعيد إتمام المسيح غلبته وسينضمون الى رفقائهم اعضاء صف العروس.‏ وحينئذ،‏ في وقت اللّٰه المعيّن،‏ يمكن لعرس الحمل ان يحدث!‏

      ١٨ كيف يؤكد المزمور ٤٥ تتابع الحوادث في ما يتعلق بعرس الحمل؟‏

      ١٨ تصف الرواية النبوية للمزمور ٤٥ ترتيب الحوادث.‏ فالملك المتوَّج اولا يركب ليغلب اعداءه.‏ (‏الاعداد ١-‏٧‏)‏ ثم يجري العرس،‏ والعروس السماوية تلازمها على الارض صاحباتها العذارى،‏ الجمع الكثير.‏ (‏الاعداد ٨-‏١٥‏)‏ وبعد ذلك يصير العرس مثمرا،‏ اذ يُرفع الجنس البشري المقام الى الكمال تحت اشراف «رؤساء في كل الارض».‏ (‏العددان ١٦،‏ ١٧‏)‏ فيا للبركات المجيدة التي ترافق عرس الحمل!‏

      سعداء هم المدعوون

      ١٩ ماذا يذكر يوحنا في المرة الرابعة التي يتحدث فيها عمن ينعمون بالسعادة،‏ ومَن يشتركون في هذه السعادة الخصوصية؟‏

      ١٩ يتحدث يوحنا للمرة الرابعة الآن في سفر الرؤيا عمّن ينعمون بالسعادة فيقول:‏ ‏«وقال الملاك لي:‏ ‹اكتب:‏ سعداء هم المدعوون الى عشاء عرس الحمل›.‏ وقال لي ايضا:‏ ‹هذه هي اقوال اللّٰه الحقة›».‏ (‏رؤيا ١٩:‏٩ ‏)‏ e ان هؤلاء المدعوين الى «عشاء عرس الحمل» هم اعضاء صف العروس.‏ (‏قارنوا متى ٢٢:‏​١-‏١٤‏.‏)‏ وكل جماعة العروس الممسوحة تشترك في سعادة تسلُّم هذه الدعوة.‏ ومعظم المدعوين قد ذهبوا الآن الى السماء،‏ مكان عشاء العرس.‏ واولئك الذين لا يزالون على الارض هم سعداء ايضا بأن يملكوا الدعوة.‏ ومكانهم في عشاء العرس مضمون.‏ (‏يوحنا ١٤:‏​١-‏٣؛‏ ١ بطرس ١:‏​٣-‏٩‏)‏ وعندما يقامون الى السماء،‏ عندئذ ستشرع العروس المتحدة بكاملها في الاشتراك مع الحمل في هذا العرس السعيد على نحو فائق.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ ما هو فحوى الكلمات:‏ «هذه هي اقوال اللّٰه الحقة»؟‏ (‏ب)‏ كيف تأثر يوحنا بكلمات الملاك،‏ وماذا كان تجاوب الملاك؟‏

      ٢٠ يضيف الملاك ان «هذه هي اقوال اللّٰه الحقة».‏ وهذه الكلمة «حقة» هي ترجمة لـ‍ أليثِنُس اليونانية وتعني «اصيل» او «يمكن الاعتماد عليه».‏ وبما ان هذه الاقوال هي حقا من يهوه،‏ فهي امينة وموثوق بها.‏ (‏قارنوا ١ يوحنا ٤:‏​١-‏٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٥؛‏ ٢٢:‏٦‏.‏)‏ وكأحد المدعوين الى وليمة العرس هذه،‏ لا بد ان يوحنا امتلأ فرحا عند سماعه ذلك وعند تأمله في البركات امام صف العروس.‏ وفي الواقع،‏ تأثر بعمق حتى ان الملاك كان عليه ان يقدِّم له مشورة،‏ كما يروي يوحنا:‏ ‏«فخررت امام قدميه لأعبده.‏ ولكنه قال لي:‏ ‹اياك ان تفعل ذلك!‏ لست سوى عبد رفيق لك ولإخوتك الذين عندهم عمل الشهادة ليسوع.‏ اعبد اللّٰه›».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏١٠ أ.‏

      ٢١ (‏أ)‏ ماذا يكشف عنه سفر الرؤيا بالنسبة الى الملائكة؟‏ (‏ب)‏ اي موقف يجب ان يكون لدى المسيحيين ازاء الملائكة؟‏

      ٢١ في كل سفر الرؤيا تُقدَّم شهادة رائعة لأمانة واجتهاد الملائكة.‏ فهم مشمولون في قناة الحق المُعلَن.‏ (‏رؤيا ١:‏١‏)‏ وهم يعملون مع البشر في الكرازة بالبشارة وسكب الضربات الرمزية.‏ (‏رؤيا ١٤:‏​٦،‏ ٧؛‏ ١٦:‏١‏)‏ وقد حاربوا الى جانب يسوع لطرد الشيطان وملائكته من السماء،‏ وسيحاربون الى جانبه مرة اخرى في هرمجدون.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧؛‏ ١٩:‏​١١-‏١٤‏)‏ وفي الواقع،‏ لديهم حرية الاقتراب الى شخص يهوه نفسه.‏ (‏متى ١٨:‏١٠؛‏ رؤيا ١٥:‏٦‏)‏ غير انهم ليسوا اكثر من عبيد متواضعين للّٰه.‏ فليس هنالك في العبادة النقية مكان لعبادة الملائكة او حتى العبادة النسبية،‏ توجيه العبادة الى اللّٰه عن طريق «قديس» او ملاك.‏ (‏كولوسي ٢:‏١٨‏)‏ والمسيحيون يعبدون يهوه فقط،‏ اذ يقدِّمون طلباتهم اليه باسم يسوع.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

      دور يسوع في النبوة

      ٢٢ ماذا يقول الملاك ليوحنا،‏ وماذا تعني الكلمات؟‏

      ٢٢ يقول الملاك بعد ذلك:‏ ‏«فإن الشهادة ليسوع هي هدف النبوات».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٠ ب )‏ وكيف ذلك؟‏ يعني هذا ان كل النبوة الموحى بها تُستحضَر بسبب يسوع والدور الذي يلعبه في مقاصد يهوه.‏ فالنبوة الاولى في الكتاب المقدس وعدت بمجيء نسل.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ ويسوع صار هذا النسل.‏ والكشوف المتتابعة بنت صرحا كبيرا من الحق النبوي على هذا الوعد الاساسي.‏ قال الرسول بطرس لكرنيليوس الاممي المؤمن:‏ «له [يسوع] يشهد جميع الانبياء».‏ (‏اعمال ١٠:‏٤٣‏)‏ وبعد نحو ٢٠ سنة،‏ قال الرسول بولس:‏ «فوعود اللّٰه،‏ مهما كان عددها،‏ صارت نعم بواسطته [يسوع]».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٠‏)‏ وبعد ٤٣ سنة اخرى،‏ يذكِّرنا يوحنا نفسه:‏ ‹صار الحق بيسوع المسيح›.‏ —‏ يوحنا ١:‏١٧‏.‏

      ٢٣ لماذا مركز وسلطة يسوع الرفيعان لا ينتقصان من العبادة التي نقدِّمها ليهوه؟‏

      ٢٣ وهل ينتقص ذلك بطريقة ما من العبادة التي نقدِّمها ليهوه؟‏ كلا.‏ تذكَّروا نصيحة الملاك التحذيرية:‏ «اعبد اللّٰه».‏ فيسوع لا يحاول ابدا ان ينافس يهوه.‏ (‏فيلبي ٢:‏٦‏)‏ صحيح ان كل الملائكة يؤمَرون بأن ‹يسجدوا ليسوع›،‏ وأن كل الخليقة يجب ان تعترف بمركزه الرفيع لكي «تنحني باسم يسوع كل ركبة».‏ ولكن لاحظوا ان ذلك هو «لمجد اللّٰه الآب» وبأمر منه.‏ (‏عبرانيين ١:‏٦؛‏ فيلبي ٢:‏​٩-‏١١‏)‏ فيهوه اعطى يسوع سلطته الرفيعة،‏ وبالاعتراف بهذه السلطة،‏ نعطي اللّٰه مجدا.‏ واذا رفضنا الاذعان لحكم يسوع،‏ يكون ذلك مساويا لرفض يهوه اللّٰه نفسه.‏ —‏ مزمور ٢:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

      ٢٤ اي حادثين مذهلين نتأمل فيهما،‏ ولذلك اية كلمات يجب ان نتلفظ بها؟‏

      ٢٤ فلنتلفظ،‏ اذًا،‏ باتحاد بالكلمات الافتتاحية للمزامير ١٤٦ الى ١٥٠‏:‏ «سبِّحوا ياه!‏».‏ وليدوِّ قرار هلِّلويا توقُّعا لانتصار يهوه على الامبراطورية العالمية البابلية للدين الباطل!‏ وليكثر الفرح فيما يقترب عرس الحمل!‏

      ‏[الحواشي]‏

      a انظروا حاشية رؤيا ١٩:‏١‏.‏

      b انظروا حاشية رؤيا ١٩:‏١‏.‏

      c انظروا حاشية رؤيا ١٩:‏١‏.‏

      d انظروا حاشية رؤيا ١٩:‏١‏.‏

      e انظروا ايضا رؤيا ١:‏٣؛‏ ١٤:‏١٣؛‏ ١٦:‏١٥‏.‏

  • سبِّحوا ياه لاجل احكامه!‏
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ٢٧٣]‏

      ‏«رسالة الى سدوم وعمورة»‏

      تحت هذا العنوان البارز،‏ اخبرت دايلي تلڠراف اللندنية عدد ١٢ تشرين الثاني ١٩٨٧ عن اقتراح امام السِّنودُس العام لكنيسة انكلترا.‏ ودعا ذلك الى طرد «المسيحيين» مضاجعي النظير من الكنيسة.‏ ذكر ڠودفري باركر،‏ محرر عمود:‏ «عبَّر رئيس اساقفة كانتربري عن رأيه امس على نحو كئيب:‏ ‹اذا كان القديس بولس سيكتب رسالة الى كنيسة انكلترا،‏ فقد نسأل ايّ نوع من الرسائل يمكن ان تكون›».‏ وعلَّق السيد باركر نفسه:‏ «رسالة الى سدوم وعمورة هو الجواب»،‏ وأضاف:‏ «الدكتور رَنسي [رئيس الاساقفة] تخيَّل انها تقول كما في رومية،‏ الاصحاح ١ ».‏

      واقتبس الكاتب كلمات بولس في رومية ١:‏​٢٤-‏٣٢‏:‏ «اسلمهم اللّٰه ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة.‏ .‏ .‏ .‏ ذكورا بذكور .‏ .‏ .‏ الذين اذ عرفوا حكم اللّٰه أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت لا يفعلونها فقط بل ايضا يسرُّون بالذين يعملون».‏ واستنتج:‏ «كان القديس بولس قلقا فقط ازاء الناس على مقاعد الكنيسة.‏ ومشكلة الدكتور رَنسي هي الناس على منابر الوعظ».‏

      ولماذا لدى رئيس الاساقفة مشكلة كهذه؟‏ اعلنت عناوين رئيسية في الدايلي مايل اللندنية عدد ٢٢ تشرين الاول ١٩٨٧:‏ «‹كاهن واحد من كل ثلاثة هو مضاجع نظير› .‏ .‏ .‏ الحملة لطرد مضاجعي النظير ‹تغلق كنيسة انكلترا›».‏ واقتبست التقارير من الامين العام «الموقَّر» لـ‍ «الحركة المسيحية للمساحقات واللواطيين» قوله:‏ «اذا قُبل هذا الاقتراح يحطِّم ذلك الكنيسة،‏ ورئيس اساقفة كانتربري يعلم ذلك.‏ وكرقم عام،‏ نعتقد ان بين ٣٠ و ٤٠ في المئة من رجال دين كنيسة انكلترا هم لواطيون.‏ وهم الناس الاكثر نشاطا الذين يساهمون في خدمة الكنيسة».‏ والأعداد المتضائلة لروّاد الكنيسة دون شك هي جزئيا انعكاس للاشمئزاز من خدمة مضاجعي النظير الناشئة.‏

      وماذا قرر سنودُس الكنيسة؟‏ الغالبية الساحقة لـ‍ ٣٨٨ عضوا (‏٩٥ في المئة من رجال الدين)‏ صوَّتوا لمصلحة اقتراح ملطَّف.‏ وعن ذلك،‏ اخبرت ذي ايكونوميست عدد ١٤ تشرين الثاني ١٩٨٧:‏ «كنيسة انكلترا هي ضد ممارسات مضاجعة النظير،‏ ولكن ليس كثيرا جدا.‏ والسِّنودُس العام،‏ برلمان الكنيسة،‏ اذ فكَّر في رجال الدين المضاجعي النظير،‏ قرر هذا الاسبوع ان اعمال مضاجعة النظير،‏ بخلاف العهارة والزنى،‏ ليست خطية:‏ انها مجرد ‹تقصير عن المثالية› بأن ‹الاتصال الجنسي هو عمل التزام كلي ينتمي على نحو ملائم الى علاقة زواج دائمة›».‏ واذ قابلت الموقف العقلي لرئيس اساقفة كانتربري بتصريح الرسول بولس الصريح في رومية ١:‏​٢٦،‏ ٢٧‏،‏ عرضت ذي ايكونوميست اقتباسا من كلمات بولس فوق التعليق «القديس بولس كان يعرف ماذا يفكِّر».‏

      ويسوع المسيح ايضا كان يعرف ماذا يفكِّر وقد ذكر ذلك بتعابير جليّة.‏ فقال ان «الامر يكون اخف وطأة على ارض سدوم في يوم الدينونة» مما للدينيين الذين يزدرون برسالته.‏ (‏متى ١١:‏​٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وكان يسوع هنا يستعمل الغلوّ ليظهر ان اولئك القادة الدينيين الذين رفضوا ابن اللّٰه وتعليمه كانوا ايضا يستحقون التأديب اكثر من السدوميين.‏ ويهوذا ٧ تذكر ان اولئك السدوميين كابدوا «دينونة نار ابدية»،‏ مما يعني الدمار الابدي.‏ (‏متى ٢٥:‏​٤١،‏ ٤٦‏)‏ اذًا،‏ كم ستكون قاسية دينونة مَن يُسمَّون بالقادة المسيحيين الذين يبعدون على نحو اعمى رعاياهم الذين جرى اعماؤهم عن مقاييس ملكوت اللّٰه الادبية السامية الى طرق هذا العالم الاباحية الفاسقة!‏ (‏متى ١٥:‏١٤‏)‏ وفي ما يتعلق بالدين الباطل،‏ بابل العظيمة،‏ يدعو الصوت من السماء بإلحاح:‏ «اخرجوا منها،‏ يا شعبي،‏ لئلا تشتركوا معها في خطاياها،‏ ولئلا تنالوا من ضرباتها».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٢،‏ ٤‏.‏

  • المحارب الملك ينتصر في هرمجدون
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٩

      المحارب الملك ينتصر في هرمجدون

      الرؤيا ١٣ —‏ رؤيا ١٩:‏​١١-‏٢١

      الموضوع:‏ يسوع يقود جيوش السماء لتدمير نظام اشياء الشيطان

      وقت الاتمام:‏ بعد دمار بابل العظيمة

      ١ ما هي هرمجدون،‏ وماذا يؤدي اليها؟‏

      هرمجدون —‏ كلمة مخيفة لكثيرين!‏ ولكنها بالنسبة الى محبّي البر تدل على اليوم المنتظَر لزمن طويل حين ينفِّذ يهوه الدينونة الاخيرة في الامم.‏ انها ليست حرب الانسان بل «حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء» —‏ يوم انتقامه من حكام الارض.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١٤،‏ ١٦؛‏ حزقيال ٢٥:‏١٧‏)‏ وبتخريب بابل العظيمة،‏ سيكون الضيق العظيم قد ابتدأ.‏ ثم،‏ اذ يحرِّضهم الشيطان،‏ سيركِّز الوحش القرمزي اللون وقرونه العشرة هجومهم على شعب يهوه.‏ وابليس،‏ اذ يكون ساخطا اكثر من ايّ وقت مضى على هيئة اللّٰه المشبَّهة بامرأة،‏ يصمِّم على استخدام ادواته في شنّ حرب حتى النهاية على باقي نسلها.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٧‏)‏ فهذه هي فرصة الشيطان الاخيرة!‏

      ٢ مَن هو جوج الماجوجي،‏ وكيف يحرِّكه يهوه ليهاجم شعبه الخاص؟‏

      ٢ ان هجوم ابليس القاسي يوصف على نحو حيوي في حزقيال الاصحاح ٣٨‏.‏ هنا يدعى الشيطان المنحط ‹جوجا،‏ من ارض ماجوج›.‏ ويجعل يهوه كلاليب مجازية في فكَّي جوج،‏ جارّا اياه وجيشه الكثير الى الهجوم.‏ وكيف يفعل ذلك؟‏ بجعله جوجا يرى شهوده شعبا بلا دفاع ‹مجموعا من الامم،‏ جامعا ثروة وأملاكا وساكنا في وسط الارض›.‏ فهؤلاء يشغلون مكانا مركزيا على الارض بصفتهم الشعب الوحيد الذي يرفض عبادة الوحش وصورته.‏ وقوتهم وازدهارهم الروحيان يُحنِقان جوجا.‏ ولذلك يندفع جوج وجيشه الكثير،‏ بمن فيهم الوحش الصاعد من البحر بقرونه العشرة،‏ للقتل.‏ ولكن،‏ بخلاف بابل العظيمة،‏ يتمتع شعب اللّٰه الطاهر بالحماية الالهية!‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏١،‏ ٢،‏ ٤،‏ ١١،‏ ١٢،‏ ١٥؛‏ رؤيا ١٣:‏١‏.‏

      ٣ كيف يتخلَّص يهوه من جيش جوج؟‏

      ٣ وكيف يتخلَّص يهوه من جوج وكل جمهوره؟‏ أَصغوا!‏ «‹أستدعي السيف عليه في كل جبالي›،‏ يقول السيد الرب يهوه.‏ ‹فيكون سيف كل واحد على اخيه›».‏ ولكن لا الاسلحة النووية ولا التقليدية ستنفع في ذلك النزاع،‏ لأن يهوه يعلن:‏ «احاكمه بالوبإ وبالدم،‏ وأُمطر عليه وعلى فِرق جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه وابلا من المطر الغامر وحجارة برد ونارا وكبريتا.‏ فأتعظم وأتقدس وأُعرف امام عيون امم كثيرة،‏ فيعلمون اني انا يهوه».‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏​٢١-‏٢٣؛‏ ٣٩:‏١١‏؛‏ قارنوا يشوع ١٠:‏​٨-‏١٤؛‏ قضاة ٧:‏​١٩-‏٢٢؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٠:‏​١٥،‏ ٢٢-‏٢٤؛‏ ايوب ٣٨:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      المدعوّ «الامين والحق»‏

      ٤ كيف يصف يوحنا يسوع المسيح في ثوب القتال؟‏

      ٤ يستدعي يهوه السيف.‏ ومَن ذا الذي يحسن استخدام هذا السيف؟‏ اذ نعود الى سفر الرؤيا،‏ نجد الجواب في رؤيا مثيرة اخرى.‏ فأمام عيني يوحنا تنفتح السموات لتظهر شيئا يوحي حقا بالرهبة —‏ يسوع المسيح نفسه في ثوب القتال!‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«ورأيت السماء مفتوحة،‏ وإذا فرس ابيض.‏ والجالس عليه يدعى الامين والحق،‏ وبالبر يدين ويخوض حربا.‏ عيناه لهب نار،‏ وعلى رأسه اكاليل كثيرة».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١١،‏ ١٢ أ.‏

      ٥،‏ ٦ على ماذا يدل (‏أ)‏ ‹الفرس الابيض›؟‏ (‏ب)‏ الاسم «الامين والحق»؟‏ (‏ج)‏ عينان مثل «لهب نار»؟‏ (‏د)‏ «اكاليل كثيرة»؟‏

      ٥ كما في الرؤيا الابكر للفرسان الاربعة،‏ يكون هذا ‹الفرس الابيض› رمزا ملائما الى الحرب البارة.‏ (‏رؤيا ٦:‏٢‏)‏ ومَن من بني اللّٰه يمكن ان يكون اكثر برا من هذا المحارب الجبار؟‏ واذ «يدعى الامين والحق»،‏ لا بد ان يكون «الشاهد الامين والحق»،‏ يسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ٣:‏١٤‏)‏ وهو يخوض الحرب لكي ينفِّذ احكام يهوه البارة.‏ وهكذا يقوم بواجبه بصفته الديَّان المعيَّن من يهوه،‏ و‹الاله القدير›.‏ (‏اشعيا ٩:‏٦‏)‏ وعيناه توحيان بالخوف مثل «لهب نار»،‏ اذ تتطلعان الى دمار خصومه الناري الآتي.‏

      ٦ تتوِّج الاكاليل رأس هذا المحارب الملك.‏ والوحش الذي رآه يوحنا صاعدا من البحر كانت له عشرة اكاليل،‏ مما يمثِّل حكمه الموقَّت للمشهد الارضي.‏ (‏رؤيا ١٣:‏١‏)‏ ولكنَّ يسوع له «اكاليل كثيرة».‏ فحكمه المجيد لا مثيل له،‏ اذ انه «ملك السائدين كملوك ورب السائدين كأرباب».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٥‏.‏

      ٧ ما هو الاسم المكتوب الذي ليسوع؟‏

      ٧ يستمر وصف يوحنا:‏ ‏«وله اسم مكتوب لا يعرفه احد إلا هو».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٢ ب )‏ يتحدث الكتاب المقدس سابقا عن ابن اللّٰه بأسماء مثل يسوع،‏ عمانوئيل،‏ وميخائيل.‏ ولكنَّ هذا ‹الاسم› غير المذكور يَظهر انه يمثِّل المركز والامتيازات التي يتمتع بها يسوع في خلال يوم الرب.‏ (‏قارنوا رؤيا ٢:‏١٧‏.‏)‏ واشعيا،‏ اذ يصف يسوع منذ السنة ١٩١٤،‏ يقول:‏ «يدعى اسمه مشيرا عجيبا،‏ إلها قديرا،‏ ابا ابديا،‏ رئيس السلام».‏ (‏اشعيا ٩:‏٦‏)‏ والرسول بولس قرن اسم يسوع بامتيازاته الرفيعة للخدمة عندما كتب:‏ ‹رفَّع اللّٰه [يسوع] الى مركز اعلى وأنعم عليه بالاسم الذي يعلو كل اسم آخر،‏ لكي تنحني باسم يسوع كل ركبة›.‏ —‏ فيلبي ٢:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ٨ لماذا يسوع فقط يمكن ان يعرف الاسم المكتوب،‏ ومع مَن يشترك في بعض امتيازاته السامية؟‏

      ٨ وامتيازات يسوع فريدة.‏ وباستثناء يهوه نفسه،‏ يسوع فقط يمكن ان يفهم ما يعنيه ان يشغل المرء مركزا رفيعا كهذا.‏ (‏قارنوا متى ١١:‏٢٧‏.‏)‏ ولذلك،‏ بين جميع مخلوقات اللّٰه،‏ يسوع فقط يمكن ان يقدِّر كاملا هذا الاسم.‏ غير ان يسوع يشمل عروسه ببعض هذه الامتيازات.‏ ولذلك يصنع هذا الوعد:‏ ‹مَن يغلب فسأكتب عليه اسمي الجديد›.‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٢‏.‏

      ٩ الى ماذا يشير (‏أ)‏ كون يسوع ‹متسربلا برداء مرشوش بدم›؟‏ (‏ب)‏ كون يسوع يدعى «كلمة اللّٰه»؟‏

      ٩ يضيف يوحنا:‏ ‏«وهو متسربل برداء مرشوش بدم،‏ ويدعى اسمه كلمة اللّٰه».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٣ ‏)‏ «دم» مَن هذا؟‏ يمكن ان يكون دم حياة يسوع،‏ المسفوك في سبيل الجنس البشري.‏ (‏رؤيا ١:‏٥‏)‏ ولكنه،‏ في هذه القرينة،‏ يشير على الارجح الى دم اعدائه الذي يُراق عندما تُنفَّذ احكام يهوه فيهم.‏ ويجري تذكيرنا بالرؤيا الابكر التي فيها تُحصد كرمة الارض وتداس في معصرة خمر غضب اللّٰه العظيمة حتى يبلغ الدم «علوّ لُجُم الخيل» —‏ مما يدل على نصر عظيم على اعداء اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ وبشكل مشابه،‏ يؤكد الدم المرشوش على رداء يسوع ان نصره حاسم وتام.‏ (‏قارنوا اشعيا ٦٣:‏​١-‏٦‏.‏)‏ والآن يتحدث يوحنا مرة اخرى عن كون يسوع مدعوّا باسم.‏ وهو في هذه المرة اسم معروف على نحو واسع —‏ «كلمة اللّٰه» —‏ محدِّدا هوية هذا المحارب الملك بصفته الناطق الرئيسي بلسان يهوه والمدافع عن الحق.‏ —‏ يوحنا ١:‏١؛‏ رؤيا ١:‏١‏.‏

      رفقاء يسوع المحاربون

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف يظهر يوحنا ان يسوع ليس وحده في القتال؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدل عليه واقع ان الخيل بيض وأن الفرسان لابسون «كتانا جيدا ابيض نقيا»؟‏ (‏ج)‏ مَن يشكِّلون «الجيوش» السماوية؟‏

      ١٠ ليس يسوع وحده في خوض هذا القتال.‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«وكانت الجيوش التي في السماء تتبعه على خيل بيض،‏ لابسين كتانا جيدا ابيض نقيا».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٤ ‏)‏ وواقع ان الخيل «بيض» يدل على حرب بارة.‏ و ‹الكتان الجيد› ملائم لفرسان الملك،‏ وبياضه النقي المتلألئ يشير الى موقف بار وطاهر امام يهوه.‏ اذًا،‏ مَن يشكِّلون هذه «الجيوش»؟‏ لا شك انهم يشملون الملائكة القدوسين.‏ وكان في وقت باكر من يوم الرب ان ميخائيل وملائكته طرحوا الشيطان وأبالسته من السماء.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٧-‏٩‏)‏ واكثر من ذلك فان «جميع الملائكة» سيخدمون يسوع فيما يجلس على عرشه المجيد ويبتدئ يدين الامم والشعوب على الارض.‏ (‏متى ٢٥:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ وبالتاكيد،‏ في الحرب الحاسمة،‏ عندما تُنفَّذ احكام يهوه حتى نهايتها،‏ سيرافق يسوعَ ملائكتُه مرة اخرى.‏

      ١١ وآخرون ايضا سيكونون مشمولين.‏ فعند ارسال رسالته الى الجماعة في ثياتيرا،‏ وعد يسوع:‏ «ومن يغلب ويحفظ اعمالي حتى النهاية فسأعطيه سلطة على الامم كما نلت انا من ابي،‏ فيرعاهم بعصا من حديد فيتكسرون كآ‌نية خزفية».‏ (‏رؤيا ٢:‏​٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وعندما يأتي الوقت،‏ لا شك ان الافراد من اخوة المسيح الموجودين الآن في السماء سيشتركون في ان يرعوا الشعوب والامم بتلك العصا من حديد.‏

      ١٢ (‏أ)‏ هل سيشترك خدام اللّٰه على الارض في القتال في هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون شعب يهوه على الارض مشمولين في هرمجدون؟‏

      ١٢ ولكن،‏ ماذا عن خدام اللّٰه هنا على الارض؟‏ لن يكون لصف يوحنا دور فعَّال في القتال في هرمجدون؛‏ ولا لرفقائه الاولياء،‏ اولئك الناس من كل الامم الذين يجرون الى بيت يهوه الروحي للعبادة.‏ فهؤلاء الناس المسالمون قد طبعوا سيوفهم سككا.‏ (‏اشعيا ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ ومع ذلك،‏ هم مشمولون الى حد بعيد!‏ وكما لاحظنا سابقا،‏ ان شعب يهوه العديم الدفاع حسب الظاهر هو مَن يهاجمه جوج وكل جمهوره بوحشية.‏ هذه هي العلامة للمحارب الملك الذي ليهوه،‏ الذي تدعمه الجيوش التي في السماء،‏ ليبتدئ بخوض حرب تؤدي الى فناء تلك الامم.‏ (‏حزقيال ٣٩:‏​٦،‏ ٧،‏ ١١‏؛‏ قارنوا دانيال ١١:‏٤٤–‏١٢:‏١‏.‏)‏ وكمتفرجين،‏ سيكون شعب اللّٰه على الارض مهتمين كثيرا.‏ فهرمجدون ستعني خلاصهم،‏ وسيحيون الى الابد كشهود عيان لحرب يهوه العظيمة للتبرئة.‏

      ١٣ كيف نعرف ان شهود يهوه ليسوا ضد كل حكومة؟‏

      ١٣ هل يعني ذلك ان شهود يهوه هم ضد كل حكومة؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فهم يطيعون مشورة الرسول بولس:‏ «لتخضع كل نفس للسلطات الفائقة».‏ وهم يدركون انه ما دام النظام الحاضر باقيا،‏ فإن هذه «السلطات الفائقة» توجد بسماح من اللّٰه للمحافظة على مقدار من النظام في المجتمع البشري.‏ وهكذا يدفع شهود يهوه ضرائبهم،‏ يطيعون القوانين،‏ يحترمون قوانين السير المحلية،‏ يذعنون لاجراءات التسجيل،‏ وهلمّ جرّا.‏ (‏روما ١٣:‏​١،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ واكثر من ذلك،‏ يتبعون مبادئ الكتاب المقدس بالكينونة صادقين ومستقيمين؛‏ بإظهار المحبة للقريب؛‏ ببناء وحدة عائلية ادبية قوية؛‏ وبتدريب اولادهم ليكونوا مواطنين مثاليين.‏ وبهذه الطريقة يوفون «ما لقيصر لقيصر،‏ وما للّٰه للّٰه».‏ (‏لوقا ٢٠:‏٢٥؛‏ ١ بطرس ٢:‏​١٣-‏١٧‏)‏ وبما ان كلمة اللّٰه تظهر ان الدول الحكومية لهذا العالم وقتية،‏ يتهيأ شهود يهوه الآن للحياة الاكمل،‏ الحياة الحقيقية،‏ التي سيجري التمتع بها قريبا في ظل حكم ملكوت المسيح.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​١٧-‏١٩‏)‏ ومع انهم لن يشتركوا في قلب دول هذا العالم،‏ يختبر الشهود رهبة توقيرية لما تقوله كلمة اللّٰه الملهمة،‏ الكتاب المقدس،‏ في ما يتعلق بالدينونة التي يوشك يهوه ان ينفِّذها في هرمجدون.‏ —‏ اشعيا ٢٦:‏​٢٠،‏ ٢١؛‏ عبرانيين ١٢:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      الى القتال الاخير!‏

      ١٤ الى ماذا يرمز ‹السيف الطويل الماضي› الخارج من فم يسوع؟‏

      ١٤ وبأيّ سلطة يُتِم يسوع غلبته؟‏ يعلِمنا يوحنا:‏ ‏«ومن فمه يخرج سيف طويل ماضٍ،‏ لكي يضرب به الامم،‏ وهو سيرعاهم بعصا من حديد».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٥ أ )‏ ان هذا ‹السيف الطويل الماضي› يمثِّل سلطة يسوع المعطاة من اللّٰه لاصدار الاوامر لتنفيذ الحكم في جميع الذين يرفضون ان يدعموا ملكوت اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١:‏١٦؛‏ ٢:‏١٦‏)‏ وهذا الرمز الحي يناظر كلمات اشعيا:‏ «جعل [يهوه] فمي كسيف ماضٍ،‏ وفي ظل يده خبأني.‏ جعلني سهما مسنونا».‏ (‏اشعيا ٤٩:‏٢‏)‏ هنا رمز اشعيا الى يسوع،‏ الذي ينادي بأحكام اللّٰه وينفِّذها،‏ كما بسهم لا يخطئ.‏

      ١٥ عند هذه المرحلة من الوقت،‏ مَن سيكون قد شُهِّر وأُدين بغية وسم بداية ماذا؟‏

      ١٥ عند هذه المرحلة من الوقت،‏ سيكون يسوع قد عمل اتماما لكلمات بولس:‏ «وعندئذ يُكشَف المتعدي على الشريعة،‏ الذي يقضي عليه الرب يسوع بروح فمه ويبيده باستعلان حضوره».‏ نعم،‏ لقد أُثبت حضور (‏باليونانية،‏ پارُوْسيا )‏ يسوع من السنة ١٩١٤ فصاعدا بتشهير وادانة انسان التعدي على الشريعة،‏ رجال دين العالم المسيحي.‏ وهذا الحضور سيُظهَر على نحو مؤثِّر عندما تنفِّذ القرون العشرة للوحش القرمزي اللون هذه الدينونة وتخرِّب العالم المسيحي،‏ الى جانب باقي بابل العظيمة.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏​١-‏٣،‏ ٨‏)‏ تلك ستكون بداية الضيق العظيم!‏ وبعد ذلك يحوِّل يسوع انتباهه الى ما يبقى من هيئة الشيطان،‏ انسجاما مع النبوة:‏ «يضرب الارض بعصا فمه،‏ ويميت الشرير بروح شفتيه».‏ —‏ اشعيا ١١:‏٤‏.‏

      ١٦ كيف تصف المزامير وارميا دور المحارب الملك المعيَّن من يهوه؟‏

      ١٦ ان المحارب الملك،‏ بصفته المعيَّن من يهوه،‏ سيميِّز بين اولئك الذين سينجون واولئك الذين سيموتون.‏ ويهوه،‏ اذ يتحدث نبويا الى ابن اللّٰه هذا،‏ يقول:‏ «تكسرهم [حكام الارض] بصولجان من حديد،‏ كإناء خزاف تحطمهم».‏ ويخاطب ارميا مثل هؤلاء القادة الحكوميين الفاسدين وأتباعهم،‏ قائلا:‏ «ولولوا ايها الرعاة،‏ واصرخوا!‏ وتمرغوا يا وجهاء القطيع؛‏ لأن ايامكم قد تمت للذبح وللتبديد،‏ فتسقطون كإناء نفيس!‏».‏ فمهما بدا هؤلاء الحكام كشيء نفيس للعالم الشرير،‏ فإن ضربة واحدة من صولجان الملك الحديدي ستقضي عليهم،‏ كما لو انها تهشِّم اناء جذابا.‏ وسيكون ذلك كما تنبَّأ داود عن الرب يسوع:‏ «يرسل يهوه عصا قوتك من صهيون،‏ ويقول:‏ ‹تسلط في وسط اعدائك›.‏ يهوه عن يمينك يحطم ملوكا في يوم غضبه.‏ يدين بين الامم،‏ يكثر الجثث».‏ —‏ مزمور ٢:‏​٩،‏ ١٢؛‏ ٨٣:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ ١١٠:‏​١،‏ ٢،‏ ٥،‏ ٦؛‏ ارميا ٢٥:‏٣٤‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا اجراء تنفيذ الاحكام للمحارب الملك؟‏ (‏ب)‏ اسردوا بعض النبوات التي تظهر كم سيكون يوم غضب اللّٰه مفجعا للامم.‏

      ١٧ يَظهر هذا المحارب الملك الجبار مرة اخرى في المشهد التالي من الرؤيا:‏ ‏«ويدوس ايضا معصرة خمر غضب سخط اللّٰه القادر على كل شيء».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٥ ب )‏ في رؤيا سابقة،‏ كان يوحنا قد رأى دوس «معصرة خمر غضب اللّٰه».‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ واشعيا يصف ايضا معصرة خمر تنفيذ الاحكام،‏ ويخبر انبياء آخرون كم سيكون يوم غضب اللّٰه مفجعا لجميع الامم.‏ —‏ اشعيا ٢٤:‏​١-‏٦؛‏ ٦٣:‏​١-‏٤؛‏ ارميا ٢٥:‏​٣٠-‏٣٣؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ صفنيا ٣:‏٨؛‏ زكريا ١٤:‏​٣،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ رؤيا ٦:‏​١٥-‏١٧‏.‏

      ١٨ ماذا يكشف النبي يوئيل في ما يتعلق بإدانة يهوه جميع الامم؟‏

      ١٨ يقرن النبي يوئيل معصرة الخمر بمجيء يهوه ‹ليدين الامم المحيطة›.‏ ويهوه هو مَن يصدر الامر دون شك الى الديان المعاون المعيَّن من قبله،‏ يسوع،‏ وجيوشه السماوية:‏ «أعمِلوا المنجل،‏ لأن الحصاد قد نضج.‏ تعالوا وانزلوا،‏ لأن معصرة الخمر قد امتلأت.‏ فاضت حياض المعاصر لأن شرهم قد كثر.‏ جماهير جماهير في منخفض وادي القضاء،‏ لأن يوم يهوه قريب في منخفض وادي القضاء.‏ الشمس والقمر يظلمان،‏ والنجوم تمنع ضياءها.‏ ويهوه من صهيون يزأر،‏ ومن اورشليم يطلق صوته.‏ فتتزلزل السماء والارض.‏ لكن يهوه يكون ملجأ لشعبه،‏ وحصنا لبني اسرائيل.‏ فتعرفون اني انا يهوه إلهكم».‏ —‏ يوئيل ٣:‏​١٢-‏١٧‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ كيف ستجري الاجابة عن السؤال المطروح في ١ بطرس ٤:‏١٧‏؟‏ (‏ب)‏ اي اسم مكتوب على رداء يسوع،‏ ولماذا سيتبرهن انه ملائم؟‏

      ١٩ سيكون ذلك حقا يوم دينونة للامم والبشر العصاة ولكن يوم راحة لجميع الذين جعلوا يهوه والمحارب الملك الذي له ملجأهم!‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٩‏)‏ والدينونة التي ابتدأت من بيت اللّٰه في السنة ١٩١٨ ستكون قد وصلت الى ذروتها،‏ مجيبة عن السؤال في ١ بطرس ٤:‏١٧‏:‏ «ما هي نهاية الذين لا يطيعون بشارة اللّٰه؟‏».‏ والظافر المجيد سيكون قد داس معصرة الخمر الى النهاية،‏ مظهرا انه المرفَّع الذي يقول عنه يوحنا:‏ ‏«وله على ردائه،‏ اي على فخذه،‏ اسم مكتوب:‏ ملك الملوك ورب الارباب».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٦ ‏)‏ لقد تبرهن انه أقدر بكثير من ايّ حاكم ارضي،‏ ايّ ملك او رب بشري.‏ فكرامته وبهاؤه فائقان.‏ وقد ركب «من اجل الحق والتواضع والبر» وانتصر انتصارا دائما!‏ (‏مزمور ٤٥:‏٤‏)‏ وعلى ردائه المرشوش بالدم مكتوب الاسم الذي وهبه اياه السيد الرب يهوه،‏ الذي هو مبرِّئه!‏

      مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة

      ٢٠ كيف يصف يوحنا «مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة»،‏ مما يذكِّر بأية نبوة ابكر،‏ ولكن مماثلة؟‏

      ٢٠ في رؤيا حزقيال،‏ بعد دمار جمهور جوج،‏ تُدعى الطيور والوحوش الى وليمة!‏ فهي تخلِّص وجه الارض من الجيف بأكل جثث اعداء يهوه.‏ (‏حزقيال ٣٩:‏​١١،‏ ١٧-‏٢٠‏)‏ وكلمات يوحنا التالية تذكِّر على نحو حيوي بتلك النبوة الابكر:‏ ‏«رأيت ايضا ملاكا واقفا في الشمس،‏ فصرخ بصوت عال وقال لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء:‏ ‹تعالي اجتمعي الى مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة،‏ لتأكلي لحوم ملوك ولحوم قواد جند ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها،‏ ولحوم الكل،‏ احرار وعبيد وصغار وكبار›».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٢١ الى ماذا يشير (‏أ)‏ ‹وقوف الملاك في الشمس›؟‏ (‏ب)‏ واقع ان الاموات يُتركون مطروحين على وجه الارض؟‏ (‏ج)‏ قائمة اولئك الذين تُترك جيفهم مطروحة على الارض؟‏ (‏د)‏ التعبير «مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة»؟‏

      ٢١ ان الملاك ‹واقف في الشمس›،‏ مركز مطلّ للفت انتباه الطيور.‏ وهو يدعوها الى التهيُّؤ لتَتَّخم من لحم اولئك الذين يوشك ان يقتلهم المحارب الملك وجيوشه السماوية.‏ وواقع ان الاموات سيُتركون على وجه الارض يشير الى انهم سيموتون في خزي علني.‏ ومثل ايزابل قديما،‏ لن ينالوا دفنا مشرِّفا.‏ (‏٢ ملوك ٩:‏​٣٦،‏ ٣٧‏)‏ وقائمة اولئك الذين تُترك جيفهم مطروحة هناك تظهر مدى الدمار:‏ ملوك،‏ قواد جند،‏ اقوياء،‏ احرار،‏ وعبيد.‏ لا استثناءات.‏ فكل اثر اخير للعالم المتمرد على يهوه سيباد.‏ وبعد ذلك لن يكون هنالك بحر مضطرب من البشرية المشوَّشة في ما بعد.‏ (‏رؤيا ٢١:‏١‏)‏ هذه هي «مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة»،‏ لان يهوه هو الذي يدعو الطيور لتشترك فيها.‏

      ٢٢ كيف يوجز يوحنا سير الحرب الاخيرة؟‏

      ٢٢ يوجز يوحنا سير الحرب الاخيرة:‏ ‏«ورأيت الوحش وملوك الارض وجيوشهم مجتمعين ليخوضوا الحرب ضد الجالس على الفرس وضد جيشه.‏ فأُمسك الوحش،‏ ومعه النبي الدجال الذي صنع قدامه الآيات التي بها اضل الذين نالوا سمة الوحش والذين يؤدون العبادة لصورته.‏ وطُرح كلاهما حيَّين في بحيرة النار المتقدة بالكبريت.‏ وقُتل الباقون بالسيف الطويل للجالس على الفرس،‏ السيف الخارج من فمه.‏ وشبعت جميع الطيور من لحومهم».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١٩‏-‏٢١‏.‏

      ٢٣ (‏أ)‏ بأي معنى يجري خوض «حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ اي تحذير فشل «ملوك الارض» في الاصغاء اليه،‏ وبأية عاقبة؟‏

      ٢٣ بعد سكب الجام السادس لسخط يهوه،‏ اخبر يوحنا ان «ملوك المسكونة بأسرها» جمعتهم الدعاية الشيطانية «الى حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء».‏ وهذه يجري خوضها في هرمجدون —‏ ليست موقعا حرفيا،‏ ولكنها الحالة العالمية التي تقتضي تنفيذ دينونة يهوه.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١٢،‏ ١٤،‏ ١٦‏)‏ ويرى يوحنا الآن خطوط القتال.‏ واذ يصطفون ضد اللّٰه،‏ يكون هنالك جميع «ملوك الارض وجيوشهم».‏ لقد رفضوا بعناد ان يذعنوا لمَلك يهوه.‏ وقد اعطاهم تحذيرا عادلا في الرسالة الملهمة:‏ «قبِّلوا الابن لئلا يشتد غضبه [يهوه] فتبيدوا من الطريق».‏ واذ لم يذعنوا لحكم المسيح،‏ يجب ان يموتوا.‏ —‏ مزمور ٢:‏١٢‏.‏

      ٢٤ (‏أ)‏ اية دينونة تُنفَّذ في الوحش والنبي الدجال،‏ وبأي معنى لا يزالان «حيَّين»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان تكون «بحيرة النار» مجازية؟‏

      ٢٤ ان الوحش الصاعد من البحر ذا الرؤوس السبعة والقرون العشرة،‏ اذ يمثِّل هيئة الشيطان السياسية،‏ يدمَّر دمارا تامًّا،‏ ويمضي معه النبي الدجال،‏ الدولة العالمية السابعة.‏ (‏رؤيا ١٣:‏​١،‏ ١١-‏١٣؛‏ ١٦:‏١٣‏)‏ وبينما لا يزالان «حيَّين»،‏ او لا يزالان عاملين في مقاومتهما المتحدة لشعب اللّٰه على الارض،‏ يُطرحان في «بحيرة النار».‏ وهل هذه بحيرة نار حرفية؟‏ كلا،‏ كما ان الوحش والنبي الدجال ليسا حيوانين حرفيين.‏ فهي بالاحرى رمز الى الدمار الاخير التام،‏ مكان اللاعودة.‏ وهنا سيُطرح لاحقا الموت وهادس،‏ اضافة الى ابليس نفسه.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏​١٠،‏ ١٤‏)‏ وهي بالتأكيد ليست جحيم عذاب ابدي للاشرار،‏ لان فكرة مكان كهذا مكرهة عند يهوه.‏ —‏ ارميا ١٩:‏٥؛‏ ٣٢:‏٣٥؛‏ ١ يوحنا ٤:‏​٨،‏ ١٦‏.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ مَن هم الذين ‹يُقتلون بالسيف الطويل للجالس على الفرس›؟‏ (‏ب)‏ هل يجب ان نتوقع ان ايّا من الذين ‹يُقتلون› سينال قيامة؟‏

      ٢٥ وجميع الآخرين الذين لم يكونوا مباشرة جزءا من الحكومة،‏ بل كانوا مع ذلك جزءا غير قابل للاصلاح من عالم الجنس البشري الفاسد هذا،‏ هم كذلك ‹يُقتلون بالسيف الطويل للجالس على الفرس›.‏ فسيعلن يسوع استحقاقهم للموت.‏ وبما انه في حالتهم لا تُذكر بحيرة النار،‏ هل يجب ان نتوقع ان ينالوا قيامة؟‏ لا يجري اخبارنا في ايّ مكان ان الذين ينفِّذ فيهم الديَّان المعيَّن من يهوه الحكم في ذلك الحين سيقامون.‏ وكما ذكر يسوع نفسه،‏ ان جميع الذين ليسوا ‹خرافا› يمضون «الى النار الابدية المهيأة لإبليس وملائكته»،‏ اي «الى قطع ابدي».‏ (‏متى ٢٥:‏​٣٣،‏ ٤١،‏ ٤٦‏)‏ ويكون ذلك ذروة «يوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٧؛‏ ناحوم ١:‏​٢،‏ ٧-‏٩؛‏ ملاخي ٤:‏١‏.‏

      ٢٦ اذكروا باختصار نتيجة هرمجدون.‏

      ٢٦ بهذه الطريقة،‏ تنتهي كل هيئة الشيطان الارضية.‏ وتكون «السماء الاولى» للحكم السياسي قد زالت.‏ و «الارض»،‏ النظام الدائم حسب الظاهر الذي بناه الشيطان على مر القرون،‏ تكون الآن مدمَّرة تماما.‏ و «البحر»،‏ جمهور البشرية الشريرة المضاد ليهوه،‏ لا يكون من بَعد.‏ (‏رؤيا ٢١:‏١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٠‏)‏ ولكن،‏ ماذا يخبئ يهوه للشيطان نفسه؟‏ يتابع يوحنا ليخبرنا.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة