-
رسالة حلوة ومرَّةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٤
رسالة حلوة ومرَّة
الرؤيا ٦ — رؤيا ١٠:١–١١:١٩
الموضوع: رؤيا الدَّرْج الصغير؛ اختبارات الهيكل؛ النفخ في البوق السابع
وقت الاتمام: من تتويج يسوع في السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم
١، ٢ (أ) ماذا انتج الويل الثاني، ومتى يُعلَن انتهاء هذا الويل؟ (ب) مَن يراه يوحنا الآن نازلا من السماء؟
الويل الثاني كان مخرِّبا. لقد ضرب العالم المسيحي وقادته، «ثلث الناس»، الذين يجري تشهيرهم على هذا النحو بصفتهم امواتا روحيا. (رؤيا ٩:١٥) ولا بد ان يوحنا تساءل بعد ذلك عما يمكن ان يجلبه الويل الثالث. ولكن انتظروا! الويل الثاني لم ينتهِ بعد — ليس قبل وصولنا الى النقطة المسجَّلة في رؤيا ١١:١٤. فقبل ذلك يجب ان يشهد يوحنا تحوُّلا في الحوادث التي يقوم هو نفسه بدور فعَّال فيها. ويبدأ ذلك بمشهد يوحي بالرهبة:
٢ «ورأيت ملاكا آخر قويا نازلا من السماء، متسربلا بسحابة، وعلى رأسه قوس قزح، ووجهه كالشمس، ورجلاه كعمودين من نار». — رؤيا ١٠:١.
٣ (أ) مَن هو ‹الملاك القوي›؟ (ب) ما هو مغزى قوس قزح على رأسه؟
٣ مَن هو هذا ‹الملاك القوي›؟ من الواضح انه يسوع المسيح الممجَّد في دور آخر. وهو متسربل بسحابة الخفاء، التي تذكِّرنا بكلمات يوحنا الابكر عن يسوع: «ها هو يأتي مع السحب، وستراه كل عين، والذين طعنوه». (رؤيا ١:٧؛ قارنوا متى ١٧:٢-٥.) وقوس قزح التي على رأسه تذكِّرنا برؤيا يوحنا الابكر لعرش يهوه، الذي يحيط به «قوس قزح منظره مثل الزمرد». (رؤيا ٤:٣؛ قارنوا حزقيال ١:٢٨.) وقوس قزح هذا يشير الى الصفاء والسلام اللذين يحيطان بعرش اللّٰه. وبالطريقة عينها، فإن قوس قزح هذا على رأس الملاك يثبت هويته كرسول سلام خصوصي، «رئيس السلام» المنبإ به الذي ليهوه. — اشعيا ٩:٦، ٧.
٤ على ماذا يدل (أ) كون وجه الملاك القوي «كالشمس»؟ (ب) كون رجلي الملاك «كعمودين من نار»؟
٤ ان وجه الملاك القوي كان «كالشمس». وفي وقت ابكر، في رؤياه ليسوع في الهيكل الالهي، لاحظ يوحنا ان وجه يسوع كان «كالشمس وهي تضيء في أشد وهجها». (رؤيا ١:١٦) ويسوع، بصفته «شمس البر»، يشرق والشفاء في اجنحته لفائدة اولئك الذين يخافون اسم يهوه. (ملاخي ٤:٢) وليس فقط وجه هذا الملاك بل رجلاه ايضا مجيدتان، «كعمودين من نار». ووقفته الثابتة هي وقفة مَن دفع اليه يهوه «كل سلطة في السماء وعلى الارض». — متى ٢٨:١٨؛ رؤيا ١:١٤، ١٥.
٥ ماذا يرى يوحنا في يد الملاك القوي؟
٥ ويلاحظ يوحنا ايضا: «ومعه في يده دَرْج صغير مفتوح. فوضع رجله اليمنى على البحر، واليسرى على الارض». (رؤيا ١٠:٢ ) دَرْج آخر؟ نعم، ولكن هذه المرة غير مختوم. ومع يوحنا يمكننا ان نتوقع ان نرى سريعا انكشافات مثيرة اضافية. ولكن، اولا، نُعطى خلفية ما سيتبع.
٦ (أ) لماذا من الملائم ان تكون رجلا يسوع على الارض والبحر؟ (ب) متى تمَّ كاملا المزمور ٨:٥-٨؟
٦ لنرجع الى وصف يسوع. ان رجليه الناريتين هما على الارض والبحر، اللذين يمارس عليهما الآن سلطة كاملة. وذلك كما هو مذكور في المزمور النبوي: «[انت يا يهوه] وضعته [يسوع] قليلا عن الآلهة، وبمجد وبهاء توَّجته. تُسلِّطه على اعمال يديك. جعلتَ كل شيء تحت قدميه: الغنم والبقر كلها، وبهائم الحقل ايضا، طيور السماء وسمك البحر، كل ما يجتاز سبل البحار». (مزمور ٨:٥-٨؛ انظروا ايضا عبرانيين ٢:٥-٩.) وقد تمَّ هذا المزمور كاملا في السنة ١٩١٤ عندما نُصِّب يسوع ملكا لملكوت اللّٰه وابتدأ وقت النهاية. وهكذا فإن ما يراه يوحنا هنا في الرؤيا ينطبق منذ تلك السنة. — مزمور ١١٠:١-٦؛ اعمال ٢:٣٤-٣٦؛ دانيال ١٢:٤.
الرعود السبعة
٧ بأية طريقة يصرخ الملاك القوي، وما هو مغزى صراخه؟
٧ ان تأمل يوحنا في هذا الملاك القوي يقاطعه الملاك نفسه: «وصرخ [الملاك] بصوت عالٍ كأن اسدا يزأر. ولما صرخ اطلقت الرعود السبعة اصواتها». (رؤيا ١٠:٣ ) وصياح شديد كهذا يستأسر انتباه يوحنا، مؤكِّدا ان يسوع هو حقا «الاسد الذي من سبط يهوذا». (رؤيا ٥:٥) ويوحنا يدرك كذلك انه يقال احيانا عن يهوه ايضا انه «يزأر». وزئير يهوه نبويا يعلن اعادة تجميع اسرائيل الروحي ومجيء «يوم يهوه» المدمِّر. (هوشع ١١:١٠؛ يوئيل ٣:١٤، ١٦؛ عاموس ١:٢؛ ٣:٧، ٨) من الواضح، اذًا، ان الصراخ الشبيه بصوت الأسد لهذا الملاك القوي ينبئ بحوادث مماثلة عظيمة للبحر والارض. وهو يدعو الرعود السبعة الى التكلم.
٨ ما هي ‹اصوات الرعود السبعة›؟
٨ كان يوحنا قد سمع سابقا رعودا تنبثق من عرش يهوه عينه. (رؤيا ٤:٥) وقديما في ايام داود، جرى التكلم احيانا عن الرعد الحرفي بصفته «صوت يهوه». (مزمور ٢٩:٣) وعندما اعلن يهوه على نحو مسموع قصده ان يمجد اسمه في ايام خدمة يسوع الارضية، بدا ذلك لكثيرين كالرعد. (يوحنا ١٢:٢٨، ٢٩) لذلك من المنطقي ان نستنتج ان ‹اصوات الرعود السبعة› هي تعبير خاص ليهوه عن مقاصده. والواقع ان هنالك «سبعة» رعود يقترح تمام ما سمعه يوحنا.
٩ بماذا يأمر صوت من السماء؟
٩ ولكن أَصغوا! صوت آخر يدوّي. وهو يصدر امرا لا بد انه يبدو غريبا ليوحنا: «ولما تكلمت الرعود، هممت بأن اكتب، غير اني سمعت صوتا من السماء يقول: ‹اختم على ما تكلمَت به الرعود السبعة، ولا تكتبه›». (رؤيا ١٠:٤ ) لا بد ان يوحنا كان متشوِّقا الى سماع وتسجيل الرسائل الراعدة هذه، كما ينتظر صف يوحنا اليوم بتوق ان يفصح يهوه عن مقاصده الالهية للنشر. ان اعلانات كهذه تأتي فقط في وقت يهوه المعيَّن. — لوقا ١٢:٤٢؛ انظروا ايضا دانيال ١٢:٨، ٩.
اتمام السرّ المقدس
١٠ بمَن يحلف الملاك القوي، وعلى ايّ قول؟
١٠ وفي خلال هذا الوقت، لدى يهوه مهمة اخرى ليوحنا. فبعد ان دوَّت الرعود السبعة، يتكلم الملاك القوي ثانية: «والملاك الذي رأيته واقفا على البحر وعلى الارض رفع يده اليمنى الى السماء، وحلف بالحي الى ابد الآبدين، الذي خلق السماء وما فيها والارض وما فيها والبحر وما فيه: ‹لا يكون تأخير بعد›». (رؤيا ١٠:٥، ٦ ) فبمَن يحلف الملاك القوي؟ لا يحلف يسوع الممجَّد بنفسه، بل بأسمى سلطة على الاطلاق، يهوه، الخالق الخالد للسموات والارض. (اشعيا ٤٥:١٢، ١٨) وبهذا الحلف، يطمئن الملاك يوحنا انه لن يكون هنالك تأخير بعدُ من جهة اللّٰه.
١١، ١٢ (أ) ماذا عناه ان «لا يكون تأخير بعدُ»؟ (ب) ماذا يتمّ؟
١١ ان الكلمة اليونانية المترجمة هنا «تأخير» هي خرونوس، التي تعني حرفيا «زمان». وهكذا شعر البعض بأن اعلان الملاك هذا يجب ان يترجَم: «لا يكون الزمان بعد»، كما لو ان الزمان كما نعرفه سينتهي. لكنَّ الكلمة خرونوس هنا تُستخدم دون اداة تعريف. لذلك لا تعني الزمان عموما وإنما بالاحرى «زمانا» او «فترة من الزمان». وبكلمات اخرى، لن تكون هنالك فترة من الزمان (او، تأخير) بعدُ من قِبل يهوه. وثمة فعل يوناني مشتق من خرونوس يُستعمل ايضا في عبرانيين ١٠:٣٧، حيث يكتب بولس، مقتبسا من حبقوق ٢:٣، ٤، ان «الآتي . . . لا يتأخر».
١٢ «لا . . . تأخير بعدُ» — كم تروق هذه الكلمات صف يوحنا المسن اليوم! فمن اية ناحية لا يكون تأخير؟ يعلِمنا يوحنا: «بل في ايام تصويت الملاك السابع، متى اوشك ان ينفخ في بوقه، يتمّ سرّ اللّٰه المقدس على حسب ما بشر به عبيده الانبياء». (رؤيا ١٠:٧ ) ان وقت يهوه قد حان لجلب سرّه المقدَّس الى ذروته السعيدة، بنجاح مجيد!
١٣ ما هو سرّ اللّٰه المقدَّس؟
١٣ فما هو هذا السرّ المقدَّس؟ انه يشمل النسل الموعود به اولا في عدن، الذي تبيَّن انه يسوع المسيح بشكل رئيسي. (تكوين ٣:١٥؛ ١ تيموثاوس ٣:١٦) وله علاقة ايضا بهوية المرأة التي منها يخرج النسل. (اشعيا ٥٤:١؛ غلاطية ٤:٢٦-٢٨) وأيضا، يشتمل على الاعضاء الثانويين لصف النسل والملكوت الذي يحكم فيه النسل. (لوقا ٨:١٠؛ افسس ٣:٣-٩؛ كولوسي ١:٢٦، ٢٧؛ ٢:٢؛ رؤيا ١:٥، ٦) والبشارة عن هذا الملكوت السماوي الفريد يجب ان يُكرز بها في كل الارض في اثناء وقت النهاية. — متى ٢٤:١٤.
١٤ لماذا يرتبط الويل الثالث بملكوت اللّٰه؟
١٤ بالتاكيد، هذا هو افضل الاخبار على الاطلاق. ومع ذلك، في رؤيا ١١:١٤، ١٥، يكون الويل الثالث مرتبطا بالملكوت. ولماذا؟ لأنه بالنسبة الى افراد الجنس البشري الذين يفضِّلون نظام اشياء الشيطان، يكون التبويق بالبشارة بأن سرّ اللّٰه المقدَّس يتمّ — اي ان ملكوت اللّٰه المسيّاني هو هنا — خبرا متَّسما بالويل. (قارنوا ٢ كورنثوس ٢:١٦.) فهو يعني ان الترتيب العالمي الذي يحبونه كثيرا جدا سيدمَّر قريبا. وأصوات الرعود السبعة التي تحتوي على تحذيرات عاصفة منذرة بالسوء كهذه تصير أوضح وأعلى باقتراب يوم انتقام يهوه العظيم. — صفنيا ١:١٤-١٨.
الدَّرْج المفتوح
١٥ ماذا يخبر الصوت من السماء والملاك القوي يوحنا، وما هو التأثير في يوحنا؟
١٥ بينما ينتظر يوحنا النفخ في البوق السابع هذا واتمام سرّ اللّٰه المقدَّس، يُعطى تعيينا اضافيا: «والصوت الذي سمعته من السماء عاد يكلمني ويقول: ‹اذهب، خذ الدَّرْج المفتوح الذي في يد الملاك الواقف على البحر وعلى الارض›. فذهبت الى الملاك وقلت له ان يعطيني الدَّرْج الصغير. فقال لي: ‹خذه وكله، فيجعل جوفك مرا، اما في فمك فيكون حلوا كالعسل›. فأخذت الدَّرْج الصغير من يد الملاك وأكلته، فكان في فمي حلوا كالعسل. ولكن لما اكلته، صار جوفي مرا. وقالا لي: ‹لا بد لك ان تتنبأ ثانية عن شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين›». — رؤيا ١٠:٨-١١.
١٦ (أ) كيف كان لحزقيال اختبار مماثل لذاك الذي ليوحنا؟ (ب) لماذا كان طعم الدَّرْج الصغير حلوا بالنسبة الى يوحنا، ولكن لماذا كان مرّ الهضم؟
١٦ ان اختبار يوحنا هو بالاحرى مماثل لذاك الذي للنبي حزقيال في اثناء سبيه في ارض بابل. فهو ايضا أُمر بأن يأكل دَرْجا كان طعمه حلوا في فمه. ولكن عندما ملأ معدته، جعله مسؤولا عن الإنباء بأمور مرَّة لبيت اسرائيل المتمرد. (حزقيال ٢:٨–٣:١٥) والدَّرْج المفتوح الذي يعطيه يسوع المسيح الممجَّد ليوحنا هو بشكل مشابه رسالة الهية. فيجب ان يكرز يوحنا بشأن «شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين». ان التغذّي بهذا الدَّرْج هو حلو بالنسبة اليه لأنه من مصدر الهي. (قارنوا مزمور ١١٩:١٠٣؛ ارميا ١٥:١٥، ١٦.) لكنه يجده مرّ الهضم لأنه — كما كانت الحال مع حزقيال سابقا — ينبئ بأمور كريهة للبشر المتمردين. — مزمور ١٤٥:٢٠.
١٧ (أ) مَن هما اللذان يأمران يوحنا بأن يتنبأ «ثانية»، وماذا يعني ذلك؟ (ب) متى كانت ستتم الصورة المؤثرة التي رآها يوحنا؟
١٧ واللذان يأمران يوحنا بأن يتنبأ ايضا هما دون شك يهوه اللّٰه ويسوع المسيح. وعلى الرغم من نفيه في جزيرة بطمس، فقد تنبأ يوحنا بشأن شعوب، امم، ألسنة، وملوك من خلال المعلومات المسجَّلة حتى الآن في سفر الرؤيا. والكلمة «ثانية» تعني انه يجب ان يكتب وينشر باقي المعلومات المسجَّلة في سفر الرؤيا. ولكن تذكَّروا ان يوحنا هنا يساهم فعلا في الرؤيا النبوية. وما يسجِّله هو، في الواقع، نبوة كانت ستتم بعد السنة ١٩١٤، عندما يتخذ الملاك القوي وضعيته جاعلا رجليه على الارض وعلى البحر. اذًا، ماذا تعني هذه الصورة المؤثرة لصف يوحنا اليوم؟
الدَّرْج الصغير اليوم
١٨ في بداية يوم الرب، ايّ اهتمام اظهره صف يوحنا بسفر الرؤيا؟
١٨ ان ما يراه يوحنا يرمز على نحو رائع الى اختبار صف يوحنا في بداية يوم الرب. ففهمهم لمقاصد يهوه، بما فيها المعنى الضمني للرعود السبعة، كان آنذاك غير تام. إلا انه كان لديهم اهتمام عميق بسفر الرؤيا، وتشارلز تاز رصل كان قد علَّق على اجزاء عديدة منه في اثناء حياته. وبعد موته في السنة ١٩١٦، جُمع الكثير من كتاباته ونُشر في كتاب بعنوان السر المنتهي. ولكن، على مر الوقت، تبيَّن ان هذا الكتاب ليس كافيا كشرح لسفر الرؤيا. وكان يجب على بقية اخوة المسيح ان ينتظروا مدة اطول، حتى يبدأ اتمام الرؤى، من اجل فهم دقيق لهذا السجل الملهم.
١٩ (أ) كيف استخدم يهوه صف يوحنا حتى قبل ان تُنشر كاملا اصوات الرعود السبعة؟ (ب) متى أُعطي صف يوحنا الدَّرْج الصغير المفتوح، وماذا عنى ذلك لهم؟
١٩ ومع ذلك، كيوحنا، استخدمهم يهوه حتى قبل ان تُنشر كاملا اصوات الرعود السبعة. فقد كرزوا باجتهاد طوال ٤٠ سنة قبل ١٩١٤، وصارعوا للبقاء نشاطى في اثناء الحرب العالمية الاولى. وتبيَّن انهم الاشخاص الذين، عندما وصل السيد، وُجدوا وهم يعطون خدم البيت الطعام في حينه. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) وهكذا، في السنة ١٩١٩، كانوا الاشخاص الذين أُعطوا الدَّرْج الصغير المفتوح — اي رسالة مفتوحة ليكرزوا بها للجنس البشري. وكحزقيال كانت لديهم رسالة لهيئة غير امينة — العالم المسيحي — ادَّعت انها تخدم اللّٰه ولكنها، في الواقع، لم تكن كذلك. وكيوحنا كان عليهم ان يكرزوا بالمزيد بشأن «شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين».
٢٠ ماذا مثَّل اكلُ يوحنا الدَّرْج؟
٢٠ وأكلُ يوحنا الدَّرْج مثَّل ان اخوة يسوع قبلوا هذا التعيين. وقد صار جزءا منهم الى درجة انهم اقترنوا الآن بهذا القسم من كلمة اللّٰه الملهمة، مستمدين التغذية منه. ولكنَّ ما وجب عليهم ان يكرزوا به احتوى على تعابير عن دينونة يهوه كانت غير لذيذة المذاق لكثيرين من الجنس البشري. لقد تضمَّن فعلا الضربات المنبأ بها في الرؤيا الاصحاح ٨. ولكن كان حلوا للمسيحيين المخلصين هؤلاء ان يعرفوا هذه الاحكام وأن يدركوا ان يهوه يستخدمهم ثانية في المناداة بها. — مزمور ١٩:٩، ١٠.
٢١ (أ) كيف تصير رسالة الدَّرْج الصغير حلوة ايضا للجمع الكثير؟ (ب) لماذا تكون البشارة اخبارا رديئة للمقاومين؟
٢١ وفي حينه صارت رسالة هذا السفر حلوة ايضا لـ «جمع كثير . . . من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة» وُجدوا وهم يتنهدون على المكاره التي يرونها تُصنع في العالم المسيحي. (رؤيا ٧:٩؛ حزقيال ٩:٤) وهؤلاء ايضا ينادون بجد بالبشارة، مستعملين كلمات نعمة حلوة ليصفوا تدبير يهوه الرائع للمسيحيين المشبَّهين بالخراف. (مزمور ٣٧:١١، ٢٩؛ كولوسي ٤:٦) ولكنها اخبار رديئة للمقاومين. ولماذا؟ انها تعني ان النظام الذي يثقون به — والذي ربما جلب لهم ايضا اكتفاء عابرا — يجب ان يولّي. فبالنسبة اليهم تعني البشارة دينونة. — فيلبي ١:٢٧، ٢٨؛ قارنوا تثنية ٢٨:١٥؛ ٢ كورنثوس ٢:١٥، ١٦.
-
-
اعادة احياء الشاهدينالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[الاطار في الصفحة ١٦٨]
الشماتة المشار اليها في الرؤيا ١١:١٠
في كتابه كارزون يقدِّمون اسلحة، الصادر في ١٩٣٣، يشير راي ه. ابرامز الى مقاومة رجال الدين المرَّة لكتاب تلاميذ الكتاب المقدس السر المنتهي. وهو يراجع محاولات رجال الدين ان يتخلَّصوا من تلاميذ الكتاب المقدس و ‹اقناعهم المهلك›. وقد أدّى ذلك الى دعوى قضائية سبَّبت الحكم على ج. ف. رذرفورد وسبعة رفقاء بسنوات طويلة من السجن. ويضيف الدكتور ابرامز: «ان تحليلا لكامل القضية يقود الى الاستنتاج ان الكنائس ورجال الدين كانوا من حيث الاصل وراء الحركة لقمع الرصليين. وفي كندا، في شباط ١٩١٨، بدأ القسوس حملة نظامية ضدهم وضد مطبوعاتهم، وخصوصا السر المنتهي. ووفقا لـ تريبيون وينِّيپيڠ، . . . اعتُقد ان ‹شكاوى رجال الدين› سبَّبت بشكل مباشر منع انتشار كتابهم».
يتابع الدكتور ابرامز: «عندما وصلت أخبار الحكم بعشرين سنة الى محرري الصحافة الدينية، فإن كل واحدة من هذه المطبوعات، كبيرة وصغيرة، شمتت بهم. وكنت عاجزا عن اكتشاف اية كلمات عطف في ايّ من الصحف الدينية التقليدية. ‹لا يمكن ان يوجد شك›، استنتج أپتون سينكلير، ان ‹الاضطهاد . . . نشأ جزئيا من واقع انهم ربحوا بغض الهيئات الدينية «التقليدية»›. وما فشلت الجهود المشتركة للكنائس في فعله يبدو ان الحكومة الآن تنجح في انجازه عنهم». وبعد اقتباس التعليقات الازدرائية لعدد من المطبوعات الدينية، اشار الكاتب الى نقض القرار في محكمة الاستئناف ولاحظ: «لقد استُقبل قرار المحلَّفين هذا بالصمت في الكنائس».
-
-
اعادة احياء الشاهدينالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٥
اعادة احياء الشاهدين
١ الى فعل ماذا يدعو الملاك القوي يوحنا؟
قبل ان يولِّي الويل الثاني اخيرا، يدعو الملاك القوي يوحنا ان يشترك في عرض نبوي آخر، وهذا له علاقة بالهيكل. (رؤيا ٩:١٢؛ ١٠:١) وإليكم ما يخبر به يوحنا: «وأُعطيتُ قصبة مثل عصا وقيل لي: ‹قُم وقِس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدِّمون العبادة فيه». — رؤيا ١١:١.
مقدس الهيكل
٢ (أ) اي مقدس هيكل سيبقى حتى يومنا؟ (ب) مَن هو رئيس كهنة مقدس الهيكل، وما هو قدس اقداسه؟
٢ ان الهيكل المذكور هنا لا يمكن ان يكون ايّ هيكل حرفي في اورشليم، لان آخر هذه دمَّره الرومان في السنة ٧٠ بم. لكنَّ الرسول بولس اظهر انه حتى قبل ذلك الدمار، ظهر هنالك مقدس هيكل آخر كان سيبقى حتى يومنا. هذا هو الهيكل الروحي العظيم الذي تمَّم النماذج النبوية التي زوَّدها المسكن ولاحقا الهياكل التي بُنيت في اورشليم. انه «الخيمة الحقيقية التي نصبها يهوه لا الانسان»، ورئيس كهنته هو يسوع، الذي يصفه بولس بأنه قد «جلس في يمين عرش الجلالة في السموات». وقدس اقداسه هو موقع حضور يهوه في السماء عينها. — عبرانيين ٨:١، ٢؛ ٩:١١، ٢٤.
٣ في المسكن، ماذا مثَّله (أ) الحجاب الذي يفصل قدس الاقداس عن القدس؟ (ب) الذبائح الحيوانية؟ (ج) مذبح الذبيحة؟
٣ يشرح الرسول بولس ان حجاب المسكن، الذي يفصل قدس الاقداس عن القدس، يمثِّل جسد يسوع. وعندما ضحَّى يسوع بحياته انشق هذا الحجاب اثنين، مظهرا ان جسد يسوع لم يعُد عائقا لدخوله امام حضرة يهوه في السماء. وعلى اساس ذبيحة يسوع، فإن كهنته المعاونين الممسوحين الذين يموتون امناء كانوا سيُقبَلون ايضا، في الوقت المعيَّن، في السموات. (متى ٢٧:٥٠، ٥١؛ عبرانيين ٩:٣؛ ١٠:١٩، ٢٠) ويشير بولس ايضا الى ان ذبائح الحيوانات المستمرة في المسكن اشارت مقدَّما الى ذبيحة يسوع الواحدة لحياته البشرية الكاملة. ومذبح الذبيحة في الدار مثَّل تدبير يهوه، وفقا لمشيئته، لقبول ذبيحة يسوع من اجل ‹الكثيرين› — من الممسوحين، ولاحقا، من الخراف الاخر — «لخلاص الذين يطلبونه». — عبرانيين ٩:٢٨؛ ١٠:٩، ١٠؛ يوحنا ١٠:١٦.
٤ ماذا رُمز اليه بـ (أ) القدس؟ (ب) الدار الداخلية؟
٤ من هذه المعلومات الملهمة الهيا، يمكننا ان نستنتج ان القدس في المسكن يرمز الى حالة مقدسة يتمتع بها المسيح اولا ثم الاعضاء الممسوحون للكهنوت الملكي المؤلف من ٠٠٠,١٤٤ فيما لا يزالون على الارض، قبل الدخول عبر «الحجاب». (عبرانيين ٦:١٩، ٢٠؛ ١ بطرس ٢:٩) انه يمثِّل جيدا تبنِّيهم كأبناء روحيين للّٰه، تماما كما اعترف اللّٰه بأن يسوع هو ابنه بعد معمودية يسوع في الاردن في السنة ٢٩ بم. (لوقا ٣:٢٢؛ روما ٨:١٥) وماذا عن الدار الداخلية، الجزء الوحيد من المسكن الظاهر للاسرائيليين غير الكهنوتيين والمكان الذي كانت تُقدَّم فيه الذبائح؟ ان هذه تمثِّل الموقف الكامل للانسان يسوع الذي اهَّله لتقديم حياته عن الجنس البشري. وتمثِّل ايضا الموقف البار كقديسين، المنسوب على اساس ذبيحة يسوع، الذي يتمتع به أتباعه الممسوحون وهم على الارض.a — روما ١:٧؛ ٥:١.
قياس مقدس الهيكل
٥ في نبوات الاسفار العبرانية، ماذا لُمِّح اليه بـ (أ) قياس اورشليم؟ (ب) قياس هيكل حزقيال الرؤيوي؟
٥ يؤمر يوحنا بأن ‹يقيس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدمون العبادة فيه›. فالى ماذا يلمِّح ذلك؟ في نبوات الاسفار العبرانية، زوَّد مثل هذا القياس ضمانا ان العدل سيقدَّم على اساس مقاييس يهوه الكاملة. ففي ايام الملك الشرير منسى، شهد قياس اورشليم النبوي لدينونة دمار غير قابلة للتغيير على هذه المدينة. (٢ ملوك ٢١:١٣؛ المراثي ٢:٨) ولكن، لاحقا، عندما رأى ارميا اورشليم تقاس، اكَّد ذلك ان المدينة سيعاد بناؤها. (ارميا ٣١:٣٩؛ انظروا ايضا زكريا ٢:٢-٨.) وكذلك فان القياس الواسع والمفصَّل للهيكل الرؤيوي الذي شاهده حزقيال كان ضمانا للمسبيين اليهود في بابل ان العبادة الحقة ستُردّ في موطنهم. وكان ايضا مذكِّرا بأنه، نظرا الى ذنوبهم، كان على اسرائيل ان يبلغوا مستوى مقاييس اللّٰه المقدسة. — حزقيال ٤٠:٣، ٤؛ ٤٣:١٠.
٦ لأي شيء يكون امر يوحنا بأن يقيس مقدس الهيكل والكهنة الذين يقدمون العبادة فيه علامة؟ أَوضحوا.
٦ لذلك، عندما يؤمر يوحنا بأن يقيس مقدس الهيكل والكهنة الذين يقدمون العبادة فيه، يكون ذلك علامة انه لا شيء يمكن ان يحول دون اتمام مقاصد يهوه المتعلقة بترتيب الهيكل واولئك المقترنين به، وأن هذه المقاصد تقترب من ذروتها. والآن اذ يوضع كل شيء، تحت قدمي ملاك يهوه القوي، يحين الوقت لأن يصير «جبل بيت يهوه . . . ثابتا فوق رؤوس الجبال». (اشعيا ٢:٢-٤) فعبادة يهوه النقية يجب ان ترفَّع، بعد قرون من ارتداد العالم المسيحي. ويحين الوقت ايضا لان يقام الافراد من اخوة يسوع الامناء الذين ماتوا الى «قدس الاقداس». (دانيال ٩:٢٤؛ ١ تسالونيكي ٤:١٤-١٦؛ رؤيا ٦:١١؛ ١٤:٤) وآخر المختومين على الارض من «عبيد الهنا» يجب ان يقاسوا وفقا للمقاييس الالهية لكي يتأهَّلوا لمكانهم الدائم في ترتيب الهيكل كأبناء للّٰه مولودين من الروح. وصف يوحنا اليوم مدرك كاملا المقاييس المقدسة هذه ومصمِّم على بلوغ مستواها. — رؤيا ٧:١-٣؛ متى ١٣:٤١، ٤٢؛ افسس ١:١٣، ١٤؛ قارنوا روما ١١:٢٠.
دوس الدار
٧ (أ) لماذا يؤمر يوحنا بعدم قياس الدار؟ (ب) متى ديست المدينة المقدسة ٤٢ شهرا؟ (ج) كيف فشل رجال دين العالم المسيحي في التمسك بمقاييس يهوه البارة ٤٢ شهرا؟
٧ ولماذا مُنع يوحنا من قياس الدار؟ يخبرنا بهذه الكلمات: «وأما الدار التي هي خارج مقدس الهيكل، فاطرحْها خارجا ولا تقِسها، لأنها أُعطيت للامم، وسيدوسون المدينة المقدسة تحت اقدامهم اثنين وأربعين شهرا». (رؤيا ١١:٢ ) لاحظنا ان الدار الداخلية تمثِّل الموقف البار على الارض للمسيحيين المولودين من الروح. وكما سنرى، فإن الاشارة هنا هي الى الـ ٤٢ شهرا الحرفية الممتدة من كانون الاول ١٩١٤ الى حزيران ١٩١٨، عندما وُضع جميع المدَّعين المسيحية تحت امتحان قاسٍ. فهل كانوا سيتمسكون بمقاييس يهوه البارة في اثناء سنوات الحرب تلك؟ معظمهم لم يفعلوا ذلك. وككل، وضع رجال دين العالم المسيحي القومية قبل الطاعة للشريعة الالهية. وفي كلا جانبي الحرب، التي جرى خوضها بشكل رئيسي في العالم المسيحي، كرز رجال الدين للشباب في الخنادق. والملايين قُتلوا. وبحلول وقت ابتداء الدينونة ببيت اللّٰه في السنة ١٩١٨، كانت الولايات المتحدة قد دخلت ايضا في اراقة الدم هذه ورجال دين كل العالم المسيحي قد جلبوا على انفسهم ذنب سفك الدم الذي لا يزال يصرخ من اجل الانتقام الالهي. (١ بطرس ٤:١٧) وطرحهم خارجا صار ثابتا ولا يمكن الغاؤه. — اشعيا ٥٩:١-٣، ٧، ٨؛ ارميا ١٩:٣، ٤.
٨ في اثناء الحرب العالمية الاولى، ماذا ادرك كثيرون من تلاميذ الكتاب المقدس، ولكن ماذا لم يقدِّروه كاملا؟
٨ ولكن، ماذا عن الفريق الصغير لتلاميذ الكتاب المقدس؟ هل كانوا سيُقاسون فورا في السنة ١٩١٤ بالتصاقهم بالمقاييس الالهية؟ كلا. فكالمدَّعين المسيحية للعالم المسيحي، يجب ان يُمتحنوا هم ايضا. لقد ‹طُرحوا خارجا، أُعطوا للامم› ليجرَّبوا ويُضطهدوا بقساوة. وأدرك كثيرون منهم انه يجب ألّا يخرجوا ويقتلوا رفيقهم الانسان، ولكن حتى الآن لم يقدِّروا كاملا الحياد المسيحي. (ميخا ٤:٣؛ يوحنا ١٧:١٤، ١٦؛ ١ يوحنا ٣:١٥) وتحت الضغط من الامم، ساير البعض.
٩ ما هي المدينة المقدسة التي داسها الامم، وعلى الارض مَن يمثِّل هذه المدينة؟
٩ ولكن، كيف كان ان تلك الامم داست المدينة المقدسة؟ من الواضح ان ذلك لا يشير الى اورشليم التي دُمِّرت قبل اكثر من ٢٥ سنة من كتابة سفر الرؤيا. ولكنَّ المدينة المقدسة هي اورشليم الجديدة، الموصوفة لاحقا في سفر الرؤيا، التي يمثِّلها الآن على الارض المسيحيون الممسوحون الباقون في الدار الداخلية للهيكل. وفي حينه سيصير هؤلاء ايضا جزءا من المدينة المقدسة. ولذلك فإن دوسهم مساوٍ لدوس المدينة نفسها. — رؤيا ٢١:٢، ٩-٢١.
الشاهدان
١٠ ماذا سيفعل شهود يهوه الامناء وهم مدوسون؟
١٠ حتى وهم مدوسون، لا يتوقف هؤلاء الاولياء عن ان يكونوا شهود يهوه الامناء. ولذلك تتابع النبوة: «‹وسأجعل شاهديَّ يتنبآن ألفًا ومئتين وستين يوما لابسين مِسْحا›. هذان ترمز اليهما شجرتا الزيتون والمنارتان وهما قائمان امام رب الارض». — رؤيا ١١:٣، ٤.
١١ ماذا عنى للمسيحيين الممسوحين الامناء ان يتنبأوا وهم ‹لابسون مِسْحا›؟
١١ احتاج المسيحيون الممسوحون الامناء هؤلاء الى صفة الاحتمال، لأنه كان عليهم ان يتنبأوا وهم ‹لابسون مِسْحا›. فماذا عنى ذلك؟ في ازمنة الكتاب المقدس غالبا ما رمز المِسْح الى النوح. وارتداؤه كان علامة ان الشخص قد تضعضعت حاله حزنا او كربا. (تكوين ٣٧:٣٤؛ ايوب ١٦:١٥، ١٦؛ حزقيال ٢٧:٣١) وكان المِسْح مقترنا بالرسائل الحزينة للدينونة او الأسى التي وجب على انبياء اللّٰه ان ينادوا بها. (اشعيا ٣:٨، ٢٤-٢٦؛ ارميا ٤٨:٣٧؛ ٤٩:٣) ان ارتداء المِسْح يمكن ان يشير الى التواضع او التوبة بسبب التحذير الالهي. (يونان ٣:٥) والمِسْح الذي ارتداه الشاهدان يظهر انه يشير الى احتمالهما المتواضع في اعلان احكام يهوه. لقد كانا شاهدين يناديان بيوم انتقامه الذي كان سيجعل الامم تنوح. — تثنية ٣٢:٤١-٤٣.
١٢ لماذا يبدو ان فترة الزمن التي ستكون فيها المدينة المقدسة مدوسة هي حرفية؟
١٢ كان على صف يوحنا ان يكرز بهذه الرسالة لزمن مذكور على نحو محدَّد: ٢٦٠,١ يوما، او ٤٢ شهرا، طول الزمن عينه الذي ستكون فيه المدينة المقدسة مدوسة. وهذه الفترة يبدو انها حرفية، اذ يجري التعبير عنها بطريقتين مختلفتين، اولا بالشهور ثم بالأيام. وبالاضافة الى ذلك، عند بداية يوم الرب، كانت هنالك فترة موسومة من ثلاث سنوات ونصف السنة حين طابقت الاختبارات العسيرة لشعب اللّٰه الحوادث المنبأ بها هنا — ابتداءً من كانون الاول سنة ١٩١٤ واستمرارا الى حزيران ١٩١٨. (رؤيا ١:١٠) لقد كرزوا برسالة «مِسْح» تتعلق بدينونة يهوه للعالم المسيحي والعالم.
١٣ (أ) ماذا يدل عليه واقع ان المسيحيين الممسوحين رُمز اليهم بشاهدين؟ (ب) اية نبوة لزكريا تذكِّرنا بها دعوة يوحنا الشاهدين ‹شجرتَي الزيتون والمنارتين›؟
١٣ وواقع انه رُمز اليهم بشاهدين يؤكد لنا ان رسالتهم كانت دقيقة ومؤسَّسة جيدا. (قارنوا تثنية ١٧:٦؛ يوحنا ٨:١٧، ١٨.) ويوحنا يدعوهما ‹شجرتَي الزيتون والمنارتين›، قائلا انهما «قائمان امام رب الارض». وهذا اشارة واضحة الى نبوة زكريا، الذي رأى منارة بسبعة فروع وشجرتَي زيتون. وقيل ان شجرتَي الزيتون تمثِّلان ‹الممسوحَين›، اي الوالي زربابل ورئيس الكهنة يشوع، ‹الواقفَين بجانب رب الارض كلها›. — زكريا ٤:١-٣، ١٤.
١٤ (أ) ماذا اشارت اليه رؤيا زكريا لشجرتَي الزيتون؟ والمنارة؟ (ب) ماذا كان المسيحيون الممسوحون سيختبرون في اثناء الحرب العالمية الاولى؟
١٤ عاش زكريا في زمن اعادة البناء، ورؤياه لشجرتَي الزيتون عنت ان زربابل ويشوع كانا سيتباركان بروح يهوه في تقوية الشعب على العمل. ورؤيا المنارة ذكَّرت زكريا بأن لا ‹يحتقر يوم الامور الصغيرة› لأن مقاصد يهوه كانت ستُنفَّذ — «‹لا بجيش ولا بقوة، بل بروحي›، قال يهوه الجنود». (زكريا ٤:٦، ١٠؛ ٨:٩) والفرقة الصغيرة من المسيحيين الذين يحملون بمثابرة نور الحق الى الجنس البشري في اثناء الحرب العالمية الاولى كانوا سيُستخدمون على نحو مماثل في عمل اعادة البناء. وهم ايضا كانوا سيصيرون مصدرا للتشجيع، وعلى الرغم من كونهم قليلين كانوا سيتعلَّمون الاتكال على مقدرة يهوه، غير محتقرين يوم البدايات الصغيرة.
١٥ (أ) واقع وصف المسيحيين الممسوحين بشاهدين يذكِّرنا ايضا بماذا؟ أَوضحوا. (ب) اي نوع من الآيات للشاهدين سلطة ان ينجزاه؟
١٥ وواقع وصفهم بشاهدين يذكِّرنا ايضا بالتجلّي. ففي تلك الرؤيا، ثلاثة من رسل يسوع رأوه في مجد الملكوت، يرافقه موسى وايليا. لقد رمز ذلك الى جلوس يسوع على عرشه المجيد في السنة ١٩١٤ لينجز عملا صوَّره مسبقا هذان النبيان. (متى ١٧:١-٣) وعلى نحو ملائم، يُرى الشاهدان الآن ينجزان آيات مذكِّرة بتلك التي لموسى وايليا. مثلا، يقول يوحنا عنهما: «وإن اراد احد ان يضرهما، تخرج نار من فمهما وتلتهم اعداءهما. وإن كان احد يريد ان يضرهما، فهكذا لا بد ان يُقتل. ان لهذين سلطة ان يغلقا السماء حتى لا ينزل مطر خلال ايام تنبؤهما». — رؤيا ١١:٥، ٦ أ .
١٦ (أ) كيف تذكِّرنا الآية التي تشمل النار بالوقت حين جرى تحدّي سلطة موسى في اسرائيل؟ (ب) كيف تحدّى رجال دين العالم المسيحي تلاميذ الكتاب المقدس وأثاروا المتاعب لهم في اثناء الحرب العالمية الاولى، وكيف قام هؤلاء بالقتال المضاد؟
١٦ يذكِّرنا ذلك بالوقت حين جرى تحدّي سلطة موسى في اسرائيل. فهذا النبي نطق بكلمات دينونة نارية، ودمَّر يهوه المتمردين، مهلكا ٢٥٠ منهم بنار حرفية من السماء. (عدد ١٦:١-٧، ٢٨-٣٥) وعلى نحو مماثل، تحدّى قادة العالم المسيحي تلاميذ الكتاب المقدس، قائلين ان هؤلاء لم يتخرجوا قط من الكليات اللاهوتية. ولكنَّ شهود اللّٰه لديهم اوراق اعتماد اسمى كخدام: اولئك الحلماء الذين اصغوا الى رسالتهم المؤسسة على الاسفار المقدسة. (٢ كورنثوس ٣:٢، ٣) وفي السنة ١٩١٧ نشر تلاميذ الكتاب المقدس السر المنتهي، تعليق قوي على سفري الرؤيا وحزقيال. وتبع ذلك توزيع ٠٠٠,٠٠٠,١٠ نسخة من النشرة ذات الصفحات الاربع شهرية تلاميذ الكتاب المقدس مع المقالة الخاصة بعنوان «سقوط بابل — لماذا يجب ان يتألم الآن العالم المسيحي — النتيجة النهائية». وفي الولايات المتحدة، استعمل رجال الدين الغضاب هستيريا الحرب كعذر لحظر الكتاب. وفي بلدان اخرى أُخضع الكتاب للرقابة. غير ان خدام اللّٰه استمروا في القتال المضاد بأعداد نارية من النشرة ذات الصفحات الاربع بعنوان أخبار الملكوت. واذ تقدَّم يوم الرب، كانت مطبوعات اخرى ستوضح حالة العالم المسيحي الميتة روحيا. — قارنوا ارميا ٥:١٤.
١٧ (أ) اية حوادث في ايام ايليا شملت الجفاف والنار؟ (ب) كيف خرجت نار من فم الشاهدين، وأي جفاف كان مشمولا؟
١٧ وماذا عن ايليا؟ في ايام ملوك اسرائيل، نادى هذا النبي بجفاف كتعبير عن حنق يهوه على الاسرائيليين العابدين البعل. فدام ذلك ثلاث سنوات ونصف السنة. (١ ملوك ١٧:١؛ ١٨:٤١-٤٥؛ لوقا ٤:٢٥؛ يعقوب ٥:١٧) ولاحقا، عندما ارسل الملك غير الامين اخَزْيا جنودا ليجبروا ايليا على المجيء الى حضرته الملكية، طلب النبي نارا من السماء لتهلك الجنود. وفقط عندما اظهر آمر عسكري احتراما لائقا لمركزه كنبي وافق ايليا على مرافقته الى الملك. (٢ ملوك ١:٥-١٦) وبشكل مشابه، بين ١٩١٤ و ١٩١٨، لفتت البقية الممسوحة الانتباه بجرأة الى الجفاف الروحي في العالم المسيحي وحذَّرت من الدينونة النارية عند «مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف». — ملاخي ٤:١، ٥؛ عاموس ٨:١١.
١٨ (أ) اي سلطة أُعطيت للشاهدين، وكيف ماثلت هذه تلك التي لموسى؟ (ب) كيف شهَّر الشاهدان العالم المسيحي؟
١٨ يمضي يوحنا قائلا عن الشاهدين: «ولهما سلطة على المياه ان يحولاها الى دم وأن يضربا الارض بكل انواع الضربات كلما ارادا». (رؤيا ١١:٦ ب ) ولكي يقنع فرعون بتحرير اسرائيل، استخدم يهوه موسى في ضرب مصر الظالمة بضربات، بما فيها تحويل المياه الى دم. وبعد قرون، تذكَّر اعداء اسرائيل الفلسطيّون جيدا اعمال يهوه ضد مصر، مما جعلهم يصرخون: «مَن يخلصنا من يد هذا الإله الجليل؟ هذا هو الإله الذي ضرب مصر شتى الضربات في البرية». (١ صموئيل ٤:٨؛ مزمور ١٠٥:٢٩) وموسى صوَّر يسوع، الذي كان لديه سلطة ان يتلفظ بأحكام اللّٰه على القادة الدينيين في ايامه. (متى ٢٣:١٣؛ ٢٨:١٨؛ اعمال ٣:٢٢) وفي اثناء الحرب العالمية الاولى شهَّر اخوة المسيح، الشاهدان، نوع «المياه» المميت الذي كان العالم المسيحي يقدِّمه لرعاياه.
الشاهدان يُقتلان
١٩ وفقا لسجل سفر الرؤيا، ماذا يحدث عندما ينهي الشاهدان شهادتهما؟
١٩ شديدة جدا كانت هذه الضربة على العالم المسيحي حتى انه بعدما تنبأ الشاهدان ٤٢ شهرا في مِسْح، استخدم العالم المسيحي نفوذه العالمي ‹ليقتلهما›. يكتب يوحنا: «ومتى انهيا شهادتهما، يصنع الوحش الصاعد من المهواة حربا معهما ويغلبهما ويقتلهما. وتكون جثتاهما على الشارع الرئيسي للمدينة العظيمة التي تدعى بطريقة روحية سدوم ومصر، حيث عُلِّق ايضا ربهما على خشبة. وينظر اناس من الشعوب والقبائل والالسنة والامم الى جثتيهما ثلاثة ايام ونصفا، ولا يدعون جثتيهما توضعان في قبر. ويشمت بهما الساكنون على الارض ويستمتعون، ويرسلون هدايا بعضهم الى بعض، لأن هذين النبيين عذَّبا الساكنين على الارض». — رؤيا ١١:٧-١٠.
٢٠ ما هو «الوحش الصاعد من المهواة»؟
٢٠ هذه هي الاولى من ٣٧ اشارة في سفر الرؤيا الى وحش. وفي حينه سنفحص هذا الوحش وغيره من الوحوش بالتفصيل. ويكفي ان نقول الآن ان «الوحش الصاعد من المهواة» هو من تصميم الشيطان، نظام سياسي حيّ للاشياء.b — قارنوا رؤيا ١٣:١؛ دانيال ٧:٢، ٣، ١٧.
٢١ (أ) كيف استغل الاعداء الدينيون للشاهدين حالة الحرب؟ (ب) الى ماذا يشير واقع ترك جثتي الشاهدين غير مدفونتين؟ (ج) كيف يُنظر الى فترة الوقت ثلاثة ايام ونصف اليوم؟ (انظروا الحاشية.)
٢١ من ١٩١٤ الى ١٩١٨ كانت الامم مشغولة بالحرب العالمية الاولى. والمشاعر القومية ثارت، وفي ربيع ١٩١٨ استغل الاعداء الدينيون للشاهدين الحالة. فحرَّكوا اجهزة الدولة الشرعية بحيث سُجن الخدام المسؤولون بين تلاميذ الكتاب المقدس بالتهم الباطلة للتحريض على الفتنة. فصُعق العاملون المعاونون الامناء. وتوقف تقريبا نشاط الملكوت. وكان كما لو ان عمل الكرازة ميت. وفي ازمنة الكتاب المقدس كان عدم الدفن في القبر التذكاري اهانة فظيعة. (مزمور ٧٩:١-٣؛ ١ ملوك ١٣:٢١، ٢٢) ولذلك كان سيلتصق تعيير عظيم بترك الشاهدين غير مدفونين. وفي مناخ فلسطين الحار، تبتدئ حقا رائحة كريهة تنبعث من جثة في شارع مكشوف بعد ثلاثة ايام ونصف حرفية.c (قارنوا يوحنا ١١:٣٩.) وهكذا فإن هذا التفصيل في النبوة يشير الى الخزي الذي وجب على الشاهدين ان يتحملاه. واولئك المذكورون اعلاه الذين سُجنوا حُرموا حتى الكفالة فيما كانت قضاياهم في الاستئناف. وكانوا مكشوفين علنا لوقت طويل يكفي لأن يصيروا رائحة نتنة لسكان «المدينة العظيمة». ولكن ماذا كانت هذه «المدينة العظيمة»؟
٢٢ (أ) ما هي المدينة العظيمة؟ (ب) كيف انضمت الصحافة العامة الى رجال الدين في الشماتة بالشاهدين عندما اسكتوا الكرازة؟ (انظروا الاطار.)
٢٢ يعطينا يوحنا بعض الدلائل. فهو يقول ان يسوع عُلِّق هناك. ولذلك نفكِّر فورا في اورشليم. لكنه يقول ايضا ان المدينة العظيمة تدعى سدوم ومصر. لقد دُعيت اورشليم الحرفية ذات مرة سدوم بسبب ممارساتها النجسة. (اشعيا ١:٨-١٠؛ قارنوا حزقيال ١٦:٤٩، ٥٣-٥٨.) ومصر، الدولة العالمية الاولى، تظهر احيانا كصورة لنظام الاشياء العالمي هذا. (اشعيا ١٩:١، ١٩؛ يوئيل ٣:١٩) ولذلك تمثِّل هذه المدينة العظيمة «اورشليم» الدنسة التي تدَّعي عبادة اللّٰه ولكنها صارت نجسة وخاطئة، مثل سدوم، وجزءا من نظام الاشياء العالمي الشيطاني هذا، مثل مصر. انها تمثِّل العالم المسيحي، المعادل العصري لاورشليم غير الامينة، الهيئة التي كان لدى اعضائها سبب كبير ليشمتوا بالشاهدين عندما اسكتوا الكرازة المزعجة.
أُقيما ثانية!
٢٣ (أ) ماذا يحدث للشاهدين بعد ثلاثة ايام ونصف، وما هو الاثر في اعدائهما؟ (ب) متى كان للرؤيا ١١:١١، ١٢ ونبوة حزقيال عن ادخال يهوه نسمة في العظام اليابسة في السهل اتمام عصري؟
٢٣ انضمت الصحافة العامة الى رجال الدين في ذم شعب اللّٰه، اذ قالت احدى الصحف: «ان خاتمة السر المنتهي قد أُعطيت». ولكن، لا شيء كان يمكن ان يكون ابعد من ذلك عن الحق! فالشاهدان لم يبقيا ميتين. نقرأ: «وبعد الايام الثلاثة والنصف دخل فيهما روح حياة من اللّٰه، فوقفا على اقدامهما، ووقع خوف عظيم على الناظرين إليهما. وسمعا صوتا عاليا من السماء يقول لهما: ‹اصعدا الى هنا›. فصعدا الى السماء في السحابة، وأبصرهما اعداؤهما». (رؤيا ١١:١١، ١٢ ) وهكذا كان لهما اختبار مماثل لذاك الذي للعظام اليابسة في السهل الذي زاره حزقيال في رؤيا. لقد ادخل يهوه نسمة في تلك العظام اليابسة فعادت الى الحياة، مزوِّدا صورة لولادة امة اسرائيل من جديد بعد ٧٠ سنة من الاسر في بابل. (حزقيال ٣٧:١-١٤) وكان لهاتين النبوتين، في حزقيال وفي الرؤيا، اتمامهما العصري المؤثِّر في السنة ١٩١٩، عندما استرد يهوه شاهديه «الميتين» الى حياة ناشطة.
٢٤ عندما عاد الشاهدان الى الحياة، ماذا كان الاثر في مضطهديهم الدينيين؟
٢٤ يا لها من صدمة للمضطهِدين هؤلاء! فجثَّتا الشاهدين كانتا حيتين ونشيطتين ثانية على نحو مفاجئ. وكان ذلك جرعة مريرة ليبتلعها رجال الدين هؤلاء، وبالاكثر لأن الخدام المسيحيين الذين خططوا لوضعهم في السجن كانوا احرارا ثانية، وكانوا سيُبرَّأون كاملا في وقت لاحق. ولا بد ان الصدمة كانت اعظم ايضا عندما عقد تلاميذ الكتاب المقدس، في ايلول ١٩١٩، محفلا في سيدر پوينت، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية. وهنا اثار ج. ف. رذرفورد المطلق سراحه مؤخرا المجتمعين بخطابه «اعلان الملكوت»، المؤسَّس على رؤيا ١٥:٢ واشعيا ٥٢:٧. والذين هم من صف يوحنا بدأوا مجدَّدا ‹يتنبأون›، او يكرزون علنا. وقد تقدَّموا من قوة الى قوة مشهِّرين بلا خوف رياء العالم المسيحي.
٢٥ (أ) متى قيل للشاهدين «اصعدا الى هنا»، وكيف حدث ذلك؟ (ب) اي اثر صادم كان لاسترداد الشاهدين في المدينة العظيمة؟
٢٥ حاول العالم المسيحي مرة بعد مرة ان يكرر انتصاره للسنة ١٩١٨. فلجأ الى اعمال الشغب، المناورات القانونية، السجن، وحتى الاعدام — جميعها دون نتيجة! وبعد السنة ١٩١٩ كانت منطقة عمل الشاهدين الروحية بعيدة عن مناله. ففي تلك السنة قال يهوه لهما: «اصعدا الى هنا»، فصعدا الى حالة روحية مرفَّعة حيث يمكن لاعدائهما ان يروهما ولكن لا يمكنهم ان يلمسوهما. ويصف يوحنا الاثر الصادم الذي كان لاستردادهما في المدينة العظيمة: «وفي تلك الساعة حدث زلزال عظيم، فسقط عُشر المدينة. وقُتل بالزلزال سبعة آلاف انسان، وارتاع الباقون وأعطوا مجدا لإله السماء». (رؤيا ١١:١٣ ) لقد كانت هنالك اضطرابات عظيمة حقا في حيِّز الدين. وبدا ان الارض تتحرك تحت قادة الكنائس المؤسَّسة فيما ابتدأت هيئة المسيحيين المنشَّطين هذه بالعمل. وعُشر مدينتهم، مجازيا ٠٠٠,٧ شخص، تأثَّروا بعمق بحيث يجري التحدث عنهم بأنهم قُتلوا.
٢٦ مَن يجري تمثيلهم بـ «عُشر المدينة» و ‹السبعة آلاف› للرؤيا ١١:١٣؟ أَوضحوا.
٢٦ والعبارة «عُشر المدينة» تذكِّرنا أن اشعيا تنبأ في ما يتعلق بأورشليم القديمة ان عُشرا كان سينجو من دمار المدينة بصفته زرعا مقدَّسا. (اشعيا ٦:١٣) وعلى نحو مماثل، يذكِّرنا العدد ٠٠٠,٧ أنه عندما شعر ايليا بأنه بقي وحده امينا في اسرائيل، اخبره يهوه انه لا يزال هنالك، في الواقع، ٠٠٠,٧ لم ينحنوا للبعل. (١ ملوك ١٩:١٤، ١٨) وفي القرن الاول، قال الرسول بولس ان الـ ٠٠٠,٧ هؤلاء يمثِّلون بقية اليهود الذين تجاوبوا مع البشارة عن المسيح. (روما ١١:١-٥) هذه الآيات تساعدنا لنفهم ان ‹السبعة آلاف› و «عُشر المدينة» في رؤيا ١١:١٣ هم الذين يتجاوبون مع الشاهدين المستردَّين ويهجرون المدينة العظيمة الخاطئة. انهم يموتون، اذا جاز التعبير، بالنسبة الى العالم المسيحي. فلم تعُد اسماؤهم مكتوبة في قوائم عضويته. ولم يعودوا موجودين في نظره.d
٢٧، ٢٨ (أ) كيف ‹اعطى الباقون مجدا لإله السماء›؟ (ب) ماذا أُجبر رجال دين العالم المسيحي على الاعتراف به؟
٢٧ ولكن كيف ‹اعطى الباقون [من العالم المسيحي] مجدا لإله السماء›؟ بالتأكيد ليس بهجر دينهم المرتدّ والصيرورة خداما للّٰه. وبالاحرى، انه كما يُشرح في دروس الكلام في العهد الجديد لڤنسان، في مناقشة العبارة «أَعطوا مجدا لإله السماء». فهناك يُذكر: «العبارة لا تدل على الاهتداء، ولا التوبة، ولا الشكر، بل الاعتراف، الذي هو معناها المعتاد في الاسفار المقدسة. قارنوا يش ٧:١٩ (السبعينية). يوحنا ٩:٢٤؛ اعمال ١٢:٢٣؛ رو ٤:٢٠». ولكدره، كان يجب ان يعترف العالم المسيحي بأن اله تلاميذ الكتاب المقدس قد انجز عملا عظيما باستردادهم الى النشاط المسيحي.
٢٨ ربما قدَّم رجال الدين هذا الاقرار عقليا فقط، او لانفسهم. وبالتأكيد، لا يُعرف ان احدا منهم اعترف علنا بإله الشاهدين. لكنَّ نبوة يهوه بواسطة يوحنا تساعدنا على تمييز ما كان في قلوبهم وإدراك الصدمة المُذلَّة التي اختبروها في السنة ١٩١٩. ومن تلك السنة فصاعدا، اذ ترك ‹السبعة آلاف› العالم المسيحي على الرغم من جهوده الراسخة في التمسك بخرافه، أُجبر رجال الدين على الاعتراف بأن اله صف يوحنا اقوى من الههم. وفي السنوات اللاحقة كانوا سيدركون ذلك بوضوح اكثر ايضا، اذ ان المزيد من رعاياهم كانوا سيرحلون، مردِّدين كلمات الشعب عندما انتصر ايليا على انبياء البعل في جبل الكرمل: «يهوه هو اللّٰه! يهوه هو اللّٰه!». — ١ ملوك ١٨:٣٩.
٢٩ ماذا يقول يوحنا انه يأتي سريعا، وأية زعزعة اضافية تنتظر العالم المسيحي؟
٢٩ ولكن أَصغوا! يخبرنا يوحنا: «مضى الويل الثاني. وهوذا يأتي الويل الثالث سريعا». (رؤيا ١١:١٤ ) اذا كان العالم المسيحي يتزعزع بما جرى حتى الآن، فماذا سيفعل عندما يعلَن الويل الثالث، ينفخ الملاك السابع في بوقه، ويتم نهائيا سرّ اللّٰه المقدس؟ — رؤيا ١٠:٧.
[الحواشي]
a من اجل مناقشة كاملة لهذا الهيكل الروحي العظيم، انظروا المقالة «هيكل يهوه الروحي العظيم» في برج المراقبة، عدد ١ تموز ١٩٩٦، والمقالة «الهيكل الحقيقي الوحيد للعبادة فيه» عدد ١ ايلول ١٩٧٣.
b «المهواة» (باليونانية، أبيسّوس؛ بالعبرانية، تْهوم ) تشير رمزيا الى مكان خمول. (انظروا رؤيا ٩:٢.) ولكن، بمعنى حرفي، يمكن ان تشير ايضا الى البحر الواسع. والكلمة العبرانية غالبا ما تترجَم «الغمر». (مزمور ٧١:٢٠؛ ١٠٦:٩؛ يونان ٢:٥) وهكذا يمكن قرن «الوحش الصاعد من المهواة» بـ ‹الوحش الصاعد من البحر›. — رؤيا ١١:٧؛ ١٣:١.
c لاحظوا انه بفحص اختبارات شعب اللّٰه في هذا الوقت، يظهر انه في حين يمثِّل الـ ٤٢ شهرا ثلاث سنوات ونصفا حرفية، فإن الثلاثة ايام والنصف لا تمثِّل فترة حرفية من ٨٤ ساعة. وعلى الارجح، يجري ذكر الفترة المحدَّدة لثلاثة ايام ونصف اليوم مرتين (في العددين ٩ و ١١) لإبراز انها مجرد فترة قصيرة بالمقارنة مع الثلاث سنوات والنصف الفعلية للنشاط الذي يسبقها.
d قارنوا استعمال الكلمات «اموات»، «مات»، و «احياء» في آيات مثل روما ٦:٢، ١٠، ١١؛ ٧:٤، ٦، ٩؛ غلاطية ٢:١٩؛ كولوسي ٢:٢٠؛ ٣:٣.
-
-
سرّ اللّٰه المقدس — ذروته المجيدة!الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٦
سرّ اللّٰه المقدس — ذروته المجيدة!
١ (أ) كيف يعْلِمنا يوحنا بإتمام السرّ المقدس؟ (ب) لماذا تتكلم الجماهير الملائكية بصوت عالٍ؟
هل تذكرون الاعلان المقترن بقسم من قِبَل الملاك القوي المسجَّل في رؤيا ١٠:١، ٦، ٧؟ لقد ذكر: «لا يكون تأخير بعد، بل في ايام تصويت الملاك السابع، متى اوشك ان ينفخ في بوقه، يتمّ سرّ اللّٰه المقدس على حسب ما بشر به عبيده الانبياء». لقد حان وقت يهوه المعيَّن للتصويت بذلك البوق الاخير! اذًا، كيف يكون السرّ المقدس قد تمّ؟ حقا، يوحنا ممتلئ فرحا لاعلامنا! انه يكتب: «ونفخ الملاك السابع في بوقه. فحدثت اصوات عالية في السماء، قائلة: ‹قد صارت مملكة العالم لربنا ولمسيحه، فسيملك الى أبد الآبدين›». (رؤيا ١١:١٥ ) لدى الجماهير الملائكية هذه سبب للتكلم بصوت عالٍ، وحتى بنغمات راعدة! ذلك لأن هذا الاعلان التاريخي هو ذو اهمية كونية. انه ذو شأن حيوي لكل الخليقة الحية.
٢ متى وبأية حادثة يأتي السرّ المقدس الى نهاية ظافرة؟
٢ السرّ المقدس يأتي الى ذروته السعيدة! وعلى نحو مجيد وعظيم، يأتي الى نهاية ظافرة في السنة ١٩١٤ عندما يتوِّج الرب يهوه مسيحَه كملك معاون. واذ يعمل بالنيابة عن ابيه، يتولّى يسوع المسيح الحكم الفعَّال في وسط عالم عدائي من الجنس البشري. وبصفته نسل الموعد، يتسلَّم سلطة الملكوت لكي ينهي وجود الحية وذريتها ويردّ السلام الفردوسي الى هذه الارض. (تكوين ٣:١٥؛ مزمور ٧٢:١، ٧) وهكذا، بصفته ملكا مسيّانيا، سيتمِّم يسوع كلمة يهوه ويبرئ اباه، «ملك الابدية»، الذي يجب ان يحكم بصفته الرب المتسلط «الى ابد الآبدين». — ١ تيموثاوس ١:١٧.
٣ لماذا سمح يهوه اللّٰه، مع انه ملك على الدوام، لسلاطين اخرى بالوجود على الارض؟
٣ ولكن كيف «صارت مملكة العالم لربنا»، يهوه؟ ألم يكن يهوه اللّٰه ملكا على الدوام؟ هذا صحيح، لأن اللاوي آساف رنَّم: «اللّٰه ملكي منذ القِدم». ونادى مرنِّم آخر: «يهوه قد ملك! . . . عرشك ثابت منذ القِدم. منذ الدهر انت». (مزمور ٧٤:١٢؛ ٩٣:١، ٢) ولكن سمح يهوه بحكمته لسلاطين اخرى بالوجود على الارض. وهكذا جرى كاملا امتحان القضية التي نشأت في عدن حول ما اذا كان الانسان قادرا على حكم نفسه بدون اللّٰه. وقد فشل حكم الانسان على نحو تعيس. وفي الواقع، صادقة هي كلمات نبي اللّٰه: «عرفت يا يهوه انه ليس للبشر طريقهم. ليس لإنسان يمشي ان يوجه خطواته». (ارميا ١٠:٢٣) ومنذ ارتداد ابوينا الاولين، تقع الارض المسكونة بكاملها تحت سيطرة «الحية الاولى»، الشيطان. (رؤيا ١٢:٩؛ لوقا ٤:٦) وها هو الوقت الآن لتغيير جذري! وليبرئ مركزه الشرعي، يشرع يهوه في ممارسة سلطانه على الارض بطريقة جديدة، بواسطة ملكوته المسيّاني المعيَّن.
٤ عندما اخذ التصويت بالابواق مجراه في السنة ١٩٢٢، ماذا جُعل في الواجهة؟ أَوضحوا.
٤ عندما اخذ التصويت بالسبعة الابواق مجراه في السنة ١٩٢٢، ابرز محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت، اوهايو، محاضرة قدَّمها ج. ف. رذرفورد مؤسَّسة على الآية «اقترب ملكوت السموات». (متى ٤:١٧) واختتم بهذه الكلمات: «اذًا، عودوا الى الحقل، انتم يا ابناء اللّٰه العلي! تقلَّدوا سلاحكم! كونوا صاحين، كونوا محترسين، كونوا نشاطى، كونوا شجعانا. كونوا شهودا حقيقيين امناء للرب. امضوا قُدُما في القتال الى ان يزول كل اثر لبابل. أَعلنوا الرسالة في كل مكان. فالعالم يجب ان يعرف ان يهوه هو اللّٰه وأن يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب الارباب. هذا هو يوم الايام قاطبة. هوذا الملك يحكم! وأنتم وكلاؤه للاعلان. لذلك أَعلنوا، أَعلنوا، أَعلنوا، الملك وملكوته». لقد جُعل ملكوت اللّٰه برئاسة المسيح يسوع في الواجهة، وذلك ابتدأ الموجةَ العارمة للكرازة بالملكوت التي تضمنت الاحكام التي اعلنها التصويت بكل الابواق الملائكية السبعة.
٥ في السنة ١٩٢٨، ماذا حدث في محفل تلاميذ الكتاب المقدس الذي ابرز نفخة البوق السابعة؟
٥ ان نفخة البوق التي للملاك السابع انعكست في الاجزاء البارزة لمحفل تلاميذ الكتاب المقدس في ديترويت، ميشيڠان، ٣٠ تموز – ٦ آب ١٩٢٨. وفي ذلك الحين رُبطت ١٠٧ محطات اذاعية بما وصفته ذا نيويورك تايمز بأنه ‹التوصيل الراديوي الاوسع والاكثر كلفة في التاريخ›. وتبنى المحفل بحماسة «اعلان ضد الشيطان ومع يهوه» قويا، مشيرا الى قلب الشيطان وهيئته الشريرة، في هرمجدون، وإعتاق جميع الذين يحبون البر. والرعايا الاولياء لملكوت اللّٰه كانوا مسرورين بتسلُّم اصدار المحفل، الكتاب المؤلف من ٣٦٨ صفحة الحكومة. وزوَّد ذلك اوضح برهان على «ان اللّٰه وضع ملكه الممسوح على عرشه في السنة ١٩١٤».
يهوه يتولّى السلطة
٦ كيف يخبر يوحنا بإعلان تتويج المسيح في ملكوت اللّٰه؟
٦ المسيح متوَّج في ملكوت اللّٰه — يا للفرح الذي يتسبَّب به هذا الاعلان! يخبر يوحنا: «والشيوخ الاربعة والعشرون الجالسون امام اللّٰه على عروشهم سقطوا على وجوههم وعبدوا اللّٰه، قائلين: ‹نشكرك، يا يهوه اللّٰه، القادر على كل شيء، الكائن والذي كان، لأنك أخذت قدرتك العظيمة وابتدأت تملك›». — رؤيا ١١:١٦، ١٧.
٧ كيف قُدِّم الشكر ليهوه اللّٰه (أ) من قِبَل بقية الشيوخ الـ ٢٤ الرمزيين على الارض؟ (ب) من قِبَل اولئك الشيوخ الـ ٢٤ الذين كانوا قد اقيموا الى مراكزهم في السماء؟
٧ ان الاشخاص الذين يقدِّمون هذا الشكر ليهوه اللّٰه هم الشيوخ الـ ٢٤، الذين يرمزون الى اخوة المسيح الممسوحين في مراكزهم السماوية. ومن السنة ١٩٢٢ فصاعدا انشغلت بقية على الارض من الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤ هؤلاء بالعمل الذي ابتدأته نفخات الابواق. لقد ادركوا الفحوى الكامل للعلامة في متى ٢٤:٣–٢٥:٤٦. ولكن حتى في وقت ابكر في يوم الرب، كان رفقاؤهم الشهود الذين ‹كانوا امناء حتى الموت› قد اقيموا ليأخذوا مراكزهم في السماء بحيث يمكنهم الآن ان يمثِّلوا فريق الـ ٠٠٠,١٤٤ بكامله في السقوط على وجوههم ليقدِّموا الاجلال ليهوه. (رؤيا ١:١٠؛ ٢:١٠) فكم يكون جميع هؤلاء شاكرين على ان ربهم المتسلط لم يتأخر في جلب سرّه المقدس الى نهاية ذروية!
٨ (أ) اي اثر يكون للنفخ في البوق السابع في الامم؟ (ب) على مَن تعبِّر الامم عن سخطها؟
٨ ومن ناحية اخرى، فإن النفخ في البوق السابع لا يجلب فرحا للامم. وقد اتى الوقت ليختبروا سخط يهوه. وكما يسرد يوحنا: «إلا أن الامم سخطت، وأتى سخطك، والوقت المعين ليدان الاموات، ولتعطي المكافأة لعبيدك الانبياء وللقديسين وللذين يخافون اسمك، الصغار والكبار، ولتهلك الذين يهلكون الارض». (رؤيا ١١:١٨ ) ومن السنة ١٩١٤ فصاعدا تعبِّر امم العالم بضراوة عن سخطها احداها على الاخرى، على ملكوت اللّٰه، وخصوصا على شاهدَي يهوه. — رؤيا ١١:٣.
٩ كيف تهلك الامم الارض، وماذا قرر اللّٰه فعله بشأن ذلك؟
٩ في كل التاريخ كانت الامم تهلك الارض بحروبها المتواصلة وادارتها السيئة. ولكن، منذ السنة ١٩١٤، ازداد هذا الاهلاك الى درجة تنذر بالخطر. فالجشع والفساد يسبِّبان توسُّع الصحاري وخسارة هائلة للارض المنتجة. والمطر الحمضي والسحاب المشع يضرَّان مناطق واسعة. ومصادر الطعام تتلوَّث. والهواء الذي نتنشقه والماء الذي نشربه ملوَّثان. والنفايات الصناعية تهدد الحياة على اليابسة وفي البحر. وقد هددت الدولتان العظميان ذات مرة بالهلاك التام عن طريق الابادة النووية للجنس البشري كله. فمن المفرح ان يهوه ‹سيهلك الذين يهلكون الارض›؛ وسينفِّذ الدينونة في اولئك البشر المتكبرين الفجار المسؤولين عن حالة الارض المؤسفة. (تثنية ٣٢:٥، ٦؛ مزمور ١٤:١-٣) ولذلك يرتب يهوه للويل الثالث، من اجل محاسبة فاعلي الشر هؤلاء. — رؤيا ١١:١٤.
ويل للمهلِكين!
١٠ (أ) ما هو الويل الثالث؟ (ب) بأية طرائق يجلب الويل الثالث اكثر من عذاب؟
١٠ اذًا، هنا الويل الثالث. انه يأتي سريعا! وهو وسيلة يهوه لجلب الهلاك على الذين يدنِّسون ‹موطئ قدميه›، هذه الارض الجميلة التي نعيش عليها. (اشعيا ٦٦:١) لقد ابتدأه الملكوت المسيّاني — سرّ اللّٰه المقدس. وأعداء اللّٰه، وخصوصا قادة العالم المسيحي، كان قد عذبهم الويلان الاولان — اللذان نتجا بصورة رئيسية من ضربة الجراد وجيوش الخيالة؛ لكنَّ الويل الثالث، الذي يجريه ملكوت يهوه نفسه، يجلب اكثر من عذاب. (رؤيا ٩:٣-١٩) فهو يزوِّد ضربة الموت في ازالة المجتمع البشري الذي يهلك الارض وحكامه. وسيأتي ذلك كذروة لدينونة يهوه في هرمجدون. انه تماما كما تنبأ دانيال: «وفي ايام هؤلاء الملوك [الحكام الذين يهلكون الارض]، يقيم اله السماء مملكة لن تنقرض ابدا. وملكها لا يُترك لشعب آخر. فتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت الى الدهر». وكجبل مهيب، سيحكم ملكوت اللّٰه على ارض جُعلت مجيدة، مبرِّئا سلطان يهوه وجالبا فرحا ابديا للجنس البشري. — دانيال ٢:٣٥، ٤٤؛ اشعيا ١١:٩؛ ٦٠:١٣.
١١ (أ) اية سلسلة متطورة من الحوادث السعيدة تصفها النبوة؟ (ب) اي نعمة يجري ادراكها، كيف، ومن قِبل مَن؟
١١ تصحب الويلَ الثالث سلسلة متطورة من الحوادث السعيدة التي ستتقدم تدريجيا في خلال يوم الرب. انه الوقت ‹ليدان الاموات، وليعطي اللّٰه المكافأة لعبيده الانبياء وللقديسين وللذين يخافون اسمه›. ويعني ذلك قيامة من الاموات! فبالنسبة الى القديسين الممسوحين الذين كانوا قد رقدوا في الموت، يحدث ذلك في وقت باكر من يوم الرب. (١ تسالونيكي ٤:١٥-١٧) وفي الوقت المعيَّن ينضم القديسون الباقون الى هؤلاء بقيامة فورية. وآخرون ايضا يكافَأون، بمن فيهم عبيد اللّٰه الانبياء للازمنة القديمة وجميع الآخرين من الجنس البشري الذين يخافون اسم يهوه، سواء كانوا من الجمع الكثير الذين ينجون من الضيق العظيم او من «الاموات، الكبار والصغار»، الذين يقامون الى الحياة في اثناء حكم المسيح الالفي. وبما ان ملك اللّٰه المسيّاني لديه مفاتيح الموت وهادس، فإن حكم ملكوته يفتح الطريق لكي يمنح الحياة الابدية لجميع الذين يتطلعون الى هذا التدبير الثمين. (رؤيا ١:١٨؛ ٧:٩، ١٤؛ ٢٠:١٢، ١٣؛ روما ٦:٢٢؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) وسواء كانت حياة خالدة في السموات او حياة ابدية على الارض، فإن هبة الحياة هذه هي نعمة من يهوه، وكل مَن يتسلَّمها يمكن ان يكون شاكرا عليها الى الابد! — عبرانيين ٢:٩.
هوذا تابوت عهده!
١٢ (أ) وفقا للرؤيا ١١:١٩، ماذا يرى يوحنا في السماء؟ (ب) الى ماذا كان تابوت العهد رمزا، وماذا حدث له بعد ان ذهب اسرائيل الى الاسر في بابل؟
١٢ يهوه يحكم! فبواسطة ملكوته المسيّاني، يمارس سلطانه على الجنس البشري بطريقة رائعة. وهذا يؤكده ما يراه يوحنا بعد ذلك: «وانفتح مقدس هيكل اللّٰه الذي في السماء، وظهر تابوت عهده في مقدس هيكله. وحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزال وبرد عظيم». (رؤيا ١١:١٩ ) هذا هو الذِّكر الوحيد في سفر الرؤيا لتابوت عهد اللّٰه. لقد كان التابوت الرمز المنظور الى حضور يهوه مع شعبه اسرائيل. وفي المسكن، ولاحقا في الهيكل الذي بناه سليمان، حُفظ في قدس الاقداس. ولكن عندما ذهب اسرائيل الى الاسر في بابل سنة ٦٠٧ قم خَرِبت اورشليم واختفى تابوت العهد. وهذا كان الوقت الذي فيه توقف ممثِّلو بيت داود عن ‹الجلوس على عرش يهوه ملوكا›. — ١ أخبار الايام ٢٩:٢٣.a
١٣ على ماذا يدل واقع رؤية تابوت عهد اللّٰه في مقدس اللّٰه السماوي؟
١٣ والآن، بعد اكثر من ٦٠٠,٢ سنة، يُرى التابوت مرة اخرى. ولكن في رؤيا يوحنا لا يكون هذا التابوت في هيكل ارضي. انه يظهر في مقدس اللّٰه السماوي. ومرة ثانية، يحكم يهوه بواسطة ملك في سلالة داود الملكية. ولكن هذه المرة يتوَّج الملك، المسيح يسوع، في اورشليم السماوية — الموقع المناسب المرفَّع الذي منه ينفِّذ احكام يهوه. (عبرانيين ١٢:٢٢) والاصحاحات التالية من سفر الرؤيا ستكشف لنا عن هذه الامور.
١٤، ١٥ (أ) في اورشليم القديمة، مَن فقط كان يرى تابوت العهد، ولماذا؟ (ب) في مقدس هيكل اللّٰه السماوي، مَن يرون تابوت عهده؟
١٤ في اورشليم الارضية القديمة، لم يرَ الاسرائيليون عموما التابوت، حتى ولا الكهنة الذين يخدمون في الهيكل، لأنه كان في داخل قدس الاقداس الذي يخفيه حجاب عن القدس. (عدد ٤:٢٠؛ عبرانيين ٩:٢، ٣) وفقط رئيس الكهنة كان يراه عندما يدخل قدس الاقداس في يوم الكفارة السنوي. غير انه عندما يُفتح مقدس الهيكل في السموات، يصير التابوت الرمزي ظاهرا ليس فقط لرئيس كهنة يهوه، يسوع المسيح، بل ايضا لكهنته المعاونين، الـ ٠٠٠,١٤٤، بمن فيهم يوحنا.
١٥ ان اولئك الاولين الذين أُقيموا الى السماء يرون هذا التابوت الرمزي عن كثب، لأنهم اتخذوا مكانهم كجزء من الشيوخ الـ ٢٤ حول عرش يهوه. وصفّ يوحنا على الارض جرت انارته بواسطة روح يهوه ليميِّز حضوره في هيكله الروحي. وهنالك ايضا علامات لتنبِّه الجنس البشري عموما الى هذا التطور الرائع. فرؤيا يوحنا تتكلم عن بروق، اصوات، رعود، زلزال، وبرَد. (قارنوا رؤيا ٨:٥.) فإلى ماذا ترمز هذه؟
١٦ كيف تكون هنالك بروق، اصوات، رعود، زلزال، وبرَد عظيم؟
١٦ منذ السنة ١٩١٤ كان هنالك انقلاب هائل في حيِّز الدين. ومن المفرح، مع ذلك، ان تصحب هذا ‹الزلزال› اصواتٌ منتذرة تعطي رسالة واضحة عن ملكوت اللّٰه المؤسَّس. وقد دوَّت ‹تحذيرات عاصفة› راعدة من الكتاب المقدس. وكالبرق، جرت رؤية واعلان ومضات بصيرة في ما يتعلق بكلمة اللّٰه النبوية. و «برَد» الاحكام الالهية الثقيل الساحق أُطلق له العنان ضد العالم المسيحي والدين الباطل عموما. كل ذلك كان يجب ان يستأسر انتباه الناس. ولكن من المحزن ان الاغلبية — كشعب اورشليم في زمن يسوع — يفشلون في تمييز اتمام علامات سفر الرؤيا هذه. — لوقا ١٩:٤١-٤٤.
١٧، ١٨ (أ) التصويت بأبواق السبعة الملائكة يجلب اية مسؤولية للمسيحيين المنتذرين؟ (ب) كيف يتمم المسيحيون مهمتهم؟
١٧ يستمر السبعة الملائكة في التصويت بأبواقهم، مشيرين الى الحوادث التاريخية هنا على الارض. ولدى المسيحيين المنتذرين مسؤولية كبيرة لمتابعة المناداة بهذه الاعلانات للعالم. وكم يتممون بفرح هذه المهمة! وتجري الاشارة الى ذلك في انهم، خلال السنوات الـ ٢٠ من ١٩٨٦ الى ٢٠٠٥، صرفوا تقريبا ضعف الساعات المصروفة سنويا في الخدمة — من ٠٤٢,٨٣٧,٦٨٠ الى ٥٠٤,٢٣٥,٢٧٨,١. حقا، ان ‹سرّ اللّٰه المقدس على حسب البشارة› يجري اعلانه «الى اقاصي المسكونة». — رؤيا ١٠:٧؛ روما ١٠:١٨.
١٨ تنتظرنا الآن رؤى اخرى فيما تستمر مقاصد ملكوت اللّٰه في الانكشاف.
[الحاشية]
a يخبر المؤرخ الروماني تاسيتيوس انه عندما جرى الاستيلاء على اورشليم في السنة ٦٣ قم ودخل سِنيوس پومپيوس مقدس الهيكل، وجده فارغا. فتابوت العهد لم يكن في الداخل. — تاريخ تاسيتيوس، ٥:٩ .
-
-
سرّ اللّٰه المقدس — ذروته المجيدة!الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[الاطار في الصفحة ١٧٥]
اهلاك الارض
«كل ثلاث ثوان يختفي قسم من الغابات المطيرة الاصلية بحجم ملعب كرة قدم. . . . خسارة الغابة البدائية تدمِّر آلاف الانواع من النبات والحيوان». — اطلس العالم المصوَّر (راند مكنَلي).
«في قرنين من التسوية، صارت ايضا [البحيرات العظمى] مجرور العالم الاكبر». — ذا ڠلوب آند مايل (كندا).
في نيسان ١٩٨٦ الانفجار والحريق في مصنع للقوة النووية في تشيرنوبيل، اوكرانيا، «كانا الحادث النووي الاكثر اهمية . . . منذ قصف هيروشيما وناڠازاكي»، اذ قذف «إشعاعا طويل الامد الى هواء العالم، تربة فوقية ومياها بقدر ما قذفته التجارب والقنابل النووية المتفجرة حتى الآن». — جاما؛ ذا نيويورك تايمز.
في ميناماتا، اليابان، فرَّغ مصنع كيميائي مِتيل الزئبق في الخليج. وأكلُ السمك والمحار الملوَّث بالتفريغ سبَّب مرض ميناماتا (MD) «مرض عصبي مزمن. . . . وحتى الآن [١٩٨٥]، فإن ٢٥٧٨ شخصا في كل انحاء اليابان تأكد رسميا ان لديهم MD». — الجريدة الاممية لعلم الاوبئة.
-