-
ترنيم ترنيمة النصر الجديدةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٩
ترنيم ترنيمة النصر الجديدة
الرؤيا ٩ — رؤيا ١٤:١-٢٠
الموضوع: الـ ٠٠٠,١٤٤ هم مع الحمل على جبل صهيون؛ اعلانات ملائكية تدوّي في كل الارض؛ حصاد يُحصد
وقت الاتمام: من السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم
١ ماذا كنا قد تعلَّمنا في ما يتعلق برؤيا الاصحاحات ٧، ١٢، و ١٣، وماذا سنتعلَّم الآن؟
ما انعش الالتفات الى رؤيا يوحنا التالية! فبالتباين مع هيئات التنين الغريبة الشبيهة بوحش، نرى الآن خدام يهوه الاولياء ونشاطاتهم في اثناء يوم الرب. (رؤيا ١:١٠) وكانت رؤيا ٧:١، ٣ قد كشفت لنا ان اربع رياح الدمار يجري امساكها الى ان يُختم جميع الـ ٠٠٠,١٤٤ من العبيد الممسوحين هؤلاء. ورؤيا ١:١٧ عرَّفت ان «باقي نسل [المرأة]» هؤلاء يصيرون الهدف الخصوصي للشيطان، التنين، في اثناء ذلك الوقت. ورؤيا الاصحاح ١٣ وصَف بحيوية الهيئات السياسية التي اقامها الشيطان على الارض ليجلب ضغطا شديدا واضطهادا وحشيا على خدام يهوه الامناء. ولكنَّ هذا العدو الرئيسي لا يمكنه ان يحبط قصد اللّٰه! وسنتعلَّم الآن ان جميع الـ ٠٠٠,١٤٤ يجري تجميعهم على نحو ظافر، على الرغم من نشاط الشيطان الحاقد.
٢ اية نظرة مسبقة الى نهاية سعيدة يعطينا اياها يوحنا في رؤيا ١٤:١، ومَن هو الحمل؟
٢ يُعطى يوحنا، ومعه صف يوحنا اليوم، نظرة مسبقة الى هذه النتيجة السعيدة: «ونظرت فإذا الحمل واقف على جبل صهيون، ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفا لهم اسمه واسم أبيه مكتوبا على جباههم». (رؤيا ١٤:١ ) كما رأينا، هذا الحمل هو ميخائيل عينه الذي طهَّر السموات بطرح الشيطان وأبالسته. وهو ميخائيل الذي يصفه دانيال ‹قائما من اجل بني شعب اللّٰه› فيما يستعد لـ «يقوم» لتنفيذ احكام يهوه البارة. (دانيال ١٢:١؛ رؤيا ١٢:٧، ٩) ومنذ السنة ١٩١٤ يقف حمل اللّٰه المضحي بالذات هذا على جبل صهيون بصفته الملك المسيّاني.
٣ ما هو «جبل صهيون» الذي ‹يقف› عليه الحمل والـ ٠٠٠,١٤٤؟
٣ انه كما انبأ يهوه تماما: «اني نصَّبت ملكي على صهيون جبلي المقدس». (مزمور ٢:٦؛ ١١٠:٢) لم يعد ذلك يشير الى جبل صهيون الارضي، الموقع الجغرافي لاورشليم الارضية، المدينة التي فيها كان الملوك البشر في سلالة داود يملكون. (١ أخبار الايام ١١:٤-٧؛ ٢ أخبار الايام ٥:٢) كلا، لأن يسوع، بعد موته وقيامته في السنة ٣٣ بم، نُصِّب حجر زاوية اساسيا على جبل صهيون السماوي، الموقع السماوي حيث قرَّر يهوه ان يضع ‹مدينة اللّٰه الحي، اورشليم السماوية›. ولذلك يمثل «جبل صهيون» هنا المركز المرفَّع ليسوع وشركائه في الميراث، الذين يؤلفون اورشليم السماوية، التي هي الملكوت. (عبرانيين ١٢:٢٢، ٢٨؛ افسس ٣:٦) انه الحالة الملكية المجيدة التي اليها يرفِّعهم يهوه في اثناء يوم الرب. وعلى مر القرون، تطلَّع المسيحيون الممسوحون، «كحجارة حية»، بشوق الى الوقوف على جبل صهيون السماوي هذا، متَّحدين بالرب يسوع المسيح الممجَّد في ملكوته الجليل. — ١ بطرس ٢:٤-٦؛ لوقا ٢٢:٢٨-٣٠؛ يوحنا ١٤:٢، ٣.
٤ كيف يكون جميع الـ ٠٠٠,١٤٤ واقفين على جبل صهيون؟
٤ يرى يوحنا ليس فقط يسوع بل الهيئة التامة للـ ٠٠٠,١٤٤ من الوارثين الرفقاء للملكوت السماوي واقفين على جبل صهيون. وفي الوقت الذي تمثِّله الرؤيا، يكون كثيرون من الـ ٠٠٠,١٤٤، ولكن ليس الجميع، في السماء. ولاحقا، في الرؤيا عينها، يعلم يوحنا ان بعض القديسين يجب بعدُ ان يحتملوا ويموتوا امناء. (رؤيا ١٤:١٢، ١٣) فمن الواضح، اذًا، ان بعض الـ ٠٠٠,١٤٤ لا يزالون على الارض. فكيف يراهم يوحنا جميعا واقفين مع يسوع على جبل صهيون؟a لأن هؤلاء الآن، كأعضاء في جماعة المسيحيين الممسوحين، قد ‹اقتربوا الى جبل صهيون ومدينة للّٰه الحي، اورشليم السماوية›. (عبرانيين ١٢:٢٢) وكبولس عندما كان لا يزال على الارض، قد اقيموا — بمعنى روحي — ليكونوا في اتحاد بالمسيح يسوع في الاماكن السماوية. (افسس ٢:٥، ٦) وعلى نحو اضافي، في السنة ١٩١٩ تجاوبوا مع الدعوة، «اصعدا الى هنا»، وبطريقة مجازية «صعدا الى السماء في السحابة». (رؤيا ١١:١٢) ونظرا الى هذه الآيات، يمكننا ان نرى ان جميع الـ ٠٠٠,١٤٤ — بطريقة روحية — هم على جبل صهيون مع يسوع المسيح.
٥ اسما مَن مكتوبان على جباه الـ ٠٠٠,١٤٤، وما هو مغزى كل اسم؟
٥ ان الـ ٠٠٠,١٤٤ ليس لهم نصيب مع عبَّاد الوحش الذين يوسمون بالعدد الرمزي ٦٦٦. (رؤيا ١٣:١٥-١٨) وبالتباين، ان هؤلاء الاولياء لهم اسم اللّٰه واسم الحمل مكتوبين على جباههم. ولا شك ان يوحنا، وهو يهودي، رأى اسم اللّٰه بالاحرف العبرانية، יהוה.b واذ يكون اسم ابي يسوع مكتوبا رمزيا على جباههم، يعرِّف هؤلاء المختومون الجميع انهم شهود يهوه، عبيده. (رؤيا ٣:١٢) وحيازتهم اسم يسوع معروضا ايضا على جباههم تشير الى انهم يعترفون بأنه يملكهم. فهو ‹عريسهم› الذي خُطبوا له، وهم ‹عروسه› المرتقبة، «خليقة جديدة» تخدم اللّٰه بهدف الحياة السماوية. (افسس ٥:٢٢-٢٤؛ رؤيا ٢١:٢، ٩؛ ٢ كورنثوس ٥:١٧) وعلاقتهم الحميمة بيهوه ويسوع المسيح تؤثر في كل افكارهم وأعمالهم.
الترنيم كترنيمة جديدة
٦ اي ترنيم يسمعه يوحنا، وكيف يصفه؟
٦ وانسجاما مع ذلك، يخبر يوحنا: «وسمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد شديد. وكان الصوت الذي سمعته كصوت مرنمين على القيثارة يعزفون على قيثاراتهم. وهم يرنمون كترنيمة جديدة امام العرش وأمام المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ. ولم يقدر احد ان يتقن تلك الترنيمة إلا المئة والاربعة والاربعون الفا الذين اشتُروا من الارض». (رؤيا ١٤:٢، ٣ ) لا عجب ان يجري تذكير يوحنا، عند سماع الـ ٠٠٠,١٤٤ صوت منضمةً معا في ترنيمة عذبة واحدة، بالشلالات الهادرة وجلجلة قصف الرعد. وكم تكون مسرَّة هذه المصاحبة الصافية الشبيهة بقيثارة! (مزمور ٨١:٢) فأية جوقة على الارض يمكن ان تبلغ عظمة هذه الجوقة الرائعة؟
٧ (أ) ما هي الترنيمة الجديدة للرؤيا ١٤:٣؟ (ب) كيف تكون ترنيمة المزمور ١٤٩:١ جديدة في ايامنا؟
٧ وما هي هذه ‹الترنيمة الجديدة›؟ كما لاحظنا في مناقشة رؤيا ٥:٩، ١٠، للترنيمة علاقة بمقاصد ملكوت يهوه وتدبيره الرائع، بواسطة يسوع المسيح، لجعل اسرائيل الروحي «مملكة وكهنة لإلهنا». انها ترنيمة تسبيح ليهوه تعلن الاشياء الجديدة التي ينجزها عن طريق اسرائيل اللّٰه ولمصلحتهم. (غلاطية ٦:١٦) وأعضاء اسرائيل الروحي هذا يتجاوبون مع دعوة صاحب المزمور: «سبحوا ياه! رنِّموا ليهوه ترنيمة جديدة، تسبيحه في جماعة الاولياء. ليفرح اسرائيل بصانعه العظيم، ليبتهج بنو صهيون بمَلِكهم». (مزمور ١٤٩:١، ٢) صحيح ان هذه الكلمات كُتبت منذ قرون، ولكنها في ايامنا تُرنَّم بفهم جديد. ففي السنة ١٩١٤ وُلد الملكوت المسيّاني. (رؤيا ١٢:١٠) وفي السنة ١٩١٩ بدأ شعب يهوه على الارض بإعلان «كلمة الملكوت» بغيرة متجدِّدة. (متى ١٣:١٩) واذ اثارتهم الآية السنوية للسنة ١٩١٩ (اشعيا ٥٤:١٧) وشجعهم استردادهم الى فردوس روحي، بدأوا في تلك السنة ‹يرنِّمون ويغنون من كل قلوبهم ليهوه›. — افسس ٥:١٩.
٨ لماذا فقط الـ ٠٠٠,١٤٤ قادرون على تعلُّم الترنيمة الجديدة للرؤيا ١٤:٣؟
٨ ولكن، لماذا فقط الـ ٠٠٠,١٤٤ قادرون على تعلُّم الترنيمة المذكورة في رؤيا ١٤:٣؟ لأن لها علاقة باختباراتهم كورثة مختارين لملكوت اللّٰه. فهم وحدهم يجري تبنِّيهم كابناء للّٰه ومسحهم بالروح القدس. وهم وحدهم يجري شراؤهم من الارض ليصيروا جزءا من هذا الملكوت السماوي، وهم وحدهم «سيكونون كهنة . . . وسيملكون» مع يسوع المسيح ألف سنة لجلب الجنس البشري الى الكمال. وهم وحدهم تجري رؤيتهم «يرنمون كترنيمة جديدة» في حضرة يهوه.c ان هذه الاختبارات والآمال الفريدة تمنحهم تقديرا استثنائيا للملكوت وتمكِّنهم من الترنيم به بطريقة غير ممكنة لأيّ شخص آخر. — رؤيا ٢٠:٦؛ كولوسي ١:١٣؛ ١ تسالونيكي ٢:١١، ١٢.
٩ كيف يتجاوب الجمع الكثير مع ترنيم الممسوحين، وهكذا ايّ تحريض يتمِّمونه؟
٩ غير ان الآخرين يصغون ويتجاوبون مع ترنيمهم. فمنذ السنة ١٩٣٥ يسمع جمع كثير متزايد من الخراف الاخر ترنيمتهم للنصر ويندفع الى الانضمام اليهم في اعلان ملكوت اللّٰه. (يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٧:٩) صحيح انه لا يمكن لهؤلاء القادمين الجدد ان يتعلَّموا تماما ترنيم الترنيمة الجديدة عينها التي يرنّمها الحكام المقبلون لملكوت اللّٰه. ولكنهم هم ايضا ينشدون ترنيمة تسبيح عذبة ليهوه هي نشيد حمد ليهوه من اجل الاشياء الجديدة التي ينجزها. وهكذا يتمِّمون تحريض صاحب المزمور: «رنموا ليهوه ترنيمة جديدة. رنمي ليهوه يا كل الارض. رنموا ليهوه، باركوا اسمه. بشروا من يوم الى يوم بخلاصه. أخبروا بين الامم بمجده، بين جميع الشعوب بأعماله العجيبة. انسبوا ليهوه يا عشائر الشعوب، انسبوا ليهوه المجد والعزة. قولوا بين الامم: ‹يهوه قد ملك›». — مزمور ٩٦:١-٣، ٧، ١٠؛ ٩٨:١-٩.
١٠ كيف يمكن للـ ٠٠٠,١٤٤ ان يرنموا «امام» الشيوخ الـ ٢٤ الرمزيين؟
١٠ وكيف يمكن للـ ٠٠٠,١٤٤ ان يرنموا «امام» الشيوخ، اذ ان الشيوخ الـ ٢٤ هم الـ ٠٠٠,١٤٤ في مركزهم السماوي المجيد؟ في وقت باكر من يوم الرب، أُقيم «الاموات الذين في اتحاد بالمسيح» كخلائق روحانية. وهكذا فإن المسيحيين الممسوحين الامناء الذين غلبوا هم الآن في السماء، منجزين رمزيا وظائف يمكن قرنها بتلك التي للفرق الـ ٢٤ من الشيوخ الكهنوتيين. وهم مشمولون في رؤيا هيئة يهوه السماوية. (١ تسالونيكي ٤:١٥، ١٦؛ ١ أخبار الايام ٢٤:١-١٨؛ رؤيا ٤:٤؛ ٦:١١) ولذلك فإن بقية الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين لا يزالون على الارض يرنمون الترنيمة الجديدة امام، او بمرأى من، اخوتهم المقامين في السماء.
١١ لماذا يشار الى الغالبين الممسوحين بصفتهم الشيوخ الـ ٢٤ والـ ٠٠٠,١٤٤؟
١١ عند هذه النقطة قد نسأل ايضا: لماذا يشار الى هؤلاء الغالبين الممسوحين بصفتهم الشيوخ الـ ٢٤ الرمزيين والـ ٠٠٠,١٤٤؟ لأن سفر الرؤيا ينظر الى هذا الفريق الواحد من وجهتي نظر مختلفتين. فالشيوخ الـ ٢٤ يجري اظهارهم دائما في مركزهم الاخير حول عرش يهوه، منصَّبين ملوكا وكهنة في السموات. وهم يرمزون الى كامل فريق الـ ٠٠٠,١٤٤ في مركزهم السماوي، على الرغم من ان بقية صغيرة من هؤلاء لا يزالون على الارض في الوقت الحاضر. (رؤيا ٤:٤، ١٠؛ ٥:٥-١٤؛ ٧:١١-١٣؛ ١١:١٦-١٨) ولكنَّ الرؤيا الاصحاح ٧ يركِّز على الـ ٠٠٠,١٤٤ بصفتهم يؤخذون من الجنس البشري، ويشدِّد على قصد يهوه العظيم ان يختم العدد التام للاسرائيليين الروحيين الافراد ويمنح الخلاص لجمع كثير لا يُحصى. والرؤيا الاصحاح ١٤ يزوِّد صورة تؤكد ان صف الملكوت التام للغالبين الافراد الـ ٠٠٠,١٤٤ سيُجمع مع الحمل على جبل صهيون. والمؤهلات التي يجب بلوغها لكي يُعدَّ المرء مع الـ ٠٠٠,١٤٤ تُعرَّف ايضا، كما سنرى الآن.d
أتباع الحمل
١٢ (أ) كيف يتابع يوحنا وصفه للـ ٠٠٠,١٤٤؟ (ب) بأي معنى يشار الى الـ ٠٠٠,١٤٤ بصفتهم متبتلين؟
١٢ اذ يتابع وصفه للـ ٠٠٠,١٤٤ الذين «اشتُروا من الارض»، يخبرنا يوحنا: «هؤلاء هم الذين لم يدنسوا انفسهم مع النساء، فهم متبتلون. هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب. هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة للّٰه وللحمل، ولم يوجد في افواههم باطل، فهم بلا شائبة». (رؤيا ١٤:٤، ٥ ) وواقع ان الـ ٠٠٠,١٤٤ هم «متبتلون» لا يعني ان اعضاء هذا الصف هم بالضرورة غير متزوجين في الجسد. فقد كتب الرسول بولس الى المسيحيين الذين كانت لديهم دعوة سماوية انه، في حين توجد فوائد من العزوبة المسيحية، يُفضَّل الزواج في ظروف معيَّنة. (١ كورنثوس ٧:١، ٢، ٣٦، ٣٧) فما يميِّز هذا الصف هو التبتُّل الروحي. انهم يتجنبون الزنا الروحي مع السياسات العالمية ومع الدين الباطل. (يعقوب ٤:٤؛ رؤيا ١٧:٥) وبصفتهم عروس المسيح المخطوبة، يحفظون انفسهم انقياء، «بلا شائبة في وسط جيل ملتو ومعوج». — فيلبي ٢:١٥.
١٣ لماذا الـ ٠٠٠,١٤٤ هم عروس ملائمة ليسوع المسيح، وكيف «يتبعون الحمل حيثما يذهب»؟
١٣ بالاضافة الى ذلك، «لم يوجد في افواههم باطل». وفي ذلك، هم كملكهم، يسوع المسيح. فكإنسان كامل، «لم يرتكب خطية، ولا وُجد في فمه خداع». (١ بطرس ٢:٢١، ٢٢) واذ يكونون بلا شائبة وصادقين في آن واحد، يجري إعداد الـ ٠٠٠,١٤٤ كعروس عفيفة لرئيس كهنة يهوه العظيم. وعندما كان يسوع على الارض، دعا المستقيمي القلب الى اتِّباعه. (مرقس ٨:٣٤؛ ١٠:٢١؛ يوحنا ١:٤٣) واولئك الذين تجاوبوا قلَّدوه في طريقة حياته وأطاعوا تعاليمه. وهكذا، في اثناء مسلكهم الارضي، «يتبعون الحمل حيثما يذهب» فيما يوجِّههم عبر عالم الشيطان.
١٤ (أ) كيف يكون الـ ٠٠٠,١٤٤ «باكورة للّٰه وللحمل»؟ (ب) بأي معنى يكون الجمع الكثير ايضا باكورة؟
١٤ ان الـ ٠٠٠,١٤٤ «اشتُروا من الارض»، «اشتُروا من بين الناس». ويجري تبنيهم كأبناء للّٰه، وبعد قيامتهم، لن يكونوا بعدُ مجرد بشر من لحم ودم. وكما هو مذكور في العدد ٤، يصيرون «باكورة للّٰه وللحمل». صحيح ان يسوع، قديما في القرن الاول، كان «باكورة الراقدين». (١ كورنثوس ١٥:٢٠، ٢٣) ولكنَّ الـ ٠٠٠,١٤٤ هم «باكورة» الجنس البشري الناقص، الذين يجري شراؤهم بواسطة ذبيحة يسوع. (يعقوب ١:١٨) إلا ان تجميع الثمر من الجنس البشري لا ينتهي عندهم. فسفر الرؤيا كان قد اشار الى حصاد جمع كثير لا يُحصى يصرخ بصوت عظيم: «نحن مدينون بالخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل». وهذا الجمع الكثير سينجو من الضيق العظيم، واذ يستمرون في الانتعاش من «ينابيع مياه الحياة»، سيُرفعون الى الكمال البشري على الارض. وبعد الضيق العظيم ببعض الوقت، ستُفرغ هادِس، وملايين لا تُعد من البشر الآخرين سيقامون ويحظون بفرصة الشرب من مياه الحياة هذه عينها. واذ نذكر ذلك، يكون صحيحا ان ندعو الجمع الكثير باكورة الخراف الاخر — فهم اول مَن ‹يغسِّلون حللهم ويبيِّضونها بدم الحمل› برجاء العيش الى الابد على الارض. — رؤيا ٧:٩، ١٠، ١٤، ١٧؛ ٢٠:١٢، ١٣.
١٥ اية تطابقات هنالك بين الباكورات المختلفة الثلاث والاعياد المحتفَل بها تحت الشريعة الموسوية؟
١٥ ان هذه الباكورات الثلاث (يسوع المسيح، الـ ٠٠٠,١٤٤، والجمع الكثير) لها تطابقات مثيرة للاهتمام في الاعياد المحتفَل بها وفقا للشريعة الموسوية القديمة. ففي ١٦ نيسان قمري، في اثناء عيد الفطير، كانت تقدَّم ليهوه حزمة باكورة حصاد الشعير. (لاويين ٢٣:٦-١٤) و ١٦ نيسان قمري كان اليوم الذي اقيم فيه يسوع من الاموات. وفي يوم الـ ٥٠ من ١٦ نيسان قمري، في الشهر الثالث، احتفل الاسرائيليون بعيد الحصاد لبواكير حصاد الحنطة. (خروج ٢٣:١٦؛ لاويين ٢٣:١٥، ١٦) ودُعي هذا العيد يوم الخمسين (بالانكليزية پِنتِكوست، من الكلمة اليونانية التي تعني «الخمسين»)، وحدث في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم ان الاعضاء الاولين للـ ٠٠٠,١٤٤ مُسحوا بالروح القدس. وأخيرا، في الشهر السابع عندما كان يُجمع الحصاد بكامله، كان هنالك عيد المظال، وقت شكر مفرح حيث كان الاسرائيليون يسكنون اسبوعا في مظال مصنوعة، بين اشياء اخرى، من سعف النخل. (لاويين ٢٣:٣٣-٤٣) وبشكل متطابق، يقدِّم الجمع الكثير، الذين هم جزء من التجميع العظيم، الشكر امام العرش «وفي ايديهم سعف نخل». — رؤيا ٧:٩.
اعلان بشارة ابدية
١٦، ١٧ (أ) يوحنا يرى ملاكا طائرا اين، وأي اعلان يصنعه الملاك؟ (ب) مَن يشملهم عمل الكرازة بالملكوت، وأية اختبارات تشير الى ذلك؟
١٦ يكتب يوحنا بعد ذلك: «ورأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء، ومعه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض، وكل امة وقبيلة ولسان وشعب، قائلا بصوت عال: ‹خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا، لأن ساعة دينونته قد جاءت، فاعبدوا صانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه›». (رؤيا ١٤:٦، ٧ ) ان الملاك طائر «في وسط السماء»، حيث يطير الطيور. (قارنوا رؤيا ١٩:١٧.) ولذلك يمكن سماع صوته حول الكرة الارضية. وكم يكون اعلان الملاك العالمي هذا ذا مدى اعظم من ايّ نبإ تلفزيوني!
١٧ يجري حثّ كل شخص ان يخاف، لا الوحش وصورته، بل يهوه، الذي هو اقوى على نحو لا يقارَن من ايّ وحش رمزي يسيطر عليه الشيطان. ولا عجب فان يهوه خلق السماء والارض، والآن اتى الوقت لأن يدين الارض! (قارنوا تكوين ١:١؛ رؤيا ١١:١٨.) وعندما كان على الارض، تنبأ يسوع عن ايامنا: «ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم، ثم تأتي النهاية». (متى ٢٤:١٤) وجماعة المسيحيين الممسوحين تتمِّم هذه المهمة. (١ كورنثوس ٩:١٦؛ افسس ٦:١٥) وسفر الرؤيا هنا يعلن ان الملائكة غير المنظورين مشمولون ايضا في عمل الكرازة هذا. وكم مرة كان هذا التوجيه الملائكي ظاهرا في جلب احد شهود يهوه الى بيت نفسٍ كئيبةٍ تتوق وحتى تصلّي من اجل المساعدة الروحية!
١٨ وفقا للملاك الطائر في وسط السماء، جاءت الساعة لاي شيء، ومَن سيصنع اعلانات اضافية؟
١٨ وكما اعلن الملاك الطائر في وسط السماء فان ساعة الدينونة قد جاءت. فأية دينونة سيصدرها اللّٰه الآن؟ ستطنّ الآذان عند الاعلانات التي سيصنعها الملاك الثاني، الثالث، الرابع، والخامس. — ارميا ١٩:٣.
[الحواشي]
a كما تظهر ١ كورنثوس ٤:٨، لا يملك المسيحيون الممسوحون وهم هنا على الارض. إلا انهم، وفقا للقرينة في رؤيا ١٤:٣، ٦، ١٢، ١٣، يشاركون في ترنيم الترنيمة الجديدة بالكرازة بالبشارة فيما يحتملون حتى نهاية مسلكهم الارضي.
b يدعم ذلك استعمال اسمين عبرانيين في اثنتين من الرؤى الاخرى؛ فيسوع يُعطى الاسم العبراني «أبَدُّون» (الذي يعني «دمارا») وهو ينفذ الدينونة في المكان «الذي يدعى بالعبرانية هرمجدُّون». — رؤيا ٩:١١؛ ١٦:١٦.
c تقول الآية «كترنيمة جديدة»، لأن الترنيمة نفسها سُجلت في الكلمة النبوية في الازمنة القديمة. ولكن لم يكن هنالك احد مؤهَّل ليرنِّمها. والآن، بتأسيس الملكوت واقامة القديسين، أُعلنت الحقائق اتماما للنبوات، والوقت قد حان لانشاد الترنيمة بكل عظمتها.
d يمكن مقارنة الحالة بتلك التي للعبد الامين الفطين الذي يعطي الطعام للخدم في حينه. (متى ٢٤:٤٥) فالعبد كهيئة مسؤول عن تزويد الطعام، أمّا الخدم، الاعضاء الافراد لهذه الهيئة، فيجري دعمهم بالتناول من هذا التدبير الروحي. انهم الفريق نفسه ولكنهم موصوفون بصيغتين مختلفتين — جماعيا وافراديا.
-
-
«سقطت بابل العظيمة!»الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٣٠
«سقطت بابل العظيمة!»
١ ماذا يعلن الملاك الثاني، ومَن هي بابل العظيمة؟
انها ساعة دينونة اللّٰه! اذًا، أَصغوا الى الرسالة الالهية: «وتبع ملاك آخر ثانٍ، قائلا: ‹سقطت! سقطت بابل العظيمة، التي سقت جميع الامم من خمر غضب عهارتها!›». (رؤيا ١٤:٨ ) للمرة الاولى، ولكن ليس الاخيرة، يركِّز سفر الرؤيا الانتباه على بابل العظيمة. ولاحقا، سيصفها الاصحاح ١٧ بأنها عاهرة شهوانية. فمَن هي؟ كما سنرى، هي امبراطورية عالمية، هي دينية، وهي نظام الشيطان الزائف الذي يستخدمه في محاربة نسل امرأة اللّٰه. (رؤيا ١٢:١٧) ان بابل العظيمة هي كامل الامبراطورية العالمية للدين الباطل. وهي تشمل جميع الاديان التي تحفظ التعاليم والممارسات الدينية لبابل القديمة والتي تعرب عن روحها.
٢ (أ) كيف حدث ان الدين البابلي بُدِّد الى كل انحاء الارض؟ (ب) ما هو القسم الابرز لبابل العظيمة، ومتى نشأ كهيئة قوية؟
٢ حدث في بابل، منذ اكثر من ٠٠٠,٤ سنة، ان يهوه بلبل ألسنة بنَّائي برج بابل الراغبين في الشهرة. فبُدِّدت الفرق اللغوية الى اطراف الارض، آخذين معهم معتقدات وممارسات الارتداد التي هي الاساس لمعظم الاديان الى هذا اليوم. (تكوين ١١:١-٩) ان بابل العظيمة هي الجزء الديني من هيئة الشيطان. (قارنوا يوحنا ٨:٤٣-٤٧.) وقسمها الابرز اليوم هو العالم المسيحي المرتدّ، الذي نشأ كهيئة قوية متعدية على الشريعة في القرن الرابع بعد المسيح، بدساتير وشكليات مشتقة، لا من الكتاب المقدس، وإنما الى حد كبير من الدين البابلي. — ٢ تسالونيكي ٢:٣-١٢.
٣ كيف يمكن القول ان بابل العظيمة سقطت؟
٣ وقد تسألون: ‹بما ان الدين لا يزال يمارس نفوذا عظيما في الارض، لماذا يعلن الملاك ان بابل العظيمة سقطت؟›. حسنا، ماذا نتج بعد السنة ٥٣٩ قم عندما سقطت بابل القديمة؟ تحرَّر اسرائيل للعودة الى موطنه وردِّ العبادة النقية هناك! ولذلك فإن ردَّ اسرائيل الروحي في السنة ١٩١٩ الى ازدهار روحي مشرق، الامر الذي يستمر ويمتد الى هذا اليوم، يقف دليلا على ان بابل العظيمة سقطت في تلك السنة. ولم تعد لديها القوة على كبح شعب اللّٰه. وعلاوة على ذلك، وقعت في مشكلة عويصة ضمن صفوفها. فمنذ السنة ١٩١٩ يجري تشهير انحرافها، عدم استقامتها، وفسادها الادبي على نحو واسع. وفي معظم اوروپا، يذهب اناس قليلون الآن الى الكنيسة. واذ تكون محتقرة في عيون جميع محبي كلمة حق اللّٰه، تنتظر بابل العظيمة الآن في زنزانة الموت، اذا جاز التعبير، تنفيذ دينونة يهوه البارة فيها.
سقوط بابل المخزي
٤-٦ كيف حدث ان «بابل العظيمة . . . سقت جميع الامم من خمر غضب عهارتها»؟
٤ لنفحص باكثر تفصيل الظروف المحيطة بسقوط بابل العظيمة المخزي. يخبرنا الملاك هنا ان «بابل العظيمة . . . سقت جميع الامم من خمر غضب عهارتها». فماذا يعني ذلك؟ انه يتعلق بالغزو. مثلا، قال يهوه لإرميا: «خذ كأس خمر السخط هذه من يدي، واسقها جميع الامم التي انا مرسلك اليهم. وليشربوا ويترنحوا ويتجننوا من السيف الذي انا مرسله بينهم». (ارميا ٢٥:١٥، ١٦) وفي القرنين السادس والسابع قم، استخدم يهوه بابل القديمة لسكب كأس ضيق رمزية لتشرب امم كثيرة، بمن فيها يهوذا المرتدَّة، بحيث أُخذ حتى شعبه الخاص الى السبي. ثم، بدورها، سقطت بابل لأن مَلكها ترفَّع على يهوه، «رب السماء». — دانيال ٥:٢٣.
٥ قامت بابل العظيمة بغزوات ايضا، ولكن في اغلب الحالات، كانت هذه اكثر خبثا. فقد «سقت جميع الامم» باستخدام حبائل البغي، مرتكبة العهارة الدينية معهم. وقد اغرت الحكام السياسيين بتحالفات وصداقات معها. وبواسطة الاغواءات الدينية، خططت لظلم سياسي وتجاري واقتصادي. وأثارت الاضطهاد الديني والحروب الدينية والحملات الصليبية، اضافة الى الحروب القومية، لأسباب سياسية وتجارية محض. وقدَّست هذه الحروب بالقول انها مشيئة اللّٰه.
٦ وتورُّط الدين في حروب وسياسات القرن الـ ٢٠ معروف عموما — كما في اليابان الشنتوية، الهند الهندوسية، ڤيتنام البوذية، ايرلندا الشمالية واميركا اللاتينية «المسيحيتين»، فضلا عن غيرها — دون التغاضي عن دور قسوس الجيش في كلا جانبي الحربين العالميتين في حثّ الشبان على قتل واحدهم الآخر. والمثال التقليدي لمغازلة بابل العظيمة هو حصتها في الحرب الاهلية الاسپانية للسنوات ١٩٣٦-١٩٣٩، التي قُتل فيها ٠٠٠,٦٠٠ شخص على الاقل. وإراقة الدم هذه احدثها داعمو رجال الدين الكاثوليك وحلفاؤهم، جزئيا لأنه جرى تهديد ثراء ومركز الكنيسة من قِبل حكومة اسپانيا الشرعية.
٧ مَن هو الهدف الرئيسي لبابل العظيمة، وأية اساليب استخدمتها ضد هذا الهدف؟
٧ بما ان بابل العظيمة هي الجزء الديني من نسل الشيطان، فقد كانت دائما تجعل «امرأة» يهوه، «اورشليم العليا»، هدفها الرئيسي. وفي القرن الاول، حُدِّدت هوية جماعة المسيحيين الممسوحين بوضوح بصفتها نسل المرأة. (تكوين ٣:١٥؛ غلاطية ٣:٢٩؛ ٤:٢٦) وحاولت بابل العظيمة جاهدة ان تغزو هذه الجماعة الطاهرة باغرائها لارتكاب العهارة الدينية. والرسولان بولس وبطرس حذَّرا ان كثيرين كانوا سيستسلمون وأن ارتدادا عظيما كان سينتج. (اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ بطرس ٢:١-٣) ورسائل يسوع الى الجماعات السبع اشارت الى انه نحو نهاية حياة يوحنا، كانت بابل العظيمة تحرز شيئا من التقدم في جهودها للافساد. (رؤيا ٢:٦، ١٤، ١٥، ٢٠-٢٣) ولكنَّ يسوع كان قد اظهر الى ايّ حد سيُسمح لها بأن تصل.
الحنطة والزوان
٨، ٩ (أ) الى ماذا اشار مثل يسوع عن الحنطة والزوان؟ (ب) ماذا حدث «فيما الناس نائمون»؟
٨ في مثله عن الحنطة والزوان، تحدث يسوع عن انسان زرع بذارا جيدا في حقل. ولكن «فيما الناس نائمون»، جاء عدو وزرع ايضا زوانا. ولذلك حجب الزوانُ الحنطة. وفسَّر يسوع مثله بهذه الكلمات: «الزارع البذار الجيد هو ابن الانسان. والحقل هو العالم. اما البذار الجيد فهو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير. والعدو الذي زرعه هو ابليس». ثم اظهر ان الحنطة والزوان كان سيُسمح بأن ينموا معا حتى «اختتام نظام الاشياء»، عندما «يجمع» الملائكة الزوان الرمزي. — متى ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣.
٩ ان ما حذَّر يسوع والرسولان بولس وبطرس منه قد حدث. ‹ففيما الناس نائمون›، سواء بعدما رقد الرسل في الموت او عندما صار النظار المسيحيون كسالى في حراسة رعية اللّٰه، نبت الارتداد البابلي في داخل الجماعة. (اعمال ٢٠:٣١) وسرعان ما فاق الزوان الحنطة بالعدد الى حد بعيد وأخفاها عن النظر. وطوال عدد من القرون، ربما ظهر ان نسل المرأة كان مغمورا تماما بالاذيال الفضفاضة لبابل العظيمة.
١٠ ماذا حصل بحلول سبعينات الـ ١٨٠٠، وكيف تجاوبت بابل العظيمة مع ذلك؟
١٠ بحلول سبعينات الـ ١٨٠٠ بدأ المسيحيون الممسوحون يبذلون جهودا حثيثة ليفصلوا انفسهم عن الطرق الفاسقة لبابل العظيمة. فهجروا العقائد الباطلة التي ادخلها العالم المسيحي من الوثنية واستخدموا الكتاب المقدس بجرأة في الكرازة بأن ازمنة الامم كانت ستنتهي في السنة ١٩١٤. والاداة الرئيسية لبابل العظيمة، رجال دين العالم المسيحي، قاومت هذه الحوافز الى ردّ العبادة الحقة. وفي اثناء الحرب العالمية الاولى، استغلوا هستيريا زمن الحرب ليحاولوا استئصال ذلك الفريق الصغير من المسيحيين الامناء. وفي السنة ١٩١٨، عندما قُمعت تماما تقريبا نشاطاتهم، ظهر ان بابل العظيمة نجحت. لقد بدا انها انتصرت عليهم.
١١ ماذا نتج من سقوط بابل القديمة؟
١١ كما لاحظنا سابقا، اختبرت مدينة بابل المتكبرة سقوطا عن السلطة متَّسما بالكارثة في السنة ٥٣٩ قم. ثم سُمع الصراخ: «سقطت! سقطت بابل!». ان المقر العظيم للامبراطورية العالمية قد سقط في ايدي جيوش مادي وفارس بقيادة كورش الكبير. وعلى الرغم من ان المدينة نفسها بقيت موجودة بعد الغزو، فقد كان سقوطها عن السلطة حقيقيا، وأنتج اطلاق سراح اسراها اليهود. لقد رجعوا الى اورشليم لاعادة تأسيس العبادة النقية هناك. — اشعيا ٢١:٩؛ ٢ أخبار الايام ٣٦:٢٢، ٢٣؛ ارميا ٥١:٧، ٨.
١٢ (أ) في زمننا، كيف يمكن القول ان بابل العظيمة سقطت؟ (ب) ماذا يثبت ان يهوه رفض تماما العالم المسيحي؟
١٢ وفي زمننا سُمع ايضا الصراخ بأن بابل العظيمة سقطت! فنجاح العالم المسيحي البابلي الموقَّت في السنة ١٩١٨ انقلب بحدَّة في السنة ١٩١٩ عندما استُردَّت بقية الممسوحين، صف يوحنا، بقيامة روحية. لقد سقطت بابل العظيمة في ما يتعلق بالاحتفاظ بأيّ اسير من شعب اللّٰه. وكالجراد، اندفع اخوة المسيح الممسوحون الى خارج المهواة، مستعدّين للعمل. (رؤيا ٩:١-٣؛ ١١:١١، ١٢) لقد كانوا «العبد الامين الفطين» العصري، والسيد اقامهم على جميع ممتلكاته على الارض. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) واستخدامهم على هذا النحو اثبت ان يهوه كان قد رفض تماما العالم المسيحي على الرغم من ادعائه انه ممثِّله على الارض. وأُعيد تأسيس العبادة النقية، وفُتح الطريق لاكمال عمل ختم بقية الـ ٠٠٠,١٤٤ — الباقين من نسل المرأة، العدوّ القديم العهد لبابل العظيمة. كل ذلك كان علامة لهزيمة ساحقة لتلك الهيئة الدينية الشيطانية.
احتمال القديسين
١٣ (أ) ماذا يعلن الملاك الثالث؟ (ب) اية دينونة يصنعها يهوه لاولئك الذين ينالون سمة الوحش؟
١٣ والآن يتكلم الملاك الثالث. أَصغوا! «وتبعهما ملاك آخر ثالث، قائلا بصوت عالٍ: ‹إنْ عَبَد احد الوحش وصورته، ونال سمة على جبهته او على يده، فإنه سيشرب ايضا من خمر غضب اللّٰه المسكوب صرفا في كأس سخطه›». (رؤيا ١٤:٩، ١٠ أ ) في رؤيا ١٣:١٦، ١٧، ظهر انه في اثناء يوم الرب يتألم اولئك الذين لا يعبدون صورة الوحش — حتى انهم يُقتلون. والآن نتعلَّم ان يهوه قرَّر ان يجلب الى الدينونة اولئك الذين ‹لهم السمة، اسم الوحش او عدد اسمه›. فسيُجبَرون على شرب ‹كأس السخط› المرّ لغضب يهوه. وماذا سيعني ذلك لهم؟ في السنة ٦٠٧ قم، عندما اجبر يهوه اورشليم على شرب «كأس سخطه»، اختبرت المدينة «الدمار والانسحاق، والجوع والسيف» على ايدي البابليين. (اشعيا ٥١:١٧، ١٩) وعلى نحو مماثل، عندما يشرب مؤلِّهو دول الارض السياسية وصورتها، الامم المتحدة، كأس سخط يهوه، ستحلّ بهم البلية. (ارميا ٢٥:١٧، ٣٢، ٣٣) وسيدمَّرون تماما.
١٤ حتى قبل دمار اولئك الذين يعبدون الوحش وصورته، ماذا يجب ان يخضع له اشخاص كهؤلاء، وكيف يصف يوحنا ذلك؟
١٤ ولكن، حتى قبل ان يحدث ذلك، يجب على الذين لهم سمة الوحش ان يخضعوا للآثار المعذِّبة لسخط يهوه. واذ يتحدث عمَّن يعبد الوحش وصورته، يخبر الملاك يوحنا: «ويعذَّب بنار وكبريت امام الملائكة القدوسين وأمام الحمَل. والذين يعبدون الوحش وصورته، ومَن ينال سمة اسمه، يصعد دخان عذابهم الى ابد الآبدين، ولا راحة لهم نهارا وليلا». — رؤيا ١٤:١٠ب، ١١.
١٥، ١٦ ما هو فحوى الكلمات «نار وكبريت» في رؤيا ١٤:١٠؟
١٥ ينظر البعض الى ذكر نار وكبريت («نار وحجر كبريت»، ترجمة الملك جيمس ) هنا كبرهان على وجود نار هاوية. ولكنَّ نظرة مختصرة الى نبوة مماثلة تظهر الفحوى الحقيقي لهذه الكلمات في هذه القرينة. فقديما في ايام اشعيا، حذَّر يهوه امة ادوم انهم سيعاقَبون بسبب عداوتهم لاسرائيل. قال: «تتحوَّل انهارها زفتا، وترابها كبريتا، وتصير ارضها زفتا مشتعلا. ليلا ونهارا لا تنطفئ. الى الدهر يصعد دخانها. من جيل الى جيل تبقى قاحلة. وإلى ابد الآبدين لا يعبر فيها احد». — اشعيا ٣٤:٩، ١٠.
١٦ فهل طُرحت ادوم في نار هاوية اسطورية لتحترق الى الابد؟ طبعا لا. ولكنَّ الامة اختفت تماما من المشهد العالمي كما لو انها التُهمت كاملا بنار وكبريت. والنتيجة النهائية للعقاب لم تكن عذابا ابديا بل ‹الخلاء . . . الخراب . . . العدم›. (اشعيا ٣٤:١١، ١٢) والدخان ‹الصاعد الى الدهر› يوضح ذلك بحيوية. فعندما يحترق بيت، يستمر الدخان في التصاعد من الرماد لبعض الوقت بعد ان تخمد اللُّهُب، مزوِّدا الناظرين بالدليل على انه كان هنالك حريق مدمِّر. وحتى اليوم يتذكَّر شعب اللّٰه الدرس الذي يجب تعلُّمه من دمار ادوم. وبهذه الطريقة لا يزال ‹دخان حريقها› يصعد بطريقة رمزية.
١٧، ١٨ (أ) ما هي النتيجة لاولئك الذين ينالون سمة الوحش؟ (ب) بأية طريقة يعذَّب عبَّاد الوحش؟ (ج) كيف «يصعد دخان عذابهم الى ابد الآبدين»؟
١٧ ان اولئك الذين لهم سمة الوحش سيدمَّرون ايضا تماما، كما لو انه بنار. وكما تظهر النبوة في ما بعد، ستُترك جثثهم غير مدفونة لتأكلها الحيوانات والطيور. (رؤيا ١٩:١٧، ١٨) ولذلك من الواضح انهم لا يعذَّبون الى الابد حرفيا! فكيف ‹يعذَّبون بنار وكبريت›؟ بمعنى ان المناداة بالحق تشهِّرهم وتحذِّرهم من دينونة اللّٰه القادمة. ولذلك فانهم يطعنون في شعب اللّٰه، وحيثما امكن، يقنعون بمكر الوحش السياسي باضطهاد وحتى قتل شهود يهوه. وكذروة، سيدمَّر هؤلاء المقاومون كما بنار وحجر كبريت. وحينئذ «يصعد دخان عذابهم الى ابد الآبدين» بمعنى ان دينونة اللّٰه لهم ستخدم كمِحكٍّ اذا جرى تحدّي سلطان يهوه الشرعي ثانية يوما ما. فهذه القضية ستكون قد بُتَّت الى الابد.
١٨ ومَن يسلِّم الرسالة المعذِّبة اليوم؟ تذكَّروا ان الجراد الرمزي له سلطة ان يعذِّب الناس الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم. (رؤيا ٩:٥) وكما يتضح، فان هؤلاء الاشخاص تحت توجيه ملائكي هم المعذِّبون. ومثابرة الجراد الرمزي هي بحيث ان «الذين يعبدون الوحش وصورته، ومن ينال سمة اسمه، . . . لا راحة لهم نهارا وليلا». وأخيرا، بعد دمارهم، يصعد الدليل التذكاري لتبرئة سلطان يهوه هذه، «دخان عذابهم»، الى ابد الآبدين. فليحتمل صف يوحنا الى ان تُكمَل هذه التبرئة! وكما يختتم الملاك: «هنا الحاجة الى احتمال القديسين، اولئك الذين يحفظون وصايا اللّٰه والايمان بيسوع». — رؤيا ١٤:١٢.
١٩ لماذا الاحتمال مطلوب من جهة القديسين، وبماذا يخبر يوحنا مما يقوّيهم؟
١٩ نعم، ان «احتمال القديسين» يعني عبادتهم يهوه بتعبُّد مطلق بواسطة يسوع المسيح. فرسالتهم ليست شعبية. وهي تقود الى المقاومة، الاضطهاد، وحتى الاستشهاد. ولكنهم يتقوَّون بما يخبر به يوحنا بعد ذلك: «وسمعت صوتا من السماء يقول: ‹اكتب: سعداء هم الاموات الذين يموتون في اتحاد بالرب منذ الآن. نعم، يقول الروح، فليستريحوا من اتعابهم، لأن اعمالهم تتبعهم›». — رؤيا ١٤:١٣.
٢٠ (أ) كيف ينسجم الوعد الذي يخبر به يوحنا مع نبوة بولس عن حضور يسوع؟ (ب) افراد الممسوحين الذين يموتون بعد إبعاد الشيطان من السماء يجري وعدهم بأي امتياز خصوصي؟
٢٠ هذا الوعد ينسجم جيدا مع نبوة بولس في ما يتعلق بحضور يسوع: «الاموات الذين في اتحاد بالمسيح سيقومون اولا. ثم نحن الاحياء الباقين [الممسوحين الذين يبقون احياء الى يوم الرب] سنُختطف معهم في السحب، لملاقاة الرب في الهواء». (١ تسالونيكي ٤:١٥-١٧) فبعد إبعاد الشيطان من السماء، قام اولا اولئك الذين كانوا امواتا في اتحاد بالمسيح. (قارنوا رؤيا ٦:٩-١١.) وبعد ذلك يجري وعد الافراد الممسوحين الذين يموتون في اثناء يوم الرب بامتياز خصوصي. فقيامتهم الى الحياة الروحانية في السماء هي فورية، «في طرفة عين». (١ كورنثوس ١٥:٥٢) فما أروع ذلك! وأعمال برهم تستمر في الحيِّز السماوي.
حصاد الارض
٢١ ماذا يخبرنا يوحنا عن «حصاد الارض»؟
٢١ سيستفيد آخرون ايضا في يوم الدينونة هذا، كما يمضي يوحنا مخبرا ايانا: «ونظرت فإذا سحابة بيضاء، وعلى السحابة جالس يشبه ابن انسان، على رأسه تاج ذهبي وبيده منجل حاد. وخرج ملاك آخر [الرابع] من مقدس الهيكل، صارخا بصوت عالٍ الى الجالس على السحابة: ‹أرسل منجلك واحصد، لأنها قد اتت ساعة الحصاد، فحصاد الارض قد نضج›. فألقى الجالس على السحابة منجله في الارض، فحُصِدَت الارض». — رؤيا ١٤:١٤-١٦.
٢٢ (أ) مَن هو اللابس تاجا ذهبيا والجالس على السحابة البيضاء؟ (ب) متى تحصل ذروة الحصاد، وكيف؟
٢٢ ان هوية الجالس على السحابة البيضاء ليست موضع شك. فالجالس على سحابة بيضاء، اذ يكون شبيها بابن انسان وله تاج ذهبي، هو يسوع على نحو واضح، الملك المسيّاني الذي رآه ايضا دانيال في رؤيا. (دانيال ٧:١٣، ١٤؛ مرقس ١٤:٦١، ٦٢) ولكن ما هو الحصاد المتنبَّأ عنه هنا؟ عندما كان على الارض، شبَّه يسوع عمل التلمذة بحصاد الحقل العالمي للبشرية. (متى ٩:٣٧، ٣٨؛ يوحنا ٤:٣٥، ٣٦) وذروة هذا الحصاد تأتي في يوم الرب عندما يتوَّج يسوع ملكا وينفِّذ الدينونة لمصلحة ابيه. وهكذا يكون زمن حكمه ايضا، منذ السنة ١٩١٤، الوقتَ المفرح لجلب الحصاد. — قارنوا تثنية ١٦:١٣-١٥.
٢٣ (أ) ممَّن يأتي الامر بالبدء بالحصاد؟ (ب) اي حصاد يحصل من السنة ١٩١٩ حتى الآن؟
٢٣ على الرغم من انه ملك وديّان، ينتظر يسوع امرا من يهوه الهه قبل البدء بالحصاد. وهذا الامر يأتي من «مقدس الهيكل» عن طريق ملاك. وفورا، يطيع يسوع. اولا، من السنة ١٩١٩ فصاعدا، يجعل ملائكته يكملون حصاد الـ ٠٠٠,١٤٤. (متى ١٣:٣٩، ٤٣؛ يوحنا ١٥:١، ٥، ١٦) وبعد ذلك، يحصل تجميع حصاد الجمع الكثير من الخراف الاخر. (يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٧:٩) ويظهر التاريخ انه بين ١٩٣١ و ١٩٣٥ بدأ عدد لا بأس به من الخراف الاخر هؤلاء يظهر. وفي السنة ١٩٣٥ كشف يهوه لفهم صف يوحنا الهوية الحقيقية للجمع الكثير للرؤيا ٧:٩-١٧ . ومنذ ذلك الحين، وُضع تشديد كبير على تجميع هذا الجمع. وبحلول السنة ٢٠٠٥، فاق عدده ستة ملايين، وهو لا يزال يتزايد. بالتاكيد، ان الذي يشبه ابن انسان قد حصد حصادا وافرا مبهجا في اثناء وقت النهاية هذا. — قارنوا خروج ٢٣:١٦؛ ٣٤:٢٢.
دوس كرمة الارض
٢٤ ماذا يوجد في يدي الملاك الخامس، وبماذا ينادي الملاك السادس؟
٢٤ باكمال حصاد الخلاص، يحين الوقت لحصاد آخر. يخبر يوحنا: «وخرج ملاك آخر ايضا [الخامس] من مقدس الهيكل الذي في السماء، ومعه هو ايضا منجل حاد. وخرج ملاك آخر ايضا [السادس] من المذبح وله سلطة على النار. ونادى بصوت عالٍ الذي معه المنجل الحاد، قائلا: ‹أَرسل منجلك واقطف عناقيد كرمة الارض، لأن عنبها قد نضج›». (رؤيا ١٤:١٧، ١٨ ) ان الحشود الملائكية مستأمَنة على حصاد كثير في اثناء يوم الرب، اذ تفرز الجيد من الرديء!
٢٥ (أ) الى ماذا يشير الواقع ان الملاك الخامس اتى من مقدس الهيكل؟ (ب) لماذا من الملائم ان يأتي الامر بالبدء بالحصاد من ملاك «خرج . . . من المذبح»؟
٢٥ يأتي الملاك الخامس من حضرة يهوه في مقدس الهيكل؛ ولذلك فإن الحصاد النهائي يحصل ايضا وفقا لمشيئة يهوه. ويجري امر الملاك بالبدء بعمله بواسطة رسالة منقولة عن طريق ملاك آخر «خرج . . . من المذبح». وهذا الواقع هو ذو اهمية الى حد بعيد، اذ ان النفوس الامينة تحت المذبح كانت قد سألت: «حتى متى، ايها السيد الرب القدوس والحق، تحجم عن ان تدين وتنتقم لدمنا من الساكنين على الارض؟». (رؤيا ٦:٩، ١٠) وبحصاد كرمة الارض، سيجري ارضاء صرخة الانتقام هذه.
٢٦ ما هي «كرمة الارض»؟
٢٦ ولكن ما هي «كرمة الارض»؟ في الاسفار العبرانية، جرى التحدث عن الامة اليهودية بصفتها كرمة يهوه. (اشعيا ٥:٧؛ ارميا ٢:٢١) وعلى نحو مماثل، يجري التحدث عن يسوع المسيح واولئك الذين سيخدمون معه في ملكوت اللّٰه بصفتهم كرمة. (يوحنا ١٥:١-٨) في هذا الوضع تكون الميزة المهمة للكرمة انها تنتج ثمرا، والكرمة المسيحية الحقيقية تنتج ثمرا وافرا لتسبيح يهوه. (متى ٢١:٤٣) ولذلك لا بد ان «كرمة الارض» ليست هي هذه الكرمة الحقيقية، بل تقليد الشيطان لها، نظامه المنظور الفاسد للحكم على الجنس البشري، ‹بعناقيده› المختلفة ذات الثمر الابليسي المنتَج على مرّ القرون. وبابل العظيمة، التي يكون العالم المسيحي المرتدّ بارزا جدا فيها، تمارس نفوذا كبيرا على هذه الكرمة السامة. — قارنوا تثنية ٣٢:٣٢-٣٥.
٢٧ (أ) ماذا يحصل عندما يقطف الملاك ذو المنجل كرمة الارض؟ (ب) اية نبوات في الاسفار العبرانية تشير الى مدى الحصاد؟
٢٧ الدينونة يجب ان تنفَّذ! «فألقى الملاك منجله في الارض وقطف كرمة الارض، وطرحها في معصرة خمر غضب اللّٰه العظيمة. وديست معصرة الخمر خارج المدينة، فخرج دم من معصرة الخمر الى علو لُجُم الخيل، مسافة ألف وست مئة غلوة». (رؤيا ١٤:١٩، ٢٠ ) ان سخط يهوه على هذه الكرمة كان قد أُعلن منذ زمن طويل. (صفنيا ٣:٨) وثمة نبوة في سفر اشعيا لا تترك ايّ شك في ان امما بكاملها ستدمَّر عندما تداس معصرة الخمر. (اشعيا ٦٣:٣-٦) ويوئيل ايضا تنبَّأ ان «جماهير» ضخمة، امما بكاملها، كانت ستداس للهلاك في «معصرة الخمر»، في «منخفض وادي القضاء». (يوئيل ٣:١٢-١٤) حقا، لن يجري حصاد هائل كهذا ثانية ابدا! ووفقا لرؤيا يوحنا، لا يُحصد العنب فقط بل ان كرمة رمزية بكاملها تُقطَع وتُلقى في معصرة الخمر لتداس. ولذلك ستُستأصل كرمة الارض ولن تكون قادرة على النمو ثانية.
٢٨ مَن يقومون بدوس كرمة الارض، وماذا يعني ان معصرة الخمر «ديست . . . خارج المدينة»؟
٢٨ ان الدوس الرؤيوي تقوم به خيل، لأن الدم المدوس الخارج من الكرمة يبلغ «لُجُم الخيل». وبما ان التعبير «خيل» يشير عادة الى عمليات حربية، فلا بد ان يكون ذلك وقت حرب. فجيوش السموات التي تتبع يسوع الى الحرب الاخيرة ضد نظام اشياء الشيطان يقال انها ستدوس «معصرة خمر غضب سخط اللّٰه القادر على كل شيء». (رؤيا ١٩:١١-١٦) هؤلاء بوضوح هم الذين يقومون بدوس كرمة الارض. ومعصرة الخمر «ديست . . . خارج المدينة»، اي خارج صهيون السماوية. وفي الواقع، من الملائم انه يكون دوس كرمة الارض على الارض. ولكنها ايضا ‹ستُداس خارج المدينة› بمعنى انه لن يلحق ايّ اذى الباقين من نسل المرأة، الذين يمثِّلون صهيون السماوية على الارض. فهؤلاء مع الجمع الكثير سيُخبَّأون بأمان ضمن ترتيب يهوه التنظيمي الارضي. — اشعيا ٢٦:٢٠، ٢١.
٢٩ الى ايّ حد يكون الدم من معصرة الخمر عميقا، كم يمتدّ، والى ماذا يشير كل ذلك؟
٢٩ هذه الرؤيا الحية لها تناظر في سحق ممالك الارض بواسطة حجر الملكوت الموصوف في دانيال ٢:٣٤، ٤٤. فستكون هنالك ابادة. ونهر الدم من معصرة الخمر عميق جدا، الى علو لُجُم الخيل، ويمتدّ مسافة ٦٠٠,١ غلوة.a وهذا الرقم الضخم، الناتج من ضرب مربع الاربعة في مربع العشرة (٤×٤×١٠×١٠)، ينقل على نحو تشديدي الرسالة ان الدليل على الدمار سيشمل كل الارض. (اشعيا ٦٦:١٥، ١٦) فالدمار سيكون تاما ولا يمكن نقضه. كلا، لن تتأصل كرمة الارض للشيطان مرة ثانية ابدا. — مزمور ٨٣:١٧، ١٨.
٣٠ ما هي ثمار كرمة الشيطان، وماذا يجب ان يكون تصميمنا؟
٣٠ اذ نحيا في ساعة متأخرة من وقت النهاية، تكون رؤيا هذين الحصادين غنية جدا بالمعنى. وما علينا إلا ان ننظر حولنا لنرى ثمار كرمة الشيطان. فالاجهاضات والاشكال الاخرى للقتل؛ مضاجعة النظير، الزنى، والاشكال الاخرى للفساد الادبي؛ عدم الاستقامة والنقص في المودَّة الطبيعية — مثل هذه الامور كلها تجعل هذا العالم رديئا في عيني يهوه. ان كرمة الشيطان ‹تثمر سما وأفسنتينا›. ومسلكها الصنمي المخرِّب يحقِّر الخالق العظيم للجنس البشري. (تثنية ٢٩:١٨؛ ٣٢:٥؛ اشعيا ٤٢:٥، ٨) ويا له من امتياز ان نقترن بنشاط بصف يوحنا في حصاد الثمر السليم الذي ينتجه يسوع تسبيحا ليهوه! (لوقا ١٠:٢) فلنصمم جميعا ان لا تفسدنا ابدا كرمة هذا العالم، ولنتجنب بالتالي ان نداس مع كرمة الارض عندما تُنفَّذ دينونة يهوه المضادة.
[الحاشية]
a ٦٠٠,١ غلوة هي نحو ٣٠٠ كيلومتر، او ١٨٠ ميلا انكليزيا. — رؤيا ١٤:٢٠، الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد، الحاشية.
-
-
«سقطت بابل العظيمة!»الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[الاطار في الصفحة ٢٠٨]
‹خمر عهارتها›
ان جزءا بارزا من بابل العظيمة هو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وتُحكم الكنيسة من قِبل البابا في روما وتدَّعي ان كل بابا هو خليفة الرسول بطرس. وما يلي هو بعض الوقائع المنشورة عمن يسمَّون خلفاء:
فورموسوس (٨٩١-٨٩٦): «بعد تسعة شهور من موته، أُخرجت جثة فورموسوس من السرداب البابوي وأُحضرت للمحاكمة امام مجلس ‹لمحاكمة الجثث›، اشرف عليها اسطفان [البابا الجديد]. لقد اتُّهم البابا الميت بطموح جامح الى المنصب البابوي وأُعلنت كل اعماله انها باطلة. . . . وعُرِّيت الجيفة من الثياب الحَبرية؛ وبُترت اصابع اليد اليمنى». — دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة.
اسطفان السادس (٨٩٦-٨٩٧): «في غضون بضعة شهور [من محاكمة جيفة فورموسوس] انهى ردّ فعل عنيف مدة حكم البابا اسطفان؛ لقد حُرم الشارة الحَبرية، سُجن، وشُنق». — دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة.
سرجيوس الثالث (٩٠٤-٩١١): «سَلَفاه المباشران . . . شُنقا في السجن. . . . وفي روما دعمته عائلة ثيوفيلاكتوس، التي من احدى بناتها، ماروزيا، يُفترض انه كان له ابن (لاحقا البابا يوحنا الحادي عشر)». — دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة.
اسطفان السابع (٩٢٨-٩٣١): «في السنين الاخيرة لحكمه البابوي، كان البابا يوحنا العاشر . . . قد تعرَّض لغضب ماروزيا، Senatrix Donna روما، وسُجن واغتيل. وحينئذ منحت ماروزيا البابوية للبابا ليو السادس، الذي مات بعد ٢⁄١ ٦ شهور في منصبه. وخلفه اسطفان السابع، وعلى الارجح عن طريق نفوذ ماروزيا. . . . وفي اثناء سنتيه بصفته بابا، كان بلا سلطة تحت سيطرة ماروزيا». — دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة.
يوحنا الحادي عشر (٩٣١-٩٣٥): «عقب موت اسطفان السابع . . .، ماروزيا، من بيت ثيوفيلاكتوس، جعلت البابوية لابنها يوحنا، شاب في اوائل عشريناته. . . . وكبابا، جرت السيطرة على يوحنا من قِبل امه». — دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة.
يوحنا الثاني عشر (٩٥٥-٩٦٤): «لم يكد يبلغ الثامنة عشرة، والتقارير المعاصرة توافق على عدم اهتمامه بالامور الروحية، ادمانه الملذات الفظة، والحياة الفاسقة غير المكبوحة». — قاموس اوكسفورد للبابوات.
بنيديكت التاسع (١٠٣٢-١٠٤٤؛ ١٠٤٥؛ ١٠٤٧-١٠٤٨): «كان مشهورا ببيع البابوية لعرَّابه ثم على نحو متتالٍ المطالبة بالمنصب مرتين». — دائرة المعارف البريطانية الجديدة.
وهكذا، عوض اتِّباع مثال بطرس الامين، كان هؤلاء البابوات وغيرهم نفوذا شريرا. فقد سمحوا لذنب سفك الدم والعهارة الروحية والجسدية، اضافة الى نفوذ ايزابل، بإفساد الكنيسة التي حكموها. (يعقوب ٤:٤) وفي السنة ١٩١٧ عرض كتاب تلاميذ الكتاب المقدس السر المنتهي كثيرا من الوقائع بتفصيل شديد. وهذه كانت احدى الطرائق التي بها ‹ضرب [تلاميذ الكتاب المقدس في تلك الايام] الارض بكل انواع الضربات›. — رؤيا ١١:٦؛ ١٤:٨؛ ١٧:١، ٢، ٥.
-