مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٧ ٨/‏٧ ص ١٦-‏١٩
  • ماتيرا —‏ مدينة الكهوف المأهولة الفريدة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ماتيرا —‏ مدينة الكهوف المأهولة الفريدة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ج‍و سريالي
  • شبكة مدهشة لتجميع الماء
  • بيت في الصخر
  • الانحطاط والرد
  • سلّم نحو السماء
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • ماء يمنح حياة ابدية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • هل تعلم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • كبَّدوكية —‏ حيث يعيش الناس في بيوت نحتتها الريح والمياه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٧
ع٩٧ ٨/‏٧ ص ١٦-‏١٩

ماتيرا —‏ مدينة الكهوف المأهولة الفريدة

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في ايطاليا

قبل نحو ٥٠ سنة،‏ اعتقد البعض ان المساكن الغريبة صارت تشبه «جحيم» دانتي،‏ مما دفع السلطات الى اصدار قرار يقضي بإخلائها.‏ أما اليوم فقد صار بعضها مأهولا من جديد،‏ حتى انها ضُمَّت الى قائمة «التراث الثقافي والطبيعي العالمي» بحماية منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (‏اليونسكو)‏.‏

ولكن عمَّ نتحدث؟‏ ولماذا اثارت ردود فعل متباينة كهذين في مجرى الزمان؟‏ الجواب عن السؤال الاول بسيط:‏ اننا نتحدث عن «ساسي ماتيرا» (‏حرفيا:‏ صخور ماتيرا،‏ بالايطالية)‏ الواقعة جنوبي ايطاليا،‏ تماما فوق كعب «الجزمة» الايطالية.‏ ولكن للاجابة عن السؤال الثاني،‏ يلزم ان نفهم ما هي هذه ونعرف بعض الامور عن تاريخها.‏ فلمَ لا ترافقوننا فيما نزور «السَّاسي» ونتعلم شيئا عنها؟‏

تُعتبر «السَّاسي» «بين المناظر الطبيعية الايطالية الاكثر اثارة للدهشة،‏» وفقا للكاتب ڠويدو پيوڤيني،‏ وهي في الواقع مدينة أُنعم عليها «بسحر اللامعقول.‏» ولكي نلقي نظرة شاملة على المكان،‏ نذهب الى موقع طبيعي يطل على ممر جبلي ضيق وعميق.‏ وعند الجانب المقابل لهذا المَسيل،‏ اي امامنا،‏ تقع مدينة ماتيرا.‏ وفي ضوء الصيف الساطع نرى بيوتا متشبِّثة بالصخر؛‏ تبدو كأنها مبنية الواحد فوق الآخر.‏ أما الطرقات الضيقة بينها فهي تمتد حتى اسفل الممر الجبلي،‏ وتشكّل عقدة متشابكة تشبه الى حد ما ادراج ملعب مدرَّج كبير.‏ والثقوب الكثيرة على سطح الصخر الذي نراه هي مساكن.‏ وباختصار،‏ هذه هي «السَّاسي» —‏ بيوت كهفية متشكلة من الصخر!‏

ج‍و سريالي

للوصول الى «السَّاسي» —‏ مركز مدينة ماتيرا القديم —‏ علينا ان نجتاز في المدينة العصرية،‏ بحركة مرورها وضجيجها.‏ ان دخول المدينة القديمة اشبه بالسفر عبر الزمن؛‏ لأننا ندخل جوًّا سرياليا تحلّ فيه تدريجيا صور الازمنة الغابرة محلّ ضوضاء العالم الحاضر.‏

لا تتوقعوا رؤية سكان الكهوف يخرجون.‏ فاليوم لم يعد بإمكانكم رؤية المغاور القديمة الاصلية،‏ لأن الواجهات المصنوعة من حجر الكلس،‏ إن لم يكن ابنية بكاملها،‏ شُيِّدت امامها على طراز مختلف العهود:‏ القرون الوسطى،‏ الباروكي،‏ والحديث.‏ وفيما نواصل تقدمنا،‏ نلاحظ ان المنظر يتغير دائما امام اعيننا.‏

بحسب علماء الآثار،‏ استقرت قبل آلاف قليلة من السنين جماعات من الرُّحَّل،‏ ربما من الرعيان،‏ بهذه المنطقة.‏ وكانت التجاويف الطبيعية الكثيرة المنتشرة في المنطقة تؤمن المأوى من العوامل الجوية والحيوانات المفترسة.‏ لذلك سرعان ما سُكنت كهوف كثيرة.‏ وتشير اكتشافات علماء الآثار كما يبدو الى ان المنطقة استمرت تُسكن من ذلك الحين فصاعدا.‏

لكنَّ «السَّاسي» نفسها سُكنت تدريجيا.‏ ففي الازمنة اليونانية الرومانية،‏ كانت هنالك قرية صغيرة عند النقطة الاعلى لأنف جبلي،‏ حيث يقع اليوم مركز المدينة القديمة.‏ وفي تلك الازمنة القديمة،‏ كما يكتب رفاييلي جورا لونڠو،‏ كانت «السَّاسي» عبارة عن «واديين غير مأهولين،‏ منخفَضين ممتدين عند جانبي مرتفع المدينة القديمة بشكل يشرف على الهوة السحيقة للممر الجبلي؛‏ ولم تكن الهوة مسكونة بل .‏ .‏ .‏ كانت تغطيها طبقة كثيفة من النباتات.‏» ومن اوائل القرون الوسطى،‏ بسبب التنقيب المتواصل عن حجر الكلس الرخو وشقّ الطرقات والساحات وبناء البيوت باستعمال الصخور المأخوذة من الحفريات،‏ بدأت «السَّاسي» تأخذ شكلها النموذجي.‏

كانت هنالك حاجة الى بيوت وأماكن لزرب الحيوانات ومواصلة النشاطات المتعلقة بتربية المواشي كصنع الجبن.‏ لكنَّ الزراعة كانت النشاط الرئيسي.‏ فقد أُنشئت بساتين الخضر على المصاطب الواسعة المحفورة عند جانب المَسيل العميق الذي تطلّ عليه «السَّاسي.‏» ولا يزال من الممكن رؤية آثار المصاطب.‏ وكانت الحياة الاجتماعية في معظمها متمركزة في الأحياء،‏ وهي أفنية تحيط بها مساكن عديدة.‏

شبكة مدهشة لتجميع الماء

يمكن القول ايضا ان تاريخ «السَّاسي» هو تاريخ صراع الانسان وتعايشه في الوقت نفسه مع الصخر والماء.‏ فمع ان الماء لم يكن وفيرا،‏ كانت المياه السطحية في موسم الامطار تسبِّب التحات لأرض المصاطب الزراعية —‏ بعد ان تكون قد بُنيت بمجهود كبير —‏ وهي تسقط من على جانبَي المَسيل.‏ لذلك رأى سكان «السَّاسي» انهم بحاجة الى جرّ مياه الامطار في قنوات وتجميعها.‏

ولكن كيف وأين يمكن جمعها؟‏ حُفرت في المصاطب خزّانات لا يتسرب منها الماء.‏ وكانت شبكة من القنوات والمزاريب تنقل كل الماء المتوفر نحو هذه الخزّانات التي كانت تُستعمل في البداية لأغراض زراعية اكثر من ايّ شيء آخر.‏ ووفقا للمهندس المعماري پييترو لورِيانو،‏ كان عددها «اكبر من عدد الكهوف المأهولة او من عدد الخزّانات اللازمة لمياه الشرب،‏» مما يدل على ان «خزّانات ‹السَّاسي› كانت اصلا شبكة مدهشة لتجميع الماء للري.‏»‏

وأمَّنت هذه الشبكة ايضا مياه شرب كافية،‏ وبازدياد عدد السكان،‏ صار هذا العامل مهمًّا اكثر فأكثر.‏ لهذا السبب اعتُمد ترتيب متقن.‏ فقد وُصلت الخزّانات واحدها بالآخر،‏ على المستوى نفسه وعلى المصاطب المختلفة المستويات ايضا.‏ «كما هي الحال في نظام معامل التقطير الضخمة،‏ كانت تسمح بتنقية السائل تدريجيا خلال مروره من خزّان الى آخر.‏» ثم كان الماء يُسحب من احدى الآبار الكثيرة المنتثرة في ارجاء «السَّاسي.‏» ولا يزال من الممكن رؤية فوَّهات بعض هذه الآبار حتى هذا اليوم.‏ لقد كان توفر الماء بكثرة في منطقة قاحلة كهذه امرا نادرا.‏

بيت في الصخر

فيما ننزل الادراج ونسير في متاهة الشوارع الضيقة،‏ نلاحظ ان هذه الاحياء القديمة قائمة على مستويات منحدرة،‏ بحيث اننا غالبا ما نجد انفسنا نسير على سطوح بيوت تفتح ابوابها على المصاطب تحتها.‏ وفي بعض الاماكن هنالك عشرة مستويات من المساكن،‏ الواحد فوق الآخر.‏ هنا يعيش الانسان في اتصال مباشر مع الصخر.‏ وفي القرن الـ‍ ١٣ صارت الوثائق الرسمية تدعو هذه الاحياء «ساسي.‏»‏

ونتوقف خارج احد المساكن.‏ لا ينبغي ان تخدعنا الواجهة المتقنة الصنع والحديثة نسبيا،‏ لأنه أُضيف الى المدخل الاصلي مدخل احدث مصنوع من حجر الكلس.‏ هنا احد مساكن «السَّاسي» النموذجية.‏ بعد اجتياز العتبة،‏ ننزل مجموعة من الادراج ونصل الى غرفة كبيرة كانت تجري فيها معظم النشاطات البيتية للعائلة.‏ وننزل ادراجا اخرى ونصل الى غرفة ثانية،‏ وبعدها هنالك غرفة اخرى.‏ كانت بعض الغرف خزّانات قديمة جُعلت قابلة للسكن —‏ انما سُدَّت الفتحة من فوق حيث كان الماء يدخل،‏ وحُفر لها مدخل عند جانب المصطبة.‏ وكانت الغرف الاعمق تُستعمل لإيواء الدواب،‏ في حين كانت العائلة تعيش في الغرف الاقرب الى المدخل.‏ وكان الهواء والضوء يدخلان عبر فتحة كبيرة فوق الباب.‏ ولا حاجة الى القول ان سكان «السَّاسي» اليوم لم يعودوا يزربون الدواب داخل بيوتهم!‏

ثمة مساكن كثيرة تحت مستوى الشارع.‏ ولماذا؟‏ لأنه حُفرت المداخل وحتى بعض البيوت الكهفية نفسها على منحدر خفيف للاستفادة من اشعة الشمس.‏ ففي الشتاء،‏ حين تبلغ الشمس ادنى نقطة لها في الافق،‏ تدخل اشعتها البيت فتنيره وتدفئه؛‏ أما في الصيف فلا تتجاوز اشعة الشمس المدخل،‏ فيبقى الداخل باردا ورطبا.‏ وعلى الحائط الخلفي للكهف الذي نزوره نرى كوة غير نافذة محفورة لها عدة «رفوف.‏» انها ساعة شمسية،‏ وهي مصممة لتشير الى حركة الشمس طوال السنة.‏ وعندما نعود الى الخارج،‏ ينتابنا شعور غريب.‏ فقد جعلتنا برودة الكهف ننسى حرارة الصيف في الخارج!‏

الانحطاط والرد

بصرف النظر عن الجو السريالي،‏ أُجريت «للسَّاسي» تغييرات مختلفة.‏ فمع انها بقيت لقرون نواة مدينية متماسكة وفعّالة نسبيا،‏ تغيَّر شيء خلال القرن الـ‍ ١٨.‏ فقد سدَّت الابنية والشوارع الجديدة شبكة توزيع الماء الفعّالة،‏ مما سبب مشاكل في ازالة النفايات بانتظام.‏ ونتيجة لذلك ازدادت الامراض.‏ وبسبب التغيُّرات ايضا في اقتصاد المنطقة ازداد الفقر بين العائلات المهتمة بالزراعة في «السَّاسي،‏» التي صارت مزدحمة اكثر فأكثر.‏

وبدا الانحطاط التدريجي لهذه المنطقة التي كانت جميلة امرا محتوما.‏ لذلك بهدف حلّ المشكلة كليا،‏ صدر القرار الرسمي في اوائل الخمسينات بإخلاء «السَّاسي.‏» وبالنسبة الى الاكثر من ٠٠٠‏,١٥ نسمة من سكان ماتيرا الذين كانوا عائشين هنا،‏ عنى ذلك معاناة كرب عميق،‏ وخصوصا من الناحية الاجتماعية،‏ اذ انقطعت روابط الصداقة الحميمة التي تشكّلت في هذه الاحياء.‏

ولكن يعتقد كثيرون انه يجب ألا تضيع هذه المدينة الجميلة في غياهب الزمان.‏ وهكذا،‏ بفضل اعمال الرد الفعّالة،‏ تعود «السَّاسي» ببطء الى ما كانت عليه ويعود اليها سكانها.‏ ويرغب سيَّاح كثيرون اليوم في التمتع بالهواء المتنشَّق الذي يتغلغل في ساحات «السَّاسي» القديمة وشوارعها المتشابكة.‏ وإذا جئتم يوما ما الى هذه الناحية من العالم،‏ فلمَ لا تتوقفون هنا لزيارة هذه المدينة المبنية منذ قرون والتي بزغت من الصخر؟‏

‏[الصور في الصفحتين ١٦ و ١٧]‏

١-‏ منظر شامل لـ‍ «ساسي ماتيرا»؛‏ ٢-‏ «الاحياء،‏» وثمة بئر الى الامام من الصورة يسارا؛‏ ٣-‏ داخل مسكن نموذجي؛‏ ٤-‏ كوة غير نافذة كانت تُستعمل كساعة شمسية؛‏ ٥-‏ قناة كانت تُستعمل لنقل الماء الى الخزّانات

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة