-
البر امام اللّٰه — كيف؟برج المراقبة ١٩٨٦ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
النظرة الكاثوليكية الى «التبرير»
هذه الحاجة الى المصالحة مع اللّٰه تدركها جميع الكنائس التي تدعي أنها مسيحية. ولكنّ الفهم لطريقة احرازها وللموقف المسيحي امام اللّٰه يختلف في العقيدة الكاثوليكية والبروتستانتية.
فبالنسبة الى العقيدة الكاثوليكية، تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية: «التبرير يشير الى ذلك التغيير او التحوّل في النفس الذي به ينتقل الانسان من حالة الخطية الاصلية، التي ولد فيها كولد لآدم، الى تلك التي للنعمة والبنوّة الالهية بواسطة يسوع المسيح، آدم الثاني.» ويوضح ايضا القاموس الكاثوليكي: «نحن نتقيد هنا بالعملية التي بها يرتفع الراشدون من حالة الموت والخطية الى رضى اللّٰه وصداقته. أما في ما يتعلق بالاطفال فتعلّم الكنيسة بأنهم يتبررون في المعمودية دون اي عمل من جهتهم.»
وبعبارة مختصرة، تعلم الكنيسة الكاثوليكية بأن «التبرير» هو عمل اللّٰه الذي به يصير الشخص المعتمد في الايمان الكاثوليكي حقا بارا ومقدسا بعطية «النعمة» الالهية. وتدعي ايضا ان تبريرا كهذا يمكن (١) زيادته بالاستحقاق الشخصي او الاعمال الحسنة، (٢) خسارته بالخطية المميتة وعدم الايمان، (٣) استعادته بسر التكفير المقدس. وضمن هذا الترتيب يجب ان يعترف الكاثوليكي المبرر بخطاياه للكاهن وينال الحِل. وأي «عقاب وقتي» مستوجب ايضا بعد الحِل يمكن التكفير عنه بالاعمال الحسنة او الصفح عنه بواسطة «الغفران.»a
-
-
البر امام اللّٰه — كيف؟برج المراقبة ١٩٨٦ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
لا «تبرير» الكاثوليك ولا البروتستانت
تتخطى العقيدة الكاثوليكية ما يعلمه الكتاب المقدس عندما تدّعي أنه «يصير الانسان مبررا حقا،» او بارا، بعطية النعمة الالهية الممنوحة عند المعمودية. فليست المعمودية هي التي تمحو الخطية الاصلية، بل دم المسيح المسفوك. (رومية ٥:٨، ٩) وهنالك فرق كبير بين أن يجعلنا اللّٰه ابرارا حقا وان نُحسب او نُعتبر ابرارا. (رومية ٤:٧، ٨) ان ايّ كاثوليكي مخلص، يكافح في معركته ضد الخطية، يعلم بانه لم يصر بارا حقا. (رومية ٧:١٤-١٩) فلو كان بارا حقا لما امتلك خطايا ليعترف بها للكاهن.
وعلاوة على ذلك، لو اتبعت العقيدة الكاثوليكية الكتاب المقدس لكان الكاثوليكي الشاعر بخطئه قد اعترف بخطاياه للّٰه، طالبا المغفرة بواسطة يسوع المسيح. (١ يوحنا ١:٩-٢:٢) ان تشفّع الكاهن البشري في اية مرحلة من «التبرير» لا اساس له في الكتاب المقدس، تماما كتجميع الاستحقاقات التي تتأسس عليها عقيدة الغفرانات. — عبرانيين ٧:٢٦-٢٨.
-
-
البر امام اللّٰه — كيف؟برج المراقبة ١٩٨٦ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
a بحسب العقيدة الكاثوليكية تشمل الخطية الذنب ونوعين من العقاب — الابدي والوقتي. ان الذنب والعقاب الابدي يُصفح عنهما بواسطة سر التكفير المقدس. والعقاب الوقتي يجب التكفير عنه في هذه الحياة بالاعمال الحسنة والممارسات التكفيرية، او في الحياة التالية في نار المطهر. والغفران هو صفح جزئي او كامل (مطلق) للعقاب الوقتي بتطبيق استحقاقات المسيح ومريم و«القديسين،» المخزونة في «خزينة الكنيسة.» و«الاعمال الحسنة» المطلوبة للحصول على الغفران يمكن ان تشمل الحج لمكان مقدس او التبرع بالمال لغاية «وجيهة.» وهكذا الماضي في زيد المال من اجل الحملات الصليبية ومن اجل بناء الكاتدرائيات والكنائس والمستشفيات.
-