-
الجزء ١٥: ١٠٩٥-١٤٥٣ بم — اللجوء الى السيفاستيقظ! ١٩٨٩ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
وبحلول القرن السادس كانت الامبراطورية الرومانية الغربية ميتة. وكان قد جرى استبدالها بنظيرتها الشرقية، الامبراطورية البيزنطية مع القسطنطينية كعاصمة لها. ولكنّ كنائسهما الخاصة، اذ كانت تعاني اكثر العلاقات تقلقلا، سرعان ما رأت نفسها مهدَّدة بعدو مشترك، الحيِّز الاسلامي المتَّسع بسرعة.
ادركت الكنيسة الشرقية ذلك، على ابعد حد، عندما استولى المسلمون في القرن السابع على مصر واجزاء اخرى من الامبراطورية البيزنطية تقع في شمالي افريقيا.
-
-
الجزء ١٥: ١٠٩٥-١٤٥٣ بم — اللجوء الى السيفاستيقظ! ١٩٨٩ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
وزادت الحروب الصليبية ايضا توتر الشرق-الغرب الذي كان ينمو منذ سنة ١٠٥٤ عندما حرم بطريرك الشرق ميخائيل كرولاريوس وكردينال الغرب هومبيرت احدهما الآخر على نحو متبادل. وعندما استبدل الصليبيون الكهنة اليونانيين بأساقفة لاتينيين في المدن التي استولوا عليها صار انشقاق الشرق-الغرب يمس عامة القوم.
وصار الانقسام بين الكنيستين كاملا خلال الحرب الصليبية الرابعة عندما قام البابا اينوسَنْت الثالث، استنادا الى كاهن كانتربري الانكليكاني السابق هربرت ودّامس، بِـ «لعبة مزدوجة.» فمن ناحية كان البابا غضبانا بخصوص نهب القسطنطينية. (انظروا الاطار في الصفحة ٢٢.) وكتب: «كيف يمكن التوقع من كنيسة اليونانيين ان تعود الى الاخلاص للكرسي الرسولي عندما ترى اللاتينيين يرسمون مثال الشر ويقومون بعمل ابليس بحيث صار اليونانيون، ولسبب وجيه، يبغضونهم اردأ من الكلاب.» ومن ناحية اخرى، انتهز فورا فرصة الوضع بتأسيس مملكة لاتينية هناك في ظل بطريرك غربي.
وبعد قرنين من القتال المستمر تقريبا كانت الامبراطورية البيزنطية ضعيفة جدا بحيث عجزت عن مقاومة هجمات الاتراك العثمانيين الذين استولوا اخيرا، في ٢٩ ايار ١٤٥٣، على القسطنطينية. ولم يشقّ الامبراطورية مجرد سيف اسلامي بل السيف الذي استعملته ايضا ببراعة الكنيسة في روما شقيقة الامبراطورية.
-