-
‹لنتَّقد بالروح›برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
‹لِنَتَّقِدْ بِٱلرُّوحِ›
«لَا تَتَوَانَوْا فِي عَمَلِكُمْ. اِتَّقِدُوا بِٱلرُّوحِ. اُخْدُمُوا يَهْوَهَ كَعَبِيدٍ». — رو ١٢:١١.
١ لِمَاذَا قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ وَٱلْقَرَابِينَ ٱلْأُخْرَى؟
يُقَدِّرُ يَهْوَه ٱلذَّبَائِحَ ٱلطَّوْعِيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا خُدَّامُهُ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لَهُ وَإِذْعَانِهِمْ لِمَشِيئَتِهِ. فَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ، قَبِلَ ٱللّٰهُ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ وَٱلْقَرَابِينَ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِطَاعَةً لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ هذِهِ ٱلتَّقْدِمَاتِ نَيْلَ ٱلْغُفْرَانِ عَنِ ٱلْخَطَايَا وَٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلشُّكْرِ. وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه لَا يَطْلُبُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تَقْدِيمَ ذَبَائِحَ حَرْفِيَّةٍ، إِلَّا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَظْهَرَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا أَنَّ ٱللّٰهَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا تَقْدِيمَ نَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ. فَمَا هُوَ؟
ذَبِيحَةٌ حَيَّةٌ
٢ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْيَا حَيَاتَنَا، وَمَاذَا يَسْتَلْزِمُ ذلِكَ؟
٢ اِقْرَأْ روما ١٢:١، ٢. يُوضِحُ بُولُسُ فِي أَوَائِلِ رِسَالَتِهِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ أَوْ أُمَمِيٍّ، تَبَرَّرُوا أَمَامَ ٱللّٰهِ بِٱلْإِيمَانِ لَا بِٱلْأَعْمَالِ. (رو ١:١٦؛ ٣:٢٠-٢٤) وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٢، يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَجِبُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱمْتِنَانِهِمْ بِٱلْعَيْشِ حَيَاةً تَتَّسِمُ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا. فَبِمَا أَنَّ ٱلنَّقْصَ ٱلْمَوْرُوثَ جَعَلَنَا تَحْتَ «شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ»، يَنْبَغِي أَنْ نُغَيِّرَ شَكْلَنَا، أَيْ أَنْ ‹نَتَجَدَّدَ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا›، وَذلِكَ بِتَغْيِيرِ مُيُولِنَا تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا. (رو ٨:٢؛ اف ٤:٢٣) وَلَا يُمْكِنُ ٱلْقِيَامُ بِهذَا ٱلتَّغْيِيرِ ٱلْكُلِّيِّ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ وَرُوحِهِ. كَمَا أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ ٱلْعَمَلَ بِعَزْمٍ مِنْ جِهَتِنَا، مُسْتَخْدِمِينَ ‹قُوَّتَنَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›. وَهذَا يَعْنِي أَنْ نَبْذُلَ وُسْعَنَا لِئَلَّا ‹نُشَاكِلَ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا› بِآدَابِهِ ٱلْمُنْحَطَّةِ، تَسْلِيَتِهِ ٱلْفَاسِدَةِ، وَتَفْكِيرِهِ ٱلْمُنْحَرِفِ. — اف ٢:١-٣.
٣ لِمَاذَا نَنْهَمِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٣ يَدْعُونَا بُولُسُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ ‹قُوَّتَنَا ٱلْعَقْلِيَّةَ› لِنَتَبَيَّنَ بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ «مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». فَلِمَاذَا نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا، نَتَأَمَّلُ فِي مَا نَقْرَأُهُ، نُصَلِّي، نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، وَنَشْتَرِكُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ هَلِ ٱلسَّبَبُ حَضُّ ٱلشُّيُوخِ لَنَا عَلَى فِعْلِ ذلِكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّنَا شَاكِرُونَ لِلشُّيُوخِ عَلَى تَذْكِيرَاتِهِمِ ٱلْمُسَاعِدَةِ، غَيْرَ أَنَّنَا نَنْهَمِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِأَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ يَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ مَحَبَّتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ لَهُ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ ٱقْتِنَاعًا شَخْصِيًّا أَنَّهُ بِٱلْقِيَامِ بِهذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ نُتَمِّمُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ لَنَا. (زك ٤:٦؛ اف ٥:١٠) وَكَمْ نَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ إِذْ نُدْرِكُ أَنَّهُ بِٱلْعَيْشِ حَيَاةً مَسِيحِيَّةً يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ مَقْبُولِينَ فِي نَظَرِ يَهْوَه!
مَوَاهِبُ مُتَنَوِّعَةٌ
٤، ٥ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَخْدِمَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَوَاهِبَهُمْ؟
٤ اِقْرَأْ روما ١٢:٦-٨، ١١. يُوضِحُ بُولُسُ «أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَنَا». وَبَعْضُ هذِهِ ٱلْمَوَاهِبِ — كَٱلْوَعْظِ وَٱلْإِشْرَافِ — تَخُصُّ عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَجْرِي حَضُّهُمْ عَلَى ٱلْإِشْرَافِ «بِٱجْتِهَادٍ».
٥ وَيُشِيرُ بُولُسُ أَنَّ عَلَى ٱلنُّظَّارِ أَنْ يُظْهِرُوا هذَا ٱلِٱجْتِهَادَ عَيْنَهُ فِي تَعْلِيمِهِمْ وَقِيَامِهِمْ ‹بِٱلْخِدْمَةِ›. وَحَسْبَمَا يَبْدُو، تُظْهِرُ ٱلْقَرِينَةُ أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ «خِدْمَةٍ» تَجْرِي فِي ٱلْجَمَاعَةِ، أَوِ ‹ٱلْجَسَدِ ٱلْوَاحِدِ›. (رو ١٢:٤، ٥) وَهذِهِ ٱلْخِدْمَةُ مُشَابِهَةٌ لِتِلْكَ ٱلْمَذْكُورِ عَنْهَا فِي الاعمال ٦:٤ حَيْثُ يُعْلِنُ ٱلرُّسُلُ: «أَمَّا نَحْنُ فَنَعْكُفُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَخِدْمَةِ ٱلْكَلِمَةِ». فَمَاذَا تَشْمُلُ هذِهِ ٱلْخِدْمَةُ؟ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَسْتَخْدِمُونَ مَوَاهِبَهُمْ لِبُنْيَانِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَهُمْ يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ ‹يَنْهَمِكُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ› حِينَ يَجْتَهِدُونَ فِي مَنْحِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلتَّوْجِيهَ وَٱلْإِرْشَادَ ٱسْتِنَادًا إِلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَلِكَيْ يُتَمِّمُوا هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ كَمَا يَجِبُ، يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ بِٱلدَّرْسِ وَٱلْبَحْثِ وَٱلتَّعْلِيمِ وَٱلرِّعَايَةِ. فَيَلْزَمُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ ٱلنُّظَّارُ مَوَاهِبَهُمْ بِكُلِّ إِخْلَاصٍ وَيَعْتَنُوا بِٱلْخِرَافِ «بِسُرُورٍ». — رو ١٢:٧، ٨؛ ١ بط ٥:١-٣.
٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:١١، ٱلْآيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِهذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٦ يُضِيفُ بُولُسُ: «لَا تَتَوَانَوْا فِي عَمَلِكُمْ. اِتَّقِدُوا بِٱلرُّوحِ. اُخْدُمُوا يَهْوَهَ كَعَبِيدٍ». فَإِذَا لَاحَظْنَا أَيَّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّرَاخِي فِي خِدْمَتِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ عَادَاتِ دَرْسِنَا وَنُصَلِّيَ تَكْرَارًا وَبِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ طَلَبًا لِرُوحِ يَهْوَه ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلْفُتُورِ وَإِضْرَامِ ٱلْغَيْرَةِ. (لو ١١:٩، ١٣؛ رؤ ٢:٤؛ ٣:١٤، ١٥، ١٩) فَقَدْ قَوَّى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ وَمَكَّنَهُمْ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ عَنْ «عَظَائِمِ ٱللّٰهِ». (اع ٢:٤، ١١) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا هذَا ٱلرُّوحُ أَنْ نَكُونَ غَيُورِينَ فِي خِدْمَتِنَا، أَنْ ‹نَتَّقِدَ بِٱلرُّوحِ›.
اَلتَّوَاضُعُ وَٱلِٱحْتِشَامُ
٧ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَخْدُمَ بِتَوَاضُعٍ وَٱحْتِشَامٍ؟
٧ اِقْرَأْ روما ١٢:٣، ١٦. مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَوَاهِبُ ٱلَّتِي نَتَحَلَّى بِهَا فَهِيَ مُعْطَاةٌ لَنَا «بِنِعْمَةِ» يَهْوَه. يَذْكُرُ بُولُسُ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى: «أَهْلِيَّتُنَا مَصْدَرُهَا ٱللّٰهُ». (٢ كو ٣:٥) وَعَلَيْهِ، يَجِبُ أَلَّا نَجْلُبَ ٱلْمَجْدَ لِأَنْفُسِنَا. فَيَنْبَغِي أَنْ نَعْتَرِفَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ ٱلَّذِي نُحْرِزُهُ فِي خِدْمَتِنَا هُوَ بِبَرَكَةِ ٱللّٰهِ، وَلَيْسَ بِجَدَارَتِنَا. (١ كو ٣:٦، ٧) يَكْتُبُ بُولُسُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ: «أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ». طَبْعًا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَشْعُرَ بِٱحْتِرَامِ ٱلذَّاتِ وَٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ فِي خِدْمَتِنَا، وَلكِنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ — أَيْ إِدْرَاكَ ٱلْمَرْءِ حُدُودَهُ — يُجَنِّبُنَا ٱلتَّشَبُّثَ بِآرَائِنَا. فَعِوَضَ ذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ «بِرَزَانَةٍ».
٨ كَيْفَ يَمْنَعُنَا ٱلتَّوَاضُعُ مِنْ أَنْ نَكُونَ ‹فَطِنِينَ فِي عُيُونِ أَنْفُسِنَا›؟
٨ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ أَنْ نَتَفَاخَرَ بِإِنْجَازَاتِنَا لِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي›. (١ كو ٣:٧) وَيَذْكُرُ بُولُسُ أَنَّ ٱللّٰهَ قَسَّمَ لِكُلِّ فَرْدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ «مِقْدَارًا مِنَ ٱلْإِيمَانِ» — أَيْ مَنَحَهُ مَقْدِرَاتٍ وَمَوَاهِبَ مُعَيَّنَةً. فَعِوَضَ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلتَّفَوُّقِ، عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ مَا يُنْجِزُهُ ٱلْآخَرُونَ هُوَ بِحَسَبِ مِقْدَارِ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي لَدَيْهِمْ. وَيُضِيفُ بُولُسُ: «فَكِّرُوا فِي ٱلْآخَرِينَ كَمَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ». كَمَا أَنَّهُ يَقُولُ لَنَا فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى مِنْ رَسَائِلِهِ أَلَّا نَعْمَلَ ‹شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ، بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَنَا›. (في ٢:٣) وَٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّ كُلًّا مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَتَفَوَّقُ عَلَيْنَا فِي مَجَالٍ مَا يَتَطَلَّبُ تَوَاضُعًا صَادِقًا وَجُهْدًا كَبِيرًا. فَٱلتَّوَاضُعُ يَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ ‹فَطِنِينَ فِي عُيُونِ أَنْفُسِنَا›. وَفِي حِينِ أَنَّ ٱمْتِيَازَاتِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ قَدْ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْبَعْضِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْجَمِيعَ يُمْكِنُ أَنْ يُحِسُّوا بِفَرَحٍ عَمِيقٍ عِنْدَمَا يُنْجِزُونَ ‹أُمُورًا وَضِيعَةً›، أُمُورًا لَا يُلَاحِظُهَا ٱلْآخَرُونَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ. — ١ بط ٥:٥.
وَحْدَتُنَا ٱلْمَسِيحِيَّةُ
٩ لِمَاذَا شَبَّهَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ بِأَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ؟
٩ اِقْرَأْ روما ١٢:٤، ٥، ٩، ١٠. شَبَّهَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ بِأَعْضَاءِ جَسَدٍ يَعْمَلُونَ مَعًا بِٱتِّحَادٍ، وَرَأْسُهُمْ هُوَ ٱلْمَسِيحُ. (كو ١:١٨) وَذَكَّرَهُمْ أَنَّ لِلْجَسَدِ أَعْضَاءً كَثِيرَةً لِكُلٍّ مِنْهَا عَمَلٌ مُخْتَلِفٌ، وَأَنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَثِيرِينَ «جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ». كَمَا أَنَّهُ حَضَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي أَفَسُسَ: «لِنَنْمُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ ٱلَّذِي هُوَ ٱلرَّأْسُ، ٱلْمَسِيحِ. مِنْهُ كُلُّ ٱلْجَسَدِ، إِذْ هُوَ مُقْتَرِنٌ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ وَفِيهِ تَعَاوُنٌ مِنْ خِلَالِ كُلِّ مَفْصِلٍ يُؤَدِّي مَا يَلْزَمُ، بِحَسَبِ عَمَلِ كُلِّ عُضْوٍ بِٱلْمِقْدَارِ ٱلْمُلَائِمِ، يَعْمَلُ عَلَى نُمُوِّ ٱلْجَسَدِ لِبُنْيَانِ ذَاتِهِ بِٱلْمَحَبَّةِ». — اف ٤:١٥، ١٦.
١٠ أَيَّةُ سُلْطَةٍ يَجِبُ أَنْ يَعْتَرِفَ بِهَا ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›؟
١٠ صَحِيحٌ أَنَّ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› لَيْسُوا جُزْءًا مِنْ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ هذَا ٱلتَّشْبِيهِ. (يو ١٠:١٦) فَبُولُسُ يَذْكُرُ أَنَّ يَهْوَه «أَخْضَعَ . . . كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيِ [ٱلْمَسِيحِ]، وَجَعَلَهُ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْجَمَاعَةِ». (اف ١:٢٢) وَٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ هُمْ جُزْءٌ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ› ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَه تَحْتَ رِئَاسَةِ ٱبْنِهِ. كَمَا أَنَّهُمْ بَيْنَ ‹ٱلْمُمْتَلَكَاتِ› ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱلْمَسِيحُ فِي عُهْدَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥-٤٧) لِذلِكَ، عَلَى ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِٱلْمَسِيحِ رَأْسًا لَهُمْ وَيُذْعِنُوا لِلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ وَهَيْئَتِهِ ٱلْحَاكِمَةِ وَلِلرِّجَالِ ٱلْمُعَيَّنِينَ نُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (عب ١٣:٧، ١٧) وَهذَا مَا يُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
١١ مَا هُوَ أَسَاسُ وَحْدَتِنَا، وَأَيَّةُ نَصَائِحَ أَعْطَاهَا بُولُسُ؟
١١ وَٱلْمَحَبَّةُ، ‹رِبَاطُ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلُ›، هِيَ أَسَاسُ هذِهِ ٱلْوَحْدَةِ. (كو ٣:١٤) وَيُشَدِّدُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ قَائِلًا إِنَّ مَحَبَّتَنَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ «بِلَا رِيَاءٍ» وَإِنَّ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَحِنَّ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ›. وَهذَا مَا يَخْلُقُ جَوًّا مِنَ ٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْمُتَبَادَلِ. ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ: «خُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا». وَلكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَعْنِي أَبَدًا أَنْ نَكُونَ مُتَسَاهِلِينَ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وُسْعِنَا لِإِبْقَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ طَاهِرَةً. فَعِنْدَ إِعْطَاءِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ، قَالَ بُولُسُ: «اُمْقُتُوا مَا هُوَ شَرٌّ، وَٱلْتَصِقُوا بِمَا هُوَ صَالِحٌ».
مَسْلَكُ ٱلضِّيَافَةِ
١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي مَقْدُونِيَةَ ٱلْقَدِيمَةِ؟
١٢ اِقْرَأْ روما ١٢:١٣. تَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِإِخْوَتِنَا أَنْ ‹نُشَارِكَ ٱلْقِدِّيسِينَ حَسَبَ حَاجَاتِهِمْ›، وَذلِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِنَا. حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ نَمْلِكُ ٱلْكَثِيرَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَارِكَ ٱلْآخَرِينَ فِي مَا لَدَيْنَا. فَقَدْ ذَكَرَ بُولُسُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي مَقْدُونِيَةَ: «فِي ٱمْتِحَانٍ عَظِيمٍ تَحْتَ ٱلْمَشَقَّةِ أَدَّى فَرَحُهُمُ ٱلْجَزِيلُ وَفَقْرُهُمُ ٱلشَّدِيدُ إِلَى ٱزْدِيَادِ غِنَى كَرَمِهِمْ. وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِهِمْ، أَنَا أَشْهَدُ، بَلْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ. وَلَمْ يَنْفَكُّوا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ يَلْتَمِسُونَ مِنَّا بِتَوَسُّلٍ كَثِيرٍ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ ٱمْتِيَازُ عَمَلِ ٱلْإِحْسَانِ وَٱشْتِرَاكٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ [فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ]». (٢ كو ٨:٢-٤) فَٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مَقْدُونِيَةَ كَانُوا كُرَمَاءَ رَغْمَ فَقْرِهِمْ إِذِ ٱعْتَبَرُوهُ ٱمْتِيَازًا أَنْ يُشَارِكُوا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُحْتَاجِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.
١٣ مَاذَا تَعْنِي عِبَارَةُ «ٱتَّبِعُوا مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ»؟
١٣ إِنَّ عِبَارَةَ «ٱتَّبِعُوا مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ» هِيَ تَرْجَمَةٌ لِعِبَارَةٍ يُونَانِيَّةٍ تُشِيرُ ضِمْنًا إِلَى أَخْذِ ٱلْمُبَادَرَةِ. وَتَنْقُلُ ٱلتَّرْجَمَةُ ٱلْيَسُوعِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ: «كُونُوا . . . إِلَى ضِيَافَةِ ٱلْغُرَبَاءِ مُبَادِرِينَ». وَيُمْكِنُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ بِدَعْوَةِ شَخْصٍ إِلَى تَنَاوُلِ وَجْبَةِ طَعَامٍ، مُبَادَرَةٌ جَدِيرَةٌ بِٱلْمَدْحِ حِينَ تَكُونُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ. وَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا حِسُّ ٱلْمُبَادَرَةِ، فَسَنَكْتَشِفُ طَرَائِقَ كَثِيرَةً أُخْرَى لِإِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ. مَثَلًا، إِذَا كَانَ وَضْعُنَا ٱلْمَادِّيُّ أَوْ صِحَّتُنَا لَا يَسْمَحَانِ لَنَا بِدَعْوَةِ ٱلْغَيْرِ إِلَى وَجْبَةِ طَعَامٍ، يُمْكِنُنَا دَعْوَتُهُمْ إِلَى شُرْبِ فِنْجَانِ قَهْوَةٍ أَوْ شَايٍ أَوْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ.
١٤ (أ) أَيُّ جَذْرَيْنِ يُؤَلِّفَانِ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «ضِيَافَةٍ»؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ ٱهْتِمَامَنَا بِٱلْأَجَانِبِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٤ لِلضِّيَافَةِ وَجْهٌ آخَرُ يَرْتَبِطُ بِنَظْرَتِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «ضِيَافَةٍ» مُؤَلَّفَةٌ مِنَ ٱلْجَذْرَيْنِ «مَحَبَّةٍ» وَ «غَرِيبٍ». فَكَيْفَ نَشْعُرُ إِزَاءَ ٱلْغُرَبَاءِ أَوِ ٱلْأَجَانِبِ؟ إِنَّ ٱلسَّعْيَ إِلَى تَعَلُّمِ لُغَةٍ أُخْرَى بُغْيَةَ ٱلْكِرَازَةِ لِلْأَجَانِبِ ٱلَّذِينَ يَنْتَقِلُونَ لِلْعَيْشِ فِي مُقَاطَعَاتِنَا هُوَ إِعْرَابٌ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ. طَبْعًا، كَثِيرُونَ مِنَّا لَيْسَ فِي مَقْدُورِهِمْ تَعَلُّمُ لُغَةٍ أُخْرَى. وَلكِنْ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نَلْعَبَ دَوْرًا فَعَّالًا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْأَجَانِبِ بِٱسْتِخْدَامِ كُرَّاسِ بِشَارَةٌ لِلنَّاسِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، ٱلَّذِي يَتَضَمَّنُ خَبَرًا مُفْرِحًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ. فَهَلْ حَصَدْتَ أَيَّةَ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ هذَا ٱلْكُرَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
اَلتَّقَمُّصُ ٱلْعَاطِفِيُّ
١٥ أَيَّةُ مَشَاعِرَ أَعْرَبَ عَنْهَا يَسُوعُ تَنْسَجِمُ مَعَ رُوحِ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:١٥؟
١٥ اِقْرَأْ روما ١٢:١٥. يُمْكِنُ تَلْخِيصُ مَشُورَةِ بُولُسَ فِي هذَا ٱلْعَدَدِ بِكَلِمَتَيْنِ: إِظْهَارُ ٱلتَّعَاطُفِ. فَيَلْزَمُ أَنْ نَتَعَلَّمَ تَفَهُّمَ مَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ وَمُشَاطَرَتَهُمْ أَفْرَاحَهُمْ وَأَتْرَاحَهُمْ. وَإِذَا كُنَّا مُتَّقِدِينَ بِٱلرُّوحِ فَسَيَلْمُسُونَ تَعَاطُفَنَا مَعَهُمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حِينَ عَادَ تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِ ٱلسَّبْعُونَ فَرِحِينَ مِنْ حَمْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ وَأَخْبَرُوهُ بِثِمَارِ خِدْمَتِهِمْ، «تَهَلَّلَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». (لو ١٠:١٧-٢١) فَقَدْ شَارَكَهُمْ فَرْحَتَهُمْ. وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، ‹بَكَى يَسُوعُ مَعَ ٱلْبَاكِينَ› حِينَ مَاتَ صَدِيقُهُ لِعَازَرُ. — يو ١١:٣٢-٣٥.
١٦ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ، وَمَنْ بِشَكْلٍ خَاصٍّ يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلُوا ذلِكَ؟
١٦ عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي إِظْهَارِ ٱلتَّعَاطُفِ. فَعِنْدَمَا يَفْرَحُ إِخْوَتُنَا وَأَخَوَاتُنَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ، يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ لِفَرَحِهِمْ. كَذلِكَ، يَجِبُ أَنْ نَحِسَّ بِآلَامِهِمْ وَأَحْزَانِهِمْ. وَإِذَا خَصَّصْنَا ٱلْوَقْتَ لِنُصْغِيَ بِتَعَاطُفٍ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ عَاطِفِيًّا فَسَيَشْعُرُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِرَاحَةٍ كَبِيرَةٍ. وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، قَدْ تَتَحَرَّكُ مَشَاعِرُنَا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ بِحَيْثُ لَا نَقْوَى عَلَى حَبْسِ دُمُوعِنَا إِعْرَابًا عَنْ تَعَاطُفِنَا ٱلصَّادِقِ. (١ بط ١:٢٢) وَعَلَى ٱلشُّيُوخِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ أَنْ يُطَبِّقُوا مَشُورَةَ بُولُسَ فِي إِظْهَارِ ٱلتَّعَاطُفِ.
١٧ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ حَتَّى ٱلْآنَ، وَمَاذَا سَنُعَالِجُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ إِنَّ ٱلْأَعْدَادَ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا حَتَّى ٱلْآنَ مِنْ رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ أَسْدَتْ إِلَيْنَا مَشُورَةً تُفِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ كَمَسِيحِيِّينَ وَفِي عَلَاقَتِنَا بِإِخْوَتِنَا. وَسَنَتَنَاوَلُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ ٱلْأَعْدَادَ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ هذَا ٱلْإِصْحَاحِ، ٱلَّتِي تُعَالِجُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ وَنُعَامِلَ ٱلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُقَاوِمُونَ وَٱلْمُضْطَهِدُونَ.
-
-
‹لنُسالم جميع الناس›برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
‹لِنُسَالِمْ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›
«إِنْ كَانَ مُمْكِنًا، فَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِكُمْ، سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ». — رو ١٢:١٨.
١، ٢ (أ) مَاذَا قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ؟ (ب) أَيْنَ نَجِدُ ٱلْمَشُورَةَ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلتَّصَرُّفِ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْمُقَاوَمَةِ؟
قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ إِنَّ ٱلْعَالَمَ سَيُقَاوِمُهُمْ، وَشَرَحَ لَهُمُ ٱلسَّبَبَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ. فَقَدْ ذَكَرَ لِرُسُلِهِ: «لَوْ كُنْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ ٱلْعَالَمُ يُعِزُّ مَا هُوَ لَهُ. وَلٰكِنْ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ، لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ ٱلْعَالَمُ». — يو ١٥:١٩.
٢ لَمَسَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ تِلْكَ. فَقَدْ كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى رَفِيقِهِ ٱلشَّابِّ تِيمُوثَاوُسَ: «أَمَّا أَنْتَ فَبِدِقَّةٍ ٱتَّبَعْتَ تَعْلِيمِي، وَمَسْلَكَ حَيَاتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَطُولَ أَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَٱحْتِمَالِي، وَٱضْطِهَادَاتِي، وَآلَامِي». ثُمَّ أَضَافَ: «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا». (٢ تي ٣:١٠-١٢) وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا، أَعْطَى مَشُورَةً حَكِيمَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفُوا عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْمُقَاوَمَةِ. نَحْنُ أَيْضًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَرْشِدَ بِكَلِمَاتِهِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هذَا.
‹لِنَحْرِصْ أَنْ نَعْمَلَ أُمُورًا حَسَنَةً›
٣، ٤ كَيْفَ يُمْكِنُ تَطْبِيقُ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:١٧ (أ) فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلْمُنْقَسِمَةِ دِينِيًّا؟ (ب) عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ جِيرَانِنَا؟
٣ اِقْرَأْ روما ١٢:١٧. أَوْضَحَ بُولُسُ أَنَّهُ عِنْدَمَا نُجَابَهُ بِمَوْقِفٍ عِدَائِيٍّ، يَنْبَغِي أَلَّا نَرُدَّ صَاعًا بِصَاعٍ. وَتَطْبِيقُ مَشُورَتِهِ هذِهِ مُهِمٌّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلْمُنْقَسِمَةِ دِينِيًّا. فَرَفِيقُ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمَسِيحِيُّ يَكْبَحُ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلْمُبَادَلَةِ بِٱلْمِثْلِ عِنْدَمَا تُوَجَّهُ إِلَيْهِ كَلِمَاتٌ قَاسِيَةٌ أَوْ يُعَامَلُ بِفَظَاظَةٍ. ‹فَمُبَادَلَةُ ٱلْسُّوءِ بِٱلسُّوءِ› لَا يَتَأَتَّى عَنْهَا أَيُّ خَيْرٍ بَلْ تَزِيدُ ٱلطِّينَ بِلَّةً.
٤ بِٱلْمُقَابِلِ، يَنْصَحُنَا بُولُسُ بِمَسْلَكٍ أَفْضَلَ. قَالَ: «اِحْرِصُوا أَنْ تَعْمَلُوا أُمُورًا حَسَنَةً بِمَرْأًى مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ». مَثَلًا، إِنَّ ٱلزَّوْجَةَ ٱلَّتِي تُعَامِلُ زَوْجَهَا بِلُطْفٍ بَعْدَ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِكَلَامٍ بَغِيضٍ يَنِمُّ عَنْ قِلَّةِ ٱحْتِرَامٍ لِمُعْتَقَدَاتِهَا تَتَفَادَى إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ ٱلْخَوْضَ فِي جِدَالٍ عَنِيفٍ. (ام ٣١:١٢) يُخْبِرُ كارلوس، وَهُوَ ٱلْآنَ عُضْوٌ فِي إِحْدَى عَائِلَاتِ بَيْتَ إِيلَ، كَيْفَ تَخَطَّتْ أُمُّهُ مُقَاوَمَةَ أَبِيهِ ٱلشَّدِيدَةَ بِحِرْصِهَا عَلَى إِظْهَارِ ٱللُّطْفِ لَهُ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْبَيْتِ كَمَا يَجِبُ. وَيَذْكُرُ: «شَجَّعَتْنَا نَحْنُ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ نَحْتَرِمَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ. كَمَا أَصَرَّتْ أَنْ أَلْعَبَ مَعَهُ إِحْدَى ٱلْأَلْعَابِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَجْعَلُهُ رَائِقَ ٱلْمِزَاجِ، مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لُعْبَتِي ٱلْمُفَضَّلَةَ». وَفِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ، ٱبْتَدَأَ وَالِدُهُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ثُمَّ ٱعْتَمَدَ. لكِنَّ مَشُورَةَ بُولُسَ أَنْ نَعْمَلَ ‹أُمُورًا حَسَنَةً بِمَرْأًى مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ› لَا تَقْتَصِرُ عَلَى ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلتَّعَامُلَ مَعَ جِيرَانِنَا. فَلَطَالَمَا قَدَّمَ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْمُسَاعَدَةَ لِجِيرَانِهِمْ عِنْدَ حُلُولِ ٱلْكَوَارِثِ، مُتَغَلِّبِينَ بِذلِكَ عَلَى ٱلتَّحَامُلِ.
تَلْيِينُ قُلُوبِ ٱلْمُقَاوِمِينَ ‹بِتَكْوِيمِ جَمْرِ نَارٍ›
٥، ٦ (أ) كَيْفَ يُكَوَّمُ ‹جَمْرُ نَارٍ› عَلَى رَأْسِ ٱلْمُقَاوِمِينَ؟ (ب) اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارًا مَحَلِّيًّا يُظْهِرُ فَوَائِدَ تَطْبِيقِ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:٢٠.
٥ اِقْرَأْ روما ١٢:٢٠. عِنْدَ كِتَابَةِ هذِهِ ٱلْآيَةِ، لَا شَكَّ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي كَلِمَاتِ الامثال ٢٥:٢١، ٢٢ ٱلَّتِي تَقُولُ: «إِذَا جَاعَ مُبْغِضُكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا، وَإِذَا عَطِشَ فَٱسْقِهِ مَاءً؛ فَإِنَّكَ تَجْمَعُ عَلَى رَأْسِهِ جَمْرًا، وَيَهْوَهُ يُكَافِئُكَ». لَمْ يَقْصِدْ بُولُسُ فِي مَشُورَتِهِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ أَنَّ تَكْوِيمَ جَمْرِ ٱلنَّارِ هُوَ ٱلِٱنْتِقَامُ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ أَوْ إِلْحَاقُ ٱلْخِزْيِ بِهِمْ. بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ، تُشِيرُ ٱلْكَلِمَاتُ فِي ٱلْأَمْثَالِ — وَكَذلِكَ كَلِمَاتُ بُولُسَ فِي رُومَا — إِلَى طَرِيقَةٍ ٱتُّبِعَتْ قَدِيمًا لِتَنْقِيَةِ ٱلْمَعَادِنِ. ذَكَرَ ٱلْعَالِمُ ٱلْإِنْكِلِيزِيُّ تشارلز بريدجز ٱلَّذِي عَاشَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ: ‹لَا يَكْفِي وَضْعُ ٱلْمَعْدِنِ غَيْرِ ٱلْقَابِلِ لِلتَّطْرِيقِ فَوْقَ ٱلنَّارِ، بَلْ يَنْبَغِي تَكْوِيمُ جَمْرِ نَارٍ عَلَيْهِ كَيْ يَذُوبَ. كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ، قِلَّةٌ مِنَ ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُتَحَجِّرَةِ لَا تَلِينُ بِفِعْلِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلصَّبُورَةِ، غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ، وَٱلْمُتَّقِدَةِ›.
٦ وَمِثْلَ ‹جَمْرِ ٱلنَّارِ›، يُمْكِنُ أَنْ تُرَقِّقَ ٱلْأَعْمَالُ ٱللَّطِيفَةُ قُلُوبَ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَتُهَدِّئَ مَشَاعِرَ ٱلْعِدَاءِ ٱلَّتِي يُكِنُّونَهَا تِجَاهَنَا. وَيُمْكِنُهَا أَيْضًا أَنْ تُغَيِّرَ مَوْقِفَ ٱلنَّاسِ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه وَمِنْ رِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي يَكْرِزُونَ بِهَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «حَافِظُوا عَلَى سُلُوكِكُمُ ٱلْحَسَنِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، لِيَكُونُوا فِي مَا يَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي سُوءٍ، يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ فِي يَوْمِ تَفَقُّدِهِ نَتِيجَةَ أَعْمَالِكُمُ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي هُمْ شُهُودُ عِيَانٍ لَهَا». — ١ بط ٢:١٢.
‹لِنُسَالِمْ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›
٧ مَا هُوَ ٱلسَّلَامُ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ، وَإِلَامَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا؟
٧ اِقْرَأْ روما ١٢:١٨. وَعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي قَضَاهَا مَعَهُمْ: «سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلَامِي أُعْطِيكُمْ». (يو ١٤:٢٧) إِنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ ٱلْمَسِيحُ مَعَ تَلَامِيذِهِ هُوَ ٱلْهُدُوءُ ٱلدَّاخِلِيُّ ٱلَّذِي يَخْتَبِرُونَهُ عِنْدَمَا يَشْعُرُونَ بِمَحَبَّةِ وَرِضَى يَهْوَه ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ. وَهذَا ٱلسَّلَامُ ٱلدَّاخِلِيُّ يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱلْعَيْشِ بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُحِبُّونَ وَيَصْنَعُونَ ٱلسَّلَامَ. — مت ٥:٩.
٨ كَيْفَ نَكُونُ صَانِعِي سَلَامٍ فِي ٱلْبَيْتِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ هِيَ تَسْوِيَةُ ٱلْخِلَافَاتِ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ عِوَضَ تَرْكِهَا تَزْدَادُ حِدَّةً. (ام ١٥:١٨؛ اف ٤:٢٦) وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَرْبِطُ بَيْنَ ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ وَرَدْعِ ٱللِّسَانِ. (١ بط ٣:١٠، ١١) وَقَدْ شَدَّدَ يَعْقُوبُ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ نَفْسِهَا. فَبَعْدَ أَنْ أَعْطَى مَشُورَةً حَازِمَةً حَوْلَ ٱلِٱسْتِخْدَامِ ٱللَّائِقِ لِلِّسَانِ وَضَرُورَةِ تَجَنُّبِ ٱلْغَيْرَةِ وَٱلنَّزْعَةِ إِلَى ٱلْخِصَامِ، كَتَبَ قَائِلًا: «أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً، لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي. وَثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلَامِ لِصَانِعِي ٱلسَّلَامِ». — يع ٣:١٧، ١٨.
٩ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَجِبُ أَنْ يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا فِيمَا نَسْعَى إِلَى ‹مُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›؟
٩ لَا يَقْتَصِرُ كَلَامُ بُولُسَ فِي روما ١٢:١٨ عَلَى مُسَالَمَةِ ٱلْغَيْرِ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَقَدْ قَالَ إِنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ ‹نُسَالِمَ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›. وَيَشْمُلُ هؤُلَاءِ جِيرَانَنَا، زُمَلَاءَنَا فِي ٱلْعَمَلِ، رُفَقَاءَنَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي خِدْمَتِنَا ٱلْعَلَنِيَّةِ. إِلَّا أَنَّ بُولُسَ أَوْصَانَا أَنْ نُسَالِمَ ٱلْآخَرِينَ ‹إِنْ كَانَ ذلِكَ مُمْكِنًا، وَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِنَا›. وَهذَا يَعْنِي أَنْ نَفْعَلَ قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ ‹لِنُسَالِمَ ٱلْجَمِيعَ› وَلكِنْ دُونَ أَنْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ.
اَلِٱنْتِقَامُ لِيَهْوَه
١٠، ١١ كَيْفَ ‹نُعْطِي مَكَانًا لِلسُّخْطِ›، وَلِمَاذَا؟
١٠ اِقْرَأْ روما ١٢:١٩. عَلَيْنَا أَنْ ‹نَمْلِكَ أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا تَحْصُلُ إِسَاءَةٌ› وَأَنْ نَتَصَرَّفَ «بِوَدَاعَةٍ» حَتَّى مَعَ «ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْمُخَالِفَةِ» ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ عَمَلَنَا وَرِسَالَتَنَا، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُضْطَهِدُونَ. (٢ تي ٢:٢٣-٢٥) فَقَدْ أَشَارَ بُولُسُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِأَلَّا يَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِهِمْ بَلْ أَنْ ‹يُعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ›. سُخْطُ مَنْ؟ طَبْعًا، لَمْ يَكُنْ بُولُسُ يَقْصِدُ هُنَا أَنْ نُطْلِقَ ٱلْعِنَانَ لِسُخْطِنَا. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى سُخْطِ ٱللّٰهِ. فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلِٱنْتِقَامَ لَيْسَ لَنَا. كَتَبَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «كُفَّ عَنِ ٱلْغَضَبِ وَٱتْرُكِ ٱلسُّخْطَ، لَا تَغْتَظْ فَتَفْعَلَ ٱلسُّوءَ». (مز ٣٧:٨) وَنَصَحَ سُلَيْمَانُ: «لَا تَقُلْ: ‹لَأُجَازِيَنَّ شَرًّا!›. اُرْجُ يَهْوَهَ فَيُخَلِّصَكَ». — ام ٢٠:٢٢.
١١ فَإِذَا أَسَاءَ ٱلْمُقَاوِمُونَ إِلَيْنَا، فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَه لِأَنَّهُ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ هَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُعَاقَبُوا وَمَتَى يَفْعَلُ ذلِكَ. وَهذَا مَا تُؤَكِّدُهُ كَلِمَاتُ بُولُسَ: «مَكْتُوبٌ: ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ يَهْوَهُ›». (قارن تثنية ٣٢:٣٥.) إِذًا، إِنَّ مُحَاوَلَةَ ٱلِٱنْتِقَامِ لِأَنْفُسِنَا هِيَ تَصَرُّفٌ يَنِمُّ عَنِ ٱلِٱجْتِرَاءِ، لِأَنَّنَا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نَأْخُذُ عَلَى عَاتِقِنَا مُهِمَّةً هِيَ حُكْرٌ عَلَى يَهْوَه. كَمَا أَنَّ ذلِكَ يُظْهِرُ قِلَّةَ ثِقَةٍ بِوَعْدِهِ: «أَنَا أُجَازِي».
١٢ مَتَى سَيُعْلَنُ سُخْطُ يَهْوَه، وَكَيْفَ؟
١٢ ذَكَرَ بُولُسُ فِي أَوَائِلِ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا: «إِنَّ سُخْطَ ٱللّٰهِ مُعْلَنٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى كُلِّ كُفْرِ ٱلنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، ٱلَّذِينَ يَطْمِسُونَ ٱلْحَقَّ بِطَرَائِقَ أَثِيمَةٍ». (رو ١:١٨) وَسُخْطُ يَهْوَه سَيُعْلَنُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ فِي «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٧:١٤) وَسَيَكُونُ ‹هٰذَا بُرْهَانًا عَلَى دَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ›، حَسْبَمَا أَوْضَحَ بُولُسُ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى مِنْ رَسَائِلِهِ قَائِلًا: «إِنَّهُ بِرٌّ مِنْ جِهَةِ ٱللّٰهِ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا، وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُعَانُونَ ٱلضِّيقَ، فَيُجَازِيكُمْ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ فِي نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ، إِذْ يُنْزِلُ ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ». — ٢ تس ١:٥-٨.
لِنَغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ
١٣، ١٤ (أ) لِمَاذَا لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْمُقَاوَمَةِ؟ (ب) كَيْفَ نُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا؟
١٣ اِقْرَأْ روما ١٢:١٤، ٢١. بِمَا أَنَّنَا وَاثِقُونَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ وُعُودَهُ، نَحْصُرُ جُهُودَنَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا، عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ . . . فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ». (مت ٢٤:١٤) وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ٱلنَّشَاطَ ٱلْمَسِيحِيَّ يُثِيرُ غَضَبَ أَعْدَائِنَا. فَقَدْ سَبَقَ أَنْ حَذَّرَنَا يَسُوعُ: «تَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي». (مت ٢٤:٩) وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ لَا نَتَفَاجَأُ أَوْ نَتَثَبَّطُ حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْمُقَاوَمَةِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لَا تَتَحَيَّرُوا مِنَ ٱلنَّارِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ فِي مَا بَيْنَكُمُ، ٱلَّتِي تُصِيبُكُمْ لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ، وَكَأَنَّ أَمْرًا غَرِيبًا يَحِلُّ بِكُمْ. بَلِ ٱبْقَوْا فَرِحِينَ بِمَا أَنَّكُمْ تَشْتَرِكُونَ فِي آلَامِ ٱلْمَسِيحِ». — ١ بط ٤:١٢، ١٣.
١٤ فَبَدَلَ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْكَرَاهِيَةِ حِيَالَ مُضْطَهِدِينَا، نَسْعَى إِلَى تَنْوِيرِهِمْ إِذْ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ رُبَّمَا يَعْمَلُونَ عَنْ جَهْلٍ. (٢ كو ٤:٤) فَنَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نُطَبِّقَ مَشُورَةَ بُولُسَ: «بَارِكُوا ٱلْمُضْطَهِدِينَ. بَارِكُوا وَلَا تَلْعَنُوا». (رو ١٢:١٤) وَٱلصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ مُقَاوِمِينَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِمُبَارَكَتِهِمْ. قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ لِمُبْغِضِيكُمْ، وَبَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَكُمْ». (لو ٦:٢٧، ٢٨) وَقَدْ أَدْرَكَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ أَنَّ ٱلْمُضْطَهِدَ يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ تِلْمِيذًا أَمِينًا لِلْمَسِيحِ وَخَادِمًا غَيُورًا لِيَهْوَه. (غل ١:١٣-١٦، ٢٣) وَذَكَرَ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى: «نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ، نُضْطَهَدُ فَنَتَحَمَّلُ، تُشَوَّهُ سُمْعَتُنَا فَنَتَوَسَّلُ». — ١ كو ٤:١٢، ١٣.
١٥ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِنَغْلِبَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ؟
١٥ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُصْغِيَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ إِلَى ٱلْآيَةِ ٱلْخِتَامِيَّةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢: «لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ». وَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ هُوَ مَصْدَرُ كُلِّ سُوءٍ. (يو ٨:٤٤؛ ١ يو ٥:١٩) وَقَدْ كَشَفَ يَسُوعُ لِيُوحَنَّا فِي ٱلرُؤْيَا ٱلْمُعْطَاةِ لَهُ أَنَّ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ «غَلَبُوا [ٱلْشَّيْطَانَ] بِدَمِ ٱلْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ». (رؤ ١٢:١١) وَهذَا يُظْهِرُ أَنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِنَغْلِبَ ٱلشَّيْطَانَ وَتَأْثِيرَهُ ٱلسَّيِّئَ عَلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هذَا هِيَ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ بِعَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ، أَيْ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.
لِنَفْرَحْ فِي ٱلرَّجَاءِ
١٦، ١٧ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ مِنْ رُومَا عَنْ (أ) كَيْفِيَّةِ ٱسْتِخْدَامِ حَيَاتِنَا؟ (ب) ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ (ج) مُعَامَلَةِ ٱلْمُقَاوِمِينَ؟
١٦ تَضَمَّنَتْ مُنَاقَشَتُنَا ٱلْوَجِيزَةُ لِلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا مُذَكِّرَاتٍ عَدِيدَةً. فَقَدْ تَعَلَّمْنَا أَنَّنَا كَخُدَّامٍ مُنْتَذِرِينَ لِيَهْوَه، يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّمَ أَجْسَادَنَا ذَبِيحَةً حَيَّةً، أَيْ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً تَتَّسِمُ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. وَنَحْنُ نُقَرِّبُ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةَ طَوْعًا بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه وَبِٱسْتِخْدَامِ قُوَّتِنَا ٱلْعَقْلِيَّةِ ٱلَّتِي تُقْنِعُنَا أَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ. كَمَا أَنَّنَا نَتَّقِدُ بِٱلرُّوحِ وَنَسْتَعْمِلُ مَوَاهِبَنَا ٱلْمُتَنَوِّعَةَ بِغَيْرَةٍ. وَنَحْنُ نَخْدُمُ بِتَوَاضُعٍ وَٱحْتِشَامٍ، بَاذِلِينَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، إِنَّنَا نَتَّبِعُ مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ وَنَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلْغَيْرِ بِصِدْقٍ.
١٧ يَمْنَحُنَا أَيْضًا ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ مِنْ رُومَا نَصَائِحَ عَدِيدَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْمُقَاوَمَةِ. فَعِوَضَ أَنْ نَرُدَّ بِٱلْمِثْلِ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْمُقَاوَمَةِ بِٱلْأَعْمَالِ ٱللَّطِيفَةِ. كَمَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِنَا لِمُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، إِنَّمَا دُونَ أَنْ نَنْتَهِكَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَتَنْطَبِقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةُ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، فِي ٱلْجَمَاعَةِ، مَعَ ٱلْجِيرَانِ، فِي ٱلْعَمَلِ، فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَفِي خِدْمَتِنَا ٱلْعَلَنِيَّةِ. وَنَحْنُ نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنَغْلِبَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْعِدَاءِ ٱلشَّدِيدِ، مُتَذَكِّرِينَ أَنَّ ٱلِٱنْتِقَامَ لِيَهْوَه.
١٨ أَيَّةُ نَصَائِحَ ثَلَاثٍ نَجِدُهَا فِي روما ١٢:١٢؟
١٨ اِقْرَأْ روما ١٢:١٢. عِلَاوَةً عَلَى كُلِّ هذِهِ ٱلْمَشُورَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ وَٱلْعَمَلِيَّةِ، يُقَدِّمُ بُولُسُ ثَلَاثَ نَصَائِحَ أُخْرَى. فَهُوَ يَنْصَحُنَا أَنْ ‹نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ› لِأَنَّنَا نَعْجَزُ عَنِ ٱلْعَمَلِ بِمُذَكِّرَاتِهِ دُونَ مُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه. وَهذَا سَيُمَكِّنُنَا بِدَوْرِهِ مِنْ تَطْبِيقِ نَصِيحَتِهِ أَنْ ‹نَحْتَمِلَ فِي ٱلضِّيقِ›. وَأَخِيرًا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُبْقِيَ عُقُولَنَا مُرَكَّزَةً عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلَّذِي يُخَبِّئُهُ يَهْوَه لَنَا وَأَنْ ‹نَفْرَحَ فِي رَجَاءِ› ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، سَوَاءٌ كَانَ ذلِكَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
-