مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹لنتَّقد بالروح›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏‹لِنَتَّقِدْ بِٱلرُّوحِ›‏

      ‏«لَا تَتَوَانَوْا فِي عَمَلِكُمْ.‏ اِتَّقِدُوا بِٱلرُّوحِ.‏ اُخْدُمُوا يَهْوَهَ كَعَبِيدٍ».‏ —‏ رو ١٢:‏١١‏.‏

      ١ لِمَاذَا قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ وَٱلْقَرَابِينَ ٱلْأُخْرَى؟‏

      يُقَدِّرُ يَهْوَه ٱلذَّبَائِحَ ٱلطَّوْعِيَّةَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا خُدَّامُهُ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لَهُ وَإِذْعَانِهِمْ لِمَشِيئَتِهِ.‏ فَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ قَبِلَ ٱللّٰهُ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ وَٱلْقَرَابِينَ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِطَاعَةً لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ هذِهِ ٱلتَّقْدِمَاتِ نَيْلَ ٱلْغُفْرَانِ عَنِ ٱلْخَطَايَا وَٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلشُّكْرِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه لَا يَطْلُبُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تَقْدِيمَ ذَبَائِحَ حَرْفِيَّةٍ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَظْهَرَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا أَنَّ ٱللّٰهَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا تَقْدِيمَ نَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ.‏ فَمَا هُوَ؟‏

      ذَبِيحَةٌ حَيَّةٌ

      ٢ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْيَا حَيَاتَنَا،‏ وَمَاذَا يَسْتَلْزِمُ ذلِكَ؟‏

      ٢ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏ يُوضِحُ بُولُسُ فِي أَوَائِلِ رِسَالَتِهِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ أَوْ أُمَمِيٍّ،‏ تَبَرَّرُوا أَمَامَ ٱللّٰهِ بِٱلْإِيمَانِ لَا بِٱلْأَعْمَالِ.‏ (‏رو ١:‏١٦؛‏ ٣:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٢‏،‏ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَجِبُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱمْتِنَانِهِمْ بِٱلْعَيْشِ حَيَاةً تَتَّسِمُ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا.‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلنَّقْصَ ٱلْمَوْرُوثَ جَعَلَنَا تَحْتَ «شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ»،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُغَيِّرَ شَكْلَنَا،‏ أَيْ أَنْ ‹نَتَجَدَّدَ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا›،‏ وَذلِكَ بِتَغْيِيرِ مُيُولِنَا تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا.‏ (‏رو ٨:‏٢؛‏ اف ٤:‏٢٣‏)‏ وَلَا يُمْكِنُ ٱلْقِيَامُ بِهذَا ٱلتَّغْيِيرِ ٱلْكُلِّيِّ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ وَرُوحِهِ.‏ كَمَا أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ ٱلْعَمَلَ بِعَزْمٍ مِنْ جِهَتِنَا،‏ مُسْتَخْدِمِينَ ‹قُوَّتَنَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنْ نَبْذُلَ وُسْعَنَا لِئَلَّا ‹نُشَاكِلَ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا› بِآ‌دَابِهِ ٱلْمُنْحَطَّةِ،‏ تَسْلِيَتِهِ ٱلْفَاسِدَةِ،‏ وَتَفْكِيرِهِ ٱلْمُنْحَرِفِ.‏ —‏ اف ٢:‏١-‏٣‏.‏

      ٣ لِمَاذَا نَنْهَمِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

      ٣ يَدْعُونَا بُولُسُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ ‹قُوَّتَنَا ٱلْعَقْلِيَّةَ› لِنَتَبَيَّنَ بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ «مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ».‏ فَلِمَاذَا نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا،‏ نَتَأَمَّلُ فِي مَا نَقْرَأُهُ،‏ نُصَلِّي،‏ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ وَنَشْتَرِكُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ هَلِ ٱلسَّبَبُ حَضُّ ٱلشُّيُوخِ لَنَا عَلَى فِعْلِ ذلِكَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّنَا شَاكِرُونَ لِلشُّيُوخِ عَلَى تَذْكِيرَاتِهِمِ ٱلْمُسَاعِدَةِ،‏ غَيْرَ أَنَّنَا نَنْهَمِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِأَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ يَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ مَحَبَّتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ لَهُ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ ٱقْتِنَاعًا شَخْصِيًّا أَنَّهُ بِٱلْقِيَامِ بِهذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ نُتَمِّمُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ لَنَا.‏ (‏زك ٤:‏٦؛‏ اف ٥:‏١٠‏)‏ وَكَمْ نَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ إِذْ نُدْرِكُ أَنَّهُ بِٱلْعَيْشِ حَيَاةً مَسِيحِيَّةً يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ مَقْبُولِينَ فِي نَظَرِ يَهْوَه!‏

      مَوَاهِبُ مُتَنَوِّعَةٌ

      ٤،‏ ٥ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَخْدِمَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَوَاهِبَهُمْ؟‏

      ٤ اِقْرَأْ روما ١٢:‏٦-‏٨،‏ ١١‏.‏ يُوضِحُ بُولُسُ «أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَنَا».‏ وَبَعْضُ هذِهِ ٱلْمَوَاهِبِ —‏ كَٱلْوَعْظِ وَٱلْإِشْرَافِ —‏ تَخُصُّ عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَجْرِي حَضُّهُمْ عَلَى ٱلْإِشْرَافِ «بِٱجْتِهَادٍ».‏

      ٥ وَيُشِيرُ بُولُسُ أَنَّ عَلَى ٱلنُّظَّارِ أَنْ يُظْهِرُوا هذَا ٱلِٱجْتِهَادَ عَيْنَهُ فِي تَعْلِيمِهِمْ وَقِيَامِهِمْ ‹بِٱلْخِدْمَةِ›.‏ وَحَسْبَمَا يَبْدُو،‏ تُظْهِرُ ٱلْقَرِينَةُ أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ «خِدْمَةٍ» تَجْرِي فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ أَوِ ‹ٱلْجَسَدِ ٱلْوَاحِدِ›.‏ (‏رو ١٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَهذِهِ ٱلْخِدْمَةُ مُشَابِهَةٌ لِتِلْكَ ٱلْمَذْكُورِ عَنْهَا فِي الاعمال ٦:‏٤ حَيْثُ يُعْلِنُ ٱلرُّسُلُ:‏ «أَمَّا نَحْنُ فَنَعْكُفُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَخِدْمَةِ ٱلْكَلِمَةِ».‏ فَمَاذَا تَشْمُلُ هذِهِ ٱلْخِدْمَةُ؟‏ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَسْتَخْدِمُونَ مَوَاهِبَهُمْ لِبُنْيَانِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهُمْ يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ ‹يَنْهَمِكُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ› حِينَ يَجْتَهِدُونَ فِي مَنْحِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلتَّوْجِيهَ وَٱلْإِرْشَادَ ٱسْتِنَادًا إِلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَلِكَيْ يُتَمِّمُوا هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ كَمَا يَجِبُ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ بِٱلدَّرْسِ وَٱلْبَحْثِ وَٱلتَّعْلِيمِ وَٱلرِّعَايَةِ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ ٱلنُّظَّارُ مَوَاهِبَهُمْ بِكُلِّ إِخْلَاصٍ وَيَعْتَنُوا بِٱلْخِرَافِ «بِسُرُورٍ».‏ —‏ رو ١٢:‏٧،‏ ٨؛‏ ١ بط ٥:‏١-‏٣‏.‏

      ٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:‏١١‏،‏ ٱلْآيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِهذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٦ يُضِيفُ بُولُسُ:‏ «لَا تَتَوَانَوْا فِي عَمَلِكُمْ.‏ اِتَّقِدُوا بِٱلرُّوحِ.‏ اُخْدُمُوا يَهْوَهَ كَعَبِيدٍ».‏ فَإِذَا لَاحَظْنَا أَيَّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّرَاخِي فِي خِدْمَتِنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ عَادَاتِ دَرْسِنَا وَنُصَلِّيَ تَكْرَارًا وَبِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ طَلَبًا لِرُوحِ يَهْوَه ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلْفُتُورِ وَإِضْرَامِ ٱلْغَيْرَةِ.‏ (‏لو ١١:‏٩،‏ ١٣؛‏ رؤ ٢:‏٤؛‏ ٣:‏١٤،‏ ١٥،‏ ١٩‏)‏ فَقَدْ قَوَّى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ وَمَكَّنَهُمْ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ عَنْ «عَظَائِمِ ٱللّٰهِ».‏ (‏اع ٢:‏٤،‏ ١١‏)‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا هذَا ٱلرُّوحُ أَنْ نَكُونَ غَيُورِينَ فِي خِدْمَتِنَا،‏ أَنْ ‹نَتَّقِدَ بِٱلرُّوحِ›.‏

      اَلتَّوَاضُعُ وَٱلِٱحْتِشَامُ

      ٧ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَخْدُمَ بِتَوَاضُعٍ وَٱحْتِشَامٍ؟‏

      ٧ اِقْرَأْ روما ١٢:‏٣،‏ ١٦‏.‏ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَوَاهِبُ ٱلَّتِي نَتَحَلَّى بِهَا فَهِيَ مُعْطَاةٌ لَنَا «بِنِعْمَةِ» يَهْوَه.‏ يَذْكُرُ بُولُسُ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى:‏ «أَهْلِيَّتُنَا مَصْدَرُهَا ٱللّٰهُ».‏ (‏٢ كو ٣:‏٥‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ يَجِبُ أَلَّا نَجْلُبَ ٱلْمَجْدَ لِأَنْفُسِنَا.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ نَعْتَرِفَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ ٱلَّذِي نُحْرِزُهُ فِي خِدْمَتِنَا هُوَ بِبَرَكَةِ ٱللّٰهِ،‏ وَلَيْسَ بِجَدَارَتِنَا.‏ (‏١ كو ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ يَكْتُبُ بُولُسُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ:‏ «أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ».‏ طَبْعًا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَشْعُرَ بِٱحْتِرَامِ ٱلذَّاتِ وَٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ فِي خِدْمَتِنَا،‏ وَلكِنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ —‏ أَيْ إِدْرَاكَ ٱلْمَرْءِ حُدُودَهُ —‏ يُجَنِّبُنَا ٱلتَّشَبُّثَ بِآ‌رَائِنَا.‏ فَعِوَضَ ذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ «بِرَزَانَةٍ».‏

      ٨ كَيْفَ يَمْنَعُنَا ٱلتَّوَاضُعُ مِنْ أَنْ نَكُونَ ‹فَطِنِينَ فِي عُيُونِ أَنْفُسِنَا›؟‏

      ٨ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ أَنْ نَتَفَاخَرَ بِإِنْجَازَاتِنَا لِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي›.‏ (‏١ كو ٣:‏٧‏)‏ وَيَذْكُرُ بُولُسُ أَنَّ ٱللّٰهَ قَسَّمَ لِكُلِّ فَرْدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ «مِقْدَارًا مِنَ ٱلْإِيمَانِ» —‏ أَيْ مَنَحَهُ مَقْدِرَاتٍ وَمَوَاهِبَ مُعَيَّنَةً.‏ فَعِوَضَ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلتَّفَوُّقِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ مَا يُنْجِزُهُ ٱلْآخَرُونَ هُوَ بِحَسَبِ مِقْدَارِ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي لَدَيْهِمْ.‏ وَيُضِيفُ بُولُسُ:‏ «فَكِّرُوا فِي ٱلْآخَرِينَ كَمَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ».‏ كَمَا أَنَّهُ يَقُولُ لَنَا فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى مِنْ رَسَائِلِهِ أَلَّا نَعْمَلَ ‹شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ،‏ بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَنَا›.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وَٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّ كُلًّا مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَتَفَوَّقُ عَلَيْنَا فِي مَجَالٍ مَا يَتَطَلَّبُ تَوَاضُعًا صَادِقًا وَجُهْدًا كَبِيرًا.‏ فَٱلتَّوَاضُعُ يَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ ‹فَطِنِينَ فِي عُيُونِ أَنْفُسِنَا›.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ٱمْتِيَازَاتِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ قَدْ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْبَعْضِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْجَمِيعَ يُمْكِنُ أَنْ يُحِسُّوا بِفَرَحٍ عَمِيقٍ عِنْدَمَا يُنْجِزُونَ ‹أُمُورًا وَضِيعَةً›،‏ أُمُورًا لَا يُلَاحِظُهَا ٱلْآخَرُونَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٥‏.‏

      وَحْدَتُنَا ٱلْمَسِيحِيَّةُ

      ٩ لِمَاذَا شَبَّهَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ بِأَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ؟‏

      ٩ اِقْرَأْ روما ١٢:‏٤،‏ ٥،‏ ٩،‏ ١٠‏.‏ شَبَّهَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ بِأَعْضَاءِ جَسَدٍ يَعْمَلُونَ مَعًا بِٱتِّحَادٍ،‏ وَرَأْسُهُمْ هُوَ ٱلْمَسِيحُ.‏ (‏كو ١:‏١٨‏)‏ وَذَكَّرَهُمْ أَنَّ لِلْجَسَدِ أَعْضَاءً كَثِيرَةً لِكُلٍّ مِنْهَا عَمَلٌ مُخْتَلِفٌ،‏ وَأَنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَثِيرِينَ «جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ».‏ كَمَا أَنَّهُ حَضَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي أَفَسُسَ:‏ «لِنَنْمُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ ٱلَّذِي هُوَ ٱلرَّأْسُ،‏ ٱلْمَسِيحِ.‏ مِنْهُ كُلُّ ٱلْجَسَدِ،‏ إِذْ هُوَ مُقْتَرِنٌ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ وَفِيهِ تَعَاوُنٌ مِنْ خِلَالِ كُلِّ مَفْصِلٍ يُؤَدِّي مَا يَلْزَمُ،‏ بِحَسَبِ عَمَلِ كُلِّ عُضْوٍ بِٱلْمِقْدَارِ ٱلْمُلَائِمِ،‏ يَعْمَلُ عَلَى نُمُوِّ ٱلْجَسَدِ لِبُنْيَانِ ذَاتِهِ بِٱلْمَحَبَّةِ».‏ —‏ اف ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١٠ أَيَّةُ سُلْطَةٍ يَجِبُ أَنْ يَعْتَرِفَ بِهَا ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›؟‏

      ١٠ صَحِيحٌ أَنَّ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› لَيْسُوا جُزْءًا مِنْ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ هذَا ٱلتَّشْبِيهِ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فَبُولُسُ يَذْكُرُ أَنَّ يَهْوَه «أَخْضَعَ .‏ .‏ .‏ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيِ [ٱلْمَسِيحِ]،‏ وَجَعَلَهُ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْجَمَاعَةِ».‏ (‏اف ١:‏٢٢‏)‏ وَٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ هُمْ جُزْءٌ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ› ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَه تَحْتَ رِئَاسَةِ ٱبْنِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ بَيْنَ ‹ٱلْمُمْتَلَكَاتِ› ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱلْمَسِيحُ فِي عُهْدَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لِذلِكَ،‏ عَلَى ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِٱلْمَسِيحِ رَأْسًا لَهُمْ وَيُذْعِنُوا لِلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ وَهَيْئَتِهِ ٱلْحَاكِمَةِ وَلِلرِّجَالِ ٱلْمُعَيَّنِينَ نُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏عب ١٣:‏٧،‏ ١٧‏)‏ وَهذَا مَا يُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏

      ١١ مَا هُوَ أَسَاسُ وَحْدَتِنَا،‏ وَأَيَّةُ نَصَائِحَ أَعْطَاهَا بُولُسُ؟‏

      ١١ وَٱلْمَحَبَّةُ،‏ ‹رِبَاطُ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلُ›،‏ هِيَ أَسَاسُ هذِهِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ (‏كو ٣:‏١٤‏)‏ وَيُشَدِّدُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ قَائِلًا إِنَّ مَحَبَّتَنَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ «بِلَا رِيَاءٍ» وَإِنَّ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَحِنَّ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ›.‏ وَهذَا مَا يَخْلُقُ جَوًّا مِنَ ٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْمُتَبَادَلِ.‏ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ:‏ «خُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا».‏ وَلكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَعْنِي أَبَدًا أَنْ نَكُونَ مُتَسَاهِلِينَ،‏ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وُسْعِنَا لِإِبْقَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ طَاهِرَةً.‏ فَعِنْدَ إِعْطَاءِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «اُمْقُتُوا مَا هُوَ شَرٌّ،‏ وَٱلْتَصِقُوا بِمَا هُوَ صَالِحٌ».‏

      مَسْلَكُ ٱلضِّيَافَةِ

      ١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي مَقْدُونِيَةَ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

      ١٢ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٣‏.‏ تَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِإِخْوَتِنَا أَنْ ‹نُشَارِكَ ٱلْقِدِّيسِينَ حَسَبَ حَاجَاتِهِمْ›،‏ وَذلِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِنَا.‏ حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ نَمْلِكُ ٱلْكَثِيرَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَارِكَ ٱلْآخَرِينَ فِي مَا لَدَيْنَا.‏ فَقَدْ ذَكَرَ بُولُسُ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي مَقْدُونِيَةَ:‏ «فِي ٱمْتِحَانٍ عَظِيمٍ تَحْتَ ٱلْمَشَقَّةِ أَدَّى فَرَحُهُمُ ٱلْجَزِيلُ وَفَقْرُهُمُ ٱلشَّدِيدُ إِلَى ٱزْدِيَادِ غِنَى كَرَمِهِمْ.‏ وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِهِمْ،‏ أَنَا أَشْهَدُ،‏ بَلْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ.‏ وَلَمْ يَنْفَكُّوا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ يَلْتَمِسُونَ مِنَّا بِتَوَسُّلٍ كَثِيرٍ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ ٱمْتِيَازُ عَمَلِ ٱلْإِحْسَانِ وَٱشْتِرَاكٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ [فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ]».‏ (‏٢ كو ٨:‏٢-‏٤‏)‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مَقْدُونِيَةَ كَانُوا كُرَمَاءَ رَغْمَ فَقْرِهِمْ إِذِ ٱعْتَبَرُوهُ ٱمْتِيَازًا أَنْ يُشَارِكُوا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُحْتَاجِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏

      ١٣ مَاذَا تَعْنِي عِبَارَةُ «ٱتَّبِعُوا مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ»؟‏

      ١٣ إِنَّ عِبَارَةَ «ٱتَّبِعُوا مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ» هِيَ تَرْجَمَةٌ لِعِبَارَةٍ يُونَانِيَّةٍ تُشِيرُ ضِمْنًا إِلَى أَخْذِ ٱلْمُبَادَرَةِ.‏ وَتَنْقُلُ ٱلتَّرْجَمَةُ ٱلْيَسُوعِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ:‏ «كُونُوا .‏ .‏ .‏ إِلَى ضِيَافَةِ ٱلْغُرَبَاءِ مُبَادِرِينَ».‏ وَيُمْكِنُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ بِدَعْوَةِ شَخْصٍ إِلَى تَنَاوُلِ وَجْبَةِ طَعَامٍ،‏ مُبَادَرَةٌ جَدِيرَةٌ بِٱلْمَدْحِ حِينَ تَكُونُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا حِسُّ ٱلْمُبَادَرَةِ،‏ فَسَنَكْتَشِفُ طَرَائِقَ كَثِيرَةً أُخْرَى لِإِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ.‏ مَثَلًا،‏ إِذَا كَانَ وَضْعُنَا ٱلْمَادِّيُّ أَوْ صِحَّتُنَا لَا يَسْمَحَانِ لَنَا بِدَعْوَةِ ٱلْغَيْرِ إِلَى وَجْبَةِ طَعَامٍ،‏ يُمْكِنُنَا دَعْوَتُهُمْ إِلَى شُرْبِ فِنْجَانِ قَهْوَةٍ أَوْ شَايٍ أَوْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ.‏

      ١٤ (‏أ)‏ أَيُّ جَذْرَيْنِ يُؤَلِّفَانِ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «ضِيَافَةٍ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱهْتِمَامَنَا بِٱلْأَجَانِبِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

      ١٤ لِلضِّيَافَةِ وَجْهٌ آخَرُ يَرْتَبِطُ بِنَظْرَتِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «ضِيَافَةٍ» مُؤَلَّفَةٌ مِنَ ٱلْجَذْرَيْنِ «مَحَبَّةٍ» وَ «غَرِيبٍ».‏ فَكَيْفَ نَشْعُرُ إِزَاءَ ٱلْغُرَبَاءِ أَوِ ٱلْأَجَانِبِ؟‏ إِنَّ ٱلسَّعْيَ إِلَى تَعَلُّمِ لُغَةٍ أُخْرَى بُغْيَةَ ٱلْكِرَازَةِ لِلْأَجَانِبِ ٱلَّذِينَ يَنْتَقِلُونَ لِلْعَيْشِ فِي مُقَاطَعَاتِنَا هُوَ إِعْرَابٌ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ.‏ طَبْعًا،‏ كَثِيرُونَ مِنَّا لَيْسَ فِي مَقْدُورِهِمْ تَعَلُّمُ لُغَةٍ أُخْرَى.‏ وَلكِنْ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نَلْعَبَ دَوْرًا فَعَّالًا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْأَجَانِبِ بِٱسْتِخْدَامِ كُرَّاسِ بِشَارَةٌ لِلنَّاسِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ ٱلَّذِي يَتَضَمَّنُ خَبَرًا مُفْرِحًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَهَلْ حَصَدْتَ أَيَّةَ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ هذَا ٱلْكُرَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

      اَلتَّقَمُّصُ ٱلْعَاطِفِيُّ

      ١٥ أَيَّةُ مَشَاعِرَ أَعْرَبَ عَنْهَا يَسُوعُ تَنْسَجِمُ مَعَ رُوحِ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:‏١٥‏؟‏

      ١٥ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٥‏.‏ يُمْكِنُ تَلْخِيصُ مَشُورَةِ بُولُسَ فِي هذَا ٱلْعَدَدِ بِكَلِمَتَيْنِ:‏ إِظْهَارُ ٱلتَّعَاطُفِ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَتَعَلَّمَ تَفَهُّمَ مَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ وَمُشَاطَرَتَهُمْ أَفْرَاحَهُمْ وَأَتْرَاحَهُمْ.‏ وَإِذَا كُنَّا مُتَّقِدِينَ بِٱلرُّوحِ فَسَيَلْمُسُونَ تَعَاطُفَنَا مَعَهُمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حِينَ عَادَ تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِ ٱلسَّبْعُونَ فَرِحِينَ مِنْ حَمْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ وَأَخْبَرُوهُ بِثِمَارِ خِدْمَتِهِمْ،‏ «تَهَلَّلَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ».‏ (‏لو ١٠:‏١٧-‏٢١‏)‏ فَقَدْ شَارَكَهُمْ فَرْحَتَهُمْ.‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ ‹بَكَى يَسُوعُ مَعَ ٱلْبَاكِينَ› حِينَ مَاتَ صَدِيقُهُ لِعَازَرُ.‏ —‏ يو ١١:‏٣٢-‏٣٥‏.‏

      ١٦ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ،‏ وَمَنْ بِشَكْلٍ خَاصٍّ يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلُوا ذلِكَ؟‏

      ١٦ عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي إِظْهَارِ ٱلتَّعَاطُفِ.‏ فَعِنْدَمَا يَفْرَحُ إِخْوَتُنَا وَأَخَوَاتُنَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ لِفَرَحِهِمْ.‏ كَذلِكَ،‏ يَجِبُ أَنْ نَحِسَّ بِآ‌لَامِهِمْ وَأَحْزَانِهِمْ.‏ وَإِذَا خَصَّصْنَا ٱلْوَقْتَ لِنُصْغِيَ بِتَعَاطُفٍ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ عَاطِفِيًّا فَسَيَشْعُرُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِرَاحَةٍ كَبِيرَةٍ.‏ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ قَدْ تَتَحَرَّكُ مَشَاعِرُنَا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ بِحَيْثُ لَا نَقْوَى عَلَى حَبْسِ دُمُوعِنَا إِعْرَابًا عَنْ تَعَاطُفِنَا ٱلصَّادِقِ.‏ (‏١ بط ١:‏٢٢‏)‏ وَعَلَى ٱلشُّيُوخِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ أَنْ يُطَبِّقُوا مَشُورَةَ بُولُسَ فِي إِظْهَارِ ٱلتَّعَاطُفِ.‏

      ١٧ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ حَتَّى ٱلْآنَ،‏ وَمَاذَا سَنُعَالِجُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ إِنَّ ٱلْأَعْدَادَ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا حَتَّى ٱلْآنَ مِنْ رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ أَسْدَتْ إِلَيْنَا مَشُورَةً تُفِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ كَمَسِيحِيِّينَ وَفِي عَلَاقَتِنَا بِإِخْوَتِنَا.‏ وَسَنَتَنَاوَلُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ ٱلْأَعْدَادَ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ هذَا ٱلْإِصْحَاحِ،‏ ٱلَّتِي تُعَالِجُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ وَنُعَامِلَ ٱلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُقَاوِمُونَ وَٱلْمُضْطَهِدُونَ.‏

  • ‏‹لنُسالم جميع الناس›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏‹لِنُسَالِمْ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›‏

      ‏«إِنْ كَانَ مُمْكِنًا،‏ فَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِكُمْ،‏ سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ».‏ —‏ رو ١٢:‏١٨‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيْنَ نَجِدُ ٱلْمَشُورَةَ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلتَّصَرُّفِ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْمُقَاوَمَةِ؟‏

      قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ إِنَّ ٱلْعَالَمَ سَيُقَاوِمُهُمْ،‏ وَشَرَحَ لَهُمُ ٱلسَّبَبَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ لِرُسُلِهِ:‏ «لَوْ كُنْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ لَكَانَ ٱلْعَالَمُ يُعِزُّ مَا هُوَ لَهُ.‏ وَلٰكِنْ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ ٱلْعَالَمُ».‏ —‏ يو ١٥:‏١٩‏.‏

      ٢ لَمَسَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ تِلْكَ.‏ فَقَدْ كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى رَفِيقِهِ ٱلشَّابِّ تِيمُوثَاوُسَ:‏ «أَمَّا أَنْتَ فَبِدِقَّةٍ ٱتَّبَعْتَ تَعْلِيمِي،‏ وَمَسْلَكَ حَيَاتِي،‏ وَقَصْدِي،‏ وَإِيمَانِي،‏ وَطُولَ أَنَاتِي،‏ وَمَحَبَّتِي،‏ وَٱحْتِمَالِي،‏ وَٱضْطِهَادَاتِي،‏ وَآلَامِي».‏ ثُمَّ أَضَافَ:‏ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا».‏ (‏٢ تي ٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا،‏ أَعْطَى مَشُورَةً حَكِيمَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفُوا عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْمُقَاوَمَةِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَرْشِدَ بِكَلِمَاتِهِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هذَا.‏

      ‏‹لِنَحْرِصْ أَنْ نَعْمَلَ أُمُورًا حَسَنَةً›‏

      ٣،‏ ٤ كَيْفَ يُمْكِنُ تَطْبِيقُ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:‏١٧ (‏أ)‏ فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلْمُنْقَسِمَةِ دِينِيًّا؟‏ (‏ب)‏ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ جِيرَانِنَا؟‏

      ٣ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٧‏.‏ أَوْضَحَ بُولُسُ أَنَّهُ عِنْدَمَا نُجَابَهُ بِمَوْقِفٍ عِدَائِيٍّ،‏ يَنْبَغِي أَلَّا نَرُدَّ صَاعًا بِصَاعٍ.‏ وَتَطْبِيقُ مَشُورَتِهِ هذِهِ مُهِمٌّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلْمُنْقَسِمَةِ دِينِيًّا.‏ فَرَفِيقُ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمَسِيحِيُّ يَكْبَحُ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلْمُبَادَلَةِ بِٱلْمِثْلِ عِنْدَمَا تُوَجَّهُ إِلَيْهِ كَلِمَاتٌ قَاسِيَةٌ أَوْ يُعَامَلُ بِفَظَاظَةٍ.‏ ‹فَمُبَادَلَةُ ٱلْسُّوءِ بِٱلسُّوءِ› لَا يَتَأَتَّى عَنْهَا أَيُّ خَيْرٍ بَلْ تَزِيدُ ٱلطِّينَ بِلَّةً.‏

      ٤ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَنْصَحُنَا بُولُسُ بِمَسْلَكٍ أَفْضَلَ.‏ قَالَ:‏ «اِحْرِصُوا أَنْ تَعْمَلُوا أُمُورًا حَسَنَةً بِمَرْأًى مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ ٱلزَّوْجَةَ ٱلَّتِي تُعَامِلُ زَوْجَهَا بِلُطْفٍ بَعْدَ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِكَلَامٍ بَغِيضٍ يَنِمُّ عَنْ قِلَّةِ ٱحْتِرَامٍ لِمُعْتَقَدَاتِهَا تَتَفَادَى إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ ٱلْخَوْضَ فِي جِدَالٍ عَنِيفٍ.‏ (‏ام ٣١:‏١٢‏)‏ يُخْبِرُ كارلوس،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ عُضْوٌ فِي إِحْدَى عَائِلَاتِ بَيْتَ إِيلَ،‏ كَيْفَ تَخَطَّتْ أُمُّهُ مُقَاوَمَةَ أَبِيهِ ٱلشَّدِيدَةَ بِحِرْصِهَا عَلَى إِظْهَارِ ٱللُّطْفِ لَهُ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْبَيْتِ كَمَا يَجِبُ.‏ وَيَذْكُرُ:‏ «شَجَّعَتْنَا نَحْنُ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ نَحْتَرِمَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ كَمَا أَصَرَّتْ أَنْ أَلْعَبَ مَعَهُ إِحْدَى ٱلْأَلْعَابِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَجْعَلُهُ رَائِقَ ٱلْمِزَاجِ،‏ مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لُعْبَتِي ٱلْمُفَضَّلَةَ».‏ وَفِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ،‏ ٱبْتَدَأَ وَالِدُهُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ثُمَّ ٱعْتَمَدَ.‏ لكِنَّ مَشُورَةَ بُولُسَ أَنْ نَعْمَلَ ‹أُمُورًا حَسَنَةً بِمَرْأًى مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ› لَا تَقْتَصِرُ عَلَى ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلتَّعَامُلَ مَعَ جِيرَانِنَا.‏ فَلَطَالَمَا قَدَّمَ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْمُسَاعَدَةَ لِجِيرَانِهِمْ عِنْدَ حُلُولِ ٱلْكَوَارِثِ،‏ مُتَغَلِّبِينَ بِذلِكَ عَلَى ٱلتَّحَامُلِ.‏

      تَلْيِينُ قُلُوبِ ٱلْمُقَاوِمِينَ ‹بِتَكْوِيمِ جَمْرِ نَارٍ›‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَيْفَ يُكَوَّمُ ‹جَمْرُ نَارٍ› عَلَى رَأْسِ ٱلْمُقَاوِمِينَ؟‏ (‏ب)‏ اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارًا مَحَلِّيًّا يُظْهِرُ فَوَائِدَ تَطْبِيقِ ٱلْمَشُورَةِ فِي روما ١٢:‏٢٠‏.‏

      ٥ اِقْرَأْ روما ١٢:‏٢٠‏.‏ عِنْدَ كِتَابَةِ هذِهِ ٱلْآيَةِ،‏ لَا شَكَّ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي كَلِمَاتِ الامثال ٢٥:‏٢١،‏ ٢٢ ٱلَّتِي تَقُولُ:‏ «إِذَا جَاعَ مُبْغِضُكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا،‏ وَإِذَا عَطِشَ فَٱسْقِهِ مَاءً؛‏ فَإِنَّكَ تَجْمَعُ عَلَى رَأْسِهِ جَمْرًا،‏ وَيَهْوَهُ يُكَافِئُكَ».‏ لَمْ يَقْصِدْ بُولُسُ فِي مَشُورَتِهِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ أَنَّ تَكْوِيمَ جَمْرِ ٱلنَّارِ هُوَ ٱلِٱنْتِقَامُ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ أَوْ إِلْحَاقُ ٱلْخِزْيِ بِهِمْ.‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ تُشِيرُ ٱلْكَلِمَاتُ فِي ٱلْأَمْثَالِ —‏ وَكَذلِكَ كَلِمَاتُ بُولُسَ فِي رُومَا —‏ إِلَى طَرِيقَةٍ ٱتُّبِعَتْ قَدِيمًا لِتَنْقِيَةِ ٱلْمَعَادِنِ.‏ ذَكَرَ ٱلْعَالِمُ ٱلْإِنْكِلِيزِيُّ تشارلز بريدجز ٱلَّذِي عَاشَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ:‏ ‹لَا يَكْفِي وَضْعُ ٱلْمَعْدِنِ غَيْرِ ٱلْقَابِلِ لِلتَّطْرِيقِ فَوْقَ ٱلنَّارِ،‏ بَلْ يَنْبَغِي تَكْوِيمُ جَمْرِ نَارٍ عَلَيْهِ كَيْ يَذُوبَ.‏ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ،‏ قِلَّةٌ مِنَ ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُتَحَجِّرَةِ لَا تَلِينُ بِفِعْلِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلصَّبُورَةِ،‏ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ،‏ وَٱلْمُتَّقِدَةِ›.‏

      ٦ وَمِثْلَ ‹جَمْرِ ٱلنَّارِ›،‏ يُمْكِنُ أَنْ تُرَقِّقَ ٱلْأَعْمَالُ ٱللَّطِيفَةُ قُلُوبَ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَتُهَدِّئَ مَشَاعِرَ ٱلْعِدَاءِ ٱلَّتِي يُكِنُّونَهَا تِجَاهَنَا.‏ وَيُمْكِنُهَا أَيْضًا أَنْ تُغَيِّرَ مَوْقِفَ ٱلنَّاسِ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه وَمِنْ رِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي يَكْرِزُونَ بِهَا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «حَافِظُوا عَلَى سُلُوكِكُمُ ٱلْحَسَنِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ،‏ لِيَكُونُوا فِي مَا يَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي سُوءٍ،‏ يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ فِي يَوْمِ تَفَقُّدِهِ نَتِيجَةَ أَعْمَالِكُمُ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي هُمْ شُهُودُ عِيَانٍ لَهَا».‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٢‏.‏

      ‏‹لِنُسَالِمْ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›‏

      ٧ مَا هُوَ ٱلسَّلَامُ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ،‏ وَإِلَامَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا؟‏

      ٧ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٨‏.‏ وَعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي قَضَاهَا مَعَهُمْ:‏ «سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ،‏ سَلَامِي أُعْطِيكُمْ».‏ (‏يو ١٤:‏٢٧‏)‏ إِنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ ٱلْمَسِيحُ مَعَ تَلَامِيذِهِ هُوَ ٱلْهُدُوءُ ٱلدَّاخِلِيُّ ٱلَّذِي يَخْتَبِرُونَهُ عِنْدَمَا يَشْعُرُونَ بِمَحَبَّةِ وَرِضَى يَهْوَه ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ.‏ وَهذَا ٱلسَّلَامُ ٱلدَّاخِلِيُّ يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱلْعَيْشِ بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُحِبُّونَ وَيَصْنَعُونَ ٱلسَّلَامَ.‏ —‏ مت ٥:‏٩‏.‏

      ٨ كَيْفَ نَكُونُ صَانِعِي سَلَامٍ فِي ٱلْبَيْتِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٨ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ هِيَ تَسْوِيَةُ ٱلْخِلَافَاتِ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ عِوَضَ تَرْكِهَا تَزْدَادُ حِدَّةً.‏ (‏ام ١٥:‏١٨؛‏ اف ٤:‏٢٦‏)‏ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَرْبِطُ بَيْنَ ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ وَرَدْعِ ٱللِّسَانِ.‏ (‏١ بط ٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وَقَدْ شَدَّدَ يَعْقُوبُ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ نَفْسِهَا.‏ فَبَعْدَ أَنْ أَعْطَى مَشُورَةً حَازِمَةً حَوْلَ ٱلِٱسْتِخْدَامِ ٱللَّائِقِ لِلِّسَانِ وَضَرُورَةِ تَجَنُّبِ ٱلْغَيْرَةِ وَٱلنَّزْعَةِ إِلَى ٱلْخِصَامِ،‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ،‏ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ،‏ مُتَعَقِّلَةٌ،‏ مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ،‏ مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً،‏ لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي.‏ وَثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلَامِ لِصَانِعِي ٱلسَّلَامِ».‏ —‏ يع ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٩ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَجِبُ أَنْ يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا فِيمَا نَسْعَى إِلَى ‹مُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›؟‏

      ٩ لَا يَقْتَصِرُ كَلَامُ بُولُسَ فِي روما ١٢:‏١٨ عَلَى مُسَالَمَةِ ٱلْغَيْرِ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَقَدْ قَالَ إِنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ ‹نُسَالِمَ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›.‏ وَيَشْمُلُ هؤُلَاءِ جِيرَانَنَا،‏ زُمَلَاءَنَا فِي ٱلْعَمَلِ،‏ رُفَقَاءَنَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي خِدْمَتِنَا ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ بُولُسَ أَوْصَانَا أَنْ نُسَالِمَ ٱلْآخَرِينَ ‹إِنْ كَانَ ذلِكَ مُمْكِنًا،‏ وَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِنَا›.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنْ نَفْعَلَ قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ ‹لِنُسَالِمَ ٱلْجَمِيعَ› وَلكِنْ دُونَ أَنْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ.‏

      اَلِٱنْتِقَامُ لِيَهْوَه

      ١٠،‏ ١١ كَيْفَ ‹نُعْطِي مَكَانًا لِلسُّخْطِ›،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٠ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٩‏.‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَمْلِكَ أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا تَحْصُلُ إِسَاءَةٌ› وَأَنْ نَتَصَرَّفَ «بِوَدَاعَةٍ» حَتَّى مَعَ «ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْمُخَالِفَةِ» ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ عَمَلَنَا وَرِسَالَتَنَا،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُضْطَهِدُونَ.‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ فَقَدْ أَشَارَ بُولُسُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِأَلَّا يَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِهِمْ بَلْ أَنْ ‹يُعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ›.‏ سُخْطُ مَنْ؟‏ طَبْعًا،‏ لَمْ يَكُنْ بُولُسُ يَقْصِدُ هُنَا أَنْ نُطْلِقَ ٱلْعِنَانَ لِسُخْطِنَا.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى سُخْطِ ٱللّٰهِ.‏ فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلِٱنْتِقَامَ لَيْسَ لَنَا.‏ كَتَبَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «كُفَّ عَنِ ٱلْغَضَبِ وَٱتْرُكِ ٱلسُّخْطَ،‏ لَا تَغْتَظْ فَتَفْعَلَ ٱلسُّوءَ».‏ (‏مز ٣٧:‏٨‏)‏ وَنَصَحَ سُلَيْمَانُ:‏ «لَا تَقُلْ:‏ ‹لَأُجَازِيَنَّ شَرًّا!‏›.‏ اُرْجُ يَهْوَهَ فَيُخَلِّصَكَ».‏ —‏ ام ٢٠:‏٢٢‏.‏

      ١١ فَإِذَا أَسَاءَ ٱلْمُقَاوِمُونَ إِلَيْنَا،‏ فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَه لِأَنَّهُ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ هَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُعَاقَبُوا وَمَتَى يَفْعَلُ ذلِكَ.‏ وَهذَا مَا تُؤَكِّدُهُ كَلِمَاتُ بُولُسَ:‏ «مَكْتُوبٌ:‏ ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ،‏ أَنَا أُجَازِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›».‏ (‏قارن تثنية ٣٢:‏٣٥‏.‏)‏ إِذًا،‏ إِنَّ مُحَاوَلَةَ ٱلِٱنْتِقَامِ لِأَنْفُسِنَا هِيَ تَصَرُّفٌ يَنِمُّ عَنِ ٱلِٱجْتِرَاءِ،‏ لِأَنَّنَا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نَأْخُذُ عَلَى عَاتِقِنَا مُهِمَّةً هِيَ حُكْرٌ عَلَى يَهْوَه.‏ كَمَا أَنَّ ذلِكَ يُظْهِرُ قِلَّةَ ثِقَةٍ بِوَعْدِهِ:‏ «أَنَا أُجَازِي».‏

      ١٢ مَتَى سَيُعْلَنُ سُخْطُ يَهْوَه،‏ وَكَيْفَ؟‏

      ١٢ ذَكَرَ بُولُسُ فِي أَوَائِلِ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا:‏ «إِنَّ سُخْطَ ٱللّٰهِ مُعْلَنٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى كُلِّ كُفْرِ ٱلنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ،‏ ٱلَّذِينَ يَطْمِسُونَ ٱلْحَقَّ بِطَرَائِقَ أَثِيمَةٍ».‏ (‏رو ١:‏١٨‏)‏ وَسُخْطُ يَهْوَه سَيُعْلَنُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ فِي «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ وَسَيَكُونُ ‹هٰذَا بُرْهَانًا عَلَى دَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ›،‏ حَسْبَمَا أَوْضَحَ بُولُسُ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى مِنْ رَسَائِلِهِ قَائِلًا:‏ «إِنَّهُ بِرٌّ مِنْ جِهَةِ ٱللّٰهِ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا،‏ وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُعَانُونَ ٱلضِّيقَ،‏ فَيُجَازِيكُمْ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ فِي نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ،‏ إِذْ يُنْزِلُ ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ».‏ —‏ ٢ تس ١:‏٥-‏٨‏.‏

      لِنَغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْمُقَاوَمَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا؟‏

      ١٣ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٤،‏ ٢١‏.‏ بِمَا أَنَّنَا وَاثِقُونَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ وُعُودَهُ،‏ نَحْصُرُ جُهُودَنَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا،‏ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ .‏ .‏ .‏ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ٱلنَّشَاطَ ٱلْمَسِيحِيَّ يُثِيرُ غَضَبَ أَعْدَائِنَا.‏ فَقَدْ سَبَقَ أَنْ حَذَّرَنَا يَسُوعُ:‏ «تَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي».‏ (‏مت ٢٤:‏٩‏)‏ وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ لَا نَتَفَاجَأُ أَوْ نَتَثَبَّطُ حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْمُقَاوَمَةِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ لَا تَتَحَيَّرُوا مِنَ ٱلنَّارِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ فِي مَا بَيْنَكُمُ،‏ ٱلَّتِي تُصِيبُكُمْ لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ،‏ وَكَأَنَّ أَمْرًا غَرِيبًا يَحِلُّ بِكُمْ.‏ بَلِ ٱبْقَوْا فَرِحِينَ بِمَا أَنَّكُمْ تَشْتَرِكُونَ فِي آلَامِ ٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ ١ بط ٤:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٤ فَبَدَلَ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْكَرَاهِيَةِ حِيَالَ مُضْطَهِدِينَا،‏ نَسْعَى إِلَى تَنْوِيرِهِمْ إِذْ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ رُبَّمَا يَعْمَلُونَ عَنْ جَهْلٍ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ فَنَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نُطَبِّقَ مَشُورَةَ بُولُسَ:‏ «بَارِكُوا ٱلْمُضْطَهِدِينَ.‏ بَارِكُوا وَلَا تَلْعَنُوا».‏ (‏رو ١٢:‏١٤‏)‏ وَٱلصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ مُقَاوِمِينَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِمُبَارَكَتِهِمْ.‏ قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ لِمُبْغِضِيكُمْ،‏ وَبَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ،‏ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَكُمْ».‏ (‏لو ٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وَقَدْ أَدْرَكَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ أَنَّ ٱلْمُضْطَهِدَ يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ تِلْمِيذًا أَمِينًا لِلْمَسِيحِ وَخَادِمًا غَيُورًا لِيَهْوَه.‏ (‏غل ١:‏١٣-‏١٦،‏ ٢٣‏)‏ وَذَكَرَ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى:‏ «نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ،‏ نُضْطَهَدُ فَنَتَحَمَّلُ،‏ تُشَوَّهُ سُمْعَتُنَا فَنَتَوَسَّلُ».‏ —‏ ١ كو ٤:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٥ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِنَغْلِبَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ؟‏

      ١٥ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُصْغِيَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ إِلَى ٱلْآيَةِ ٱلْخِتَامِيَّةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢‏:‏ «لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ،‏ بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ».‏ وَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ هُوَ مَصْدَرُ كُلِّ سُوءٍ.‏ (‏يو ٨:‏٤٤؛‏ ١ يو ٥:‏١٩‏)‏ وَقَدْ كَشَفَ يَسُوعُ لِيُوحَنَّا فِي ٱلرُؤْيَا ٱلْمُعْطَاةِ لَهُ أَنَّ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ «غَلَبُوا [ٱلْشَّيْطَانَ] بِدَمِ ٱلْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ».‏ (‏رؤ ١٢:‏١١‏)‏ وَهذَا يُظْهِرُ أَنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِنَغْلِبَ ٱلشَّيْطَانَ وَتَأْثِيرَهُ ٱلسَّيِّئَ عَلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هذَا هِيَ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ بِعَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ،‏ أَيْ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

      لِنَفْرَحْ فِي ٱلرَّجَاءِ

      ١٦،‏ ١٧ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ مِنْ رُومَا عَنْ (‏أ)‏ كَيْفِيَّةِ ٱسْتِخْدَامِ حَيَاتِنَا؟‏ (‏ب)‏ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ج)‏ مُعَامَلَةِ ٱلْمُقَاوِمِينَ؟‏

      ١٦ تَضَمَّنَتْ مُنَاقَشَتُنَا ٱلْوَجِيزَةُ لِلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا مُذَكِّرَاتٍ عَدِيدَةً.‏ فَقَدْ تَعَلَّمْنَا أَنَّنَا كَخُدَّامٍ مُنْتَذِرِينَ لِيَهْوَه،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّمَ أَجْسَادَنَا ذَبِيحَةً حَيَّةً،‏ أَيْ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً تَتَّسِمُ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ وَنَحْنُ نُقَرِّبُ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةَ طَوْعًا بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه وَبِٱسْتِخْدَامِ قُوَّتِنَا ٱلْعَقْلِيَّةِ ٱلَّتِي تُقْنِعُنَا أَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتَّقِدُ بِٱلرُّوحِ وَنَسْتَعْمِلُ مَوَاهِبَنَا ٱلْمُتَنَوِّعَةَ بِغَيْرَةٍ.‏ وَنَحْنُ نَخْدُمُ بِتَوَاضُعٍ وَٱحْتِشَامٍ،‏ بَاذِلِينَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ إِنَّنَا نَتَّبِعُ مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ وَنَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلْغَيْرِ بِصِدْقٍ.‏

      ١٧ يَمْنَحُنَا أَيْضًا ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ مِنْ رُومَا نَصَائِحَ عَدِيدَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلْمُقَاوَمَةِ.‏ فَعِوَضَ أَنْ نَرُدَّ بِٱلْمِثْلِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْمُقَاوَمَةِ بِٱلْأَعْمَالِ ٱللَّطِيفَةِ.‏ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِنَا لِمُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ،‏ إِنَّمَا دُونَ أَنْ نَنْتَهِكَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَتَنْطَبِقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةُ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ مَعَ ٱلْجِيرَانِ،‏ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَفِي خِدْمَتِنَا ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ وَنَحْنُ نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنَغْلِبَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْعِدَاءِ ٱلشَّدِيدِ،‏ مُتَذَكِّرِينَ أَنَّ ٱلِٱنْتِقَامَ لِيَهْوَه.‏

      ١٨ أَيَّةُ نَصَائِحَ ثَلَاثٍ نَجِدُهَا فِي روما ١٢:‏١٢‏؟‏

      ١٨ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٢‏.‏ عِلَاوَةً عَلَى كُلِّ هذِهِ ٱلْمَشُورَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ وَٱلْعَمَلِيَّةِ،‏ يُقَدِّمُ بُولُسُ ثَلَاثَ نَصَائِحَ أُخْرَى.‏ فَهُوَ يَنْصَحُنَا أَنْ ‹نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ› لِأَنَّنَا نَعْجَزُ عَنِ ٱلْعَمَلِ بِمُذَكِّرَاتِهِ دُونَ مُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه.‏ وَهذَا سَيُمَكِّنُنَا بِدَوْرِهِ مِنْ تَطْبِيقِ نَصِيحَتِهِ أَنْ ‹نَحْتَمِلَ فِي ٱلضِّيقِ›.‏ وَأَخِيرًا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُبْقِيَ عُقُولَنَا مُرَكَّزَةً عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلَّذِي يُخَبِّئُهُ يَهْوَه لَنَا وَأَنْ ‹نَفْرَحَ فِي رَجَاءِ› ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ ذلِكَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة