مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كم آمن هو طعامكم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • كم آمن هو طعامكم؟‏

      هل تتناولون ثلاث وجبات في اليوم؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فبحلول الوقت الذي تبلغون فيه الـ‍ ٧٠ من العمر ستكونون قد استهلكتم اكثر من ٠٠٠‏,٧٥ وجبة.‏ بالنسبة الى الاوروپي النموذجي،‏ يعني ذلك تناول حوالي ٠٠٠‏,١٠ بيضة،‏ ٠٠٠‏,٥ رغيف خبز،‏ ١٠٠ كيس من البطاطا،‏ ٣ بقرات،‏ وخروفين،‏ بالاضافة الى اشياء اخرى.‏ وهل تناول كل هذا الطعام يشكل عبئا؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فكم نسر حين نسمع عبارات مثل «هنيئا مريئا» بالعربية،‏ او ‏«بون اپيتي»‏ بالفرنسية،‏ وعبارات مماثلة بلغات اخرى!‏ حتى ان رئيس مدرسة تعلِّم الطهو قال:‏ «ان الطعام هو عماد الحياة».‏

      قد نميل في اغلب الاحيان الى اعتبار ما نتناوله من الطعام آمنا وصحيا.‏ ولكن،‏ اذا كانت وجبة واحدة فقط من تلك الوجبات الـ‍ ٠٠٠‏,٧٥ التي نتناولها تحتوي على شيء مؤذ،‏ فقد نصاب بمرض شديد.‏ فهل يمكن ان نتأكد ان ما نأكله آمن؟‏ يتزايد هذه الايام عدد الذين تساورهم الشكوك بشأن هذا الموضوع.‏ وفي بعض البلدان صارت مسألة سلامة الطعام مصدر قلق كبير.‏ لماذا؟‏

      اسباب تدعو الى القلق

      كل سنة،‏ تؤثر الامراض التي تنتقل بالطعام في حوالي ١٥ في المئة من سكان اوروپا.‏ ففي اوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ مثلا،‏ سبَّب زيت طبخ سامٌّ موت ٠٠٠‏,١ شخص تقريبا في اسپانيا وإصابة ٠٠٠‏,٢٠ شخص على نحو خطير.‏ وفي سنة ١٩٩٩،‏ ارتعب سكان بلجيكا لدى سماعهم خبر احتمال تلوُّث مواد مثل البيض،‏ الدجاج،‏ الجبن،‏ والزبدة بسمّ يدعى الديوكسين.‏ ومؤخرا تملَّك الخوف سكان بريطانيا —‏ وانهارت صناعة لحم البقر —‏ عندما أُصيب البقر باعتلال الدماغ البقري الاسفنجي الشكل (‏مرض جنون البقر)‏.‏ ثم اتى انتشار الحمى القلاعية التي تطلبت قتل ملايين الابقار،‏ الخراف،‏ الخنازير،‏ والماعز والتخلص منها.‏

      ان هذه المخاطر ضخمة،‏ ولكن هنالك عوامل اخرى تقلق الناس في ما يتعلق بالطعام.‏ فالتقنيات الجديدة التي تُستعمل اليوم في انماء وتصنيع المواد الغذائية تقلق المستهلكين.‏ كتبت اللجنة الاوروپية سنة ١٩٩٨:‏ «ان التقنيات الجديدة مثل معالجة الطعام بالاشعاع والهندسة الوراثية للمحاصيل الغذائية تثير الكثير من الجدال».‏ فهل تحسِّن مثل هذه التقنيات الحديثة طعامنا ام انها تلوِّثه؟‏ وماذا يمكننا فعله لزيادة سلامة طعامنا؟‏

  • ماذا يفعل الانسان بطعامه؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • ماذا يفعل الانسان بطعامه؟‏

      ان ادخال التعديلات على طعامنا ليس بالفكرة الجديدة.‏ فطوال اجيال،‏ كان الانسان ماهرا في ادخال تعديلات على الطعام.‏ فتقنيات التوليد الدقيقة انتجت اصنافا جديدة من المحاصيل،‏ البقر،‏ والخراف.‏ ذكر ممثل عن ادارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة ان «كل المواد الغذائية تقريبا التي نبتاعها عُدِّلت عن طريق التوليد التقليدي».‏

      والتوليد ليس الطريقة الوحيدة لتعديل الطعام.‏ فصناعة الاغذية طوّرت طرقا كثيرة لمعالجة وتصنيع الطعام،‏ سواء بتقوية نكهته او لونه او بتوحيد خصائصه وحفظه.‏ وقد اعتاد الناس تناول الطعام المعدَّل بطريقة او بأخرى.‏

      لكنَّ عددا متزايدا من المستهلكين يرعبهم ما يفعله الانسان بالطعام.‏ لماذا؟‏ يخاف البعض ان تعرِّض التقنيات الحديثة المستعملة اليوم سلامة الطعام للخطر.‏ فهل هذا الخوف مبرر؟‏ لنفحص ثلاثة مجالات تسبب القلق.‏a

      الهرمونات والمضادات الحيوية

      منذ خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ تضاف جرعات قليلة من المضادات الحيوية على ما يأكله الدجاج،‏ الخنازير،‏ والبقر في بعض الاماكن.‏ والهدف هو التقليل من اصابة الحيوانات بالامراض،‏ وخصوصا حين تُحفظ معا في اماكن ضيقة.‏ وفي بعض البلدان تُضاف الهرمونات ايضا الى طعام الحيوانات لتسريع عملية نموها.‏ ويقال ان الهرمونات والمضادات الحيوية تحمي الحيوانات من الخمج وتجعل الزراعة الكثيفة مربحة اكثر،‏ فيستفيد المستهلك من الاسعار المنخفضة.‏

      يبدو كل شيء على ما يرام حتى الآن.‏ لكن هل يشكِّل لحم الحيوانات التي تأكل هذه المواد المضافة اي خطر على المستهلك؟‏ ذكر تقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للمجموعات الاوروپية ان هنالك احتمالا ان تنجو البكتيريا من المضادات الحيوية وتنتقل الى المستهلك.‏ ووجد التقرير ان «بعض هذه البكتيريا،‏ مثل السَّلمونلة والبكتيريا المنحنية،‏ قد يكون سببا مباشرا لامراض خطيرة تصيب البشر من خلال السلسلة الغذائية».‏ بالاضافة الى ذلك،‏ ماذا لو لم تحتوِ السلسلة الغذائية على بكتيريا فحسب بل على ترسبات من المضادات الحيوية ايضا؟‏ هنالك مخاوف من ان تطوِّر الجراثيم التي تسبب الامراض عند البشر تدريجيا مقاومة للمضادات الحيوية.‏

      وماذا عن اللحوم المحتوية على الهرمونات؟‏ يعلق پروفسور في ميونيخ،‏ المانيا،‏ الطبيب هاينريخ كارك:‏ «يوافق كل الخبراء ان لحم الحيوانات الذي يحتوي على الهرمونات ليس مضرا بالصحة،‏ شرط ان تكون الجرعات المعطاة موافقة للخطوط الارشادية».‏ لكنَّ الصحيفة الالمانية دي ڤوخه تخبر انه فيما يتعلق بسلامة لحوم الحيوانات التي تأكل مواد تحتوي على الهرمونات،‏ «عجز العلماء،‏ طوال السنوات الـ‍ ١٥ الماضية،‏ عن الاتفاق على رأي مشترك».‏ وفي فرنسا،‏ أُجيب عن مسألة الهرمونات في اللحوم بصوت مدوّ ‹لا!‏ لا لاستعمال الهرمونات!‏›.‏ فمن الواضح جدا ان الخلاف لم يُحلّ بعد.‏

      الاطعمة المعالجة بالاشعاع

      منذ بدأت التجارب في السويد سنة ١٩١٦،‏ وافق ٣٩ بلدا على الاقل على تعريض مواد غذائية مثل البطاطا،‏ الذرة،‏ الفواكه،‏ واللحوم لمستويات منخفضة من الاشعاع.‏ لماذا؟‏ يقال ان الاشعاع يقتل معظم البكتيريا،‏ الحشرات،‏ والطفيليات،‏ مخفِّضا بذلك خطر اصابة المستهلك بالامراض المنتقلة بالطعام.‏ كما يزيد مدة صلاحية المنتَج.‏

      طبعا،‏ يقول الخبراء انه ليكون الطعام الذي نأكله مثاليا،‏ يجب ان يكون سليما وطازجا.‏ لكن مَن لديه وقت لتحضير الطعام الطازج قانونيا؟‏!‏ «عشر دقائق للفطور وخمس عشرة دقيقة للغداء والعشاء»،‏ هو الوقت الذي يصرفه الشخص عموما،‏ بحسب مجلة تجارب (‏بالانكليزية)‏.‏ لذلك لا عجب ان يفضل كثيرون من المستهلكين الطعام الجاهز والذي تكون مدة صلاحيته طويلة.‏ لكن هل الاطعمة المعالجة بالاشعاع آمنة؟‏

      سنة ١٩٩٩،‏ اصدرت منظمة الصحة العالمية دراسة اجرتها هيئة دولية من الخبراء.‏ وقد استنتجوا ان الطعام المعالج بالاشعاع «آمن للاستهلاك ويحتفظ بقيمته الغذائية ايضا».‏ ويشبّه المؤيدون معالجة الطعام بالاشعاع بتعقيم الضمادات الطبية —‏ الذي يجري ايضا عن طريق المعالجة بالاشعاع —‏ او بتمرير حقائب السفر في ماسح الكتروني في المطار.‏ لكنَّ النقاد يصرون ان المعالجة بالاشعاع تخفض القيمة الغذائية الطبيعية للطعام وقد تشمل مخاطر غير معروفة حتى الآن.‏

      الاطعمة المعدَّلة وراثيا

      يستطيع علماء الوراثة منذ بعض الوقت ان ينقلوا مورِّثة من الدَّنا DNA الموجود في عضوية الى الدَّنا الموجود في عضوية اخرى من النوع نفسه.‏ لكن اليوم يمكن ان يصل علماء الوراثة الى ابعد بكثير.‏ مثلا،‏ عُدِّلت بعض الفراولة والبندورة بواسطة مورِّثة أُخذت من سمكة،‏ فأصبحت اقل تأثرا بدرجات الحرارة المنخفضة.‏

      لقد قيل الكثير،‏ سواء ضد الاطعمة المعدَّلة وراثيا او معها.‏b فالمؤيدون يقولون ان هذا النوع من التكنولوجيا الحيوية يمكن التنبؤ بنتائجه وضبطه اكثر من الطرائق التقليدية لتوليد النباتات،‏ وإنه سيزيد الغلال ويخفف من الجوع البشري.‏ ولكن هل الطعام المعدَّل وراثيا آمن للأكل؟‏

      أُعدَّ تقرير عن الموضوع بواسطة فريق من علماء يمثلون معاهد في انكلترا والولايات المتحدة،‏ وكذلك في البرازيل،‏ الصين،‏ المكسيك،‏ الهند،‏ وبلدان اخرى من العالم النامي.‏ قال التقرير الصادر في تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٠:‏ «حتى الآن،‏ يُنتَج اكثر من ٣٠ مليون هكتار من المحاصيل التي تُقحم فيها مورِّثة من انواع اخرى ولا دليل على وجود اية مشاكل صحية عند البشر تتعلق بشكل خصوصي بتناول هذا النوع من المحاصيل او منتجاتها».‏ وفي بعض المناطق تعتبر المنتجات المعدَّلة وراثيا آمنة مثل الاطعمة العادية.‏

      اما في مناطق اخرى فيعم الشك.‏ ففي النمسا،‏ بريطانيا،‏ وفرنسا ينظر البعض الى الاطعمة المعدَّلة وراثيا نظرة ارتياب.‏ قال سياسي هولندي عن الاطعمة المعدَّلة وراثيا:‏ «هنالك بعض انواع الطعام التي لا نحبِّذها بكل بساطة».‏ ويشير نقاد مثل هذه الاطعمة ايضا الى الاسئلة الاخلاقية وإلى المخاطر المحتملة المتعلقة بالبيئة.‏

      يشعر بعض العلماء ان هذه الاطعمة المعدَّلة وراثيا لا تزال في ايامها الباكرة وأنه ينبغي اجراء تجارب اكثر لاكتشاف المخاطر المحتملة على المستهلكين.‏ مثلا،‏ تشعر الجمعية الطبية البريطانية ان الهندسة الوراثية تعِد بفوائد كبيرة للسكان.‏ لكنها تذكر ان بعض المجالات التي تدعو الى القلق —‏ مثل مسألة ردود الفعل الارجية للاطعمة المعدَّلة وراثيا —‏ تعني ان «المزيد من البحث مطلوب».‏

      صنع خيارات شخصية متزنة

      في بعض البلدان تبلغ كمية الطعام المصنَّع ٨٠ في المئة.‏ وغالبا ما تُضاف مواد لتقوية او توحيد خصائص النكهة واللون بالاضافة الى اطالة مدة الصلاحية.‏ في الواقع،‏ يذكر احد المراجع ان «منتجات حديثة كثيرة،‏ مثل الوجبات الخفيفة ذات السعرات الحرارية المنخفضة والاطعمة السريعة التحضير والجاهزة للاكل لن يكون وجودها ممكنا دون استعمال المواد التي تضاف في صناعة الاغذية».‏ ويُحتمل ان تحتوي ايضا مثل هذه الاطعمة على مكوِّنات معدَّلة وراثيا.‏

      لقد اعتمدت الزراعة حول العالم طوال سنوات طرائق اعتبرها الناس مؤذية.‏ واستعمال مبيدات الآفات السامة هو احد الامثلة.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ تستعمل صناعة الاغذية منذ بعض الوقت المواد المضافة والتي ربما سببت ردود فعل ارجية عند بعض المستهلكين.‏ فهل التقنيات الحديثة في صنع الطعام خطرة اكثر بكثير من هذه الطرائق؟‏ حتى الخبراء عاجزون عن الاتفاق في الرأي.‏ فالتقارير العلمية المهمة تدعم في الواقع الاختلاف في وجهات النظر حول هذا الموضوع،‏ وتساعد كما يبدو على وجود آراء متضاربة.‏

      وبسبب صعوبة تجنب الاطعمة المصنَّعة بواسطة التقنيات العالية او بسبب وجود مسائل مقلقة اخرى اكثر اهمية،‏ يقرر الكثيرون اليوم عدم القلق بشأن هذه القضية.‏ لكن البعض الآخر،‏ من ناحية ثانية،‏ تقلقهم القضية كثيرا.‏ فماذا يمكنكم القيام به اذا شعرتم انتم وعائلتكم انكم غير مطمئنين لأكل الاطعمة المصنَّعة التي تبدو معقدة كثيرا بسبب التقنية الحديثة؟‏ توجد خطوات عملية قد تختارون اتباعها،‏ ويناقَش البعض منها في المقالة التالية.‏ لكن اولا،‏ قد تجدون انه من الحكمة التأكد من حيازة نظرة متزنة الى المسألة.‏

      ان سلامة الطعام كسلامة الصحة.‏ فلا سبيل الى بلوغ الكمال فيهما حاليا.‏ ووفقا للمجلة الالمانية ناتور اونت كوسموس،‏ حتى الاشخاص الذين يهتمون كثيرا باختيار وتحضير طعامهم عليهم ان يلجأوا دائما الى نوع من التسوية.‏ وما هو نافع لشخص يمكن ان يؤذي آخر.‏ لذلك أليس من الحكمة تنمية موقف متزن وتجنب التطرف؟‏

      طبعا لا يقول لنا الكتاب المقدس اي قرار ينبغي ان نتخذه في ما يختص بالاطعمة المعدة بواسطة التقنيات العالية.‏ لكنه يعلمنا عن صفة ننميها تساعدنا في هذه المسألة.‏ تقول فيلبي ٤:‏٥‏:‏ «ليُعرف تعقلكم عند جميع الناس».‏ فالتعقل يمكن ان يساعدنا على اتخاذ قرارات متزنة وعلى تجنب التطرف.‏ وهو يمنعنا ان نملي على الآخرين ما ينبغي وما لا ينبغي فعله.‏ ويجنبنا الخوض في مناقشات عقيمة تسبب الخلاف مع مَن لديهم وجهة نظر مختلفة.‏

      لكن ينبغي الاعتراف ان الكثير من المخاطر المتعلقة بالطعام ليست مثيرة للجدال الى هذا الحد.‏ فما هي بعضها،‏ وما هي التدابير الوقائية التي يمكنكم اتخاذها؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ما نأكله هو بشكل كبير مسألة اختيار شخصي.‏ ان مجلة استيقظ!‏ لا تنصح بما ينبغي وما لا ينبغي اكله من مختلف الاطعمة التي يجري النقاش حولها في هذه السلسلة،‏ بغض النظر عن التقنيات المستعملة في تجهيزها.‏ فالهدف من هذه المقالات هو اطلاع القراء على الوقائع كما هي معروفة اليوم.‏

      b من فضلكم انظروا عدد ٢٢ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٠ من استيقظ!‏‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      هل يتأثر المستهلك بالهرمونات والمضادات الحيوية المعطاة للماشية؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      من الحكمة قراءة محتويات الاطعمة بعناية

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      هنالك فوائد ناجمة عن شراء الطعام الطازج قانونيا

  • كيف نعزِّز سلامة طعامنا؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • كيف نعزِّز سلامة طعامنا؟‏

      هل تناول الطعام خطر؟‏ قد تقودكم بعض الاحصاءات الى مثل هذا الاستنتاج.‏ فبحسب منظمة الصحة العالمية،‏ يتأثر كل سنة حوالي ١٣٠ مليون شخص في المناطق الاوروپية التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالامراض التي تنتقل بالطعام.‏ وفي المملكة المتحدة وحدها،‏ أُخبر انه في سنة ١٩٩٨ حصل اكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ حالة من التسمم بالطعام —‏ نتج عنها نحو ٢٠٠ وفاة.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ يُقدَّر ان حوالي ٧٦ مليون حالة مرض كل سنة تنجم عن الامراض التي تنتقل بالطعام مما يؤدي الى دخول ٠٠٠‏,٣٢٥ شخص المستشفى وموت ٠٠٠‏,٥ منهم.‏

      عالميا،‏ من الصعب الحصول على تقديرات دقيقة.‏ لكنَّ منظمة الصحة العالمية تخبر انه في سنة ١٩٩٨،‏ مات حوالي ٢‏,٢ مليون شخص من الامراض التي تسبب الإسهال —‏ ومنهم ٨‏,١ مليون ولد.‏ يذكر التقرير:‏ «يمكن ان يكون تلوُّث الطعام ومياه الشرب سبب نسبة كبيرة من هذه الحالات».‏

      قد تبدو هذه الارقام مذهلة.‏ لكن هل ينبغي ان تسبِّب لكم الاحصائيات رعبا بشأن سلامة طعامكم؟‏ لا،‏ ليس بالضرورة.‏ تأملوا في مثل آخر.‏ في اوستراليا،‏ هنالك حوالي ٢‏,٤ ملايين حالة من الامراض التي تنتقل بالطعام كل سنة —‏ او حوالي ٥٠٠‏,١١ حالة كل يوم!‏ يبدو هذا العدد كبيرا جدا.‏ لكن انظروا اليه من وجهة نظر مختلفة.‏ يأكل الاوستراليون حوالي ٢٠ بليون وجبة كل سنة،‏ ويؤدي اقل من واحد الى خمسين من واحد في المئة من هذه الوجبات الى المرض.‏ وبكلمات اخرى،‏ ان نسبة الخطر لكل وجبة هي حقا صغيرة جدا.‏

      رغم ذلك،‏ ان الخطر حقيقي وجدّي.‏ فماذا يسبب انتقال المرض بالطعام،‏ وماذا يمكن القيام به لخفض الخطر؟‏

      اسباب الامراض المنتقلة بالطعام

      يمكن ان ينتقل عدد كبير من الامراض بالطعام —‏ اكثر من ٢٠٠ منها،‏ كما تقول مجلة الامراض الخمجية الناشئة (‏بالانكليزية)‏.‏ لكنَّ العوامل التي تسبب كل هذه الامراض ليست عديدة.‏ فبحسب الدكتور إيان سْوادلينڠ،‏ المسؤول عن المعلومات الغذائية في المكتب العالمي للمعلومات الغذائية،‏ حوالي ٩٠ في المئة من كل حالات الامراض التي تنتقل بالطعام يسبِّبها «على الارجح اقل من اربعة وعشرين» من انواع العُضويات المجهرية.‏ فكيف تجد العوامل المتعددة المسببة للامراض —‏ الڤيروسات،‏ البكتيريا،‏ الطفيليات،‏ التوكسينات،‏ وهلم جرا —‏ طريقها الى الطعام؟‏

      يذكر الدكتور سْوادلينڠ خمسا من اكثر الطرائق المعروفة التي بها يلوَّث الطعام:‏ «استعمال المواد الغذائية النيئة الملوَّثة؛‏ اشخاص مرضى/‏مخموجون يحضِّرون الوجبات؛‏ طرائق تخزين غير ملائمة بالاضافة الى تحضير الطعام قبل تناوله ببضع ساعات؛‏ التلويث المتبادل خلال تحضير الطعام؛‏ طهو الطعام او تسخينه بشكل غير كاف».‏ رغم ان هذه اللائحة قد تدعو الى القلق،‏ فهي تنقل بعض الاخبار السارة.‏ ففي اغلب الاحيان يمكن بسهولة الحؤول دون الامراض التي تنتقل بالطعام.‏ ولتروا ماذا يمكنكم القيام به لضمانة سلامة الطعام الذي تتناولونه،‏ انظروا الاطار في الصفحتين ٨ و ٩.‏

      صنع خيارات متزنة

      نظرا الى المخاطر والقلق بشأن سلامة الطعام،‏ يقرر البعض اليوم ان يصرفوا وقتا اكثر في شراء،‏ تحضير،‏ وأكل الطعام الطازج.‏ اذا كان هذا الخيار يروقكم،‏ فابحثوا عن المتاجر او الاسواق في منطقتكم التي تبيع مواد غذائية طبيعية وطازجة.‏ يوضح دليل للمستهلك:‏ «يسعى كثيرون من المستهلكين الى الاتصال بالمنتجين —‏ إما في الاسواق التي تفتح مرة في الاسبوع [حيث يباع المنتَج الطازج] او في مكان انتاج الطعام —‏ لكي يشتروا الطعام حين يكون طازجا جدا ولينظروا الى انتاج الطعام ومصدره».‏ وهذا الامر قد يساعد عند شراء منتجات اللحوم.‏

      بشكل مشابه،‏ ربما يكون من الافضل شراء المواد الغذائية المحلية الموسمية،‏ لأنها قد تكون صحية اكثر.‏ لكن ادركوا انكم اذا التصقتم بمثل هذه القاعدة،‏ فستخسرون حيازة تشكيلة كبيرة من الفواكه والخضر على مدار السنة.‏

      هل يجب ان تختاروا الاطعمة العضوية (‏تُستخدم في زراعتها الاسمدة الطبيعية فقط)‏؟‏ هذا قرار شخصي.‏ فكثيرون يحبذون الاطعمة العضوية،‏ ولا شك ان ما يحث بعضهم هو عدم الثقة بالتقنيات الجديدة المستعملة في صناعة الطعام.‏ لكن لا يوافق الكل على ان الزراعة العضوية تقدم طعاما اكثر سلامة.‏

      مهما تكن خياراتكم بشأن الطعام،‏ فافحصوا بدقة ما تشترونه.‏ ووفقا للصحيفة الالمانية الاسبوعية دي تسايت،‏ تذكر خبيرة في هذا المجال:‏ «في ما يتعلق بالطعام،‏ لا ينظر المستهلك سوى الى السعر».‏ من الجدير بالثناء ان يكون المرء اقتصاديا،‏ لكن ينبغي ان تفحصوا لائحة المحتويات ايضا.‏ فيقدَّر انه حوالي نصف الذين يبتاعون الطعام في البلدان الغربية لا يصرفون الوقت في قراءة المعلومات الغذائية المطبوعة على الملصقات.‏ صحيح ان الملصقات في بعض البلدان لا تحتوي على معلومات شاملة.‏ لكن اذا اردتم طعاما آمنا،‏ فافعلوا ما في استطاعتكم لفحص المحتويات.‏

      من اجل اتخاذ اي قرار في ما يتعلق بالطعام الذي تأكلونه،‏ تحتاجون على الارجح ان تتصفوا بالمرونة احيانا،‏ متكيفين مع واقع البلد الذي تعيشون فيه.‏ وبالنسبة الى كثيرين من الناس في يومنا وعصرنا،‏ من المستحيل بكل بساطة ان يتأكدوا من ان ما يأكلونه هو فقط الاطعمة التي تبرهن انها آمنة تماما.‏ فهذا الامر مكلف وصعب جدا ويستغرق الكثير من الوقت.‏

      فهل يذهلكم هذا التقييم لما يحصل في العالم اليوم معتبرينه تقييما متشائما؟‏ انه بكل بساطة تقييم واقعي.‏ لكن النبأ السار هو ان الامور ستتغير قريبا نحو الافضل.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      خطوات يمكنكم اتخاذها

      ◼ اغسلوا.‏ تأكدوا ان تغسلوا ايديكم بالماء الساخن والصابون قبل ان تحضّروا اي طبق.‏ اغسلوا ايديكم دائما بعد استعمال المرحاض،‏ بعد الاعتناء بالطفل (‏مثل تغيير حفاضه او مسح انفه)‏،‏ او بعد الامساك بأي من الحيوانات،‏ بما فيها الحيوانات المدللة.‏ اغسلوا الاواني المطبخية،‏ ألواح التقطيع،‏ والاماكن المسطحة التي تستخدمونها في المطبخ بالماء الساخن والصابون بعد تحضير اي طبق —‏ وخصوصا بعد مسك النيء من اللحوم،‏ الدجاج،‏ او ثمار البحر.‏ تقترح مجلة تجارب في سبيل التخلص من الحشرات وبقايا مبيدات الآفات:‏ «اغسلوا الفواكه والخضر بماء فاتر».‏ وفي المناطق حيث المياه غير آمنة،‏ من المستحسن وضع مقدار صغير من المطهِّرات في الماء كالپرمڠنات،‏ مواد التبييض،‏ او خل النبيذ لغسل الخضر التي ستؤكل نيئة.‏ في حالات كثيرة يكون السلخ،‏ التقشير،‏ والغلي الطرائق الفضلى لتنظيف المواد الغذائية.‏ اما بالنسبة الى الخس او الملفوف،‏ فأزيلوا وارموا الاوراق الخارجية.‏

      ◼ اطبخوا الطعام جيدا.‏ اذا تخطت حرارة الطعام الداخلية ٧١ درجة مئوية،‏ حتى لمدة وجيزة،‏ فستُقتل كل البكتيريا،‏ الڤيروسات،‏ والطفيليات تقريبا.‏ ويجب ان يتعرض الدجاج لحرارة مرتفعة اكثر ايضا،‏ اي لـ‍ ٨٢ درجة مئوية.‏ وعند تسخين الطعام ينبغي ان تبلغ الحرارة ٧٥ درجة مئوية او ينبغي ان يكون ساخنا جدا يصعد منه البُخار.‏ تجنبوا اكل الدجاج الذي لا يزال داخله زهري اللون،‏ والبيض الذي لا يكون بياضه وصفاره مطبوخين جيدا،‏ والسمك غير المطبوخ جيدا الذي لا تستطيعون تقطيعه بالشوكة بسهولة.‏

      ◼ ابقوا الاطعمة منفصلة بعضها عن بعض.‏ ضعوا دائما كل ما هو نيء من اللحم،‏ الدجاج،‏ او ثمار البحر منفصلا عن باقي الاطعمة —‏ عند شرائه،‏ تخزينه،‏ وتحضيره.‏ لا تدعوا العصارة تسيل وتقع بعضها على بعض او على اطعمة اخرى.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ لا تضعوا ابدا الطعام المطبوخ في صحن كان فيه اشياء نيئة كاللحم،‏ السمك،‏ او الدجاج قبل غسل هذا الصحن جيدا بالماء الساخن والصابون.‏

      ◼ خزِّنوا وبرِّدوا الطعام كما ينبغي.‏ يمنع البرّاد نمو البكتيريا الخطرة،‏ لكن الحرارة ينبغي ان تكون ٤ درجات مئوية.‏ كما ينبغي ان تكون درجة حرارة الثلاجة ١٧ درجة مئوية تحت الصفر.‏ تخلصوا في غضون ساعتين من الطعام الذي يفسد.‏ وإذا وضعتم الطعام على المائدة قبل الاكل فغطوا كل الصحون لإبعاد الذباب.‏

      ◼ توخوا الحذر عندما تأكلون في المطاعم.‏ بحسب احد التقديرات،‏ حوالي ٦٠ الى ٨٠ في المئة من الامراض التي تنتقل بالطعام في بعض البلدان المتقدمة سببها الاطعمة التي تُطبخ خارج المنزل وتُشترى.‏ تأكدوا ان يفي اي مطعم تزورونه بالمقاييس الصحية التي يضعها القانون.‏ اطلبوا اللحم مطبوخا جيدا.‏ وعندما تشترون الطعام الجاهز،‏ كلوه في غضون ساعتين من ابتياعه.‏ وإذا تجاوز الوقت الساعتين،‏ فسخنوا الطعام مجددا الى حرارة تبلغ درجتها ٧٤ درجة مئوية.‏

      ◼ ارموا الطعام المشكوك في امره.‏ اذا كنتم تشكون في ما اذا كان بعض الطعام جيدا او فاسدا،‏ فاختاروا الجانب الاسلم وارموه.‏ من المسلم به انه من غير الحكمة رمي الطعام الجيد.‏ لكننا اذا مرضنا بسبب الطعام غير الآمن فستكون الكلفة اكبر.‏

      ‏[المصدر]‏

      ‏—‏هذه المعلومات مؤسسة بشكل رئيسي على نصائح تتعلق بالسلامة الغذائية (‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار المجلس المختص بتكنولوجيا سلامة الاغذية في الولايات المتحدة.‏

  • طعام آمن للجميع
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • طعام آمن للجميع

      كم يبهجنا تناول طعام آمن.‏ لكن كما رأينا ليس من السهل دائما الحصول على مثل هذا الطعام.‏ والأسوأ ايضا ان ملايين الاشخاص لا تُتاح لهم فرصة التساؤل هل طعامهم آمن او صحي.‏ فهم مشغولون بإيجاد ما يكفي من الطعام لمجرد البقاء على قيد الحياة.‏ فهل يعقل ان يكون قصد اللّٰه ان تجري الامور على هذا المنوال؟‏

      فكروا في الامر.‏ عندما وضع اللّٰه الرجل والمرأة على الارض،‏ هل كان لديهما سبب ليقلقا بشأن الطعام؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فالرواية في سفر التكوين من الكتاب المقدس تقول:‏ «انبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل».‏ (‏تكوين ٢:‏٩‏)‏ لقد كان لدى آدم وحواء تنوع مبهج من الاطعمة،‏ بالاضافة الى مخزون وافر لا ينتهي.‏ واللّٰه الذي خلقهما علم تماما ما يحتاجان اليه من غذاء،‏ وعرف ايضا ما الذي يجلب لهما الفرح.‏ طبعا،‏ لسنا اليوم في جنة عدن.‏ لكن هل غيَّر اللّٰه قصده الاصلي نحو الجنس البشري والارض؟‏

      لدينا سبب حقيقي لنؤمن ان كل شخص على الارض سيتمتع قريبا بوفرة من الطعام الصحي والسليم!‏ وهذا الايمان يمكن ان يكون مساعدا قويا للمحافظة على موقف متزن من مسألة سلامة الطعام اليوم.‏ فمثل هذا الرجاء،‏ اذا كان مؤكَّدا وموثوقا به،‏ يمكن ان يساعدنا على تجنب تطوير وجهات نظر متطرفة.‏

      ولماذا يمكننا ان نثق ان الحياة ستكون مختلفة قريبا؟‏ يعرف تلامذة كلمة اللّٰه الدؤوبون اننا نعيش حاليا في «الايام الاخيرة» من نظام الاشياء هذا.‏ والنظام الحاضر تحكمه الحكمة البشرية المتقلقلة في مجالات كثيرة والتي تعتمد على التجربة والخطإ.‏ ففي ما يتعلق بتقنيات تصنيع الطعام،‏ هنالك شك كبير في ما اذا كانت آمنة او خطرة.‏ وعدم اليقين هذا يسبب الخوف،‏ الخلافات،‏ والانشقاقات.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      وعد خالق الجنس البشري ان يستبدل نظام الاشياء الحاضر هذا بنظام جديد كليا.‏ وسيتحقق قصده الاصلي —‏ ان تكون الارض بكاملها فردوسا مثل جنة عدن،‏ تسكنها عائلة بشرية تتمتع بالصحة والسعادة.‏ عندئذ،‏ ستملأ القوة الموحدة للحكمة الالهية الكاملة الارض.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ ولن تسود بعد ذلك الحكمة البشرية المتقلقلة.‏ ان النظام الجديد الذي يضعه اللّٰه سيبدد كل شك بشأن سلامة طعامنا.‏ أوَليس منطقيا ان نستنتج ان اللّٰه الذي خلق البشر يفهم ايضا حاجاتنا الغذائية؟‏

      طعام من اللّٰه لا عيب فيه

      يحتوي الكتاب المقدس على نبوات مشرقة تتعلق بما ستكون عليه الحياة في ظل نظام الاشياء القادم.‏ كتب النبي اشعياء:‏ «يعطي [اللّٰه] مطر زرعك الذي تزرع الارض به وخبز غلة الارض فيكون دسما وسمينا وترعى ماشيتك في ذلك اليوم في مرعى واسع.‏ والابقار والحمير التي تعمل الارض تأكل علفا مملحا مذرى بالمنسف والمذراة».‏

      تذكر نبوة اشعيا ايضا بحسب الترجمة التفسيرية‏:‏ «في هذا الجبل .‏ .‏ .‏ يقيم الرب القدير مأدبة مسمَّنات لجميع الشعوب،‏ مأدبة خمر صافية معتَّقة».‏ —‏ اشعياء ٢٥:‏٦؛‏ ٣٠:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ألا يروقكم ذلك؟‏ تؤكد لنا نبوة اشعيا ان كل فرد يعيش في ظل نظام اللّٰه الجديد سينعم بوفرة من الطعام الجسدي.‏ وهل يكون آمنا للاكل؟‏ دون شك،‏ اذ تؤكد لنا نبوة اخرى ان شعب اللّٰه سوف «يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يرعب».‏ (‏ميخا ٤:‏٤‏)‏ وهذا الامن التام سيكفله ملكوت اللّٰه المسياني،‏ الذي سيتولى الحكم على كل الارض في المستقبل القريب.‏ —‏ اشعياء ٩:‏ ٦،‏ ٧‏.‏

      حينئذ لن يبقى مطلقا اي شك في سلامة الطعام.‏ بل على العكس،‏ سنبتهج بالقول واحدنا للآخر:‏ «هنيئا مريئا» او ‏«بون اپيتي».‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

      كل شخص على الارض سيتمتع قريبا بوفرة من الطعام الصحي والسليم

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      يعدنا اللّٰه بطعام آمن وصحي للجميع

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة