مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كشف القناع عن الحية
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • كشف القناع عن الحية

      ‏«وكان ذات يوم انه جاء بنو اللّٰه ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم.‏» —‏ ايوب ١:‏٦‏.‏

      ١ (‏أ)‏ ما هو اصل ومعنى الاسم شيطان؟‏ (‏ب)‏ كم مرة تظهر كلمة «شيطان» في الاسفار المقدسة،‏ وأية اسئلة تنشأ؟‏

      ما هو اصل الاسم شيطان؟‏ وماذا يعني؟‏ في موقعه في الكتاب المقدس يتألف من الاحرف العبرانية س ط ن.‏ وبالحركات الصوتية تؤلف هذه الاحرف الكلمة «شيطان،‏» التي هي بحسب العالم ادوارد لانغتون «مشتقة من جذر يعني ‹يقاوم› او ‹يكون او يتصرف كخصم.‏›» (‏قارنوا ١ بطرس ٥:‏٨‏.‏)‏ ومع ان الاسم «شيطان» يظهر اكثر من ٥٠ مرة في الكتاب المقدس فهو يرد نحو ١٨ مرة فقط في الاسفار العبرانية وذلك فقط في اسفار ١ أخبار الايام،‏ ايوب،‏ وزكريا.‏ وهكذا ينشأ السؤالان،‏ متى شعر الانسان بتمرّد الشيطان ونشاطه؟‏ ومتى يظهر الشيطان بوضوح للمرة الاولى في الاسفار العبرانية؟‏

      ٢ اي سؤال لم تجر الاجابة عنه فورا بعد تمرّد آدم وحواء؟‏

      ٢ يوضح الكتاب المقدس بعبارات بسيطة وانما عميقة كيف اتت الخطية والتمرّد الى الوجود على الارض في ما كان جنة فردوسية في الشرق الاوسط.‏ (‏انظروا تكوين،‏ الاصحاحين ٢ و ٣‏.‏)‏ ومع ان المحرّض على عصيان آدم وحواء يجري اثبات هويته بصفته حية فلا يعطى ايّ دليل مباشر على مَن كانت القوة الحقيقية والذكاء وراء الصوت المنبعث من الحية.‏ ومع ذلك،‏ كان لدى آدم وقت طويل ليفكِّر مليًّا في الحوادث في عدن التي ادّت الى طرده من الحديقة الفردوسية.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٧ و ١٨ و ٢٣،‏ ٥:‏٥‏.‏

      ٣ رغم ان آدم لم ينخدع كيف اخطأ،‏ وماذا كانت النتيجة للجنس البشري؟‏

      ٣ من الواضح انه عرف آدم ان الحيوانات لا تتكلم مع الذكاء البشري.‏ وعرف ايضا ان اللّٰه لم يتكلم معه بواسطة ايّ حيوان قبل تجربة حواء.‏ فمن أمر زوجته ان تعصي اللّٰه؟‏ يقول بولس ان آدم لم ينخدع رغم ان المرأة انخدعت كاملا.‏ (‏تكوين ٣:‏١١-‏١٣ و ١٧؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏١٤‏)‏ وربما ادرك آدم ان مخلوقا غير منظور كان يقدِّم بديلا للطاعة للّٰه.‏ ولكن رغم عدم الاقتراب اليه شخصيا من قبل الحية فقد اختار الاشتراك مع زوجته في العصيان.‏ وعمل آدم العمدي والقصدي للعصيان كسر قالب الكمال،‏ ادخل عيب الخطية،‏ وأدّى الى الادانة المنبإ بها بالموت.‏ وهكذا باستخدام وكالة الحية صار الشيطان قاتل الناس الاول.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤،‏ رومية ٥:‏١٢ و ١٤‏.‏

      ٤ و ٥ (‏أ)‏ اية دينونة نبوية صدرت ضد الحية؟‏ (‏ب)‏ اية ألغاز تضمنتها هذه النبوة؟‏

      ٤ والتمرّد في عدن أدّى الى دينونة نبوية من اللّٰه.‏ وشملت هذه الدينونة ‹سرّاً (‏مقدسا)‏› يتطلّب حلّه كاملا آلاف السنين.‏ قال اللّٰه للحية:‏ «وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.‏ هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه.‏» —‏ افسس ٥:‏٣٢،‏ تكوين ٣:‏١٥‏.‏

      ٥ تتضمن هذه النبوة الحيوية عدة ألغاز.‏ فماذا قُصد حقا بـ‍ «المرأة»؟‏ هل كانت حواء،‏ ام كانت امرأة اعظم شأنا من حواء؟‏ وعلاوة على ذلك،‏ ماذا قُصد بـ‍ ‹نسل المرأة› و ‹نسل الحية›؟‏ ومَن كانت حقا الحية التي يكون نسلها في عداوة مع نسل المرأة؟‏ وكما سنناقش الآن من الواضح ان يهوه قرَّر ان تحصل هذه الاسئلة على اجابة اكمل في وقته المعيَّن.‏ —‏ قارنوا دانيال ١٢:‏٤ وكولوسي ١:‏٢٥ و ٢٦‏.‏

      دليل اضافي على التمرّد في السموات

      ٦ اي دليل على التمرد في السموات شوهد قبيل الطوفان؟‏

      ٦ واذ يتطوّر تاريخ الكتاب المقدس يظهر دليل آخر على تمرّد بمستوى اعلى للحياة من ذاك الذي للبشر قبيل الطوفان،‏ بعد سقوط الانسان في الخطية بنحو ٥٠٠‏,١ سنة.‏ فتخبرنا رواية الكتاب المقدس ان «ابناء اللّٰه رأوا بنات الناس أنهن حسنات.‏ فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا.‏» والنسل المختلط المولد لهذه الاتحادات غير الطبيعية عُرف بـ‍ «الطغاة،‏» «الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم.‏» (‏تكوين ٦:‏١-‏٤‏،‏ قارنوا ايوب ١:‏٦ لمعرفة هوية «ابناء اللّٰه.‏»)‏ وبعد نحو ٤٠٠‏,٢ سنة علَّق يهوذا باختصار على هذا الحادث عندما كتب:‏ «والملائكة الذين .‏ .‏ .‏ تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام.‏» —‏ يهوذا ٦؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٤ و ٥‏.‏

      ٧ على الرغم من شر الانسان،‏ اي اغفال يثير الفضول نجده في العديد من اسفار الكتاب المقدس التاريخية؟‏

      ٧ وفي هذه المرحلة قبل الطوفان كان «شرّ الانسان قد كثر في الارض.‏ وان كل تصوّر افكار قلبه انما هو شرير كل يوم.‏» ولكن لم تثبت هوية الشيطان بصورة خاصة في سفر التكوين الموحى به بصفته التأثير القوي وراء التمرد الملائكي وشر الانسان.‏ (‏تكوين ٦:‏٥‏)‏ حقا،‏ في كامل تاريخ امتي اسرائيل ويهوذا،‏ بارتدادهم المتواصل الى الصنمية والعبادة الباطلة،‏ لا يُذكر الشيطان باسمه ابدا في اسفار الكتاب المقدس الموحى بها للقضاة،‏ صموئيل،‏ والملوك بصفته التأثير غير المنظور وراء هذه الحوادث —‏ وذلك رغم اعتراف الشيطان بأنه كان ‹يجول في الارض.‏› —‏ ايوب ١:‏٧،‏ ٢:‏٢‏.‏

      ٨ هل كان ايوب في بادئ الامر عارفا بالدور الذي قام به الشيطان في ألمه؟‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ٨ وحتى عندما نتأمل في رواية ايوب المهمة وتجاربه نرى ان ايوب لم ينسب قط امتحاناته الى الخصم،‏ الشيطان.‏ ومن الواضح انه لم يكن عارفا آنذاك بالقضية المتوقفة على نتيجة تصرفه.‏ (‏ايوب ١:‏٦-‏١٢‏)‏ ولم يدرك ان الشيطان عجَّل حدوث الازمة بتحديه استقامة ايوب امام يهوه.‏ وهكذا عندما أنَّبت ايوب امرأته بالكلمات «انت متمسك بعد بكمالك.‏ (‏العن)‏ اللّٰه ومت،‏» اجاب ببساطة:‏ «أالخير نقبل من عند اللّٰه والشر لا نقبل.‏» ودون ان يعرف المصدر الحقيقي لتجاربه اعتبرها على ما يظهر آتية من اللّٰه وبالتالي شيئا يجب قبوله.‏ ولو ان الامر بخلاف ذلك لما كان ذلك امتحانا حقيقيا لاستقامة ايوب.‏ —‏ ايوب ١:‏٢١،‏ ٢:‏٩ و ١٠‏.‏

      ٩ اي سؤال منطقي يمكن اثارته في ما يتعلق بموسى؟‏

      ٩ والآن ينشأ السؤال.‏ اذا كان موسى،‏ كما نعتقد،‏ هو الذي كتب سفر ايوب وعرف بالتالي ان الشيطان كان يجول في الارض،‏ لماذا لم يذكر الشيطان باسمه في ايّ من الاسفار الخمسة الاولى التي كتبها ايضا؟‏ اجل،‏ لماذا يندر جدا ذكر الشيطان في الاسفار العبرانية؟‏a

      الكشف المحدود عن الشيطان

      ١٠ كيف مُنح الشيطان مجرد كشف محدود في الاسفار العبرانية؟‏

      ١٠ على الرغم من شجب النشاطات الملهمة من شياطين،‏ من الواضح ان يهوه بحكمته كانت لديه اسباب وجيهة ليضمن منح خصمه،‏ الشيطان،‏ مجرد كشف محدود في الاسفار العبرانية.‏ (‏لاويين ١٧:‏٧،‏ تثنية ١٨:‏١٠-‏١٣،‏ ٣٢:‏١٦ و ١٧،‏ ٢ أخبار الايام ١١:‏١٥‏)‏ وهكذا مع ان الكتبة العبرانيين كانت لديهم بالتأكيد بعض المعرفة عن الشيطان ودور تمرده في السموات فقد اوحي اليهم بأن يحدّدوا ويكشفوا فقط خطايا شعب اللّٰه والامم حولهم ويحذّروا من شرهم.‏ (‏خروج ٢٠:‏١-‏١٧،‏ تثنية ١٨:‏٩-‏١٣‏)‏ ونادرا ما جرى ذكر اسم الشيطان.‏

      ١١ و ١٢ كيف نعرف ان كتبة الكتاب المقدس العبرانيين لم يجهلوا الشيطان وتأثيره؟‏

      ١١ بالنظر الى الحوادث في عدن،‏ وانحطاط «ابناء اللّٰه،‏» والسجل في سفر ايوب،‏ لم يجهل كتبة الكتاب المقدس العبرانيون التأثير الشرير فوق الطبيعة البشرية للشيطان.‏ والنبي زكريا الذي كتب نحو نهاية القرن السادس ق‌م رأى رؤيا عن يهوشع رئيس الكهنة «والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه.‏ فقال (‏ملاك)‏ الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان.‏» (‏زكريا ٣:‏١ و ٢‏)‏ وكذلك فان الكاتب عزرا،‏ في كتابته لتاريخ اسرائيل ويهوذا في القرن الخامس ق‌م،‏ قال انه قد «وقف الشيطان ضد اسرائيل وأغوى داود ليحصي اسرائيل.‏» —‏ ١ أخبار الايام ٢١:‏١‏.‏

      ١٢ وهكذا بحلول زمن زكريا كان الروح القدس يجعل دور الشيطان يتضح اكثر في الاسفار المقدسة.‏ ولكن كانت ستمضي خمسة قرون اخرى قبل ان يُكشف كاملا عن هذا المخلوق الشرير في كلمة اللّٰه.‏ فعلى اساس الكتاب المقدس ايّ سبب يمكننا استنتاجه لهذا التوقيت في الكشف عن الشيطان كاملا؟‏

      المفتاح للّغز

      ١٣-‏١٥ (‏أ)‏ اية حقيقتين اساسيتين هما المفتاح لفهم سبب منح الشيطان كشفا محدودا في الاسفار العبرانية؟‏ (‏ب)‏ بمجيء يسوع كيف جرى فضح الشيطان؟‏

      ١٣ بالنسبة الى المسيحي الذي يملك الايمان بكلمة اللّٰه فان المفتاح الاساسي لهذه الاسئلة وتلك التي اثرناها من قبل لن يوجد في النقد الاعلى،‏ كما لو ان الكتاب المقدس مجرد تحفة ادبية،‏ نتاج عبقرية بشرية فحسب.‏ ويظهر المفتاح في حقيقتين اساسيتين للكتاب المقدس.‏ اولا،‏ كما كتب الملك سليمان:‏ «أما سبيل الصدّيقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.‏» (‏امثال ٤:‏١٨‏،‏ قارنوا دانيال ١٢:‏٤؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٩-‏٢١‏.‏)‏ فالحق يظهر تدريجيا في كلمة اللّٰه في وقت اللّٰه المعيَّن وبحسب الحاجة وقدرة خدامه على استيعاب مثل هذا الحق.‏ —‏ يوحنا ١٦:‏١٢ و ١٣‏،‏ قارنوا ٦:‏٤٨-‏٦٩ .‏

      ١٤ والحقيقة الاساسية الثانية متضمنة في ما كتبه الرسول بولس الى التلميذ المسيحي تيموثاوس:‏ «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع للتعليم .‏ .‏ .‏ لكي يكون انسان اللّٰه كاملا متأهبا لكل عمل صالح.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦ و ١٧‏)‏ فكان ابن اللّٰه،‏ يسوع،‏ سيكشف عن الشيطان،‏ وكان ذلك سيسجَّل في الاسفار المقدسة،‏ مجهِّزا بالتالي الجماعة المسيحية لتثبت في وجه الشيطان تأييدا لسلطان يهوه.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٢٨-‏٣١،‏ ١٤:‏٣٠‏.‏

      ١٥ وعلى هذين الاساسين جرى كشف النقاب ببطء عن ألغاز التكوين ٣:‏١٥‏.‏ فتحت توجيه روح اللّٰه القدوس،‏ او قوته الفعّالة،‏ زوَّدت الاسفار العبرانية ومضات من النور حول المسيّا او النسل الآتي.‏ (‏اشعياء ٩:‏٦ و ٧،‏ ٥٣:‏١-‏١٢‏)‏ وبموازاة ذلك احتوت على ومضات وجيزة من النور حول دور الشيطان بصفته خصم اللّٰه وعدوّ الجنس البشري.‏ ولكن بمجيء يسوع جرى فضح الشيطان كاملا فيما اتخذ اجراء واضحا ومباشرا ضد النسل،‏ يسوع المسيح،‏ الموعود به.‏ واذ تطورت الحوادث في ذلك القرن الاول للعصر المسيحي فان دوري «المرأة،‏» هيئة يهوه السماوية الروحانية،‏ والنسل،‏ يسوع المسيح،‏ اتضحا في الاسفار اليونانية المسيحية.‏ وفي الوقت نفسه فُضح بشكل اكمل ايضا دور الشيطان،‏ «الحية القديمة.‏» —‏ رؤيا ١٢:‏١-‏٩،‏ متى ٤:‏١-‏١١،‏ غلاطية ٣:‏١٦،‏ ٤:‏٢٦‏.‏

      كشف النقاب عن السر المقدس

      ١٦ و ١٧ ماذا شمله «سرّ المسيح (‏المقدس)‏»؟‏

      ١٦ كتب الرسول بولس بشكل شامل عن «سرّ المسيح (‏المقدس)‏.‏» (‏افسس ٣:‏٢-‏٤،‏ رومية ١١:‏٢٥،‏ ١٦:‏٢٥‏)‏ وهذا السر المقدس كانت له علاقة ‹بالنسل› الحقيقي الذي سيسحق اخيرا الحية القديمة،‏ الشيطان ابليس.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٣ و ١٠‏)‏ وشمل السر واقع كون يسوع العضو الاول والرئيسي لذلك «النسل» وانه سينضمّ اليه آخرون،‏ «وارثون» معه،‏ اولا من اليهود وبعدئذ من السامريين والامم لاكمال عدد ذلك «النسل.‏» —‏ رومية ٨:‏١٧،‏ غلاطية ٣:‏١٦ و ١٩ و ٢٦-‏٢٩،‏ رؤيا ٧:‏٤،‏ ١٤:‏١‏.‏

      ١٧ ويوضح بولس:‏ «الذي في اجيال أخر لم يعرَّف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وانبيائه بالروح.‏» وماذا كان هذا السر؟‏ «أنّ الامم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالانجيل.‏» —‏ افسس ٣:‏٥ و ٦،‏ كولوسي ١:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ كيف يبيّن بولس ان الوقت كان ضروريا لاظهار معنى «السر (‏المقدس)‏»؟‏ (‏ب)‏ كيف كان هذا الاظهار سيؤثر في الفهم عن «الحية القديمة»؟‏

      ١٨ تأثّر بولس عميقا بأن يُستخدَم هو من بين كل الناس ليبشر «بغنى المسيح الذي لا يستقصى وأنير الجميع في ما هو شركة السرّ (‏المقدس)‏ المكتوم منذ الدهور في اللّٰه خالق الجميع.‏» او كما عبّر عنه للكولوسيين:‏ «السرّ (‏المقدس)‏ المكتوم منذ الدهور ومنذ الاجيال لكنه الآن قد أُظهر لقديسيه.‏» وبشكل منطقي،‏ اذا كان السر في ما يتعلق ‹بالنسل› قد أُظهر اخيرا فانه سيشمل ايضا كشف القناع الكامل عن الخصم الكبير،‏ «الحية القديمة.‏» ومن الواضح ان يهوه لم يختر ان يجعل القضية مع الشيطان رئيسية حتى مجيء المسيّا.‏ ومَن هو افضل لكشف القناع عن الشيطان من النسل،‏ يسوع المسيح نفسه؟‏ —‏ افسس ٣:‏٨ و ٩،‏ كولوسي ١:‏٢٦‏.‏

      يسوع يكشف عن الخصم

      ١٩ كيف كشف يسوع عن الخصم؟‏

      ١٩ في وقت مبكر من خدمته رفض يسوع بشدة المجرّب بالكلمات:‏ «اذهب يا شيطان.‏ لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.‏» (‏متى ٤:‏٣ و ١٠‏)‏ وفي مناسبة مختلفة كشف يسوع عن اعدائه الدينيين المفترين الذين كانت لديهم نية قتّالة نحوه بشجب محرّضهم والكشف عنه بصفته القوة وراء الحية في عدن،‏ قائلا:‏ «انتم من أب هو ابليس وشهوات أبيكم تريدون ان تعملوا.‏ ذاك كان قتّالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق.‏ متى تكلَّم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو (‏الكذب)‏.‏» —‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏.‏

      ٢٠ اي اساس كان لدى يسوع للكشف عن الشيطان؟‏

      ٢٠ كيف كان يمكن ليسوع ان يتيقّن الى هذا الحد في شجبه للشيطان؟‏ وكيف كان في وسعه ان يعرفه جيدا بهذا الشكل؟‏ لانه كان يعيش مع الشيطان في السموات!‏ وحتى قبل ان يتمرّد هذا الشخص بكبرياء على الرب المتسلط يهوه فان يسوع،‏ بصفته الكلمة،‏ كان يعرفه.‏ (‏يوحنا ١:‏١-‏٣،‏ كولوسي ١:‏١٥ و ١٦‏)‏ وقد لاحظ اعماله الماكرة من خلال الحية في عدن.‏ ورأى تأثيره الخبيث على قايين القاتل اخاه.‏ (‏تكوين ٤:‏٣-‏٨،‏ ١ يوحنا ٣:‏١٢‏)‏ وفي ما بعد كان يسوع حاضرا في محكمة اللّٰه السماوية حين «جاء بنو اللّٰه .‏ .‏ .‏ وجاء الشيطان ايضا في وسطهم.‏» (‏ايوب ١:‏٦،‏ ٢:‏١‏)‏ اجل،‏ عرفه يسوع في الصميم وكان على استعداد للكشف عنه على ما هو عليه —‏ كذّاب،‏ قتّال،‏ مفترٍ،‏ وخصم للّٰه!‏ —‏ امثال ٨:‏٢٢-‏٣١،‏ يوحنا ٨:‏٥٨‏.‏

      ٢١ اي سؤالين يبقيان للاجابة عنهما؟‏

      ٢١ وبمثل هذا العدو القوي المؤثر في الجنس البشري وتاريخه يكون السؤالان الآن:‏ الى ايّ حد اضافي يجري الكشف عن الشيطان في الاسفار اليونانية المسيحية؟‏ وكيف يمكننا ان نقاوم خططه الماكرة ونحافظ على استقامتنا المسيحية؟‏ —‏ افسس ٦:‏١١‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يقول الاستاذ رصل في كتابه «ابليس —‏ مفاهيم الشر من العصور القديمة الى المسيحية الباكرة»:‏ «ان واقع كون ابليس غير مطوَّر كاملا في العهد القديم لا يشكِّل اساسا لرفض وجوده في اللاهوت اليهودي والمسيحي العصري.‏ فذلك يكون فكرة خاطئة في تكوينها:‏ التصور بأن حقيقة كلمة —‏ او مفهوم —‏ يجب ان تكون موجودة في شكلها الابكر.‏ وعوضا عن ذلك فان الحقيقة التاريخية انما هي تطوُّر على مرّ الوقت.‏» —‏ الصفحة ١٧٤.‏

  • اثبتوا ضد مكايد الشيطان
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • اثبتوا ضد مكايد الشيطان

      ‏«البسوا سلاح اللّٰه الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد [في اليونانية،‏ «اعمال ماكرة»] ابليس.‏» —‏ افسس ٦:‏١١‏.‏

      ١ اي دليل على وجود الشيطان تزوده تجارب يسوع؟‏

      هل الشيطان موجود حقا؟‏ يحتجّ بعض الاشخاص بأنه في الكتاب المقدس يشير «الشيطان» فقط الى الشر داخل الانسان.‏ فهم ينكرون وجوده كمخلوق.‏ ولكن ماذا تخبرنا الاسفار المقدسة؟‏ تبين روايتا الاناجيل متى ولوقا ان المسيح يسوع جُرِّب مباشرة ثلاث مرات من الشيطان،‏ وفي كل مرة رفضه يسوع مستخدما آية مقدسة.‏ فلماذا اجابه يسوع من الاسفار العبرانية؟‏ لأن الشيطان اتاه مسيئا تطبيق هذه الاسفار لجعله يخطئ ويفشل بصفته ابن اللّٰه،‏ النسل الموعود به.‏ —‏ متى ٤:‏١-‏١١،‏ لوقا ٤:‏١-‏١٣‏.‏

      ٢ كيف نعرف ان يسوع لم يتخيل مقابلاته مع الشيطان؟‏

      ٢ ومن الواضح ان يسوع،‏ الرجل الكامل،‏ لم يتخيّل هذه المقابلات.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٥،‏ ٧:‏٢٦‏)‏ فقد واجهه الشخص نفسه الذي كان القوة وراء الحية في عدن،‏ اخوه الملائكي السابق الذي قبل عصور تمرَّد وهو يسعى الآن ليحبط اتمام التكوين ٣:‏١٥‏.‏ لقد أراد الشيطان ان يكسر استقامة النسل الموعود به.‏ واذ كان يسوع فطنا حيال اعماله الماكرة رفض المجرِّب بثبات.‏ وماذا كان ردّ فعل الشيطان؟‏ «ولما أكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين.‏» ومن الواضح ان يسوع لم يفارق نفسه!‏ فالشيطان،‏ اذ خاب امله،‏ تركه،‏ «واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدم (‏يسوع)‏.‏» —‏ لوقا ٤:‏١٣،‏ متى ٤:‏١١‏.‏

      ٣ ماذا يقول احد المؤرخين عن اهمية وجود ابليس بالنسبة الى المسيحية؟‏

      ٣ وبشكل معقول يعلّق احد المؤرخين:‏ «ان انكار الوجود والاهمية الرئيسية لابليس في المسيحية يخالف التعليم الرسولي والتطور التاريخي للعقيدة المسيحية.‏ وبما ان تعريف المسيحية بعبارات غير هذه لا معنى له حقّاً،‏ فمن غير المترابط منطقيا ان ندافع عن مسيحية تستثني ابليس.‏ فلو كان ابليس غير موجود لكانت المسيحية على خطإ تام في نقطة مركزية من البداية نفسها.‏»‏a وهذا الاستنتاج يقدِّم تحديا لكل شخص على الارض اليوم.‏ فهل تعترفون بوجود عدوّ غير منظور يسعى لهدم سلطان اللّٰه وولاء الانسان؟‏

      هوية الشيطان الحقيقية

      ٤ كيف صار احد الخلائق الروحانية الكاملة شيطانا؟‏

      ٤ الشيطان مخلوق روحاني قوي خلقه اللّٰه في الاصل كملاك،‏ ابن روحاني يتمتع بحق الدخول الى محكمة يهوه السماوية.‏ (‏ايوب ١:‏٦‏)‏ ولكنّ الشيطان مارس ارادته الحرة ضد اللّٰه؛‏ وبخبث قاد حواء وبواسطتها آدم الى العصيان والموت.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ وهكذا صار شيطانا،‏ ومعناه «خصم» —‏ متمرد،‏ ابليس،‏ قتّال،‏ وكذّاب.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ فكم ملائم هو تعبير بولس بأن «الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور،‏» فيما هو في الواقع ‹سيد العالم حاكم هذا الظلام›!‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٤،‏ ١١:‏١٤،‏ افسس ٦:‏١٢‏،‏ تف)‏ واذ اغرى ملائكة آخرين بالتمرّد اخرجهم من نور اللّٰه الى ظلمته الخاصة.‏ فصار «رئيس الشياطين.‏» ويسوع ايضا اثبت هويته بصفته «رئيس هذا العالم.‏» ومن الواضح انه لكي يكون حاكما لا بدّ ان يكون موجودا كمخلوق روحاني.‏ —‏ متى ٩:‏٣٤،‏ ١٢:‏٢٤-‏٢٨،‏ يوحنا ١٦:‏١١‏.‏

      ٥ بأي وضوح يجري اثبات هوية الشيطان في الاسفار اليونانية المسيحية؟‏

      ٥ وفيما يندر ذكر الشيطان في الاسفار العبرانية يجري الكشف عنه كاملا في الاسفار اليونانية المسيحية —‏ حتى اننا نصادف الاسم شيطان هنا ٣٦ مرة وكلمة ابليس ٣٣ مرة.‏ (‏انظروا «الفهرس الواسع لترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة.‏»)‏ ويجري اثبات هويته ايضا تحت اسماء وألقاب اخرى.‏ وقد استعمل يوحنا اثنين منها في الرؤيا ١٢:‏٩‏:‏ «فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله.‏» —‏ انظروا ايضا متى ١٢:‏٢٤-‏٢٧؛‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤ و ١٥‏.‏

      ٦ ما هو معنى كلمة «ابليس»؟‏

      ٦ هنا في الرؤيا تظهر الكلمة اليونانية «ديابولوس» المترجمة الى «ابليس.‏» وبحسب قول العالم اليوناني ج.‏ ه‍.‏ ثاير،‏ تعني حرفيا «مفتريا،‏ متهما كاذبا،‏ مشوِّها للسمعة.‏» (‏قارنوا ١ تيموثاوس ٣:‏١١؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏٣‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور.‏)‏ ويصف أ.‏ فاين ابليس بأنه «العدو اللدود للّٰه والانسان.‏»‏b

      ٧ لماذا يمكن للشيطان ان يركز جهوده على شعب يهوه؟‏

      ٧ والخصم الكبير ليس كسولا.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ وربما لهذا السبب يقول احد الامثال،‏ «الشيطان يجد للايادي الكسولة عملا تعمله.‏» فهو يسعى الى ازاغة جميع المسيحيين الحقيقيين.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ ويمكن ان يركّز على شعب يهوه لسبب بسيط واحد —‏ لديه الآن باقي العالم تحت سلطته!‏ ‏(‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وعالم اليوم هو عالم الشيطان.‏ فهو حاكمه والهه سواء ادرك الناس ذلك او لا.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ ونتيجة لذلك سيلجأ الى كل عمل او اقتراح ماكر او خبيث لازاغة شعب يهوه،‏ إما افراديا او جماعيا.‏ فلنفحص بعض الطرائق التي يعمل بها.‏

      اعمال الشيطان الخبيثة والماكرة

      ٨ بأي استغلال قد يعمل الشيطان ضدنا؟‏

      ٨ لقد حصل الشيطان على وقت طويل لدراسة علم النفس البشرية،‏ لتحليل الطبيعة البشرية بكل عيوبها الموروثة والمكتسبة.‏ وهو يعرف كيف يستغلّ ضعفاتنا وغرورنا.‏ والآن،‏ ما هي الحالة اذا كان عدوّكم يعرف ضعفاتكم وأنتم انفسكم تفشلون في ادراكها؟‏ تكونون وقتئذ مجهزين على نحو ناقص للدفاع عن انفسكم،‏ لانكم غير عالمين بالصّدوع في سلاحكم الروحي.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٢،‏ عبرانيين ١٢:‏١٢ و ١٣‏)‏ فكم ملائمة هي كلمات الشاعر الاسكتلندي:‏ ‹ليت قوة تمنحنا هبة لنرى انفسنا كما يرانا الآخرون!‏ فكانت تحرِّرنا من غلط كثير.‏›‏

      ٩ ماذا قد تكون النتيجة غير السعيدة اذا فشلنا في تحليل انفسنا وصنع التغيير؟‏

      ٩ فهل نحن على استعداد لنرى انفسنا كما يرانا الآخرون —‏ وخصوصا كما يمكن ان يرانا اللّٰه او الشيطان؟‏ يتطلب ذلك تحليل النفس والتقييم المستقيمين والارادة لصنع التغيير.‏ وخداع النفس سهل جدا.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٣ و ٢٤‏)‏ فكم نبرر احيانا بطريقة غير صحيحة مسلك عملنا!‏ (‏قارنوا ١ صموئيل ١٥:‏١٣-‏١٥ و ٢٠ و ٢١ و ٢٤‏.‏)‏ وكم يسهل القول،‏ «ما من احد كامل،‏ كما تعلم!‏» وهذا تماما ما يعرفه الشيطان،‏ فيستغلّ نقصنا.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏٢-‏٢٧‏)‏ وكم محزن هو بلوغ منتصف العمر والادراك آنذاك انه بسبب الطريقة الاستبدادية،‏ غير الانسانية،‏ او الجافية التي بها تعامل المرء مع الآخرين على مرّ السنين صار بلا اصدقاء؛‏ او الادراك انه فعل القليل او لا شيء لجعل الناس الآخرين سعداء.‏ وعلى نحو خبيث ربما قادنا الشيطان في الحياة مستخدما انانيتنا الموروثة لاعمائنا.‏ ففشلنا في الفوز بجوهر فكر المسيح الحقيقي —‏ المحبة،‏ الرأفة،‏ واللطف.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٨ و ١١ و ٢٠‏.‏

      ١٠ اية اسئلة يمكن ان نطرحها على انفسنا،‏ ولماذا؟‏

      ١٠ اذاً،‏ لكي نقاوم ابليس يلزمنا ان نفحص انفسنا.‏ فهل لديكم ضعف يمكن للشيطان ان يستغلَّه او انه يستغلُّه الآن؟‏ هل لديكم مشكلة الأنانية؟‏ وهل يلزم دائما ان تكونوا الرقم واحد؟‏ هل الكبرياء قوتكم الدافعة المستترة؟‏ وهل تشوِّه الغيرة،‏ الحسد،‏ او محبة المال شخصيتكم؟‏ هل انتم على استعداد للمشاجرة؟‏ وهل انتم باردون وساخرون؟‏ ام انكم مرهفو الاحساس عند تقديم الاقتراحات او الانتقاد لكم؟‏ هل تستاؤون او حتى ترفضون المشورة؟‏ فاذا كنا نعرف انفسنا يمكننا ان نقوِّم مثل هذه المشاكل شريطة ان نكون متواضعين.‏ وإلا فاننا نترك انفسنا عرضة للشيطان.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٦ و ٧،‏ عبرانيين ١٢:‏٧ و ١١؛‏ ١ بطرس ٥:‏٦-‏٨‏.‏

      ١١ بأية وسيلة خبيثة قد يحاول الشيطان هدم روحياتنا؟‏

      ١١ ويمكن للشيطان ايضا ان يهدم روحياتنا بأسلوب خبيث خفي.‏ فربما ننزعج من طريقة القيام بالامور في الجماعة او الهيئة.‏ وفي احيان كثيرة لا نملك كل الوقائع،‏ لكننا نقفز بسهولة الى الاستنتاجات.‏ فاذا كانت علاقتنا بيهوه ضعيفة تكون هنالك آنذاك خطوة سريعة الى التفكير السلبي والشكوك في الحق.‏ وقد يفتش البعض عن مخرج مبرِّر للذات يعفيهم من المسؤوليات التي يقتضيها الحق.‏ وبعد ذلك يجعل الشيطان عدم الولاء والخيانة في قلوبهم.‏ وسرعان ما يقعون ضحية الارتداد،‏ فيفرح الشيطان.‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٣-‏٦،‏ يوحنا ١٣:‏٢ و ٢٧؛‏ ٢ يوحنا ٩-‏١١‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ كيف جرَّأ الشيطان البعض؟‏ (‏ب)‏ كيف يوقع الشيطان الكثيرين في فخ الفساد الادبي؟‏

      ١٢ والآخرون يجرِّئهم الشيطان ليس فقط على ارتكاب الخطايا الجسيمة المستوجبة الفصل بل حتى على اللجوء الى الكذب والخداع في محاولة لتضليل شيوخ الجماعة.‏ وكحنانيَّا وسفِّيرة،‏ يظنون انه بامكانهم ان يخدعوا الملائكة وروح اللّٰه القدوس.‏ (‏اعمال ٥:‏١-‏١٠‏)‏ وقد سقط آلاف عديدة في السنين الاخيرة في فخ الشيطان للفساد الادبي.‏ وابليس يعرف ان دوافع البشر الجنسية قوية،‏ وبواسطة نظامه العالمي يبرز ويحرِّف ويشوِّه دور النشاط الجنسي.‏ (‏عدد ٢٥:‏١-‏٣‏)‏ وقد تجري تجربة المسيحيين غير المتزوجين ليسقطوا في العهارة او الاساءات الجنسية الاخرى.‏ (‏امثال ٧:‏٦-‏٢٣‏)‏ واذا سمح المسيحيون المتزوجون لعقولهم وقلوبهم بالتيهان يمكن بسهولة ان يقعوا في مسلك الخيانة،‏ غادرين برفيق زواجهم الذي نذروا الامانة له.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨،‏ ٧:‏١-‏٥،‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ كيف يمكن للتلفزيون ان يكيّف تفكيرنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نقاوم مثل هذا التأثير؟‏

      ١٣ نحن نعيش في عالم حيث الاكاذيب والخداع والسخط الشديد شائعة.‏ والشيطان يستخدم كاملا وسائل الاعلام لعرض هذه العقلية المنحطة.‏ فالقصص التلفزيونية المسلسلة تصوِّر اشخاصا جذابي المنظر يعيشون وسط شبكة من الخداع المتبادل.‏ فاذا سمحنا لهذا التفكير بالتأثير فينا سرعان ما يمكن ان نبتدئ بفسح المجال للخطايا «الصغرى،‏» التي تصير شفرة الاسفين للخطايا «الكبرى.‏» وتندسّ اقتراحات الشيطان الخبيثة بسهولة في تفكيرنا.‏ فكيف يمكننا ان نقاوم مثل هذه التأثيرات؟‏ «لا تعطوا ابليس مكانا» ابدا،‏ كما نصح بولس.‏ ويعني ذلك ايضا ان تضبطوا مَن تسمحون لهم بدخول بيتكم عبر التلفزيون.‏ ألا يجب ان نبغض دخول اشخاص بغير اذن عنفاء،‏ فاسدين ادبيا،‏ بذيئي اللسان يلوثون غرفة جلوسنا؟‏ —‏ افسس ٤:‏٢٣-‏٣٢‏.‏

      كيف يمكننا ان نقاوم الشيطان ونبقى امناء للّٰه؟‏

      ١٤ اي تصميم مزدوج يلزم في مقاومة الشيطان،‏ وماذا يتطلب ذلك؟‏

      ١٤ وبمثل هذا العدو القوي فوق الطبيعة البشرية المصطفّ ضدنا نحن الخلائق البشرية الناقصة كيف يمكننا ان نحافظ على استقامتنا؟‏ المفتاح موجود في كلمات يعقوب:‏ «فاخضعوا للّٰه.‏ قاوموا ابليس فيهرب منكم.‏» (‏يعقوب ٤:‏٧‏)‏ لاحظوا ان مشورة يعقوب مزدوجة.‏ ففيما نقاوم ابليس ومشيئته يلزمنا ان نخضع لمشيئة اللّٰه.‏ وهذا يشمل محبة مشيئة اللّٰه وبغض مشيئة الشيطان.‏ (‏رومية ١٢:‏٩‏)‏ وهكذا يقول يعقوب:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم.‏ نقّوا ايديكم ايها الخطاة وطهّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين.‏» (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ اجل،‏ في مقاومتنا الشيطان لا مجال للفتور او التردد.‏ وليس في وسعنا ان نجازف باستقامتنا برؤيتنا كم نستطيع ان نقترب من حدود الشر.‏ فيلزمنا ان ‹نبغض الشر› كاملا.‏ —‏ مزمور ٩٧:‏١٠‏.‏

      ١٥ لماذا «سلاح اللّٰه الكامل» ضروري؟‏ اوضحوا بمثل.‏

      ١٥ والمشورة البارزة في مقاومة الشيطان موجودة في افسس الاصحاح ٦‏.‏ فكيف يمكننا كما يقول بولس ان نقاوم «مكر»،‏ «خطط،‏» او «اساليب» الشيطان؟‏ (‏افسس ٦:‏١١‏،‏ ترجمة فيلبس،‏ الترجمة الاممية الجديدة،‏ الكتاب المقدس الاورشليمي.‏)‏ «البسوا سلاح اللّٰه الكامل،‏» كما ينصح.‏ وتعبير ‹السلاح الكامل› هذا لا يترك ايّ مجال للموقف اللامبالي من المسيحية،‏ تماما كما ان الجندي الروماني لا يسعه ان يكون لامباليا عند التأهب للمعركة.‏ وكيف تجري الامور مع الجندي اذا جهّز نفسه بكامل السلاح ما عدا الترس والخوذة؟‏ فكان يمكن ان يفكّر،‏ ‹هذا حقا ترس كبير،‏ والخوذة ثقيلة جدا.‏ انهما يزنان الشيء الكثير،‏ ولست في حاجة اليهما فعلا.‏› تصوَّروا الحالة —‏ جندي روماني مسلَّح ليحارب ولكن بدون القطع الاساسية للدفاع.‏ —‏ افسس ٦:‏١٦ و ١٧‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف يجب ان نتبع مثال يسوع في استعمال ‹سيفنا›؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نحترز باستمرار من ‹سهام الشيطان الملتهبة،‏› وبأية نتيجة؟‏

      ١٦ تصوّروا ايضا جنديا بدون سيفه.‏ و «سيف الروح» هو دفاع رائع،‏ اذ انه يُستخدم لقطع الاسلحة التي يجلبها الشيطان على المسيحي.‏ و ‹سيفنا› يجب ان يكون جاهزا على الدوام.‏ وسيكون كذلك إن كنا لا نهمل درسنا الشخصي والعائلي للكتاب المقدس.‏ ولكن قبل كل شيء يكون «سيف .‏ .‏ .‏ كلمة اللّٰه» اداتنا للهجوم.‏ وقد استعمله يسوع بكلتا الطريقتين.‏ (‏متى ٤:‏٦ و ٧ و ١٠،‏ ٢٢:‏٤١-‏٤٦‏)‏ وهكذا يلزمنا ان نفعل.‏ فيجب ان نزيد من حدّة تقديرنا للحق باستمرار.‏ ولا يمكننا ان نحافظ على روحياتنا على اساس ما تعلمناه في اشهرنا او سنواتنا القليلة الاولى في الحق.‏ فاذا فشلنا في تجديد دوائر ذهننا الروحية تصير نظرتنا الروحية مظلمة.‏ وتخف غيرتنا لعبادة يهوه الحقيقية.‏ فنصير ضعفاء روحيا.‏ ولا نعود نتمكن من صدّ هجمات الاقرباء،‏ الاصدقاء،‏ الرفقاء،‏ والمرتدين الذين قد يكوّمون الهزء على معتقداتنا.‏ ولكنّ اللّٰه ينجينا من ابليس و ‹سهامه الملتهبة› اذا استمررنا في تجهيز انفسنا ‹بسلاح اللّٰه الكامل.‏› —‏ اشعياء ٣٥:‏٣ و ٤‏.‏

      ١٧ و ١٨ ضد مَن هي حربنا،‏ وكيف يمكننا ان نفوز؟‏

      ١٧ اجل،‏ شدّد بولس على الخطر المتعلق بالحرب المسيحية عندما كتب:‏ «فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات.‏» (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ فكيف يمكننا نحن البشر الضعفاء ان نقاوم ونفوز في مثل هذه المعركة غير المتعادلة؟‏ يكرّر بولس نقطته:‏ «من اجل ذلك احملوا سلاح اللّٰه الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.‏» (‏افسس ٦:‏١٣‏)‏ والعبارة الرئيسية هي:‏ «بعد ان تتمموا كل شيء.‏» ومرة ثانية لا يترك ذلك ايّ مجال للمسيحية الفاترة او الملتهية.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٨ اذاً،‏ فلنثبت في الحق،‏ محبين بر يهوه وكارزين ببشارة السلام ومتمسكين بايمان قوي بالخلاص الذي يمنحه يهوه بالمسيح يسوع،‏ فيما نتكل على كلمة اللّٰه بصفتها دعامتنا الرئيسية.‏ (‏افسس ٦:‏١٤-‏١٧‏)‏ تذكَّروا ان اللّٰه يعتني بنا،‏ وسيساعدنا في الانتصار على التجارب والهموم التي تعترض طريقنا في نظام الشيطان للاشياء.‏ فلنصغِ جميعا الى التحذير:‏ «اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.‏» اجل،‏ «قاوموه راسخين في الايمان.‏» —‏ ١ بطرس ٥:‏٦-‏٩‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ اي تدبير ضروري آخر يلزمنا استخدامه لمقاومة الشيطان؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيحدث اخيرا للشيطان؟‏

      ١٩ ولا ننسَ اضافة بولس الضرورية الى ‹السلاح.‏› يقول:‏ «مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين.‏» (‏افسس ٦:‏١٨‏)‏ فخصمنا غير المنظور قوي جدا حتى اننا نحتاج الى «كل صلاة وطلبة.‏» فكم اصيلة ومتنوعة يجب ان تكون صلواتنا!‏ واتكالنا الكلي على يهوه انما هو حيوي اذا اردنا ان نفوز بالحرب ونحافظ على الاستقامة.‏ وهو وحده يستطيع ان يزود «القوة فوق ما هو عادي» التي تمكِّننا من مقاومة خصمنا الذي لا يرحم.‏ وكم هو معزٍّ ان نعرف ان خصمنا الكبير سيوضع في المهواة عمَّا قريب ويباد اخيرا الى الابد!‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏،‏ ع‌ج،‏ رؤيا ٢٠:‏١-‏٣ و ١٠‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ‏«الشيطان —‏ التقليد المسيحي الباكر،‏» بواسطة جفري برتون رصل،‏ الصفحة ٢٥.‏

      b قاموس تفسيري لكلمات العهد الجديد.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة