-
حكم الشيطان سيفشل لا محالةبرج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ سَيَفْشَلُ لَا مَحَالَةَ
«أَمَّا ٱلشِّرِّيرُ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ خَيْرٌ أَبَدًا». — جا ٨:١٣.
١ لِمَاذَا ٱلدَّيْنُونَةُ ٱلْقَادِمَةُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ خَبَرٌ مُعَزٍّ؟
عَاجِلًا أَوْ آجِلًا، سَيَنَالُ ٱلْأَشْرَارُ ٱلْعِقَابَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّونَهُ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَدْفَعُوا ثَمَنَ أَفْعَالِهِمْ. (ام ٥:٢٢؛ جا ٨:١٢، ١٣) وَهذَا خَبَرٌ مُعَزٍّ، خُصُوصًا لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْبِرَّ وَيُعَانُونَ ٱلْمَظَالِمَ وَسُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ. وَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، رَأْسُ ٱلشَّرِّ، هُوَ فِي أَعْلَى قَائِمَةِ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ سَيُدَانُونَ. — يو ٨:٤٤.
٢ لِمَاذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلَّتِي أُثِيرَتْ فِي عَدْنٍ؟
٢ فَقَدِيمًا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، طَغَى ٱلْغُرُورُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَدَفَعَهُ إِلَى تَحْرِيضِ ٱلْبَشَرِ عَلَى رَفْضِ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، ٱنْضَمَّ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَحَدِّي سُلْطَةِ يَهْوَه ٱلشَّرْعِيَّةِ، وَهكَذَا أَخْطَآ إِلَيْهِ. (رو ٥:١٢-١٤) طَبْعًا، عَلِمَ يَهْوَه مَا سَيَحِلُّ بِهِمَا نَتِيجَةَ ٱزْدِرَائِهِمَا وَتَمَرُّدِهِمَا عَلَيْهِ. لكِنَّهُ رَأَى أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَعْرِفَ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ هذِهِ ٱلْعَاقِبَةَ ٱلَّتِي لَا مَفَرَّ مِنْهَا. لِذلِكَ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ وَإِعْطَاءِ دَلِيلٍ دَامِغٍ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ كَانُوا مُخْطِئِينَ تَمَامًا.
٣ مَا هُوَ مَوْقِفُنَا مِنَ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟
٣ بِمَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ رَفَضُوا تَوْجِيهَ يَهْوَه، وَجَبَ عَلَيْهِمْ تَشْكِيلُ حُكُومَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. وَفِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْعُبَّادِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي رُومَا، أَشَارَ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِوَصْفِهَا ‹سُلُطَاتٍ فَائِقَةً›. وَآنَذَاكَ، كَانَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ نيرون (٥٤-٦٨ بم) هِيَ مَا يُشَكِّلُ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ. وَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ «مَوْضُوعَةٌ فِي مَرَاكِزِهَا ٱلنِّسْبِيَّةِ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ». (اِقْرَأْ روما ١٣:١، ٢.) وَلكِنْ هَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّهُ ٱعْتَبَرَ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ أَسْمَى مِنْ حُكْمِ ٱللّٰهِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَمَا كَانَ يَرْمِي إِلَيْهِ هُوَ أَنَّهُ مَا دَامَ يَهْوَه يَسْمَحُ بِوُجُودِ ٱلْحُكُومَاتِ، فَعَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱحْتِرَامُ ‹تَرْتِيبِهِ› بِٱلْخُضُوعِ لِلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ.
دَرْبٌ مَشْؤُومٌ
٤ لِمَاذَا ٱلْحُكْمُ ٱلْبَشَرِيُّ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْفَشَلِ؟
٤ رَغْمَ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ بِرِئَاسَةِ ٱلشَّيْطَانِ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْفَشَلِ. لِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُ لَيْسَ مَبْنِيًّا عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. فَيَهْوَه وَحْدَهُ يَمْتَلِكُ حِكْمَةً مُطْلَقَةً. وَلِذلِكَ فَهُوَ ٱلْمُرْشِدُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ ٱلِٱعْتِمَادُ عَلَيْهِ لِتَحْدِيدِ أَرْكَانِ ٱلْحُكْمِ ٱلنَّاجِحِ. (ار ٨:٩؛ رو ١٦:٢٧) فَبِخِلَافِ ٱلْبَشَرِ، ٱلَّذِينَ غَالِبًا مَا يَتَعَلَّمُونَ عَنْ طَرِيقِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَٱلْخَطَإِ، يَعْرِفُ يَهْوَه فِي جَمِيعِ ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْفُضْلَى لِلتَّصَرُّفِ. وَأَيُّ حُكْمٍ لَا يَتْبَعُ إِرْشَادَهُ مَآلُهُ ٱلْفَشَلُ لَا مَحَالَةَ. وَهذَا ٱلسَّبَبُ، فَضْلًا عَنْ دَوَافِعِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَنَانِيَّةِ، قَضَى بِأَنْ تَكُونَ سِيَادَةُ إِبْلِيسَ بِوَاسِطَةِ حُكَّامٍ بَشَرٍ فَاشِلَةً مِنْ بِدَايَتِهَا.
٥، ٦ حَسْبَمَا يَبْدُو، مَا ٱلَّذِي حَدَا بِٱلشَّيْطَانِ إِلَى مُقَاوَمَةِ يَهْوَه؟
٥ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمَنْطِقِيَّ لَا يَشْرَعُ فِي عَمَلٍ يَعْرِفُ مُسْبَقًا أَنَّهُ لَنْ يَنْجَحَ. وَفِي حَالِ أَصَرَّ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِهِ، فَسَيُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِ عَوَاقِبِ غَلْطَتِهِ لَاحِقًا. وَقَدْ أَظْهَرَ ٱلتَّارِيخُ مِرَارًا كَمْ هِيَ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ مُقَاوَمَةُ ٱلْخَالِقِ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقُدْرَةِ. (اِقْرَأْ امثال ٢١:٣٠.) إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ أَدَارَ ظَهْرَهُ لِيَهْوَه إِذْ أَعْمَاهُ ٱلْغُرُورُ وَٱلْكِبْرِيَاءُ. وَهكَذَا، سَلَكَ بِٱخْتِيَارِهِ دَرْبًا مَشْؤُومًا.
٦ وَلَاحِقًا، عَكَسَ حَاكِمٌ بَابِلِيٌّ مُتَغَطْرِسٌ مَوْقِفَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱجْتِرَاءٍ بِقَوْلِهِ: «أَصْعَدُ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ. أَرْفَعُ عَرْشِي فَوْقَ نُجُومِ ٱللّٰهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ ٱلِٱجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي ٱلشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ ٱلسُّحُبِ، أَكُونُ شَبِيهًا بِٱلْعَلِيِّ». (اش ١٤:١٣-١٥) غَيْرَ أَنَّ مَسَاعِيَ هذَا ٱلْحَاكِمِ ٱلْغَبِيَّةَ بَاءَتْ بِٱلْخَيْبَةِ، وَلَقِيَتِ ٱلسُّلَالَةُ ٱلْبَابِلِيَّةُ نِهَايَةً مُخْزِيَةً. وَبِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، سَيُهْزَمُ ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ عَمَّا قَرِيبٍ هَزِيمَةً سَاحِقَةً.
لِمَاذَا سَمَحَ ٱللّٰهُ بِٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْهُ؟
٧، ٨ مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْ سَمَاحِ يَهْوَه بِٱلشَّرِّ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟
٧ قَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ لِمَاذَا لَمْ يَمْنَعْ يَهْوَه ٱلْبَشَرَ مِنِ ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ إِلَى جَانِبِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَبَنِّي طَرِيقَةِ حُكْمٍ بَدِيلَةٍ سَتَخِيبُ حَتْمًا. طَبْعًا، كَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ٱلْقِيَامُ بِذلِكَ. (خر ٦:٣) لكِنَّهُ رَأَى بِحِكْمَتِهِ أَنَّ ٱلْإِحْجَامَ وَقْتِيًّا عَنْ وَضْعِ حَدٍّ لِتَمَرُّدِ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْأَمْثَلُ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ. فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، سَيُبَرَّأُ يَهْوَه كَحَاكِمٍ بَارٍّ وَمُحِبٍّ، وَسَيَحْصُدُ ٱلْأُمَناَءُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ قَرَارِهِ هذَا.
٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ كَانَ سَيُوَفِّرُ عَلَى نَفْسِهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلشَّقَاءِ لَوْ رَفَضَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ عُرُوضَ ٱلشَّيْطَانِ وَلَمْ يُقْدِمْ عَلَى ٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْ حُكْمِ ٱللّٰهِ، غَيْرَ أَنَّ سَمَاحَ يَهْوَه لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ وَقْتِيًّا أَسْفَرَ عَنْ فَوَائِدَ عَدِيدَةٍ. فَٱلْقَرَارُ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ ٱللّٰهُ غَرَسَ فِي عَقْلِ ٱلْأَبْرَارِ مَدَى حِكْمَةِ ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهِ وَٱلْوُثُوقِ بِهِ. فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ، جَرَّبَ ٱلْإِنْسَانُ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلْحُكُومَاتِ، وَلكِنْ لَمْ تَكُنْ أَيَّةُ وَاحِدَةٍ مِنْهَا حُكُومَةً مِثَالِيَّةً. وَهذَا رَسَّخَ قَنَاعَةَ عُبَّادِ ٱللّٰهِ بِأَنَّ طَرِيقَتَهُ فِي ٱلْحُكْمِ هِيَ ٱلْمُثْلَى. وَمَعَ أَنَّ سَمَاحَ يَهْوَه ٱلْوَقْتِيَّ بِحُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ أَدَّى إِلَى حُلُولِ ٱلْمَصَائِبِ بِٱلْبَشَرِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ، فَقَدْ أَفَادَهُمْ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
تَمَرُّدٌ سَاهَمَ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَه
٩، ١٠ كَيْفَ سَاهَمَ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَه؟
٩ إِنَّ ٱلسَّمَاحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَقَعُوا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ لَا يَعْنِي أَلْبَتَّةَ أَنَّ حُكْمَ يَهْوَه فِيهِ خَلَلٌ. فَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ! فَقَدْ بَرْهَنَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ مَا تَفَوَّهَ بِهِ إِرْمِيَا بِٱلْوَحْيِ عَنْ عَدَمِ مَقْدِرَةِ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى حُكْمِ نَفْسِهِ. (اِقْرَأْ ارميا ١٠:٢٣.) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، أَفْسَحَ تَمَرُّدُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمَجَالَ لِيَهْوَه أَنْ يُظْهِرَ صِفَاتِهِ ٱلْحَسَنَةَ بِشَكْلٍ أَوْضَحَ. وَكَيْفَ ذلِكَ؟
١٠ لَمْ تَكُنْ صِفَاتُ يَهْوَه ٱلْكَامِلَةُ لِتَتَجَلَّى إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ لَوْ لَمْ يَرَ ٱلْإِنْسَانُ بِأُمِّ عَيْنِهِ عَوَاقِبَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْوَخِيمَةَ، مَا يُعَظِّمُ يَهْوَه فِي عَيْنَيْ مُحِبِّيهِ. لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى، قَدْ تَبْدُو هذِهِ ٱلْفِكْرَةُ مُتَنَاقِضَةً. إِلَّا أَنَّ طَرِيقَةَ ٱلشَّيْطَانِ فِي ٱلْحُكْمِ تُسَاهِمُ فِعْلًا فِي تَمْجِيدِ ٱللّٰهِ. فَهِيَ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى طَرِيقَةِ يَهْوَه ٱلسَّامِيَةِ فِي مُعَالَجَةِ قَضِيَّةِ تَحَدِّي سُلْطَانِهِ. وَلِإِيضَاحِ هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ، سَنَتَأَمَّلُ بِإِيجَازٍ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَهْوَه وَنَرَى كَيْفَ دَفَعَهُ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ بِطَرَائِقَ إِضَافِيَّةٍ.
١١ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ؟
١١ اَلْمَحَبَّةُ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يو ٤:٨) فَخَلْقُ ٱلْبَشَرِ هُوَ بِحَدِّ ذَاتِهِ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، صَنَعَنَا ٱللّٰهُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ، مِمَّا يَشْهَدُ عَلَى مَحَبَّتِهِ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلَّتِي دَفَعَتْهُ أَنْ يُؤَمِّنَ لِلْبَشَرِ مَسْكِنًا جَمِيلًا تَتَوَفَّرُ فِيهِ كُلُّ مُقَوِّمَاتِ ٱلسَّعَادَةِ. (تك ١:٢٩-٣١؛ ٢:٨، ٩؛ مز ١٣٩:١٤-١٦) وَلكِنْ عِنْدَمَا أَخْطَأَ ٱلْإِنْسَانُ، أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ. فَمَا هِيَ؟ يَقْتَبِسُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا قَوْلَ يَسُوعَ: «إِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) فَمَا مِنْ طَرِيقَةٍ لِيُبْدِيَ ٱللّٰهُ مَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ أَرْوَعُ مِنْ إِرْسَالِ مَوْلُودِهِ ٱلْوَحِيدِ إِلَى ٱلْأَرْضِ بُغْيَةَ ٱفْتِدَاءِ ٱلْخُطَاةِ. (يو ١٥:١٣) كَمَا أَنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ ٱلْعَظِيمَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَضَعَ نَمُوذَجًا لِلْبَشَرِ، مُعْطِيًا إِيَّاهُمُ ٱلْفُرْصَةَ لِيَعْكِسُوا كُلَّ يَوْمٍ مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا ٱللّٰهُ، تَمَامًا مِثْلَمَا عَكَسَهَا يَسُوعُ. — يو ١٧:٢٥، ٢٦.
١٢ أَيُّ أَمْرٍ يُظْهِرُ مَدَى قُدْرَةِ يَهْوَه؟
١٢ اَلْقُدْرَةُ. وَحْدَهُ «ٱللّٰهُ، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»، يَسْتَطِيعُ إِعْطَاءَ ٱلْحَيَاةِ. (رؤ ١١:١٧؛ مز ٣٦:٩) وَعِنْدَ ٱلْوِلَادَةِ، يَكُونُ ٱلْإِنْسَانُ أَشْبَهَ بِوَرَقَةٍ بَيْضَاءَ. أَمَّا عِنْدَ ٱلْمَمَاتِ فَتَكُونُ هذِهِ ٱلْوَرَقَةُ قَدِ ٱمْتَلَأَتْ بِكُلِّ ٱلْقَرَارَاتِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ وَٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا خِلَالَ حَيَاتِهِ، مِمَّا صَاغَ كَامِلَ شَخْصِيَّتِهِ. وَفِي وُسْعِ يَهْوَه خَزْنُ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ فِي ذَاكِرَتِهِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، بِإِمْكَانِهِ إِقَامَةُ ٱلْمَيِّتِ، مُعِيدًا إِلَيْهِ كَامِلَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِشَخْصِيَّتِهِ ٱلْمُتَمَيِّزَةِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩) إِذًا، صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَوْتَ لَمْ يَكُنْ جُزْءًا مِنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ ٱلْأَصْلِيِّ، لكِنَّ ذلِكَ أَتَاحَ لَهُ ٱلْفُرْصَةَ لِيُظْهِرَ أَنَّ قُدْرَتَهُ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. فِعْلًا، إِنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلهُ «ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».
١٣ كَيْفَ كَانَتْ ذَبِيحَةُ يَسُوعَ دَلِيلًا عَلَى عَدْلِ يَهْوَه ٱلْكَامِلِ؟
١٣ اَلْعَدْلُ. يَهْوَه لَا يَكْذِبُ وَلَا يَظْلِمُ أَحَدًا. (تث ٣٢:٤؛ تي ١:٢) فَهُوَ يَلْتَصِقُ دَائِمًا بِأَسْمَى مَقَايِيسِ ٱلْحَقِّ وَٱلْعَدْلِ حَتَّى لَوْ بَدَا ذلِكَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ أَنَّهُ لَيْسَ لِصَالِحِهِ. (رو ٨:٣٢) فَلَا شَكَّ أَنَّ رُؤْيَةَ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ يَمُوتُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ كَمَا لَوْ أَنَّهُ مُجَدِّفٌ خَائِنٌ سَبَّبَتْ لَهُ أَلَمًا عَظِيمًا. إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ جَعَلَتْهُ يَسْمَحُ بِهذَا ٱلْأَمْرِ ٱلْمُوجِعِ عَمَلًا بِمِقْيَاسِهِ ٱلْكَامِلِ لِلْعَدْلِ. (اِقْرَأْ روما ٥:١٨-٢١.) فَوُجُودُ ٱلظُّلْمِ فِي ٱلْعَالَمِ أَعْطَى يَهْوَه ٱلْمَجَالَ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ أَرْفَعُ مِثَالٍ لِلْعَدْلِ.
١٤، ١٥ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَه حِكْمَتَهُ وَصَبْرَهُ ٱلْفَائِقَيْنِ؟
١٤ اَلْحِكْمَةُ. فَوْرَ وُقُوعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي ٱلْخَطَإِ، كَشَفَ يَهْوَه ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي بِهَا سَيُبْطِلُ كُلَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنْ تَمَرُّدِهِمَا. (تك ٣:١٥) وَٱتِّخَاذُهُ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ دُونَمَا تَأْخِيرٍ، فَضْلًا عَنْ إِعْلَامِ خُدَّامِهِ تَدْرِيجِيًّا بِتَفَاصِيلِ قَصْدِهِ، بَيَّنَ عَظَمَةَ حِكْمَتِهِ. (رو ١١:٣٣) فَمَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحُدَّ مِنْ مَقْدِرَةِ ٱللّٰهِ عَلَى تَدَبُّرِ ٱلْأُمُورِ. فَتَفَشِّي ٱلْفَسَادِ، ٱلْحُرُوبِ، عَدَمِ ٱلتَّعَقُّلِ، ٱلْعِصْيَانِ، ٱلْقَسَاوَةِ، ٱلْمُحَابَاةِ، وَٱلرِّيَاءِ، مَنَحَ يَهْوَه فُرْصَةً وَافِيَةً لِيُظْهِرَ لِمَخْلُوقَاتِهِ مَاهِيَّةَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. قَالَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ . . . هِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً، لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي». — يع ٣:١٧.
١٥ اَلصَّبْرُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ. كَانَ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ جِدًّا أَنْ يَنْكَشِفَ صَبْرُ يَهْوَه وَطُولُ أَنَاتِهِ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ لَوْ لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ وَضُعَفَاءَ. فَٱسْتِعْدَادُهُ لِلتَّعَاطِي مَعَ بَشَرٍ خُطَاةٍ طَوَالَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ لَدَلِيلٌ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلرَّائِعَتَيْنِ بِأَسْمَى ٱلدَّرَجَاتِ، مَا يَسْتَوْجِبُ شُكْرَنَا ٱلْعَمِيقَ. وَقَدْ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مُحِقًّا حِينَ قَالَ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَعْتَبِرَ صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا›. — ٢ بط ٣:٩، ١٥.
١٦ لِمَاذَا ٱسْتِعْدَادُ يَهْوَه لِلْغُفْرَانِ مَصْدَرُ فَرَحٍ كَبِيرٍ؟
١٦ اَلِٱسْتِعْدَادُ لِلْغُفْرَانِ. نَحْنُ كُلُّنَا خُطَاةٌ وَنَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً. (يع ٣:٢؛ ١ يو ١:٨، ٩) فَكَمْ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لِأَنَّ يَهْوَه مُسْتَعِدٌّ أَنْ «يُكْثِرَ ٱلْغُفْرَانَ»! (اش ٥٥:٧) تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ: لَوْ لَمْ نَكُنْ خُطَاةً لَمَا شَعَرْنَا بِٱلْفَرَحِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي يَتَأَتَّى عَنْ غُفْرَانِ ٱللّٰهِ لِخَطَايَانَا. (مز ٥١:٥، ٩، ١٧) وَلَمْسُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلرَّائِعَةِ لَدَى يَهْوَه يُقَوِّي مَحَبَّتَنَا لَهُ وَيُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْغَيْرِ. — اِقْرَأْ كولوسي ٣:١٣.
لِمَاذَا ٱلْعَالَمُ مَرِيضٌ
١٧، ١٨ لِمَاذَا حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ فَاشِلٌ؟
١٧ إِنَّ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْعَالَمِيَّ بِأَسْرِهِ، وَٱلَّذِي كَانَ وَلِيدَ طَرِيقَتِهِ فِي ٱلْحُكْمِ، أَخْفَقَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ. ذَكَرَتْ صَحِيفَةُ ذي يوروپيان (بالانكليزية) سَنَةَ ١٩٩١: «هَلِ ٱلْعَالَمُ مَرِيضٌ؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ، إِنَّمَا سَبَبُ عِلَّتِهِ ٱلنَّاسُ وَلَيْسَ ٱللّٰهَ». وَمَا أَصَحَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَإِذِ ٱنْصَاعَ وَالِدَانَا ٱلْأَوَّلَانِ لِلشَّيْطَانِ، فَضَّلَا ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ عَلَى حُكْمِ يَهْوَه. وَهكَذَا بَدَأَتْ طَرِيقَةُ حُكْمٍ لَا يَنْتَظِرُهَا سِوَى ٱلْفَشَلِ. حَقًّا، ٱلْعَذَابُ وَٱلشَّقَاءُ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ دَلَالَةٌ عَلَى ٱبْتِلَاءِ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ بِمَرَضٍ مُرِيعٍ.
١٨ إِنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ يَقُومُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ. بَيْدَ أَنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ لَا يُمْكِنُهَا أَبَدًا أَنْ تَغْلِبَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي هِيَ أَسَاسُ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ. كَمَا أَنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ لَمْ يَمْنَحْ رَعَايَاهُ ٱلِٱسْتِقْرَارَ وَٱلسَّعَادَةَ وَٱلْأَمْنَ. أَمَّا طَرِيقَةُ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ فَلَا غُبَارَ عَلَيْهَا! وَهَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَصْرِيٍّ عَلَى ذلِكَ؟ أَجَلْ، وَهذَا مَا سَنَرَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
تبرئة حكم يهوهبرج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
تَبْرِئَةُ حُكْمِ يَهْوَه
«اَلْعَلِيُّ هُوَ ٱلْحَاكِمُ فِي مَمْلَكَةِ ٱلنَّاسِ». — دا ٤:١٧.
١، ٢ لِمَاذَا ٱلْحُكْمُ ٱلْبَشَرِيُّ فَاشِلٌ؟
لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ مُنِيَ بِٱلْفَشَلِ! وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هُوَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱللَّازِمَةِ لِيَحْكُمُوا بِنَجَاحٍ. وَقَدْ أَصْبَحَ فَشَلُ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ جَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِأَنَّ حُكَّامًا كَثِيرِينَ هُمْ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، مَغْرُورُونَ، مُتَكَبِّرُونَ، غَيْرُ أَوْلِيَاءَ، غَيْرُ مُسْتَعِدِّينَ لِقُبُولِ أَيِّ ٱتِّفَاقٍ، مُفْتَرُونَ، بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ، شَرِسُونَ، غَيْرُ مُحِبِّينَ لِلصَّلَاحِ، خَائِنُونَ، مُنْتَفِخُونَ بِٱلْكِبْرِيَاءِ›. — ٢ تي ٣:٢-٤.
٢ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ، رَفَضَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ حُكْمَ ٱللّٰهِ ظَنًّا مِنْهُمَا أَنَّ ذلِكَ يَجْعَلُهُمَا مُسْتَقِلَّيْنِ. إِلَّا أَنَّهُمَا فِي ٱلْوَاقِعِ كَانَا يَضَعَانِ أَنْفُسَهُمَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ. وَسُوءُ إِدَارَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّتِي بَدَأَتْ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ — بِتَوْجِيهِ ٱلشَّيْطَانِ «حَاكِمِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ» — هُوَ مَا أَوْصَلَنَا ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْحَضِيضِ. (يو ١٢:٣١) وَفِي ٱلتَّعْلِيقِ عَلَى حَالَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُزْرِيَةِ، يَذْكُرُ تَارِيخُ اوكسفورد لِلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ (بالانكليزية) أَنَّهُ مِنَ ٱلْعَبَثِ «ٱلتَّطَلُّعُ إِلَى عَالَمٍ كَامِلٍ». وَيُتَابِعُ مُوضِحًا: «اَلْقَضِيَّةُ لَيْسَتْ أَنَّ [عَالَمًا كَهذَا] غَيْرُ مَوْجُودٍ فَحَسْبُ، بَلْ أَنَّ ٱلسَّعْيَ إِلَى إِنْشَائِهِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْكَارِثَةِ، ٱلْكُلِّيَّانِيَّةِ، وَأَشْنَعِ ٱلْحُرُوبِ». فَيَا لَهُ مِنِ ٱعْتِرَافٍ صَرِيحٍ بِفَشَلِ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ!
٣ صِفُوا حُكْمَ ٱللّٰهِ لَوْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُخْطِئَا.
٣ مَا أَفْدَحَ ٱلْغَلْطَةَ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ بِرَفْضِهِمَا ٱلْحُكْمَ ٱلنَّاجِحَ ٱلْوَحِيدَ، حُكْمَ ٱللّٰهِ! طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ أَيَّ نَهْجٍ كَانَ سَيَتْبَعُهُ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَوْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ حَافَظَا عَلَى أَمَانَتِهِمَا لَهُ. لكِنَّنَا مُتَيَقِّنُونَ أَنَّهُ لَوْ أَذْعَنَ ٱلْبَشَرُ لِلّٰهِ لَعَاشُوا فِي ظِلِّ حُكْمٍ يَتَّسِمُ بِٱلْمَحَبَّةِ وَعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ. (اع ١٠:٣٤؛ ١ يو ٤:٨) وَنَظَرًا إِلَى حِكْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُنْقَطِعَةِ ٱلنَّظِيرِ، نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَيْضًا أَنَّهُمْ كَانُوا سَيَتَجَنَّبُونَ كُلَّ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا مُؤَيِّدُو ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَكَانَتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ، أَيْ حُكْمُ ٱللّٰهِ، سَتَنْجَحُ فِي ‹إِشْبَاعِ رَغْبَةِ كُلِّ حَيٍّ›. (مز ١٤٥:١٦) فَبِٱلْمُخْتَصَرِ ٱلْمُفِيدِ، لَمْ تَكُنْ لِتَشُوبَ حُكْمَ ٱللّٰهِ أَيَّةُ شَائِبَةٍ! (تث ٣٢:٤) فَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ رَفْضُ ٱلْإِنْسَانِ لِلْحُكْمِ ٱلْإِلهِيِّ!
٤ مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟
٤ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه سَمَحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ، إِلَّا أَنَّ ٱلْجَدِيرَ بِٱلذِّكْرِ أَنَّهُ لَمْ يَتَنَازَلْ قَطُّ عَنْ حَقِّهِ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ. حَتَّى ٱلْمَلِكُ ٱلْبَابِلِيُّ ٱلْجَبَّارُ ٱعْتَرَفَ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ «أَنَّ ٱلْعَلِيَّ هُوَ ٱلْحَاكِمُ فِي مَمْلَكَةِ ٱلنَّاسِ». (دا ٤:١٧) فَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، سَيُنَفِّذُ ٱللَّهُ مَشِيئَتَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ٦:١٠) فَقَدْ سَمَحَ وَقْتِيًّا لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَكُونَ «إِلٰهَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا»، وَذلِكَ كَيْ يَبُتَّ بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلَّتِي نَشَأَتْ. (٢ كو ٤:٤؛ ١ يو ٥:١٩) لكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَتَمَكَّنْ قَطُّ مِنْ تَعَدِّي ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱللّٰهُ لَهُ. (٢ اخ ٢٠:٦؛ قارن ايوب ١:١١، ١٢؛ ٢:٣-٦.) وَلَطَالَمَا كَانَ هُنَالِكَ بَعْضُ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ ٱخْتَارُوا ٱلْإِذْعَانَ لِلّٰهِ، رَغْمَ أَنَّهُمْ عَاشُوا فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ عَدُوُّهُ ٱلْأَلَدُّ.
حُكْمُ ٱللّٰهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ
٥ أَيُّ أَمْرٍ تَعَهَّدَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ ٱللّٰهِ؟
٥ مِنْ وَقْتِ هَابِيلَ حَتَّى زَمَنِ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ، عَبَدَ يَهْوَه عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ وَأَطَاعُوا وَصَايَاهُ. (عب ١١:٤-٢٢) وَفِي أَيَّامِ مُوسَى، دَخَلَ يَهْوَه فِي عَهْدٍ مَعَ نَسْلِ يَعْقُوبَ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ. فَفِي سَنَةِ ١٥١٣ قم، تَعَهَّدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِقُبُولِ يَهْوَه ٱللّٰهِ حَاكِمًا لَهُمْ وَلِذُرِّيَّتِهِمْ قَائِلِينَ: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ». — خر ١٩:٨.
٦، ٧ بِمَ تَمَيَّزَ حُكْمُ ٱللّٰهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟
٦ كَانَ لَدَى يَهْوَه قَصْدٌ مِنِ ٱخْتِيَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ شَعْبًا لَهُ. (اِقْرَأْ تثنية ٧:٧، ٨.) فَلَمْ يَكُنْ هَدَفُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ ٱلْحِفَاظَ عَلَى خَيْرِهِمْ، بَلْ تَمْجِيدَ ٱسْمِهِ وَتَرْفِيعَ سُلْطَانِهِ. فَقَدْ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَشْهَدُونَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ. (اش ٤٣:١٠؛ ٤٤:٦-٨) لِذلِكَ قَالَ لَهُمْ بِفَمِ مُوسَى: «إِنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِيَهْوَهَ إِلٰهِكَ، وَقَدِ ٱخْتَارَكَ يَهْوَهُ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا، مِلْكًا خَاصًّا، مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ». — تث ١٤:٢.
٧ وَفِي حِينِ أَخَذَ ٱللّٰهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ نَاقِصُونَ، كَانَتْ شَرَائِعُهُ كَامِلَةً وَعَكَسَتْ صِفَاتِهِ. فَٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه بِوَاسِطَةِ مُوسَى شَدَّدَتْ عَلَى قَدَاسَتِهِ، مَحَبَّتِهِ لِلْعَدْلِ، ٱسْتِعْدَادِهِ لِلْغُفْرَانِ، وَصَبْرِهِ. وَلَاحِقًا فِي زَمَنِ يَشُوعَ، أَطَاعَتِ ٱلْأُمَّةُ وَصَايَا يَهْوَه فَنَعِمَتْ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. (يش ٢٤:٢١، ٢٢، ٣١) وَقَدْ بَرْهَنَتْ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ مِنْ تَارِيخِ إِسْرَائِيلَ نَجَاحَ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ.
اَلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَدْفَعُونَ ثَمَنَ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ
٨، ٩ مَاذَا طَلَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ؟
٨ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، أَبَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْإِذْعَانَ لِحُكْمِ ٱللّٰهِ فَخَسِرُوا حِمَايَتَهُ. حَتَّى إِنَّهُمْ فِي ٱلنِّهَايَةِ طَلَبُوا مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ. فَقَالَ يَهْوَه لِصَمُوئِيلَ أَنْ يُلَبِّيَ طَلَبَهُمْ هذَا، لكِنَّهُ أَضَافَ: «إِنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ، بَلْ رَفَضُونِي أَنَا مَلِكًا عَلَيْهِمْ». (١ صم ٨:٧) وَمَعَ أَنَّهُ سَمَحَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِحِيَازَةِ مَلِكٍ مَنْظُورٍ، قَالَ لَهُمْ إِنَّهُمْ سَيَدْفَعُونَ ٱلثَّمَنَ. — اِقْرَأْ ١ صموئيل ٨:٩-١٨.
٩ وَقَدْ أَثْبَتَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ هذَا ٱلتَّحْذِيرِ. فَأُمَّةُ إِسْرَائِيلَ وَقَعَتْ فِي مَشَاكِلَ خَطِيرَةٍ بِسَبَبِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْبَشَرِ، وَخُصُوصًا غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْهُمْ. وَنَظَرًا إِلَى مَا حَدَثَ لِهذِهِ ٱلْأُمَّةِ، لَا نَسْتَغْرِبُ لِمَاذَا فَشِلَتْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلْبَعِيدَةُ عَنْ يَهْوَه فِي إِيجَادِ حَلٍّ دَائِمٍ لِمَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ. وَمَعَ أَنَّ بَعْضَ رِجَالَاتِ ٱلسِّيَاسَةِ يَطْلُبُونَ بَرَكَةَ ٱللّٰهِ عَلَى جُهُودِهِمْ لِإِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ، فَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ يُبَارِكَ ٱللّٰهُ ٱلَّذِينَ لَا يُذْعِنُونَ لِحُكْمِهِ؟! — مز ٢:١٠-١٢.
أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ تَحْتَ حُكْمِ ٱللّٰهِ
١٠ لِمَاذَا لَمْ تَعُدْ إِسْرَائِيلُ أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارَةَ وَٱسْتُبْدِلَتْ بِأُخْرَى؟
١٠ لَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ لَمْ تَشَأْ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ. حَتَّى إِنَّهَا رَفَضَتْ أَخِيرًا ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ، فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ رَفَضَهُمْ وَقَرَّرَ أَنْ يَسْتَبْدِلَهُمْ بِفَرِيقٍ مِنَ ٱلنَّاسِ كَانُوا سَيُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً. وَهكَذَا، شَهِدَتْ سَنَةُ ٣٣ بم وِلَادَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَهذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ، ٱلَّتِي دَعَاهَا بُولُسُ «إِسْرَائِيلَ ٱللّٰهِ»، كَانَتْ أُمَّةً جَدِيدَةً خَاضِعَةً لِسُلْطَةِ يَهْوَه. — غل ٦:١٦.
١١، ١٢ أَيُّ تَشَابُهٍ يَتَعَلَّقُ بِٱلْإِشْرَافِ هُنَالِكَ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ وَ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»؟
١١ هُنَالِكَ بَيْنَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ وَ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» ٱلْجَدِيدَةِ ٱخْتِلَافَاتٌ وَتَشَابُهَاتٌ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. فَبِخِلَافِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، لَيْسَ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مَلِكٌ بَشَرِيُّ وَلَا حَاجَةَ لَهَا إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُطَاةِ. أَمَّا أَحَدُ ٱلتَّشَابُهَاتِ بَيْنَ ٱلْأُمَّتَيْنِ فَهُوَ تَرْتِيبُ ٱلشُّيُوخِ. (خر ١٩:٣-٨) وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لَا يَحْكُمُونَ عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ، بَلْ يَرْعَوْنَ ٱلْجَمَاعَةَ وَيَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بِٱجْتِهَادٍ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. كَمَا أَنَّهُمْ يُعَامِلُونَ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بِمَحَبَّةٍ، مُعْطِينَ ٱلْجَمِيعَ كَرَامَةً وَوَقَارًا. — ٢ كو ١:٢٤؛ ١ بط ٥:٢، ٣.
١٢ وَإِذْ يَتَأَمَّلُ أَعْضَاءُ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» وَعُشَرَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›، وَخُصُوصًا ٱلشُّيُوخَ، فِي تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَعْمُقُ تَقْدِيرُهُمْ لِيَهْوَه وَلِطَرِيقَةِ حُكْمِهِ. (يو ١٠:١٦) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُظْهِرُ ٱلتَّارِيخُ أَنَّ حُكَّامَ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَشَرَ أَثَّرُوا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ فِي رَعَايَاهُمْ، إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا. وَهذَا ٱلْأَمْرُ يَطْبَعُ فِي ذِهْنِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَهَمِّيَّةَ رَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ فِي ٱلْإِيمَانِ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا حُكَّامًا كَمَا كَانَ ٱلْمُلُوكُ قَدِيمًا. — عب ١٣:٧.
كَيْفَ يَحْكُمُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ
١٣ أَيُّ حَدَثٍ بَارِزٍ حَصَلَ سَنَةَ ١٩١٤؟
١٣ اَلْيَوْمَ، يُنَادِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ عَلَى وَشْكِ ٱلزَّوَالِ. فَفِي سَنَةِ ١٩١٤، أَسَّسَ يَهْوَه مَلَكُوتَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ بِرِئَاسَةِ مَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَمَنَحَهُ ٱلسُّلْطَةَ لِيَخْرُجَ «غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». (رؤ ٦:٢) فَقَدْ قَالَ لِلْمَلِكِ ٱلْمُتَوَّجِ حَدِيثًا: «تَسَلَّطْ فِي وَسْطِ أَعْدَائِكَ». (مز ١١٠:٢) لكِنَّ ٱلْمُؤْسِفَ أَنَّ ٱلْأُمَمَ تَرْفُضُ ٱلْإِذْعَانَ لِحُكْمِ يَهْوَه وَتَتَصَرَّفُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ «لَيْسَ مَوْجُودًا». — مز ١٤:١.
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ يَحْكُمُ عَلَيْنَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا نَظَرًا إِلَى ذلِكَ؟ (ب) مَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى سُمُوِّ حُكْمِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟
١٤ لَا تَزَالُ هُنَالِكَ قِلَّةٌ مِنْ أَعْضَاءِ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَيَسْتَمِرُّ هؤُلَاءِ بِوَصْفِهِمْ إِخْوَةَ يَسُوعَ فِي ٱلْعَمَلِ ‹كَسُفَرَاءَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ›. (٢ كو ٥:٢٠) وَقَدْ أُقِيمُوا عَبْدًا أَمِينًا فَطِينًا لِيَمْنَحُوا ٱلْعِنَايَةَ وَيُوَزِّعُوا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَكَذلِكَ عَلَى ٱلْحَشْدِ ٱلْمُتَزَايِدِ مِنْ مَلَايِينِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ. (مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ رؤ ٧:٩-١٥) وَٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ عَلَامَةٌ وَاضِحَةٌ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ هذَا ٱلتَّرْتِيبَ.
١٥ لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا إِفْرَادِيًّا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَعِي جَيِّدًا مَا هِيَ مَسْؤُولِيَّاتِي فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ هَلْ أَدْعَمُ طَرِيقَةَ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ دَعْمًا كَامِلًا؟ هَلْ أَنَا فَخُورٌ بِكَوْنِي مِنْ رَعَايَا مَلَكُوتِ يَهْوَه ٱلَّذِي يَحْكُمُ ٱلْآنَ؟ وَهَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي بَذْلِ قُصَارَى جُهْدِي لِإِخْبَارِ ٱلنَّاسِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟›. عَلَى صَعِيدٍ جَمَاعِيٍّ، نَحْنُ نُذْعِنُ بِإِرَادَتِنَا لِتَوْجِيهِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ وَنَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَهكَذَا، نُظْهِرُ ٱعْتِرَافَنَا بِحُكْمِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ عبرانيين ١٣:١٧.) وَهذَا ٱلْإِذْعَانُ ٱلطَّوْعِيُّ يُؤَدِّي إِلَى وَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ لَا مَثِيلَ لَهَا فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلِٱنْقِسَامَاتِ. كَمَا أَنَّهُ يُنْتِجُ سَلَامًا وَبِرًّا وَيَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَه، مَا يُثْبِتُ سُمُوَّ حُكْمِهِ.
حُكْمُ يَهْوَه ٱلظَّافِرُ
١٦ أَيُّ خِيَارٍ مَوْضُوعٌ أَمَامَ كُلِّ شَخْصٍ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ لَقَدْ أَصْبَحَ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ فِي عَدْنٍ وَشِيكًا عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. لِذلِكَ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِيَتَّخِذَ كُلُّ إِنْسَانٍ قَرَارَهُ وَيَخْتَارَ إِمَّا حُكْمَ يَهْوَه أَوْ حُكْمَ ٱلْبَشَرِ. وَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْحُلَمَاءَ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ! فَفِي هَرْمَجِدُّونَ ٱلَّتِي أَمْسَتْ قَرِيبَةً، سَيَحِلُّ حُكْمُ يَهْوَه بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ مَحَلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلَّتِي يَسُوسُهَا ٱلشَّيْطَانُ. (دا ٢:٤٤؛ رؤ ١٦:١٦) فَحُكْمُ ٱلْبَشَرِ سَيُوَلِّي، وَسَيَسُودُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا. وَعِنْدَئِذٍ، سَيُبَرَّأُ حُكْمُ يَهْوَه بِٱلْمَعْنَى ٱلْأَكْمَلِ. — اِقْرَأْ رؤيا ٢١:٣-٥.
١٧ أَيَّةُ حَقَائِقَ تَدْفَعُ ٱلْحُلَمَاءَ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْحُكْمِ؟
١٧ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَّخِذُوا بَعْدُ مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْبَشَرُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱللّٰهِ. فَحُكْمُ ٱلْإِنْسَانِ فَشِلَ فِي إِنْهَاءِ مُشْكِلَةِ ٱلْجَرَائِمِ وَٱلْإِرْهَابِ. بِٱلْمُقَابِلِ، سَيُبِيدُ حُكْمُ ٱللّٰهِ كُلَّ ٱلْأَشْرَارِ مِنَ ٱلْأَرْضِ. (مز ٣٧:١، ٢، ٩) وَفِي حِينِ سَبَّبَ حُكْمُ ٱلْإِنْسَانِ حُرُوبًا مُسْتَدِيمَةً، ‹سَيُسَكِّنُ [حُكْمُ ٱللّٰهِ] ٱلْحُرُوبَ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ›. (مز ٤٦:٩) كَمَا أَنَّهُ سَيَرُدُّ أَيْضًا ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي كَانَ سَائِدًا بَيْنَ ٱلْبَشَرِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ! (اش ١١:٦-٩) وَلَطَالَمَا كَانَ ٱلْفَقْرُ وَٱلْجُوعُ مِنْ سِمَاتِ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ، أَمَّا حُكْمُ ٱللّٰهِ فَسَيُزِيلُهُمَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اش ٦٥:٢١) وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ عَجْزِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ ٱلْحَسَنِي ٱلنِّيَّةِ عَنْ مَحْوِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ، سَيُعِيدُ حُكْمُ ٱللّٰهِ ٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْمَرْضَى إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِمْ. (اي ٣٣:٢٥؛ اش ٣٥:٥، ٦) حَتَّى إِنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — لو ٢٣:٤٣؛ اع ٢٤:١٥.
١٨ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّ حُكْمَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ؟
١٨ نَعَمْ، سَيُبْطِلُ ٱلْحُكْمُ ٱلْإِلهِيُّ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي أَحْدَثَهُ ٱلشَّيْطَانُ حِينَ حَمَلَ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ عَلَى ٱلِٱبْتِعَادِ عَنْ خَالِقِهِمَا. وَٱللَّافِتُ أَنَّ ٱللّٰهَ، بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ، سَيُزِيلُ فِي مُجَرَّدِ ٠٠٠,١ سَنَةٍ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي غُضُونِ نَحْوِ ٠٠٠,٦ سَنَةٍ! فَيَا لَهُ مِنْ دَلِيلٍ دَامِغٍ عَلَى تَفَوُّقِ حُكْمِ ٱللّٰهِ! وَبِمَا أَنَّنَا شُهُودٌ لِيَهْوَه، فَنَحْنُ نَقْبَلُ بِهِ حَاكِمًا. فَلْنُظْهِرْ إِذًا فِي كُلِّ يَوْمٍ، بَلْ فِي كُلِّ سَاعَةٍ، مِنْ حَيَاتِنَا أَنَّنَا عُبَّادٌ لَهُ، رَعَايَا لِمَلَكُوتِهِ، وَفَخُورُونَ بِأَنْ نَكُونَ شُهُودًا لَهُ. وَلْنَغْتَنِمْ أَيَّةَ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٍ لِإِخْبَارِ كُلِّ مَنْ لَدَيْهِ أُذُنٌ صَاغِيَةٌ أَنَّ حُكْمَ يَهْوَه هُوَ ٱلْأَفْضَلُ.
-