مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • حكم الشيطان سيفشل لا محالة
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ سَيَفْشَلُ لَا مَحَالَةَ

      ‏«أَمَّا ٱلشِّرِّيرُ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ خَيْرٌ أَبَدًا».‏ —‏ جا ٨:‏١٣‏.‏

      ١ لِمَاذَا ٱلدَّيْنُونَةُ ٱلْقَادِمَةُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ خَبَرٌ مُعَزٍّ؟‏

      عَاجِلًا أَوْ آجِلًا،‏ سَيَنَالُ ٱلْأَشْرَارُ ٱلْعِقَابَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّونَهُ.‏ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَدْفَعُوا ثَمَنَ أَفْعَالِهِمْ.‏ (‏ام ٥:‏٢٢؛‏ جا ٨:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَهذَا خَبَرٌ مُعَزٍّ،‏ خُصُوصًا لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْبِرَّ وَيُعَانُونَ ٱلْمَظَالِمَ وَسُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ.‏ وَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ،‏ رَأْسُ ٱلشَّرِّ،‏ هُوَ فِي أَعْلَى قَائِمَةِ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ سَيُدَانُونَ.‏ —‏ يو ٨:‏٤٤‏.‏

      ٢ لِمَاذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلَّتِي أُثِيرَتْ فِي عَدْنٍ؟‏

      ٢ فَقَدِيمًا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ طَغَى ٱلْغُرُورُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَدَفَعَهُ إِلَى تَحْرِيضِ ٱلْبَشَرِ عَلَى رَفْضِ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ ٱنْضَمَّ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَحَدِّي سُلْطَةِ يَهْوَه ٱلشَّرْعِيَّةِ،‏ وَهكَذَا أَخْطَآ إِلَيْهِ.‏ (‏رو ٥:‏١٢-‏١٤‏)‏ طَبْعًا،‏ عَلِمَ يَهْوَه مَا سَيَحِلُّ بِهِمَا نَتِيجَةَ ٱزْدِرَائِهِمَا وَتَمَرُّدِهِمَا عَلَيْهِ.‏ لكِنَّهُ رَأَى أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَعْرِفَ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ هذِهِ ٱلْعَاقِبَةَ ٱلَّتِي لَا مَفَرَّ مِنْهَا.‏ لِذلِكَ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ وَإِعْطَاءِ دَلِيلٍ دَامِغٍ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ كَانُوا مُخْطِئِينَ تَمَامًا.‏

      ٣ مَا هُوَ مَوْقِفُنَا مِنَ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟‏

      ٣ بِمَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ رَفَضُوا تَوْجِيهَ يَهْوَه،‏ وَجَبَ عَلَيْهِمْ تَشْكِيلُ حُكُومَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ وَفِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْعُبَّادِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي رُومَا،‏ أَشَارَ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِوَصْفِهَا ‹سُلُطَاتٍ فَائِقَةً›.‏ وَآنَذَاكَ،‏ كَانَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ نيرون (‏٥٤-‏٦٨ ب‌م)‏ هِيَ مَا يُشَكِّلُ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ.‏ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ «مَوْضُوعَةٌ فِي مَرَاكِزِهَا ٱلنِّسْبِيَّةِ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ».‏ (‏اِقْرَأْ روما ١٣:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَلكِنْ هَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّهُ ٱعْتَبَرَ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ أَسْمَى مِنْ حُكْمِ ٱللّٰهِ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَمَا كَانَ يَرْمِي إِلَيْهِ هُوَ أَنَّهُ مَا دَامَ يَهْوَه يَسْمَحُ بِوُجُودِ ٱلْحُكُومَاتِ،‏ فَعَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱحْتِرَامُ ‹تَرْتِيبِهِ› بِٱلْخُضُوعِ لِلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ.‏

      دَرْبٌ مَشْؤُومٌ

      ٤ لِمَاذَا ٱلْحُكْمُ ٱلْبَشَرِيُّ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْفَشَلِ؟‏

      ٤ رَغْمَ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ بِرِئَاسَةِ ٱلشَّيْطَانِ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْفَشَلِ.‏ لِمَاذَا؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُ لَيْسَ مَبْنِيًّا عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ فَيَهْوَه وَحْدَهُ يَمْتَلِكُ حِكْمَةً مُطْلَقَةً.‏ وَلِذلِكَ فَهُوَ ٱلْمُرْشِدُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ ٱلِٱعْتِمَادُ عَلَيْهِ لِتَحْدِيدِ أَرْكَانِ ٱلْحُكْمِ ٱلنَّاجِحِ.‏ (‏ار ٨:‏٩؛‏ رو ١٦:‏٢٧‏)‏ فَبِخِلَافِ ٱلْبَشَرِ،‏ ٱلَّذِينَ غَالِبًا مَا يَتَعَلَّمُونَ عَنْ طَرِيقِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَٱلْخَطَإِ،‏ يَعْرِفُ يَهْوَه فِي جَمِيعِ ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْفُضْلَى لِلتَّصَرُّفِ.‏ وَأَيُّ حُكْمٍ لَا يَتْبَعُ إِرْشَادَهُ مَآ‌لُهُ ٱلْفَشَلُ لَا مَحَالَةَ.‏ وَهذَا ٱلسَّبَبُ،‏ فَضْلًا عَنْ دَوَافِعِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَنَانِيَّةِ،‏ قَضَى بِأَنْ تَكُونَ سِيَادَةُ إِبْلِيسَ بِوَاسِطَةِ حُكَّامٍ بَشَرٍ فَاشِلَةً مِنْ بِدَايَتِهَا.‏

      ٥،‏ ٦ حَسْبَمَا يَبْدُو،‏ مَا ٱلَّذِي حَدَا بِٱلشَّيْطَانِ إِلَى مُقَاوَمَةِ يَهْوَه؟‏

      ٥ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمَنْطِقِيَّ لَا يَشْرَعُ فِي عَمَلٍ يَعْرِفُ مُسْبَقًا أَنَّهُ لَنْ يَنْجَحَ.‏ وَفِي حَالِ أَصَرَّ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِهِ،‏ فَسَيُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِ عَوَاقِبِ غَلْطَتِهِ لَاحِقًا.‏ وَقَدْ أَظْهَرَ ٱلتَّارِيخُ مِرَارًا كَمْ هِيَ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ مُقَاوَمَةُ ٱلْخَالِقِ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقُدْرَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ٢١:‏٣٠‏.‏‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ أَدَارَ ظَهْرَهُ لِيَهْوَه إِذْ أَعْمَاهُ ٱلْغُرُورُ وَٱلْكِبْرِيَاءُ.‏ وَهكَذَا،‏ سَلَكَ بِٱخْتِيَارِهِ دَرْبًا مَشْؤُومًا.‏

      ٦ وَلَاحِقًا،‏ عَكَسَ حَاكِمٌ بَابِلِيٌّ مُتَغَطْرِسٌ مَوْقِفَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱجْتِرَاءٍ بِقَوْلِهِ:‏ «أَصْعَدُ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ أَرْفَعُ عَرْشِي فَوْقَ نُجُومِ ٱللّٰهِ،‏ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ ٱلِٱجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي ٱلشَّمَالِ.‏ أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ ٱلسُّحُبِ،‏ أَكُونُ شَبِيهًا بِٱلْعَلِيِّ».‏ (‏اش ١٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ غَيْرَ أَنَّ مَسَاعِيَ هذَا ٱلْحَاكِمِ ٱلْغَبِيَّةَ بَاءَتْ بِٱلْخَيْبَةِ،‏ وَلَقِيَتِ ٱلسُّلَالَةُ ٱلْبَابِلِيَّةُ نِهَايَةً مُخْزِيَةً.‏ وَبِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ سَيُهْزَمُ ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ عَمَّا قَرِيبٍ هَزِيمَةً سَاحِقَةً.‏

      لِمَاذَا سَمَحَ ٱللّٰهُ بِٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْهُ؟‏

      ٧،‏ ٨ مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْ سَمَاحِ يَهْوَه بِٱلشَّرِّ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟‏

      ٧ قَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ لِمَاذَا لَمْ يَمْنَعْ يَهْوَه ٱلْبَشَرَ مِنِ ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ إِلَى جَانِبِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَبَنِّي طَرِيقَةِ حُكْمٍ بَدِيلَةٍ سَتَخِيبُ حَتْمًا.‏ طَبْعًا،‏ كَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ٱلْقِيَامُ بِذلِكَ.‏ (‏خر ٦:‏٣‏)‏ لكِنَّهُ رَأَى بِحِكْمَتِهِ أَنَّ ٱلْإِحْجَامَ وَقْتِيًّا عَنْ وَضْعِ حَدٍّ لِتَمَرُّدِ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْأَمْثَلُ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ.‏ فَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ سَيُبَرَّأُ يَهْوَه كَحَاكِمٍ بَارٍّ وَمُحِبٍّ،‏ وَسَيَحْصُدُ ٱلْأُمَناَءُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ قَرَارِهِ هذَا.‏

      ٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ كَانَ سَيُوَفِّرُ عَلَى نَفْسِهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلشَّقَاءِ لَوْ رَفَضَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ عُرُوضَ ٱلشَّيْطَانِ وَلَمْ يُقْدِمْ عَلَى ٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْ حُكْمِ ٱللّٰهِ،‏ غَيْرَ أَنَّ سَمَاحَ يَهْوَه لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ وَقْتِيًّا أَسْفَرَ عَنْ فَوَائِدَ عَدِيدَةٍ.‏ فَٱلْقَرَارُ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ ٱللّٰهُ غَرَسَ فِي عَقْلِ ٱلْأَبْرَارِ مَدَى حِكْمَةِ ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهِ وَٱلْوُثُوقِ بِهِ.‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ،‏ جَرَّبَ ٱلْإِنْسَانُ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلْحُكُومَاتِ،‏ وَلكِنْ لَمْ تَكُنْ أَيَّةُ وَاحِدَةٍ مِنْهَا حُكُومَةً مِثَالِيَّةً.‏ وَهذَا رَسَّخَ قَنَاعَةَ عُبَّادِ ٱللّٰهِ بِأَنَّ طَرِيقَتَهُ فِي ٱلْحُكْمِ هِيَ ٱلْمُثْلَى.‏ وَمَعَ أَنَّ سَمَاحَ يَهْوَه ٱلْوَقْتِيَّ بِحُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ أَدَّى إِلَى حُلُولِ ٱلْمَصَائِبِ بِٱلْبَشَرِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ،‏ فَقَدْ أَفَادَهُمْ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.‏

      تَمَرُّدٌ سَاهَمَ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَه

      ٩،‏ ١٠ كَيْفَ سَاهَمَ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَه؟‏

      ٩ إِنَّ ٱلسَّمَاحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَقَعُوا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ لَا يَعْنِي أَلْبَتَّةَ أَنَّ حُكْمَ يَهْوَه فِيهِ خَلَلٌ.‏ فَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ!‏ فَقَدْ بَرْهَنَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ مَا تَفَوَّهَ بِهِ إِرْمِيَا بِٱلْوَحْيِ عَنْ عَدَمِ مَقْدِرَةِ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى حُكْمِ نَفْسِهِ.‏ (‏اِقْرَأْ ارميا ١٠:‏٢٣‏.‏‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ أَفْسَحَ تَمَرُّدُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمَجَالَ لِيَهْوَه أَنْ يُظْهِرَ صِفَاتِهِ ٱلْحَسَنَةَ بِشَكْلٍ أَوْضَحَ.‏ وَكَيْفَ ذلِكَ؟‏

      ١٠ لَمْ تَكُنْ صِفَاتُ يَهْوَه ٱلْكَامِلَةُ لِتَتَجَلَّى إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ لَوْ لَمْ يَرَ ٱلْإِنْسَانُ بِأُمِّ عَيْنِهِ عَوَاقِبَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْوَخِيمَةَ،‏ مَا يُعَظِّمُ يَهْوَه فِي عَيْنَيْ مُحِبِّيهِ.‏ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى،‏ قَدْ تَبْدُو هذِهِ ٱلْفِكْرَةُ مُتَنَاقِضَةً.‏ إِلَّا أَنَّ طَرِيقَةَ ٱلشَّيْطَانِ فِي ٱلْحُكْمِ تُسَاهِمُ فِعْلًا فِي تَمْجِيدِ ٱللّٰهِ.‏ فَهِيَ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى طَرِيقَةِ يَهْوَه ٱلسَّامِيَةِ فِي مُعَالَجَةِ قَضِيَّةِ تَحَدِّي سُلْطَانِهِ.‏ وَلِإِيضَاحِ هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ بِإِيجَازٍ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَهْوَه وَنَرَى كَيْفَ دَفَعَهُ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ بِطَرَائِقَ إِضَافِيَّةٍ.‏

      ١١ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ؟‏

      ١١ اَلْمَحَبَّةُ‏.‏ تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ».‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ فَخَلْقُ ٱلْبَشَرِ هُوَ بِحَدِّ ذَاتِهِ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ صَنَعَنَا ٱللّٰهُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ،‏ مِمَّا يَشْهَدُ عَلَى مَحَبَّتِهِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلَّتِي دَفَعَتْهُ أَنْ يُؤَمِّنَ لِلْبَشَرِ مَسْكِنًا جَمِيلًا تَتَوَفَّرُ فِيهِ كُلُّ مُقَوِّمَاتِ ٱلسَّعَادَةِ.‏ (‏تك ١:‏٢٩-‏٣١؛‏ ٢:‏٨،‏ ٩؛‏ مز ١٣٩:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا أَخْطَأَ ٱلْإِنْسَانُ،‏ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ.‏ فَمَا هِيَ؟‏ يَقْتَبِسُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا قَوْلَ يَسُوعَ:‏ «إِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ،‏ بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ فَمَا مِنْ طَرِيقَةٍ لِيُبْدِيَ ٱللّٰهُ مَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ أَرْوَعُ مِنْ إِرْسَالِ مَوْلُودِهِ ٱلْوَحِيدِ إِلَى ٱلْأَرْضِ بُغْيَةَ ٱفْتِدَاءِ ٱلْخُطَاةِ.‏ (‏يو ١٥:‏١٣‏)‏ كَمَا أَنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ ٱلْعَظِيمَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَضَعَ نَمُوذَجًا لِلْبَشَرِ،‏ مُعْطِيًا إِيَّاهُمُ ٱلْفُرْصَةَ لِيَعْكِسُوا كُلَّ يَوْمٍ مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا ٱللّٰهُ،‏ تَمَامًا مِثْلَمَا عَكَسَهَا يَسُوعُ.‏ —‏ يو ١٧:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ١٢ أَيُّ أَمْرٍ يُظْهِرُ مَدَى قُدْرَةِ يَهْوَه؟‏

      ١٢ اَلْقُدْرَةُ.‏ وَحْدَهُ «ٱللّٰهُ،‏ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»،‏ يَسْتَطِيعُ إِعْطَاءَ ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏رؤ ١١:‏١٧؛‏ مز ٣٦:‏٩‏)‏ وَعِنْدَ ٱلْوِلَادَةِ،‏ يَكُونُ ٱلْإِنْسَانُ أَشْبَهَ بِوَرَقَةٍ بَيْضَاءَ.‏ أَمَّا عِنْدَ ٱلْمَمَاتِ فَتَكُونُ هذِهِ ٱلْوَرَقَةُ قَدِ ٱمْتَلَأَتْ بِكُلِّ ٱلْقَرَارَاتِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ وَٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا خِلَالَ حَيَاتِهِ،‏ مِمَّا صَاغَ كَامِلَ شَخْصِيَّتِهِ.‏ وَفِي وُسْعِ يَهْوَه خَزْنُ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ فِي ذَاكِرَتِهِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ بِإِمْكَانِهِ إِقَامَةُ ٱلْمَيِّتِ،‏ مُعِيدًا إِلَيْهِ كَامِلَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِشَخْصِيَّتِهِ ٱلْمُتَمَيِّزَةِ.‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ إِذًا،‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَوْتَ لَمْ يَكُنْ جُزْءًا مِنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ ٱلْأَصْلِيِّ،‏ لكِنَّ ذلِكَ أَتَاحَ لَهُ ٱلْفُرْصَةَ لِيُظْهِرَ أَنَّ قُدْرَتَهُ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ فِعْلًا،‏ إِنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلهُ «ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».‏

      ١٣ كَيْفَ كَانَتْ ذَبِيحَةُ يَسُوعَ دَلِيلًا عَلَى عَدْلِ يَهْوَه ٱلْكَامِلِ؟‏

      ١٣ اَلْعَدْلُ.‏ يَهْوَه لَا يَكْذِبُ وَلَا يَظْلِمُ أَحَدًا.‏ (‏تث ٣٢:‏٤؛‏ تي ١:‏٢‏)‏ فَهُوَ يَلْتَصِقُ دَائِمًا بِأَسْمَى مَقَايِيسِ ٱلْحَقِّ وَٱلْعَدْلِ حَتَّى لَوْ بَدَا ذلِكَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ أَنَّهُ لَيْسَ لِصَالِحِهِ.‏ (‏رو ٨:‏٣٢‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ رُؤْيَةَ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ يَمُوتُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ كَمَا لَوْ أَنَّهُ مُجَدِّفٌ خَائِنٌ سَبَّبَتْ لَهُ أَلَمًا عَظِيمًا.‏ إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ جَعَلَتْهُ يَسْمَحُ بِهذَا ٱلْأَمْرِ ٱلْمُوجِعِ عَمَلًا بِمِقْيَاسِهِ ٱلْكَامِلِ لِلْعَدْلِ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ٥:‏١٨-‏٢١‏.‏‏)‏ فَوُجُودُ ٱلظُّلْمِ فِي ٱلْعَالَمِ أَعْطَى يَهْوَه ٱلْمَجَالَ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ أَرْفَعُ مِثَالٍ لِلْعَدْلِ.‏

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَه حِكْمَتَهُ وَصَبْرَهُ ٱلْفَائِقَيْنِ؟‏

      ١٤ اَلْحِكْمَةُ.‏ فَوْرَ وُقُوعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي ٱلْخَطَإِ،‏ كَشَفَ يَهْوَه ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي بِهَا سَيُبْطِلُ كُلَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنْ تَمَرُّدِهِمَا.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ وَٱتِّخَاذُهُ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ دُونَمَا تَأْخِيرٍ،‏ فَضْلًا عَنْ إِعْلَامِ خُدَّامِهِ تَدْرِيجِيًّا بِتَفَاصِيلِ قَصْدِهِ،‏ بَيَّنَ عَظَمَةَ حِكْمَتِهِ.‏ (‏رو ١١:‏٣٣‏)‏ فَمَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحُدَّ مِنْ مَقْدِرَةِ ٱللّٰهِ عَلَى تَدَبُّرِ ٱلْأُمُورِ.‏ فَتَفَشِّي ٱلْفَسَادِ،‏ ٱلْحُرُوبِ،‏ عَدَمِ ٱلتَّعَقُّلِ،‏ ٱلْعِصْيَانِ،‏ ٱلْقَسَاوَةِ،‏ ٱلْمُحَابَاةِ،‏ وَٱلرِّيَاءِ،‏ مَنَحَ يَهْوَه فُرْصَةً وَافِيَةً لِيُظْهِرَ لِمَخْلُوقَاتِهِ مَاهِيَّةَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ قَالَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ .‏ .‏ .‏ هِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ،‏ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ،‏ مُتَعَقِّلَةٌ،‏ مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ،‏ مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً،‏ لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي».‏ —‏ يع ٣:‏١٧‏.‏

      ١٥ اَلصَّبْرُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ.‏ كَانَ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ جِدًّا أَنْ يَنْكَشِفَ صَبْرُ يَهْوَه وَطُولُ أَنَاتِهِ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ لَوْ لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ وَضُعَفَاءَ.‏ فَٱسْتِعْدَادُهُ لِلتَّعَاطِي مَعَ بَشَرٍ خُطَاةٍ طَوَالَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ لَدَلِيلٌ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلرَّائِعَتَيْنِ بِأَسْمَى ٱلدَّرَجَاتِ،‏ مَا يَسْتَوْجِبُ شُكْرَنَا ٱلْعَمِيقَ.‏ وَقَدْ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مُحِقًّا حِينَ قَالَ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَعْتَبِرَ صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا›.‏ —‏ ٢ بط ٣:‏٩،‏ ١٥‏.‏

      ١٦ لِمَاذَا ٱسْتِعْدَادُ يَهْوَه لِلْغُفْرَانِ مَصْدَرُ فَرَحٍ كَبِيرٍ؟‏

      ١٦ اَلِٱسْتِعْدَادُ لِلْغُفْرَانِ.‏ نَحْنُ كُلُّنَا خُطَاةٌ وَنَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً.‏ (‏يع ٣:‏٢؛‏ ١ يو ١:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَكَمْ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لِأَنَّ يَهْوَه مُسْتَعِدٌّ أَنْ «يُكْثِرَ ٱلْغُفْرَانَ»!‏ (‏اش ٥٥:‏٧‏)‏ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ:‏ لَوْ لَمْ نَكُنْ خُطَاةً لَمَا شَعَرْنَا بِٱلْفَرَحِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي يَتَأَتَّى عَنْ غُفْرَانِ ٱللّٰهِ لِخَطَايَانَا.‏ (‏مز ٥١:‏٥،‏ ٩،‏ ١٧‏)‏ وَلَمْسُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلرَّائِعَةِ لَدَى يَهْوَه يُقَوِّي مَحَبَّتَنَا لَهُ وَيُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْغَيْرِ.‏ ‏—‏ اِقْرَأْ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏

      لِمَاذَا ٱلْعَالَمُ مَرِيضٌ

      ١٧،‏ ١٨ لِمَاذَا حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ فَاشِلٌ؟‏

      ١٧ إِنَّ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْعَالَمِيَّ بِأَسْرِهِ،‏ وَٱلَّذِي كَانَ وَلِيدَ طَرِيقَتِهِ فِي ٱلْحُكْمِ،‏ أَخْفَقَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ.‏ ذَكَرَتْ صَحِيفَةُ ذي يوروپيان (‏بالانكليزية)‏ سَنَةَ ١٩٩١:‏ «هَلِ ٱلْعَالَمُ مَرِيضٌ؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ،‏ إِنَّمَا سَبَبُ عِلَّتِهِ ٱلنَّاسُ وَلَيْسَ ٱللّٰهَ».‏ وَمَا أَصَحَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!‏ فَإِذِ ٱنْصَاعَ وَالِدَانَا ٱلْأَوَّلَانِ لِلشَّيْطَانِ،‏ فَضَّلَا ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ عَلَى حُكْمِ يَهْوَه.‏ وَهكَذَا بَدَأَتْ طَرِيقَةُ حُكْمٍ لَا يَنْتَظِرُهَا سِوَى ٱلْفَشَلِ.‏ حَقًّا،‏ ٱلْعَذَابُ وَٱلشَّقَاءُ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ دَلَالَةٌ عَلَى ٱبْتِلَاءِ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ بِمَرَضٍ مُرِيعٍ.‏

      ١٨ إِنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ يَقُومُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ بَيْدَ أَنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ لَا يُمْكِنُهَا أَبَدًا أَنْ تَغْلِبَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي هِيَ أَسَاسُ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ.‏ كَمَا أَنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ لَمْ يَمْنَحْ رَعَايَاهُ ٱلِٱسْتِقْرَارَ وَٱلسَّعَادَةَ وَٱلْأَمْنَ.‏ أَمَّا طَرِيقَةُ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ فَلَا غُبَارَ عَلَيْهَا!‏ وَهَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَصْرِيٍّ عَلَى ذلِكَ؟‏ أَجَلْ،‏ وَهذَا مَا سَنَرَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

  • تبرئة حكم يهوه
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • تَبْرِئَةُ حُكْمِ يَهْوَه

      ‏«اَلْعَلِيُّ هُوَ ٱلْحَاكِمُ فِي مَمْلَكَةِ ٱلنَّاسِ».‏ —‏ دا ٤:‏١٧‏.‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا ٱلْحُكْمُ ٱلْبَشَرِيُّ فَاشِلٌ؟‏

      لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ مُنِيَ بِٱلْفَشَلِ!‏ وَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هُوَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱللَّازِمَةِ لِيَحْكُمُوا بِنَجَاحٍ.‏ وَقَدْ أَصْبَحَ فَشَلُ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ جَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِأَنَّ حُكَّامًا كَثِيرِينَ هُمْ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ،‏ مَغْرُورُونَ،‏ مُتَكَبِّرُونَ،‏ غَيْرُ أَوْلِيَاءَ،‏ غَيْرُ مُسْتَعِدِّينَ لِقُبُولِ أَيِّ ٱتِّفَاقٍ،‏ مُفْتَرُونَ،‏ بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ،‏ شَرِسُونَ،‏ غَيْرُ مُحِبِّينَ لِلصَّلَاحِ،‏ خَائِنُونَ،‏ مُنْتَفِخُونَ بِٱلْكِبْرِيَاءِ›.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏٢-‏٤‏.‏

      ٢ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ،‏ رَفَضَ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ حُكْمَ ٱللّٰهِ ظَنًّا مِنْهُمَا أَنَّ ذلِكَ يَجْعَلُهُمَا مُسْتَقِلَّيْنِ.‏ إِلَّا أَنَّهُمَا فِي ٱلْوَاقِعِ كَانَا يَضَعَانِ أَنْفُسَهُمَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَسُوءُ إِدَارَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّتِي بَدَأَتْ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ —‏ بِتَوْجِيهِ ٱلشَّيْطَانِ «حَاكِمِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ» —‏ هُوَ مَا أَوْصَلَنَا ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْحَضِيضِ.‏ (‏يو ١٢:‏٣١‏)‏ وَفِي ٱلتَّعْلِيقِ عَلَى حَالَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُزْرِيَةِ،‏ يَذْكُرُ تَارِيخُ اوكسفورد لِلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ (‏بالانكليزية)‏ أَنَّهُ مِنَ ٱلْعَبَثِ «ٱلتَّطَلُّعُ إِلَى عَالَمٍ كَامِلٍ».‏ وَيُتَابِعُ مُوضِحًا:‏ «اَلْقَضِيَّةُ لَيْسَتْ أَنَّ [عَالَمًا كَهذَا] غَيْرُ مَوْجُودٍ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَنَّ ٱلسَّعْيَ إِلَى إِنْشَائِهِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْكَارِثَةِ،‏ ٱلْكُلِّيَّانِيَّةِ،‏ وَأَشْنَعِ ٱلْحُرُوبِ».‏ فَيَا لَهُ مِنِ ٱعْتِرَافٍ صَرِيحٍ بِفَشَلِ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ!‏

      ٣ صِفُوا حُكْمَ ٱللّٰهِ لَوْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُخْطِئَا.‏

      ٣ مَا أَفْدَحَ ٱلْغَلْطَةَ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ بِرَفْضِهِمَا ٱلْحُكْمَ ٱلنَّاجِحَ ٱلْوَحِيدَ،‏ حُكْمَ ٱللّٰهِ!‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ أَيَّ نَهْجٍ كَانَ سَيَتْبَعُهُ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَوْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ حَافَظَا عَلَى أَمَانَتِهِمَا لَهُ.‏ لكِنَّنَا مُتَيَقِّنُونَ أَنَّهُ لَوْ أَذْعَنَ ٱلْبَشَرُ لِلّٰهِ لَعَاشُوا فِي ظِلِّ حُكْمٍ يَتَّسِمُ بِٱلْمَحَبَّةِ وَعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ.‏ (‏اع ١٠:‏٣٤؛‏ ١ يو ٤:‏٨‏)‏ وَنَظَرًا إِلَى حِكْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُنْقَطِعَةِ ٱلنَّظِيرِ،‏ نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَيْضًا أَنَّهُمْ كَانُوا سَيَتَجَنَّبُونَ كُلَّ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا مُؤَيِّدُو ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ وَكَانَتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ،‏ أَيْ حُكْمُ ٱللّٰهِ،‏ سَتَنْجَحُ فِي ‹إِشْبَاعِ رَغْبَةِ كُلِّ حَيٍّ›.‏ (‏مز ١٤٥:‏١٦‏)‏ فَبِٱلْمُخْتَصَرِ ٱلْمُفِيدِ،‏ لَمْ تَكُنْ لِتَشُوبَ حُكْمَ ٱللّٰهِ أَيَّةُ شَائِبَةٍ!‏ (‏تث ٣٢:‏٤‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ رَفْضُ ٱلْإِنْسَانِ لِلْحُكْمِ ٱلْإِلهِيِّ!‏

      ٤ مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

      ٤ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه سَمَحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْجَدِيرَ بِٱلذِّكْرِ أَنَّهُ لَمْ يَتَنَازَلْ قَطُّ عَنْ حَقِّهِ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ.‏ حَتَّى ٱلْمَلِكُ ٱلْبَابِلِيُّ ٱلْجَبَّارُ ٱعْتَرَفَ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ «أَنَّ ٱلْعَلِيَّ هُوَ ٱلْحَاكِمُ فِي مَمْلَكَةِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏دا ٤:‏١٧‏)‏ فَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ،‏ سَيُنَفِّذُ ٱللَّهُ مَشِيئَتَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ فَقَدْ سَمَحَ وَقْتِيًّا لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَكُونَ «إِلٰهَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا»،‏ وَذلِكَ كَيْ يَبُتَّ بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلَّتِي نَشَأَتْ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٤؛‏ ١ يو ٥:‏١٩‏)‏ لكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَتَمَكَّنْ قَطُّ مِنْ تَعَدِّي ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱللّٰهُ لَهُ.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏٦‏؛‏ قارن ايوب ١:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٢:‏٣-‏٦‏.‏)‏ وَلَطَالَمَا كَانَ هُنَالِكَ بَعْضُ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ ٱخْتَارُوا ٱلْإِذْعَانَ لِلّٰهِ،‏ رَغْمَ أَنَّهُمْ عَاشُوا فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ عَدُوُّهُ ٱلْأَلَدُّ.‏

      حُكْمُ ٱللّٰهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ

      ٥ أَيُّ أَمْرٍ تَعَهَّدَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَ ٱللّٰهِ؟‏

      ٥ مِنْ وَقْتِ هَابِيلَ حَتَّى زَمَنِ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ،‏ عَبَدَ يَهْوَه عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ وَأَطَاعُوا وَصَايَاهُ.‏ (‏عب ١١:‏٤-‏٢٢‏)‏ وَفِي أَيَّامِ مُوسَى،‏ دَخَلَ يَهْوَه فِي عَهْدٍ مَعَ نَسْلِ يَعْقُوبَ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ.‏ فَفِي سَنَةِ ١٥١٣ ق‌م،‏ تَعَهَّدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِقُبُولِ يَهْوَه ٱللّٰهِ حَاكِمًا لَهُمْ وَلِذُرِّيَّتِهِمْ قَائِلِينَ:‏ «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ».‏ —‏ خر ١٩:‏٨‏.‏

      ٦،‏ ٧ بِمَ تَمَيَّزَ حُكْمُ ٱللّٰهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟‏

      ٦ كَانَ لَدَى يَهْوَه قَصْدٌ مِنِ ٱخْتِيَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ شَعْبًا لَهُ.‏ (‏اِقْرَأْ تثنية ٧:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ فَلَمْ يَكُنْ هَدَفُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ ٱلْحِفَاظَ عَلَى خَيْرِهِمْ،‏ بَلْ تَمْجِيدَ ٱسْمِهِ وَتَرْفِيعَ سُلْطَانِهِ.‏ فَقَدْ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَشْهَدُونَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ.‏ (‏اش ٤٣:‏١٠؛‏ ٤٤:‏٦-‏٨‏)‏ لِذلِكَ قَالَ لَهُمْ بِفَمِ مُوسَى:‏ «إِنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِيَهْوَهَ إِلٰهِكَ،‏ وَقَدِ ٱخْتَارَكَ يَهْوَهُ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا،‏ مِلْكًا خَاصًّا،‏ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ تث ١٤:‏٢‏.‏

      ٧ وَفِي حِينِ أَخَذَ ٱللّٰهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ نَاقِصُونَ،‏ كَانَتْ شَرَائِعُهُ كَامِلَةً وَعَكَسَتْ صِفَاتِهِ.‏ فَٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه بِوَاسِطَةِ مُوسَى شَدَّدَتْ عَلَى قَدَاسَتِهِ،‏ مَحَبَّتِهِ لِلْعَدْلِ،‏ ٱسْتِعْدَادِهِ لِلْغُفْرَانِ،‏ وَصَبْرِهِ.‏ وَلَاحِقًا فِي زَمَنِ يَشُوعَ،‏ أَطَاعَتِ ٱلْأُمَّةُ وَصَايَا يَهْوَه فَنَعِمَتْ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ (‏يش ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٣١‏)‏ وَقَدْ بَرْهَنَتْ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ مِنْ تَارِيخِ إِسْرَائِيلَ نَجَاحَ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ.‏

      اَلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَدْفَعُونَ ثَمَنَ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ

      ٨،‏ ٩ مَاذَا طَلَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ؟‏

      ٨ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى،‏ أَبَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْإِذْعَانَ لِحُكْمِ ٱللّٰهِ فَخَسِرُوا حِمَايَتَهُ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ فِي ٱلنِّهَايَةِ طَلَبُوا مِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ.‏ فَقَالَ يَهْوَه لِصَمُوئِيلَ أَنْ يُلَبِّيَ طَلَبَهُمْ هذَا،‏ لكِنَّهُ أَضَافَ:‏ «إِنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ،‏ بَلْ رَفَضُونِي أَنَا مَلِكًا عَلَيْهِمْ».‏ (‏١ صم ٨:‏٧‏)‏ وَمَعَ أَنَّهُ سَمَحَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِحِيَازَةِ مَلِكٍ مَنْظُورٍ،‏ قَالَ لَهُمْ إِنَّهُمْ سَيَدْفَعُونَ ٱلثَّمَنَ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ صموئيل ٨:‏٩-‏١٨‏.‏

      ٩ وَقَدْ أَثْبَتَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ هذَا ٱلتَّحْذِيرِ.‏ فَأُمَّةُ إِسْرَائِيلَ وَقَعَتْ فِي مَشَاكِلَ خَطِيرَةٍ بِسَبَبِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْبَشَرِ،‏ وَخُصُوصًا غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْهُمْ.‏ وَنَظَرًا إِلَى مَا حَدَثَ لِهذِهِ ٱلْأُمَّةِ،‏ لَا نَسْتَغْرِبُ لِمَاذَا فَشِلَتْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلْبَعِيدَةُ عَنْ يَهْوَه فِي إِيجَادِ حَلٍّ دَائِمٍ لِمَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَمَعَ أَنَّ بَعْضَ رِجَالَاتِ ٱلسِّيَاسَةِ يَطْلُبُونَ بَرَكَةَ ٱللّٰهِ عَلَى جُهُودِهِمْ لِإِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ،‏ فَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ يُبَارِكَ ٱللّٰهُ ٱلَّذِينَ لَا يُذْعِنُونَ لِحُكْمِهِ؟‏!‏ —‏ مز ٢:‏١٠-‏١٢‏.‏

      أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ تَحْتَ حُكْمِ ٱللّٰهِ

      ١٠ لِمَاذَا لَمْ تَعُدْ إِسْرَائِيلُ أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارَةَ وَٱسْتُبْدِلَتْ بِأُخْرَى؟‏

      ١٠ لَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ لَمْ تَشَأْ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ.‏ حَتَّى إِنَّهَا رَفَضَتْ أَخِيرًا ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ،‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ رَفَضَهُمْ وَقَرَّرَ أَنْ يَسْتَبْدِلَهُمْ بِفَرِيقٍ مِنَ ٱلنَّاسِ كَانُوا سَيُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً.‏ وَهكَذَا،‏ شَهِدَتْ سَنَةُ ٣٣ ب‌م وِلَادَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَهذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ،‏ ٱلَّتِي دَعَاهَا بُولُسُ «إِسْرَائِيلَ ٱللّٰهِ»،‏ كَانَتْ أُمَّةً جَدِيدَةً خَاضِعَةً لِسُلْطَةِ يَهْوَه.‏ —‏ غل ٦:‏١٦‏.‏

      ١١،‏ ١٢ أَيُّ تَشَابُهٍ يَتَعَلَّقُ بِٱلْإِشْرَافِ هُنَالِكَ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ وَ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»؟‏

      ١١ هُنَالِكَ بَيْنَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ وَ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» ٱلْجَدِيدَةِ ٱخْتِلَافَاتٌ وَتَشَابُهَاتٌ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ فَبِخِلَافِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ لَيْسَ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مَلِكٌ بَشَرِيُّ وَلَا حَاجَةَ لَهَا إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُطَاةِ.‏ أَمَّا أَحَدُ ٱلتَّشَابُهَاتِ بَيْنَ ٱلْأُمَّتَيْنِ فَهُوَ تَرْتِيبُ ٱلشُّيُوخِ.‏ (‏خر ١٩:‏٣-‏٨‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لَا يَحْكُمُونَ عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ،‏ بَلْ يَرْعَوْنَ ٱلْجَمَاعَةَ وَيَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بِٱجْتِهَادٍ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يُعَامِلُونَ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بِمَحَبَّةٍ،‏ مُعْطِينَ ٱلْجَمِيعَ كَرَامَةً وَوَقَارًا.‏ —‏ ٢ كو ١:‏٢٤؛‏ ١ بط ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ١٢ وَإِذْ يَتَأَمَّلُ أَعْضَاءُ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» وَعُشَرَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›،‏ وَخُصُوصًا ٱلشُّيُوخَ،‏ فِي تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَعْمُقُ تَقْدِيرُهُمْ لِيَهْوَه وَلِطَرِيقَةِ حُكْمِهِ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُظْهِرُ ٱلتَّارِيخُ أَنَّ حُكَّامَ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَشَرَ أَثَّرُوا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ فِي رَعَايَاهُمْ،‏ إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا.‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ يَطْبَعُ فِي ذِهْنِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَهَمِّيَّةَ رَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا حُكَّامًا كَمَا كَانَ ٱلْمُلُوكُ قَدِيمًا.‏ —‏ عب ١٣:‏٧‏.‏

      كَيْفَ يَحْكُمُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ

      ١٣ أَيُّ حَدَثٍ بَارِزٍ حَصَلَ سَنَةَ ١٩١٤؟‏

      ١٣ اَلْيَوْمَ،‏ يُنَادِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ عَلَى وَشْكِ ٱلزَّوَالِ.‏ فَفِي سَنَةِ ١٩١٤،‏ أَسَّسَ يَهْوَه مَلَكُوتَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ بِرِئَاسَةِ مَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ وَمَنَحَهُ ٱلسُّلْطَةَ لِيَخْرُجَ «غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ».‏ (‏رؤ ٦:‏٢‏)‏ فَقَدْ قَالَ لِلْمَلِكِ ٱلْمُتَوَّجِ حَدِيثًا:‏ «تَسَلَّطْ فِي وَسْطِ أَعْدَائِكَ».‏ (‏مز ١١٠:‏٢‏)‏ لكِنَّ ٱلْمُؤْسِفَ أَنَّ ٱلْأُمَمَ تَرْفُضُ ٱلْإِذْعَانَ لِحُكْمِ يَهْوَه وَتَتَصَرَّفُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ «لَيْسَ مَوْجُودًا».‏ —‏ مز ١٤:‏١‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كَيْفَ يَحْكُمُ عَلَيْنَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ،‏ وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا نَظَرًا إِلَى ذلِكَ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى سُمُوِّ حُكْمِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٤ لَا تَزَالُ هُنَالِكَ قِلَّةٌ مِنْ أَعْضَاءِ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَيَسْتَمِرُّ هؤُلَاءِ بِوَصْفِهِمْ إِخْوَةَ يَسُوعَ فِي ٱلْعَمَلِ ‹كَسُفَرَاءَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ›.‏ (‏٢ كو ٥:‏٢٠‏)‏ وَقَدْ أُقِيمُوا عَبْدًا أَمِينًا فَطِينًا لِيَمْنَحُوا ٱلْعِنَايَةَ وَيُوَزِّعُوا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَكَذلِكَ عَلَى ٱلْحَشْدِ ٱلْمُتَزَايِدِ مِنْ مَلَايِينِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ رؤ ٧:‏٩-‏١٥‏)‏ وَٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ عَلَامَةٌ وَاضِحَةٌ أَنَّ يَهْوَه يُبَارِكُ هذَا ٱلتَّرْتِيبَ.‏

      ١٥ لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا إِفْرَادِيًّا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ أَعِي جَيِّدًا مَا هِيَ مَسْؤُولِيَّاتِي فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ هَلْ أَدْعَمُ طَرِيقَةَ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ دَعْمًا كَامِلًا؟‏ هَلْ أَنَا فَخُورٌ بِكَوْنِي مِنْ رَعَايَا مَلَكُوتِ يَهْوَه ٱلَّذِي يَحْكُمُ ٱلْآنَ؟‏ وَهَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي بَذْلِ قُصَارَى جُهْدِي لِإِخْبَارِ ٱلنَّاسِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏›.‏ عَلَى صَعِيدٍ جَمَاعِيٍّ،‏ نَحْنُ نُذْعِنُ بِإِرَادَتِنَا لِتَوْجِيهِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ وَنَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهكَذَا،‏ نُظْهِرُ ٱعْتِرَافَنَا بِحُكْمِ ٱللّٰهِ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏‏)‏ وَهذَا ٱلْإِذْعَانُ ٱلطَّوْعِيُّ يُؤَدِّي إِلَى وَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ لَا مَثِيلَ لَهَا فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلِٱنْقِسَامَاتِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُنْتِجُ سَلَامًا وَبِرًّا وَيَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَه،‏ مَا يُثْبِتُ سُمُوَّ حُكْمِهِ.‏

      حُكْمُ يَهْوَه ٱلظَّافِرُ

      ١٦ أَيُّ خِيَارٍ مَوْضُوعٌ أَمَامَ كُلِّ شَخْصٍ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٦ لَقَدْ أَصْبَحَ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ فِي عَدْنٍ وَشِيكًا عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ لِذلِكَ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِيَتَّخِذَ كُلُّ إِنْسَانٍ قَرَارَهُ وَيَخْتَارَ إِمَّا حُكْمَ يَهْوَه أَوْ حُكْمَ ٱلْبَشَرِ.‏ وَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْحُلَمَاءَ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ!‏ فَفِي هَرْمَجِدُّونَ ٱلَّتِي أَمْسَتْ قَرِيبَةً،‏ سَيَحِلُّ حُكْمُ يَهْوَه بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ مَحَلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلَّتِي يَسُوسُهَا ٱلشَّيْطَانُ.‏ (‏دا ٢:‏٤٤؛‏ رؤ ١٦:‏١٦‏)‏ فَحُكْمُ ٱلْبَشَرِ سَيُوَلِّي،‏ وَسَيَسُودُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا.‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ سَيُبَرَّأُ حُكْمُ يَهْوَه بِٱلْمَعْنَى ٱلْأَكْمَلِ.‏ —‏ اِقْرَأْ رؤيا ٢١:‏٣-‏٥‏.‏

      ١٧ أَيَّةُ حَقَائِقَ تَدْفَعُ ٱلْحُلَمَاءَ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْحُكْمِ؟‏

      ١٧ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَّخِذُوا بَعْدُ مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْبَشَرُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱللّٰهِ.‏ فَحُكْمُ ٱلْإِنْسَانِ فَشِلَ فِي إِنْهَاءِ مُشْكِلَةِ ٱلْجَرَائِمِ وَٱلْإِرْهَابِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ سَيُبِيدُ حُكْمُ ٱللّٰهِ كُلَّ ٱلْأَشْرَارِ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مز ٣٧:‏١،‏ ٢،‏ ٩‏)‏ وَفِي حِينِ سَبَّبَ حُكْمُ ٱلْإِنْسَانِ حُرُوبًا مُسْتَدِيمَةً،‏ ‹سَيُسَكِّنُ [حُكْمُ ٱللّٰهِ] ٱلْحُرُوبَ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ›.‏ (‏مز ٤٦:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ سَيَرُدُّ أَيْضًا ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي كَانَ سَائِدًا بَيْنَ ٱلْبَشَرِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ!‏ (‏اش ١١:‏٦-‏٩‏)‏ وَلَطَالَمَا كَانَ ٱلْفَقْرُ وَٱلْجُوعُ مِنْ سِمَاتِ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ أَمَّا حُكْمُ ٱللّٰهِ فَسَيُزِيلُهُمَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏اش ٦٥:‏٢١‏)‏ وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ عَجْزِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ ٱلْحَسَنِي ٱلنِّيَّةِ عَنْ مَحْوِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ،‏ سَيُعِيدُ حُكْمُ ٱللّٰهِ ٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْمَرْضَى إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِمْ.‏ (‏اي ٣٣:‏٢٥؛‏ اش ٣٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ —‏ لو ٢٣:‏٤٣؛‏ اع ٢٤:‏١٥‏.‏

      ١٨ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّ حُكْمَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ؟‏

      ١٨ نَعَمْ،‏ سَيُبْطِلُ ٱلْحُكْمُ ٱلْإِلهِيُّ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي أَحْدَثَهُ ٱلشَّيْطَانُ حِينَ حَمَلَ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ عَلَى ٱلِٱبْتِعَادِ عَنْ خَالِقِهِمَا.‏ وَٱللَّافِتُ أَنَّ ٱللّٰهَ،‏ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ،‏ سَيُزِيلُ فِي مُجَرَّدِ ٠٠٠‏,١ سَنَةٍ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ فِي غُضُونِ نَحْوِ ٠٠٠‏,٦ سَنَةٍ!‏ فَيَا لَهُ مِنْ دَلِيلٍ دَامِغٍ عَلَى تَفَوُّقِ حُكْمِ ٱللّٰهِ!‏ وَبِمَا أَنَّنَا شُهُودٌ لِيَهْوَه،‏ فَنَحْنُ نَقْبَلُ بِهِ حَاكِمًا.‏ فَلْنُظْهِرْ إِذًا فِي كُلِّ يَوْمٍ،‏ بَلْ فِي كُلِّ سَاعَةٍ،‏ مِنْ حَيَاتِنَا أَنَّنَا عُبَّادٌ لَهُ،‏ رَعَايَا لِمَلَكُوتِهِ،‏ وَفَخُورُونَ بِأَنْ نَكُونَ شُهُودًا لَهُ.‏ وَلْنَغْتَنِمْ أَيَّةَ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٍ لِإِخْبَارِ كُلِّ مَنْ لَدَيْهِ أُذُنٌ صَاغِيَةٌ أَنَّ حُكْمَ يَهْوَه هُوَ ٱلْأَفْضَلُ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة