مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لا تُفسِح لإبليس مكانا
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • لَا تُفسِحْ لإِبْلِيسَ مَكَانًا

      ‏«لَا تُتِيحُوا فُرْصَةً لإِبْلِيسَ!‏».‏ —‏ افسس ٤:‏٢٧‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      ١ لِمَاذَا يَشُكُّ كَثِيرُونَ فِي وُجُودِ إِبْلِيسَ؟‏

      طَوَالَ قُرُونٍ،‏ ٱعْتَقَدَ كَثِيرُونَ أَنَّ إِبْلِيسَ مَخْلُوقٌ لَهُ قَرْنَانِ وَقَدَمَانِ مَشْقُوقَتَا الظِّلْفِ يَتَّشِحُ بِرِدَاءٍ أَحْمَرَ وَيَحْمِلُ مِذْرَاةً لِرَمْيِ الأَشْرَارِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ لَا يُعَلِّمُ هكَذَا أَلْبَتَّةَ،‏ دَفَعَتْ هذِهِ المَفَاهِيمُ الخَاطِئَةُ مَلَايِينَ الأَشْخَاصِ إِلَى الشَّكِّ فِي وُجُودِ إِبْلِيسَ أَوِ ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ هذَا التَّعْبِيرَ يَنْطَبِقُ فَقَطْ عَلَى فِكْرَةِ الشَّرِّ.‏

      ٢ مَا هِيَ بَعْضُ الحَقَائِقِ المَوْجُودَةِ فِي الأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ عَنْ إِبْلِيسَ؟‏

      ٢ إِلَّا أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ يُزَوِّدُ شَهَادَةً وَاضِحَةً وَدَلِيلًا مِنْ شَاهِدِ عِيَانٍ أَنَّ إِبْلِيسَ مَوْجُودٌ.‏ فَيَسُوعُ المَسِيحُ رَآهُ فِي الحَيِّزِ الرُّوحِيِّ السَّمَاوِيِّ وَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ.‏ (‏ايوب ١:‏٦؛‏ متى ٤:‏٤-‏١١‏)‏ وَمَعَ أَنَّ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ لَا تَكْشِفُ ٱلِٱسْمَ الأَصْلِيَّ لِهذَا المَخْلُوقِ الرُّوحَانِيِّ،‏ فَهِيَ تَدْعُوهُ إِبْلِيسَ (‏أَيِ «المُفْتَرِيَ»)‏ لأَنَّهُ يَفْتَرِي عَلَى اللّٰهِ،‏ وَالشَّيْطَانَ (‏أَيِ «المُقَاوِمَ»)‏ لأَنَّهُ يُقَاوِمُ يَهْوَه.‏ وَيُشَارُ أَيْضًا إِلَى الشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ بِأَنَّهُ «الحَيَّةُ الأُولَى»،‏ عَلَى الأَرْجَحِ لأَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَ حَيَّةً لِيَخْدَعَ حَوَّاءَ.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏١٤‏)‏ كَمَا يُعْرَفُ بِأَنَّهُ «الشِّرِّيرُ».‏ —‏ متى ٦:‏١٣‏.‏a

      ٣ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُنَاقِشُهُ؟‏

      ٣ كَخُدَّامٍ لِيَهْوَه،‏ نَحْنُ لَا نَرْغَبُ أَبَدًا فِي التَّشَبُّهِ بِالشَّيْطَانِ،‏ العَدُوِّ الرَّئِيسِيِّ لِلْإِلهِ الحَقِّ الوَحِيدِ.‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَشُورَةِ الرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «لَا تُتِيحُوا فُرْصَةً لإِبْلِيسَ!‏».‏ (‏افسس ٤:‏٢٧‏،‏ تف‏)‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ صِفَاتِ الشَّيْطَانِ التِي لَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ بِهَا؟‏

      لَا تَتَمَثَّلْ بِالمُفْتَرِي الأَكْبَرِ

      ٤ كَيْفَ ٱفْتَرَى «الشِّرِّيرُ» عَلَى اللّٰهِ؟‏

      ٤ مِنَ المُلَائِمِ أَنْ يُدْعَى «الشِّرِّيرُ» إِبْلِيسَ لأَنَّهُ مُفْتَرٍ،‏ إِذْ إِنَّ الِافْتِرَاءَ هُوَ اتِّهَامٌ كَاذِبٌ يَنَالُ مِنْ كَرَامَةِ الآخَرِينَ وَشَرَفِهِمْ وَيُشَوِّهُ سُمْعَتَهُمْ.‏ فَفِي فَجْرِ التَّارِيخِ،‏ أَوْصَى اللّٰهُ آدَمَ:‏ «أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا،‏ لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا».‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ وَقَدْ أُعْلِمَتْ حَوَّاءُ بِهذِهِ الوَصِيَّةِ.‏ لكِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لَهَا بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ:‏ «لَنْ تَمُوتَا.‏ فَاللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ [ثَمَرِ الشَّجَرَةِ] تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَاللّٰهِ،‏ عَارِفَيْنِ الخَيْرَ وَالشَّرَّ».‏ (‏تكوين ٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَكَانَتْ هذِهِ الكَلِمَاتُ بِمَثَابَةِ ٱفْتِرَاءٍ مَاكِرٍ عَلَى يَهْوَه اللّٰهِ.‏

      ٥ لِمَاذَا كَانَ عَلَى دِيُوتْرِيفِسَ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ ٱفْتِرَائِهِ؟‏

      ٥ لَاحِقًا،‏ أَوْصَى اللّٰهُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «لَا تَجُلْ بَيْنَ شَعْبِكَ لِلِٱفْتِرَاءِ».‏ (‏لاويين ١٩:‏١٦‏)‏ وَقَالَ الرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنْ شَخْصٍ مُفْتَرٍ فِي أَيَّامِهِ:‏ «كَتَبْتُ إِلَى الجَمَاعَةِ،‏ وَلكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ الذَي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ لَا يَقْبَلُ أَيَّ شَيْءٍ مِنَّا بِٱحْتِرَامٍ.‏ لِذلِكَ،‏ إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُ بِأَعْمَالِهِ التِي يَفْعَلُهَا،‏ هَاذِرًا عَلَيْنَا بِكَلِمَاتٍ شِرِّيرَةٍ».‏ (‏٣ يوحنا ٩،‏ ١٠‏)‏ لَقَدِ ٱفْتَرَى دِيُوتْرِيفِسُ عَلَى يُوحَنَّا وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ أَفْعَالِهِ.‏ فَأَيُّ مَسِيحِيٍّ وَلِيٍّ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ كَدِيُوتْرِيفِسَ وَيَقْتَدِيَ بِالشَّيْطَانِ،‏ المُفْتَرِي الأَكْبَرِ؟‏!‏

      ٦،‏ ٧ لِمَاذَا نُرِيدُ أَنْ نَتَجَنَّبَ الِافْتِرَاءَ عَلَى الآخَرِينَ؟‏

      ٦ عَلَى مَرِّ التَّارِيخِ،‏ كَثِيرًا مَا أُمْطِرَ خُدَّامُ يَهْوَه بِوَابِلٍ مِنَ ٱلِٱفْتِرَاءَاتِ وَالِاتِّهَامَاتِ البَاطِلَةِ.‏ مَثَلًا،‏ يَقُولُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ إِنَّ «كِبَارَ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ .‏ .‏ .‏ وَقَفُوا يَتَّهِمُونَ [يَسُوعَ] بِٱحْتِدَادٍ».‏ (‏لوقا ٢٣:‏١٠‏)‏ وَوَجَّهَ رَئِيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا وَآخَرُونَ ٱتِّهَامَاتٍ كَاذِبَةً إِلَى بُولُسَ.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١-‏٨‏)‏ كَمَا أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ يَقُولُ عَنِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا،‏ الذِي يَتَّهِمُهُمْ نَهَارًا وَلَيْلًا أَمَامَ إِلهِنَا».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ وَهؤُلَاءِ الإِخْوَةُ المُتَّهَمُونَ زُورًا هُمُ المَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ الذِينَ لَا يَزَالُونَ عَلَى الأَرْضِ فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ.‏

      ٧ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ مَا مِنْ مَسِيحِيٍّ يَرْغَبُ فِي الِافْتِرَاءِ عَلَى أَحَدٍ أَوِ ٱتِّهَامِهِ زُورًا.‏ لكِنَّنَا قَدْ نَفْعَلُ ذلِكَ إِذَا شَهِدْنَا ضِدَّ شَخْصٍ مَا دُونَ أَنْ نَكُونَ عَلَى عِلْمٍ بِكُلِّ الوَقَائِعِ.‏ فِي ظِلِّ الشَّرِيعَةِ المُوسَوِيَّةِ،‏ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُقْتَلَ الشَّخْصُ الذِي يَشْهَدُ عَمْدًا شَهَادَةَ زُورٍ.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٦؛‏ تثنية ١٩:‏١٥-‏١٩‏)‏ كَمَا أَنَّ أَحَدَ الأُمُورِ التِي يَكْرَهُهَا يَهْوَه هُوَ:‏ «شَاهِدُ زُورٍ يَبُثُّ الأَكَاذِيبَ».‏ (‏امثال ٦:‏١٦-‏١٩‏)‏ لِذلِكَ نَحْنُ نُرِيدُ بِالتَّأْكِيدِ أَنْ نَتَجَنَّبَ الِاقْتِدَاءَ بِالمُفْتَرِي الرَّئِيسِيِّ وَالمُتَّهِمِ الكَاذِبِ.‏

      اُرْفُضْ طُرُقَ أَوَّلِ قَاتِلٍ لِلنَّاسِ

      ٨ كَيْفَ كَانَ إِبْلِيسُ «قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ البِدَايَةِ»؟‏

      ٨ إِبْلِيسُ هُوَ قَاتِلٌ لِلنَّاسِ.‏ قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ:‏ «ذَاكَ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ البِدَايَةِ».‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ فَالشَّيْطَانُ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مُنْذُ جَعْلِ آدَمَ وَحَوَّاءَ يَبْتَعِدَانِ عَنِ اللّٰهِ.‏ فَقَدْ جَلَبَ المَوْتَ لِلزَّوْجَيْنِ البَشَرِيَّيْنِ الأَوَّلَيْنِ وَلِذُرِّيَّتِهِمَا.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ وَمِنَ الجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنَّ أَمْرًا كَهذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعْزَى إِلَى فِكْرَةِ الشَّرِّ بَلْ إِلَى شَخْصِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ.‏

      ٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَصِيرَ مُذْنِبِينَ بِالقَتْلِ،‏ كَمَا تُظْهِرُ ١ يوحنا ٣:‏١٥‏؟‏

      ٩ تَقُولُ إِحْدَى الوَصَايَا العَشْرِ المُعْطَاةِ لإِسْرَائِيلَ:‏ «لَا تَقْتُلْ».‏ (‏تثنية ٥:‏١٧‏)‏ كَمَا كَتَبَ الرَّسُولُ بُطْرُسُ مُخَاطِبًا المَسِيحِيِّينَ:‏ «لَا يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٥‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّنَا نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَه لَا نَقْتُلُ الآخَرِينَ.‏ وَلكِنْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ مُذْنِبِينَ بِالقَتْلِ أَمَامَ اللّٰهِ إِذَا أَبْغَضْنَا أَحَدَ الرُّفَقَاءِ المَسِيحِيِّينَ وَتَمَنَّيْنَا مَوْتَهُ.‏ يَقُولُ الرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ إِنْسَانٍ،‏ وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا مِنْ قَاتِلِ إِنْسَانٍ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بَاقِيَةٌ فِيهِ».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٥‏)‏ وَسَبَقَ اللّٰهُ فَأَوْصَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «لَا تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ».‏ (‏لاويين ١٩:‏١٧‏)‏ فَلْنُسَارِعْ إِلَى حَلِّ أَيَّةِ مُشْكِلَةٍ تَنْشَأُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَحَدِ الرُّفَقَاءِ المُؤْمِنِينَ لِئَلَّا نَدَعَ قَاتِلَ النَّاسِ،‏ الشَّيْطَانَ،‏ يُعَكِّرُ وَحْدَتَنَا المَسِيحِيَّةَ.‏ —‏ لوقا ١٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

      اُثْبُتْ فِي وَجْهِ أَكْبَرِ كَذَّابٍ

      ١٠،‏ ١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِكَيْ نَقِفَ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ أَكْبَرِ كَذَّابٍ،‏ الشَّيْطَانِ؟‏

      ١٠ إِنَّ إِبْلِيسَ هُوَ كَذَّابٌ.‏ قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ:‏ «مَتَى تَكَلَّمَ بِالكَذِبِ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ وَفْقًا لِمُيُولِهِ،‏ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الكَذِبِ».‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ فَقَدْ كَذَبَ الشَّيْطَانُ عَلَى حَوَّاءَ،‏ فِي حِينِ أَنَّ يَسُوعَ أَتَى إِلَى العَالَمِ لِيَشْهَدَ لِلْحَقِّ.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَثْبُتَ فِي وَجْهِ إِبْلِيسَ كَأَتْبَاعٍ لِلْمَسِيح،‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَلْجَأَ إِلَى الأَكَاذِيبِ وَالخِدَاعِ بَلْ أَنْ ‹نَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ›.‏ (‏زكريا ٨:‏١٦؛‏ افسس ٤:‏٢٥‏)‏ وَ «يَهْوَه إِلهُ الحَقِّ» لَا يُبَارِكُ إِلَّا شُهُودَهُ الصَّادِقِينَ.‏ أَمَّا الأَشْرَارُ،‏ فَلَيْسَ لَهُمُ الحَقُّ فِي تَمْثِيلِهِ.‏ —‏ مزمور ٣١:‏٥؛‏ ٥٠:‏١٦؛‏ اشعيا ٤٣:‏١٠‏.‏

      ١١ وَإِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ تَحَرُّرَنَا مِنْ أَكَاذِيبِ الشَّيْطَانِ،‏ نَلْتَصِقُ بِالمَسِيحِيَّةِ التِي هِيَ «طَرِيقُ الحَقِّ».‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٢؛‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ فَكَامِلُ التَّعَالِيمِ المَسِيحِيَّةِ تُؤَلِّفُ «حَقَّ البِشَارَةِ».‏ (‏غلاطية ٢:‏٥،‏ ١٤‏)‏ وَخَلَاصُنَا يَعْتَمِدُ عَلَى ‹سَيْرِنَا فِي الحَقِّ›،‏ أَيِ ٱلْتِصَاقِنَا بِهِ وَالوُقُوفِ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ ‹أَبِي الكَذِبِ›.‏ —‏ ٣ يوحنا ٣،‏ ٤،‏ ٨‏.‏

      قَاوِمِ ٱلْمُرْتَدَّ الأَبْرَزَ

      ١٢،‏ ١٣ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ المُرْتَدِّينَ؟‏

      ١٢ إِنَّ المَخْلُوقَ الرُّوحَانِيَّ الذِي صَارَ لَاحِقًا إِبْلِيسَ كَانَ فِي الحَقِّ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّهُ «لَمْ يَثْبُتْ فِي الحَقِّ،‏ لأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ».‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وَالمُرْتَدُّ الأَبْرَزُ هذَا يُقَاوِمُ «إِلهَ الحَقِّ» بِلَا هَوَادَةٍ.‏ وَقَدْ وَقَعَ بَعْضُ مَسِيحِيِّي القَرْنِ الأَوَّلِ ضَحِيَّةَ «شَرَكِ إِبْلِيسَ»،‏ كَمَا يَبْدُو لِأَنَّهُمْ ضَلُّوا وَٱنْحَرَفُوا عَنِ الحَقِّ.‏ لِذلِكَ حَثَّ بُولُسُ رَفِيقَهُ العَامِلَ مَعَهُ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يُرْشِدَهُمْ بِوَدَاعَةٍ لِكَيْ يُشْفَوْا رُوحِيًّا وَيُفْلِتُوا مِنْ شَرَكِ الشَّيْطَانِ.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٣-‏٢٦‏)‏ وَلكِنْ دُونَ شَكٍّ،‏ مِنَ الأَفْضَلِ أَنْ نَلْتَصِقَ بِالحَقِّ وَأَلَّا نَدَعَ أَفْكَارَ المُرْتَدِّينَ تُوقِعُنَا فِي الشَّرَكِ.‏

      ١٣ فَالزَّوْجَانِ البَشَرِيَّانِ الأَوَّلَانِ ٱرْتَدَّا لِأَنَّهُمَا أَصْغَيَا إِلَى إِبْلِيسَ وَلَمْ يَرْفُضَا أَكَاذِيبَهُ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا كُنَّا نُحِبُّ اللّٰهَ فَلَنْ نُصْغِيَ إِلَى المُرْتَدِّينَ،‏ نَقْرَأَ مَطْبُوعَاتِهِمْ،‏ أَوْ نَتَفَحَّصَ مَوَاقِعَهُمْ عَلَى الإِنْتِرْنِتْ.‏ وَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِدُخُولِ بَيْتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ،‏ لأَنَّ ذلِكَ يَجْعَلُنَا ‹نَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِمِ الشِّرِّيرَةِ›.‏ (‏٢ يوحنا ٩-‏١١‏)‏ فَلَا نَسْتَسْلِمْ أَبَدًا لِحِيَلِ إِبْلِيسَ بِهَجْرِ «طَرِيقِ الحَقِّ» المَسِيحِيِّ بُغْيَةَ ٱتِّبَاعِ مُعَلِّمينَ كَذَبَةٍ يَسْعَوْنَ إِلَى ‹دَسِّ أَفْكَارٍ مُهْلِكَةٍ› وَيُحَاوِلُونَ ‹ٱسْتِغْلَالَنَا بِعِبَارَاتٍ مُنَمَّقَةٍ›.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏١-‏٣‏،‏ ترجمة باينتون،‏ بالانكليزية.‏

      ١٤،‏ ١٥ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي أَفَسُسَ وَلِرَفِيقِهِ العَامِلِ مَعَهُ تِيمُوثَاوُسَ؟‏

      ١٤ قَالَ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ المَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ التِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا الرُّوحُ القُدُسُ نُظَّارًا،‏ لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ اللّٰهِ التِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ.‏ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ بَعْدَ ذَهَابِي سَتَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ جَائِرَةٌ لَنْ تُعَامِلَ الرَّعِيَّةَ بِرِقَّةٍ،‏ وَمِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وَبِالفِعْلِ،‏ ظَهَرَ هؤُلَاءِ المُرْتَدُّونَ بَعْدَ فَتْرَةٍ وَٱبْتَدَأُوا «يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ».‏

      ١٥ فَفِي سَنَةِ ٦٥ ب‌م تَقْرِيبًا،‏ حَثَّ الرَّسُولُ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ ‹يَسْتَعْمِلَ كَلِمَةَ الحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ›.‏ ثُمَّ قَالَ لَهُ:‏ «أَمَّا الكَلَامُ الفَارِغُ الذِي يَنْتَهِكُ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ فَٱجْتَنِبْهُ،‏ فَإِنَّهُمْ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ كُفْرٍ،‏ وَتَنْتَشِرُ كَلِمَتُهُمْ كَالغَنْغَرِينَا،‏ وَمِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ.‏ هذَانِ حَادَا عَنِ الحَقِّ،‏ قَائِلَيْنِ إِنَّ القِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ،‏ وَهُمَا يَقْلِبَانِ إِيمَانَ البَعْضِ».‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ بَدَأَ ٱلِٱرْتِدَادُ.‏ لكِنَّ بُولُسَ أَضَافَ:‏ «مَعَ ذلِكَ يَبْقَى الأَسَاسُ الرَّاسِخُ الذِي وَضَعَهُ اللّٰهُ قَائِمًا».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٥-‏١٩‏.‏

      ١٦ رَغْمَ حِيَلِ المُرْتَدِّ الأَبْرَزِ،‏ لِمَاذَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ للّٰهِ وَكَلِمَتِهِ؟‏

      ١٦ كَثِيرًا مَا ٱسْتَخْدَمَ الشَّيْطَانُ المُرْتَدِّينَ فِي مُحَاوَلَةٍ لإِفْسَادِ العِبَادَةِ الحَقَّةِ،‏ وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى.‏ مَثَلًا،‏ نَحْوَ سَنَةِ ١٨٦٨،‏ ٱبْتَدَأَ تشَارلز تَاز رَصْل يَفْحَصُ بِٱعْتِنَاءٍ العَقَائِدَ المَقْبُولَةَ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ لِكَنَائِسِ العَالَمِ المَسِيحِيِّ.‏ فَوَجَدَ أَنَّ هُنَالِكَ تَفَاسِيرَ خَاطِئَةً لِلْكِتَابِ المُقَدَّسِ.‏ لِذلِكَ أَسَّسَ هُوَ وَمُتَعَطِّشُونَ آخَرُونَ إِلَى الحَقِّ صَفًّا لِدَرْسِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ فِي بِيتْسبُورغ،‏ بَنْسلفَانيَا،‏ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمِيركِيَّةِ.‏ وَقَدْ مَرَّ مُذَّاكَ نَحْوُ ١٤٠ سَنَةً.‏ وَطَوَالَ هذِهِ الفَتْرَةِ،‏ يَزْدَادُ خُدَّامُ يَهْوَه مَعْرِفَةً وَمَحَبَّةً للّٰهِ وكَلِمَتِهِ.‏ وَرَغْمَ حِيَلِ المُرْتَدِّ الأَبْرَزِ،‏ فَإِنَّ اليَقَظَةَ الرُّوحِيَّةَ التِي يَتَحَلَّى بِهَا صَفُّ العَبْدِ الأَمِينِ الفَطِينِ تُسَاعِدُ هؤُلاءِ المَسِيحِيِّينَ الحَقِيقِيِّينَ عَلَى البَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَه وَكَلِمَتِهِ.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥‏.‏

      لَا تَدَعْ حَاكِمَ العَالَمِ يُسَيْطِرُ عَلَيْكَ

      ١٧-‏١٩ مَا هُوَ العَالَمُ المَوْضُوعُ تَحْتَ سَيْطَرَةِ إِبْلِيسَ،‏ وَلِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّهُ؟‏

      ١٧ وَالطَّرِيقَةُ الأُخْرَى التِي يُحَاوِلُ الشَّيْطَانُ بِوَاسِطَتِهَا أَنْ يُوقِعَنَا فِي الشَّرَكِ هِيَ حَمْلُنَا عَلَى مَحَبَّةِ هذَا العَالَمِ:‏ المُجْتَمَعِ البَشَرِيِّ الأَثِيمِ المُبْتَعِدِ عَنِ اللّٰهِ.‏ فَقَدْ دَعَا يَسُوعُ إِبْلِيسَ «حَاكِمَ العَالَمِ» وَقَالَ:‏ «لَيْسَ لَهُ يَدٌ عَلَيَّ».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ فَلَا نَقَعْ أَبَدًا تَحْتَ سَيْطَرَةِ الشَّيْطَانِ!‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ حَتْمًا أَنَّ ‹العَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سَيْطَرَةِ [ذلِكَ] الشِّرِّيرِ›.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ لِهذَا السَّبَبِ تَمَكَّنَ إِبْلِيسُ مِنْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَى يَسُوعَ «جَمِيعَ مَمَالِكِ العَالَمِ» مُقَابِلَ عَمَلِ عِبَادَةٍ وَٱرْتِدَادٍ وَاحِدٍ،‏ لكِنَّ ٱبْنَ اللّٰهِ رَفَضَ فِعْلَ ذلِكَ رَفْضًا قَاطِعًا.‏ (‏متى ٤:‏٨-‏١٠‏)‏ وَالعَالَمُ الذِي يَحْكُمُهُ الشَّيْطَانُ يُبْغِضُ أَتْبَاعَ المَسِيحِ.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢١‏)‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُحَذِّرَنَا الرَّسُولُ يُوحَنَّا مِنْ مَحَبَّةِ العَالَمِ!‏

      ١٨ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «لَا تُحِبُّوا العَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ.‏ إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ العَالَمَ،‏ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ،‏ لِأَنَّ كُلَّ مَا فِي العَالَمِ —‏ شَهْوَةَ الجَسَدِ وَشَهْوَةَ العُيُونِ وَالتَّبَاهِيَ بِالمَعِيشَةِ —‏ لَيْسَ مِنَ الآبِ،‏ بَلْ مِنَ العَالَمِ.‏ وَالعَالَمُ يَزُولُ وَكَذلِكَ شَهْوَتُهُ،‏ وَأَمَّا الذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللّٰهِ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ العَالَمَ،‏ ذلِكَ لأَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ تَرُوقُ لِجَسَدِنَا الخَاطِئِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا تَتَنَاقَضُ تَمَامًا مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَه اللّٰهِ.‏

      ١٩ وَلكِنْ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ العَالَمِ مَوْجُودَةً فِي قُلُوبِنَا؟‏ لِنُصَلِّ طَالِبِينَ مُسَاعَدَةِ اللّٰهِ عَلَى ٱسْتِئْصَالِ هذِهِ المَحَبَّةِ وَرَغَبَاتِ الجَسَدِ المُقْتَرِنَةِ بِهَا.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٦-‏٢١‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَحْفَظُ أَنْفُسَنَا «بِلَا لَطْخَةٍ مِنَ العَالَمِ» إِذَا أَبْقَيْنَا فِي ذِهْنِنَا أَنَّ «القُوَى الرُّوحِيَّةَ الشِّرِّيرَةَ» هُمْ «وُلَاةُ العَالَمِ» غَيْرُ المَنْظُورِينَ الذِينَ يَحْكُمُونَ المُجْتَمَعَ البَشَرِيَّ الأَثِيمَ.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧؛‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏.‏

      ٢٠ لِمَاذَا يُمْكِنُ القَوْلُ إِنَّنَا ‹لَسْنَا جُزْءًا مِنَ العَالَمِ›؟‏

      ٢٠ قَالَ يَسُوعُ بِخُصُوصِ تَلَامِيذِهِ:‏ «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ العَالَمِ،‏ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ العَالَمِ».‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ فَالمَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ المُنْتَذِرُونَ يُجَاهِدُونَ لِيَكُونُوا مُنْفَصِلِينَ عَنِ العَالَمِ،‏ وَذلِكَ بِالبَقَاءِ طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٤؛‏ يعقوب ٤:‏٤‏)‏ وَهذَا العَالَمُ الأَثِيمُ يُبْغِضُنَا لِأَنَّنَا نَبْقَى مُنْفَصِلِينَ عَنْهُ وَلِأَنَّنَا ‹نَكْرِزُ بِالبِرِّ›.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ فَنَحْنُ مُجْبَرُونَ عَلَى العَيْشِ وَسْطَ المُجْتَمَعِ البَشَرِيِّ الذِي يَضُمُّ أَشْخَاصًا عَاهِرِينَ،‏ زُنَاةً،‏ مُبْتَزِّينَ،‏ عَبَدَةَ أَصْنَامٍ،‏ سَارِقِينَ،‏ كَذَبَةً،‏ وَسِكِّيرِينَ.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏٩-‏١١؛‏ ٦:‏٩-‏١١؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ لكِنَّنَا لَا نَتَنَشَّقُ «رُوحَ العَالَمِ»،‏ إِذْ إِنَّنَا لَا نَسْمَحُ لِهذِهِ القُوَّةِ الدَّافِعَةِ الخَاطِئَةِ بِأَنْ تُسَيِّرَنَا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٢‏.‏

      لَا تُفْسِحْ لإِبْلِيسَ مَكَانًا

      ٢١،‏ ٢٢ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ فِي افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏؟‏

      ٢١ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُسَيِّرَنَا «رُوحُ العَالَمِ»،‏ نَحْنُ نَسْمَحُ بِأَنْ يُرْشِدَنَا رُوحُ اللّٰهِ الذِي يُنْتِجُ فِينَا صِفَاتٍ كَالمَحَبَّةِ وَضَبْطِ النَّفْسِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَهَاتَانِ الصِّفَتَانِ تُسَاعِدَانِنَا عَلَى الصُّمُودِ فِي وَجْهِ الهَجَمَاتِ التِي يَشُنُّهَا إِبْلِيسُ عَلَى إِيمَانِنَا.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ ‹نَغْتَاظَ لِنَفْعَلَ السُّوءَ›.‏ لكِنَّ رُوحَ اللّٰهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَكُفَّ عَنِ الغَضَبِ وَنَتْرُكَ السَّخْطَ›.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٨‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّنَا قَدْ نَغْضَبُ أَحْيَانًا غَضَبًا مُبَرَّرًا،‏ يَنْصَحُنَا بُولُسُ:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ لَا تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،‏ وَلَا تُفْسِحُوا لإِبْلِيسَ مَكَانًا».‏ —‏ افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      ٢٢ فَغَضَبُنَا قَدْ يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطِيَّةٍ إِذَا بَقِينَا مُغْتَاظِينَ.‏ فَحَالَةُ ٱلِٱغْتِيَاظِ هذِهِ تُتِيحُ لإِبْلِيسَ فُرْصَةَ أَنْ يَزْرَعَ الشِّقَاقَ فِي الجَمَاعَةِ أَوْ أَنْ يُحَرِّضَنَا عَلَى القِيَامِ بِأَعْمَالٍ شِرِّيرَةٍ.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ خِلَافَاتِنَا مَعَ الآخَرِينَ بِطَرِيقَةٍ يَرْضَى عَنْهَا اللّٰهُ.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٧،‏ ١٨؛‏ متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فَلْنَدَعْ رُوحَ اللّٰهِ يُرْشِدُنَا،‏ مُمَارِسِينَ ضَبْطَ النَّفْسِ وَغَيْرَ سَامِحِينَ حَتَّى لِلْغَضَبِ المُبَرَّرِ بِأَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى مَرَارَةٍ أَوْ حِقْدٍ أَوْ بُغْضٍ.‏

      ٢٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي المَقَالَةِ التَّالِيَةِ؟‏

      ٢٣ لَقَدْ نَاقَشْنَا فِي هذِهِ المَقَالَةِ بَعْضَ صِفَاتِ إِبْلِيسَ التِي لَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ بِهَا.‏ لكِنَّ بَعْضَ القُرَّاءِ قَدْ يَتَسَاءَلُونَ:‏ هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ الشَّيْطَانَ؟‏ لِمَاذَا يُحَرِّضُ إِبْلِيسُ عَلَى ٱضْطِهَادِ المَسِيحِيِّينَ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَمْنَعَهُ مِنَ التَّغَلُّبِ عَلَيْنَا بِالحِيلَةِ؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر المقالتين الافتتاحيتين «‏هل ابليس شخص حقيقي؟‏‏» من برج المراقبة‏،‏ عدد ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٥.‏

  • قاوِم الشيطان فيهرب منك
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • قَاوِمِ الشَّيْطَانَ فَيَهْرُبَ مِنْكَ

      ‏«اِخْضَعُوا للّٰهِ.‏ قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَةٍ لَدَى إِبْلِيسَ تَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ الكَلِمَاتِ المُدَوَّنَةِ فِي إِشَعْيَا الإِصْحَاحِ ١٤‏؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟‏

      إِبْلِيسُ هُوَ مُجَسَّمُ الغَطْرَسَةِ.‏ وَتَظْهَرُ كِبْرِيَاؤُهُ مِنْ خِلَالِ الكَلِمَاتِ التِي دَوَّنَهَا نَبِيُّ اللّٰهِ إِشَعْيَا.‏ فَقَبْلَمَا صَارَتْ بَابِلُ الدَّوْلَةَ العَالَمِيَّةَ المُهَيْمِنَةَ بِأَكْثَرَ مِنْ قَرْنٍ،‏ أَعْطَى إِشَعْيَا هذَا المَثَلَ الذِي يُعْلِنُ فِيهِ شَعْبُ يَهْوَه مَا يَلِي ضِدَّ «مَلِكِ بَابِلَ»:‏ «قُلْتَ فِي قَلْبِكَ:‏ ‹أَصْعَدُ إِلَى السَّمٰوَاتِ.‏ أَرْفَعُ عَرْشِي فَوْقَ نُجُومِ اللّٰهِ [المُلُوكِ المُتَحَدِّرِينَ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ المَلَكِيَّةِ] .‏ .‏ .‏ أَكُونُ شَبِيهًا بِالعَلِيِّ›».‏ (‏اشعيا ١٤:‏٣،‏ ٤،‏ ١٢-‏١٥؛‏ عدد ٢٤:‏١٧‏)‏ وَكِبْرِيَاءُ «مَلِكِ بَابِلَ» مُمَاثِلَةٌ لِمَوْقِفِ الشَّيْطَانِ،‏ «إِلهِ نِظَامِ الأَشْيَاءِ هذَا».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وَلكِنْ تَمَامًا كَمَا ٱنْتَهَتِ السُّلَالَةُ البَابِلِيَّةُ نِهَايَةً مُخْزِيَةً،‏ سَتَكُونُ نِهَايَةُ الشَّيْطَانِ المُتَغَطْرِسِ مُفْجِعَةً.‏

      ٢ وَلكِنْ حَتَّى يَحِينَ ذلِكَ الوَقْتُ،‏ قَدْ تُرَاوِدُنَا أَسْئِلَةٌ مِثْلُ:‏ ‹هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ الشَّيْطَانَ؟‏ لِمَاذَا يُحَرِّضُ إِبْلِيسُ النَّاسَ عَلَى ٱضْطِهَادِ المَسِيحِيِّينَ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَمْنَعَهُ مِنَ التَّغَلُّبِ عَلَيْنَا بِالحِيلَةِ؟‏›.‏

      هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ إِبْلِيسَ؟‏

      ٣،‏ ٤ لِمَ لَا يَخَافُ المَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمْ مِنْ إِبْلِيسَ؟‏

      ٣ يَتَشَجَّعُ المَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ كَثِيرًا بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ المَسِيحِ:‏ «لَا تَخَفْ مِمَّا أَنْتَ مُوشِكٌ أَنْ تُعَانِيَ.‏ هَا إِنَّ إِبْلِيسَ يُلْقِي البَعْضَ مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُمْتَحَنُوا كَامِلًا،‏ وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ.‏ كُنْ أَمِينًا حَتَّى المَوْتِ،‏ فَأُعْطِيَكَ تَاجَ الحَيَاةِ».‏ (‏رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ فَالمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمْ ذَوُو الرَّجَاءِ الأَرْضِيِّ لَا يَخَافُونَ مِنْ إِبْلِيسَ.‏ وَعَدَمُ خَوْفِهِمْ هذَا لَيْسَ نَاجِمًا عَنْ شَجَاعَةٍ فِطْرِيَّةٍ،‏ بَلْ يَنْتُجُ عَنِ ٱمْتِلَاكِهِمْ خَوْفًا تَوْقِيرِيًّا مِنَ اللّٰهِ وَ ‹ٱحْتِمَائِهِمْ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْهِ›.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٩؛‏ ٣٦:‏٧‏.‏

      ٤ مَثَلًا،‏ بَقِيَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ المَسِيحِ الأَوَّلُونَ الشُّجْعَانُ أُمَنَاءَ حَتَّى المَوْتِ رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَوْهُ.‏ فَلمْ يَسْتَسْلِمُوا لِلْخَوْفِ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهُ الشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ،‏ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّ يَهوه لَنْ يَتَخَلَّى أَبَدًا عَنِ الذِينَ بَرْهَنُوا أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ لَهُ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ فإِنَّ المَسِيحِيِّينَ المَمْسُوحِينَ وَعُشَرَاءَهُمُ المُنْتَذِرِينَ فِي أَيَّامِنَا هُمْ مُصَمِّمُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ للّٰهِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ المَرِيرِ.‏ لكِنَّ الرَّسُولَ بُولُسَ قَالَ إِنَّ إِبْلِيسَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُسَبِّبَ المَوْتَ.‏ أَفَلَيْسَ هذَا سَبَبًا لِنَخَافَ؟‏

      ٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ العِبرانيين ٢:‏١٤،‏ ١٥‏؟‏

      ٥ قَالَ بُولُسُ إِنَّ يَسُوعَ ‹صَارَ شَرِيكًا فِي الدَّمِ وَاللَّحْمِ›،‏ وَذلِكَ «لِكَيْ يُبِيدَ بِمَوْتِهِ مَنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ المَوْتَ،‏ أَيْ إِبْلِيسَ،‏ وَلِكَيْ يُعْتِقَ جَمِيعَ الذِينَ كَانُوا مُدَّةَ حَيَاتِهِمْ خَاضِعِينَ لِلْعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ المَوْتِ».‏ (‏عبرانيين ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ إِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ «مَنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ المَوْتَ».‏ فَقَدْ سَيْطَرَ عَلَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيِّ،‏ ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ القَادَةَ اليَهُودَ وَالرُّومَانَ لِتَنْفِيذِ حُكْمِ الإِعْدَامِ فِي يَسُوعَ.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣؛‏ يوحنا ١٣:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ لكِنَّ يَسُوعَ مَاتَ مَوْتًا فِدَائِيًّا،‏ مِمَّا مَكَّنَهُ مِنْ تَحْرِيرِ الجِنْسِ البَشَرِيِّ مِنْ قَبْضَةِ الشَّيْطَانِ وَأَتَاحَ لَنَا فُرْصَةَ نَيْلِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٦،‏ ٧ مَا مَدَى قُدْرَةِ الشَّيْطَانِ عَلَى تَسْبِيبِ المَوْتِ؟‏

      ٦ وَمَا مَدَى قُدْرَةِ إِبْلِيسَ عَلَى تَسْبِيبِ المَوْتِ؟‏ مُنْذُ ٱبْتَدَأَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُ الشِّرِّيرَةَ،‏ تُسَبِّبُ أَكَاذِيبُهُ وَتَوْجِيهَاتُهُ المَوْتَ لِلْبَشَرِ.‏ ذلِكَ لِأَنَّ آدَمَ أَخْطَأَ وَأَوْرَثَ الخَطِيَّةَ وَالمَوْتَ لِكُلِّ العَائِلَةِ البَشَرِيَّةِ.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَضْطَهِدُ خُدَّامُ الشَّيْطَانِ الأَرْضِيُّونَ عُبَّادَ يَهْوَه —‏ إِلَى دَرَجَةِ المَوْتِ أَحْيَانًا —‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلُوا فِي حَالَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ.‏

      ٧ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَظُنَّ أَنَّ إِبْلِيسَ بِإِمْكَانِهِ تَسْبِيبُ المَوْتِ لِأَيِّ شَخْصٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَهُ.‏ فَاللّٰهُ يَحْمِي الذِينَ لَهُ وَلَنْ يَسْمَحَ أَبَدًا لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَمْحُوَ كُلَّ العُبَّادِ الحَقِيقِيِّينَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ.‏ (‏روما ١٤:‏٨‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه يَسْمَحُ بِأَنْ يُعَانِيَ كُلُّ شَعْبِهِ ٱلِٱضْطِهَادَ وَيَمُوتَ البَعْضُ مِنْهُمْ نَتِيجَةَ هَجَمَاتِ إِبْلِيسَ،‏ لكِنَّ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ تَمْنَحُ رَجَاءً رَائِعًا بِقِيَامَةِ الذِينَ كُتِبَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي «سِفْرِ تَذْكَرَةِ» اللّٰهِ.‏ وَإِبْلِيسُ لَا يُمْكِنُهُ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا لِلْحَؤُولِ دُونَ حُدُوثِ ذلِكَ!‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٦؛‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

      لِمَاذَا يَضْطَهِدُنَا الشَّيْطَانُ؟‏

      ٨ لِمَاذَا يَجْلُبُ إِبْلِيسُ ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَى خُدَّامِ اللّٰهِ؟‏

      ٨ إِذَا كُنَّا خُدَّامًا أَوْلِيَاءَ للّٰهِ،‏ فَهُنَالِكَ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَجْلُبَ إِبْلِيسُ ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَيْنَا.‏ فَهُوَ يَهْدِفُ إِلَى جَعْلِنَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا.‏ كَمَا أَنَّهُ يُرِيدُ تَقْوِيضَ عَلَاقَتِنَا الثَّمِينَةِ بِأَبِينَا السَّمَاوِيِّ.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُفَاجِئَنَا.‏ فَفِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ أَنْبَأَ يَهْوَه بِأَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ عَدَاوَةٌ بَيْنَ ‹ٱمْرَأَتِهِ› المَجَازِيَّةِ وَ «الحَيَّةِ» وَبَيْنَ «نَسْلِ» المَرْأَةِ وَ «نَسْلِ» الحَيَّةِ.‏ (‏تكوين ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَالأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ تُحَدِّدُ هُوِيَّةَ إِبْلِيسَ أَنَّهُ «الحَيَّةُ الأُولَى» وَتَكْشِفُ أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا وَأَنَّ بِهِ غَضَبًا عَظِيمًا.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٢‏)‏ وَإِذْ تَسْتَمِرُّ العَدَاوَةُ بَيْنَ ‹النَّسْلَيْنِ›،‏ يَتَوَقَّعُ الذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ أَنْ يُضْطَهَدُوا.‏ ‏(‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ فَهَلْ تُدْرِكُ السَّبَبَ وَرَاءَ ٱضْطِهَادِ الشَّيْطَانِ هذَا؟‏

      ٩،‏ ١٠ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ أَنْشَأَهَا إِبْلِيسُ،‏ وَمَا عَلَاقَتُهَا بِسُلُوكِ البَشَرِ؟‏

      ٩ لَقَدْ أَنْشَأَ إِبْلِيسُ قَضِيَّةَ السُّلْطَانِ الكَوْنِيِّ.‏ وَيَرْتَبِطُ بِهذِهِ القَضِيَّةِ تَشْكِيكُ الشَّيْطَانِ فِي ٱسْتِقَامَةِ البَشَرِ أَمَامَ خَالِقِهِمْ.‏ فَقَدْ جَلَبَ ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَى الرَّجُلِ البَارِّ أَيُّوبَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِكَيْ يَكْسِرَ ٱسْتِقَامَتَهُ أَمَامَ يَهْوَه.‏ وَلِبُلُوغِ مَأْرَبِهِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ زَوْجَةَ أَيُّوبَ وَ ‹مُعَزِّيهِ المُتْعِبِينَ› الثَّلَاثَةَ.‏ فَكَمَا يُظْهِرُ سِفْرُ أَيُّوبَ،‏ تَحَدَّى إِبْلِيسُ اللّٰهَ مُدَّعِيًا أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَبْقَى أَمِينًا لِيَهْوَه إِذَا سُمِحَ لَهُ بِتَجْرِبَتِهِ.‏ لكِنَّ أَيُّوبَ ظَلَّ مُتَمَسِّكًا بِٱسْتِقَامَتِهِ،‏ وَبِذلِكَ بَرْهَنَ أَنَّ الشَّيْطَانَ كَذَّابٌ.‏ (‏ايوب ١:‏٨–‏٢:‏٩؛‏ ١٦:‏٢؛‏ ٢٧:‏٥؛‏ ٣١:‏٦‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَضْطَهِدُ إِبْلِيسُ شُهُودَ يَهْوَه فِي مُحَاوَلَةٍ لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ وَالبُرْهَانِ أَنَّهُ مُحِقٌّ فِي تَحَدِّيهِ.‏

      ١٠ وَإِدْرَاكُنَا أَنَّ إِبْلِيسَ يَجْلُبُ عَلَيْنَا ٱلِٱضْطِهَادَ لِأَنَّهُ يَسْتَمِيتُ فِي سَبِيلِ كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِنَا أَمَامَ اللّٰهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَشَجَّعَ وَنَتَقَوَّى.‏ (‏تثنية ٣١:‏٦‏)‏ فَإِلهُنَا هُوَ المُتَسَلِّطُ الكَوْنِيُّ وَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏ فَلْنَسْعَ دَائِمًا إِلَى تَفْرِيحِ قَلْبِ يَهْوَه بِالمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا،‏ مُعْطِينَ جَوَابًا لِلْمُعَيِّرِ الكَبِيرِ،‏ الشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      ‏«نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»‏

      ١١ مَاذَا يَعْنِي الطَّلَبُ:‏ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ»؟‏

      ١١ لَيْسَتِ المُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ بِالأَمْرِ السَّهْلِ؛‏ فَهِيَ تَتَطَلَّبُ مِنَّا تَقْدِيمَ الصَّلَوَاتِ المُخْلِصَةِ.‏ وَكَلِمَاتُ الصَّلَاةِ النَّمُوذَجِيَّةِ التِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ مُسَاعِدَةٌ جِدًّا فِي هذَا المَجَالِ.‏ يَقُولُ قِسْمٌ مِنْهَا:‏ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ إِنَّ يَهْوَه لَا يُجَرِّبُنَا لِنَقَعَ فِي الخَطِيَّةِ.‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ وَحِينَمَا تَتَحَدَّثُ الأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ عَنْ فِعْلِهِ،‏ أَوْ تَسْبِيبِهِ،‏ بَعْضَ الأُمُورِ فَإِنَّهَا تَقْصِدُ بِذلِكَ أَنَّهُ يَسْمَحُ بِهَا.‏ (‏راعوث ١:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ لِذلِكَ،‏ عِنْدَمَا نُصَلِّي كَمَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ،‏ يَكُونُ ذلِكَ بِمَثَابَةِ الطَّلَبِ مِنْ يَهْوَه أَلَّا يَسْمَحَ بِأَنْ نَسْتَسْلِمَ لِلتَّجْرِبَةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَنْ يَسْمَحَ بِذلِكَ،‏ لِأَنَّ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «اَللّٰهُ أَمِينٌ،‏ وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ،‏ بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ التَّجْرِبَةِ المَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      ١٢ لِمَاذَا نُصَلِّي:‏ «نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»؟‏

      ١٢ بَعْدَ ذِكْرِ التَّجْرِبَةِ فِي الصَّلَاةِ النَّمُوذَجِيَّةِ،‏ كَانَ مِنَ المُلَائِمِ أَنْ يَقُولَ يَسُوعُ:‏ «نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».‏ وَتَنْقُلُ بَعْضُ تَرْجَمَاتِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ هذِهِ الكَلِمَاتِ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:‏ «أَنْقِذْنَا مِنَ الشَّرِّ» (‏ترجمة الملك جيمس،‏ بالانكليزية؛‏ الترجمة القانونية المنقَّحة،‏ بالانكليزية)‏ أَوِ «ٱحْمِنَا مِنَ الشَّرِّ».‏ (‏الترجمة الانكليزية المعاصرة‏)‏ ولكِنْ فِي الأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ،‏ يُسْتَخْدَمُ الفِعْلُ ‹أَنْقَذَ مِنْ› عُمُومًا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالأَشْخَاصِ.‏ كَمَا أَنَّ إِنْجِيلَ مَتَّى يُشِيرُ إِلَى إِبْلِيسَ عَلَى أَنَّهُ شَخْصٌ حِينَ يَدْعُوهُ «المُجَرِّبَ».‏ (‏متى ٤:‏٣،‏ ١١‏)‏ لِذلِكَ مِنَ المُهِمِّ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى اللّٰهِ لِيُنَجِّيَنَا مِنَ «الشِّرِّيرِ»،‏ الشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ.‏ فَهُوَ يُحَاوِلُ جَعْلَنَا نُخْطِئُ إِلَى اللّٰهِ.‏ (‏١ تسالونيكي ٣:‏٥‏)‏ وَإِذَا صَلَّيْنَا:‏ «نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»،‏ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّنَا نَطْلُبُ مِنْ أَبِينَا السَّمَاوِيِّ أَنْ يُرْشِدَنَا وَيُسَاعِدَنَا لِئَلَّا يَتَغَلَّبَ عَلَيْنَا إِبْلِيسُ بِالحِيلَةِ.‏

      لَا تَدَعْ إِبْلِيسَ يَتَغَلَّبُ عَلَيْكَ بِالحِيلَةِ

      ١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يُغَيِّرَ الكُورِنْثِيُّونَ طَرِيقَةَ تَعَامُلِهِمْ مَعَ رَجُلٍ فِي الجَمَاعَةِ ٱرْتَكَبَ الفَسَادَ الأَدَبِيَّ ثُمَّ تَابَ؟‏

      ١٣ عِنْدَمَا حَثَّ بُولُسُ المَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ أَنْ يَكُونُوا غَفُورِينَ،‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «أَيُّ مَنْ صَفَحْتُمْ لَهُ عَنْ شَيْءٍ،‏ فَأَنَا أَيْضًا.‏ وَأَمَّا أَنَا فَمَا قَدْ صَفَحْتُ عَنْهُ،‏ إِنْ كُنْتُ قَدْ صَفَحْتُ عَنْ شَيْءٍ،‏ إِنَّمَا كَانَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَمَامَ المَسِيحِ،‏ لِئَلَّا يَتَغَلَّبَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ بِالحِيلَةِ،‏ فَنَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ».‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَبِإِمْكَانِ إِبْلِيسَ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَيْنَا بِالحِيلَةِ بِشَتَّى الطَّرَائِقِ.‏ وَلكِنْ لِمَاذَا قَالَ بُولُسُ الكَلِمَاتِ المُقْتَبَسَةَ آنِفًا؟‏

      ١٤ كَانَ بُولُسُ قَدْ وَبَّخَ أَهْلَ كُورِنْثُوسَ لِأَنَّهُمْ سَمَحُوا لِرَجُلٍ فَاسِدٍ أَدَبِيًّا بِأَنْ يَبْقَى فِي الجَمَاعَةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ فَرَّحَ الشَّيْطَانَ لِأَنَّ التَّعْيِيرَ لَحِقَ بِالجَمَاعَةِ التِي تَغَاضَتْ عَنْ «عَهَارَةٍ لَا نَظِيرَ لَهَا حَتَّى بَيْنَ الأُمَمِ».‏ فِي مَا بَعْدُ،‏ جَرَى فَصْلُ هذَا الشَّخْصِ الخَاطِئِ.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١-‏٥،‏ ١١-‏١٣‏)‏ لكِنَّ الرَّجُلَ تَابَ لَاحِقًا.‏ فَإِذَا رَفَضَ الكُورِنْثِيُّونَ أَنْ يُسَامِحُوهُ وَيُعِيدُوهُ إِلَى الجَمَاعَةِ،‏ فَسَيَتَغَلَّبُ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ بِالحِيلَةِ بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ سَيَكُونُونَ قُسَاةً وَعَدِيمِي الرَّحْمَةِ مِثْلَ الشَّيْطَانِ نَفْسِهِ.‏ وَإِذَا ‹ٱبْتُلِعَ› الرَّجُلُ التَّائِبُ «مِنْ فَرْطِ حُزْنِهِ» وَتَوَقَّفَ عَنْ عِبَادَةِ اللّٰهِ،‏ فَسَيَتَحَمَّلُ الشُّيُوخُ مَسْؤُولِيَّةَ ذلِكَ أَمَامَ الإِلهِ الرَّحِيمِ يَهْوَه.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏٧؛‏ يعقوب ٢:‏١٣؛‏ ٣:‏١‏)‏ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ شَخْصٍ مَسِيحِيٍّ يُرِيدُ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِالشَّيْطَانِ بِأَنْ يَكُونَ مُجَرَّدًا مِنَ المَشَاعِرِ،‏ قَاسِيًا،‏ وَعَدِيمَ الرَّحْمَةِ.‏

      سِلَاحُ اللّٰهِ يَحْمِينَا

      ١٥ أَيَّةُ حَرْبٍ نَشُنُّهَا،‏ وَعَلَامَ يَعْتَمِدُ ٱنْتِصَارُنَا؟‏

      ١٥ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يُنَجِّيَنَا اللّٰهُ مِنْ إِبْلِيسَ،‏ يَجِبُ أَنْ نَشُنَّ حَرْبًا رُوحِيَّةً عَلَى القُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ.‏ وَٱنْتِصَارُنَا عَلَى هذِهِ القُوَى الجَبَّارَةِ يَعْتَمِدُ عَلَى لُبْسِنَا «سِلَاحَ اللّٰهِ الكَامِلَ».‏ (‏افسس ٦:‏١١-‏١٨‏)‏ وَيَشْمُلُ هذَا السِّلَاحُ «دِرْعَ البِرِّ».‏ (‏افسس ٦:‏١٤‏)‏ فَشَاوُلُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ القَدِيمَةِ عَصَى اللّٰهَ،‏ مِمَّا جَعَلَهُ يَخْسَرُ الرُّوحَ القُدُسَ.‏ (‏١ صموئيل ١٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَإِذَا مَارَسْنَا البِرَّ وَلَبِسْنَا السِّلَاحَ الرُّوحِيَّ الكَامِلَ،‏ نَنَالُ رُوحَ اللّٰهِ القُدُسَ وَالحِمَايَةَ اللَّازِمَةَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَمَلَائِكَتِهِ الأَشْرَارِ.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

      ١٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا نَيْلُ الحِمَايَةِ المُسْتَمِرَّةِ مِنَ القُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ؟‏

      ١٦ وَلِكَيْ نَنَالَ الحِمَايَةَ المُسْتَمِرَّةَ مِنَ القُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِأُمُورٍ مِثْلِ قِرَاءَةِ وَدَرْسِ كَلِمَةِ اللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ مُسْتَفِيدِينَ مِنَ المَطْبُوعَاتِ التِي يُزَوِّدُهَا «الوَكِيلُ الأَمِينُ».‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٢‏)‏ وَهكَذَا،‏ نُغَذِّي عُقُولَنَا بِأُمُورٍ رُوحِيَّةٍ بَنَّاءَةٍ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَشُورَةِ بُولُسَ:‏ «أَيُّهَا الإِخْوَةُ،‏ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ،‏ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ،‏ كُلُّ مَا هُوَ بَارٌّ،‏ كُلُّ مَا هُوَ عَفِيفٌ،‏ كُلُّ مَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ،‏ كُلُّ مَا ذِكْرُهُ حَسَنٌ،‏ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَا يَسْتَحِقُّ المَدْحَ،‏ فَفِي هذِهِ فَكِّرُوا دَائِمًا».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٨‏.‏

      ١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ مُنَادِينَ فَعَّالِينَ بِالبِشَارَةِ؟‏

      ١٧ وَيُمَكِّنُنَا يَهْوَه أَيْضًا مِنِ ‹ٱتِّخَاذِ التَّأَهُّبِ لِبِشَارَةِ السَّلَامِ حِذَاءً لِأَقْدَامِنَا›.‏ (‏افسس ٦:‏١٥‏)‏ فَالِٱشْتِرَاكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي الِاجْتِمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةِ يُجَهِّزُنَا لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ المَلَكُوتِ.‏ وَمَا أَعْظَمَ الفَرَحَ الذِي نَجْنِيهِ مِنْ مُسَاعَدَةِ الآخَرِينَ عَلَى تَعَلُّمِ حَقِّ اللّٰهِ وَنَيْلِ الحُرِّيَّةِ الرُّوحِيَّةِ!‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ وَ «سَيْفُ الرُّوحِ،‏ أَيْ كَلِمَةُ اللّٰهِ»،‏ هُوَ قِطْعَةُ سِلَاحٍ أَسَاسِيَّةٌ تَحْمِينَا مِنَ التَّعَالِيمِ البَاطِلَةِ وَتُمَكِّنُنَا مِنْ «هَدْمِ حُصُونٍ».‏ (‏افسس ٦:‏١٧؛‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٤،‏ ٥‏)‏ فَٱسْتِخْدَامُ كَلِمَةِ اللّٰهِ المَكْتُوبَةِ،‏ الكِتَابِ المُقَدَّسِ،‏ بِبَرَاعَةٍ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَعْلِيمِ الحَقِّ وَيَحْمِينَا مِنْ خِدَاعِ إِبْلِيسَ.‏

      ١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ‹الثَّبَاتُ ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ›؟‏

      ١٨ اِفْتَتَحَ بُولُسُ مُنَاقَشَتَهُ لِسِلَاحِنَا الرُّوحِيِّ بِالقَوْلِ:‏ «تَقَوَّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ.‏ اِلْبَسُوا سِلَاحَ اللّٰهِ الكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ [«أَعْمَال مَاكِرَة»] إِبْلِيسَ».‏ (‏افسس ٦:‏١٠،‏ ١١‏،‏ انظر حاشية الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد،‏ بشواهد [بالانكليزية])‏ وَالكَلِمَةُ اليُونَانِيَّةُ المَنْقُولَةُ إِلَى فِعْلِ «ثَبَتَ» هِيَ تَعْبِيرٌ يُسْتَعْمَلُ لِلْجُنْدِيِّ الذِي يَثْبُتُ فِي مَوْقِعِهِ.‏ فَنَحْنُ نَبْقَى ثَابِتِينَ فِي حَرْبِنَا الرُّوحِيَّةِ رَغْمَ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَخْدِمُ وَسَائِلَ مَاكِرَةً مُتَنَوِّعَةً فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَعْكِيرِ وَحْدَتِنَا،‏ إِفْسَادِ تَعَالِيمِنَا،‏ أَوْ كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِنَا أَمَامَ اللّٰهِ.‏ لكِنَّ هَجَمَاتِ إِبْلِيسَ لَمْ تَنْجَحْ حَتَّى الآنَ وَلَنْ تَنْجَحَ أَبَدًا!‏a

      قَاوِمْ إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكَ

      ١٩ مَا هِيَ إِحْدَى الطَّرَائِقِ لِٱتِّخَاذِ خُطْوَةٍ هُجُومِيَّةٍ فِي ‹مُقَاوَمَتِنَا› إِبْلِيسَ؟‏

      ١٩ بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱنْتِصَارُ فِي حَرْبِنَا الرُّوحِيَّةِ ضِدَّ إِبْلِيسَ وَالقُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ التِي هِيَ تَحْتَ إِمْرَتِهِ.‏ فَمَا مِنْ سَبَبٍ لِنَرْتَعِدَ خَوْفًا مِنَ الشَّيْطَانِ،‏ لِأَنَّ التِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ كَتَبَ:‏ «اِخْضَعُوا للّٰهِ.‏ قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ».‏ (‏يعقوب ٤:‏٧‏)‏ وَإِحْدَى الطَّرَائِقِ لِٱتِّخَاذِ خُطْوَةٍ هُجُومِيَّةٍ فِي ‹مُقَاوَمَتِنَا› الشَّيْطَانَ وَالمَخْلُوقَاتِ الرُّوحَانِيَّةَ الشِّرِّيرَةَ الحَلِيفَةَ لَهُ هِيَ أَلَّا نَتَوَرَّطَ فِي عُلُومِ الغَيْبِ أَوِ السِّحْرِ وَأَلَّا يَكُونَ لَنَا صِلَةٌ بِالَّذِينَ يُمَارِسُونَهَا.‏ فَالأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ تَقُولُ بِوُضُوحٍ أَنَّ خُدَّامَ يَهْوَه يَجِبُ أَنْ يَرْفُضُوا القِيَامَ بِمُمَارَسَاتٍ مِثْلِ الفَأْلِ،‏ التَّنْجِيمِ،‏ العِرَافَةِ،‏ وَالأَرْوَاحِيَّةِ.‏ وَإِذَا كُنَّا نَشَاطَى وَأَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا،‏ فَمَا مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ أَنْ يَرْقِيَنَا أَحَدٌ رُقْيَةً.‏ —‏ عدد ٢٣:‏٢٣؛‏ تثنية ١٨:‏١٠-‏١٢؛‏ اشعيا ٤٧:‏١٢-‏١٥؛‏ اعمال ١٩:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      ٢٠ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ‹مُقَاوَمَةُ› إِبْلِيسَ؟‏

      ٢٠ نَحْنُ ‹نُقَاوِمُ إِبْلِيسَ› بِٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ وَحَقَائِقِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ وَالثَّبَاتِ فِي وَجْهِهِ.‏ وَبِمَا أَنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ إِلهُ هذَا العَالَمِ،‏ فَهُمَا عَلَى تَوَافُقٍ تَامٍّ.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ لِذلِكَ نَحْنُ نَرْفُضُ السِّمَاتِ التِي تُمَيِّزُ العَالَمَ مِثْلَ الكِبْرِيَاءِ،‏ الأَنَانِيَّةِ،‏ الفَسَادِ الأَدَبِيِّ،‏ العُنْفِ،‏ وَالمَادِّيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ إِبْلِيسَ هَرَبَ عِنْدَمَا صَدَّ يَسُوعُ هُجُومَهُ بِٱسْتِخْدَامِ الأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ حِينَ جَرَّبَهُ فِي البَرِّيَّةِ.‏ (‏متى ٤:‏٤،‏ ٧،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ ‹سَيَهْرُبُ مِنَّا› الشَّيْطَانُ مَهْزُومًا إِذَا أَذْعَنَّا إِذْعَانًا تَامًّا لِيَهْوَه وَٱتَّكَلْنَا عَلَيْهِ بِوَاسِطَةِ الصَّلَاةِ.‏ (‏افسس ٦:‏١٨‏)‏ وَبِدَعْمِ يَهْوَه اللّٰهِ وَٱبْنِهِ الحَبِيبِ،‏ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ —‏ حَتَّى وَلَا إِبْلِيسَ —‏ أَنْ يُلْحِقَ بِنَا أَذًى دَائِمًا!‏ —‏ مزمور ٩١:‏٩-‏١١‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل المزيد من المعلومات حول سلاح اللّٰه الروحي،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايار (‏مايو)‏ ١٩٩٢،‏ الصفحات ٢١-‏٢٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة