-
لا تُفسِح لإبليس مكانابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
لَا تُفسِحْ لإِبْلِيسَ مَكَانًا
«لَا تُتِيحُوا فُرْصَةً لإِبْلِيسَ!». — افسس ٤:٢٧، ترجمة تفسيرية.
١ لِمَاذَا يَشُكُّ كَثِيرُونَ فِي وُجُودِ إِبْلِيسَ؟
طَوَالَ قُرُونٍ، ٱعْتَقَدَ كَثِيرُونَ أَنَّ إِبْلِيسَ مَخْلُوقٌ لَهُ قَرْنَانِ وَقَدَمَانِ مَشْقُوقَتَا الظِّلْفِ يَتَّشِحُ بِرِدَاءٍ أَحْمَرَ وَيَحْمِلُ مِذْرَاةً لِرَمْيِ الأَشْرَارِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وَرَغْمَ أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ لَا يُعَلِّمُ هكَذَا أَلْبَتَّةَ، دَفَعَتْ هذِهِ المَفَاهِيمُ الخَاطِئَةُ مَلَايِينَ الأَشْخَاصِ إِلَى الشَّكِّ فِي وُجُودِ إِبْلِيسَ أَوِ ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ هذَا التَّعْبِيرَ يَنْطَبِقُ فَقَطْ عَلَى فِكْرَةِ الشَّرِّ.
٢ مَا هِيَ بَعْضُ الحَقَائِقِ المَوْجُودَةِ فِي الأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ عَنْ إِبْلِيسَ؟
٢ إِلَّا أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ يُزَوِّدُ شَهَادَةً وَاضِحَةً وَدَلِيلًا مِنْ شَاهِدِ عِيَانٍ أَنَّ إِبْلِيسَ مَوْجُودٌ. فَيَسُوعُ المَسِيحُ رَآهُ فِي الحَيِّزِ الرُّوحِيِّ السَّمَاوِيِّ وَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ. (ايوب ١:٦؛ متى ٤:٤-١١) وَمَعَ أَنَّ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ لَا تَكْشِفُ ٱلِٱسْمَ الأَصْلِيَّ لِهذَا المَخْلُوقِ الرُّوحَانِيِّ، فَهِيَ تَدْعُوهُ إِبْلِيسَ (أَيِ «المُفْتَرِيَ») لأَنَّهُ يَفْتَرِي عَلَى اللّٰهِ، وَالشَّيْطَانَ (أَيِ «المُقَاوِمَ») لأَنَّهُ يُقَاوِمُ يَهْوَه. وَيُشَارُ أَيْضًا إِلَى الشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ بِأَنَّهُ «الحَيَّةُ الأُولَى»، عَلَى الأَرْجَحِ لأَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَ حَيَّةً لِيَخْدَعَ حَوَّاءَ. (رؤيا ١٢:٩؛ ١ تيموثاوس ٢:١٤) كَمَا يُعْرَفُ بِأَنَّهُ «الشِّرِّيرُ». — متى ٦:١٣.a
٣ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُنَاقِشُهُ؟
٣ كَخُدَّامٍ لِيَهْوَه، نَحْنُ لَا نَرْغَبُ أَبَدًا فِي التَّشَبُّهِ بِالشَّيْطَانِ، العَدُوِّ الرَّئِيسِيِّ لِلْإِلهِ الحَقِّ الوَحِيدِ. لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَشُورَةِ الرَّسُولِ بُولُسَ: «لَا تُتِيحُوا فُرْصَةً لإِبْلِيسَ!». (افسس ٤:٢٧، تف) فَمَا هِيَ بَعْضُ صِفَاتِ الشَّيْطَانِ التِي لَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ بِهَا؟
لَا تَتَمَثَّلْ بِالمُفْتَرِي الأَكْبَرِ
٤ كَيْفَ ٱفْتَرَى «الشِّرِّيرُ» عَلَى اللّٰهِ؟
٤ مِنَ المُلَائِمِ أَنْ يُدْعَى «الشِّرِّيرُ» إِبْلِيسَ لأَنَّهُ مُفْتَرٍ، إِذْ إِنَّ الِافْتِرَاءَ هُوَ اتِّهَامٌ كَاذِبٌ يَنَالُ مِنْ كَرَامَةِ الآخَرِينَ وَشَرَفِهِمْ وَيُشَوِّهُ سُمْعَتَهُمْ. فَفِي فَجْرِ التَّارِيخِ، أَوْصَى اللّٰهُ آدَمَ: «أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا». (تكوين ٢:١٧) وَقَدْ أُعْلِمَتْ حَوَّاءُ بِهذِهِ الوَصِيَّةِ. لكِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لَهَا بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ: «لَنْ تَمُوتَا. فَاللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ [ثَمَرِ الشَّجَرَةِ] تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَاللّٰهِ، عَارِفَيْنِ الخَيْرَ وَالشَّرَّ». (تكوين ٣:٤، ٥) وَكَانَتْ هذِهِ الكَلِمَاتُ بِمَثَابَةِ ٱفْتِرَاءٍ مَاكِرٍ عَلَى يَهْوَه اللّٰهِ.
٥ لِمَاذَا كَانَ عَلَى دِيُوتْرِيفِسَ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ ٱفْتِرَائِهِ؟
٥ لَاحِقًا، أَوْصَى اللّٰهُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «لَا تَجُلْ بَيْنَ شَعْبِكَ لِلِٱفْتِرَاءِ». (لاويين ١٩:١٦) وَقَالَ الرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنْ شَخْصٍ مُفْتَرٍ فِي أَيَّامِهِ: «كَتَبْتُ إِلَى الجَمَاعَةِ، وَلكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ الذَي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ لَا يَقْبَلُ أَيَّ شَيْءٍ مِنَّا بِٱحْتِرَامٍ. لِذلِكَ، إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُ بِأَعْمَالِهِ التِي يَفْعَلُهَا، هَاذِرًا عَلَيْنَا بِكَلِمَاتٍ شِرِّيرَةٍ». (٣ يوحنا ٩، ١٠) لَقَدِ ٱفْتَرَى دِيُوتْرِيفِسُ عَلَى يُوحَنَّا وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ أَفْعَالِهِ. فَأَيُّ مَسِيحِيٍّ وَلِيٍّ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ كَدِيُوتْرِيفِسَ وَيَقْتَدِيَ بِالشَّيْطَانِ، المُفْتَرِي الأَكْبَرِ؟!
٦، ٧ لِمَاذَا نُرِيدُ أَنْ نَتَجَنَّبَ الِافْتِرَاءَ عَلَى الآخَرِينَ؟
٦ عَلَى مَرِّ التَّارِيخِ، كَثِيرًا مَا أُمْطِرَ خُدَّامُ يَهْوَه بِوَابِلٍ مِنَ ٱلِٱفْتِرَاءَاتِ وَالِاتِّهَامَاتِ البَاطِلَةِ. مَثَلًا، يَقُولُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ إِنَّ «كِبَارَ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ . . . وَقَفُوا يَتَّهِمُونَ [يَسُوعَ] بِٱحْتِدَادٍ». (لوقا ٢٣:١٠) وَوَجَّهَ رَئِيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا وَآخَرُونَ ٱتِّهَامَاتٍ كَاذِبَةً إِلَى بُولُسَ. (اعمال ٢٤:١-٨) كَمَا أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ يَقُولُ عَنِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا، الذِي يَتَّهِمُهُمْ نَهَارًا وَلَيْلًا أَمَامَ إِلهِنَا». (رؤيا ١٢:١٠) وَهؤُلَاءِ الإِخْوَةُ المُتَّهَمُونَ زُورًا هُمُ المَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ الذِينَ لَا يَزَالُونَ عَلَى الأَرْضِ فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ.
٧ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ مَا مِنْ مَسِيحِيٍّ يَرْغَبُ فِي الِافْتِرَاءِ عَلَى أَحَدٍ أَوِ ٱتِّهَامِهِ زُورًا. لكِنَّنَا قَدْ نَفْعَلُ ذلِكَ إِذَا شَهِدْنَا ضِدَّ شَخْصٍ مَا دُونَ أَنْ نَكُونَ عَلَى عِلْمٍ بِكُلِّ الوَقَائِعِ. فِي ظِلِّ الشَّرِيعَةِ المُوسَوِيَّةِ، كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُقْتَلَ الشَّخْصُ الذِي يَشْهَدُ عَمْدًا شَهَادَةَ زُورٍ. (خروج ٢٠:١٦؛ تثنية ١٩:١٥-١٩) كَمَا أَنَّ أَحَدَ الأُمُورِ التِي يَكْرَهُهَا يَهْوَه هُوَ: «شَاهِدُ زُورٍ يَبُثُّ الأَكَاذِيبَ». (امثال ٦:١٦-١٩) لِذلِكَ نَحْنُ نُرِيدُ بِالتَّأْكِيدِ أَنْ نَتَجَنَّبَ الِاقْتِدَاءَ بِالمُفْتَرِي الرَّئِيسِيِّ وَالمُتَّهِمِ الكَاذِبِ.
اُرْفُضْ طُرُقَ أَوَّلِ قَاتِلٍ لِلنَّاسِ
٨ كَيْفَ كَانَ إِبْلِيسُ «قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ البِدَايَةِ»؟
٨ إِبْلِيسُ هُوَ قَاتِلٌ لِلنَّاسِ. قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ: «ذَاكَ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ البِدَايَةِ». (يوحنا ٨:٤٤) فَالشَّيْطَانُ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مُنْذُ جَعْلِ آدَمَ وَحَوَّاءَ يَبْتَعِدَانِ عَنِ اللّٰهِ. فَقَدْ جَلَبَ المَوْتَ لِلزَّوْجَيْنِ البَشَرِيَّيْنِ الأَوَّلَيْنِ وَلِذُرِّيَّتِهِمَا. (روما ٥:١٢) وَمِنَ الجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنَّ أَمْرًا كَهذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعْزَى إِلَى فِكْرَةِ الشَّرِّ بَلْ إِلَى شَخْصِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ.
٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَصِيرَ مُذْنِبِينَ بِالقَتْلِ، كَمَا تُظْهِرُ ١ يوحنا ٣:١٥؟
٩ تَقُولُ إِحْدَى الوَصَايَا العَشْرِ المُعْطَاةِ لإِسْرَائِيلَ: «لَا تَقْتُلْ». (تثنية ٥:١٧) كَمَا كَتَبَ الرَّسُولُ بُطْرُسُ مُخَاطِبًا المَسِيحِيِّينَ: «لَا يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ». (١ بطرس ٤:١٥) لِذلِكَ فَإِنَّنَا نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَه لَا نَقْتُلُ الآخَرِينَ. وَلكِنْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ مُذْنِبِينَ بِالقَتْلِ أَمَامَ اللّٰهِ إِذَا أَبْغَضْنَا أَحَدَ الرُّفَقَاءِ المَسِيحِيِّينَ وَتَمَنَّيْنَا مَوْتَهُ. يَقُولُ الرَّسُولُ يُوحَنَّا: «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ إِنْسَانٍ، وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا مِنْ قَاتِلِ إِنْسَانٍ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بَاقِيَةٌ فِيهِ». (١ يوحنا ٣:١٥) وَسَبَقَ اللّٰهُ فَأَوْصَى الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «لَا تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ». (لاويين ١٩:١٧) فَلْنُسَارِعْ إِلَى حَلِّ أَيَّةِ مُشْكِلَةٍ تَنْشَأُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَحَدِ الرُّفَقَاءِ المُؤْمِنِينَ لِئَلَّا نَدَعَ قَاتِلَ النَّاسِ، الشَّيْطَانَ، يُعَكِّرُ وَحْدَتَنَا المَسِيحِيَّةَ. — لوقا ١٧:٣، ٤.
اُثْبُتْ فِي وَجْهِ أَكْبَرِ كَذَّابٍ
١٠، ١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِكَيْ نَقِفَ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ أَكْبَرِ كَذَّابٍ، الشَّيْطَانِ؟
١٠ إِنَّ إِبْلِيسَ هُوَ كَذَّابٌ. قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ: «مَتَى تَكَلَّمَ بِالكَذِبِ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ وَفْقًا لِمُيُولِهِ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الكَذِبِ». (يوحنا ٨:٤٤) فَقَدْ كَذَبَ الشَّيْطَانُ عَلَى حَوَّاءَ، فِي حِينِ أَنَّ يَسُوعَ أَتَى إِلَى العَالَمِ لِيَشْهَدَ لِلْحَقِّ. (يوحنا ١٨:٣٧) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَثْبُتَ فِي وَجْهِ إِبْلِيسَ كَأَتْبَاعٍ لِلْمَسِيح، فَلَا يَجِبُ أَنْ نَلْجَأَ إِلَى الأَكَاذِيبِ وَالخِدَاعِ بَلْ أَنْ ‹نَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ›. (زكريا ٨:١٦؛ افسس ٤:٢٥) وَ «يَهْوَه إِلهُ الحَقِّ» لَا يُبَارِكُ إِلَّا شُهُودَهُ الصَّادِقِينَ. أَمَّا الأَشْرَارُ، فَلَيْسَ لَهُمُ الحَقُّ فِي تَمْثِيلِهِ. — مزمور ٣١:٥؛ ٥٠:١٦؛ اشعيا ٤٣:١٠.
١١ وَإِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ تَحَرُّرَنَا مِنْ أَكَاذِيبِ الشَّيْطَانِ، نَلْتَصِقُ بِالمَسِيحِيَّةِ التِي هِيَ «طَرِيقُ الحَقِّ». (٢ بطرس ٢:٢؛ يوحنا ٨:٣٢) فَكَامِلُ التَّعَالِيمِ المَسِيحِيَّةِ تُؤَلِّفُ «حَقَّ البِشَارَةِ». (غلاطية ٢:٥، ١٤) وَخَلَاصُنَا يَعْتَمِدُ عَلَى ‹سَيْرِنَا فِي الحَقِّ›، أَيِ ٱلْتِصَاقِنَا بِهِ وَالوُقُوفِ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ ‹أَبِي الكَذِبِ›. — ٣ يوحنا ٣، ٤، ٨.
قَاوِمِ ٱلْمُرْتَدَّ الأَبْرَزَ
١٢، ١٣ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ المُرْتَدِّينَ؟
١٢ إِنَّ المَخْلُوقَ الرُّوحَانِيَّ الذِي صَارَ لَاحِقًا إِبْلِيسَ كَانَ فِي الحَقِّ. لكِنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّهُ «لَمْ يَثْبُتْ فِي الحَقِّ، لأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ». (يوحنا ٨:٤٤) وَالمُرْتَدُّ الأَبْرَزُ هذَا يُقَاوِمُ «إِلهَ الحَقِّ» بِلَا هَوَادَةٍ. وَقَدْ وَقَعَ بَعْضُ مَسِيحِيِّي القَرْنِ الأَوَّلِ ضَحِيَّةَ «شَرَكِ إِبْلِيسَ»، كَمَا يَبْدُو لِأَنَّهُمْ ضَلُّوا وَٱنْحَرَفُوا عَنِ الحَقِّ. لِذلِكَ حَثَّ بُولُسُ رَفِيقَهُ العَامِلَ مَعَهُ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يُرْشِدَهُمْ بِوَدَاعَةٍ لِكَيْ يُشْفَوْا رُوحِيًّا وَيُفْلِتُوا مِنْ شَرَكِ الشَّيْطَانِ. (٢ تيموثاوس ٢:٢٣-٢٦) وَلكِنْ دُونَ شَكٍّ، مِنَ الأَفْضَلِ أَنْ نَلْتَصِقَ بِالحَقِّ وَأَلَّا نَدَعَ أَفْكَارَ المُرْتَدِّينَ تُوقِعُنَا فِي الشَّرَكِ.
١٣ فَالزَّوْجَانِ البَشَرِيَّانِ الأَوَّلَانِ ٱرْتَدَّا لِأَنَّهُمَا أَصْغَيَا إِلَى إِبْلِيسَ وَلَمْ يَرْفُضَا أَكَاذِيبَهُ. نَحْنُ أَيْضًا، إِذَا كُنَّا نُحِبُّ اللّٰهَ فَلَنْ نُصْغِيَ إِلَى المُرْتَدِّينَ، نَقْرَأَ مَطْبُوعَاتِهِمْ، أَوْ نَتَفَحَّصَ مَوَاقِعَهُمْ عَلَى الإِنْتِرْنِتْ. وَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِدُخُولِ بَيْتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ، لأَنَّ ذلِكَ يَجْعَلُنَا ‹نَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِمِ الشِّرِّيرَةِ›. (٢ يوحنا ٩-١١) فَلَا نَسْتَسْلِمْ أَبَدًا لِحِيَلِ إِبْلِيسَ بِهَجْرِ «طَرِيقِ الحَقِّ» المَسِيحِيِّ بُغْيَةَ ٱتِّبَاعِ مُعَلِّمينَ كَذَبَةٍ يَسْعَوْنَ إِلَى ‹دَسِّ أَفْكَارٍ مُهْلِكَةٍ› وَيُحَاوِلُونَ ‹ٱسْتِغْلَالَنَا بِعِبَارَاتٍ مُنَمَّقَةٍ›. — ٢ بطرس ٢:١-٣، ترجمة باينتون، بالانكليزية.
١٤، ١٥ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي أَفَسُسَ وَلِرَفِيقِهِ العَامِلِ مَعَهُ تِيمُوثَاوُسَ؟
١٤ قَالَ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ المَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ: «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ التِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا الرُّوحُ القُدُسُ نُظَّارًا، لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ اللّٰهِ التِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ. إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ بَعْدَ ذَهَابِي سَتَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ جَائِرَةٌ لَنْ تُعَامِلَ الرَّعِيَّةَ بِرِقَّةٍ، وَمِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ». (اعمال ٢٠:٢٨-٣٠) وَبِالفِعْلِ، ظَهَرَ هؤُلَاءِ المُرْتَدُّونَ بَعْدَ فَتْرَةٍ وَٱبْتَدَأُوا «يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ».
١٥ فَفِي سَنَةِ ٦٥ بم تَقْرِيبًا، حَثَّ الرَّسُولُ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ ‹يَسْتَعْمِلَ كَلِمَةَ الحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ›. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «أَمَّا الكَلَامُ الفَارِغُ الذِي يَنْتَهِكُ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ فَٱجْتَنِبْهُ، فَإِنَّهُمْ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ كُفْرٍ، وَتَنْتَشِرُ كَلِمَتُهُمْ كَالغَنْغَرِينَا، وَمِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ. هذَانِ حَادَا عَنِ الحَقِّ، قَائِلَيْنِ إِنَّ القِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ، وَهُمَا يَقْلِبَانِ إِيمَانَ البَعْضِ». نَعَمْ، لَقَدْ بَدَأَ ٱلِٱرْتِدَادُ. لكِنَّ بُولُسَ أَضَافَ: «مَعَ ذلِكَ يَبْقَى الأَسَاسُ الرَّاسِخُ الذِي وَضَعَهُ اللّٰهُ قَائِمًا». — ٢ تيموثاوس ٢:١٥-١٩.
١٦ رَغْمَ حِيَلِ المُرْتَدِّ الأَبْرَزِ، لِمَاذَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ للّٰهِ وَكَلِمَتِهِ؟
١٦ كَثِيرًا مَا ٱسْتَخْدَمَ الشَّيْطَانُ المُرْتَدِّينَ فِي مُحَاوَلَةٍ لإِفْسَادِ العِبَادَةِ الحَقَّةِ، وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى. مَثَلًا، نَحْوَ سَنَةِ ١٨٦٨، ٱبْتَدَأَ تشَارلز تَاز رَصْل يَفْحَصُ بِٱعْتِنَاءٍ العَقَائِدَ المَقْبُولَةَ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ لِكَنَائِسِ العَالَمِ المَسِيحِيِّ. فَوَجَدَ أَنَّ هُنَالِكَ تَفَاسِيرَ خَاطِئَةً لِلْكِتَابِ المُقَدَّسِ. لِذلِكَ أَسَّسَ هُوَ وَمُتَعَطِّشُونَ آخَرُونَ إِلَى الحَقِّ صَفًّا لِدَرْسِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ فِي بِيتْسبُورغ، بَنْسلفَانيَا، الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمِيركِيَّةِ. وَقَدْ مَرَّ مُذَّاكَ نَحْوُ ١٤٠ سَنَةً. وَطَوَالَ هذِهِ الفَتْرَةِ، يَزْدَادُ خُدَّامُ يَهْوَه مَعْرِفَةً وَمَحَبَّةً للّٰهِ وكَلِمَتِهِ. وَرَغْمَ حِيَلِ المُرْتَدِّ الأَبْرَزِ، فَإِنَّ اليَقَظَةَ الرُّوحِيَّةَ التِي يَتَحَلَّى بِهَا صَفُّ العَبْدِ الأَمِينِ الفَطِينِ تُسَاعِدُ هؤُلاءِ المَسِيحِيِّينَ الحَقِيقِيِّينَ عَلَى البَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَه وَكَلِمَتِهِ. — متى ٢٤:٤٥.
لَا تَدَعْ حَاكِمَ العَالَمِ يُسَيْطِرُ عَلَيْكَ
١٧-١٩ مَا هُوَ العَالَمُ المَوْضُوعُ تَحْتَ سَيْطَرَةِ إِبْلِيسَ، وَلِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّهُ؟
١٧ وَالطَّرِيقَةُ الأُخْرَى التِي يُحَاوِلُ الشَّيْطَانُ بِوَاسِطَتِهَا أَنْ يُوقِعَنَا فِي الشَّرَكِ هِيَ حَمْلُنَا عَلَى مَحَبَّةِ هذَا العَالَمِ: المُجْتَمَعِ البَشَرِيِّ الأَثِيمِ المُبْتَعِدِ عَنِ اللّٰهِ. فَقَدْ دَعَا يَسُوعُ إِبْلِيسَ «حَاكِمَ العَالَمِ» وَقَالَ: «لَيْسَ لَهُ يَدٌ عَلَيَّ». (يوحنا ١٤:٣٠) فَلَا نَقَعْ أَبَدًا تَحْتَ سَيْطَرَةِ الشَّيْطَانِ! فَنَحْنُ نُدْرِكُ حَتْمًا أَنَّ ‹العَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سَيْطَرَةِ [ذلِكَ] الشِّرِّيرِ›. (١ يوحنا ٥:١٩) لِهذَا السَّبَبِ تَمَكَّنَ إِبْلِيسُ مِنْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَى يَسُوعَ «جَمِيعَ مَمَالِكِ العَالَمِ» مُقَابِلَ عَمَلِ عِبَادَةٍ وَٱرْتِدَادٍ وَاحِدٍ، لكِنَّ ٱبْنَ اللّٰهِ رَفَضَ فِعْلَ ذلِكَ رَفْضًا قَاطِعًا. (متى ٤:٨-١٠) وَالعَالَمُ الذِي يَحْكُمُهُ الشَّيْطَانُ يُبْغِضُ أَتْبَاعَ المَسِيحِ. (يوحنا ١٥:١٨-٢١) فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُحَذِّرَنَا الرَّسُولُ يُوحَنَّا مِنْ مَحَبَّةِ العَالَمِ!
١٨ كَتَبَ قَائِلًا: «لَا تُحِبُّوا العَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ العَالَمَ، فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ، لِأَنَّ كُلَّ مَا فِي العَالَمِ — شَهْوَةَ الجَسَدِ وَشَهْوَةَ العُيُونِ وَالتَّبَاهِيَ بِالمَعِيشَةِ — لَيْسَ مِنَ الآبِ، بَلْ مِنَ العَالَمِ. وَالعَالَمُ يَزُولُ وَكَذلِكَ شَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللّٰهِ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ». (١ يوحنا ٢:١٥-١٧) فَلَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ العَالَمَ، ذلِكَ لأَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ تَرُوقُ لِجَسَدِنَا الخَاطِئِ، إِلَّا أَنَّهَا تَتَنَاقَضُ تَمَامًا مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَه اللّٰهِ.
١٩ وَلكِنْ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ العَالَمِ مَوْجُودَةً فِي قُلُوبِنَا؟ لِنُصَلِّ طَالِبِينَ مُسَاعَدَةِ اللّٰهِ عَلَى ٱسْتِئْصَالِ هذِهِ المَحَبَّةِ وَرَغَبَاتِ الجَسَدِ المُقْتَرِنَةِ بِهَا. (غلاطية ٥:١٦-٢١) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَحْفَظُ أَنْفُسَنَا «بِلَا لَطْخَةٍ مِنَ العَالَمِ» إِذَا أَبْقَيْنَا فِي ذِهْنِنَا أَنَّ «القُوَى الرُّوحِيَّةَ الشِّرِّيرَةَ» هُمْ «وُلَاةُ العَالَمِ» غَيْرُ المَنْظُورِينَ الذِينَ يَحْكُمُونَ المُجْتَمَعَ البَشَرِيَّ الأَثِيمَ. — يعقوب ١:٢٧؛ افسس ٦:١١، ١٢؛ ٢ كورنثوس ٤:٤.
٢٠ لِمَاذَا يُمْكِنُ القَوْلُ إِنَّنَا ‹لَسْنَا جُزْءًا مِنَ العَالَمِ›؟
٢٠ قَالَ يَسُوعُ بِخُصُوصِ تَلَامِيذِهِ: «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ العَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ العَالَمِ». (يوحنا ١٧:١٦) فَالمَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ المُنْتَذِرُونَ يُجَاهِدُونَ لِيَكُونُوا مُنْفَصِلِينَ عَنِ العَالَمِ، وَذلِكَ بِالبَقَاءِ طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا. (يوحنا ١٥:١٩؛ ١٧:١٤؛ يعقوب ٤:٤) وَهذَا العَالَمُ الأَثِيمُ يُبْغِضُنَا لِأَنَّنَا نَبْقَى مُنْفَصِلِينَ عَنْهُ وَلِأَنَّنَا ‹نَكْرِزُ بِالبِرِّ›. (٢ بطرس ٢:٥) فَنَحْنُ مُجْبَرُونَ عَلَى العَيْشِ وَسْطَ المُجْتَمَعِ البَشَرِيِّ الذِي يَضُمُّ أَشْخَاصًا عَاهِرِينَ، زُنَاةً، مُبْتَزِّينَ، عَبَدَةَ أَصْنَامٍ، سَارِقِينَ، كَذَبَةً، وَسِكِّيرِينَ. (١ كورنثوس ٥:٩-١١؛ ٦:٩-١١؛ رؤيا ٢١:٨) لكِنَّنَا لَا نَتَنَشَّقُ «رُوحَ العَالَمِ»، إِذْ إِنَّنَا لَا نَسْمَحُ لِهذِهِ القُوَّةِ الدَّافِعَةِ الخَاطِئَةِ بِأَنْ تُسَيِّرَنَا. — ١ كورنثوس ٢:١٢.
لَا تُفْسِحْ لإِبْلِيسَ مَكَانًا
٢١، ٢٢ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ فِي افسس ٤:٢٦، ٢٧؟
٢١ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُسَيِّرَنَا «رُوحُ العَالَمِ»، نَحْنُ نَسْمَحُ بِأَنْ يُرْشِدَنَا رُوحُ اللّٰهِ الذِي يُنْتِجُ فِينَا صِفَاتٍ كَالمَحَبَّةِ وَضَبْطِ النَّفْسِ. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فَهَاتَانِ الصِّفَتَانِ تُسَاعِدَانِنَا عَلَى الصُّمُودِ فِي وَجْهِ الهَجَمَاتِ التِي يَشُنُّهَا إِبْلِيسُ عَلَى إِيمَانِنَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ ‹نَغْتَاظَ لِنَفْعَلَ السُّوءَ›. لكِنَّ رُوحَ اللّٰهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَكُفَّ عَنِ الغَضَبِ وَنَتْرُكَ السَّخْطَ›. (مزمور ٣٧:٨) وَرَغْمَ أَنَّنَا قَدْ نَغْضَبُ أَحْيَانًا غَضَبًا مُبَرَّرًا، يَنْصَحُنَا بُولُسُ: «اِسْخَطُوا، وَلكِنْ لَا تُخْطِئُوا. لَا تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلَا تُفْسِحُوا لإِبْلِيسَ مَكَانًا». — افسس ٤:٢٦، ٢٧.
٢٢ فَغَضَبُنَا قَدْ يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطِيَّةٍ إِذَا بَقِينَا مُغْتَاظِينَ. فَحَالَةُ ٱلِٱغْتِيَاظِ هذِهِ تُتِيحُ لإِبْلِيسَ فُرْصَةَ أَنْ يَزْرَعَ الشِّقَاقَ فِي الجَمَاعَةِ أَوْ أَنْ يُحَرِّضَنَا عَلَى القِيَامِ بِأَعْمَالٍ شِرِّيرَةٍ. لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ خِلَافَاتِنَا مَعَ الآخَرِينَ بِطَرِيقَةٍ يَرْضَى عَنْهَا اللّٰهُ. (لاويين ١٩:١٧، ١٨؛ متى ٥:٢٣، ٢٤؛ ١٨:١٥، ١٦) فَلْنَدَعْ رُوحَ اللّٰهِ يُرْشِدُنَا، مُمَارِسِينَ ضَبْطَ النَّفْسِ وَغَيْرَ سَامِحِينَ حَتَّى لِلْغَضَبِ المُبَرَّرِ بِأَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى مَرَارَةٍ أَوْ حِقْدٍ أَوْ بُغْضٍ.
٢٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي المَقَالَةِ التَّالِيَةِ؟
٢٣ لَقَدْ نَاقَشْنَا فِي هذِهِ المَقَالَةِ بَعْضَ صِفَاتِ إِبْلِيسَ التِي لَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ بِهَا. لكِنَّ بَعْضَ القُرَّاءِ قَدْ يَتَسَاءَلُونَ: هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ الشَّيْطَانَ؟ لِمَاذَا يُحَرِّضُ إِبْلِيسُ عَلَى ٱضْطِهَادِ المَسِيحِيِّينَ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَمْنَعَهُ مِنَ التَّغَلُّبِ عَلَيْنَا بِالحِيلَةِ؟
[الحاشية]
a انظر المقالتين الافتتاحيتين «هل ابليس شخص حقيقي؟» من برج المراقبة، عدد ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥.
-
-
قاوِم الشيطان فيهرب منكبرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
قَاوِمِ الشَّيْطَانَ فَيَهْرُبَ مِنْكَ
«اِخْضَعُوا للّٰهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ». — يعقوب ٤:٧.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ صِفَةٍ لَدَى إِبْلِيسَ تَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ الكَلِمَاتِ المُدَوَّنَةِ فِي إِشَعْيَا الإِصْحَاحِ ١٤؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
إِبْلِيسُ هُوَ مُجَسَّمُ الغَطْرَسَةِ. وَتَظْهَرُ كِبْرِيَاؤُهُ مِنْ خِلَالِ الكَلِمَاتِ التِي دَوَّنَهَا نَبِيُّ اللّٰهِ إِشَعْيَا. فَقَبْلَمَا صَارَتْ بَابِلُ الدَّوْلَةَ العَالَمِيَّةَ المُهَيْمِنَةَ بِأَكْثَرَ مِنْ قَرْنٍ، أَعْطَى إِشَعْيَا هذَا المَثَلَ الذِي يُعْلِنُ فِيهِ شَعْبُ يَهْوَه مَا يَلِي ضِدَّ «مَلِكِ بَابِلَ»: «قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: ‹أَصْعَدُ إِلَى السَّمٰوَاتِ. أَرْفَعُ عَرْشِي فَوْقَ نُجُومِ اللّٰهِ [المُلُوكِ المُتَحَدِّرِينَ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ المَلَكِيَّةِ] . . . أَكُونُ شَبِيهًا بِالعَلِيِّ›». (اشعيا ١٤:٣، ٤، ١٢-١٥؛ عدد ٢٤:١٧) وَكِبْرِيَاءُ «مَلِكِ بَابِلَ» مُمَاثِلَةٌ لِمَوْقِفِ الشَّيْطَانِ، «إِلهِ نِظَامِ الأَشْيَاءِ هذَا». (٢ كورنثوس ٤:٤) وَلكِنْ تَمَامًا كَمَا ٱنْتَهَتِ السُّلَالَةُ البَابِلِيَّةُ نِهَايَةً مُخْزِيَةً، سَتَكُونُ نِهَايَةُ الشَّيْطَانِ المُتَغَطْرِسِ مُفْجِعَةً.
٢ وَلكِنْ حَتَّى يَحِينَ ذلِكَ الوَقْتُ، قَدْ تُرَاوِدُنَا أَسْئِلَةٌ مِثْلُ: ‹هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ الشَّيْطَانَ؟ لِمَاذَا يُحَرِّضُ إِبْلِيسُ النَّاسَ عَلَى ٱضْطِهَادِ المَسِيحِيِّينَ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَمْنَعَهُ مِنَ التَّغَلُّبِ عَلَيْنَا بِالحِيلَةِ؟›.
هَلْ مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ إِبْلِيسَ؟
٣، ٤ لِمَ لَا يَخَافُ المَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمْ مِنْ إِبْلِيسَ؟
٣ يَتَشَجَّعُ المَسِيحِيُّونَ المَمْسُوحُونَ كَثِيرًا بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ المَسِيحِ: «لَا تَخَفْ مِمَّا أَنْتَ مُوشِكٌ أَنْ تُعَانِيَ. هَا إِنَّ إِبْلِيسَ يُلْقِي البَعْضَ مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُمْتَحَنُوا كَامِلًا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا حَتَّى المَوْتِ، فَأُعْطِيَكَ تَاجَ الحَيَاةِ». (رؤيا ٢:١٠) فَالمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمْ ذَوُو الرَّجَاءِ الأَرْضِيِّ لَا يَخَافُونَ مِنْ إِبْلِيسَ. وَعَدَمُ خَوْفِهِمْ هذَا لَيْسَ نَاجِمًا عَنْ شَجَاعَةٍ فِطْرِيَّةٍ، بَلْ يَنْتُجُ عَنِ ٱمْتِلَاكِهِمْ خَوْفًا تَوْقِيرِيًّا مِنَ اللّٰهِ وَ ‹ٱحْتِمَائِهِمْ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْهِ›. — مزمور ٣٤:٩؛ ٣٦:٧.
٤ مَثَلًا، بَقِيَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ المَسِيحِ الأَوَّلُونَ الشُّجْعَانُ أُمَنَاءَ حَتَّى المَوْتِ رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَوْهُ. فَلمْ يَسْتَسْلِمُوا لِلْخَوْفِ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهُ الشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّ يَهوه لَنْ يَتَخَلَّى أَبَدًا عَنِ الذِينَ بَرْهَنُوا أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ لَهُ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، فإِنَّ المَسِيحِيِّينَ المَمْسُوحِينَ وَعُشَرَاءَهُمُ المُنْتَذِرِينَ فِي أَيَّامِنَا هُمْ مُصَمِّمُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ للّٰهِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ المَرِيرِ. لكِنَّ الرَّسُولَ بُولُسَ قَالَ إِنَّ إِبْلِيسَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُسَبِّبَ المَوْتَ. أَفَلَيْسَ هذَا سَبَبًا لِنَخَافَ؟
٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ العِبرانيين ٢:١٤، ١٥؟
٥ قَالَ بُولُسُ إِنَّ يَسُوعَ ‹صَارَ شَرِيكًا فِي الدَّمِ وَاللَّحْمِ›، وَذلِكَ «لِكَيْ يُبِيدَ بِمَوْتِهِ مَنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ المَوْتَ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَلِكَيْ يُعْتِقَ جَمِيعَ الذِينَ كَانُوا مُدَّةَ حَيَاتِهِمْ خَاضِعِينَ لِلْعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ المَوْتِ». (عبرانيين ٢:١٤، ١٥) إِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ «مَنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ المَوْتَ». فَقَدْ سَيْطَرَ عَلَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيِّ، ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ القَادَةَ اليَهُودَ وَالرُّومَانَ لِتَنْفِيذِ حُكْمِ الإِعْدَامِ فِي يَسُوعَ. (لوقا ٢٢:٣؛ يوحنا ١٣:٢٦، ٢٧) لكِنَّ يَسُوعَ مَاتَ مَوْتًا فِدَائِيًّا، مِمَّا مَكَّنَهُ مِنْ تَحْرِيرِ الجِنْسِ البَشَرِيِّ مِنْ قَبْضَةِ الشَّيْطَانِ وَأَتَاحَ لَنَا فُرْصَةَ نَيْلِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. — يوحنا ٣:١٦.
٦، ٧ مَا مَدَى قُدْرَةِ الشَّيْطَانِ عَلَى تَسْبِيبِ المَوْتِ؟
٦ وَمَا مَدَى قُدْرَةِ إِبْلِيسَ عَلَى تَسْبِيبِ المَوْتِ؟ مُنْذُ ٱبْتَدَأَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُ الشِّرِّيرَةَ، تُسَبِّبُ أَكَاذِيبُهُ وَتَوْجِيهَاتُهُ المَوْتَ لِلْبَشَرِ. ذلِكَ لِأَنَّ آدَمَ أَخْطَأَ وَأَوْرَثَ الخَطِيَّةَ وَالمَوْتَ لِكُلِّ العَائِلَةِ البَشَرِيَّةِ. (روما ٥:١٢) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يَضْطَهِدُ خُدَّامُ الشَّيْطَانِ الأَرْضِيُّونَ عُبَّادَ يَهْوَه — إِلَى دَرَجَةِ المَوْتِ أَحْيَانًا — تَمَامًا كَمَا فَعَلُوا فِي حَالَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ.
٧ رَغْمَ ذلِكَ، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَظُنَّ أَنَّ إِبْلِيسَ بِإِمْكَانِهِ تَسْبِيبُ المَوْتِ لِأَيِّ شَخْصٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَهُ. فَاللّٰهُ يَحْمِي الذِينَ لَهُ وَلَنْ يَسْمَحَ أَبَدًا لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَمْحُوَ كُلَّ العُبَّادِ الحَقِيقِيِّينَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. (روما ١٤:٨) صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَه يَسْمَحُ بِأَنْ يُعَانِيَ كُلُّ شَعْبِهِ ٱلِٱضْطِهَادَ وَيَمُوتَ البَعْضُ مِنْهُمْ نَتِيجَةَ هَجَمَاتِ إِبْلِيسَ، لكِنَّ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ تَمْنَحُ رَجَاءً رَائِعًا بِقِيَامَةِ الذِينَ كُتِبَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي «سِفْرِ تَذْكَرَةِ» اللّٰهِ. وَإِبْلِيسُ لَا يُمْكِنُهُ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا لِلْحَؤُولِ دُونَ حُدُوثِ ذلِكَ! — ملاخي ٣:١٦؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ اعمال ٢٤:١٥.
لِمَاذَا يَضْطَهِدُنَا الشَّيْطَانُ؟
٨ لِمَاذَا يَجْلُبُ إِبْلِيسُ ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَى خُدَّامِ اللّٰهِ؟
٨ إِذَا كُنَّا خُدَّامًا أَوْلِيَاءَ للّٰهِ، فَهُنَالِكَ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَجْلُبَ إِبْلِيسُ ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَيْنَا. فَهُوَ يَهْدِفُ إِلَى جَعْلِنَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا. كَمَا أَنَّهُ يُرِيدُ تَقْوِيضَ عَلَاقَتِنَا الثَّمِينَةِ بِأَبِينَا السَّمَاوِيِّ. لكِنَّ ذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُفَاجِئَنَا. فَفِي جَنَّةِ عَدْنٍ، أَنْبَأَ يَهْوَه بِأَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ عَدَاوَةٌ بَيْنَ ‹ٱمْرَأَتِهِ› المَجَازِيَّةِ وَ «الحَيَّةِ» وَبَيْنَ «نَسْلِ» المَرْأَةِ وَ «نَسْلِ» الحَيَّةِ. (تكوين ٣:١٤، ١٥) وَالأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ تُحَدِّدُ هُوِيَّةَ إِبْلِيسَ أَنَّهُ «الحَيَّةُ الأُولَى» وَتَكْشِفُ أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا وَأَنَّ بِهِ غَضَبًا عَظِيمًا. (رؤيا ١٢:٩، ١٢) وَإِذْ تَسْتَمِرُّ العَدَاوَةُ بَيْنَ ‹النَّسْلَيْنِ›، يَتَوَقَّعُ الذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ أَنْ يُضْطَهَدُوا. (٢ تيموثاوس ٣:١٢) فَهَلْ تُدْرِكُ السَّبَبَ وَرَاءَ ٱضْطِهَادِ الشَّيْطَانِ هذَا؟
٩، ١٠ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ أَنْشَأَهَا إِبْلِيسُ، وَمَا عَلَاقَتُهَا بِسُلُوكِ البَشَرِ؟
٩ لَقَدْ أَنْشَأَ إِبْلِيسُ قَضِيَّةَ السُّلْطَانِ الكَوْنِيِّ. وَيَرْتَبِطُ بِهذِهِ القَضِيَّةِ تَشْكِيكُ الشَّيْطَانِ فِي ٱسْتِقَامَةِ البَشَرِ أَمَامَ خَالِقِهِمْ. فَقَدْ جَلَبَ ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَى الرَّجُلِ البَارِّ أَيُّوبَ. وَلِمَاذَا؟ لِكَيْ يَكْسِرَ ٱسْتِقَامَتَهُ أَمَامَ يَهْوَه. وَلِبُلُوغِ مَأْرَبِهِ، ٱسْتَخْدَمَ زَوْجَةَ أَيُّوبَ وَ ‹مُعَزِّيهِ المُتْعِبِينَ› الثَّلَاثَةَ. فَكَمَا يُظْهِرُ سِفْرُ أَيُّوبَ، تَحَدَّى إِبْلِيسُ اللّٰهَ مُدَّعِيًا أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَبْقَى أَمِينًا لِيَهْوَه إِذَا سُمِحَ لَهُ بِتَجْرِبَتِهِ. لكِنَّ أَيُّوبَ ظَلَّ مُتَمَسِّكًا بِٱسْتِقَامَتِهِ، وَبِذلِكَ بَرْهَنَ أَنَّ الشَّيْطَانَ كَذَّابٌ. (ايوب ١:٨–٢:٩؛ ١٦:٢؛ ٢٧:٥؛ ٣١:٦) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَضْطَهِدُ إِبْلِيسُ شُهُودَ يَهْوَه فِي مُحَاوَلَةٍ لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ وَالبُرْهَانِ أَنَّهُ مُحِقٌّ فِي تَحَدِّيهِ.
١٠ وَإِدْرَاكُنَا أَنَّ إِبْلِيسَ يَجْلُبُ عَلَيْنَا ٱلِٱضْطِهَادَ لِأَنَّهُ يَسْتَمِيتُ فِي سَبِيلِ كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِنَا أَمَامَ اللّٰهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَشَجَّعَ وَنَتَقَوَّى. (تثنية ٣١:٦) فَإِلهُنَا هُوَ المُتَسَلِّطُ الكَوْنِيُّ وَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا. فَلْنَسْعَ دَائِمًا إِلَى تَفْرِيحِ قَلْبِ يَهْوَه بِالمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، مُعْطِينَ جَوَابًا لِلْمُعَيِّرِ الكَبِيرِ، الشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ. — امثال ٢٧:١١.
«نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»
١١ مَاذَا يَعْنِي الطَّلَبُ: «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ»؟
١١ لَيْسَتِ المُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ بِالأَمْرِ السَّهْلِ؛ فَهِيَ تَتَطَلَّبُ مِنَّا تَقْدِيمَ الصَّلَوَاتِ المُخْلِصَةِ. وَكَلِمَاتُ الصَّلَاةِ النَّمُوذَجِيَّةِ التِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ مُسَاعِدَةٌ جِدًّا فِي هذَا المَجَالِ. يَقُولُ قِسْمٌ مِنْهَا: «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ». (متى ٦:١٣) إِنَّ يَهْوَه لَا يُجَرِّبُنَا لِنَقَعَ فِي الخَطِيَّةِ. (يعقوب ١:١٣) وَحِينَمَا تَتَحَدَّثُ الأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ عَنْ فِعْلِهِ، أَوْ تَسْبِيبِهِ، بَعْضَ الأُمُورِ فَإِنَّهَا تَقْصِدُ بِذلِكَ أَنَّهُ يَسْمَحُ بِهَا. (راعوث ١:٢٠، ٢١) لِذلِكَ، عِنْدَمَا نُصَلِّي كَمَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ، يَكُونُ ذلِكَ بِمَثَابَةِ الطَّلَبِ مِنْ يَهْوَه أَلَّا يَسْمَحَ بِأَنْ نَسْتَسْلِمَ لِلتَّجْرِبَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَنْ يَسْمَحَ بِذلِكَ، لِأَنَّ الأَسْفَارَ المُقَدَّسَةَ تُؤَكِّدُ لَنَا: «اَللّٰهُ أَمِينٌ، وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ، بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ التَّجْرِبَةِ المَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا». — ١ كورنثوس ١٠:١٣.
١٢ لِمَاذَا نُصَلِّي: «نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»؟
١٢ بَعْدَ ذِكْرِ التَّجْرِبَةِ فِي الصَّلَاةِ النَّمُوذَجِيَّةِ، كَانَ مِنَ المُلَائِمِ أَنْ يَقُولَ يَسُوعُ: «نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ». وَتَنْقُلُ بَعْضُ تَرْجَمَاتِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ هذِهِ الكَلِمَاتِ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي: «أَنْقِذْنَا مِنَ الشَّرِّ» (ترجمة الملك جيمس، بالانكليزية؛ الترجمة القانونية المنقَّحة، بالانكليزية) أَوِ «ٱحْمِنَا مِنَ الشَّرِّ». (الترجمة الانكليزية المعاصرة) ولكِنْ فِي الأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ، يُسْتَخْدَمُ الفِعْلُ ‹أَنْقَذَ مِنْ› عُمُومًا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالأَشْخَاصِ. كَمَا أَنَّ إِنْجِيلَ مَتَّى يُشِيرُ إِلَى إِبْلِيسَ عَلَى أَنَّهُ شَخْصٌ حِينَ يَدْعُوهُ «المُجَرِّبَ». (متى ٤:٣، ١١) لِذلِكَ مِنَ المُهِمِّ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى اللّٰهِ لِيُنَجِّيَنَا مِنَ «الشِّرِّيرِ»، الشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ. فَهُوَ يُحَاوِلُ جَعْلَنَا نُخْطِئُ إِلَى اللّٰهِ. (١ تسالونيكي ٣:٥) وَإِذَا صَلَّيْنَا: «نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»، يَعْنِي ذلِكَ أَنَّنَا نَطْلُبُ مِنْ أَبِينَا السَّمَاوِيِّ أَنْ يُرْشِدَنَا وَيُسَاعِدَنَا لِئَلَّا يَتَغَلَّبَ عَلَيْنَا إِبْلِيسُ بِالحِيلَةِ.
لَا تَدَعْ إِبْلِيسَ يَتَغَلَّبُ عَلَيْكَ بِالحِيلَةِ
١٣، ١٤ لِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يُغَيِّرَ الكُورِنْثِيُّونَ طَرِيقَةَ تَعَامُلِهِمْ مَعَ رَجُلٍ فِي الجَمَاعَةِ ٱرْتَكَبَ الفَسَادَ الأَدَبِيَّ ثُمَّ تَابَ؟
١٣ عِنْدَمَا حَثَّ بُولُسُ المَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ أَنْ يَكُونُوا غَفُورِينَ، كَتَبَ قَائِلًا: «أَيُّ مَنْ صَفَحْتُمْ لَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَأَنَا أَيْضًا. وَأَمَّا أَنَا فَمَا قَدْ صَفَحْتُ عَنْهُ، إِنْ كُنْتُ قَدْ صَفَحْتُ عَنْ شَيْءٍ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَمَامَ المَسِيحِ، لِئَلَّا يَتَغَلَّبَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ بِالحِيلَةِ، فَنَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ». (٢ كورنثوس ٢:١٠، ١١) فَبِإِمْكَانِ إِبْلِيسَ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَيْنَا بِالحِيلَةِ بِشَتَّى الطَّرَائِقِ. وَلكِنْ لِمَاذَا قَالَ بُولُسُ الكَلِمَاتِ المُقْتَبَسَةَ آنِفًا؟
١٤ كَانَ بُولُسُ قَدْ وَبَّخَ أَهْلَ كُورِنْثُوسَ لِأَنَّهُمْ سَمَحُوا لِرَجُلٍ فَاسِدٍ أَدَبِيًّا بِأَنْ يَبْقَى فِي الجَمَاعَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ فَرَّحَ الشَّيْطَانَ لِأَنَّ التَّعْيِيرَ لَحِقَ بِالجَمَاعَةِ التِي تَغَاضَتْ عَنْ «عَهَارَةٍ لَا نَظِيرَ لَهَا حَتَّى بَيْنَ الأُمَمِ». فِي مَا بَعْدُ، جَرَى فَصْلُ هذَا الشَّخْصِ الخَاطِئِ. (١ كورنثوس ٥:١-٥، ١١-١٣) لكِنَّ الرَّجُلَ تَابَ لَاحِقًا. فَإِذَا رَفَضَ الكُورِنْثِيُّونَ أَنْ يُسَامِحُوهُ وَيُعِيدُوهُ إِلَى الجَمَاعَةِ، فَسَيَتَغَلَّبُ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ بِالحِيلَةِ بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى. كَيْفَ ذلِكَ؟ سَيَكُونُونَ قُسَاةً وَعَدِيمِي الرَّحْمَةِ مِثْلَ الشَّيْطَانِ نَفْسِهِ. وَإِذَا ‹ٱبْتُلِعَ› الرَّجُلُ التَّائِبُ «مِنْ فَرْطِ حُزْنِهِ» وَتَوَقَّفَ عَنْ عِبَادَةِ اللّٰهِ، فَسَيَتَحَمَّلُ الشُّيُوخُ مَسْؤُولِيَّةَ ذلِكَ أَمَامَ الإِلهِ الرَّحِيمِ يَهْوَه. (٢ كورنثوس ٢:٧؛ يعقوب ٢:١٣؛ ٣:١) طَبْعًا، مَا مِنْ شَخْصٍ مَسِيحِيٍّ يُرِيدُ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِالشَّيْطَانِ بِأَنْ يَكُونَ مُجَرَّدًا مِنَ المَشَاعِرِ، قَاسِيًا، وَعَدِيمَ الرَّحْمَةِ.
سِلَاحُ اللّٰهِ يَحْمِينَا
١٥ أَيَّةُ حَرْبٍ نَشُنُّهَا، وَعَلَامَ يَعْتَمِدُ ٱنْتِصَارُنَا؟
١٥ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يُنَجِّيَنَا اللّٰهُ مِنْ إِبْلِيسَ، يَجِبُ أَنْ نَشُنَّ حَرْبًا رُوحِيَّةً عَلَى القُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ. وَٱنْتِصَارُنَا عَلَى هذِهِ القُوَى الجَبَّارَةِ يَعْتَمِدُ عَلَى لُبْسِنَا «سِلَاحَ اللّٰهِ الكَامِلَ». (افسس ٦:١١-١٨) وَيَشْمُلُ هذَا السِّلَاحُ «دِرْعَ البِرِّ». (افسس ٦:١٤) فَشَاوُلُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ القَدِيمَةِ عَصَى اللّٰهَ، مِمَّا جَعَلَهُ يَخْسَرُ الرُّوحَ القُدُسَ. (١ صموئيل ١٥:٢٢، ٢٣) فَإِذَا مَارَسْنَا البِرَّ وَلَبِسْنَا السِّلَاحَ الرُّوحِيَّ الكَامِلَ، نَنَالُ رُوحَ اللّٰهِ القُدُسَ وَالحِمَايَةَ اللَّازِمَةَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَمَلَائِكَتِهِ الأَشْرَارِ. — امثال ١٨:١٠.
١٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا نَيْلُ الحِمَايَةِ المُسْتَمِرَّةِ مِنَ القُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ؟
١٦ وَلِكَيْ نَنَالَ الحِمَايَةَ المُسْتَمِرَّةَ مِنَ القُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ، يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِأُمُورٍ مِثْلِ قِرَاءَةِ وَدَرْسِ كَلِمَةِ اللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ، مُسْتَفِيدِينَ مِنَ المَطْبُوعَاتِ التِي يُزَوِّدُهَا «الوَكِيلُ الأَمِينُ». (لوقا ١٢:٤٢) وَهكَذَا، نُغَذِّي عُقُولَنَا بِأُمُورٍ رُوحِيَّةٍ بَنَّاءَةٍ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَشُورَةِ بُولُسَ: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ بَارٌّ، كُلُّ مَا هُوَ عَفِيفٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ، كُلُّ مَا ذِكْرُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَا يَسْتَحِقُّ المَدْحَ، فَفِي هذِهِ فَكِّرُوا دَائِمًا». — فيلبي ٤:٨.
١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ مُنَادِينَ فَعَّالِينَ بِالبِشَارَةِ؟
١٧ وَيُمَكِّنُنَا يَهْوَه أَيْضًا مِنِ ‹ٱتِّخَاذِ التَّأَهُّبِ لِبِشَارَةِ السَّلَامِ حِذَاءً لِأَقْدَامِنَا›. (افسس ٦:١٥) فَالِٱشْتِرَاكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي الِاجْتِمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةِ يُجَهِّزُنَا لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ المَلَكُوتِ. وَمَا أَعْظَمَ الفَرَحَ الذِي نَجْنِيهِ مِنْ مُسَاعَدَةِ الآخَرِينَ عَلَى تَعَلُّمِ حَقِّ اللّٰهِ وَنَيْلِ الحُرِّيَّةِ الرُّوحِيَّةِ! (يوحنا ٨:٣٢) وَ «سَيْفُ الرُّوحِ، أَيْ كَلِمَةُ اللّٰهِ»، هُوَ قِطْعَةُ سِلَاحٍ أَسَاسِيَّةٌ تَحْمِينَا مِنَ التَّعَالِيمِ البَاطِلَةِ وَتُمَكِّنُنَا مِنْ «هَدْمِ حُصُونٍ». (افسس ٦:١٧؛ ٢ كورنثوس ١٠:٤، ٥) فَٱسْتِخْدَامُ كَلِمَةِ اللّٰهِ المَكْتُوبَةِ، الكِتَابِ المُقَدَّسِ، بِبَرَاعَةٍ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَعْلِيمِ الحَقِّ وَيَحْمِينَا مِنْ خِدَاعِ إِبْلِيسَ.
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ‹الثَّبَاتُ ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ›؟
١٨ اِفْتَتَحَ بُولُسُ مُنَاقَشَتَهُ لِسِلَاحِنَا الرُّوحِيِّ بِالقَوْلِ: «تَقَوَّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. اِلْبَسُوا سِلَاحَ اللّٰهِ الكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ [«أَعْمَال مَاكِرَة»] إِبْلِيسَ». (افسس ٦:١٠، ١١، انظر حاشية الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد، بشواهد [بالانكليزية]) وَالكَلِمَةُ اليُونَانِيَّةُ المَنْقُولَةُ إِلَى فِعْلِ «ثَبَتَ» هِيَ تَعْبِيرٌ يُسْتَعْمَلُ لِلْجُنْدِيِّ الذِي يَثْبُتُ فِي مَوْقِعِهِ. فَنَحْنُ نَبْقَى ثَابِتِينَ فِي حَرْبِنَا الرُّوحِيَّةِ رَغْمَ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَخْدِمُ وَسَائِلَ مَاكِرَةً مُتَنَوِّعَةً فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَعْكِيرِ وَحْدَتِنَا، إِفْسَادِ تَعَالِيمِنَا، أَوْ كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِنَا أَمَامَ اللّٰهِ. لكِنَّ هَجَمَاتِ إِبْلِيسَ لَمْ تَنْجَحْ حَتَّى الآنَ وَلَنْ تَنْجَحَ أَبَدًا!a
قَاوِمْ إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكَ
١٩ مَا هِيَ إِحْدَى الطَّرَائِقِ لِٱتِّخَاذِ خُطْوَةٍ هُجُومِيَّةٍ فِي ‹مُقَاوَمَتِنَا› إِبْلِيسَ؟
١٩ بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱنْتِصَارُ فِي حَرْبِنَا الرُّوحِيَّةِ ضِدَّ إِبْلِيسَ وَالقُوَى الرُّوحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ التِي هِيَ تَحْتَ إِمْرَتِهِ. فَمَا مِنْ سَبَبٍ لِنَرْتَعِدَ خَوْفًا مِنَ الشَّيْطَانِ، لِأَنَّ التِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ كَتَبَ: «اِخْضَعُوا للّٰهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ». (يعقوب ٤:٧) وَإِحْدَى الطَّرَائِقِ لِٱتِّخَاذِ خُطْوَةٍ هُجُومِيَّةٍ فِي ‹مُقَاوَمَتِنَا› الشَّيْطَانَ وَالمَخْلُوقَاتِ الرُّوحَانِيَّةَ الشِّرِّيرَةَ الحَلِيفَةَ لَهُ هِيَ أَلَّا نَتَوَرَّطَ فِي عُلُومِ الغَيْبِ أَوِ السِّحْرِ وَأَلَّا يَكُونَ لَنَا صِلَةٌ بِالَّذِينَ يُمَارِسُونَهَا. فَالأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ تَقُولُ بِوُضُوحٍ أَنَّ خُدَّامَ يَهْوَه يَجِبُ أَنْ يَرْفُضُوا القِيَامَ بِمُمَارَسَاتٍ مِثْلِ الفَأْلِ، التَّنْجِيمِ، العِرَافَةِ، وَالأَرْوَاحِيَّةِ. وَإِذَا كُنَّا نَشَاطَى وَأَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا، فَمَا مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ أَنْ يَرْقِيَنَا أَحَدٌ رُقْيَةً. — عدد ٢٣:٢٣؛ تثنية ١٨:١٠-١٢؛ اشعيا ٤٧:١٢-١٥؛ اعمال ١٩:١٨-٢٠.
٢٠ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ‹مُقَاوَمَةُ› إِبْلِيسَ؟
٢٠ نَحْنُ ‹نُقَاوِمُ إِبْلِيسَ› بِٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ وَحَقَائِقِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ وَالثَّبَاتِ فِي وَجْهِهِ. وَبِمَا أَنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ إِلهُ هذَا العَالَمِ، فَهُمَا عَلَى تَوَافُقٍ تَامٍّ. (٢ كورنثوس ٤:٤) لِذلِكَ نَحْنُ نَرْفُضُ السِّمَاتِ التِي تُمَيِّزُ العَالَمَ مِثْلَ الكِبْرِيَاءِ، الأَنَانِيَّةِ، الفَسَادِ الأَدَبِيِّ، العُنْفِ، وَالمَادِّيَّةِ. كَمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ إِبْلِيسَ هَرَبَ عِنْدَمَا صَدَّ يَسُوعُ هُجُومَهُ بِٱسْتِخْدَامِ الأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ حِينَ جَرَّبَهُ فِي البَرِّيَّةِ. (متى ٤:٤، ٧، ١٠، ١١) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، ‹سَيَهْرُبُ مِنَّا› الشَّيْطَانُ مَهْزُومًا إِذَا أَذْعَنَّا إِذْعَانًا تَامًّا لِيَهْوَه وَٱتَّكَلْنَا عَلَيْهِ بِوَاسِطَةِ الصَّلَاةِ. (افسس ٦:١٨) وَبِدَعْمِ يَهْوَه اللّٰهِ وَٱبْنِهِ الحَبِيبِ، لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ — حَتَّى وَلَا إِبْلِيسَ — أَنْ يُلْحِقَ بِنَا أَذًى دَائِمًا! — مزمور ٩١:٩-١١.
[الحاشية]
a من اجل المزيد من المعلومات حول سلاح اللّٰه الروحي، انظر برج المراقبة، عدد ١٥ ايار (مايو) ١٩٩٢، الصفحات ٢١-٢٣.
-