مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل تزاول قوى الشر عملها؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • هل تزاول قوى الشر عملها؟‏

      ‏«العالم غارق في دوامة من التشويش،‏ ويبدو كما لو ان قوى خفية تسعى جاهدة الى سدّ جميع مخارج الطوارئ».‏ —‏ جان كلود سوليري،‏ صحافي.‏

      ‏‹ان مشاعر العجز التي تنتاب المرء تولّد احساسا بأن قوة شريرة عظيمة تمارس تأثيرها›.‏ —‏ جوزيف بارتون،‏ مؤرخ.‏

      ان الرعب العظيم الذي اوقعته في القلوب الهجمات الارهابية في ١١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠١ جعل كثيرين ينظرون الى الامور نظرة جدية.‏ ذكر مايكل پراوس في صحيفة فايننشل تايمز الصادرة في انكلترا:‏ «ما من حيوان يتصرف او يستطيع التصرف بهذه الطريقة الوحشية».‏ وورد تعليق في افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز يقول انه فضلا عن التخطيط الذي تطلّبه الاعتداء،‏ «يجب التأمل في البغض الشديد الذي ادى اليه،‏ والذي لا يقل عنه اهمية.‏ انه بغض يفوق أعراف الحرب،‏ لا يعرف حدودا،‏ ولا يلتزم بأي اتفاق».‏

      ثمة اشخاص ذوو معتقدات شتى امعنوا النظر في امكانية وجود قوة مؤذية تزاول عملها.‏ ذكر رجل اعمال من ساراييڤو شهد اهوال البغض العرقي في البوسنة:‏ «بعد سنة من الحرب البوسنية أعتقد ان الشيطان هو مَن يمسك بزمام الامور.‏ انه لَجنون مطبق».‏

      وعندما سُئل المؤرخ جان ديلومو عما اذا كان يؤمن بوجود ابليس،‏ اجاب:‏ «كيف يمكنني انكار قوة الشر في حين ارى ما يحدث وما سبق ان حدث منذ ولادتي:‏ الحرب العالمية الثانية التي تجاوز عدد ضحاياها الـ‍ ٤٠ مليونا؛‏ اوشڤيتس ومعسكرات الموت؛‏ الابادة الجماعية في كمبوديا؛‏ نظام الحكم الاستبدادي الدموي لشاوشسكو؛‏ التعذيب الذي تعتمده الحكومات في اماكن كثيرة حول العالم.‏ ولائحة الاهوال لا تنتهي.‏ .‏ .‏ .‏ لذلك اعتقد اننا مبررون في دعوة هذه الاعمال ‹شيطانية›،‏ لا لأن مَن يدفع اليها هو ابليس بقرنين وقدمين منفلقتين،‏ بل ابليس يرمز الى سطوة وقوة الشر الذي يتحكم في العالم».‏

      ومثل جان ديلومو،‏ هنالك كثيرون ممن يصفون ‹بالشيطانية› الامور المروِّعة التي تحدث اليوم في المجتمع البشري،‏ انطلاقا من الصعيد العائلي ووصولا الى الصعيد الدولي.‏ ولكن ماذا يعني ذلك؟‏ هل يجب نسب هذه الاهوال الى قوى الشر المجرَّدة،‏ ام ان هنالك قوى حاقدة ذات شخصية تزاول عملها،‏ دافعة البشر الى ارتكاب جرائم شنيعة تتجاوز المستوى المعتاد للشر البشري؟‏ وهل تعمل هذه القوى تحت توجيه رئيس الشر —‏ الشيطان ابليس؟‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      ‏o‏t‏o‏h‏p‏ ‏d‏r‏a‏u‏G‏ ‏t‏s‏a‏o‏C‏ ‎.‏S‏‎.‏U‏ :‏n‏e‏r‏d‏l‏i‏h‏C

  • الشيطان —‏ خرافة ام واقع مشؤوم؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • الشيطان —‏ خرافة ام واقع مشؤوم؟‏

      اثار اصل الشر اهتمام المفكرين منذ الازمنة الغابرة.‏ يذكر قاموس للكتاب المقدس،‏ لواضعه جيمس هايستنڠز (‏بالانكليزية)‏:‏ «عند بداية الوعي البشري،‏ وجد الانسان نفسه في مواجهة مع قوى لم يستطِع السيطرة عليها،‏ قوى مارست تأثيرا مؤذيا او هدّاما».‏ ويقول الكتاب نفسه ايضا:‏ «سعى البشر الاولون فطريا الى معرفة الاسباب،‏ وفسَّروا قوى الطبيعة وتجلِّياتها الاخرى على انها منبثقة من كائنات عاقلة».‏

      يعتقد المؤرخون ان الايمان بآ‌لهة شيطانية وأرواح شريرة يعود اصله الى التاريخ الباكر لبلاد ما بين النهرين.‏ فقد آمن البابليون القدماء بأن العالم السفلي او «ارض اللاعودة» يحكمه اله يُدعى نرجل،‏ اله عنيف يُعرَف بـ‍ «الكائن الذي يحرق».‏ كما خافوا الشياطين وحاولوا استرضاءهم بواسطة تعاويذ سحرية.‏ وفي الاساطير المصرية،‏ كان سيت اله الشر،‏ وقد «صُوِّر في شكل وحش غريب له خرطوم دقيق متقوِّس،‏ اذنان منتصبتان مربعتا الشكل،‏ وذيل صلب على شكل مذراة».‏ —‏ دائرة معارف لاروس لعلم الاساطير (‏بالانكليزية)‏.‏

      كان لليونانيين والرومان آلهة خيِّرة وآلهة حاقدة،‏ غير انه لم يكن لديهم اله شرير مهيمن.‏ وعلَّم فلاسفتهم بوجود مبدأين متعارضَين.‏ لقد اعتقد امپيدوكليس ان هذين المبدأين هما الحُب وعدم الانسجام.‏ وبالنسبة الى أفلاطون،‏ كان احدهما يؤدي الى الخير والآخر الى الشر.‏ وكما يذكر جورج مينوا في كتابه ابليس (‏بالفرنسية)‏:‏ «ان الديانة الوثنية التقليدية [اليونانية-‏الرومانية] لم تعترف بوجود ابليس».‏

      في ايران علَّمت الزرادشتية ان الاله الاسمى أهورا مَزدا،‏ او أورمازد،‏ خلق أنڠرامينيو،‏ او اهرمان،‏ الذي اختار فعل الشر،‏ فأصبح بذلك الروح المدمِّرة او المهلِك.‏

      وفي اليهودية،‏ صُوِّر الشيطان بطريقة واضحة على انه خصم اللّٰه الذي ابتدع الخطية.‏ ولكن بعد قرون عديدة،‏ اصبحت هذه الصورة ملطخة بأفكار وثنية.‏ تذكر دائرة المعارف اليهودية (‏بالانكليزية)‏:‏ «حدث تغيير هائل .‏ .‏ .‏ خلال القرون الاخيرة لما قبل الميلاد.‏ ففي هذه الحقبة،‏ اتخذ الدين [اليهودي] .‏ .‏ .‏ خصائص كثيرة من مذهب الثُّنائية الذي يقول ان اللّٰه وقوى الخير والحق يواجهون المقاومة في السماء وعلى الارض من قوى الشر والخداع الجبارة.‏ ويبدو ان ذلك حدث بتأثير من الدين الفارسي».‏ وتذكر دائرة المعارف اليهودية المختصرة ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «كانت الحماية من [الشياطين] ممكنة بإطاعة الوصايا واستخدام الاحراز».‏

      الارتداد في اللاهوت المسيحي

      مثلما تبنّت اليهودية مفاهيم غير مؤسسة على الكتاب المقدس بشأن الشيطان والابالسة،‏ كذلك طوّر المسيحيون المرتدّون افكارا تخالف تعاليم الاسفار المقدسة.‏ يذكر قاموس انكور للكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان احد الافكار اللاهوتية القديمة الاكثر تطرفا هو ان اللّٰه افتدى شعبه بدفع ثمن تحريرهم الى الشيطان».‏ لقد اقترح ايريناوس (‏القرن الثاني للميلاد)‏ هذه الفكرة.‏ ثم طوَّرها اكثر اوريجانس (‏القرن الثالث للميلاد)‏ الذي ادّعى ان «ابليس قد اكتسب حقا شرعيا على البشر»،‏ واعتبر «موت المسيح .‏ .‏ .‏ فدية دُفِعت الى ابليس».‏ —‏ تاريخ العقيدة (‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعه ادولف هارناك.‏

      وبحسب دائرة المعارف الكاثوليكية (‏بالانكليزية)‏،‏ «لعبت [فكرة دفع الفدية الى ابليس] دورا بارزا في تاريخ اللاهوت طوال الف سنة تقريبا»،‏ وبقيت جزءا من العقيدة الكنسية.‏ وثمة آباء آخرون للكنيسة،‏ بينهم اوغسطين (‏القرنان الرابع والخامس للميلاد)‏،‏ تبنّوا الفكرة ان الفدية دُفِعت الى الشيطان.‏ ولكن بحلول القرن الـ‍ ١٢ للميلاد،‏ استنتج اخيرا اللاهوتيان الكاثوليكيان أنسِلْم وأبيلار ان ذبيحة المسيح لم تقدَّم للشيطان بل للّٰه.‏

      خرافات القرون الوسطى

      رغم تكتّم معظم مجامع الكنيسة الكاثوليكية حول موضوع الشيطان،‏ اصدر مجمع لاتران الرابع سنة ١٢١٥ ب‌م ما تدعوه دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة (‏بالانكليزية)‏ «اعلان رسمي للإيمان».‏ يذكر القانون ١:‏ «خلق اللّٰه ابليس والشياطين الآخرين صالحين بطبيعتهم،‏ لكن افعالهم الخاصة جعلتهم اشرارا».‏ ويضيف ان هؤلاء يسعون جاهدين الى اغواء الجنس البشري.‏ لقد استحوذت هذه الفكرة الاخيرة على اشخاص كثيرين خلال القرون الوسطى.‏ فكان الشيطان وراء كل ما بدا غير مألوف،‏ كالمرض الذي لا تعليل له،‏ الموت المفاجئ،‏ او المحاصيل الرديئة.‏ وفي سنة ١٢٣٣ ب‌م،‏ اصدر البابا ڠريڠوريوس التاسع عدة مراسيم ضد الهراطقة،‏ بينها مرسوم ضد اللوسيفيريّين الذين يُزعم انهم عباد لإبليس.‏

      والاعتقاد بأن ابليس والشياطين يمكن ان يستحوذوا على الناس سرعان ما أنشأ احساسا جماعيا بالاضطهاد —‏ خوفا هستيريا من الشعوذة والسحر.‏ ومن القرن الـ‍ ١٣ حتى القرن الـ‍ ١٧،‏ اجتاح الخوف من الساحرات اوروپا ووصل الى اميركا الشمالية مع المستعمرين الاوروپيين.‏ حتى ان المُصلِحَين الپروتستانتيَّين مارتن لوثر وجون كالڤن وافقا على مطاردة الساحرات.‏ وفي اوروپا،‏ كانت الساحرات تحاكَم بواسطة محاكم التفتيش والمحاكم الدنيوية على السواء بسبب مجرد اشاعات او اتهامات ماكرة.‏ وعموما،‏ استُخدم التعذيب لانتزاع الاعتراف بـ‍ «الذنب».‏

      ان الذين وُجدوا مذنبين كان يمكن ان يُحكَم عليهم بالموت إما شنقا،‏ كما في انكلترا واسكتلندا،‏ او حرقا.‏ وعن عدد الضحايا،‏ تذكر دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «وفقا لبعض المؤرخين،‏ اعدمت الكنيسة المسيحية ما بين سنة ١٤٨٤ و ١٧٨٢ حوالي ٠٠٠‏,٣٠٠ امرأة بتهمة ممارسة السحر».‏ فإذا كان الشيطان وراء هذه المأساة التي شهدتها القرون الوسطى،‏ فمَن الذين استخدمهم كأدوات له —‏ الضحايا ام مضطهديهم الدينيين المتعصبين؟‏

      الاتجاه السائد اليوم

      شهد القرن الـ‍ ١٨ بزوغ الفكر العقلاني المعروف بالتنوير.‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان فلسفة ولاهوت التنوير سعَيا الى ازالة صورة ابليس من الفكر المسيحي باعتبارها ثمرة خيال الاساطير التي سادت في القرون الوسطى».‏ لكن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ابدت ردّ فعل معاكسا وأعادت تأكيد ايمانها بوجود الشيطان ابليس في المجمع الڤاتيكاني الاول (‏١٨٦٩-‏١٨٧٠)‏،‏ كما كرّرت بتحفُّظ ذكر هذا المعتقد في المجمع الڤاتيكاني الثاني (‏١٩٦٢-‏١٩٦٥)‏.‏

      وهكذا بصورة رسمية،‏ كما تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة (‏بالانكليزية)‏،‏ «تلتزم الكنيسة بالايمان بوجود ملائكة وشياطين».‏ ولكن بحسب تِيو‏،‏ وهو قاموس فرنسي للكثلكة،‏ «يرفض كثيرون من المسيحيين اليوم عزو الشر في العالم الى ابليس».‏ وفي السنوات الاخيرة،‏ يأخذ اللاهوتيون الكاثوليك حذرهم في هذا الموضوع متأرجحين بين العقيدة الكاثوليكية الرسمية والفكر الحديث.‏ تقول دائرة المعارف البريطانية:‏ «يميل اللاهوت المسيحي الليبرالي الى الاعتبار ان لغة الكتاب المقدس المتعلقة بالشيطان هي ‹تصويرية› لا يجب فهمها حرفيا —‏ هي محاولة خرافية للتعبير عن واقع ونطاق الشر في الكون».‏ وبالنسبة الى الپروتستانت،‏ يذكر المرجع نفسه:‏ «ان الپروتستانتية الليبرالية العصرية تميل الى انكار ضرورة الايمان بوجود ابليس ككائن له شخصية».‏ ولكن هل ينبغي ان يعتبر المسيحيون الحقيقيون ما يقوله الكتاب المقدس عن الشيطان لغة «تصويرية»؟‏

      ما تعلِّمه الاسفار المقدسة

      لم تقدِّم الفلسفة واللاهوت البشريان تفسيرا لأصل الشر افضل من ذاك الذي يقدِّمه الكتاب المقدس.‏ وما تقوله الاسفار المقدسة عن الشيطان اساسي لفهم اصل الشر والالم البشري،‏ وأيضا لمعرفة ما يجعل اسوأ عنف يمكن تصوره يزداد سوءا كل سنة.‏

      قد يسأل البعض:‏ ‹اذا كان اللّٰه خالقا صالحا ومُحبًّا،‏ فكيف استطاع خلق كائن روحاني شرير كالشيطان؟‏›.‏ يؤكد الكتاب المقدس ان كل اعمال يهوه اللّٰه كاملة وأن كل مخلوقاته الذكية مُنِحت ارادة حرّة.‏ (‏تثنية ٣٠:‏١٩؛‏ ٣٢:‏٤؛‏ يشوع ٢٤:‏١٥؛‏ ١ ملوك ١٨:‏٢١‏)‏ اذًا،‏ لا بد ان الشخص الروحاني الذي اصبح الشيطان خُلِق كاملا واختار عمدا الانحراف عن طريق الحق والبر.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ان مسلك تمرد الشيطان يشبه بطرائق عديدة مسلك «ملك صور»،‏ الذي وُصِف شعريا بأنه «كامل الجمال» و ‹كامل في طرقه من يوم خُلق حتى وُجد فيه اثم›.‏ (‏حزقيال ٢٨:‏١١-‏١٩‏)‏ لم يشكك الشيطان في تفوُّق يهوه او في كونه الخالق.‏ وطبعا لا يمكنه ذلك اذ ان اللّٰه خلقه.‏ لكن الشيطان تحدّى طريقة ممارسة يهوه لسلطانه.‏ ففي جنة عدن لمّح الشيطان الى ان اللّٰه يحرم الزوجين البشريَّين الاولَين من شيء لهما الحق فيه ويتوقف خيرهما عليه.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥‏)‏ ونجح في جعل آدم وحواء يتمردان على سلطان يهوه البار،‏ جالبا عليهما وعلى المتحدرين منهما الخطية والموت.‏ (‏تكوين ٣:‏٦-‏١٩؛‏ روما ٥:‏١٢‏)‏ وهكذا،‏ يظهِر الكتاب المقدس ان الشيطان هو المسبب الرئيسي لألم البشر.‏

      قبل الطوفان،‏ انضم ملائكة آخرون الى الشيطان في تمرده.‏ فقد تجسّدوا في اجسام بشرية لإشباع رغبتهم في اللذة الجنسية مع بنات الناس.‏ (‏تكوين ٦:‏١-‏٤‏)‏ وعند مجيء الطوفان،‏ عاد هؤلاء الملائكة الشاذّون الى الحيز الروحي،‏ ولكنهم لم يستعيدوا «مركزهم الاصلي» مع اللّٰه في السماء.‏ (‏يهوذا ٦‏)‏ فقد أُحدِروا الى حالة من الظلام الروحي الكثيف.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٤‏)‏ وأصبحوا شياطين لا يخدمون في ما بعد تحت سلطان يهوه بل يخضعون للشيطان.‏ وفي حين لا يستطيع الشياطين ان يتجسدوا ثانية،‏ فلا يزال بإمكانهم ممارسة سلطة كبيرة على عقول وحياة البشر،‏ ولا شك انهم مسؤولون عن الكثير من العنف الذي نشهده اليوم.‏ —‏ متى ١٢:‏٤٣-‏٤٥؛‏ لوقا ٨:‏٢٧-‏٣٣‏.‏

      نهاية حكم الشيطان قريبة

      من الواضح ان القوى الشريرة تزاول عملها في العالم اليوم.‏ كتب الرسول يوحنا:‏ «اما العالم كله فهو تحت سلطة الشرير».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      لكن اتمام نبوة الكتاب المقدس يظهِر ان ابليس يجعل ويلات الارض تتفاقم اذ يعرف انه لم يبقَ لديه إلا ‹زمان قصير› يسبب فيه الخراب قبل سجنه.‏ (‏كشف ١٢:‏٧-‏١٢؛‏ ٢٠:‏١-‏٣‏)‏ ان نهاية حكم الشيطان ستسم بداية عالم جديد بار حيث الدموع،‏ الموت،‏ والوجع ‹لا تكون في ما بعد›.‏ وحينئذ ‹ستكون مشيئة اللّٰه كما في السماء كذلك على الارض›.‏ —‏ كشف ٢١:‏١-‏٤؛‏ متى ٦:‏١٠‏.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٤]‏

      آمن البابليون بإله عنيف يدعى نرجل (‏اقصى اليمين)‏؛‏ آمن أفلاطون (‏الى اليمين)‏ بوجود مبدأين متعارضَين

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏e‏c‏e‏e‏r‏G‏ ‎,‏s‏n‏e‏h‏t‏A‏ ‎,‏m‏u‏e‏s‏u‏M‏ ‏l‏a‏c‏i‏g‏o‏l‏o‏e‏a‏h‏c‏r‏A‏ ‏l‏a‏n‏o‏i‏t‏a‏N‏ :‏o‏t‏a‏l‏P‏ ;‏s‏i‏r‏a‏P‏ ‎,‏e‏r‏v‏u‏o‏L‏ ‏u‏d‏ ‏e‏é‏s‏u‏M‏ :‏r‏e‏d‏n‏i‏l‏y‏C‏

      ‏[الصور في الصفحة ٥]‏

      علّم ايريناوس،‏ اوريجانس،‏ وأوغسطين ان الفدية دُفِعَت الى ابليس

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏n‏e‏m‏o‏W‏ ‏s‏u‏o‏m‏a‏F‏ ‏d‏n‏a‏ ‏n‏e‏M‏ ‏t‏a‏e‏r‏G‏ ‏k‏o‏o‏b‏ ‏e‏h‏t‏ ‏m‏o‏r‏F‏ :‏e‏n‏i‏t‏s‏u‏g‏u‏A‏ ;‏s‏e‏r‏u‏t‏c‏i‏P‏ ‏r‏e‏v‏l‏u‏C‏ :‏n‏e‏g‏i‏r‏O‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      ادّى الخوف من الساحرات الى اعدام مئات الآلاف

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏e‏t‏h‏c‏i‏h‏c‏s‏e‏G‏ ‏r‏e‏h‏c‏s‏t‏u‏e‏d‏ ‏l‏a‏a‏s‏r‏e‏d‏l‏i‏B‏ ‏k‏o‏o‏b‏ ‏e‏h‏t‏ ‏m‏o‏r‏F

  • ‏‹لنقاوم ابليس›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏‹لنقاوم ابليس›‏

      ‏«قاوموا ابليس فيهرب منكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧‏.‏

      ١ ماذا يمكن القول عن العالم الحاضر،‏ ولماذا يجب ان يتيقظ الممسوحون وعشراؤهم؟‏

      ‏«اللّٰه اختفى،‏ لكنَّ ابليس باقٍ».‏ تنطبق كلمات المؤلف الفرنسي أندريه مالرو هذه على العالم الذي نعيش فيه.‏ وذلك لأن اعمال الناس تعكس اعمال ابليس الخادعة اكثر من مشيئة اللّٰه.‏ فالشيطان يضلِّل البشر «بكل قوة وبآ‌يات وعلامات خارقة كاذبة وبكل خداع اثيم للهالكين».‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لكنه في هذه «الايام الاخيرة» يركِّز جهوده على خدام اللّٰه المنتذرين،‏ اذ يشنّ حربا على المسيحيين الممسوحين «الذين يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ كشف ١٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ لذلك يجب ان يبقى هؤلاء الشهود وعشراؤهم ذوو الرجاء الارضي متيقظين.‏

      ٢ كيف اغوى الشيطان حواء،‏ وأية مخاوف عبَّر عنها الرسول بولس؟‏

      ٢ ان الشيطان مخادع الى اقصى درجة.‏ فباستخدام حيّة للتمويه،‏ خدع حواء لتعتقد ان الاستقلال عن اللّٰه يجلب لها سعادة اكبر.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦‏)‏ وبعد اربعة آلاف سنة تقريبا،‏ عبَّر الرسول بولس عن مخاوفه ان يقع المسيحيون الممسوحون في كورنثوس ضحية حِيَل الشيطان.‏ كتب قائلا:‏ «اخاف انه،‏ كما اغوت الحية حواء بمكرها،‏ هكذا تفسد عقولكم بطريقة ما عن الاخلاص والعفاف اللذين يحقّان للمسيح».‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فالشيطان يفسد عقول الناس ويشوِّش تفكيرهم.‏ وكما اغوى حواء،‏ بإمكانه ان يجعل المسيحيين يحلِّلون بطريقة خاطئة ويتصوّرون ان سعادتهم تعتمد على شيء لا يرضى عنه يهوه وابنه.‏

      ٣ اية حماية من ابليس يزوِّدها يهوه؟‏

      ٣ يمكن تشبيه الشيطان بصيّاد ينصب الفخاخ لإيقاع العصافير غير الحذرة.‏ وللإفلات من فخاخ الشيطان،‏ يجب ان ‹نسكن في ستر العلي›،‏ مكان حماية مجازي يزوّده يهوه للذين يعترفون بواسطة افعالهم بسلطانه الكوني.‏ (‏مزمور ٩١:‏١-‏٣‏)‏ فنحن بحاجة الى الحماية التي يزوِّدها اللّٰه بواسطة كلمته،‏ روحه،‏ وهيئته ‹لكي نقدر ان نثبت ضد مكايد ابليس›.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ ان الكلمة اليونانية المترجمة «مكايد» يمكن ترجمتها ايضا «اعمال ماكرة» او «حِيَل».‏ ولا شك ان ابليس يستخدم الكثير من الحِيَل والاعمال الماكرة في محاولة لإيقاع خدام يهوه في شرك.‏

      الفخاخ التي نصبها الشيطان للمسيحيين الاولين

      ٤ كيف كان العالم الذي عاش فيه المسيحيون الاولون؟‏

      ٤ عاش مسيحيو القرنَين الاول والثاني حين كانت الامبراطورية الرومانية في اوج مجدها.‏ فقد اتاح السلام الروماني (‏پاكس رومانا‏)‏ ازدهار التجارة،‏ مما ادى الى الكثير من وقت الفراغ لدى الطبقة الحاكمة.‏ كما حرص الحكام على توفير التسلية لعامة الشعب لئلا يثوروا عليهم.‏ وفي بعض الفترات،‏ كانت ايام العُطَل العامة اكثر من ايام العمل.‏ وقد استخدم القادة الاموال العامة لإطعام الشعب وإبقاء اذهانهم مشغولة.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لماذا لم يكن لائقا بالمسيحيين ان يرتادوا المسارح والمدرَّجات الرومانية؟‏ (‏ب)‏ اية حيلة استخدمها الشيطان،‏ وكيف كان بإمكان المسيحيين ان يتجنبوها؟‏

      ٥ وهل شكَّل هذا الوضع خطرا على المسيحيين الاولين؟‏ من التحذيرات التي دوَّنها الكتّاب في حقبة ما بعد الرسل الاولين،‏ مثل ترتليانوس،‏ نعرف ان معظم نشاطات التسلية آنذاك كانت ملآنة بالمخاطر الروحية والادبية التي تهدِّد المسيحيين الحقيقيين.‏ فقد كانت معظم الاعياد العامة والالعاب تُقام إكراما لآلهة وثنية.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٤-‏١٨‏)‏ وفي المسارح،‏ حتى الكثير من العروض الكلاسيكية احتوت على الفساد الادبي الفاضح او العنف وسفك الدماء.‏ وبمرور الوقت،‏ لم يعد الجمهور يفضِّل الكلاسيكيات.‏ فاستُبدلَت هذه بالعروض الايمائية الفاسقة.‏ يقول المؤرخ جيروم كاركوپينو في كتابه الحياة اليومية في روما القديمة (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان يُسمَح للممثلات في هذه العروض بالتعري التام .‏ .‏ .‏ كان الدم يُسفَك بغزارة.‏ .‏ .‏ .‏ تضمنت [العروض الايمائية] انحرافات جنسية شدَّت جماهير العاصمة.‏ فلم يشمئزوا من هذه العروض لأن المجازر المروّعة في المدرَّجات كانت منذ وقت طويل قد جعلتهم مخدَّري الاحاسيس ومنحرفي الغرائز».‏ —‏ متى ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ٦ ففي المدرَّجات،‏ كان مجالدان يتصارعان حتى موت احدهما او يصارع مجالد وحشا حتى يقتله او يُقتَل.‏ وكان المجرمون المحكوم عليهم،‏ وفي وقت لاحق مسيحيون كثيرون،‏ يُلقَون للوحوش الضارية.‏ حتى في تلك الازمنة الباكرة،‏ كانت حيلة الشيطان ان يجعل اشمئزاز الناس من الفساد الادبي والعنف يتلاشى الى ان يعتبروا امورا كهذه طبيعية ويتوقوا الى مشاهدتها.‏ وكانت الطريقة الوحيدة لتجنب هذا الفخ الابتعاد عن المسارح والمدرَّجات.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ لماذا لم يكن من الحكمة ان يذهب المسيحي الى سباق المركبات؟‏ (‏ب)‏ كيف تمكن الشيطان من استخدام الحمّامات الرومانية للإيقاع بالمسيحيين في الفخ؟‏

      ٧ كان سباق المركبات في الحَلَبات المستطيلة الفسيحة سباقا مثيرا جدا دون شك.‏ لكنه لم يكن امرا مقبولا لدى المسيحيين لأن الجماهير غالبا ما لجأت الى العنف.‏ ذكر كاتب عاش في القرن الثالث ان بعض المشاهدين كانوا يتشاجرون،‏ ويقول كاركوپينو انه «كانت هنالك اماكن مخصَّصة ليعمل فيها المنجِّمون والبغايا» في اروقة مباني الحَلَبات.‏ فمن الواضح ان الحَلَبات الرومانية لم تكن مكانا للمسيحيين.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٨ وماذا عن الحمّامات الرومانية الشهيرة؟‏ طبعا،‏ لا يوجد خطأ في الاستحمام من اجل المحافظة على النظافة.‏ لكنَّ الكثير من الحمّامات الرومانية كانت تسهيلات ضخمة تتضمن غرف تدليك،‏ قاعات رياضة،‏ غرف مقامرة،‏ وأماكن للأكل والشرب.‏ ورغم انه كانت هنالك اوقات مخصَّصة من حيث المبدأ ليستخدم الرجال والنساء الحمّامات على حِدة،‏ غالبا ما كان يُسمح بالاستحمام المختلط بين الجنسين.‏ كتب إقليمس الاسكندري:‏ «كانت الحمّامات مختلَطة بين الرجال والنساء؛‏ وهناك كانوا يتعرَّون وينغمسون في الفسق».‏ وهكذا،‏ تمكن الشيطان بكل سهولة من استخدام مؤسسة شرعية كفخ للإيقاع بالمسيحيين.‏ لكنَّ الحكماء لم يرتادوا اماكن كهذه.‏

      ٩ اية اشراك كان على المسيحيين الاولين تجنبها؟‏

      ٩ راجت المقامرة كتسلية بين الناس عندما كانت الامبراطورية الرومانية في اوج ازدهارها.‏ وكان بإمكان المسيحيين الاولين تجنب المراهنة على سباق المركبات بعدم الذهاب الى الحَلَبات.‏ كما جرت المقامرة غير الشرعية على نطاق صغير في غرف سرية في النُّزُل والحانات.‏ فكان اللاعبون يراهنون على العدد المفرد او المزدوج للحصى او عظام اصابع الحيوانات التي يمسك بها لاعب آخر.‏ وقد اضافت المقامرة الاثارة الى حياة الناس لأنها أتاحت لهم الفرصة لربح المال دون بذل الجهد.‏ (‏افسس ٥:‏٥‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ غالبا ما كانت النادلات في الحانات بغايا،‏ مما زاد خطر ارتكاب الفساد الادبي الجنسي.‏ هذه كانت بعض الاشراك التي نصبها الشيطان للمسيحيين الذين عاشوا في مدن الامبراطورية الرومانية.‏ فهل الوضع مختلف اليوم؟‏

      اشراك الشيطان اليوم

      ١٠ كيف تشبه الحالة اليوم الاوضاع التي سادت الامبراطورية الرومانية؟‏

      ١٠ عموما،‏ لم تتغير حِيَل الشيطان على مرّ القرون.‏ ولئلا ‹يتغلب الشيطان على› المسيحيين في مدينة كورنثوس الفاسدة،‏ اعطاهم الرسول بولس مشورة قوية،‏ قائلا:‏ «نحن لا نجهل مخططات [الشيطان]».‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ في بلدان متطورة كثيرة،‏ يسود اليوم وضع مماثل للوضع الذي ساد الامبراطورية الرومانية في اوجها.‏ فكثيرون لديهم وقت فراغ اكثر من قبل.‏ وألعاب اليانصيب التي ترعاها الحكومات تمنح حتى الفقراء بصيص امل.‏ ويتوفر بأسعار زهيدة الكثير من اشكال التسلية التي تشغل عقول الناس.‏ والمدرَّجات الرياضية تغصّ بالناس الذين يتهافت بعضهم على المقامرة ويلجأ البعض الآخر احيانا الى العنف.‏ وكثيرا ما يلجأ اللاعبون ايضا الى العنف.‏ ويسمع الناس الموسيقى المنحطة،‏ وتحتل العروض الفاسقة خشبات المسارح وشاشات السينما والتلفزيون.‏ وفي بعض البلدان،‏ من الشائع الاستحمام المختلط في الحمّامات البخارية والمنتجعات،‏ هذا اذا لم نذكر العري على بعض الشواطئ.‏ فتماما كما في القرون الاولى للمسيحية،‏ يحاول الشيطان ان يغري خدام اللّٰه بواسطة نشاطات التسلية العالمية.‏

      ١١ اي شركين قد تجلبهما الرغبة في الاسترخاء والراحة؟‏

      ١١ في عالم حيث يتفشى الاجهاد،‏ من الطبيعي ان نشعر بالحاجة الى الاسترخاء والتسلية.‏ ولكن كما احتوت الحمّامات الرومانية على نواحٍ قد تشكِّل خطرا على المسيحيين الاولين،‏ يتبيّن ان بعض التسهيلات والمنتجعات المخصصة لقضاء العطل ما هي إلا فخّ يستخدمه الشيطان لإيقاع المسيحيين اليوم في شركَي الفساد الادبي والإفراط في شرب الكحول.‏ كتب بولس الى المسيحيين في كورنثوس:‏ «لا تضلوا.‏ المعاشرات الرديئة تفسد العادات النافعة.‏ اصحوا بمقتضى البر ولا تمارسوا الخطية،‏ فالبعض لا معرفة لهم باللّٰه».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      ١٢ اية حيلتَين يستخدمهما الشيطان لإيقاع خدام يهوه اليوم في شرك؟‏

      ١٢ نحن نعرف كيف استخدم الشيطان المكر لإفساد تفكير حواء.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ واليوم ايضا،‏ يستخدم الشيطان شركا مماثلا.‏ فهو يجعل المسيحيين يظنون انهم يتمكنون من جذب البعض الى الحق المسيحي اذا تمادَوا قدر ما يستطيعون لكي يُظهِروا ان شهود يهوه هم كالآخرين.‏ لكنهم في بعض الاحيان يتمادَون اكثر من اللازم،‏ فيحصل العكس.‏ (‏حجي ٢:‏١٢-‏١٤‏)‏ والحيلة الاخرى التي يستخدمها الشيطان هي جعل المسيحيين المنتذرين،‏ الصغار والكبار،‏ يتجرأون على العيش حياة مزدوجة و ‹إحزان روح اللّٰه القدس›.‏ (‏افسس ٤:‏٣٠‏)‏ وقد سقط البعض في هذا الفخ بواسطة اساءة استخدام الإنترنت.‏

      ١٣ ايّ شرك مموَّه هو احد اعمال ابليس الماكرة،‏ وأية مشورة في الامثال هي ملائمة؟‏

      ١٣ والشرك الآخر الذي يستخدمه الشيطان هو علوم الغيب المموَّهة.‏ ما من مسيحي حقيقي يعبث عمدا بعبادة الشيطان او الارواحية،‏ الا ان البعض يكونون دون قصد لامبالين بشأن الافلام،‏ المسلسلات التلفزيونية،‏ العاب الڤيديو،‏ حتى الكتب والمجلات المصوّرة المخصصة للاولاد التي تُبرِز العنف او القوى الخارقة للطبيعة.‏ لذلك يجب تجنب ايّ شيء يتضمن حتى اثرا صغيرا من علوم الغيب.‏ يقول المثل الحكيم:‏ «شوك وفخوخ في طريق الملتوي.‏ مَن يحفظ نفسه يبتعد عنها».‏ (‏امثال ٢٢:‏٥‏)‏ وبما ان الشيطان هو «اله نظام الاشياء هذا»،‏ فإن كل ما هو رائج جدا قد يكون فخا من فخاخه.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      يسوع قاوم ابليس

      ١٤ كيف قاوم يسوع تجربة ابليس الاولى؟‏

      ١٤ رسم يسوع مثالا رائعا عندما قاوم ابليس وجعله يهرب.‏ فقد جرَّبه الشيطان بعدما اعتمد وصام ٤٠ يوما.‏ ‏(‏متى ٤:‏١-‏١١‏)‏ استغل الشيطان في التجربة الاولى الجوع الطبيعي الذي شعر به يسوع بعد الصوم.‏ فطلب منه ان يصنع اول عجيبة له لإشباع حاجة جسدية.‏ لكنَّ يسوع اقتبس الآية في التثنية ٨:‏٣ ورفض استغلال قدراته بأنانية وقدَّر قيمة الطعام الروحي اكثر من الطعام الجسدي.‏

      ١٥ (‏أ)‏ اية رغبة طبيعية استخدمها الشيطان لتجربة يسوع؟‏ (‏ب)‏ ما هو احد اعمال ابليس الماكرة الرئيسية ضد خدام اللّٰه اليوم،‏ ولكن كيف يمكننا مقاومته؟‏

      ١٥ الجدير بالملاحظة في هذه التجربة هو ان ابليس لم يسعَ الى جعل يسوع يرتكب خطية جنسية.‏ فقد بدا ان الجوع الذي يثير توقا شديدا الى الطعام هو الرغبة الجسدية الاقوى التي يمكن استخدامها لتجربة يسوع في هذه المناسبة.‏ فما هي الاغراءات التي يستخدمها ابليس لإغواء شعب اللّٰه اليوم؟‏ انها عديدة ومتنوعة،‏ لكنه يستخدم الاغراءات الجنسية كإحدى الاعمال الماكرة الرئيسية في محاولته لكسر استقامة شعب يهوه.‏ وبالتمثل بيسوع،‏ يمكننا مقاومة ابليس وإغراءاته.‏ فكما احبط يسوع محاولات الشيطان بتذكر الآيات الملائمة،‏ يمكننا تذكر آيات مثل تكوين ٣٩:‏٩ و ١ كورنثوس ٦:‏١٨ عندما نتعرض للتجربة.‏

      ١٦ (‏أ)‏ ما هي تجربة الشيطان الثانية ليسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يحاول الشيطان إغراءنا لنجرِّب يهوه؟‏

      ١٦ بعدئذ،‏ تحدّى ابليس يسوع ان يطرح نفسه من على سور الهيكل ويجرِّب قدرة اللّٰه على حمايته بواسطة ملائكته.‏ فاقتبس يسوع التثنية ٦:‏١٦ ورفض ان يجرِّب اباه.‏ لا يجرِّبنا الشيطان بالطلب منا ان نطرح انفسنا من على شرفة هيكل،‏ لكنه يغرينا لنجرِّب يهوه.‏ فهل نُغرى لنرى الى ايّ مدى يمكننا الاقتداء بالصرعات العالمية في لباسنا وهندامنا دون ان ننال مشورة من احد؟‏ وهل نُغرى في مجال التسلية المشكوك فيها؟‏ ان قيامنا بهذه الامور هو بمثابة تجربة يهوه.‏ فإذا كانت لدينا ميول كهذه،‏ فلن يهرب الشيطان منا.‏ بل سيحوم حولنا دائما،‏ محاولا باستمرار ان يغرينا لنتَّخذ موقفنا الى جانبه.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ما هي تجربة ابليس الثالثة ليسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان تنطبق يعقوب ٤:‏٧ في حالتنا؟‏

      ١٧ عندما عرض الشيطان على يسوع كل ممالك العالم لقاء عمل عبادة واحد،‏ قاومه يسوع مرة اخرى مقتبسا من الاسفار المقدسة ومتَّخذا موقفه بثبات الى جانب عبادة ابيه المطلقة.‏ (‏تثنية ٥:‏٩‏،‏ ع‌ج؛‏ ٦:‏١٣‏؛‏ ١٠:‏٢٠‏)‏ لن يقدِّم الشيطان ممالك العالم لنا،‏ لكنه يغرينا باستمرار بالبريق المادي الذي يوهم الشخص بأنه سيعيش في مأمن.‏ فهل نتجاوب كيسوع ونقدِّم تعبدنا المطلق ليهوه؟‏ اذا فعلنا ذلك،‏ فسيحصل لنا ما حصل ليسوع.‏ تقول رواية متى:‏ «ثم تركه ابليس».‏ (‏متى ٤:‏١١‏)‏ فسيتركنا الشيطان اذا اتَّخذنا موقفا ثابتا ضده بتذكر مبادئ الكتاب المقدس الملائمة وتطبيقها.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «قاوموا إبليس فيهرب منكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏٧‏)‏ كتب احد المسيحيين الى مكتب فرع شهود يهوه في فرنسا:‏ «الشيطان ماكر جدا.‏ فرغم نواياي الحسنة،‏ أستصعب كثيرا السيطرة على مشاعري ورغباتي.‏ ولكن،‏ بالشجاعة والصبر،‏ والاهم بمساعدة يهوه،‏ اتمكن من المحافظة على استقامتي والتمسك بالحق».‏

      مجهَّزون كاملا لمقاومة ابليس

      ١٨ ايّ سلاح روحي يجهِّزنا لمقاومة ابليس؟‏

      ١٨ يزوِّدنا يهوه بسلاح روحي كامل لكي نقدر ان ‹نثبت ضد مكايد ابليس›.‏ (‏افسس ٦:‏١١-‏١٨‏)‏ فبمحبتنا للحق سنتمنطق عند الاحقاء،‏ او نستعد،‏ للقيام بالنشاط المسيحي.‏ وتصميمنا ان نتمسك بمقياس يهوه للبر سيكون كدرع يحمي قلوبنا.‏ وإذا كنا متَّخذين التأهب للبشارة حذاء لأقدامنا،‏ تأخذنا اقدامنا دائما الى العمل الكرازي،‏ وهذا ما سيقوينا ويحمينا روحيا.‏ وسيكون ايماننا القوي كترس كبير يقينا من «قذائف الشرير المشتعلة»،‏ اعماله الماكرة وإغراءاته.‏ وسيكون رجاؤنا الراسخ بإتمام وعود يهوه كخوذة تحمي مقدراتنا التفكيرية وتمنحنا سلام العقل.‏ (‏فيلبي ٤:‏٧‏)‏ وإذا صرنا مهرة في استخدام كلمة اللّٰه،‏ تكون كسيف يمكننا استخدامه لتحرير الناس من العبودية الروحية للشيطان.‏ ويمكننا ايضا استخدامه للدفاع عن انفسنا،‏ تماما كما استخدمه يسوع عندما تعرّض للتجربة.‏

      ١٩ ماذا يلزم فعله اضافة الى ‹مقاومة ابليس›؟‏

      ١٩ بالمحافظة على «سلاح اللّٰه الكامل» هذا والمداومة على الصلاة باستمرار،‏ يمكننا الثقة بأن يهوه سيحمينا عندما يهاجمنا الشيطان.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٥؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ لكنَّ يعقوب اظهر انه لا يكفي ان ‹نقاوم ابليس›.‏ فيجب ايضا ان نفعل امرا اهم:‏ ان ‹نخضع للّٰه›،‏ الذي يهتم بنا.‏ (‏يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ والمقالة التالية ستعالج كيف يمكننا فعل ذلك.‏

  • يهوه يهتم بك
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ١ كيف يكون يهوه والشيطان نقيضَين تماما؟‏

      يهوه والشيطان هما نقيضان تماما.‏ وكل مَن ينجذب الى يهوه لا يسعه إلا ان ينفر من ابليس.‏ يشير احد المراجع المعروفة الى هذا التباين.‏ فعن تصرفات الشيطان المذكورة في سفر ايوب في الكتاب المقدس،‏ تقول دائرة المعارف البريطانية (‏١٩٧٠)‏:‏ ‹مهمة الشيطان هي ان يجول في الارض ليجد اعمالا او اشخاصا يتشكى عليهم؛‏ لذلك فإن مهمته هي نقيض مهمة «عينَي الرب» اللتين تجولان في كل الارض لتشجيع كل الصالحين (‏٢ أخبار الايام ١٦:‏٩‏)‏.‏ والشيطان يشكّ ويزدري بصلاح البشر غير الاناني ويُسمَح له بامتحان هذا الصلاح تحت مراقبة اللّٰه وسلطته وضمن الحدود التي يرسمها اللّٰه›.‏ نعم،‏ ما اشد هذا التباين بينهما!‏ —‏ ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏١-‏٧‏.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ كيف يتلاءم معنى كلمة «ابليس» مع ما حصل لأيوب؟‏ (‏ب)‏ كيف يُظهِر الكتاب المقدس ان الشيطان لا يزال يتَّهم خدام يهوه على الارض؟‏

      ٢ ان الكلمة اليونانية المترجمة «ابليس» تعني «متَّهِم كاذب»،‏ «مفترٍ».‏ ويكشف سفر ايوب ان الشيطان اتَّهم خادم يهوه الامين ايوب بأنه يخدم اللّٰه بدافع المصلحة الشخصية،‏ قائلا:‏ «هل مجانا يتقي ايوب اللّٰه».‏ (‏ايوب ١:‏٩‏)‏ وتُظهِر الرواية في هذا السفر انه رغم كل التجارب والمحن،‏ اقترب ايوب اكثر الى يهوه.‏ (‏ايوب ١٠:‏٩،‏ ١٢؛‏ ١٢:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٩:‏٢٥؛‏ ٢٧:‏٥؛‏ ٢٨:‏٢٨‏)‏ فبعد محنته،‏ قال للّٰه:‏ «بسمع الاذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني».‏ —‏ ايوب ٤٢:‏٥‏.‏

      ٣ وهل توقف الشيطان عن اتِّهام خدام اللّٰه الامناء بعد ايوب؟‏ كلا.‏ يُظهِر سفر الكشف انه في وقت النهاية هذا،‏ لا يزال الشيطان يتَّهم اخوة المسيح الممسوحين وعشراءهم الامناء ايضا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢؛‏ كشف ١٢:‏١٠،‏ ١٧‏)‏ لذلك هنالك حاجة ماسة ان نخضع نحن المسيحيين الحقيقيين جميعا ليهوه،‏ الهنا الذي يهتم بنا،‏ خادمينه بدافع المحبة العميقة ومبرهنين بذلك ان الشيطان كاذب في اتِّهاماته.‏ وبفعلنا ذلك،‏ نفرّح قلب يهوه.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      يهوه يبحث عن طرائق ليساعدنا

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ بالتباين مع الشيطان،‏ عمّ يبحث يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان نفعل اذا اردنا ان ننال رضى يهوه؟‏

      ٤ يجول ابليس في الارض،‏ طالبا ان يتَّهم ويلتهم احدا.‏ (‏ايوب ١:‏٧،‏ ٩؛‏ ١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ بالتباين،‏ يبحث يهوه عن طرائق يساعد بها الذين هم في حاجة الى قوته.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة