مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قاوِم ابليس ومكايده
    ‏«احفظوا انفسكم في محبة اللّٰه»‏
    • ‏«مصارعتنا .‏ .‏ .‏ ضد القوى الروحية الشريرة»‏

      ٦ كيف يحارب الشيطان المسيحيين افراديا؟‏

      ٦ صحيح ان الشيطان لن يتمكن من الانتصار في حربه المجازية ضدنا،‏ لكنه قادر ان يغلبنا افراديا إن لم نكن متيقظين.‏ فهو يعرف انه يستطيع التهامنا اذا تمكَّن من تقويض علاقتنا بيهوه.‏ وكيف يحاول تحقيق هدفه؟‏ انه يهاجمنا بضراوة،‏ يصارعنا مصارعة مباشرة،‏ ويحوك لنا الخطط الماكرة.‏ فلنستعرض استراتيجياته الرئيسية هذه واحدة فواحدة.‏

      ٧ لمَ يهاجم الشيطان شعب يهوه بضراوة؟‏

      ٧ الهجمات الضارية.‏ ذكر الرسول يوحنا:‏ «العالم كله .‏ .‏ .‏ تحت سلطة الشرير».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ تتضمن هذه الكلمات تحذيرا لكل المسيحيين الحقيقيين.‏ فبما ان الشيطان سبق فالتهم عالم الاشرار بأسره،‏ فهو الآن يركِّز ويكثِّف هجماته الضارية على شعب يهوه الذين افلتوا من براثنه.‏ (‏ميخا ٤:‏١؛‏ يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ كما انه غاضب غضبا عظيما لعلمه ان زمانه قصير.‏ لذلك يزيد من حدة الضغط.‏ ونحن اليوم نواجه محاولاته المحمومة الاخيرة لتدمير علاقتنا باللّٰه.‏

      ٨ ماذا قصد الرسول بولس بقوله ان لدينا ‹مصارعة› ضد الارواح الشريرة؟‏

      ٨ المصارعة المباشرة.‏ حذَّر الرسول بولس الرفقاء المسيحيين:‏ «مصارعتنا .‏ .‏ .‏ ضد القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية».‏ (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ فلماذا استخدم بولس كلمة ‹مصارعة›؟‏ لأنها تحمل فكرة الاشتباك بالايدي.‏ فهو بذلك شدَّد ان كلًّا منا لديه صراع مباشر مع الارواح الشريرة.‏ لذا سواء كنا نعيش في بلد حيث الايمان بوجود الارواح الشريرة سائد ام لا،‏ ينبغي ألا ننسى ابدا انه عندما نذرنا انفسنا ليهوه،‏ دخلنا حلبة المصارعة ولم يعد لنا مفر من القتال.‏ فلا نستغرب اذًا ان بولس شعر بضرورة حثّ المسيحيين في افسس ثلاث مرات ان ‹يثبتوا›.‏ —‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ لمَ يستخدم الشيطان وأبالسته «مكايد» متنوعة؟‏ (‏ب)‏ لمَ يحاول الشيطان افساد تفكيرنا،‏ وكيف نحبط جهوده؟‏ (‏انظر الاطار «‏حذارِ من مكر الشيطان!‏‏».‏)‏ (‏ج)‏ اية مكيدة سنتحدث عنها الآن؟‏

      ٩ الخطط الماكرة.‏ حضّ بولس المسيحيين ان يثبتوا ضد «مكايد» الشيطان.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ لاحِظ انه استخدم صيغة الجمع.‏ فالارواح الشريرة تلجأ الى مكايد متنوعة،‏ وذلك لسبب وجيه.‏ فعلى مر الوقت،‏ تبيَّن ان بعض المؤمنين الذين يثبتون في وجه نوع من المحن يسقطون في نوع آخر.‏ لذا يراقب الشيطان وأبالسته عن كثب تصرفات كل منا لاكتشاف نقطة ضعفنا،‏ ثم يستغلون اي ضعف روحي لدينا.‏ ولكن من المفرح ان الكتاب المقدس يكشف لنا الكثير من اساليب ابليس.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ وقد سبق ان ناقش الكتاب بعض هذه الخطط مثل شرك المادية،‏ المعاشرات المؤذية،‏ والفساد الجنسي.‏ فلنتحدث الآن عن مكيدة اخرى يستعملها الشيطان:‏ الارواحية.‏

      ممارسة الارواحية خيانة ليهوه

      ١٠ (‏أ)‏ ما هي الارواحية؟‏ (‏ب)‏ كيف ينظر يهوه الى الارواحية،‏ وكيف تراها انت؟‏

      ١٠ ان الشخص الذي يمارس الارواحية يتعامل مع الارواح الشريرة.‏ وتشمل الارواحية العرافة،‏ الشعوذة،‏ الرقية،‏ سؤال الموتى،‏ وغيرها.‏ وكما نعرف،‏ الارواحية «مكرهة» في عيني يهوه.‏ (‏تثنية ١٨:‏١٠-‏١٢؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ وبما ان علينا نحن ايضا ان ‹نمقت ما هو شر›،‏ فمن غير الوارد ان نسعى الى التعاطي مع القوى الروحية الشريرة.‏ (‏روما ١٢:‏٩‏)‏ فهذا التصرف البغيض هو بمثابة خيانة فظيعة لأبينا السماوي يهوه.‏

      ١١ لماذا يحقِّق الشيطان نصرا عظيما اذا نجح في اغرائنا باللجوء الى الارواحية؟‏ اوضح.‏

      ١١ بما ان العبث بالارواحية خيانة عظيمة ليهوه،‏ فإن الشيطان عاقد العزم ان يورِّط البعض منا فيها.‏ وكلما نجح في اغراء احد المسيحيين بتعاطي الارواحية،‏ احرز نصرا كبيرا.‏ لماذا؟‏ تأمَّل في ما يلي:‏ اذا اقتنع احد الجنود بالتخلي عن جيشه وخيانته والانضمام الى صفوف العدو،‏ فلا شك ان قائد جيش العدو سيفرح.‏ حتى انه قد يتباهى به كما لو انه جائزة نصر،‏ مهينا بذلك قائد الجيش في الطرف الآخر.‏ على نحو مماثل،‏ اذا لجأ المسيحي الى الارواحية،‏ يتخلى عمدا وطوعا عن يهوه ويضع نفسه تحت امرة الشيطان.‏ تخيَّل كم سيفرح الشيطان ويتباهى بهذا الشخص كما لو انه جائزة نصر!‏ فهل يريد اي منا ان يمنح ابليس نصرا كهذا؟‏ قطعا لا.‏ فنحن لسنا خونة البتة.‏

      اثارة التساؤلات لخلق الشكوك

      ١٢ اي اسلوب يستخدمه الشيطان لتغيير نظرتنا الى الارواحية؟‏

      ١٢ ما دمنا نمقت الارواحية،‏ فلن ينتصر علينا الشيطان بمكيدته هذه.‏ لذا فهو يدرك ان عليه تغيير نظرتنا اليها.‏ انه يسعى الى تشويش تفكير المسيحيين بحيث يظنّون ان ‹الخير شر والشر خير›.‏ (‏اشعيا ٥:‏٢٠‏)‏ ولهذه الغاية،‏ غالبا ما يستخدم اسلوبه الذي تبرهنت فعاليته على مر الزمن:‏ اثارة التساؤلات لخلق الشكوك.‏

      ١٣ كيف استخدم الشيطان اسلوب اثارة التساؤلات لخلق الشكوك؟‏

      ١٣ لاحِظ كيف استخدم الشيطان هذا الاسلوب في الماضي.‏ فقد سأل حواء في جنة عدن:‏ ‏«أحقا قال اللّٰه:‏ ‹ليس من كل شجر الجنة تأكلان›؟‏».‏ وخلال اجتماع للملائكة في السماء زمن ايوب،‏ اثار التساؤل التالي:‏ ‏«أمجانا يخاف ايوب اللّٰه؟‏».‏ كما انه تحدى يسوع المسيح عند بداية خدمته الارضية،‏ قائلا له:‏ ‏«إن كنت ابن اللّٰه،‏ فقُل لهذه الحجارة ان تصير ارغفة خبز».‏ وفي هذه الحادثة،‏ تجرَّأ الشيطان على الاستهزاء بيهوه مستخدما الكلمات عينها التي تفوه بها يهوه نفسه قبل نحو ستة اسابيع:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت».‏ —‏ تكوين ٣:‏١؛‏ ايوب ١:‏٩؛‏ متى ٣:‏١٧؛‏ ٤:‏٣‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ كيف يستخدم الشيطان خطته ان يخلق الشكوك حول الارواحية؟‏ (‏ب)‏ ماذا نناقش في ما يلي؟‏

      ١٤ واليوم،‏ يستعمل ابليس خطة مماثلة.‏ فيحاول ان يخلق الشكوك حول ما اذا كانت الارواحية امرا شريرا.‏ ومن المؤسف انه نجح في زرع الشكوك في عقول بعض المؤمنين.‏ فقد ابتدأوا يشكِّكون هل بعض اشكال الارواحية شرير حقا.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فكيف نساعد امثال هؤلاء على تعديل وجهة نظرهم؟‏ وكيف نحبط خطة الشيطان ونمنعها من التأثير فينا؟‏ للاجابة عن هذين السؤالين،‏ لنتحدث عن مجالين في حياتنا يلوِّثهما الشيطان بخبث بالارواحية:‏ التسلية والرعاية الصحية.‏

      استغلال رغباتنا وحاجاتنا

      ١٥ (‏أ)‏ ما هي نظرة كثيرين في العالم الغربي الى الارواحية؟‏ (‏ب)‏ كيف يتأثر بعض المسيحيين بنظرة العالم الى الارواحية؟‏

      ١٥ في العالم الغربي خصوصا،‏ يستخف الناس اكثر فأكثر بتأثير علوم الغيب والسحر وأشكال الارواحية الاخرى.‏ فالافلام،‏ الكتب،‏ البرامج التلفزيونية،‏ وألعاب الكمبيوتر تصوِّر الممارسات الارواحية على انها ممتعة،‏ بريئة،‏ وتدل على الذكاء.‏ وبعض الافلام والكتب التي تدور حبكة روايتها حول علوم الغيب صارت رائجة جدا حتى ان المعجبين بها اسَّسوا نوادي للهواة.‏ فمن الواضح ان الشياطين نجحوا في التقليل من شأن مخاطر علوم الغيب.‏ وهل تؤثِّر موجة الاستخفاف هذه في المسيحيين؟‏ نعم،‏ لقد تأثَّرت عقول البعض بها.‏ ومثال واضح على ذلك ما قاله احد المسيحيين بعدما شاهد فيلما يتمحور حول علوم الغيب:‏ «انا لم امارس الارواحية.‏ لقد شاهدت الفيلم فقط».‏ فلمَ تفكير كهذا خطير؟‏

      ١٦ لمَ من الخطر اختيار تسلية تتمحور حول ممارسات علوم الغيب؟‏

      ١٦ صحيح ان هنالك فرقا بين ممارسة الارواحية ومشاهدتها،‏ لكنّ هذا لا يعني ان مشاهدة ممارسات علوم الغيب لا تشكِّل خطرا.‏ تأمَّل في الفكرة التالية:‏ تدل كلمة اللّٰه ان الشيطان وأبالسته لا يملكون القدرة على قراءة افكارنا.‏a لذلك،‏ كما ذكرنا سابقا،‏ لكي تتمكن الارواح الشريرة من معرفة ما نفكر فيه واكتشاف اي ضعف روحي لدينا،‏ تعمد الى مراقبة تصرفاتنا عن كثب،‏ بما في ذلك اختيارنا للتسلية.‏ وعندما يُظهر المسيحي بسلوكه انه يتمتع بالافلام او الكتب التي تتمحور حول الوسطاء الارواحيين،‏ الرقى،‏ السيطرة الشيطانية،‏ او مواضيع اخرى لها علاقة بالشياطين،‏ فكأنما يكشف لهم نقطة ضعفه وينبِّههم اليها.‏ عندئذ،‏ يستغلون نقطة ضعفه هذه ويكثِّفون مصارعتهم معه حتى يحرزوا النصر.‏ وفي الواقع،‏ تورَّط البعض في الارواحية لأن التسلية التي تبرز ممارسات علوم الغيب اثارت فضولهم في البداية.‏ —‏ اقرأ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

      امرأة تصلي الی اللّٰه

      استفِد من دعم يهوه خلال المرض

      ١٧ اية مكيدة قد يستخدمها الشيطان لاستغلال المرضى المسيحيين؟‏

      ١٧ لا يحاول الشيطان استغلال رغبتنا في التسلية فحسب،‏ بل ايضا حاجتنا الى الرعاية الصحية.‏ كيف ذلك؟‏ قد يشعر المسيحي باليأس اذا كانت صحته تتدهور رغم جهوده المتكررة لإيجاد علاج.‏ (‏مرقس ٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وهذا يتيح للشيطان وأبالسته فرصة مؤاتية لاستغلاله.‏ فقد يغرونه بأن يلجأ في غمرة يأسه الى علاجات او اجراءات تشمل استخدام «قوى السحر»،‏ او الارواحية.‏ (‏اشعيا ١:‏١٣‏)‏ وإذا نجحت مكيدتهم هذه،‏ تضعف علاقة المريض باللّٰه.‏ كيف؟‏

      ١٨ اي اجراءات او علاجات يرفضها المسيحي،‏ ولماذا؟‏

      ١٨ حذَّر يهوه الاسرائيليين الذين لجأوا الى «قوى السحر» قائلا:‏ «عندما تبسطون ايديكم احجب عينيّ عنكم.‏ وإن اكثرتم الصلاة لا اسمع».‏ (‏اشعيا ١:‏١٥‏)‏ ولا شك اننا نريد ان نتجنب كل ما قد يعيق صلواتنا ويحول دون نيلنا دعم يهوه،‏ وخصوصا خلال مرضنا.‏ (‏مزمور ٤١:‏٣‏)‏ فإذا كانت هنالك دلالات ان اجراء او علاجا معيَّنا يمت بأية صلة الى الارواحية،‏ فعلى المسيحي الحقيقي ان يرفضه.‏b (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ وهكذا،‏ يتيقَّن انه سيحظى دوما بدعم يهوه.‏ —‏ انظر الاطار «‏هل للامر علاقة بالارواحية؟‏‏».‏

      هل للامر علاقة بالارواحية؟‏

      المبدأ:‏ «اعمال الجسد ظاهرة،‏ وهي .‏ .‏ .‏ ممارسة الارواحية .‏ .‏ .‏ الانقسامات،‏ البدع .‏ .‏ .‏ الذين يمارسون مثل هذه لن يرثوا ملكوت اللّٰه».‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

      اسأل نفسك

      • هل تقترن اية عادة امارسها بمعتقدات دينية باطلة؟‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      • هل يرتبط اي من الاغراض التي استعملها ارتباطا مباشرا بالممارسات الارواحية؟‏ —‏ اعمال ١٩:‏١٩‏.‏

      • هل يشمل اي علاج طبي اتّبعه استخدام احد انواع قوى السحر؟‏ —‏ لاويين ١٩:‏٢٦‏.‏

      حيث تشيع القصص عن الشياطين

      ١٩ (‏أ)‏ كيف يخدع ابليس الكثيرين؟‏ (‏ب)‏ اية قصص ينبغي ان يتجنبها المسيحيون الحقيقيون؟‏

      ١٩ في حين يستخف كثيرون في البلدان الغربية بقدرة الشيطان،‏ نرى النقيض في انحاء اخرى من العالم.‏ فإبليس يخدع الناس هناك ليعتقدوا ان قدرته اعظم مما هي في الحقيقة.‏ حتى ان البعض يعيشون والخوف من الارواح الشريرة يلازمهم كل لحظة من حياتهم.‏ وفي مناطق كهذه،‏ تشيع القصص عن القوّات التي يصنعها الشياطين.‏ وغالبا ما تُروى هذه القصص بطريقة مشوِّقة،‏ فيفتتن الناس بها.‏ فهل ينبغي ان نساهم في نشر قصص كهذه؟‏ كلا.‏ فخدام الاله الحق يتجنبون ذلك لسببين وجيهين.‏

      ٢٠ كيف ينشر المرء عن غير قصد دعاية الشيطان الكاذبة؟‏

      ٢٠ اولا،‏ ان الشخص الذي ينشر قصصا عن انجازات الشياطين يروِّج في الواقع مصالح الشيطان.‏ كيف؟‏ صحيح ان كلمة اللّٰه تؤكِّد ان الشيطان قادر على صنع قوّات،‏ لكنها تحذِّرنا ايضا انه يستخدم ‹آيات كاذبة وخداعا›.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبما انه المخادع الرئيسي،‏ فهو يعرف كيف يؤثِّر في عقول الذين لديهم ميل الى الارواحية ويجعلهم يصدِّقون امورا غير صحيحة.‏ وأشخاص كهؤلاء ربما يعتقدون بصدق انهم رأوا او سمعوا اشياء معيَّنة وقد يروون ما حصل معهم على انه حقيقة.‏ وبمرور الوقت،‏ تتضخَّم رواياتهم جرّاء تداولها باستمرار.‏ وبنقل المسيحي روايات كهذه،‏ ينفِّذ مشيئة ابليس ‹ابي الكذب› وينشر دعايته الكاذبة.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٦‏.‏

      ٢١ حول ماذا ينبغي ان تتمحور احاديثنا؟‏

      ٢١ ثانيا،‏ حتى لو كانت للمسيحي اختبارات حقيقية سابقة مع الارواح الشريرة،‏ لا ينبغي ان يعتاد اخبار الرفقاء المؤمنين بها بهدف التسلية.‏ فالكتاب المقدس يحضّنا ان ‹ننظر بإمعان الى الوكيل الرئيسي لإيماننا ومكمِّله،‏ يسوع›.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ فيجب ان نركِّز انتباهنا على المسيح،‏ لا على الشيطان.‏ ومن الجدير بالملاحظة ان يسوع لم يروِ لتلاميذه قصصا عن الارواح الشريرة لتسليتهم،‏ رغم ان بإمكانه اخبار الكثير عمّا يستطيع الشيطان فعله.‏ بالاحرى،‏ ركَّز على رسالة الملكوت‏.‏ لذا اقتداء به وبالرسل،‏ يجب ان تكون احاديثنا متمحورة حول «عظائم اللّٰه».‏ —‏ اعمال ٢:‏١١؛‏ لوقا ٨:‏١؛‏ روما ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٢٢ ماذا عسانا نفعل ليكون هناك «فرح في السماء»؟‏

      ٢٢ اذًا،‏ يستخدم الشيطان مكايد متنوعة،‏ بما فيها الارواحية،‏ ليقوِّض علاقتنا بيهوه.‏ ولكن اذا مقتنا ما هو شر والتصقنا بما هو صالح،‏ فلا نفسح له مجالا ان يزعزع تصميمنا على رفض الارواحية بكل اشكالها.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٤:‏٢٧‏.‏)‏ فتخيَّل كم يكون عظيما ‹الفرح في السماء› اذا استمررنا في ‹الثبات ضد مكايد ابليس› حتى يمحو يهوه هذا العدو الماكر من الوجود.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٧؛‏ افسس ٦:‏١١‏.‏

      a ان النعوت التي تُطلَق على الشيطان (‏المقاوِم،‏ المفتري،‏ المخادع،‏ المجرِّب،‏ والكذاب)‏ لا تدل انه يستطيع قراءة قلوبنا وأفكارنا.‏ بالمقابل،‏ يوصف يهوه انه «فاحص القلوب» ويسوع انه «فاحص الكُلى [الافكار الدفينة] والقلوب».‏ —‏ امثال ١٧:‏٣؛‏ رؤيا ٢:‏٢٣‏.‏

      b للمزيد من المعلومات،‏ انظر مقالة «فحص طبي لكم؟‏» في عدد ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٤ من برج المراقبة،‏ الصفحات ١٩-‏٢٢‏،‏ ومقالة «‏وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ هل يهمّ اية معالجة طبية تختارون؟‏‏» في عدد ٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠١ من استيقظ!‏.‏

  • قاوِم ابليس ومكايده
    ‏«احفظوا انفسكم في محبة اللّٰه»‏
    • حذارِ من مكر الشيطان!‏

      ان الشيطان،‏ سيد الخداع،‏ ‹يعمي اذهان غير المؤمنين› منذ آلاف السنين.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وهو يحاول بلا هوادة افساد تفكير عباد اللّٰه.‏ لماذا؟‏ لأنه يعرف ان طريقة تفكيرنا تؤثِّر في تصرفاتنا.‏ فإذا تمكَّن من تشويه طريقة تفكيرنا،‏ ينعكس ذلك سلبا على تصرفاتنا.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      تذكَّر الاسلوب الذي استخدمه الشيطان لتضليل حواء.‏ كتب الرسول بولس:‏ ‹اخاف انه،‏ كما اغوت الحية حواء بمكرها،‏ هكذا تُفسَد عقولكم بطريقة ما عن المسيح›.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فباستخدام حية حذرة،‏ اغوى الشيطان حواء لتتبع مسلكا يؤدي الى كارثة.‏ فقد سعى الى افساد عقلها،‏ اي تشويه طريقة تفكيرها.‏ ونجح في مسعاه لأنها اصغت اليه،‏ فتغيرت وجهة نظرها وصارت تشتهي ما كان محرَّما.‏ وحالما أُفسد عقلها،‏ انجرَّت الى ارتكاب الخطإ.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏.‏

      والشيطان لم يتغير.‏ فالمبدأ الذي يطبِّقه لا يزال هو هو:‏ أفسِد العقل،‏ فتتبع ذلك الاعمال الخاطئة.‏ وهو صمَّم السياسة والدين والتجارة والتسلية في هذا النظام لترويج دعايته المضلِّلة.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ وقد نجح في تشويه طريقة تفكير الغالبية الساحقة من البشر،‏ مغيِّرا مواقفهم وآراءهم.‏ فما اعتُبر في ما مضى خاطئا —‏ مثل المثلية الجنسية،‏ المساكنة،‏ وإنجاب الاولاد خارج رباط الزواج —‏ هو الآن مقبول في الغالب،‏ بل مرغوب فيه.‏ وإلى اي حد نجح الشيطان في اغواء البشر؟‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «العالم كله .‏ .‏ .‏ تحت سلطة الشرير».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ونحن المسيحيين لسنا محصَّنين ضد اساليب الشيطان.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٢‏)‏ فلأنه يعرف ان وقته قصير،‏ يتملّكه «غضب عظيم» وهو عاقد العزم ان يضل شعب اللّٰه خصوصا.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ فإذا لم نكن حذرين،‏ يمكن لدعايته الماكرة و ‹المخادعين› الكثيرين الذين يستخدمهم ان يفسدوا تفكيرنا ويغوونا لارتكاب الخطية.‏ —‏ تيطس ١:‏١٠‏.‏

      على سبيل المثال،‏ فكِّر في نظرة العالم الى الزواج.‏ فالكتاب المقدس يعلِّم ان الزواج ارتباط مقدَّس والتزام دائم.‏ (‏متى ١٩:‏٥،‏ ٦،‏ ٩‏)‏ بالتباين،‏ غالبا ما تصوِّره الافلام السينمائية والبرامج التلفزيونية على انه اتفاق مؤقت يمكن فسخه بسهولة.‏ لذا علينا نحن المسيحيين ان نحذر لئلا تُفسد هذه الدعاية الشيطانية تفكيرنا.‏ فإذا لم ننتبه،‏ يمكن ان تتشوَّه نظرتنا،‏ فيضعف شعورنا بالالتزام نحو رفيق زواجنا.‏ وفي حال واجهنا مشاكل زوجية،‏ فقد نُغرى بأن نبحث خارج نطاق الزواج عمّن يتفهمنا ويدعمنا.‏ وسرعان ما نصير على علاقة لصيقة بشخص آخر،‏ ربما زميل في العمل او رفيق مؤمن.‏ ومتى سمحنا لأنفسنا بأن نتعلق عاطفيا بهذا الشخص،‏ فقد ننجرّ الى ارتكاب الخطإ.‏

      لنتأمل في مثال آخر:‏ روح الاستقلال الذي يتفشى في عالم الشيطان.‏ فكثيرون هم ‹جامحون،‏ منتفخون بالكبرياء›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٤‏)‏ وإذا افسد هذا الروح تفكيرنا،‏ فقد تصير نظرتنا الى الاذعان والطاعة مشوَّهة.‏ مثلا،‏ قد يدفع ذلك احد الاخوة ان يغتاظ من مشورة الشيوخ.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٥‏)‏ او قد تبدأ احدى الاخوات بالشك في ترتيب الرئاسة الذي وضعه اللّٰه.‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏.‏

      فكم يجب ان نكون شاكرين لأن يهوه يحذِّرنا من اساليب الشيطان!‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ فلنصمِّم ألا نسمح لدعايته بأن تغزو تفكيرنا.‏ ولنبقِ عقولنا «مركَّزة في ما هو فوق» كي نثبت في محبة اللّٰه.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة