-
اسبانيا المغربية — تراث جدير بالملاحظةاستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الاسلام — ‹شريط انتقال للتكنولوجيا›
ان الاحتلال المغربي لاسبانيا كانت ستصير له نتائج دائمة لسائر اوروبا ايضا. وخصوصا خلال الفترة التي فيها كانت ممالك العالم المسيحي في شمال اسبانيا تقوم تدريجيا بضمّ الولايات الاسلامية الى الجنوب خدمت اسبانيا المغربية كوسيط بين الشرق والغرب، مسهِّلة انتشار الحضارة والعلم والتكنولوجيا الشرقية في كل مكان من اوروبا وأبعد منها. (انظروا الاطار، الصفحة ٢٣.)
واذ تشرح هذه العملية تذكر دائرة المعارف البريطانية: «تكمن اهمية الاسلام في استيعاب العرب للانجازات العلمية والتكنولوجية للحضارة الهلِّينية، التي اليها اضاف اضافات مهمة، فأصبح ذلك بكامله متوافرا للغرب بواسطة المغاربة في اسبانيا.
-
-
اسبانيا المغربية — تراث جدير بالملاحظةاستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الزراعة. ان النظام المغربي الفعال لقنوات الري لا يزال يُستخدم في اجزاء كثيرة من اسبانيا، مُرويا بساتين البرتقال والليمون التي غرسها اولا علماء الزراعة العرب. وتحت توجيه المغاربة زُرع الرز، قصب السكر، الرمان، القطن، الموز، البرتقال، الليمون، البلح والتين. والكثير من هذه المحاصيل كان سيأخذها لاحقا المستوطنون الاسبانيون والبرتغاليون الى الاميركيين.
استُبدل الثور البطيء بالبغل، الحمار، والحصان. وزُوِّجت افراس افريقيا الشمالية بجياد ايبيريا لتنتج ما دُعي بأقدم استيلاد مسجَّل في العالم، الفرس الاندلسي الرائع.
الطب. كان مستشفى قرطبة مدرسة طبية مشهورة، الاول من نوعه في اوروبا، وتمتع اطباؤه الجراحون بسمعة عالمية. وكانت الادوات الجراحية على نحو مدهش شبيهة بالتي تُستعمل اليوم. والخمر، الحشيش، والعقاقير الاخرى يقال انها كانت تُستعمل كمخدرات.
وجرى التشديد كثيرا على الطب العلاجي واستعمال الادوية المستخرجة من الاعشاب. وفي القانون في الطب لابن سينا، موسوعة طبية للقرن الـ ١١، نجد النصيحة السليمة التالية: «يُظهر الاختبار ان الارضاع من ثدي الام هو عامل وقائي هام من الامراض.»
علم الفلك، الجغرافيا، والرياضيات. ظهرت في القرن الـ ١٢ مطبوعة جغرافية وفلكية بارزة كتبها الإدريسي الذي درس في قرطبة. وبعنوان «كتاب روجر» قسَّمت العالَم المعروف الى مناطق مناخية وتضمنت حوالي ٧٠ خارطة مفصَّلة دُعيت «الانجاز الاسمى في رسم خرائط القرون الوسطى.» وكمعظم العلماء المسلمين، سلَّم الإدريسي بأن الارض كروية.
وثمة مغربي آخر، مواطن من طُلَيْطُلَة، نشر جداول فلكية وابتكر ما هو معروف بالأَسْطُرلاب الكوني (آلة لتحديد خط العرض)، الذي سبق السُّدسيَّة sextant. وهذه الخطوات التقدمية، الى جانب استعمال الشراع المثلَّث الذي استخدمته طوال اجيال المراكب الشراعية العربية، كانت ستصير مساهمات مهمة في رحلات الاستكشاف الكبرى في القرن الـ ١٥.
ونظامنا العددي ايضا مدين بالكثير لعلماء الرياضيات المسلمين الذين، بحلول القرن الثامن، كانوا يستخدمون ما هو معروف اليوم بالارقام العربية، الى جانب الصفر والفاصلة العشرية، التي كلها كانت تحسينا هاما في النظام الروماني السابق للارقام بالحروف (000,1=M ,100=C ,50=L ,10=X ,5=V ,1=I). مثلا، قارنوا MCMLXXXVIII بالنظام المؤسس على العربية — 1988!
-