مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العلم والدين —‏ بداية نزاع
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • العلم والدين —‏ بداية نزاع

      كان الفلكي البالغ من العمر ٧٠ سنة يجاهد ليقرأ وهو على فراش الموت مسوَّدة أمسكها بيديه.‏ وكانت هذه المسوَّدة لكتاب له على أُهبة النشر.‏ وربما لم يكن هذا الفلكي يعلم ان كتابه سيُحدِث ثورة في مفهوم البشر للكون،‏ وسيثير جدالا حادا في العالم المسيحي ما زال الناس يشعرون بتأثيراته حتى يومنا هذا.‏

      ان الرجل المشرف على الموت هو كاثوليكي من بولندا اسمه نيقولاوس كوپرنيكوس،‏ والزمان هو سنة ١٥٤٣.‏ وفي هذا الكتاب الذي يحمل العنوان حول دوران الاجرام السماوية (‏باللاتينية)‏،‏ يعتبر كوپرنيكوس ان مركز الكون هو الشمس وليس الارض.‏ وهكذا نسف بضربة واحدة النظام البالغ التعقيد الذي مركزه الارض،‏ مستبدلا اياه بنظام بسيط وواضح مركزه الشمس.‏

      في البداية لم يكن هنالك ما يكفي من الادلة التي تشير ان صراعا سينشأ في المستقبل.‏ وأحد الاسباب هو ان كوپرنيكوس كان فطنا عند عرض افكاره.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بدا آنذاك ان الكنيسة الكاثوليكية —‏ التي كانت قد تبنت المفهوم القائل ان الارض هي مركز الكون —‏ تتقبّل التخمينات العلمية بعقل منفتح.‏ حتى ان البابا نفسه حضّ كوپرنيكوس على نشر كتابه.‏ وأخيرا،‏ قام كوپرنيكوس بنشر الكتاب،‏ لكنّ محرِّرا تملّكه الخوف كتب مقدمة الكتاب واصفا فيها المفهوم الشمسيّ المركز بأنه نظرية رياضية سليمة وليس بالضرورة حقيقة فلكية.‏

      احتدام الصراع

      بعد كوپرنيكوس،‏ ظهر على المسرح ڠاليليو ڠاليلي (‏١٥٦٤-‏١٦٤٢)‏ الفلكي والرياضي والفيزيائي،‏ وكان هو ايضا كاثوليكيا.‏ وبواسطة مقاريب صنعها مستخدما عدسة ابتُكِرت حديثا،‏ رأى تفاصيل في الكون لم يسبق ان رآها احد قبله.‏ وقد اقنعه ما شاهده بأن كوپرنيكوس كان على صواب.‏ كما انه رأى بقعا على وجه الشمس تُسمّى اليوم كَلَف الشمس،‏ وبذلك ناقض المعتقد القائل ان الشمس ليست عرضة للتغيير او الاضمحلال،‏ معتقد فلسفي وديني آخر كان معتبَرا جدا في ذلك الوقت.‏

      وبخلاف كوپرنيكوس،‏ كان ڠاليليو جريئا وغيورا في ترويج افكاره.‏ كما انه فعل ذلك في محيط ديني اكثر عداء لأن الكنيسة الكاثوليكية كانت في زمنه تعارض جهرا نظرية كوپرنيكوس.‏ وهكذا عندما حاجّ ڠاليليو ان المفهوم الشمسيّ المركز ليس صحيحا فحسب،‏ بل ايضا على انسجام مع الاسفار المقدسة،‏ اشتمّت الكنيسة في كلامه رائحة الهرطقة.‏a

      ذهب ڠاليليو الى روما ليدافع عن نفسه ولكن دون جدوى.‏ وفي سنة ١٦١٦ امرته الكنيسة بالكف عن تأييد كوپرنيكوس،‏ فأُسكِت فترة من الوقت.‏ غير انه نشر سنة ١٦٣٢ كتابا آخر يؤيد كوپرنيكوس.‏ فحكمت عليه محكمة التفتيش في السنة التالية بالسجن المؤبد.‏ ولكن بسبب تقدمه في السن،‏ خُفِّفت العقوبة فورا الى اقامة جبرية.‏

      يعتبر كثيرون نزاع ڠاليليو مع الكنيسة انتصارا كبيرا للعلم على الدين،‏ وبالتالي على الكتاب المقدس.‏ لكنّ هذا الاستنتاج لا يأخذ في الاعتبار حقائق عدة،‏ كما سنرى في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بسبب ردود ڠاليليو السريعة وسخريته اللاذعة،‏ صنع لنفسه بلا داعٍ اعداء ذوي نفوذ.‏ وبمحاجّته ان المفهوم الشمسيّ المركز ينسجم مع الاسفار المقدسة تصرّف كمرجع في الدين،‏ الامر الذي جعل غضب الكنيسة يحتدم.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      كوپرنيكوس

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏(‏n‏o‏i‏t‏i‏d‏e‏ ‏n‏a‏m‏r‏e‏G‏)‏ ‏i‏e‏l‏i‏l‏a‏G‏ ‏d‏n‏a‏ ‏o‏n‏u‏r‏B‏ ‏o‏n‏a‏d‏r‏o‏i‏G‏ ‏m‏o‏r‏f‏ ‏n‏e‏k‏a‏T‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      ڠاليليو يدافع عن نفسه امام محكمة التفتيش الرومانية

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏4‏0‏9‏1‏ ‎,‏X‏I‏ ‎.‏l‏o‏V‏ ‎,‏‏d‏l‏r‏o‏W‏ ‏e‏h‏t‏ ‏f‏o‏ ‏y‏r‏o‏t‏s‏i‏H‏ ‏s‏‏’‏‏n‏a‏i‏r‏o‏t‏s‏i‏H‏ ‏e‏h‏T‏ ‏k‏o‏o‏b‏ ‏e‏h‏t‏ ‏m‏o‏r‏F‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      ‏m‏e‏t‏s‏y‏s‏ ‏r‏a‏l‏o‏s‏ ‏e‏h‏t‏ ‏f‏o‏ ‏t‏p‏e‏c‏n‏o‏c‏ ‏’‏‏s‏u‏c‏i‏n‏r‏e‏p‏o‏C‏ ‏g‏n‏i‏t‏c‏i‏p‏e‏d‏ ‏t‏r‏a‏h‏C‏ ‏:‏‏d‏n‏u‏o‏r‏g‏k‏c‏a‏B

  • العلم والكتاب المقدس —‏ هل يتناقضان حقا؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • العلم والكتاب المقدس —‏ هل يتناقضان حقا؟‏

      قبل قرون من ولادة كوپرنيكوس وڠاليليو،‏ زُرِع بذار النزاع الذي نشأ بين ڠاليليو والكنيسة الكاثوليكية.‏ فالمفهوم القائل ان الارض هي مركز الكون تبناه اليونانيون القدماء وروَّجه الفيلسوف أرسطو (‏٣٨٤-‏٣٢٢ ق‌م)‏ والفلكي المنجِّم بطليموس (‏القرن الثاني للميلاد)‏.‏a

      اثّرت افكار عالِم الرياضيات والفيلسوف اليوناني فيثاغورس (‏القرن السادس قبل الميلاد)‏ في مفهوم أرسطو المتعلق بالكون.‏ وإذ تبنّى أرسطو رأي فيثاغورس القائل ان الدائرة والكرة شكلان مثاليان،‏ اعتقد ان الكون سلسلة كرات داخل كرات كالطبقات التي تؤلِّف البصلة.‏ وكل هذه الطبقات بلّورية،‏ والارض قائمة في الوسط او المركز.‏ اما النجوم فتتحرك في مسارات دائرية،‏ مستمدة حركتها من الكرة الابعد التي هي مقر القوة الالهية.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ اعتقد أرسطو ان الشمس والاجرام السماوية الاخرى هي كاملة،‏ خالية من اية عيوب او شوائب،‏ وغير معرضة للتغيير.‏

      كان مفهوم أرسطو للكون وليد الفلسفة لا العلم.‏ فقد اعتقد ان الارض المتحركة تتعارض مع المنطق.‏ كما رفض فكرة الفراغ،‏ او الفضاء،‏ معتقدا ان الارض المتحركة ستتعرض للاحتكاك،‏ مما يجعلها تتوقف عن الحركة دون وجود قوة تدفعها باستمرار.‏ لقد بدا مفهوم أرسطو منطقيا على اساس المعرفة التي توصل اليها العلماء في ذلك الوقت.‏ ولذلك لقي هذا المفهوم من حيث جوهره قبولا عند الناس طوال ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا.‏ حتى في القرن الـ‍ ١٦،‏ عبّر الفيلسوف الفرنسي جان بودان عن هذا المفهوم الشائع قائلا:‏ «لا يمكن لمَن يفكِّر منطقيا او يملك اقل مقدار من المعرفة في علم الفيزياء الاعتقاد بأن الارض رغم ثقلها وضخامتها .‏ .‏ .‏،‏ تدور .‏ .‏ .‏ حول محورها وحول الشمس؛‏ وذلك لأنه عند اخفّ حركة للارض،‏ ستنهدم المدن والقلاع وتُدمّر البلدات والجبال».‏

      الكنيسة تتبنى مفهوم أرسطو

      في القرن الـ‍ ١٣،‏ حدث امر تسبب ايضا بالمجابهة بين ڠاليليو والكنيسة لاحقا.‏ وهذا الامر يتعلق باللاهوتي الكاثوليكي توما الأكويني (‏١٢٢٥-‏١٢٧٤)‏.‏ كان الأكويني يكنّ احتراما عميقا لأرسطو داعيا اياه كبير الفلاسفة.‏ وقد حاول بجهد طوال خمس سنوات ان يدمج فلسفة أرسطو بتعليم الكنيسة.‏ وفي زمن ڠاليليو ‹كان لاهوتُ الأكويني الممتزج بفلسفة أرسطو قد صار اساس تعاليم كنيسة روما›،‏ كما يذكر وايد رولاند في كتابه غلطة ڠاليليو (‏بالانكليزية)‏.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ في تلك الايام لم يكن هنالك مجتمع علمي مستقل.‏ وقد اشرفت الكنيسة على التعليم الى حد بعيد.‏ فكانت في الغالب سلطة واحدة تُعنى بالدين والعلم على السواء.‏

      كل ذلك مهّد للمجابهة بين الكنيسة وڠاليليو.‏ حتى قبل انهماك هذا الاخير في دراسة علم الفلك،‏ كان قد قدَّم بحثا حول الحركة.‏ وقد شكك هذا البحث في افتراضات كثيرة طرحها الموقّر أرسطو.‏ لكنّ تأييد ڠاليليو بثبات للمفهوم الشمسيّ المركز وتأكيده انه ينسجم مع الاسفار المقدسة هما ما ادى الى محاكمته على يد محكمة التفتيش سنة ١٦٣٣.‏

      وفي دفاع ڠاليليو عن نفسه،‏ أكد ايمانه الراسخ بأن الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ كما حاجّ ان الاسفار المقدسة كُتِبت للناس العاديين وأن عبارات الكتاب المقدس التي تشير ان الشمس تتحرك لا يجب تفسيرها حرفيا.‏ لكنّ حججه كانت بلا جدوى.‏ فأُدين لأنه رفض تفسير الاسفار المقدسة على اساس الفلسفة اليونانية!‏ ولم تعترف الكنيسة الكاثوليكية رسميا بخطئها في إدانة ڠاليليو حتى سنة ١٩٩٢.‏

      الدروس التي نتعلمها

      ماذا نتعلم من هذه الاحداث؟‏ من جملة ما نتعلمه هو ان ڠاليليو لم يشك مطلقا في الكتاب المقدس،‏ بل في تعاليم الكنيسة.‏ ذكر كاتب ديني:‏ «كما يبدو،‏ لا نتعلم من ڠاليليو ان الكنيسة تمسكت بشدة بحقائق الكتاب المقدس،‏ بل انها لم تتمسك بها الى حد كاف».‏ فلأن الكنيسة سمحت للفلسفة اليونانية بأن تؤثر في لاهوتها،‏ خضعت للتقاليد عوض اتِّباع تعاليم الكتاب المقدس.‏

      يذكِّرنا ذلك كله بتحذير الكتاب المقدس:‏ «احذروا لئلا يسبيكم احد بالفلسفة والخداع الفارغ حسب تقليد الناس،‏ حسب مبادئ العالم الاولية وليس حسب المسيح».‏ —‏ كولوسي ٢:‏٨‏.‏

      حتى في يومنا هذا،‏ يستمر كثيرون في العالم المسيحي في تأييد نظريات وفلسفات تتناقض مع الكتاب المقدس.‏ فقد قبلوا مثلا نظرية داروين للتطور بدلا من رواية الخلق في سفر التكوين.‏ وإذ قامت الكنائس بهذا الاستبدال،‏ جعلت في الواقع من داروين أرسطو عصريا ومن التطور بندا من بنود الايمان.‏b

      العلم الصحيح ينسجم مع الكتاب المقدس

      ما ورد آنفا لا ينبغي ان يثني المرء عن الاهتمام بالعلم.‏ وفي الواقع،‏ يدعونا الكتاب المقدس نفسه الى التعلُّم من عمل يدي اللّٰه وإدراك صفاته المذهلة التي تتجلى في الامور التي نراها.‏ (‏اشعيا ٤٠:‏٢٦؛‏ روما ١:‏٢٠‏)‏ طبعا،‏ لم يُقصَد من الكتاب المقدس اعطاؤنا دروسا في العلم بل تعليمنا عن مقاييس اللّٰه،‏ عن اوجه شخصيته التي لا نستطيع ادراكها بواسطة الخليقة وحدها،‏ وعن قصده للبشر.‏ (‏مزمور ١٩:‏٧-‏١١؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ ومع ذلك عندما يشير الكتاب المقدس الى الظواهر الطبيعية،‏ يكون دقيقا على الدوام.‏ قال ڠاليليو نفسه:‏ «اتت الاسفار المقدسة والطبيعة كلتاهما بمشيئة اللّٰه .‏ .‏ .‏ ولا يمكن ابدا لحقيقتين ان تتناقضا».‏ وإليك بعض الامثلة لذلك:‏

      هنالك امر اهم من مسألة حركة النجوم والكواكب،‏ وهو ان كل المادة في الكون تخضع لقوانين،‏ كقانون الجاذبية مثلا.‏ وأقدم نص معروف يشير الى القوانين الفيزيائية بمعزل عن الكتاب المقدس وضعه فيثاغورس،‏ الذي اعتقد انه بالإمكان شرح حركة الاجرام في الكون بواسطة الحسابات الرياضية.‏ وأخيرا،‏ بعد ألفي سنة،‏ اثبت ڠاليليو وكپلر ونيوتن وجود قوانين مؤسسة على المنطق تضبط المادة.‏

      ان اقدم اشارة في الكتاب المقدس الى القوانين الطبيعية ترد في سفر ايوب.‏ سأل اللّٰه ايوب نحو سنة ١٦٠٠ ق‌م:‏ «هل تعرف سُنَن [او قوانين] السموات».‏ (‏ايوب ٣٨:‏٣٣‏)‏ كما ان سفر ارميا،‏ الذي كُتِب في القرن السابع قبل الميلاد،‏ يشير الى يهوه بصفته خالق «‏سُنَن القمر والنجوم» و «‏سُنَن السموات والارض».‏ (‏ارميا ٣١:‏٣٥؛‏ ٣٣:‏٢٥‏)‏ وعلى ضوء عبارات كهذه،‏ ذكر ج.‏ رولنسون،‏ احد المعلقين على الكتاب المقدس:‏ «ان وجود قوانين تضبط العالم المادي هو امر يؤكده كتبة الكتاب المقدس مثلما يؤكده العلم الحديث».‏

      قيلت العبارة الواردة في ايوب قبل حوالي الف سنة من كتابة فيثاغورس عن القوانين التي تضبط الكون.‏ ومن الجدير بالملاحظة انها ذُكِرت في الكتاب المقدس لا لمجرد كشف حقائق فيزيائية،‏ بل بشكل رئيسي لجعلنا ندرك ان يهوه هو خالق كل الاشياء،‏ القادر على خلق القوانين الفيزيائية.‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٤،‏ ١٢؛‏ ٤٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      والمثال الثاني الذي سنتأمل فيه هو ان المياه على الارض تخضع لدورة يمكن شرحها بشكل مبسّط كما يلي:‏ يتبخر ماء البحر مشكِّلا السحب،‏ ثم يسقط على الارض كأمطار او ثلوج،‏ وفي النهاية يرجع الى البحر.‏ ان اقدم النصوص الباقية الى يومنا والتي تشير الى هذه الدورة بمعزل عن الكتاب المقدس تعود الى القرن الرابع قبل الميلاد.‏ لكنّ عبارات الكتاب المقدس ذُكِرت قبلها بمئات السنين.‏ على سبيل المثال،‏ كتب سليمان ملك اسرائيل في القرن الـ‍ ١١ قبل الميلاد:‏ «كل السيول تجري الى البحر،‏ والبحر ليس ملآن.‏ الى المكان الذي تجري منه السيول،‏ الى هناك تعود لتجري ايضا».‏ —‏ جامعة ١:‏٧‏.‏

      وبشكل مماثل،‏ نحو سنة ٨٠٠ ق‌م ذكر النبي عاموس،‏ راعٍ وعامل زراعي متواضع،‏ ان يهوه هو «الذي يدعو مياه البحر فيسكبها على وجه الارض».‏ (‏عاموس ٥:‏٨‏)‏ وهكذا فإن سليمان وعاموس كليهما وصفا بدقة الدورة المائية دون استعمال تعابير تقنية معقدة،‏ وقد تكلم كلٌّ منهما من منظار يختلف قليلا عن الآخر.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه «يعلِّق الارض على لا شيء»،‏ او كما تذكر الترجمة العربية الجديدة،‏ «يعلِّق الارض على العدم» اي في الفراغ.‏ (‏ايوب ٢٦:‏٧‏)‏ ونظرا الى مستوى المعرفة المتوفرة سنة ١٦٠٠ ق‌م،‏ وهو تقريبا الوقت الذي قيلت فيه هذه الكلمات،‏ كان يلزم ان يكون المرء فذا ليؤكد ان الجسم الجامد يمكن ان يبقى معلَّقا في الفضاء دون اية دعامة مادية.‏ وكما ذُكِر آنفا،‏ رفض أرسطو نفسه فكرة الفراغ مع انه عاش بعد اكثر من ٢٠٠‏,١ سنة!‏

      أليس مدهشا ان يورد الكتاب المقدس هذه العبارات الدقيقة رغم المفهوم الشائع حينذاك الذي بدا منطقيا ولكنه كان خاطئا؟‏ ان الشخص المنطقي سيعتبر ذلك دليلا اضافيا على ان الكتاب المقدس هو من وحي الهي.‏ وهكذا،‏ من الحكمة ألا نتأثر بسهولة بأي تعليم او نظرية تتناقض مع كلمة اللّٰه.‏ وكما يُظهِر التاريخ باستمرار،‏ فإن الفلسفات البشرية —‏ حتى التي وضعها اعمدة الفكر —‏ تروج ثم تضمحل.‏ اما «كلام يهوه فيبقى الى الابد».‏ —‏ ١ بطرس ١:‏٢٥‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a في القرن الثالث قبل الميلاد،‏ وضع رجل يوناني اسمه أرستارخوس الساموسي الفرضيّة القائلة ان الشمس قائمة في مركز الكون.‏ لكنّ آراءه رُفِضت تأييدا لنظرية أرسطو.‏

      b من اجل مناقشة شاملة لهذا الموضوع،‏ انظر كتاب الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخَلق؟‏،‏ الفصل ١٥ بعنوان «‏لماذا يقبل كثيرون التطور؟‏‏»،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٦]‏

      موقف البروتستانت

      شجب قادة الاصلاح البروتستانتي ايضا المفهوم الشمسيّ المركز.‏ وكان بينهم مارتن لوثر (‏١٤٨٣-‏١٥٤٦)‏،‏ فيليب ميلانكثون (‏١٤٩٧-‏١٥٦٠)‏،‏ وجون كالڤن (‏١٥٠٩-‏١٥٦٤)‏.‏ قال لوثر عن كوپرنيكوس:‏ «يريد هذا الاحمق ان يقلب علم الفلك رأسا على عقب».‏

      وقد اسس المصلِحون حجتهم على الفهم الحرفي لبعض الآيات،‏ كالرواية في يشوع الاصحاح ١٠‏،‏ التي تذكر ان الشمس والقمر ‹ثبتا›.‏c فلماذا اتخذ المصلِحون هذا الموقف؟‏ يوضح كتاب غلطة ڠاليليو انه في حين كسر الاصلاح البروتستانتي النير البابوي،‏ فشل في ‹التحرر من تأثير› ارسطو وتوما الأكويني اللذين كانت آراؤهما «مقبولة لدى الكاثوليك والبروتستانت على السواء».‏

      ‏[الحاشية]‏

      c ان التعبيرين «شروق الشمس» و «غروب الشمس» هما خاطئان من وجهة نظر علمية.‏ ولكن عندما نستخدمهما في حديثنا اليومي يُعتبَران مقبولَين ودقيقَين،‏ لأن هذا ما نراه عندما ننظر الى الشمس من الارض.‏ وبشكل مماثل لم يكن يشوع يناقش مسألة في علم الفلك،‏ بل كان ببساطة يتحدث عن امرين شاهدهما.‏

      ‏[الصور]‏

      لوثر

      كالڤن

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏7‏7‏8‏1‏ ‎,‏‏n‏i‏v‏l‏a‏C‏ ‏d‏n‏a‏ ‏s‏u‏t‏e‏v‏r‏e‏S‏ ‏k‏o‏o‏b‏ ‏e‏h‏t‏ ‏m‏o‏r‏F‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      أرسطو

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏0‏0‏9‏1‏ ‎,‏‏s‏l‏o‏o‏h‏c‏S‏ ‏h‏g‏i‏H‏ ‏d‏n‏a‏ ‏s‏e‏g‏e‏l‏l‏o‏C‏ ‏r‏o‏f‏ ‏y‏r‏o‏t‏s‏i‏H‏ ‏l‏a‏r‏e‏n‏e‏G‏ ‏A‏ ‏k‏o‏o‏b‏ ‏e‏h‏t‏ ‏m‏o‏r‏F‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

      توما الأكويني

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏5‏5‏8‏1‏ ‎,‏‏e‏g‏d‏e‏l‏w‏o‏n‏K‏ ‏s‏u‏o‏i‏g‏i‏l‏e‏R‏ ‏f‏o‏ ‏a‏i‏d‏e‏p‏o‏l‏c‏y‏c‏n‏E‏ ‏k‏o‏o‏b‏ ‏e‏h‏t‏ ‏m‏o‏r‏F‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      اسحاق نيوتن

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      قبل اكثر من ٠٠٠‏,٣ سنة،‏ وصف الكتاب المقدس الدورة المائية في الارض

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة