مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العلم والدين —‏ الصراع بينهما
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • العلم والدين —‏ الصراع بينهما

      ‏«هل افضل طريقة لفهم الدين هي اعتباره مرضا عقليا معديا؟‏».‏ —‏ عالِم الاحياء ريتشارد دوكِنز.‏

      يُعتبر الدين والعلم احيانا عدوين لدودين.‏ فهما،‏ في نظر البعض،‏ عالقان في صراع ضارٍ يبدو انه لا ينتهي إلّا بزوال احد الطرفين.‏

      فمن جهة يقف بعض العلماء،‏ مثل الكيميائي پيتر أتكِنز،‏ الذين يشعرون ان التوفيق بين الدين والعلم «مستحيل».‏ يقول أتكِنز ان الاعتقاد «ان اللّٰه هو التفسير (‏لأي شيء،‏ هذا اذا لم نقل لكل شيء)‏ انما هو تفكير سخيف».‏

      من جهة اخرى،‏ يقف الاشخاص المهتمون بالدين الذين يلومون العلم على تقويضه الايمان.‏ ويعتقد مثل هؤلاء ان العلم كما يُمارس اليوم هو خدعة؛‏ فالوقائع التي يستعملها قد تكون حقيقية،‏ لكن اساءة تفسير هذه الوقائع تقوّض معتقدات المهتمين بالدين.‏ مثلا،‏ يقول عالِم الاحياء وليم پروڤاين ان الداروينية تعني «انه لا يوجد اساس جوهري لعلم الاخلاق؛‏ كما لا يوجد معنى جوهري للحياة».‏

      لكنّ جزءا من هذا الصراع تطوّر بسبب التأكيدات الخاطئة او غير المثبتة الصادرة عن كلا الطرفين.‏ فطوال قرون،‏ علّم القادة الدينيون خرافات وعقائد خاطئة تناقض المكتشفات العلمية الحديثة وليست مؤسسة على الاسفار المقدسة الموحى بها.‏ مثلا،‏ ادانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ڠاليليو لأنه استنتج بالصواب ان الارض تدور حول الشمس.‏ لم تكن نظرية ڠاليليو تناقض على الاطلاق الكتاب المقدس،‏ لكنها كانت معاكسة لتعليم الكنيسة آنذاك.‏ من جهة اخرى،‏ يلام العلماء عندما يعلّمون ان النظرية غير المثبتة،‏ نظرية تطور الحياة من مادة جامدة لا علاقة لها بالخالق،‏ هي واقع.‏ وهم يسخرون من الايمان الديني قائلين ان لا اساس علمي له.‏

      هل من المعقول،‏ اذًا،‏ التوفيق بين العلم والدين؟‏ نعم.‏ ففي الواقع،‏ ان العلم المثبت والدين الحقيقي لا يتناقضان بل يكملان واحدهما الآخر.‏

  • كيف نشأ الكون والحياة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • كيف نشأ الكون والحياة؟‏

      ‏«العلم مُقعَد من دون الدين،‏ والدين اعمى من دون العلم».‏ —‏ ألبرت آينشتاين.‏

      نحن نعيش في زمن تكتنفه اكتشافات مذهلة على نطاق لم يسبق له مثيل.‏ والاكتشافات الجديدة المتعلقة بالفضاء تجبر الفلكيين على اعادة النظر في آرائهم عن اصل الكون.‏ كما ان كثيرين يذهلهم الكون ويطرحون الاسئلة القديمة المعهودة التي تنجم عن وجودنا فيه:‏ كيف نشأ الكون والحياة،‏ ولماذا؟‏

      وإذا نظرنا الى ناحية اخرى —‏ الى أنفسنا —‏ فإن رسم خريطة الشفرة الوراثية البشرية الذي يتمّ مؤخرا يثير السؤالين التاليين:‏ كيف خُلقت اشكال الحياة المتعددة؟‏ ومَن خلقها،‏ هذا اذا وُجد خالق؟‏ وقد دفع التعقيد المطلق لتركيبنا الوراثي رئيسا اميركيا الى القول اننا «نتعلم اللغة التي خلقنا بها اللّٰه».‏ قال احد العلماء البارزين المشمولين في حلّ الشفرة الوراثية بتواضع:‏ «لقد ألقينا النظرة الاولى على الكتاب الذي يتضمن معلومات عنا،‏ والذي لم يعرفه سابقا سوى اللّٰه».‏ لكن يبقى السؤالان —‏ كيف ولماذا؟‏

      ‏«نافذتان»‏

      يدّعي بعض العلماء ان النظام الكوني بكامله يمكن تفسيره بالتحليل المنطقي،‏ غير تاركين اي مجال للحكمة الالهية.‏ لكنّ كثيرين،‏ بمن فيهم علماء،‏ لا تعجبهم وجهة النظر هذه.‏ وهم يحاولون فهم الحقيقة بالنظر الى العلم والدين على السواء.‏ فهم يشعرون ان العلم يتناول السؤال:‏ كيف وُجدنا ووُجد الكون المحيط بنا،‏ فيما يعالج الدين بشكل رئيسي السؤال:‏ لماذا وُجدنا ووُجد الكون.‏

      ولإيضاح طريقة التفكير المزدوجة هذه،‏ قال الفيزيائي فريمان دايْسن:‏ «العلم والدين نافذتان يمكن ان ينظر الناس منهما سعيا وراء فهم الكون الفسيح في الخارج».‏

      وذكر الكاتب وليم ريسْموڠ:‏ «يتناول العلم الامور التي يمكن قياسها،‏ اما الدين فيتناول الامور التي لا يمكن قياسها».‏ ثم أضاف:‏ «لا يمكن للعلم ان يبرهن او يدحض وجود اللّٰه،‏ تماما كما لا يمكنه اثبات او نقض اية نظرية تتعلق بالاخلاق او الفن.‏ فما من سبب علمي يدفع المرء الى محبة قريبه او احترام الحياة البشرية .‏ .‏ .‏ ومن اكثر الاخطاء جسامة أن يحاج المرء انه لا وجود لشيء يعجز العلم عن اثباته،‏ فقد تلغي هذه الفكرة تقريبا كل ما نعزُّه في الحياة،‏ ليس فقط اللّٰه او الجوهر الانساني،‏ بل المحبة والشِّعر والموسيقى ايضا».‏

      ‏«عقائد» العلم

      غالبا ما يبدو ان نظريات العلماء تعتمد على فرضيات تتطلب شكلا من الايمان.‏ مثلا،‏ بالنسبة الى اصل الحياة،‏ يلتصق معظم مؤيدي التطور بالافكار التي تتطلب الايمان ببعض «العقائد».‏ فتختلط الوقائع بالنظريات.‏ وعندما يستعمل العلماء نفوذهم ليفرضوا الايمان الاعمى بالتطور،‏ فكأنهم في الحقيقة يقولون:‏ ‹لستم مسؤولين عن سلوككم الادبي لأنكم مجرد نتاج علم الاحياء،‏ الكيمياء،‏ والفيزياء›.‏ ويذكر عالِم الاحياء ريتشارد دوكِنز انه لا يوجد في الكون ‹لا تصميم ولا هدف،‏ لا شر ولا خير،‏ لا يوجد سوى لامبالاة عديمة النفع›.‏

      ولكي يؤيد بعض العلماء معتقداتهم،‏ يختارون ان يتجاهلوا البحث المكثف الذي يقوم به علماء آخرون والذي يناقض الاسس النظرية التي ترتكز عليها نظرياتهم عن اصل الحياة.‏ ففي علم الرياضيات تبيَّن انه من المستحيل ان تتشكل صدفةً الجزيئات المعقدة اللازمة لتشكل خلية حية فعالة،‏ حتى لو سمحنا بمرور بلايين السنين.‏a وبالتالي،‏ فإن النظريات العقائدية عن اصل الحياة التي تظهر في كتب دراسية كثيرة ينبغي ان تُعتبر باطلة.‏

      والاعتقاد بأن الحياة هي وليدة الصدفة العمياء يتطلب ايمانا اكبر مما يتطلب الاعتقاد بالخلق.‏ ذكر الفلكي دايڤيد بلوك:‏ «ان الانسان الذي لا يؤمن بوجود خالق ينبغي ان يكون لديه ايمان اكبر من ايمان الشخص الذي يؤمن بوجوده.‏ فبالاعلان ان اللّٰه غير موجود،‏ يتفوه المرء بعبارة لا دليل على صحتها —‏ احدى المسلَّمات المؤسسة على الايمان».‏

      قد تخلق الاكتشافات العلمية موقفا توقيريا عند بعض العلماء.‏ اعترف ألبرت آينشتاين:‏ «يصعب عليكم ان تجدوا بين العقول العلمية المفكّرة شخصا ليس لديه شعور ديني على طريقته.‏ .‏ .‏ .‏ وهذا الشعور الديني تجسّده دهشة عارمة مردّها انسجام القوانين الطبيعية التي تُظهر ذكاء خارقا الى حد كبير يجعل كل الافكار والاعمال البشرية التي تتبع منهاجا معيّنا تبدو انعكاسا سخيفا اذا ما قورنت به».‏ لكن هذا الموقف التوقيري لا يقود العلماء بالضرورة الى الايمان بخالق،‏ اله حقيقي.‏

      للعلم حدود

      من الملائم تقدير المعرفة والانجازات العلمية تقديرا لائقا.‏ لكنّ كثيرين يوافقون انه فيما يكون العلم سبيلا الى المعرفة،‏ فهو ليس مصدرها الوحيد.‏ ان هدف العلم هو وصف الظواهر في الطبيعة،‏ والمساعدة على الاجابة عن كيفية حدوث هذه الظواهر.‏

      ويمنح العلم ايضا فهما اكبر للكون المادي،‏ اي لكل شيء يمكن ملاحظته.‏ لكن مهما تقدّم البحث العلمي،‏ فلن يتمكن ابدا من الاجابة عن السؤال الذي يتعلق بالهدف —‏ لماذا وُجد الكون.‏

      يعلق الكاتب توم أتْلي:‏ «هنالك بعض الاسئلة التي لا يستطيع العلماء ان يجيبوا عنها ابدا».‏ ويضيف:‏ «ربما حدث الانفجار العظيم منذ ١٢ بليون سنة.‏ لكن لماذا حدث؟‏ .‏ .‏ .‏ كيف وُجدت الجسيمات؟‏ ماذا كان هنالك قبلا؟‏».‏ ويستنتج أتْلي:‏ «يبدو .‏ .‏ .‏ واضحا اكثر من اي وقت مضى ان العلم لن يشبع ابدا تعطش الانسان الى الاجوبة».‏

      ان المعرفة العلمية المكتسبة من خلال حب البحث هذا،‏ التي لا تدحض على الاطلاق الحاجة الى اله،‏ لم تخدم إلّا لإثبات ان العالم الذي نعيش فيه هو متشابك،‏ معقَّد،‏ وموحٍ بالرهبة الى حد كبير.‏ ويجد مفكرون كثيرون انه من المنطقي الاستنتاج ان القوانين الفيزيائية والتفاعلات الكيميائية،‏ بالاضافة الى الدَّنا DNA والتنوع المدهش في الحياة تشير الى وجود خالق.‏ وما من برهان يثبت العكس.‏

      ‏‹الايمان ينطوي على حقائق›‏

      اذا كان هنالك خالق اوجد الكون،‏ فلا يمكننا ان نتوقع ان نفهمه او نفهم قصده باستخدام المقاريب،‏ المجاهر،‏ او ادوات علمية اخرى.‏ فكروا في خزَّاف وفي احد الآنية التي صنعها.‏ مهما تأملنا في الاناء فلن يسعنا معرفة لماذا صُنع.‏ ولنعرف الجواب،‏ ينبغي ان نسأل الخزَّاف نفسه.‏

      اوضح الخبير في علم الاحياء الجُزيئي،‏ فرنسيس كولنز،‏ كيف ان الايمان والامور الروحية يمكن ان تساعد على ملء الفراغ الذي يخلّفه العلم.‏ قال:‏ «لن اتوقع ان يكون الدين الاداة الصحيحة لكشف خريطة المَجين البشري.‏ وبشكل مماثل،‏ لا اتوقع ان يكون العلم وسيلة لفهم الامور الخارقة للطبيعة.‏ وبالنسبة الى الاسئلة الاهم،‏ مثل ‹لماذا نحن موجودون؟‏› او ‹لماذا يتوق البشر الى الامور الروحية؟‏›،‏ اجد ان العلم لا يجلب الاكتفاء.‏ لقد ظهرت خرافات كثيرة ثم اختفت.‏ لكن الايمان لم يختفِ،‏ وهذا يعني انه ينطوي على حقائق».‏

      شرح سبب نشوء الكون والحياة

      ان الدين الحقيقي،‏ من خلال الاجابة عن سبب وجود الكون،‏ وما هو القصد من الحياة،‏ يقدّم ايضا مقاييس للقيم والآداب والاخلاق،‏ بالاضافة الى توجيه ارشادي في الحياة.‏ عبّر العالِم آلان ساندايدج عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «لا استشير كتابا في علم الاحياء لأتعلم كيف احيا».‏

      يشعر الملايين حول العالم انهم عرفوا الى اين يلتفتون ليتعلموا كيف يعيشون.‏ وهم يشعرون ايضا انهم وجدوا اجوبة تجلب الاكتفاء فعلا عن السؤالين:‏ لماذا نحن موجودون؟‏ وأي مستقبل ينتظرنا؟‏ فالاجوبة موجودة.‏ لكن اين؟‏ انها في اقدم النصوص المقدسة وأوسعها انتشارا،‏ الكتاب المقدس.‏

      يخبرنا الكتاب المقدس ان اللّٰه هيأ الارض وهو يفكر خصوصا في البشر.‏ يقول اشعياء ٤٥:‏١٨ عن الارض:‏ «لم يخلقها [اللّٰه] باطلا.‏ للسكن صوَّرها».‏ وزوَّد الارض بكل ما يحتاج اليه البشر،‏ ليس بهدف ان يعيشوا وحسب،‏ بل ان يتمتعوا بالحياة الى اقصى حد.‏

      وأُعطي الانسان مهمة الاشراف على الارض،‏ «ليعملها ويحفظها».‏ (‏تكوين ٢:‏١٥‏)‏ يوضح الكتاب المقدس ايضا ان المعرفة والحكمة هما عطيتان من اللّٰه،‏ وأنه ينبغي لنا ان نمارس المحبة والعدل واحدنا تجاه الآخر.‏ (‏ايوب ٢٨:‏٢٠،‏ ٢٥،‏ ٢٧؛‏ دانيال ٢:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ وهكذا،‏ يمكن ان يجد البشر قصدا ومعنى في الحياة عندما يكتشفون قصد اللّٰه لهم ويقبلونه بسرور.‏b

      لكن كيف يمكن للمفكّر العصري ان يتخطى الفجوة الظاهرة بين المنطق العلمي والايمان الديني؟‏ وأية مبادئ ارشادية يمكن ان تساعد الشخص على انجاز ذلك؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظروا هل يوجد خالق يهتمُّ بأمركم؟‏ الفصل ٣ بعنوان «ما هو اصل الحياة»،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b لمزيد من التفاصيل،‏ انظروا كراسة ما هو القصد من الحياة؟‏ كيف يمكنكم ان تجدوه؟‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٧]‏

      ما يقوله بعض العلماء

      يظن بعض الاشخاص ان معظم العلماء يتجنبون مناقشة مسألتَي الروحيات واللاهوت،‏ لأنهم لا يهتمون بالدين او لا يرغبون الاشتراك في الجدل القائم حول العلم والدين.‏ رغم ان هذه الفكرة تنطبق على بعض العلماء،‏ لا تنطبق بالتأكيد على جميعهم.‏ لاحظوا ما قاله العلماء التالون.‏

      ‏«للكون بداية،‏ لكن ما لا يستطيع العلماء تفسيره هو سبب هذه البداية.‏ الجواب هو اللّٰه».‏ «انا أعتبر ان الكتاب المقدس كتاب حقيقة موحى به من اللّٰه.‏ فلا بد ان يكون هنالك ذكاء وراء تعقيد الحياة».‏ —‏ كِن تاناكا،‏ جيولوجي مختص بالكواكب في دائرة المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة.‏

      ‏«ان الهوة بين مختلف انواع المعرفة (‏العلمية والدينية)‏ هي في الواقع مصطنعة.‏ .‏ .‏ .‏ المعرفة عن الخالق والمعرفة عن الخليقة ترتبطان بشكل وثيق».‏ —‏ إِنريكِه إِرناندِس،‏ باحث وپروفسور في قسم الفيزياء والكيمياء النظرية،‏ في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة.‏

      ‏«مع اكتسابنا المزيد من المعلومات [عن المَجين البشري]،‏ سيظهر تعقيد مكوناته واعتمادها بعضها على بعض.‏ وسيتبيّن ان المنشأ هو وليد خالق ذكي،‏ عامل ذكي».‏ —‏ الكيميائي الحيوي دواين ت.‏ ڠيش.‏

      ‏«لا تضارب بين العلم والدين.‏ فكلاهما يبحثان عن الحقيقة نفسها.‏ والعلم يظهر ان اللّٰه موجود».‏ —‏ د.‏ ه‍.‏ ر.‏ بارتون،‏ پروفسور في الكيمياء،‏ تكساس.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      NASA/U.‎S.‎ Geological Survey

      Photo: www.‎comstock.‎com

      ‏(NASA and The Hubble Heritage Team )STScI/AURA

      ‏[الصور في الصفحة ٥]‏

      هل يمكن ان يجيب البحث العلمي عن سبب وجودنا؟‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Courtesy Arecibo Observatory/David Parker/Science Photo Library

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٦]‏

      Stars on pages 2,‎ 3,‎ 5,‎ and top of page 7: National Optical Astronomy Observatories

  • التوفيق بين العلم والدين
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • التوفيق بين العلم والدين

      ‏«لم يعد العلم والدين يُعتبران متضاربين».‏ —‏ ذا دايلي تلڠراف،‏ لندن،‏ عدد ٢٦ ايار (‏مايو)‏ ١٩٩٩.‏

      ان العلم والدين كليهما،‏ بأنبل اوجههما،‏ يشملان البحث عن الحقيقة.‏ فالعلم يكتشف عالما رائع التنظيم،‏ كونا يحوي دلائل واضحة تشير الى تصميم ذكي.‏ والدين الحقيقي يضفي معنى على هذه الاكتشافات بالتعليم ان فكر الخالق هو وراء التصميم الظاهر في العالم المادي.‏

      يقول فرنسيس كولنز،‏ خبير في علم الاحياء الجُزيئي:‏ «اجد ان الدين يغني كثيرا تقديري للعلم».‏ ويتابع:‏ «عندما أكتشف شيئا عن المَجين البشري،‏ يتملكني شعور بالرهبة بسبب اللغز الذي يكتنف الحياة،‏ وأقول لنفسي:‏ ‹لم يكن احد يعلم بذلك من قبل سوى اللّٰه!‏›.‏ انه لإحساس جميل جدا ومثير،‏ يساعدني على تقدير اللّٰه ويجعل العلم مصدر اكتفاء اكبر بالنسبة إليّ».‏

      فما الذي يساعد المرء على التوفيق بين العلم والدين؟‏

      بحث مستمر

      يوجد حدود:‏ ما من نهاية في المستقبل المنظور لبحثنا عن الاجوبة المتعلقة بأمور لامتناهية مثل الكون،‏ المكان،‏ والزمان.‏ لاحظ عالِم الاحياء لويس توماس:‏ «لن تنتهي هذه العملية،‏ لأننا اشخاص بمنتهى الفضولية،‏ نحب الاستكشاف،‏ ونراقب كل ما يحيط بنا سعيا لفهم ما يحدث.‏ لن نستطيع ابدا ان نحل لغز الحياة والكون.‏ ولا اتخيل انه سيأتي يوم يتنفس فيه الجميع الصعداء قائلين:‏ ‹الآن فهمنا كل شيء›.‏ فسيبقى الامر خارج متناولنا».‏

      بشكل مماثل،‏ عندما يتعلق الامر بالحقائق الدينية،‏ لا نهاية للمعرفة.‏ قال بولس،‏ احد كتبة الكتاب المقدس:‏ «نحن الآن نرى رؤية غبشاء بمرآة .‏ .‏ .‏ الآن أعرف معرفة جزئية».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٢‏.‏

      لكن المعرفة الجزئية المتعلقة بالاسئلة العلمية والدينية على السواء،‏ لا تمنعنا من التوصل الى استنتاجات سليمة مؤسسة على الوقائع التي لدينا.‏ فنحن لا نحتاج الى معرفة مسهبة عن مَنشإ الشمس لكي نكون متأكدين تماما انها ستشرق غدا.‏

      دعوا الوقائع تتكلم:‏ في البحث عن الاجوبة،‏ نحتاج ان ترشدنا مبادئ سليمة.‏ فإذا لم نلتصق بأفضل البراهين،‏ يمكن ان نضل بسهولة في بحثنا عن الحقيقة العلمية والدينية.‏ فعليا لا احد منا يمكنه ان يبدأ بتقييم كل المعرفة والافكار العلمية التي تملأ اليوم مكتبات شاسعة.‏ من جهة اخرى،‏ يزوّد الكتاب المقدس مجموعة تعاليم روحية سهلة المنال يمكن ان نتأمل فيها.‏ والكتاب المقدس مدعوم جيدا بوقائع معروفة.‏a

      لكن بالنسبة الى المعرفة بشكل عام،‏ يلزم جهد حثيث للتمييز بين الواقع والتخمين،‏ بين الحقيقة والخداع —‏ في العلم والدين على السواء.‏ فكما نصح بولس،‏ احد كتبة الكتاب المقدس،‏ ينبغي ان نتجنب «متناقضات ما يدعى زورا ‹معرفة›».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٢٠‏)‏ وللتوفيق بين العلم والكتاب المقدس،‏ ينبغي ان ندع الوقائع تتكلم،‏ فنتجنب بذلك التحزُّر والتخمين،‏ كما ينبغي ان نفحص كيف تدعم كل الوقائع بعضها بعضا وتتكامل.‏

      مثلا،‏ عندما نفهم ان الكتاب المقدس يستعمل كلمة «يوم» للدلالة على فترات مختلفة من الوقت،‏ نرى ان رواية ايام الخلق الستة في التكوين لا تتضارب بالضرورة مع الاستنتاج العلمي القائل ان عمر الارض هو حوالي اربعة بلايين سنة ونصف تقريبا.‏ فوفقا للكتاب المقدس،‏ كانت الارض موجودة فترة غير محدّدة قبل ان تبدأ ايام الخلق.‏ (‏انظروا الاطار «ايام الخلق —‏ كل يوم من ٢٤ ساعة؟‏».‏)‏ حتى لو صحّح العلم بعض المعلومات وغيّر عمر الارض،‏ تبقى العبارات المذكورة في الكتاب المقدس صحيحة.‏ وعوض ان يناقض العلم الكتاب المقدس،‏ يزودنا بخصوص هذه المسألة ومسائل اخرى كثيرة معلومات اضافية هائلة عن العالم المادي،‏ الحاضر والماضي على السواء.‏

      ايمان،‏ لا تصديق اعمى:‏ يزودنا الكتاب المقدس بمعلومات عن اللّٰه ومقاصده لا يمكن استقاؤها من اي مصدر آخر.‏ ولماذا ينبغي ان نثق به؟‏ يدعونا الكتاب المقدس نفسه الى فحص دقته.‏ تأملوا في صحته التاريخية،‏ نصائحه العملية،‏ صدق كتبته،‏ وأمانته.‏ وبالتحقق من دقة الكتاب المقدس التي تشمل العبارات ذات الطبيعة العلمية،‏ كما تشمل ما هو مقنع اكثر ايضا،‏ الاتمام التام لمئات النبوات على مر العصور حتى يومنا هذا،‏ يمكن ان يؤمن المرء ايمانا راسخا بأنه كلمة اللّٰه.‏ فالايمان بالكتاب المقدس ليس تصديقا اعمى،‏ بل ثقة مثبتة بدقة عبارات الاسفار المقدسة.‏

      احترموا العلم؛‏ اقرّوا بأهمية الايمان:‏ يدعو شهود يهوه الناس المنفتحين،‏ سواء كانوا من محبي العلم او الدين،‏ الى الاشتراك في بحث صادق عن الحقيقة في كلا المجالين.‏ وشهود يهوه ينمّون في جماعاتهم احتراما سليما للعلم واكتشافاته المثبتة،‏ كما ينمّون ايمانا راسخا بأن الحق الديني يمكن ايجاده فقط في الكتاب المقدس،‏ الذي يقول بوضوح انه كلمة اللّٰه ويزوّد ادلة وافية على ذلك.‏ ذكر الرسول بولس:‏ «لمّا تسلمتم كلمة اللّٰه التي سمعتموها منا،‏ قبلتموها لا ككلمة أناس،‏ بل كما هي حقا ككلمة اللّٰه».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏.‏

      كما في مجال العلم،‏ لا شك ان التعاليم والممارسات الباطلة تسلّلت الى الدين.‏ لذلك يوجد دين حقيقي ودين باطل.‏ لهذا السبب ترك كثيرون الدين التقليدي المنظم وأصبحوا اعضاء من جماعة شهود يهوه المسيحية.‏ فقد خاب املهم بسبب رفض اديانهم السابقة التخلي عن التقليد والخرافة البشريين وقبول الحق المكتشَف او المعلَن.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يجد المسيحيون الحقيقيون معنى وقصدا حقيقيين في الحياة،‏ مؤسَسين على معرفة الخالق العميقة كما يجري وصفه في الكتاب المقدس،‏ وعلى معرفة قصده المذكور المتعلق بالجنس البشري والكوكب الذي نعيش عليه.‏ وقد شعر شهود يهوه بالاكتفاء لوجود اجوبة منطقية في الكتاب المقدس عن اسئلة مثل:‏ لماذا نحن موجودون؟‏ وما هو مستقبلنا؟‏.‏ ويسرهم كثيرا مشاركتكم هذه المعلومات.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه ام الانسان؟‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

      ايام الخلق —‏ كل يوم من ٢٤ ساعة؟‏

      يدّعي بعض الاصوليين ان نظرية الخلق،‏ لا التطور،‏ هي التي توضح التاريخ الذي يسبق وجود الجنس البشري.‏ ويؤكدون ان كل الخليقة المادية وُجدت في مجرد ستة ايام كل منها من ٢٤ ساعة،‏ منذ فترة تتراوح ما بين ٠٠٠‏,٦ و ٠٠٠‏,١٠ سنة تقريبا.‏ لكنهم بتأكيدهم هذا،‏ يروّجون تعليما غير مؤسس على الكتاب المقدس ادّى الى ان يسخر كثيرون من الكتاب المقدس.‏

      فهل يتألف اليوم في الكتاب المقدس دائما من ٢٤ ساعة حرفية؟‏ ذُكر في تكوين ٢:‏٤‏:‏ «يوم عمل الرب الاله الارض والسموات».‏ ويشمل هذا اليوم كل ايام الخلق الستة التي يرد ذكرها في الاصحاح الاول من سفر التكوين.‏ ففي الكتاب المقدس يساوي اليوم فترة معينة من الوقت،‏ وقد تعادل ألف سنة او عدة آلاف من السنين.‏ وأيام الخلق في الكتاب المقدس لا تتعارض مع كون كل يوم يعادل آلاف السنين.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ كانت الارض موجودة قبل بدء ايام الخلق.‏ (‏تكوين ١:‏١‏)‏ وهكذا نرى ان رواية الكتاب المقدس المتعلقة بهذه النقطة تنسجم مع العلم الصحيح.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏

      يذكر الاختصاصي في علم الاحياء الجزيئي فرنسيس كولنز،‏ معلّقا على الادعاء ان طول اليوم الخلقي هو ٢٤ ساعة فقط:‏ «اساءت نظرية الخلق الى مفاهيم الايمان العميقة اكثر من اي امر آخر في التاريخ العصري».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      هل اتّبع العلم مقاييس اخلاقية اسمى؟‏

      لا عجب ان ينبذ علماء كثيرون الدين بسبب مقاومته التقدم العلمي،‏ سجلّه المروّع،‏ بالاضافة الى ريائه ووحشيته.‏ يشير الپروفسور في علم الاحياء المجهرية،‏ جون پوستڠايت:‏ «كانت اديان العالم .‏ .‏ .‏ وراء اهوال الذبائح البشرية،‏ الحملات الصليبية،‏ المذابح المنظَّمة،‏ ومحاكم التفتيش.‏ وفي عالم اليوم يصبح هذا الجانب الاحلك من الدين خطرا.‏ لأن الدين،‏ بخلاف العلم،‏ ليس محايدا».‏

      وبمقارنة ذلك مع ما يُفترض ان يتسم به العلم من عقلانية،‏ موضوعية،‏ وانضباط يدّعي پوستڠايت ان «العلم اتّبع مقاييس اخلاقية اسمى».‏

      فهل اتّبع العلم حقا مقاييس اخلاقية اسمى؟‏ الجواب هو كلا.‏ يعترف پوستڠايت نفسه ان «للمجتمعات العلمية حصتها من الغيرة،‏ الطمع،‏ التحامل،‏ والحسد».‏ ويضيف ان «عددا من العلماء اظهروا ان بمقدورهم ارتكاب جريمة قتل باسم الابحاث،‏ كما حدث في المانيا النازية ومعسكرات الاعتقال اليابانية».‏ وعندما عينت مجلة ناشونال جيوڠرافيك مراسلا ليتحرّى كيف وصلت معلومات خادعة تتعلق بالاحافير الى صفحاتها،‏ تحدث المراسل عن «قصة السرية المضلَّلة والثقة في غير محلها،‏ التنافس الشرس بين اناس يصرّون على آرائهم الخاصة،‏ تعظيم الذات،‏ الاعتقاد ان ما يُتمنى هو حقيقة،‏ الافتراضات الساذجة،‏ الخطإ البشري،‏ العناد،‏ التلاعب،‏ اغتياب الاشخاص،‏ الكذب،‏ والفساد».‏

      ولا شك ان العلم هو الذي زوّد الجنس البشري بأدوات الحرب المروّعة،‏ مثل الاسلحة البيولوجية،‏ الغاز السام،‏ الصواريخ،‏ القنابل «الذكية»،‏ والقنابل النووية.‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      سديم النملة (‏مينزل ٣)‏،‏ من مقراب هابل الفضائي

      ‏[مصدر الصورة]‏

      ‏(NASA,‎ ESA and The Hubble Heritage Team )STScI/AURA

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      اكتشف العلم عالما مليئا بدلائل واضحة تشير الى تصميم ذكي

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      ينمّي شهود يهوه احتراما للعلم الصحيح وإيمانا بالكتاب المقدس

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة