-
الزلازل في يوم الربالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ١٨
الزلازل في يوم الرب
١، ٢ (أ) ماذا يكون عليه اختبار زلزال عنيف؟ (ب) ماذا يصفه يوحنا عندما يُفتح الختم السادس؟
هل سبق ان نجوتم من زلزال عنيف؟ انه ليس اختبارا ممتعا. فالهزة الارضية الكبيرة قد تبدأ برجرجة مسببة للغثيان وضجيج هادر. والتأرجح قد يصير اسوأ بالنوبات المتقطعة فيما تندفعون مسرعين من اجل الامان — ربما تحت مكتب. او قد تأتي كرجَّة محطِّمة مفاجئة يتبعها تهشُّم الفخار، الاثث، وحتى الابنية. والضرر يمكن ان يكون مفجعا بالهزات اللاحقة المتكررة التي تنزل ضررا اضافيا وتزيد الشقاء.
٢ واذ تذكرون ذلك تأملوا في ما يصفه يوحنا عند فتح الختم السادس: «ونظرت لما فتح الختم السادس، فحدث زلزال عظيم». (رؤيا ٦:١٢ أ ) يجب ان يحصل ذلك ضمن اطار الوقت عينه لفتح الختوم الاخرى. فمتى يحدث هذا الزلزال في يوم الرب، وأيّ نوع من الزلازل هو؟ — رؤيا ١:١٠.
٣ (أ) اية احداث انبأ بها يسوع في النبوة عن علامة حضوره؟ (ب) كيف تتعلق الزلازل الحرفية بالزلزال الرمزي العظيم المذكور في رؤيا ٦:١٢؟
٣ تُذكَر الزلازل الحرفية والمجازية للارض عددا من المرات في الكتاب المقدس. ففي نبوته العظمى عن علامة حضوره في سلطة الملكوت ينبئ يسوع بـ «زلازل في مكان بعد آخر». وهذه تكون جزءا من «بداية المخاض». ومنذ السنة ١٩١٤، بانفجار عدد سكان الارض الى آلاف الملايين، تساهم الهزات الارضية الحرفية بشكل ذي مغزى في شدائد زمننا. (متى ٢٤:٣، ٧، ٨) غير ان هذه الزلازل، على الرغم من انها تتمم النبوة، هي كوارث طبيعية مادية. انها تمهيد للزلزال الرمزي العظيم المذكور في رؤيا ٦:١٢. وفي الواقع، يأتي ذلك كنهاية مخرِّبة لسلسلة من الارتجاجات السابقة التي تزعزع نظام الشيطان البشري الارضي للاشياء حتى اساساته.a
ارتجاجات في المجتمع البشري
٤ (أ) منذ متى كان شعب يهوه يتوقع ان تبدأ حوادث مفجعة في السنة ١٩١٤؟ (ب) نهاية اية فترة من الزمن تسمها السنة ١٩١٤؟
٤ من اواسط سبعينات الـ ١٨٠٠ كان شعب يهوه يتوقع ان تبدأ حوادث مفجعة في السنة ١٩١٤ وأن تسم نهاية ازمنة الامم. هذه هي فترة ‹السبعة الازمنة› (٥٢٠,٢ سنة) التي دامت من انقلاب المملكة الداودية في اورشليم في السنة ٦٠٧ قم الى جلوس يسوع على العرش في اورشليم السماوية في السنة ١٩١٤ بم. — دانيال ٤:٢٤، ٢٥؛ لوقا ٢١:٢٤.b
٥ (أ) اي اعلان صنعه ت. ت. رصل في ٢ تشرين الاول ١٩١٤؟ (ب) اية اضطرابات سياسية تحدث منذ السنة ١٩١٤؟
٥ وهكذا عندما ظهر ت. ت. رصل من اجل العبادة الصباحية مع عائلة بيت ايل في بروكلين، نيويورك، صباح ٢ تشرين الاول ١٩١٤ صنع الاعلان المثير: «لقد انتهت ازمنة الامم؛ كانت لملوكها ايامهم». وفي الواقع، كان الاضطراب العالمي الذي بدأ في السنة ١٩١٤ بالغ الاثر بحيث اختفت ممالك عديدة قديمة العهد. وقلب حيِّز القياصرة في ثورة البلاشفة للسنة ١٩١٧ ادى الى مواجهة طويلة الامد بين الماركسية والرأسمالية. وارتجاجات التغيير السياسي تستمر في ازعاج المجتمع البشري في كل الارض. واليوم، تفشل حكومات كثيرة في البقاء اكثر من سنة او اثنتين. والنقص في الاستقرار في العالم السياسي يجري ايضاحه في حالة ايطاليا، التي كانت لها ٤٧ حكومة جديدة في ٤٢ سنة فقط بعد الحرب العالمية الثانية. ولكنّ ارتجاجات سابقة كهذه هي تمهيد فقط لاضطراب حكومي ذُروي. والنتيجة؟ ملكوت اللّٰه سيتولى الحكم الوحيد للارض. — اشعيا ٩:٦، ٧.
٦ (أ) كيف وصف ه. ج. ويلز الحقبة الجديدة والخطيرة؟ (ب) ماذا كتب فيلسوف ورجل دولة عن الحقبة منذ السنة ١٩١٤؟
٦ لقد اشار المؤرخون والفلاسفة والقادة السياسيون الى السنة ١٩١٤ بصفتها بداية حقبة جديدة وخطيرة. وبعد مرور سبع عشرة سنة من هذه الحقبة، علَّق ه. ج. ويلز: «يتنبأ النبي بسرور بأمور ممتعة. لكنّ واجبه هو ان يخبر بما يراه. انه يرى عالما لا يزال يسيطر عليه بثبات الجنود، الوطنيون، المرابون، والمغامرون الماليون؛ عالما يستسلم للشك والبغض، فاقدا ما تبقَّى من الحريات الشخصية بسرعة، متخبطا في سيره نحو نزاع طبقي مرير، ومستعدا لحروب جديدة». وفي السنة ١٩٥٣ كتب الفيلسوف برتراند رصل: «منذ السنة ١٩١٤، كل شخص مدركٍ للميول في العالم يزعجه بعمق ما يبدو انه سير مقدَّر ومحتوم مسبقا نحو كارثة اعظم من ايّ وقت مضى. . . . وهم يرون الجنس البشري، كبطل مأساة يونانية، مسوقا من الآلهة الغضبى وليس سيد القدر في ما بعد». وفي السنة ١٩٨٠ قال رجل الدولة هارولد ماكميلان، متأملا في البداية السلمية للقرن الـ ٢٠: «كل شيء يصير احسن فأحسن. هذا كان العالم الذي وُلدت فيه. . . . وفجأة، على نحو غير متوقع، ذات صباح في السنة ١٩١٤ انتهى كل شيء».
٧-٩ (أ) اية اضطرابات تزعزع المجتمع البشري منذ السنة ١٩١٤؟ (ب) اية حالة ستشملها الاضطرابات التي يشهدها المجتمع البشري خلال حضور يسوع؟
٧ جلبت الحرب العالمية الثانية موجة اخرى من الاضطرابات. ويستمر الارهاب العالمي والحروب الصغرى في زعزعة الارض. والخطر المريع الذي يشكِّله الارهابيون وإمكانية استخدام الدول لأسلحة الدمار الشامل يُقلقان أشخاصا كثيرين.
٨ ولكن ثمة امور اخرى الى جانب الحروب تزعزع المجتمع البشري حتى اساساته منذ السنة ١٩١٤. وأحد اكثر الاضطرابات ايذاءً اثاره انهيار سوق الاسهم المالية للولايات المتحدة في ٢٩ تشرين الاول ١٩٢٩. وجلب ذلك «الازمة الاقتصادية العظمى»، التي اثرت في كل البلدان الرأسمالية. وهذا الكساد صار في الحضيض بين ١٩٣٢ و ١٩٣٤، ولكننا لا نزال نشعر بآثاره. ومنذ السنة ١٩٢٩ يجري ترقيع عالم مريض اقتصاديا بخطط بديلة موقتة. والحكومات تنهمك في تمويل العجز. وأزمة النفط للسنة ١٩٧٣ ومضاربة سوق الاسهم المالية للسنة ١٩٨٧ زادت من تزعزع الامبراطورية المالية. وفي الوقت نفسه، ملايين من الناس يشترون على نحو هائل بالقروض. وأعداد لا تحصى هم ضحايا الحيل المالية، الخطط الهرمية، وخُدَع اليانصيب والمقامرة، التي ترعى عددا منها الحكومات التي يجب ان تحمي الشعب. وحتى مبشرو تلفزيون العالم المسيحي يمدّون ايديهم من اجل نصيبهم المتعدد الملايين من الدولارات! — قارنوا ارميا ٥:٢٦-٣١.
٩ وفي وقت ابكر، فتحت المشاكل الاقتصادية الطريق لموسوليني وهتلر ليستوليا على السلطة. ولم تُضِع بابل العظيمة الوقت في محاولة لاكتساب عطفهما، ودخل الڤاتيكان في ميثاق مع ايطاليا في السنة ١٩٢٩ والمانيا في السنة ١٩٣٣. (رؤيا ١٧:٥) والايام المظلمة التي تلت كانت بلا ريب جزءا من اتمام نبوة يسوع بشأن حضوره التي ستشمل «كرب امم لا تدري اين المنفذ . . . في حين ان الناس يغشى عليهم من الخوف وترقب ما يأتي على المسكونة». (لوقا ٢١:٧-٩، ٢٥-٣١)c نعم، ان الزلازل التي بدأت تزعزع المجتمع البشري في السنة ١٩١٤ تستمر، بهزات لاحقة قوية.
يهوه يقوم ببعض الزعزعة
١٠ (أ) لماذا هنالك ارتجاجات كثيرة في الشؤون البشرية؟ (ب) ماذا يفعل يهوه، واستعدادا لماذا؟
١٠ ان ارتجاجات كهذه في الشؤون البشرية هي نتيجة عجز الانسان عن توجيه خطواته. (ارميا ١٠:٢٣) وعلاوة على ذلك، فان تلك الحية القديمة، الشيطان «الذي يضل المسكونة كلها»، توجِّه الويلات في جهدها الاخير لتحويل كل الجنس البشري عن عبادة يهوه. والتكنولوجيا الحديثة جعلت الارض تصير كقرية واحدة، حيث البغض القومي والعرقي يزعزع المجتمع البشري حتى اساساته، وما يُسمّى الامم المتحدة لا يقدر ان يجد علاجا فعّالا. وبشكل لم يسبق له مثيل، يتسلط انسان على انسان لأذيته. (رؤيا ١٢:٩، ١٢؛ جامعة ٨:٩) غير ان الرب المتسلط يهوه، صانع السماء والارض، يقوم بنوعه الخاص من الزعزعة منذ ٩٠ سنة تقريبا، استعدادا لحل مشاكل الارض مرة والى الابد. وكيف ذلك؟
١١ (أ) اية زلزلة توصف في حجاي ٢:٦، ٧؟ (ب) كيف تتم نبوة حجاي؟
١١ في حجاي ٢:٦، ٧ نقرأ: «لأنه هكذا قال يهوه الجنود: ‹هي مرة بعد — عن قريب — فأزلزل السماء والارض والبحر واليابسة. وأزلزل كل الامم، وتأتي نفائس جميع الامم؛ فأملأ هذا البيت مجدا›، قال يهوه الجنود». ومنذ السنة ١٩١٩ على نحو خصوصي، يجعل يهوه شهوده ينادون بأحكامه بين كل عناصر المجتمع البشري على الارض. ونظام الشيطان العالمي يجري انذاره بواسطة هذا التحذير العالمي.d واذ يشتد التحذير، تجري اثارة البشر الخائفين اللّٰه، ‹النفائس›، لينفصلوا عن الامم. ليس انهم يُنفَضون بالزلزلة في هيئة الشيطان. ولكن اذ يفهمون الوضع يتخذون قرارهم الخاص ليشتركوا مع صف يوحنا الممسوح في ملء بيت عبادة يهوه مجدا. وكيف يُنجَز ذلك؟ بعمل الكرازة الغيور ببشارة ملكوت اللّٰه المؤسَّس. (متى ٢٤:١٤) وهذا الملكوت، المؤلف من يسوع وأتباعه الممسوحين، سيبقى قائما على الدوام لمجد يهوه بصفته «ملكوتا لا يمكن ان يتزعزع». — عبرانيين ١٢:٢٦-٢٩.
١٢ اذا بدأتم بالتجاوب مع الكرازة المنبإ بها في متى ٢٤:١٤، فماذا يجب ان تفعلوا قبل ان يحدث الزلزال العظيم لرؤيا ٦:١٢؟
١٢ هل انتم شخص بدأ يتجاوب مع هذه الكرازة؟ وهل انتم ربما بين الملايين الذين حضروا في السنوات الاخيرة الاحتفال بذكرى موت يسوع؟ اذا كان الامر كذلك، فداوموا على التقدم في درسكم لحق الكتاب المقدس. (٢ تيموثاوس ٢:١٥؛ ٣:١٦، ١٧) اهجروا تماما نمط الحياة الفاسد لمجتمع الشيطان الارضي المحكوم عليه! تعالوا الى المجتمع المسيحي للعالم الجديد واشتركوا كاملا في نشاطه قبل ان يهشِّم ‹الزلزال› المفجع الاخير كل عالم الشيطان. ولكن ما هو هذا الزلزال العظيم؟ فلنرَ الآن.
الزلزال العظيم!
١٣ بأية طريقة يكون الزلزال العظيم جديدا كليا بالنسبة الى الاختبار البشري؟
١٣ نعم، ان هذه الايام الاخيرة الصعبة هي زمن زلازل — حرفية ومجازية. (٢ تيموثاوس ٣:١) ولكن ليست اية من هذه الزلازل هي الزعزعة العظيمة الاخيرة التي يراها يوحنا عند فتح الختم السادس. فزمن الارتجاجات المسبقة ينتهي. ويأتي الآن زلزال عظيم جديد كليا بالنسبة الى الاختبار البشري. وهو زلزال عظيم جدا بحيث لا يمكن للاضطرابات والاهتزازات التي يُحدِثها ان تُقاس بمقياس ريختر او ايّ معيار بشري آخر. وهذا ليس مجرد هزة محلية بل زعزعة عنيفة تخرِّب «الارض» بكاملها، اي كل المجتمع البشري الفاسد.
١٤ (أ) اية نبوة تنبئ بزلزال عظيم وعواقبه؟ (ب) الى ماذا لا بد ان تشير نبوة يوئيل ورؤيا :١٢، ١٣؟
١٤ انبأ انبياء آخرون ليهوه بزلزال كهذا وبعواقبه المفجعة. مثلا، نحو السنة ٨٢٠ قم، تكلم يوئيل عن ‹مجيء يوم يهوه العظيم المخوف›، ذاكرا انه عندئذ «تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم». ولاحقا يضيف هذه الكلمات: «جماهير جماهير في منخفض وادي القضاء، لأن يوم يهوه قريب في منخفض وادي القضاء. الشمس والقمر يظلمان، والنجوم تمنع ضياءها. ويهوه من صهيون يزأر، ومن اورشليم يطلق صوته. فتتزلزل السماء والأرض. لكن يهوه يكون ملجأ لشعبه، وحصنا لبني إسرائيل». (يوئيل ٢:٣١؛ ٣:١٤-١٦) هذه الزلزلة لا يمكن ان تنطبق إلا على تنفيذ يهوه الدينونة في خلال الضيق العظيم. (متى ٢٤:٢١) لذلك فان الرواية المناظرة في رؤيا ٦:١٢، ١٣ لها منطقيا الانطباق عينه. — انظروا ايضا ارميا ١٠:١٠؛ صفنيا ١:١٤، ١٥.
١٥ اية زعزعة قوية انبأ بها النبي حبقوق؟
١٥ وبعد يوئيل بما يقارب ٢٠٠ سنة، قال النبي حبقوق في صلاة الى الهه: «يا يهوه، قد سمعت خبرك. يا يهوه، قد خفت من عملك. في وسط السنين أحيه. في وسط السنين عرِّف به. عندما تسكب الغضب اذكر الرحمة». وما هو هذا «الغضب»؟ يمضي حبقوق معطيا وصفا حيا للضيق العظيم، قائلا عن يهوه: «وقف فزعزع الارض. نظر فأجفل الامم . . . سرت لتدين في الارض. بالغضب درست الامم. فإني أبتهج بيهوه، وأفرح بإله خلاصي». (حبقوق ٣:١، ٢، ٦، ١٢، ١٨) يا للزعزعة القوية التي سيحدِثها يهوه في كل الارض عندما يدوس الامم!
١٦ (أ) بماذا انبأ النبي حزقيال في ما يتعلق بالوقت الذي فيه يقوم الشيطان بهجومه الاخير على شعب اللّٰه؟ (ب) ماذا ينتج من الزلزال العظيم لرؤيا ٦:١٢؟
١٦ وحزقيال ايضا انبأ بأنه عندما يقوم جوج الماجوجي (الشيطان المنحط) بهجومه الاخير على شعب اللّٰه، سيحدِث يهوه «زلزلة عظيمة في ارض اسرائيل». (حزقيال ٣٨:١٨، ١٩) ومع انه قد تكون للزلازل الحرفية علاقة، يجب ان نتذكر ان سفر الرؤيا يُقدَّم بعلامات. وهذه النبوة والنبوات الاخرى المشار اليها هي رمزية الى حد بعيد. لذلك فإن فتح الختم السادس يَظهر انه يكشف ذروة كل زعزعات نظام الاشياء الارضي هذا — الزلزال العظيم الذي سيهلك فيه جميع البشر المقاومين لسلطان يهوه اللّٰه.
وقت ظلمة
١٧ كيف يؤثر الزلزال العظيم في الشمس والقمر والنجوم؟
١٧ وكما يتابع يوحنا اظهاره، فان الزلزال العظيم ترافقه حوادث مريعة تشمل حتى السموات. يقول: «وصارت الشمس سوداء كمسح من شعر، والقمر كله صار كالدم، وسقطت نجوم السماء الى الأرض، كما تطرح شجرة التين تينها الفج إذا هزتها ريح شديدة». (رؤيا ٦:١٢ب، ١٣) يا لها من ظاهرة مؤثرة! فهل يمكنكم ان تتصوَّروا الظلمة المرعبة التي تنتج لو تمت النبوة حرفيا؟ لا نورَ شمس دافئا مريحا نهارا في ما بعد! لا نورَ قمر فضيا مبهجا ليلا في ما بعد! وربوات النجوم لا تتلألأ في ما بعد على ستارة السماء المخملية. وبدلا من ذلك، هنالك سواد حالك بارد. — قارنوا متى ٢٤:٢٩.
١٨ بأية طريقة ‹اظلمت السموات› بالنسبة الى اورشليم في السنة ٦٠٧ قم؟
١٨ بمعنى روحي، أُنبئ بظلمة كهذه لاسرائيل القديمة. حذَّر ارميا: «قفرا تصير كل الارض، أفلا اجلب فناء كليا؟ من اجل ذلك تنوح الارض، وتظلم السموات من فوق». (ارميا ٤:٢٧، ٢٨) وفي السنة ٦٠٧ قم، عندما تمت هذه النبوة، كانت الامور مظلمة فعلا بالنسبة الى شعب يهوه. فعاصمتهم، اورشليم، سقطت في ايدي البابليين. وهيكلهم دُمِّر، وارضهم هُجرت. وبالنسبة اليهم، لم يكن هنالك نور مريح من السماء. وانما كان كما قال ارميا ليهوه بحزن: «قتلتَ ولم تترأف. جعلتَ الغيم يحول دونك، حتى لا تنفذ الصلاة». (مراثي ارميا ٣:٤٣، ٤٤) وبالنسبة الى اورشليم، عنت الظلمة السماوية هذه الموت والدمار.
١٩ (أ) كيف يصف نبي اللّٰه اشعيا ظلمة في السموات في ما يتعلق ببابل القديمة؟ (ب) متى وكيف تمت نبوة اشعيا؟
١٩ ولاحقا، دلَّت ظلمة مشابهة في السموات على كارثة لبابل القديمة. وعن ذلك أُوحي الى نبي اللّٰه بأن يكتب: «هوذا يوم يهوه آت، قاسيا بسخط واتقاد غضب، ليجعل الارض مثار دهشة، ويبيد منها خطاتها. لأن نجوم السموات وكوكبات كسيل لا تبرق بنورها. الشمس تظلم عند طلوعها، والقمر لا يضيء بنوره. وأعاقب المعمورة على شرها، والاشرار على ذنبهم». (اشعيا ١٣:٩-١١) لقد تمت هذه النبوة في السنة ٥٣٩ قم عندما سقطت بابل في ايدي الماديين والفرس. انها تصف جيدا الظلمة، اليأس، النقص في ايّ نور مريح لبابل اذ سقطت الى الابد من مركزها كقوة عالمية بارزة.
٢٠ اية نتيجة مخيفة تنتظر نظام الاشياء هذا عندما يضرب الزلزال العظيم؟
٢٠ وبطريقة مشابهة، عندما يضرب الزلزال العظيم سيُغمر هذا النظام العالمي بكامله في قنوط الظلمة الكلية. والأجرام المشعة الساطعة لنظام الشيطان الارضي لن ترسل ايّ شعاع امل. وحتى اليوم، فان قادة الارض السياسيين، وخصوصا في العالم المسيحي، مشهورون بفسادهم، كذبهم، ونمط حياتهم الفاسد ادبيا. (اشعيا ٢٨:١٤-١٩) ولا يمكن الوثوق بهم في ما بعد. ان نورهم الخافق سيُحجب كليا عندما ينفِّذ يهوه الدينونة. وتأثيرهم في شؤون الارض الشبيه بالقمر سيظهر ملطَّخا بالدم، مميتا. ونجومهم العالميون سينطفئون مثل النيازك الساقطة وسيتبدَّدون مثل التين الفج في ريح عاتية. وكرتنا الارضية بكاملها ستتزلزل بسبب «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن، ولن يحدث ثانية». (متى ٢٤:٢١) يا له من توقع مخيف!
«السماء» تمضي
٢١ في رؤياه، ماذا يرى يوحنا في ما يتعلق بـ «السماء» و «كل جبل وجزيرة»؟
٢١ تتابع رؤيا يوحنا: «ومضت السماء كدرج يُطوى، وأُزيح كل جبل وجزيرة من موضعهما». (رؤيا ٦:١٤ ) من الواضح ان هذه ليست السموات الحرفية او الجبال والجزر الحرفية. ولكن الى ماذا ترمز؟
٢٢ في ادوم، اي نوع من «السموات» ‹طُوي كدرج›؟
٢٢ في ما يتعلق بـ «السماء»، تساعدنا على الفهم نبوة مشابهة تخبر عن حموّ يهوه على كل الامم: «ويضمحل كل جند السموات. فتُطوى السموات كدرج». (اشعيا ٣٤:٤) وأدوم خصوصا يجب ان تتألم. كيف؟ لقد اجتاحها البابليون بُعيد دمار اورشليم في السنة ٦٠٧ قم. وفي ذلك الحين، لم يكن هنالك تسجيل لحوادث بارزة جرت في السموات الحرفية. ولكن كانت هنالك حوادث مفجعة في «سموات»e ادوم. فقد أُحدرت قواها الحكومية البشرية من مركزها المرتفع الشبيه بالسماء. (اشعيا ٣٤:٥) و ‹طُويت› كما لو انها وُضعت جانبا كدرج قديم لم يعد ذا فائدة لأيّ شخص.
٢٣ ما هي «السماء» التي ‹ستمضي كدرج›، وكيف تؤكد كلمات بطرس هذا الفهم؟
٢٣ وهكذا فان «السماء» التي ‹ستمضي كدرج› تشير الى الحكومات المضادة للّٰه التي تحكم على هذه الارض. فسيزيلها نهائيا الراكب على الفرس الابيض الكلي الغلبة. (رؤيا ١٩:١١-١٦، ١٩-٢١) وهذا يؤكده ما قاله الرسول بطرس عندما تطلع الى الحوادث التي يدل عليها فتح الختم السادس: «السموات والارض الكائنة الآن مدخرة . . . للنار ومحفوظة ليوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين». (٢ بطرس ٣:٧) ولكن ماذا عن العبارة، «أُزيح كل جبل وجزيرة من موضعهما»؟
٢٤ (أ) متى، في نبوة الكتاب المقدس، يقال ان الجبال والجزر تتزلزل او تفقد استقرارها؟ (ب) كيف ‹تزلزلت الجبال› عندما سقطت نينوى؟
٢٤ في نبوة الكتاب المقدس، يقال ان الجبال والجزر تتزلزل او بطريقة اخرى تفقد استقرارها في اوقات الاضطراب السياسي الكبير. مثلا، عند الإنباء بأحكام يهوه على نينوى، كتب النبي ناحوم: «الجبال تتزلزل منه، والآكام تذوب. من وجهه ترتفع الارض». (ناحوم ١:٥) لا يوجد سجل لأيّ تحطُّم لجبال حرفية عندما سقطت نينوى فعلا في السنة ٦٣٢ قم. ولكنّ قوة عالمية بدت سابقا شبيهة بجبل في قوتها انهارت فجأة. — قارنوا ارميا ٤:٢٤.
٢٥ عند النهاية المقبلة لنظام الاشياء هذا، كيف سيُزاح «كل جبل وجزيرة» من موضعهما؟
٢٥ لذلك فان «كل جبل وجزيرة» كما يشار اليهما عند فتح الختم السادس هما منطقيا الحكومات السياسية وهيئات هذا العالم التابعة لها التي بدت مستقرة جدا لكثيرين من الجنس البشري. وستُزلزَل من مكانها، لذعر ورعب اولئك الذين وثقوا بها سابقا. وكما تتابع النبوة السرد، لن يكون هنالك شك في ان اليوم العظيم لسخط يهوه وابنه — الزلزلة الاخيرة التي تزيل كل هيئة الشيطان — قد اتى بانتقام!
«اسقطي علينا وأَخفينا»
٢٦ كيف سيتصرف البشر الذين يقاومون سلطان اللّٰه في هَولهم، وأيّ تعبير عن الرعب سيتفوهون به؟
٢٦ وتتابع كلمات يوحنا: «وملوك الارض وذوو المناصب الرفيعة وقواد الجند والاغنياء والأقوياء وكل عبد وحر أَخفَوا انفسهم في المغاور وفي صخور الجبال. وكانوا يقولون للجبال والصخور: ‹اسقطي علينا وأَخفينا من وجه الجالس على العرش ومن سخط الحمل، لأنه قد جاء اليوم العظيم، يوم سخطهما، ومن يستطيع الوقوف؟›». — رؤيا ٦:١٥-١٧.
٢٧ اية نداءات تلفظ بها اسرائيليو السامرة غير الامناء، وكيف تمت هذه الكلمات؟
٢٧ عندما كان هوشع يتلفظ بدينونة يهوه على السامرة، عاصمة المملكة الشمالية لاسرائيل، قال: «تُباد مرتفعات بيت آون، خطية اسرائيل. ويعلو الشوك والحسك مذابحهم. فيقولون للجبال: ‹غطينا!›، وللآكام: ‹اسقطي علينا!›». (هوشع ١٠:٨) فكيف تمت هذه الكلمات؟ حسنا، عندما سقطت السامرة في ايدي الاشوريين القساة في السنة ٧٤٠ قم، لم يكن هنالك مكان ليهرب اليه الاسرائيليون. وكلمات هوشع تعبِّر عن الشعور بالعجز، الهول البائس، والهجر الذي شعر به الناس المغلوبون. فلا التلال الحرفية ولا مؤسسات السامرة الشبيهة بالجبال استطاعت ان تحميهم، على الرغم من انها بدت في الماضي ثابتة جدا.
٢٨ (أ) اي تحذير اعطاه يسوع لنساء اورشليم؟ (ب) كيف تمَّ تحذير يسوع؟
٢٨ وبشكل مماثل، عندما اقتيد يسوع الى موته بواسطة الجنود الرومان خاطب نساءَ اورشليم وقال: «هوذا ايام تأتي يقولون فيها: ‹ما اسعد العواقر، والارحام التي لم تلد، والثدي التي لم ترضع!›. حينئذ يبتدئون يقولون للجبال: ‹اسقطي علينا!›، وللآكام: ‹غطينا!›». (لوقا ٢٣:٢٩، ٣٠) ان دمار اورشليم بواسطة الرومان في السنة ٧٠ بم مدعوم جيدا بالوثائق، ومن الواضح ان كلمات يسوع كان لها فحوى مشابه لذاك الذي لكلمات هوشع. فلم يكن هنالك عندئذ مخبأ لليهود الذين بقوا في اليهودية. وحيثما حاولوا ان يختبئوا في اورشليم، او حتى عندما فرّوا الى قلعة مسعدة على قمة الجبل، كانوا غير قادرين على الافلات من التعبير العنيف لدينونة يهوه.
٢٩ (أ) عندما يأتي يوم سخط يهوه، ماذا سيكون مأزق اولئك المتورطين في دعم نظام الاشياء هذا؟ (ب) اية نبوة ليسوع ستتم عندما يعبِّر يهوه عن سخطه؟
٢٩ والآن، ان فتح الختم السادس قد اظهر ان شيئا مماثلا سيحدث في اثناء اليوم المقبل لسخط يهوه. وعند الزعزعة الاخيرة لنظام الاشياء الارضي هذا، سيطلب اولئك المتورطون في دعمه مخبأ بيأس، لكنهم لن يجدوا واحدا. فالدين الباطل، بابل العظيمة، قد سبق وخذلهم على نحو تعيس. فلا المغاور في الجبال الحرفية ولا الهيئات السياسية والتجارية المشبَّهة بجبال رمزية ستزوِّد امنا ماليا او ايّ نوع آخر من المساعدة. ولا شيءَ سيقيهم من سخط يهوه. وهَولهم يصفه يسوع جيدا: «بعد ذلك تظهر آية ابن الانسان في السماء، ثم يلطم جميع قبائل الارض صدورهم نائحين، ويرون ابن الانسان آتيا على سحب السماء بقدرة ومجد عظيم». — متى ٢٤:٣٠.
٣٠ (أ) ماذا يتضمنه السؤال: «مَن يستطيع الوقوف»؟ (ب) هل سيستطيع احد الوقوف في وقت دينونة يهوه؟
٣٠ نعم، ان اولئك الذين يرفضون الاعتراف بسلطة الراكب الظافر على الفرس الابيض سيُجبرون على الاقرار بخطئهم. والبشر الذين هم جزء من نسل الحية طوعا سيواجههم الدمار عندما يزول عالم الشيطان. (تكوين ٣:١٥؛ ١ يوحنا ٢:١٧) وحالة العالم في ذلك الحين ستكون بحيث يسأل كثيرون في الواقع: «مَن يستطيع الوقوف؟». فكما يظهر، سيفترضون ان لا احد على الاطلاق يمكنه ان يقف على نحو مقبول امام يهوه في يوم دينونته هذا. ولكنهم سيكونون على خطإ، كما يتابع سفر الرؤيا ليظهر.
[الحواشي]
a ان الزلازل الحرفية غالبا ما تسبقها اضطرابات زلزالية تجعل الكلاب تنبح او تتصرف على نحو غير مستقر وتثير حيوانات وأسماكا اخرى، على الرغم من ان البشر قد يكونون مطمئنين حتى يضرب الزلزال الفعلي. — انظروا استيقظ! ٨ شباط ١٩٨٣، الصفحة ٢٧.
b من اجل شرح مفصَّل، انظروا الصفحتين ٢٢، ٢٤.
c طوال اكثر من ٣٥ سنة، من ١٨٩٥ الى ١٩٣١، كانت تُقتبس كلمات لوقا ٢١:٢٥، ٢٨، ٣١ في غلاف مجلة برج المراقبة على خلفية من منارة تنير سموات عاصفة فوق بحور هائجة.
d مثلا، في حملة خصوصية في السنة ١٩٣١، سلَّم شهود يهوه شخصيا آلافا عديدة من الكراس الملكوت، رجاء العالم لرجال دين، سياسيين، ورجال اعمال في كل انحاء الارض.
e في استعمال مشابه للكلمة «سموات»، كان للنبوة عن «سموات جديدة» في اشعيا ٦٥:١٧، ١٨ اتمامها الاول في النظام الحكومي الجديد، الذي شمل الوالي زربابل ورئيس الكهنة يشوع، والذي تأسَّس في ارض الموعد بعد عودة اليهود من السبي البابلي. — ٢ أخبار الايام ٣٦:٢٣؛ عزرا ٥:١، ٢؛ اشعيا ٤٤:٢٨.
-
-
ختم اسرائيل اللّٰهالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ١٩
ختم اسرائيل اللّٰه
الرؤيا ٤ — رؤيا ٧:١-١٧
الموضوع: الـ ٠٠٠,١٤٤ يُختمون، وجمع كثير تجري ملاحظته واقفا امام عرش يهوه وأمام الحمَل
وقت الاتمام: من تتويج المسيح يسوع في السنة ١٩١٤ فصاعدا حتى حكمه الالفي
١ «مَن يستطيع الوقوف» في اليوم العظيم للسخط الالهي؟
«مَن يستطيع الوقوف؟». (رؤيا ٦:١٧) نعم، مَن في الواقع؟ عندما يخرِّب اليوم العظيم للسخط الالهي نظام الشيطان، يبدو من المنطقي ان يطرح حكام وشعوب العالم هذا السؤال. فبالنسبة اليهم يظهر ان النكبة الوشيكة ستضع حدا لكل حياة بشرية. ولكن هل ستفعل ذلك؟ من المفرح ان يطمئننا نبي اللّٰه: «كل مَن يدعو باسم يهوه ينجو». (يوئيل ٢:٣٢) والرسولان بطرس وبولس يؤكدان هذا الواقع. (اعمال ٢:١٩-٢١؛ روما ١٠:١٣) نعم، ان اولئك الذين يدعون باسم يهوه سينجون. فمَن هم هؤلاء؟ سنرى ذلك اذ تنكشف الرؤيا التالية.
٢ لماذا هو غير عادي ان يكون هنالك ناجون من يوم دينونة يهوه؟
٢ انه غير عادي حقا ان يعبر احد يوم دينونة يهوه حيا، لأن نبيا آخر من انبياء اللّٰه يصفه بهذه الكلمات: «ها قد خرجت عاصفة ريح يهوه، سخط بل عاصفة هوجاء جارفة. على رؤوس الاشرار تثور. لا يرتد غضب يهوه المتقد حتى يُجري وينفذ افكار قلبه». (ارميا ٣٠:٢٣، ٢٤) فمن الملحّ ان نتخذ الخطوات للنجاة من هذه العاصفة! — امثال ٢:٢٢؛ اشعيا ٥٥:٦، ٧؛ صفنيا ٢:٢، ٣.
الاربع الرياح
٣ (أ) اية خدمة خصوصية ينجزها الملائكة يراها يوحنا؟ (ب) ماذا رُمز اليه بـ ‹الاربع الرياح›؟
٣ قبل ان يطلق يهوه العنان لهذا الغيظ، ينجز الملائكة السماويون خدمة خصوصية. ويوحنا الآن يشاهد ذلك في رؤيا: «بعد هذا رأيت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض، ممسكين بأربع رياح الارض، لكيلا تهب ريح على الارض ولا على البحر ولا على شجرة ما». (رؤيا ٧:١ ) فماذا يعني ذلك لنا اليوم؟ هذه ‹الاربع الرياح› هي رمز حي الى دينونة تدميرية على وشك ان تُطلَق على مجتمع ارضي شرير، على «بحر» البشرية الاثيمة المائج، وعلى الحكام المتكبرين المشبَّهين بالشجر الذين يستمدون التأييد والدعم من شعب الارض. — اشعيا ٥٧:٢٠؛ مزمور ٣٧:٣٥، ٣٦.
٤ (أ) ماذا يمثِّل الاربعة الملائكة؟ (ب) ماذا سيكون الاثر في هيئة الشيطان الارضية عندما تُحرَّر الاربع الرياح؟
٤ دون شك، يمثِّل الاربعة الملائكة هؤلاء اربع فرق ملائكية يستخدمهم يهوه لكبح تنفيذ الدينونة حتى الوقت المعيَّن. وعندما يحرر الملائكة رياح السخط الالهي هذه لتثور في وقت واحد من الشمال، الجنوب، الشرق، والغرب، سيكون الخراب هائلا. وسيشبه ذلك، ولكن على نطاق ضخم، استخدام يهوه للاربع الرياح لتذرية العيلاميين القدماء، محطما ومفنيا اياهم. (ارميا ٤٩:٣٦-٣٨) وسيكون ذلك زوبعة جبّارة اكثر تخريبا من ‹العاصفة› التي بها اباد يهوه امة العمونيين. (عاموس ١:١٣-١٥) ولن يستطيع ايّ جزء من هيئة الشيطان على الارض الوقوف في يوم غيظ يهوه عندما يبرئ سلطانه الى الابد. — مزمور ٨٣:١٥، ١٨؛ اشعيا ٢٩:٥، ٦.
٥ كيف تساعدنا نبوة ارميا على الفهم ان أحكام اللّٰه ستشمل كامل الارض؟
٥ هل يمكننا ان نتأكد ان أحكام اللّٰه ستخرِّب كامل الارض؟ أَصغوا ثانية الى نبيه ارميا: «ها ان البلية خارجة من امة الى امة؛ وعاصفة هوجاء عظيمة تثور من اقاصي الارض. ويكون قتلى يهوه في ذلك اليوم من اقصى الارض الى اقصى الارض». (ارميا ٢٥:٣٢، ٣٣) ويكون في اثناء هذه العاصفة الهوجاء ان الظلمة تغلِّف هذا العالم. ووكالاته الحاكمة تندثر في النسيان. (رؤيا ٦:١٢-١٤) لكنّ المستقبل لن يكون مظلما لكل واحد. اذًا، لأجل مَن تُمسَك الاربع رياح؟
ختم عبيد اللّٰه
٦ مَن يأمر الملائكة بأن يُمسِكوا الاربع الرياح، وبأي وقت يسمح ذلك؟
٦ يتابع يوحنا ليصف كيف سيوسم البعض للنجاة قائلا: «ورأيت ملاكا آخر صاعدا من المشرق، ومعه ختم للّٰه الحي، فصرخ بصوت عالٍ الى الملائكة الاربعة الذين أُعطوا ان يضروا الارض والبحر، قائلا: ‹لا تضروا الارض ولا البحر ولا الاشجار، الى ان نختم عبيد إلهنا على جباههم›». — رؤيا ٧:٢، ٣.
٧ مَن هو الملاك الخامس حقا، وأي دليل يساعدنا على اثبات هويته؟
٧ مع انه لا تجري تسمية هذا الملاك الخامس، فكل الدليل يشير الى انه لا بد ان يكون الرب يسوع الممجَّد. وانسجاما مع كون يسوع رئيس الملائكة، يتبيَّن هنا ان له سلطة على الملائكة الآخرين. (١ تسالونيكي ٤:١٦؛ يهوذا ٩) وهو يطلع من الشرق، مثل «الملوك الذين من مشرق الشمس» — يهوه ومسيحه — الذين يأتون لتنفيذ الدينونة، كما فعل الملكان داريوس وكورش عندما قهرا بابل القديمة. (رؤيا ١٦:١٢؛ اشعيا ٤٥:١؛ ارميا ٥١:١١؛ دانيال ٥:٣١) وهذا الملاك يشبه ايضا يسوع لأنه مستأمن على ختم المسيحيين الممسوحين. (افسس ١:١٣، ١٤) وأيضا، عندما يُطلَق العنان للرياح، فإن يسوع هو مَن يقود الجيوش السماوية في تنفيذ الدينونة في الامم. (رؤيا ١٩:١١-١٦) اذًا، من المنطقي ان يكون يسوع الشخصَ الذي يأمر بمنع دمار هيئة الشيطان الارضية حتى يُختم عبيد اللّٰه.
٨ ما هو الختم، ومتى بدأ؟
٨ ما هو هذا الختم، ومَن هم عبيد اللّٰه هؤلاء؟ بدأ الختم في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم عندما مُسح المسيحيون اليهود الاولون بالروح القدس. ولاحقا، باشر اللّٰه دعوة ومسح «الامم». (روما ٣:٢٩؛ اعمال ٢:١-٤، ١٤، ٣٢، ٣٣؛ ١٥:١٤) وكتب الرسول بولس عن حيازة المسيحيين الممسوحين ضمانا انهم «للمسيح» وأضاف ان اللّٰه «وضع ختمه علينا وأعطانا عربون ما سيأتي، اي الروح، في قلوبنا». (٢ كورنثوس ١:٢١، ٢٢؛ قارنوا رؤيا ١٤:١.) وهكذا، عندما يجري تبني هؤلاء العبيد كأبناء روحيين للّٰه، يتسلَّمون عربونا مسبقا لميراثهم السماوي — ختما، او رهنا. (٢ كورنثوس ٥:١، ٥؛ افسس ١:١٠، ١١) وحينئذ يمكنهم القول: «الروح نفسه يشهد مع روحنا بأننا اولاد اللّٰه. فإن كنا اولادا، فنحن ايضا ورثة: ورثة اللّٰه، بل شركاء المسيح في الميراث، إن تألمنا معه لكي نمجَّد ايضا معه». — روما ٨:١٥-١٧.
٩ (أ) اي احتمال مطلوب من جهة الباقين من ابناء اللّٰه المولودين من الروح؟ (ب) الى متى يستمر امتحان الممسوحين؟
٩ «إن تألمنا معه» — ماذا يعني ذلك؟ لكي ينالوا تاج الحياة، يجب على المسيحيين الممسوحين ان يحتملوا، امناء حتى الموت. (رؤيا ٢:١٠) انها ليست مسألة ‹الخالص مرة، خالص على الدوام›. (متى ١٠:٢٢؛ لوقا ١٣:٢٤) وبالاحرى، جرى حضهم: «ابذلوا بالاكثر قصارى جهدكم لتجعلوا دعوتكم واختياركم اكيدَين». وكالرسول بولس، يجب ان يتمكنوا من القول اخيرا: «جاهدتُ الجهاد الحسن، انهيت الشوط، حفظت الايمان». (٢ بطرس ١:١٠، ١١؛ ٢ تيموثاوس ٤:٧، ٨) ولذلك هنا على الارض يجب ان يستمر امتحان وغربلة الباقين من ابناء اللّٰه المولودين من الروح الى ان يُرسخ يسوع وملائكته المرافقون بثبات الختم «على جباه» هؤلاء جميعا، مثبتا هويتهم على نحو قاطع، لا يتغير، بصفتهم «عبيد إلهنا» الممتحنين والامناء. وحينئذ يصير هذا الختم سمة دائمة. ومن الواضح انه عندما يُطلق العنان لرياح الضيق الاربع سيكون جميع الاسرائيليين الروحيين قد خُتموا نهائيا، على الرغم من ان قليلين سيكونون احياء بعد في الجسد. (متى ٢٤:١٣؛ رؤيا ١٩:٧) فالعضوية الكاملة ستكون قد أُكملت! — روما ١١:٢٥، ٢٦.
كم واحدا يُختمون؟
١٠ (أ) اية آيات تشير الى ان عدد المختومين محدود؟ (ب) ما هو مجموع عدد المختومين، وكيف يجري ذكرهم؟
١٠ قال يسوع لاولئك المؤهَّلين لهذا الختم: «لا تخف ايها القطيع الصغير، لأن اباكم رضي ان يعطيكم الملكوت». (لوقا ١٢:٣٢) والآيات الاخرى، مثل رؤيا ٦:١١ وروما ١١:٢٥، تشير الى ان عدد هذا القطيع الصغير محدود فعلا، وفي الواقع، مقرَّر مسبقا. وكلمات يوحنا التالية تؤكد ذلك: «وسمعت عدد المختومين، مئة واربعة واربعين ألفا، مختومين من كل سبط من بني اسرائيل: من سبط يهوذا اثنا عشر ألف مختوم، من سبط رأوبين اثنا عشر ألفا، من سبط جاد اثنا عشر ألفا، من سبط اشير اثنا عشر ألفا، من سبط نفتالي اثنا عشر ألفا، من سبط منسى اثنا عشر ألفا، من سبط شمعون اثنا عشر ألفا، من سبط لاوي اثنا عشر ألفا، من سبط يساكر اثنا عشر ألفا، من سبط زبولون اثنا عشر ألفا، من سبط يوسف اثنا عشر ألفا، من سبط بنيامين اثنا عشر ألف مختوم». — رؤيا ٧:٤-٨.
١١ (أ) لماذا لا يمكن للاشارة الى الاسباط الـ ١٢ ان تنطبق على اسرائيل الجسدي الحرفي؟ (ب) لماذا يذكر سفر الرؤيا الاسباط الـ ١٢؟ (ج) لماذا لا يوجد سبط ملكي او كهنوتي على نحو مطلق في اسرائيل اللّٰه؟
١١ ألا يمكن ان يكون ذلك اشارة الى اسرائيل الجسدي الحرفي؟ كلا، لأن رؤيا ٧:٤-٨ تنحرف عن قائمة الاسباط المعتادة. (عدد ١:١٧، ٤٧) وعلى نحو جلي، ليست القائمة هنا بقصد اثبات هوية اليهود الجسديين بأسباطهم بل لاظهار بنية تنظيمية مشابهة من اجل اسرائيل الروحي. وهذا متوازن. فيجب ان يكون هنالك تماما ٠٠٠,١٤٤ عضو في هذه الامة الجديدة — ٠٠٠,١٢ من كل من الاسباط الـ ١٢. وفي اسرائيل اللّٰه هذا لا يوجد سبط ملكي او كهنوتي على نحو مطلق. فالامة بكاملها ستحكم كملوك، والامة بكاملها ستخدم ككهنة. — غلاطية ٦:١٦؛ رؤيا ٢٠:٤، ٦.
١٢ لماذا من الملائم ان يرنم الشيوخ الـ ٢٤ امام الحمَل كلمات الرؤيا ٥:٩، ١٠؟
١٢ على الرغم من منح اليهود الطبيعيين والمتهودين الفرصة الاولى ليجري اختيارهم لاسرائيل الروحي، إلا ان اقلية فقط من هذه الامة تجاوبت. لذلك قدَّم يهوه الدعوة للامم. (يوحنا ١:١٠-١٣؛ اعمال ٢:٤، ٧-١١؛ روما ١١:٧) وكما في قضية الافسسيين، الذين كانوا سابقا «مبعَدين عن رعية اسرائيل»، يمكن الآن لغير اليهود ان يُختموا بروح اللّٰه ويصيروا جزءا من جماعة المسيحيين الممسوحين. (افسس ٢:١١-١٣؛ ٣:٥، ٦؛ اعمال ١٥:١٤) اذًا، من الملائم ان يرنم الشيوخ الـ ٢٤ امام الحمَل: «بدمك اشتريت اناسا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتهم مملكة وكهنة لإلهنا، وسيملكون على الارض». — رؤيا ٥:٩، ١٠.
١٣ لماذا امكن ليعقوب اخي يسوع من امه ان يوجِّه رسالته بلياقة «الى الاثني عشر سبطا المشتتين»؟
١٣ ان الجماعة المسيحية هي «جنس مختار، كهنوت ملكي، امة مقدسة». (١ بطرس ٢:٩) واذ تحلّ محلّ اسرائيل الطبيعي كأمة للّٰه، تصير اسرائيل الجديد، اي «حقا ‹اسرائيل›». (روما ٩:٦-٨؛ متى ٢١:٤٣)a لهذا السبب، كان من اللائق تماما ان يوجِّه يعقوب اخو يسوع من امه رسالته الرعوية «الى الاثني عشر سبطا المشتتين»، اي الى الجماعة العالمية للمسيحيين الممسوحين الذين سيبلغ عددهم في حينه ٠٠٠,١٤٤. — يعقوب ١:١.
اسرائيل اللّٰه اليوم
١٤ ماذا يظهر ان شهود يهوه يعتقدون بثبات ان الـ ٠٠٠,١٤٤ هو العدد الحرفي للذين يؤلفون اسرائيل الروحي؟
١٤ على نحو مثير للاهتمام، ادرك تشارلز ت. رصل ان الـ ٠٠٠,١٤٤ هو عدد حرفي لافراد يؤلفون اسرائيل الروحي. ففي الخليقة الجديدة، المجلد السادس من دروس في الاسفار المقدسة التي له، الصادر في السنة ١٩٠٤، كتب: «لدينا كل سبب للاعتقاد ان العدد المحدَّد الثابت للمنتخَبين [الممسوحين المختارين] هو ذاك المذكور عدة مرات في سفر الرؤيا (٧:٤؛ ١٤:١)؛ اي ٠٠٠,١٤٤ ‹اشتُروا من بين الناس›». وفي النور، الكتاب الاول، الذي اصدره في السنة ١٩٣٠ تلاميذ الكتاب المقدس، ذُكر على نحو مماثل: «وهكذا يجري اظهار الـ ٠٠٠,١٤٤ عضو في جسد المسيح في المحفل بصفتهم مختارين وممسوحين، او مختومين». وشهود يهوه يتمسكون بثبات بالنظرة ان الـ ٠٠٠,١٤٤ مسيحي ممسوح يؤلفون حرفيا اسرائيل الروحي.
١٥ قبيل يوم الرب، ماذا اعتقد تلاميذ الكتاب المقدس المخلصون ان اليهود الطبيعيين سيتمتعون به بعد انتهاء ازمنة الامم؟
١٥ ولكن، ألا يستحق اسرائيل الطبيعي اليوم بعض الرضى الخصوصي؟ في الفترة التي سبقت يوم الرب مباشرة، عندما كان تلاميذ الكتاب المقدس المخلصون يكتشفون مجدَّدا الكثير من الحقائق الاساسية لكلمة اللّٰه، اعتُقد انه بانتهاء ازمنة الامم سيتمتع اليهود ثانية بموقف ذي حظوة امام اللّٰه. وهكذا فإن كتاب ت. ت. رصل قد دنا الوقت (المجلد الثاني من دروس في الاسفار المقدسة )، الصادر في السنة ١٨٨٩، طبَّق ارميا ٣١:٢٩-٣٤ على اليهود الطبيعيين، وعلَّق: «العالم شاهد لواقع ان عقاب اسرائيل تحت سيطرة الامم كان مستمرا منذ [٦٠٧] قم، وأنه ما زال مستمرا، وأنه ليس هنالك سبب لتوقع اعادة تنظيمهم القومي قبل السنة ١٩١٤ بم، الحدّ لـ ‹ازمنتهم السبعة› — ٢٥٢٠ سنة». لقد بدا ان اليهود سيختبرون عندئذ ردّا قوميا، وهذا التوقع لمع كما يظهر في السنة ١٩١٧، عندما كفل وعد بلفور التأييد البريطاني لجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود.
١٦ اية جهود بذلها شهود يهوه للوصول الى اليهود الطبيعيين بالرسالة المسيحية، وبأية نتيجة؟
١٦ بعد الحرب العالمية الاولى صارت فلسطين اقليما تحت انتداب بريطانيا العظمى، وفُتح الطريق لرجوع كثيرين من اليهود الى هذا البلد. وفي السنة ١٩٤٨ نشأت اسرائيل السياسية. ألا يشير ذلك الى ان اليهود كانوا مؤهَّلين للبركات الالهية؟ لسنوات عديدة، اعتقد شهود يهوه ان الامر هو كذلك. وهكذا، في السنة ١٩٢٥ نشروا كتابا مؤلفا من ١٢٨ صفحة تعزية لليهود. وفي السنة ١٩٢٩ اصدروا مجلَّدا جذابا مؤلفا من ٣٦٠ صفحة، الحياة، مصمَّما ليروق اليهود ويعالج ايضا سفر الكتاب المقدس ايوب. وبُذلت جهود كبيرة، وخصوصا في مدينة نيويورك، للوصول الى اليهود بهذه الرسالة المسيّانية. ومن المفرح ان افرادا قليلين تجاوبوا، لكنّ اليهود ككل، مثل آبائهم للقرن الاول، رفضوا الدليل على حضور المسيّا.
١٧، ١٨ ماذا فهم عبيد اللّٰه على الارض عن العهد الجديد ونبوات الردّ في الكتاب المقدس؟
١٧ لقد اتضح ان اليهود، كشعب وكأمة، ليسوا اسرائيل الموصوف في رؤيا ٧:٤-٨ او في نبوات الكتاب المقدس الاخرى المتعلقة بيوم الرب. واذ اتَّبعوا التقليد، استمر اليهود في تجنُّب استعمال الاسم الالهي. (متى ١٥:١-٣، ٧-٩) وفي مناقشة ارميا ٣١:٣١-٣٤، فإن الكتاب يهوه، الذي اصدره شهود يهوه في السنة ١٩٣٤، ذكر على نحو قاطع: «العهد الجديد ليست له علاقة بالمتحدرين الطبيعيين من اسرائيل وبالجنس البشري عموما، بل . . . هو محدود باسرائيل الروحي». ونبوات الردّ في الكتاب المقدس لا ترتبط باليهود الطبيعيين ولا باسرائيل السياسي، الذي هو عضو في الامم المتحدة وجزء من العالم الذي تكلَّم يسوع عنه في يوحنا ١٤:١٩، ٣٠ و ١٨:٣٦.
١٨ وفي السنة ١٩٣١ حصل عبيد اللّٰه على الارض، بفرح عظيم، على الاسم شهود يهوه. وأمكنهم الاشتراك من كل القلب في كلمات المزمور ٩٧:١١: «النور اشرق على البار، والفرح على مستقيمي القلوب». وأمكنهم التمييز بوضوح ان اسرائيل الروحي وحده قد أُدخل في العهد الجديد. (عبرانيين ٩:١٥؛ ١٢:٢٢، ٢٤) واسرائيل الطبيعي غير المتجاوب لم تكن له حصة فيه، ولا الجنس البشري عموما. وهذا الفهم مهَّد السبيل لوميض متألق من النور الالهي، بارز في حوليات التاريخ الثيوقراطي. وكان ذلك سيُظهر الى ايّ حد يقدِّم يهوه على نحو وافر رحمته، لطفه الحبي، وحقه لكل البشر الذين يقتربون اليه. (خروج ٣٤:٦؛ يعقوب ٤:٨) نعم، كان آخرون الى جانب اسرائيل اللّٰه سيستفيدون من إمساك الملائكة رياح الدمار الاربع. فمَن يمكن ان يكون هؤلاء؟ وهل يمكنكم ان تكونوا واحدا منهم؟ فلنرَ الآن.
[الحاشية]
a على نحو ملائم، الاسم اسرائيل يعني «اللّٰه يجاهد؛ مجاهد (مثابر) مع اللّٰه». — تكوين ٣٢:٢٨، الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد، الحاشية.
-
-
ختم اسرائيل اللّٰهالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[صورة تغطي كامل الصفحة ١١٤]
[الصور في الصفحتين ١١٦ و ١١٧]
ان الاختيار العام لاسرائيل اللّٰه الحقيقي بوشر من يوم الخمسين سنة ٣٣ بم حتى السنة ١٩٣٥ اذ انه، في محفل تاريخي لشهود يهوه في واشنطن، دي. سي.، انتقل التشديد الى تجميع جمع كثير بآمال حياة ارضية (رؤيا ٧:٩)
-
-
جمع كثير محتشدالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ٢٠
جمع كثير محتشد
١ بعد وصفه ختم الـ ٠٠٠,١٤٤، اي فريق آخر يراه يوحنا؟
بعد ان يصف ختم الـ ٠٠٠,١٤٤، يمضي يوحنا راويا احد اكثر الاعلانات اثارة في كل السفر. ولا بد ان قلبه قفز فرحا وهو يروي ذلك، قائلا: «بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه، من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة، واقفون امام العرش وأمام الحمل، لابسين حللا بيضاء، وفي ايديهم سعف نخل». (رؤيا ٧:٩ ) نعم، ان إمساك الرياح الاربع يسمح بخلاص فريق آخر الى جانب الـ ٠٠٠,١٤٤ عضو من اسرائيل الروحي: جمع كثير اممي، متعدد اللغات.a — رؤيا ٧:١.
٢ كيف شرح معلِّقون عالميون الجمع الكثير، وكيف نظر حتى تلاميذ الكتاب المقدس في الماضي الى هذا الفريق؟
٢ فسَّر معلِّقون عالميون هذا الجمع الكثير بأنهم غير اليهود المهتدون الى المسيحية او انهم الشهداء المسيحيون الذين مصيرهم السماء. وحتى تلاميذ الكتاب المقدس في الماضي نظروا اليهم كصف سماوي ثانوي، كما ذُكر في السنة ١٨٨٦ في المجلد ١ من دروس في الاسفار المقدسة، نظام الدهور الالهي: «انهم يخسرون جائزة العرش والطبيعة الالهية، ولكنهم يبلغون اخيرا الولادة ككائنات روحانية برتبة ادنى من الطبيعة الالهية. ومع ان هؤلاء مكرَّسون حقا، إلا ان الروح العالمية تغلبهم الى حد انهم يفشلون في التضحية بحياتهم». وفي وقت متأخر كالسنة ١٩٣٠ جرى التعبير عن الفكرة في النور، الكتاب الاول: «اولئك الذين يشكلون هذا الجمع الكثير يفشلون في التجاوب مع الدعوة الى الصيرورة شهودا غيورين للرب». لقد وُصفوا بأنهم فريق البر الذاتي الذين امتلكوا معرفة عن الحق ولكنهم فعلوا القليل بشأن الكرازة به. وكانوا سيؤخذون الى السماء كصف ثانوي لا يشارك المسيح في الحكم.
٣ (أ) اي رجاء قُدِّم لذوي القلوب المستقيمة الذين اصبحوا لاحقا غيورين في عمل الكرازة؟ (ب) كيف شرحت برج المراقبة في السنة ١٩٢٣ مثل الخراف والجداء؟
٣ ولكن كان هنالك عشراء آخرون للمسيحيين الممسوحين اصبحوا لاحقا اكثر غيرة في عمل الكرازة. ولم يكن لديهم طموح الذهاب الى السماء. وفعلا، كان رجاؤهم منسجما مع عنوان محاضرة عامة قدَّمها شعب يهوه من السنة ١٩١٨ الى السنة ١٩٢٢. وهذه كانت في الاصل «العالم قد انتهى — ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».b وبُعيد ذلك شرحت مجلة برج المراقبة، ١٥ تشرين الاول ١٩٢٣، مثل يسوع عن الخراف والجداء (متى ٢٥:٣١-٤٦)، قائلة: «تمثل الخراف كل شعوب الامم، لا المولودين من الروح بل الميّالين الى البر، الذين يعترفون عقليا بيسوع المسيح بصفته الرب والذين يتطلعون الى ويرجون وقتا افضل تحت حكمه».
٤ كيف اصبح النور في ما يتعلق بالصف الارضي اكثر اشراقا في السنوات ١٩٣١؟ ١٩٣٢؟ ١٩٣٤؟
٤ بعد بضع سنوات، في السنة ١٩٣١، ناقش كتاب التبرئة، الكتاب الاول، الاصحاح التاسع من سفر حزقيال، محدِّدا هوية اولئك الاشخاص الموسومين على الجبهة من اجل الحفظ عند نهاية العالم بصفتهم الخراف في المثل المذكور آنفا. أما الكتاب الثالث من التبرئة، الصادر في السنة ١٩٣٢، فوصف الموقف القلبي المستقيم للرجل غير الاسرائيلي يهوناداب، الذي انضم الى ملك اسرائيل الممسوح ياهو في مركبته وانطلق ليرى غيرة ياهو في تنفيذ الحكم في الدينيين الزائفين. (٢ ملوك ١٠:١٥-١٧) علَّق الكتاب: «يهوناداب مثَّل او رمز الى ذلك الصف من اناس المشيئة الصالحة على الارض الآن في اثناء الوقت حيث عمَلُ ياهو [لاعلان احكام يهوه] في تقدُّم، الذين هم غير منسجمين مع هيئة الشيطان، الذين يتخذون موقفهم الى جانب البر، والذين سيحفظهم الرب في اثناء فترة هرمجدون، وينجيهم من ذلك الضيق، ويعطيهم الحياة الابدية على الارض. هؤلاء يؤلفون صف ‹الخراف›». وفي السنة ١٩٣٤ اوضحت برج المراقبة ان هؤلاء المسيحيين ذوي الآمال الارضية يجب ان يصنعوا انتذارا ليهوه ويعتمدوا. ان النور في ما يتعلق بهذا الصف الارضي كان يشرق اكثر من ايّ وقت مضى. — امثال ٤:١٨.
٥ (أ) اي اثبات لهوية الجمع الكثير جرى في السنة ١٩٣٥؟ (ب) عندما طلب ج. ف. رذرفورد في السنة ١٩٣٥ من المجتمعين الذين يملكون الرجاء بالعيش الى الابد على الارض ان يقفوا، ماذا حدث؟
٥ ان فهم الرؤيا ٧:٩-١٧ كان الآن على وشك التدفق بكل تألقه الساطع! (مزمور ٩٧:١١) وقد عبَّرت مجلة برج المراقبة مرارا عن الرجاء بأن محفلا مقررا في ٣٠ ايار الى ٣ حزيران ١٩٣٥، في واشنطن، دي. سي.، الولايات المتحدة الاميركية، سيكون «تعزية حقيقية وفائدة» لاولئك الممثَّلين بيهوناداب. وهذا ما كان! ففي خطاب مثير عن «الجمع الكثير»، أُلقي على حوالي ٠٠٠,٢٠ من المجتمعين، قَدَّم ج. ف. رذرفورد، الذي اخذ القيادة آنذاك في عمل الكرازة العالمي، برهانا من الاسفار المقدسة على ان الخراف الاخر العصريين هم ذلك الجمع الكثير نفسه للرؤيا ٧:٩. وعند ذروة هذا الخطاب، سأل الخطيب: «هل يريد جميع اولئك الذين يملكون الرجاء بالعيش الى الابد على الارض ان يقفوا؟». واذ وقف قسم كبير من الحضور، اعلن الخطيب: «انظروا! الجمع الكثير!». فكان سكوت، تبعه هتاف مدوٍّ. كم كان مبتهجا صف يوحنا — وكذلك فريق يهوناداب! وفي اليوم التالي، اعتمد ٨٤٠ شاهدا جديدا، وغالبيتهم يعترفون بأنهم من هذا الجمع الكثير.
اثبات هوية الجمع الكثير
٦ (أ) لماذا يمكننا ان نفهم بوضوح ان الجمع الكثير هم الفريق العصري من المسيحيين المنتذرين الذين يرجون العيش الى الابد على الارض؟ (ب) الى ماذا ترمز الحلل البيضاء للجمع الكثير؟
٦ كيف يمكننا ان نقرر على نحو قاطع الى هذا الحد ان الجمع الكثير هم هذا الفريق العصري من المسيحيين المنتذرين الذين يرجون العيش الى الابد على ارض اللّٰه؟ سابقا، رأى يوحنا في رؤيا الفريق السماوي الذين ‹اشتُروا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وامة›. (رؤيا ٥:٩، ١٠) وللجمع الكثير اصل مماثل ولكن مصير مختلف. وبخلاف اسرائيل اللّٰه، ان عددهم غير محدَّد من قبل. ولا يقدر انسان ان يخبر مسبقا كم سيكون هنالك. وقد غُسلت حللهم وبُيِّضت بدم الحمل، مما يرمز الى امتلاكهم موقفا بارا امام يهوه بفضل ايمانهم بذبيحة يسوع. (رؤيا ٧:١٤) وهم يلوِّحون بسعف النخل، مرحِّبين بالمسيّا ملكا لهم.
٧، ٨ (أ) التلويح بسعف النخل ذكَّر الرسول يوحنا دون شك بأية احداث؟ (ب) ما هو مغزى واقع تلويح الذين هم من الجمع الكثير بسعف النخل؟
٧ واذ يشاهد هذه الرؤيا، لا بد ان افكار يوحنا تعود به اكثر من ٦٠ سنة الى اسبوع يسوع الاخير على الارض. ففي ٩ نيسان قمري سنة ٣٣ بم، عندما احتشدت الجموع لترحب بيسوع في طريقه الى اورشليم، «اخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه. وابتدأوا يهتفون: ‹خلصه! مبارك الآتي باسم يهوه، ملك اسرائيل!›». (يوحنا ١٢:١٢، ١٣) وبطريقة مماثلة، فان التلويح بسعف النخل والهتاف من جهة الجمع الكثير يظهر فرحهم الطلق العنان بقبول يسوع كملك يهوه المعيَّن.
٨ دون شك، تذكِّر سعف النخل وهتاف الابتهاج يوحنا ايضا بعيد المظال الاسرائيلي القديم. من اجل هذا العيد امر يهوه: «وتأخذون لأنفسكم في اليوم الاول ثمر اشجار بهية، وسعف النخل، وأغصان اشجار كثيفة، وحور الوادي، وتفرحون امام يهوه إلهكم سبعة ايام». كانت سعف النخل تُستخدم علامة للفرح. وكانت المظال الوقتية مذكِّرا بانقاذ يهوه شعبه من مصر، ليعيشوا في خيام في البرية. و «الغريب واليتيم والارملة» شاركوا في هذا العيد. وكل اسرائيل ‹لم يكن إلا فرحا›. — لاويين ٢٣:٤٠؛ تثنية ١٦:١٣-١٥.
٩ الى ايّ صراخِ فرحٍ ينضم الجمع الكثير؟
٩ من الملائم اذًا ان يلوِّح الجمع الكثير، على الرغم من انهم ليسوا جزءا من اسرائيل الروحي، بسعف النخل، لانهم بفرح وشكر ينسبون النصر والخلاص الى اللّٰه والى الحمل، كما يلاحظ يوحنا هنا: «وكانوا يصرخون بصوت عالٍ قائلين: ‹نحن مدينون بالخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل›». (رؤيا ٧:١٠ ) ومع انهم انفصلوا عن كل الفرق العرقية، فان الجمع الكثير يصرخون بهذا ‹الصوت العالي› الواحد. فكيف يتمكنون من ذلك، على الرغم من اختلاف اممهم ولغاتهم؟
١٠ كيف يمكن للجمع الكثير ان يصرخوا باتحاد «بصوت عالٍ» واحد على الرغم من اختلاف اممهم ولغاتهم؟
١٠ هذا الجمع الكثير هو جزء من الهيئة الوحيدة المتعددة القوميات المتحدة حقا على الارض اليوم. فهم لا يملكون مقاييس مختلفة لبلدان مختلفة لكنهم بثبات يطبِّقون مبادئ الكتاب المقدس الصائبة حيثما يعيشون. ولا يتورطون في الحركات القومية والثورية لكنهم حقا «يطبعون سيوفهم سككا». (اشعيا ٢:٤) وهم ليسوا مقسَّمين الى طوائف او ملل بحيث يعلنون رسائل مشوَّشة او متناقضة على نحو متبادل كما تفعل اديان العالم المسيحي؛ ولا يتركون لصف من رجال الدين المتخصصين ان يقوموا بالتسبيح عنهم. ولا يصرخون بأنهم مدينون بالخلاص للروح القدس لأنهم ليسوا خداما لاله ثالوثي. وفي نحو ٢٠٠ مقاطعة جغرافية حول الارض يدعون باتحاد باسم يهوه فيما يتكلمون بلغة الحق النقية الوحيدة. (صفنيا ٣:٩) وبلياقة، يعترفون علنا بأن خلاصهم يأتي من يهوه، اله الخلاص، بواسطة يسوع المسيح، وكيله الرئيسي للخلاص. — مزمور ٣:٨؛ عبرانيين ٢:١٠.
١١ كيف ساعدت التقنية الحديثة الذين هم من الجمع الكثير على رفع صوتهم العالي على نحو اعلى ايضا؟
١١ ساعدت التقنية الحديثة على جعل الصوت العالي للجمع الكثير المتحد يدوّي على نحو اعظم ايضا. ولا يوجد فريق ديني آخر على الارض يحتاج الى نشر المساعِدات على درس الكتاب المقدس باكثر من ٤٠٠ لغة، اذ لا يوجد فريق آخر يهتم بالوصول الى كل شعوب الارض برسالة موحَّدة واحدة. وكمساعد اضافي على ذلك، وتحت اشراف الهيئة الحاكمة الممسوحة لشهود يهوه، طُوِّر نظام التنضيد الضوئي الالكتروني المتعدد اللغات (MEPS). وعند طباعة هذه النسخة، كانت تُستخدم اشكال مختلفة من MEPS في اكثر من ١٢٥ موقعا حول الارض، وساعد ذلك على جعله ممكنا ان تُنشر مجلتهم الرئيسية نصف الشهرية، برج المراقبة، بأكثر من ١٣٠ لغة في آن واحد. وينشر شعب يهوه ايضا الكتب في آن واحد، كهذا الكتاب، بعدد من اللغات. وهكذا يتمكن شهود يهوه، الذين يشكل الجمع الكثير بينهم الاكثرية الساحقة، من توزيع مئات الملايين من المطبوعات سنويا بكل اللغات المعروفة جيدا، ممكِّنين حشودا اضافية من كل القبائل والالسنة من درس كلمة اللّٰه وضم اصواتهم الى الصوت العالي للجمع الكثير. — اشعيا ٤٢:١٠، ١٢.
في السماء ام على الارض؟
١٢، ١٣ بأية طريقة يكون الجمع الكثير ‹واقفين امام العرش وأمام الحمل›؟
١٢ وكيف نعرف ان ‹الوقوف امام العرش› لا يعني ان الجمع الكثير هم في السماء؟ هنالك ادلة واضحة كثيرة على هذه النقطة. على سبيل المثال، الكلمة اليونانية المترجمة هنا «امام» (إنوپيون) تعني حرفيا «بمرأى [من]» وتُستعمل مرات عديدة في ما يتعلق بالبشر على الارض الذين هم «امام» او «بمرأى من» يهوه. (١ تيموثاوس ٥:٢١؛ ٢ تيموثاوس ٢:١٤؛ روما ١٤:٢٢؛ غلاطية ١:٢٠) وفي احدى المناسبات عندما كان الاسرائيليون في البرية قال موسى لهارون: «قل لكل جماعة بني اسرائيل: ‹اقتربوا امام يهوه، لأنه قد سمع تذمركم›». (خروج ١٦:٩) فلم يكن على الاسرائيليين ان يُنقلوا الى السماء لكي يقفوا امام يهوه في تلك المناسبة. (قارنوا لاويين ٢٤:٨.) وبالاحرى، وقفوا هنالك في البرية بمرأى من يهوه، وكان انتباهه موجَّها عليهم.
١٣ وبالاضافة الى ذلك، نقرأ: «ومتى جاء ابن الانسان في مجده . . . تجتمع امامهc كل الامم». فلن يكون كامل الجنس البشري في السماء عند اتمام هذه النبوة. وبالتأكيد، ان اولئك الذين ‹يذهبون الى قطع ابدي› لن يكونوا في السماء. (متى ٢٥:٣١-٣٣، ٤١، ٤٦) وبدلا من ذلك، يقف الجنس البشري على الارض بمرأى من يسوع، وهو يحوِّل انتباهه الى ادانتهم. وبشكل مماثل، يكون الجمع الكثير «امام العرش وأمام الحمل» لانهم يقفون بمرأى من يهوه وملكه، المسيح يسوع، اللذين ينالون منهما دينونة مؤاتية.
١٤ (أ) مَن هم الموصوفون بأنهم «حول العرش» و «على جبل صهيون» السماوي؟ (ب) مع ان الجمع الكثير يخدمون اللّٰه «في هيكله»، لماذا لا يجعلهم ذلك صفا كهنوتيا؟
١٤ يجري وصف الـ ٢٤ شيخا وفريق الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤ بأنهم ‹حول عرش› يهوه و «على جبل صهيون» السماوي. (رؤيا ٤:٤؛ ١٤:١) والجمع الكثير ليس صفا كهنوتيا ولا يبلغون ذلك المركز الرفيع. صحيح انهم يوصفون لاحقا في الرؤيا ٧:١٥ بأنهم يخدمون اللّٰه «في هيكله». لكنّ هذا الهيكل لا يشير الى المقدس الداخلي، قدس الاقداس. وبالاحرى، انه الدار الارضية لهيكل اللّٰه الروحي. والكلمة اليونانية ناوس، المترجمة هنا الى «هيكل»، تنقل غالبا المعنى الواسع لكامل الصرح المشيَّد لعبادة يهوه. واليوم، انه بناء روحي يشمل السماء والارض كليهما. — قارنوا متى ٢٦:٦١؛ ٢٧:٥، ٣٩، ٤٠؛ مرقس ١٥:٢٩، ٣٠؛ يوحنا ٢:١٩-٢١، الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد، الحاشية.
هتاف تسبيح كوني
١٥، ١٦ (أ) ما هو التجاوب في السماء مع ظهور الجمع الكثير؟ (ب) كيف تتجاوب خليقة يهوه الروحانية مع كل اعلان جديد لقصده؟ (ج) كيف يمكننا نحن على الارض ان نشارك في ترنيمة التسبيح؟
١٥ يسبِّح الجمع الكثير يهوه، لكنّ آخرين ايضا يرنمون تسابيحه. يخبر يوحنا: «وكان جميع الملائكة واقفين حول العرش والشيوخ والمخلوقات الحية الأربعة، فسقطوا على وجوههم أمام العرش وعبدوا اللّٰه، قائلين: ‹آمين! البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقوة والقدرة لإلهنا إلى أبد الآبدين! آمين›». — رؤيا ٧:١١، ١٢.
١٦ عندما خلق يهوه الارض، كل ملائكته القديسين «هللت . . . معا، وهتف جميع بني اللّٰه». (ايوب ٣٨:٧) ان كل اعلان جديد لقصد يهوه لا بد انه اثار هتاف تسبيح ملائكيا مشابها. وعندما يصرخ الـ ٢٤ شيخا — الـ ٠٠٠,١٤٤ في مجدهم السماوي — اعترافا بالحمل تعبِّر كل مخلوقات اللّٰه السماوية الاخرى عن موافقتها بالتسابيح ليسوع وليهوه اللّٰه. (رؤيا ٥:٩-١٤) لقد سبق ان امتلأت هذه المخلوقات بالفرح لرؤيتهم اتمام قصد يهوه باقامته البشر الممسوحين الامناء الى مكان مجيد في الحيِّز الروحاني. والآن، إذ يظهر الجمع الكثير، تبدأ كل مخلوقات يهوه السماوية الامينة بتسبيح عذب. حقا، ان يوم الرب بالنسبة الى جميع خدام يهوه هو وقت مثير للعيش فيه. (رؤيا ١:١٠) وهنا على الارض، يا له من امتياز ان نشارك في ترنيمة التسبيح بالشهادة لملكوت يهوه!
الجمع الكثير يظهر
١٧ (أ) اي سؤال طرحه احد الشيوخ الـ ٢٤، وواقع تمكُّن الشيخ من تحديد الجواب يقترح ماذا؟ (ب) متى جرت الاجابة عن سؤال الشيخ؟
١٧ من زمن الرسول يوحنا فصاعدا الى يوم الرب، تحيَّر المسيحيون الممسوحون من هوية الجمع الكثير. اذًا، من الملائم ان يثير احد الشيوخ الـ ٢٤، ممثلا الممسوحين الموجودين الآن في السماء، تفكير يوحنا بطرح سؤال وثيق الصلة بالموضوع. «فأجاب واحد من الشيوخ وقال لي: ‹هؤلاء اللابسون حللا بيضاء، مَن هم ومن أين أتوا؟›. فقلت له في الحال: ‹يا ربي، انت أعلم›». (رؤيا ٧:١٣، ١٤ أ ) نعم، كان بامكان ذلك الشيخ تحديد الجواب واعطاؤه ليوحنا. وهذا يقترح ان المقامين من فريق الـ ٢٤ شيخا قد يكونون مشمولين بنقل الحقائق الالهية اليوم. أما اولئك الذين هم من صف يوحنا على الارض فكان يجب ان يعلموا هوية الجمع الكثير بملاحظتهم عن كثب ما ينجزه يهوه في وسطهم. وقد كانوا مسرعين في تقدير الوميض المتألق للنور الالهي الذي زخرف الجوَّ الثيوقراطي في السنة ١٩٣٥ في وقت يهوه المعيَّن.
١٨، ١٩ (أ) اي رجاء شدَّد عليه صف يوحنا في اثناء عشرينات وثلاثينات الـ ١٩٠٠، ولكن مَن تجاوبوا مع الرسالة بأعداد متزايدة؟ (ب) تحديد هوية الجمع الكثير في السنة ١٩٣٥ اشار الى ماذا في ما يتعلق بالـ ٠٠٠,١٤٤؟ (ج) ماذا تكشفه احصاءات الذكرى؟
١٨ في اثناء عشرينات واوائل ثلاثينات الـ ١٩٠٠، كان صف يوحنا قد شدَّد على الرجاء السماوي، في المطبوعات وفي عمل الكرازة على السواء. وكما يظهر، فان العدد التام للـ ٠٠٠,١٤٤ كان يجب ان يكتمل بعد. ولكنّ أعدادا متزايدة من اولئك الذين اصغوا الى الرسالة والذين اظهروا غيرة في عمل الشهادة اتت لتؤكد الاهتمام بالعيش الى الابد على الارض الفردوسية. فكانوا لا يرغبون في الذهاب الى السماء. وتلك لم تكن دعوتهم. ولم يكونوا جزءا من القطيع الصغير بل من الخراف الاخر. (لوقا ١٢:٣٢؛ يوحنا ١٠:١٦) وتحديد هويتهم في السنة ١٩٣٥ بصفتهم الجمع الكثير من الخراف الاخر كان اشارة الى ان اختيار الـ ٠٠٠,١٤٤ كان آنذاك على وشك ان يتم.
١٩ فهل تؤيد الاحصاءات هذا الاستنتاج؟ نعم، تفعل ذلك. ففي السنة ١٩٣٨ شارك ٠٤٧,٥٩ شاهدا ليهوه في الخدمة حول العالم. من هؤلاء تناول ٧٣٢,٣٦ من الرمزين في الاحتفال السنوي بذكرى موت يسوع، مشيرين بالتالي الى حيازتهم دعوة سماوية. وعلى مر السنين منذ ذلك الحين، يتناقص عدد المتناولين هؤلاء تدريجيا، وبشكل رئيسي لان شهود يهوه الامناء انهوا مسلك حياتهم الارضي بالموت. وفي السنة ٢٠٠٥ تناول ٥٢٤,٨ فقط من رمزي الذكرى — ٠٥,٠ في المئة من الـ ١١٦,٣٩٠,١٦ الذين حضروا هذا الاحتفال العالمي.
٢٠ (أ) في اثناء الحرب العالمية الثانية، اي تعليق صنعه على انفراد ج. ف. رذرفورد عن الجمع الكثير؟ (ب) اية وقائع الآن تظهر ان الجمع الكثير هو كثير فعلا؟
٢٠ عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية بذل الشيطان جهودا مريرة لايقاف حصاد الجمع الكثير. فقد وُضعت القيود على عمل يهوه في بلدان كثيرة. وفي اثناء تلك الايام القاتمة، وقبيل موته في كانون الثاني ١٩٤٢، سُمع ج. ف. رذرفورد يقول: «حسنا . . . يبدو كما لو ان الجمع الكثير لن يكون كبيرا جدا على اية حال». ولكنّ البركة الالهية وجَّهت بطريقة مختلفة! فبحلول السنة ١٩٤٦ قفز عدد الشهود الذين يخدمون حول العالم الى ٤٥٦,١٧٦ — غالبية هؤلاء من الجمع الكثير. وفي السنة ٢٠٠٥ كان هنالك ٠٢٢,٣٩٠,٦ شاهدا يخدمون يهوه بأمانة في ٢٣٥ بلدا مختلفا — حقا، انه جمع كثير! والعدد يستمر في النمو.
٢١ (أ) كيف كان حصاد شعب اللّٰه في اثناء يوم الرب على انسجام تام مع رؤيا يوحنا؟ (ب) كيف ابتدأت نبوات مهمّة تتم؟
٢١ وهكذا فان حصاد شعب اللّٰه في اثناء يوم الرب كان على انسجام تام مع رؤيا يوحنا: اولا عمل تجميع الباقين من الـ ٠٠٠,١٤٤؛ ثم تجميع الجمع الكثير. وكما تنبأ اشعيا، الآن «في آخر الايام»، يجري اناس من جميع الامم للاشتراك في عبادة يهوه النقية. فعلا، نحن نبتهج تقديرا لخلق يهوه «سموات جديدة وأرضا جديدة». (اشعيا ٢:٢-٤؛ ٦٥:١٧، ١٨) واللّٰه «يجمع ثانية كل الاشياء في المسيح، ما في السموات وما على الارض». (افسس ١:١٠) ان الورثة الممسوحين للملكوت السماوي — المختارين على مر القرون منذ ايام يسوع — هم «ما في السموات». والآن يظهر الجمع الكثير من الخراف الاخر بصفتهم اوائل «ما على الارض». وخدمتكم انسجاما مع هذا الترتيب يمكن ان تعني سعادة ابدية لكم.
بركات الجمع الكثير
٢٢ اية معلومات اضافية يتلقاها يوحنا عن الجمع الكثير؟
٢٢ عبر القناة الالهية، يتلقَّى يوحنا معلومات اضافية عن هذا الجمع الكثير: «فقال [الشيخ] لي: ‹هؤلاء هم الذين يأتون من الضيق العظيم، وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل. لذلك هم امام عرش اللّٰه يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله، والجالس على العرش يبسط خيمته فوقهم›». — رؤيا ٧:١٤ب، ١٥.
٢٣ ما هو الضيق العظيم الذي ‹يأتي منه› الجمع الكثير؟
٢٣ وفي مناسبة ابكر قال يسوع ان حضوره في مجد الملكوت سيبلغ الذروة في «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن، ولن يحدث ثانية». (متى ٢٤:٢١، ٢٢) واتماما لهذه النبوة، سيطلق الملائكة اربع رياح الارض لتخريب نظام عالم الشيطان. وأول المولِّين سيكون بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل. وبعدئذ، عند ذروة الضيق، سينقذ يسوع الباقين من الـ ٠٠٠,١٤٤ على الارض، الى جانب الجمع الكثير المحتشد. — رؤيا ٧:١؛ ١٨:٢.
٢٤ كيف يتأهل افراد الجمع الكثير للنجاة؟
٢٤ وكيف يتأهل افراد الجمع الكثير للنجاة؟ يخبر الشيخ يوحنا بأنهم «غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل». وبكلمات اخرى، لقد مارسوا الايمان بيسوع بصفته فاديا لهم، صنعوا انتذارا ليهوه، رمزوا الى انتذارهم بمعمودية الماء، ولهم «ضمير صالح» بسلوكهم المستقيم. (١ بطرس ٣:١٦، ٢١؛ متى ٢٠:٢٨) وهكذا يكونون أطهارا وأبرارا في عيني يهوه. ويحفظون انفسهم «بلا لطخة من العالم». — يعقوب ١:٢٧.
٢٥ (أ) كيف يؤدي الجمع الكثير ليهوه «خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله»؟ (ب) كيف ‹يبسط يهوه خيمته› فوق الجمع الكثير؟
٢٥ وأيضا، لقد اصبحوا شهودا غيورين ليهوه — «يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله». فهل انتم واحد من هذا الجمع الكثير المنتذرين؟ ان كنتم كذلك، فامتيازكم هو ان تخدموا يهوه دون فتور في الدار الارضية لهيكله الروحي العظيم. واليوم، تحت توجيه الممسوحين، ينجز الجمع الكثير الى حد بعيد الجزء الاكبر من عمل الشهادة. وعلى الرغم من مسؤولياتهم الدنيوية، فسح مئات الآلاف منهم المجال للخدمة كامل الوقت كفاتحين. ولكن سواء كنتم في هذا الفريق او لا، فكعضو منتذر من الجمع الكثير، يمكنكم الابتهاج لأنه بسبب ايمانكم وأعمالكم يجري تبريركم كصديق للّٰه ويجري الترحيب بكم كضيف في خيمته. (مزمور ١٥:١-٥؛ يعقوب ٢:٢١-٢٦) وهكذا ‹يبسط يهوه خيمته› فوق اولئك الذين يحبونه، وكمضيف جيد، يحميهم. — امثال ١٨:١٠.
٢٦ اية بركات اخرى سيتمتع بها الجمع الكثير؟
٢٦ يتابع الشيخ: «لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد، ولن تضربهم الشمس ولا اي حر لافح، لأن الحمل الذي في وسط العرش سيرعاهم، وسيرشدهم الى ينابيع مياه الحياة. وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم». (رؤيا ٧:١٦، ١٧ ) نعم، ان يهوه مضياف حقا! ولكن ايّ عمق معنى هنالك لهذه الكلمات؟
٢٧ (أ) كيف تنبأ اشعيا بشيء مشابه لكلمات الشيخ؟ (ب) ماذا يظهر ان نبوة اشعيا بدأت تتم في الجماعة المسيحية في ايام بولس؟
٢٧ دعونا نتأمل في نبوة صيغت بعبارات مشابهة: «هكذا قال يهوه: ‹في وقت رضى استجبتك، وفي يوم خلاص اعنتك . . . لا يجوعون ولا يعطشون، ولا يضربهم حرّ شديد ولا شمس. لأن الذي يشفق عليهم يقودهم، والى عيون الماء يهديهم›». (اشعيا ٤٩:٨، ١٠؛ انظروا ايضا مزمور ١٢١:٥، ٦.) والرسول بولس اقتبس جزءا من هذه النبوة وطبقه على ‹يوم الخلاص› الذي ابتدأ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. كتب يقول: «فهو [يهوه] يقول: ‹في وقت مقبول سمعتك، وفي يوم خلاص اعنتك›. هوذا الآن الوقت المقبول خصوصا. هوذا الآن يوم الخلاص». — ٢ كورنثوس ٦:٢.
٢٨، ٢٩ (أ) كيف تمت كلمات اشعيا في القرن الاول؟ (ب) كيف تتم كلمات الرؤيا ٧:١٦ في الجمع الكثير؟ (ج) ماذا سينتج من ارشاد الجمع الكثير الى «ينابيع مياه الحياة»؟ (د) لماذا سيكون الجمع الكثير استثنائيين بين الجنس البشري؟
٢٨ وأيّ انطباق كان آنذاك للوعد بأن لا يجوعوا او يعطشوا او يعانوا الحر الشديد؟ بالتأكيد، عانى المسيحيون في القرن الاول الجوع والعطش الحرفيين احيانا. (٢ كورنثوس ١١:٢٣-٢٧) ومع ذلك، بطريقة روحية، كانت لهم وفرة. لقد جرى تزويدهم بسخاء حتى انهم لم يجوعوا او يعطشوا للامور الروحية. وفضلا عن ذلك، لم يجعل يهوه حموّ غضبه يحرقهم عندما دمَّر نظام الاشياء اليهودي في السنة ٧٠ بم. ولكلمات الرؤيا ٧:١٦ اتمام روحي مشابه في الجمع الكثير اليوم. فمع المسيحيين الممسوحين يستمتعون بالتدابير الروحية السخية. — اشعيا ٦٥:١٣؛ ناحوم ١:٦، ٧.
٢٩ اذا كنتم واحدا من هذا الجمع الكثير، فان طيبة قلبكم ستجعلكم ‹تهللون›، بصرف النظر عما يجب ان تتحملوه من عوز وضغوط في اثناء سنوات انحطاط نظام الشيطان. (اشعيا ٦٥:١٤) بهذا المعنى، يمكن ليهوه الآن ايضا ان ‹يمسح كل دمعة من عيونكم›. ولا تعود «شمس» اللّٰه المتقدة للدينونة المضادة تهدِّدكم، وعندما تطلَق رياح الدمار الاربع يمكن ان تتجنَّبوا ‹الحرّ اللافح› لسخط يهوه. وبعد انتهاء هذا الدمار سيرشدكم الحمل للاستفادة كاملا من «ينابيع مياه الحياة» المجدِّدة للنشاط، وهذه تمثل كل التدابير التي يصنعها يهوه من اجل نيلكم الحياة الابدية. ان ايمانكم بدم الحمل سيتبرأ لانكم ستُرفعون تدريجيا الى الكمال البشري. وأنتم يا افراد الجمع الكثير ستكونون استثنائيين بين الجنس البشري بصفتكم «الملايين» الذين لم يلزمهم حتى ان يموتوا! وبالمعنى الاكمل، كل دمعة ستكون قد مُسحت من عيونكم. — رؤيا ٢١:٤.
جعل الدعوة اكيدة
٣٠ اية آفاق عظيمة تنفتح لنا في رؤيا يوحنا، ومَن «يستطيع الوقوف»؟
٣٠ يا للآفاق العظيمة التي تفتحها لنا هذه الكلمات! فيهوه نفسه على عرشه، وجميع خدامه، السماويين والارضيين، يتَّحدون في تسبيحه. وخدامه الارضيون يقدِّرون الامتياز الرائع للاشتراك في جوقة التسبيح المتعاظمة الصوت هذه. وقريبا جدا سينفِّذ يهوه والمسيح يسوع الدينونة، وسيُسمع الصراخ: «قد جاء اليوم العظيم، يوم سخطهما، ومَن يستطيع الوقوف؟». (رؤيا ٦:١٧) والجواب؟ فقط اقلية من الجنس البشري، تشمل ايًّا من المختومين الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين قد يكونون بعدُ في الجسد وجمعا كثيرا من الخراف الاخر الذين ‹سيقفون›، اي ينجون معهم. — ارميا ٣٥:١٩؛ ١ كورنثوس ١٦:١٣.
٣١ كيف يجب ان يؤثر اتمام رؤيا يوحنا في المسيحيين، الممسوحين والجمع الكثير على السواء؟
٣١ بالنظر الى هذا الواقع، يجاهد المسيحيون الممسوحون من صف يوحنا بنشاط في ‹السعي نحو الهدف لأجل جائزة دعوة اللّٰه العليا بالمسيح يسوع›. (فيلبي ٣:١٤) وهم يدركون تماما ان الحوادث في اثناء هذه الايام تدعو الى احتمال خصوصي من جهتهم. (رؤيا ١٣:١٠) فبعد خدمة يهوه بولاء سنوات كثيرة، يتمسكون بالايمان، فرحين بأن اسماءهم «كُتبت في السموات». (لوقا ١٠:٢٠؛ رؤيا ٣:٥) والذين هم من الجمع الكثير يعرفون ايضا انه فقط «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص». (متى ٢٤:١٣) وبينما يجري وسم الجمع الكثير كفريق ليأتوا من الضيق العظيم، يجب على الافراد ان يجاهدوا للبقاء أطهارا ونشاطى.
٣٢ اية حالة ملحَّة يبرزها واقع كون فريقين فقط ‹سيقفان› في يوم سخط يهوه؟
٣٢ لا يوجد دليل على ان ايًّا من غير هذين الفريقين ‹سيقف› في يوم سخط يهوه. وماذا يعني ذلك للملايين الذين كل سنة يُظهرون شيئا من الاحترام لذبيحة يسوع بحضور الاحتفال بذكرى موته لكنهم لم يمارسوا الايمان بعدُ بذبيحة يسوع الى حد صيرورتهم خداما ليهوه منتذرين، معتمدين، نشاطى في خدمته؟ وأيضا، ماذا عن اولئك الذين كانوا مرة نشاطى لكنهم سمحوا بأن ‹تثقل قلوبهم بهموم الحياة›؟ فليستيقظ امثال هؤلاء جميعا وليسهروا لكي ‹يتمكنوا من الإفلات من كل هذا المحتوم ان يكون، ومن الوقوف امام ابن الإنسان› — يسوع المسيح. فالوقت قصير. — لوقا ٢١:٣٤-٣٦.
[الحواشي]
a انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد، الحاشية.
b برج المراقبة، ١ نيسان ١٩١٨، الصفحة ٩٨.
c حرفيا «قدامه»، ترجمة الملكوت ما بين السطور للاسفار اليونانية.
-
-
جمع كثير محتشدالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[صورة تغطي كامل الصفحة ١٢١]
-