مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لنزوِّد معرفتنا بضبط النفس
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • لنزوِّد معرفتنا بضبط النفس

      ‏‹زوِّدوا معرفتكم بضبط النفس›.‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏.‏

      ١ عمَّ يَنتج الكثير من المشاكل التي يواجهها البشر؟‏

      في حملة كبيرة ضد اساءة استعمال المخدِّرات،‏ حثّ شعارٌ احداث الولايات المتحدة:‏ «قولوا لا».‏ فكم تتحسن الاحوال لو كان الجميع ‹يقولون لا›،‏ ليس فقط لإساءة استعمال المخدِّرات،‏ بل ايضا للافراط في شرب الكحول،‏ الحياة الطائشة او الفاسدة ادبيا،‏ عدم النزاهة في التعاملات التجارية،‏ و «شهوات الجسد»!‏ (‏روما ١٣:‏١٤‏)‏ ولكن مَن يسعه الادِّعاء ان هذا سهل دائما؟‏!‏

      ٢ (‏أ)‏ ايّ مثالَين من الكتاب المقدس يُظهِران ان اشخاصا في الماضي واجهوا هم ايضا صعوبة في ‹القول لا›؟‏ (‏ب)‏ علامَ ينبغي ان يشجِّعنا هذان المثالان؟‏

      ٢ بما ان كل البشر الناقصين يواجهون صعوبة في ممارسة ضبط النفس،‏ ينبغي ان نهتم بتعلم كيفية التغلب على ايّ نقص لدينا.‏ والكتاب المقدس يخبرنا عن اشخاص في الماضي سعوا الى خدمة اللّٰه لكنهم استصعبوا احيانا ان ‹يقولوا لا›.‏ لنأخذ على سبيل المثال حالة داود عندما ارتكب الزنى مع بثشبع.‏ فقد ادّت خطيته هذه الى موت شخصين بريئين:‏ ابنهما الذي انجباه بالزنى وزوج بثشبع.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏١-‏٢٧؛‏ ١٢:‏١٥-‏١٨‏)‏ والمثال الثاني هو الرسول بولس الذي اعترف بصراحة:‏ «لست افعل الصلاح الذي اريد،‏ بل الرديء الذي لا اريده فإياه امارس».‏ (‏روما ٧:‏١٩‏)‏ فهل تشعر احيانا بإحباط كهذا؟‏ تابع بولس:‏ «اني أُسَرّ بشريعة اللّٰه بحسب الانسان الداخلي،‏ ولكنني ارى شريعة اخرى في اعضائي تحارب شريعة عقلي وتسوقني اسيرا لشريعة الخطية الكائنة في اعضائي.‏ يا لي من انسان بائس!‏ مَن ينجيني من الجسد الذي يكابد هذا الموت؟‏».‏ (‏روما ٧:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ والامثلة الموجودة في الكتاب المقدس ينبغي ان تقوي تصميمنا ألّا نستسلم في صراعنا لتنمية صفة ضبط النفس.‏

      ضبط النفس:‏ درس يجب تعلّمه

      ٣ لماذا لا يمكن ان نتوقع ان يكون إظهار ضبط النفس سهلا؟‏

      ٣ تعدِّد ٢ بطرس ١:‏٥-‏٧ ضبط النفس —‏ الذي يشمل القدرة على ‹القول لا› —‏ مع الايمان،‏ الفضيلة،‏ المعرفة،‏ الاحتمال،‏ التعبد للّٰه،‏ المودة الاخوية،‏ والمحبة.‏ لكنَّ هذه الصفات الحسنة الاخرى جميعها ليست فطرية،‏ بل يجب تنميتها.‏ وإظهارها يتطلب التصميم والجهد.‏ أفيُعقَل اذًا ان نتوقع ان يكون إظهار ضبط النفس اسهل؟‏!‏

      ٤ لماذا لا يشعر كثيرون ان هنالك حاجة الى إظهار ضبط النفس،‏ ولكن علامَ يدلّ ذلك؟‏

      ٤ قد لا يشعر اشخاص كثيرون ان هنالك حاجة الى إظهار ضبط النفس.‏ فهم يعيشون حياتهم كما يحلو لهم،‏ منفِّذين عن علم او دون علم ما يمليه عليهم جسدهم الناقص غير آبهين بالعواقب التي سيحصدونها او سيجلبونها للآخرين.‏ (‏يهوذا ١٠‏)‏ وعدم قدرتهم وعدم استعدادهم ‹للقول لا› يتجليان الآن اكثر من ايّ وقت مضى.‏ وهذا دليل اكيد اننا نعيش في «الايام الاخيرة» التي تحدث عنها بولس عندما تنبأ:‏ «ستأتي ازمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ .‏ .‏ .‏ بلا ضبط نفس».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٣‏.‏

      ٥ لماذا شهود يهوه مهتمون بمسألة ضبط النفس،‏ وأية نصيحة لا تزال فعّالة؟‏

      ٥ يعرف شهود يهوه ان ممارسة ضبط النفس تشكِّل تحديا.‏ فكبولس،‏ يدركون ان هنالك صراعا بين رغبتهم في إرضاء اللّٰه بالعيش وفق مقاييسه وبين ميول جسدهم الناقص.‏ لذلك لطالما اهتموا كيف يربحون هذه المعركة.‏ ففي سنة ١٩١٦،‏ تحدث عدد قديم من هذه المجلة عن «المسلك اللائق الذي يجب ان نتَّخذه للتحكم في انفسنا،‏ افكارنا،‏ كلماتنا،‏ وتصرفاتنا».‏ واقترح ان نبقي في بالنا الآية في فيلبي ٤:‏٨‏.‏ ولا تزال النصيحة الالهية المقدَّمة في هذه الآية فعّالة الى الآن،‏ رغم انها قُدِّمت منذ نحو ٠٠٠‏,٢ سنة ورغم ان تطبيقها صار الآن اصعب مما كان آنذاك او في سنة ١٩١٦.‏ لكنَّ المسيحيين يجاهدون ان ‹يقولوا لا› للشهوات العالمية،‏ مدركين انهم بذلك ‹يقولون نعم› لخالقهم.‏

      ٦ لماذا ما من سببب لنتثبط فيما ننمي صفة ضبط النفس؟‏

      ٦ ترد صفة ضبط النفس في غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣ كثمرة من «ثمر الروح» القدس.‏ وإذا اظهرنا هذه الصفة مع ‹المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ والوداعة›،‏ نجني فوائد كثيرة.‏ وهذا يحول دون صيرورتنا ‹غير فعّالين او غير مثمرين› في خدمتنا للّٰه،‏ كما قال بطرس.‏ (‏٢ بطرس ١:‏٨‏)‏ ولكن لا ينبغي ان نتثبط او نلوم انفسنا اذا اخفقنا في الاعراب عن هذه الصفات بالسرعة والدرجة اللتين نرغب فيهما.‏ فأحد التلامذة في المدرسة قد يكون اسرع في التعلم من تلميذ آخر.‏ او قد يكون احد الموظفين اسرع من زملائه في تعلم عمل ما.‏ وعلى نحو مماثل،‏ يكون البعض اسرع من غيرهم في تعلم إظهار الصفات المسيحية.‏ لكنَّ الامر المهم هو ان نداوم على تنمية الصفات الالهية قدر الامكان.‏ وهذا ما يمكننا فعله بالاستفادة الى اقصى حدّ من المساعدة التي يزوِّدها يهوه بواسطة كلمته وجماعته.‏ فالسرعة في تحقيق هدفنا ليست بأهمية الجهود الدؤوبة التي نبذلها لتحقيق هذا الهدف.‏

      ٧ ماذا يبرهن ان صفة ضبط النفس مهمة؟‏

      ٧ رغم ان صفة ضبط النفس تُدرَج الاخيرة في لائحة الصفات التي ينتجها الروح،‏ فهي ليست اقل اهمية منها.‏ بل هي ضرورية لأن بإمكاننا تجنب كل «اعمال الجسد» اذا استطعنا ضبط انفسنا كاملا.‏ إلا ان النقص البشري يجعلنا نستسلم لأحد «اعمال الجسد .‏ .‏ .‏:‏ العهارة،‏ النجاسة،‏ الانحلال الخلقي،‏ الصنمية،‏ ممارسة الارواحية،‏ العداوات،‏ النزاع،‏ الغيرة،‏ نوبات الغضب،‏ المخاصمات،‏ الانقسامات،‏ البدع».‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لذلك يجب ان نجاهد باستمرار،‏ عاقدين العزم على استئصال الميول الخاطئة من قلبنا وعقلنا.‏

      مواجهة البعض صعوبة اكبر في ممارسة ضبط النفس

      ٨ ماذا يصعِّب على البعض ممارسة ضبط النفس؟‏

      ٨ يواجه بعض المسيحيين صعوبة في ممارسة ضبط النفس اكثر من غيرهم.‏ لماذا؟‏ قد يساهم في ذلك التدريب الابوي او الاختبارات الماضية.‏ ربما لا نواجه نحن مشكلة في تنمية صفة ضبط النفس وإظهارها.‏ وهذا امر جيد.‏ ولكن ينبغي بالتأكيد ان نكون متعاطفين ومتفهمين عند التعامل مع الذين يواجهون صعوبة في ممارستها،‏ حتى لو كان نقصهم هذا يسبّب لنا الازعاج.‏ فمَن منا نحن البشر الناقصين لديه مبرِّر ليظنّ انه ابرّ من غيره؟‏!‏ —‏ روما ٣:‏٢٣؛‏ افسس ٤:‏٢‏.‏

      ٩ اية ضعفات يملكها البعض،‏ ومتى سيتغلبون عليها كاملا؟‏

      ٩ مثلا:‏ ان بعض الرفقاء المسيحيين الذين أقلعوا عن تدخين التبغ او استخدام المخدِّرات «التي تروِّح عن النفس» قد يتوقون اليها احيانا.‏ او قد يكون البعض ضعيفي الارادة امام الطعام او المشروبات الكحولية.‏ ويستصعب آخرون ضبط لسانهم،‏ لذلك كثيرا ما يعثرون في الكلام.‏ والتغلب على هذه النقائص يتطلب بذل الجهد الدؤوب لتنمية ضبط النفس.‏ لماذا؟‏ تقول يعقوب ٣:‏٢ بواقعية:‏ «اننا جميعا نعثر مرارا كثيرة.‏ إنْ كان احد لا يعثر في الكلام،‏ فذاك انسان كامل،‏ قادر ان يلجم ايضا جسده كله».‏ كما ان آخرين قد يشعرون برغبة قوية في المقامرة،‏ او ربما يستصعب آخرون ضبط اعصابهم.‏ وقد يلزمهم وقت طويل ليتعلموا كيف يتغلبون على هذه الضعفات او غيرها.‏ ورغم اننا نحرز مقدارا من التقدم الآن،‏ إلا ان الرغبات الخاطئة لن تُستأصل كليًّا إلا عندما نبلغ الكمال.‏ حتى ذلك الحين،‏ ستساعدنا المجاهدة لممارسة ضبط النفس على تجنب المسلك الخاطئ في حياتنا.‏ فلنساعد بعضنا البعض على عدم الاستسلام في هذا الصراع!‏ —‏ اعمال ١٤:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ لماذا من الصعب على البعض ممارسة ضبط النفس في المسائل الجنسية؟‏ (‏ب)‏ ايّ تغيير جذري قام به احد الاخوة؟‏ (‏انظر الاطار في الصفحة ١٦.‏)‏

      ١٠ والمجال الآخر الذي يستصعب البعض ممارسة ضبط انفسهم فيه هو الرغبات الجنسية.‏ صحيح ان يهوه اللّٰه هو مَن وضع فينا هذه الرغبات،‏ إلا ان البعض يلقون صعوبة في كبحها،‏ انسجاما مع مقاييس اللّٰه.‏ وقد تزداد هذه الصعوبة اذا كانت شهوتهم الجنسية شديدة.‏ فنحن نعيش في عالم مهووس بالجنس يحاول إذكاء نيران الشهوة الجنسية بشتى الطرائق.‏ وهذا ما يخلق مشكلة للمسيحيين الذين يريدون ان يبقوا عزّابا —‏ ربما فترة من الوقت —‏ ليخدموا اللّٰه دون تلهيات الزواج.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٢،‏ ٣٣،‏ ٣٧،‏ ٣٨‏)‏ ولكن انسجاما مع نصيحة الاسفار المقدسة التي تقول ان «التزوج افضل من التحرق شهوة»،‏ قد يقرِّرون الزواج،‏ وهذا امر مكرّم دون شك.‏ وهم مصمِّمون ايضا على التزوج «في الرب فقط»،‏ كما تنصح الاسفار المقدسة.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٩،‏ ٣٩‏)‏ ولا شك ان يهوه يفرح بأنهم يهتمون بتأييد مقاييسه البارة.‏ كما ان رفقاءهم المسيحيين يفرحون بمعاشرة عبّاد حقيقيين لديهم هذه الاستقامة والمقاييس الادبية السامية.‏

      ١١ كيف يمكننا مساعدة اخ او اخت يرغبان في الزواج ولكنهما غير قادرَين على ذلك؟‏

      ١١ ولكن ماذا لو لم يجد المرء رفيق زواج مناسبا؟‏ تخيل كم يتثبط الشخص الذي يرغب في الزواج ولكنه غير قادر على ذلك!‏ فقد يرى اصدقاءه يتزوجون ويعيشون حياة سعيدة فيما لا يزال هو يبحث عن رفيق زواج مناسب.‏ وهذا ما قد يدفع البعض الى الوقوع في شرك ممارسة العادة السرية النجسة.‏ لا احد منا نحن المسيحيين يريد ان يثبِّط عن غير قصد مسيحيا آخر يجاهد للبقاء طاهرا.‏ فقد نتسبب بذلك دون قصد اذا سألناه مثلا:‏ «متى ستتزوج؟‏».‏ وربما نقول ذلك عن حسن نية،‏ ولكن أليس من الافضل ان نمارس ضبط النفس بحفظ لساننا؟‏ (‏مزمور ٣٩:‏١‏)‏ فالعزّاب الذين يجاهدون للمحافظة على طهارتهم يستحقون مدحنا الحار.‏ فيجب ان نشجِّعهم بدلا من ان نقول لهم امورا مثبِّطة.‏ مثلا،‏ اذا دعَونا مجموعة صغيرة من الاشخاص الناضجين الى الطعام او الى تجمع مسيحي،‏ يمكننا ان ندعو معهم اشخاصا عزّابا.‏

      ضبط النفس في الزواج

      ١٢ لماذا ضبط النفس لازم حتى بين المتزوجين؟‏

      ١٢ ان الزواج لا يلغي الحاجة الى ضبط النفس في مجال الرغبات الجنسية.‏ مثلا،‏ قد يكون هنالك اختلاف كبير بين حاجات الزوج الجنسية وحاجات الزوجة.‏ او قد يكون احد رفيقَي الزواج في وضع صحّي يصعِّب او يحول دون ممارسة الجنس.‏ وربما يستصعب احد الزوجَين،‏ بسبب ماضيه،‏ إطاعة الوصية:‏ «ليؤدِّ الزوج لزوجته حقها الواجب؛‏ وكذلك الزوجة ايضا لزوجها».‏ في هذه الحالة،‏ يلزم ان يزيد الطرف الآخر من ضبط نفسه.‏ ولكن يجب ان يتذكر كلاهما نصيحة بولس الحبية التي قدَّمها للمسيحيين المتزوجين:‏ «لا يحرم احدكما الآخر ذلك،‏ إلا على توافق ولوقت معين،‏ لكي تخصِّصا وقتا للصلاة وتعودا فتجتمعا معا،‏ لكي لا يواصل الشيطان تجربتكما لعدم ضبط انفسكما».‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣،‏ ٥‏.‏

      ١٣ ماذا يمكننا ان نفعل من اجل الذين يجاهدون لممارسة ضبط النفس؟‏

      ١٣ وكم يكون الزوجان سعيدَين اذا ما تعلّما ممارسة ضبط النفس في هذه العلاقة الحميمة جدا بينهما.‏ وفي الوقت نفسه،‏ ينبغي ان يكونا متفهمَين للرفقاء العبّاد الذين لا يزالون يجاهدون لممارسته في هذا المجال.‏ ولا ينبغي ان ننسى ابدا ان نطلب من يهوه في الصلاة ان يزوِّد اخوتنا الروحيين بالبصيرة،‏ الشجاعة،‏ والتصميم لكي يواصلوا جهادهم للاعراب عن ضبط النفس ويتَّخذوا الخطوات للتغلب على الرغبات غير اللائقة.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      الاستمرار في مساعدة بعضنا البعض

      ١٤ لماذا ينبغي ان نتعاطف مع الرفقاء المؤمنين ونتفهمهم؟‏

      ١٤ احيانا،‏ قد نستصعب تفهّم الرفقاء المسيحيين الذين يجاهدون لإظهار ضبط النفس في مجال لا يخلق لنا مشكلة.‏ لكنَّ الاشخاص مختلفون بطبيعتهم.‏ فالبعض تتحكم فيهم العواطف،‏ أما الآخرون فيحكِّمون العقل.‏ والبعض يستسهلون نسبيا ضبط انفسهم،‏ أما الآخرون فيستصعبونه.‏ ولكن يجب ان نتذكر ان الرفقاء المسيحيين الذين يجاهدون للتقدم ليسوا اشخاصا سيئين وهم بحاجة الى تفهّمنا وتعاطفنا.‏ وإذا استمررنا في إظهار الرحمة للذين يجاهدون لزيادة ضبط نفسهم،‏ نحصد السعادة.‏ وهذا ما نستشفه من كلمات يسوع المسجَّلة في متى ٥:‏٧‏.‏

      ١٥ لماذا تعزينا كلمات المزمور ١٣٠:‏٣ في مسألة ضبط النفس؟‏

      ١٥ نحن لا نريد ابدا ان نحكم خطأ على الرفقاء المسيحيين الذين يخفقون احيانا في الاعراب عن الشخصية المسيحية.‏ فكم نتشجع عندما نعرف ان يهوه لا يرى المرات القليلة التي اخفقنا فيها فحسب،‏ بل يرى ايضا المرات العديدة التي اظهرنا فيها ضبط النفس حتى لو لم يلاحظها الرفقاء المسيحيون!‏ فمن المعزي تذكر كلمات المزمور ١٣٠:‏٣‏:‏ «إنْ كنتَ تراقب الآثام يا رب يا سيد فمَن يقف».‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كيف يمكننا تطبيق غلاطية ٦:‏٢،‏ ٥ في مجال ضبط النفس؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالين عن ضبط النفس سنجيب عنهما؟‏

      ١٦ لكي نرضي يهوه،‏ يجب ان ننمي ضبط النفس.‏ ونحن على ثقة ان إخوتنا المسيحيين سيساعدوننا في هذا المجال.‏ ففي حين ان كل واحد يجب ان يحمل حمله الخاص من المسؤولية،‏ يحثنا الكتاب المقدس ان نساعد واحدنا الآخر للتغلب على الضعفات.‏ (‏غلاطية ٦:‏٢،‏ ٥‏)‏ وكم يجب ان نقدِّر الصديق،‏ الاب او الام،‏ والزوج او الزوجة الذين يساعدوننا ألّا نذهب الى اماكن لا ينبغي ان نذهب اليها،‏ ألّا نرى امورا لا ينبغي ان نراها،‏ او ألّا نفعل امورا لا ينبغي ان نفعلها!‏ فهم يساعدوننا ان نمارس ضبط النفس،‏ ان ‹نقول لا›،‏ وأن نعني ما نقوله.‏

      ١٧ قد يوافق مسيحيون كثيرون على ما ورد في هذه المقالة عن ضبط النفس،‏ لكنهم قد يشعرون ان هنالك تحسينات كبيرة يجب ان يقوموا بها.‏ فهم يرغبون في إظهار ضبط النفس على نحو اكمل،‏ الى الحدّ الذي يعتقدون انه متوقع من البشر الناقصين.‏ فهل هذا هو شعورك؟‏ اذًا،‏ ماذا يمكنك ان تفعل لتنمية هذه الثمرة من ثمر روح اللّٰه؟‏ وكيف يساعدك ذلك على بلوغ اهدافك الطويلة الامد كمسيحي؟‏ في المقالة التالية،‏ سنأخذ الجواب عن هذين السؤالين.‏

  • لربح الجائزة،‏ مارس ضبط النفس
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • لربح الجائزة،‏ مارس ضبط النفس

      ‏«ان كل من يشترك في مباراة يمارس ضبط النفس في كل شيء».‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٥‏.‏

      ١ انسجاما مع افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏،‏ ماذا فعل ملايين الاشخاص ليُبرهِنوا انهم ‹قالوا نعم› ليهوه؟‏

      اذا كنت من شهود يهوه،‏ فأنت قد اعلنت جهرا بمعموديتك انك مستعد للاشتراك في مباراة ينال فيها الفائز جائزة الحياة الابدية.‏ وهكذا تكون قد ‹قلت نعم› لفعل مشيئة يهوه.‏ ولكن قبل الانتذار ليهوه،‏ كان على كثيرين منا القيام بتغييرات جذرية ليكون انتذارهم اصيلا ومقبولا لدى اللّٰه.‏ فقد طبَّقوا المشورة التي قدَّمها الرسول بولس للمسيحيين:‏ ‹اطرحوا عنكم الشخصية القديمة التي تشاكل سيرتكم السابقة والجاري إفسادها بحسب شهواتها الخادعة والبسوا الشخصية الجديدة التي خُلقَت بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيين›.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ بكلمات اخرى،‏ كان عليهم ان ‹يقولوا لا› لنمط حياتهم السابق غير اللائق قبل ان ‹يقولوا نعم› للانتذار للّٰه.‏

      ٢،‏ ٣ كيف تشير ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١٢ الى نوعَين من التغييرات يجب القيام بهما لنيل رضى اللّٰه؟‏

      ٢ تدين كلمة اللّٰه بشكل مباشر بعض صفات الشخصية القديمة التي يجب ان يطرحها عنهم كل الذين يريدون ان يصيروا من شهود يهوه.‏ وقد عدد بولس بعضها في رسالته الى الكورنثيين،‏ قائلا:‏ «لا عاهرون،‏ ولا عبدة اصنام،‏ ولا زناة،‏ ولا مأبونون،‏ ولا مضاجعو ذكور،‏ ولا سارقون،‏ ولا جشعون،‏ ولا سكيرون،‏ ولا شتّامون،‏ ولا مبتزون يرثون ملكوت اللّٰه».‏ ثم اظهر ان مسيحيي القرن الاول قاموا بالتغييرات الضرورية في شخصيتهم،‏ قائلا:‏ «هكذا كان بعضكم».‏ لاحظ انه قال «هكذا كان»،‏ وليس «هكذا هم».‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏

      ٣ لكنَّ بولس اشار الى تغييرات اخرى قد تكون ضرورية ايضا،‏ قائلا:‏ «كل الاشياء تحلّ لي؛‏ لكن ليست كل الاشياء تنفع».‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٢‏)‏ لذلك،‏ فإن كثيرين ممَّن يرغبون اليوم ان يكونوا من شهود يهوه يدركون ضرورة ان ‹يقولوا لا› حتى للامور التي تحلّ،‏ لكنّها بلا نفع او قيمة دائمة.‏ فقد تكون مضيعة للوقت وتلهيهم عن الانهماك في الامور الاكثر اهمية.‏

      ٤ اية كلمات قالها بولس يوافق عليها المسيحيون المنتذرون؟‏

      ٤ ان الانتذار للّٰه هو امر نقوم به طوعا،‏ وليس على مضض كما لو اننا نقوم بتضحية جسيمة.‏ والمسيحيون المنتذرون يوافقون بولس الذي قال بعدما صار تابعا للمسيح:‏ «من اجل [يسوع] قبلت خسارة كل الاشياء وأنا اعتبرها نفايات،‏ لكي اربح المسيح».‏ (‏فيلبي ٣:‏٨‏)‏ فبولس ‹قال لا› بطيب خاطر للامور القليلة الاهمية لكي يتمكن من الاستمرار في ‹القول نعم› للّٰه.‏

      ٥ في ايّ نوع من السباق اشترك بولس وفاز،‏ وكيف يمكننا ان نفعل الامر عينه؟‏

      ٥ كان بولس يمارس ضبط النفس وهو يركض في السباق الروحي،‏ حتى تمكّن اخيرا من القول:‏ «جاهدتُ الجهاد الحسن،‏ انهيت الشوط،‏ حفظت الايمان.‏ ومنذ الآن محفوظ لي تاج البر،‏ الذي يكافئني به في ذلك اليوم الرب،‏ الديّان البار،‏ لا اياي فقط،‏ بل جميع الذين احبوا استعلانه ايضا».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ فهل سنتمكن نحن ايضا من ان نقول الامر نفسه يوما ما؟‏ سنتمكن من ذلك اذا كنا نمارس ضبط النفس بإيمان ونحن نركض في سباقنا المسيحي دون تراخٍ حتى النهاية.‏

      ضبط النفس لفعل الصلاح

      ٦ ما هو ضبط النفس،‏ وبأية طريقتَين يجب ان نمارس ضبط النفس؟‏

      ٦ ان الكلمتَين العبرانية واليونانية المترجمتَين في الكتاب المقدس الى «ضبط النفس» تشيران حرفيا الى شخص يسيطر او يتحكم في نفسه.‏ وغالبا ما تنقلان فكرة ردع المرء نفسه عن فعل الامور الرديئة.‏ ولكن لا شك ان مقدارا من ضبط النفس مطلوب ايضا اذا اردنا استخدام اجسادنا للقيام بأمور صالحة.‏ فالبشر الناقصون لديهم ميل طبيعي الى فعل الخطإ،‏ لذلك لدينا صراع مزدوج.‏ (‏جامعة ٧:‏٢٩؛‏ ٨:‏١١‏)‏ ففيما نمتنع عن فعل الامور الرديئة،‏ يجب ايضا ان نندفع الى فعل الصلاح.‏ وفي الواقع،‏ فإن ضبط اجسادنا لفعل الصلاح هو احدى افضل الطرائق لتجنب فعل الامور الرديئة.‏

      ٧ (‏أ)‏ بشأن ماذا ينبغي ان نصلّي،‏ كما صلّى داود؟‏ (‏ب)‏ التأمل في اية امور يساعدنا على ممارسة ضبط نفس اكبر؟‏

      ٧ من الواضح ان ضبط النفس ضروري اذا اردنا إتمام انتذارنا للّٰه.‏ لذلك يلزم ان نصلّي كما صلّى داود:‏ «قلبا نقيا اخلق فيَّ يا اللّٰه وروحا مستقيما جدِّد في داخلي».‏ (‏مزمور ٥١:‏١٠‏)‏ ويمكننا التأمل في فوائد تجنب الامور الفاسدة ادبيا او المؤذية جسديا.‏ فكِّر،‏ مثلا،‏ في الاذى الناتج عن هذه الامور:‏ المشاكل الصحية الخطيرة،‏ العلاقات المتوترة،‏ حتى الموت المبكر.‏ كما يمكنك ان تفكر في الفوائد العديدة الناجمة عن التمسك بطريقة الحياة التي يوصي بها يهوه.‏ ولكن يجب ان نكون واقعيين ونتذكر دائما ان قلبنا خدّاع.‏ (‏ارميا ١٧:‏٩‏)‏ لذلك يجب ان نصمِّم على مقاومة محاولاته لجعلنا نستخف بأهمية تأييد مقاييس يهوه.‏

      ٨ ايّ واقع تعلّمناه من اختبارنا الخاص؟‏

      ٨ يعرف معظمنا،‏ من اختباره الخاص،‏ ان جسدنا العنيد كثيرا ما يحاول إخماد الروح الطوعية التي لدينا.‏ لنأخذ على سبيل المثال مجال الكرازة بالملكوت.‏ يُسَرّ يهوه بطوعية البشر للاشتراك في هذا العمل الذي يؤدي الى نيل الحياة الابدية.‏ (‏مزمور ١١٠:‏٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ لكنَّ تعلّم الكرازة علنا لم يكن سهلا على معظمنا.‏ فقد تطلّب —‏ وربما لا يزال يتطلّب —‏ ان نضبط جسدنا،‏ او ‹نقمعه ونستعبده› بدلا من السماح له بأن يملي علينا اتِّباع المسلك الاسهل.‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٦،‏ ٢٧؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٢‏.‏

      ‏«في كل شيء»‏

      ٩،‏ ١٠ ماذا تشمل ممارسة «ضبط النفس في كل شيء»؟‏

      ٩ ان مشورة الكتاب المقدس التي تحثنا على ممارسة «ضبط النفس في كل شيء» تدل ان المطلوب هو اكثر من مجرد ضبط انفعالاتنا والامتناع عن السلوك الفاسد ادبيا.‏ فقد نشعر بأننا نضبط انفسنا في هذين المجالين،‏ وهذا امر جيد.‏ ولكن ما القول في مجالات اخرى من حياتنا قد لا تكون فيها الحاجة الى ضبط النفس واضحة الى هذا الحد؟‏ على سبيل المثال،‏ لنفرض اننا نعيش في بلد مزدهر نسبيا حيث مستوى المعيشة عالٍ.‏ أفلا يكون من الحكمة ان نتعلم ‹القول لا› للنفقات غير الضرورية؟‏ ويحسن بالوالدين ان يعلّموا اولادهم ألّا يشتروا كل ما يرونه لأنه متوفر او يجذب الانتباه او لأنهم قادرون على شرائه.‏ ولكن ليكون هذا الارشاد فعّالا،‏ يجب ان يرسم الوالدون مثالا جيدا لأولادهم في هذا المجال.‏ —‏ لوقا ١٠:‏٣٨-‏٤٢‏.‏

      ١٠ وتعلُّم الاستغناء عن بعض الامور التي نريدها يزيد من قوة ارادتنا.‏ كما انه يعمِّق شكرنا على الامور المادية التي نملكها ويجعلنا اكثر تعاطفا مع الذين يضطرون الى الاستغناء عن امور هم بحاجة اليها رغما عنهم،‏ وليس باختيارهم.‏ وهذا المسلك المحتشم يتعارض مع مواقف شائعة مثل:‏ «عِش حياتك» او «انت تستحق الافضل».‏ فعالم الاعلانات يروِّج الميل الى إشباع الرغبات فورا،‏ وذلك لا يخدم إلا مصالحه التجارية.‏ وهذا الامر قد يعيق جهودنا للاعراب عن ضبط النفس.‏ مؤخرا،‏ ذكرت مجلة تصدر في احد البلدان الاوروپية المزدهرة:‏ «اذا كان الذين يعيشون في فقر مدقع لديهم صراع داخلي لكبح الميول غير المرغوب فيها،‏ فكم بالاحرى الذين يعيشون في ارض تفيض لبنا وعسلا في المجتمعات المزدهرة اليوم!‏».‏

      ١١ لماذا من المفيد ان نتعلم الاستغناء عن بعض الامور،‏ ولكن ماذا يصعِّب ذلك علينا؟‏

      ١١ اذا كانت لدينا صعوبة في التمييز بين ما نريده وما نحتاج اليه،‏ فمن المساعد ان نحرص ألّا نتصرف دون احساس بالمسؤولية.‏ مثلا،‏ اذا اردنا ان نكبح ميلنا الى التبذير،‏ يجب ان نعقد العزم على عدم الشراء بالدَّين او ان نأخذ معنا مبلغا قليلا من المال عند التسوق.‏ ويجب ان نتذكر ما قاله بولس:‏ «ان التعبد للّٰه مع الاكتفاء لوسيلة ربح عظيم».‏ وقد اعطى هذه الحجة:‏ «لم ندخل العالم بشيء ولا نقدر ان نخرج منه بشيء.‏ فما دام لنا قوت وكسوة فإننا نقنع بهما».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏)‏ فهل لدينا الاكتفاء؟‏ ان تعلّم العيش حياة بسيطة دون ان تثقل كاهلنا اعباء الانغماس في الملذات —‏ مهما كان نوعها —‏ يتطلب قوة الارادة وضبط النفس.‏ وتعلّم هذا الدرس يستحق العناء.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ لماذا تتطلب الاجتماعات المسيحية ضبط النفس؟‏ (‏ب)‏ ما هي المجالات الاخرى التي نحتاج فيها الى تنمية ضبط النفس؟‏

      ١٢ يتطلب حضور الاجتماعات والمحافل المسيحية اعرابا خصوصيا عن ضبط النفس.‏ مثلا،‏ نحن بحاجة الى هذه الصفة لئلا يشرد ذهننا خلال البرنامج.‏ (‏امثال ١:‏٥‏)‏ ونحن بحاجة اليها ايضا لئلا نزعج الآخرين عندما نهمس الى الجالسين بقربنا بدلا من الاصغاء بانتباه الى الخطيب.‏ كما ان تعديل برنامجنا لكي نصل في الوقت المحدَّد يتطلب ضبط النفس.‏ وعلاوة على ذلك،‏ نحن بحاجة الى ضبط النفس لكي نخصِّص الوقت للاستعداد للاجتماعات والاشتراك فيها.‏

      ١٣ وممارسة ضبط النفس في الامور الثانوية تقوّينا لإظهار هذه الصفة في الامور الاكثر اهمية.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٠‏)‏ فكم هو امر جيد ان ندرِّب انفسنا على قراءة كلمة اللّٰه والمطبوعات المؤسسة عليها قانونيا،‏ اذ ندرسها ونتأمل في ما نتعلمه!‏ وما احكم ان ندرِّب انفسنا على اتِّخاذ القرار الصائب في ما يتعلق بالوظائف،‏ الصداقات،‏ المواقف،‏ والعادات الشخصية!‏ وكم نكون حكماء اذا درَّبنا انفسنا على ‹القول لا› للنشاطات التي تسلبنا الوقت الثمين الذي يجب قضاؤه في خدمة اللّٰه!‏ فالانشغال بخدمة يهوه هو دون شك خير حماية لنا من الامور التي يمكن ان تبعدنا عن الفردوس الروحي بين جماعات يهوه حول العالم.‏

      الصيرورة مكتملي النمو بتنمية ضبط النفس

      ١٤ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان يتعلم الاولاد ممارسة ضبط النفس؟‏ (‏ب)‏ اية فوائد تنتج عندما يتعلم الاولاد ضبط النفس في سنواتهم الباكرة؟‏

      ١٤ ان الطفل المولود حديثا لا يتحلى بضبط النفس.‏ يوضح كتيِّب أعدّه خبراء بسلوك الاولاد:‏ «لا ينشأ ضبط النفس تلقائيا او فجأة.‏ فالاطفال بحاجة الى الارشاد والدعم الابويَّين ليبدأوا بتعلّم ضبط النفس.‏ .‏ .‏ .‏ وبهذا الارشاد الابوي،‏ ينمو ضبط النفس خلال السنوات الدراسية».‏ وقد اظهرت دراسة شملت اولادا بعمر اربع سنوات،‏ ان الذين تعلّموا ممارسة مقدار من ضبط النفس «صاروا عموما بعدما كبروا مراهقين قادرين على التكيف بسهولة،‏ محبوبين اكثر،‏ شجعانا،‏ واثقين من انفسهم،‏ ويُعتمَد عليهم».‏ أما الذين لم يتعلّموا ضبط النفس فقد صاروا عموما «منعزلين،‏ سريعي التثبط،‏ وعنيدين.‏ كما انهم استسلموا تحت الضغط وتجنبوا التحديات».‏ فمن الواضح اذًا ان الولد يجب ان يتعلم ممارسة ضبط النفس ليصير راشدا قادرا على التكيف بسهولة.‏

      ١٥ علامَ يدل انعدام صفة ضبط النفس لدينا،‏ وبالمقابل ايّ هدف يحضّنا الكتاب المقدس على امتلاكه؟‏

      ١٥ على نحو مماثل،‏ يجب ان نتعلم إظهار ضبط النفس اذا اردنا ان نصير مسيحيين ناضجين.‏ فانعدام هذه الصفة لدينا يدل اننا لا نزال اطفالا روحيين.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يحضنا ان ‹نصير مكتملي النمو في قوى الفهم›.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٢٠‏)‏ وهدفنا هو ان «نبلغ جميعنا الى الوحدانية في الايمان وفي معرفة ابن اللّٰه الدقيقة،‏ الى انسان مكتمل النمو،‏ الى قياس قامة ملء المسيح».‏ ولماذا؟‏ «كي لا نكون في ما بعد اطفالا،‏ كأنما تتقاذفنا الامواج،‏ ويحملنا الى هنا وهناك كل ريح تعليم بحيلة الناس،‏ بالمكر في ابتداع الضلال».‏ (‏افسس ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فمن الواضح ان تعلّم ممارسة ضبط النفس ضروري لروحياتنا.‏

      تنمية ضبط النفس

      ١٦ كيف يزوِّد يهوه المساعدة؟‏

      ١٦ لتنمية ضبط النفس،‏ نحن بحاجة الى مساعدة اللّٰه.‏ وهو مستعد دائما لمساعدتنا.‏ فكلمته،‏ التي هي كمرآة بلا عيب،‏ تُظهِر لنا اين يجب القيام بالتحسينات وتزوِّدنا بالمشورة التي توضح لنا كيف نقوم بذلك.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ وإخْوتنا المحبون مستعدون لمدّ يد المساعدة.‏ والشيوخ المسيحيون ايضا يُظهِرون التفهم بتقديم المساعدة الشخصية.‏ كما ان يهوه يزوِّدنا بسخاء بروحه القدس اذا طلبناه في الصلاة.‏ (‏لوقا ١١:‏١٣؛‏ روما ٨:‏٢٦‏)‏ فلنشكر اللّٰه على هذه التدابير ولنستخدمها.‏ والاقتراحات الموجودة في الصفحة ٢١ قد تكون مساعِدة.‏

      ١٧ ايّ تشجيع تعطينا اياه الامثال ٢٤:‏١٦‏؟‏

      ١٧ وكم نتعزى عندما نعرف ان يهوه يقدِّر جهودنا لإرضائه!‏ وهذا ما ينبغي ان يدفعنا الى الاستمرار في بذل الجهد لزيادة ضبط النفس لدينا.‏ ومهما عثرنا،‏ فلا يجب ان نستسلم ونتوقف عن بذل الجهد.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الصدِّيق يسقط سبع مرات ويقوم».‏ (‏امثال ٢٤:‏١٦‏)‏ وكل مرة نحقِّق فيها انتصارا،‏ يكون لدينا سبب للفرح.‏ ويمكننا ان نكون على ثقة بأن يهوه يفرح بنا ايضا.‏ يقول شاهد انه،‏ قبل انتذاره ليهوه،‏ كان يكافئ نفسه عندما ينجح في الامتناع عن التدخين مدة اسبوع واحد.‏ فقد كان يشتري شيئا مفيدا بالمال الذي ساعده ضبط النفس على توفيره.‏

      ١٨ (‏أ)‏ ماذا تشمل معركتنا لتنمية ضبط النفس؟‏ (‏ب)‏ ايّ تأكيد يعطينا اياه يهوه؟‏

      ١٨ والاهم من ذلك كله،‏ يجب ان نتذكر ان ضبط النفس يشمل العقل والعواطف.‏ وهذا ما تؤكده لنا كلمات يسوع:‏ «كل مَن يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها،‏ فقد زنى بها في قلبه».‏ (‏متى ٥:‏٢٨؛‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فعندما يتعلم المرء السيطرة على افكاره ومشاعره،‏ تسهل عليه السيطرة على كامل جسده.‏ فلنعقد العزم ألّا نتجنب فعل الخطإ فحسب،‏ بل التفكير فيه ايضا.‏ فإذا ما نشأت الافكار الخاطئة،‏ يلزم ان نطردها فورا.‏ ويمكننا الهرب من التجربة بالصلاة وإبقاء اعيننا مركَّزة على يسوع.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١١؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢؛‏ عبرانيين ٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وببذل كل ما في وسعنا،‏ نطبِّق المشورة الموجودة في المزمور ٥٥:‏٢٢‏:‏ «ألقِ على الرب همّك فهو يعولك.‏ لا يدع الصدِّيق يتزعزع الى الابد».‏

  • لربح الجائزة،‏ مارس ضبط النفس
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏[الاطار/‏الصورتان في الصفحة ٢١]‏

      كيف تقوّي ضبط نفسك؟‏

      ‏• حاول ان تنميه في الامور الثانوية

      ‏• تأمل في فوائده الحاضرة والمقبلة

      ‏• استبدل الامور التي يحرِّمها اللّٰه بالامور التي يحضّ عليها

      ‏• اطرد الافكار غير اللائقة فورا

      ‏• املأ عقلك بأفكار بنّاءة روحيا

      ‏• اقبل المساعدة التي يزوِّدها الرفقاء المسيحيون الناضجون

      ‏• تجنب الاوضاع التي تغري بارتكاب الخطية

      ‏• اطلب مساعدة اللّٰه في الصلاة وقت التجربة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة