مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹لنغلب السوء› بكبح الغضب
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • ‏‹لِنَغْلِبِ ٱلسُّوءَ› بِكَبْحِ ٱلْغَضَبِ

      ‏‹لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلِ ٱغْلِبُوا ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.‏ —‏ رو ١٢:‏١٩،‏ ٢١‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ ٱلْمُسَافِرِينَ؟‏

      كَانَ فَرِيقٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٣٤ شَاهِدًا لِيَهْوَه مُسَافِرًا لِحُضُورِ تَدْشِينِ أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ حِينَ أَخَّرَ عُطْلٌ مِيكَانِيكِيٌّ رِحْلَتَهُمْ.‏ فَٱلتَّوَقُّفُ لِلتَّزَوُّدِ بِٱلْوَقُودِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَسْتَغْرِقَ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ،‏ تَحَوَّلَ إِلَى كَابُوسٍ دَامَ ٤٤ سَاعَةً فِي مَطَارٍ نَاءٍ لَا يَتَوَفَّرُ فِيهِ طَعَامٌ وَلَا مِيَاهٌ وَلَا مَرَاحِيضُ مُلَائِمَةٌ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ فَارَ غَضَبُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلرُّكَّابِ حَتَّى إِنَّهُمْ هَدَّدُوا مُوَظَّفِي ٱلْمَطَارِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ لَزِمُوا ٱلْهُدُوءَ.‏

      ٢ وَبَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ،‏ وَصَلَ ٱلشُّهُودُ إِلَى وُجْهَتِهِمْ وَتَمَكَّنُوا مِنْ حُضُورِ ٱلْجُزْءِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنْ بَرْنَامَجِ ٱلتَّدْشِينِ.‏ وَبِٱلرَّغْمِ مِنْ تَعَبِهِمْ،‏ بَقُوا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ ٱلْبَرْنَامَجِ كَيْ يَتَمَتَّعُوا بِعِشْرَةِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِينَ.‏ وَقَدْ عَلِمُوا فِي مَا بَعْدُ أَنَّ إِعْرَابَهُمْ عَنِ ٱلصَّبْرِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ لَمْ يَمُرَّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ.‏ فَأَحَدُ ٱلرُّكَّابِ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعَ ٱلشُّهُودِ أَخْبَرَ شَرِكَةَ ٱلطَّيَرَانِ:‏ «لَوْلَا وُجُودُ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْـ‍ ٣٤ لَعَمَّ ٱلشَّغَبُ ٱلْمَطَارَ».‏

      اَلْعَيْشُ فِي عَالَمٍ غَضُوبٍ

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ وَمُنْذُ مَتَى يَغْضَبُ ٱلْبَشَرُ غَضَبًا تَتَأَتَّى عَنْهُ تَصَرُّفَاتٌ عَنِيفَةٌ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ كَانَ فِي مَقْدُورِ قَايِينَ ضَبْطُ غَضَبِهِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ٣ إِنَّ ضُغُوطَ ٱلْحَيَاةِ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ تُؤَجِّجُ غَضَبَ ٱلنَّاسِ.‏ (‏جا ٧:‏٧‏)‏ وَغَالِبًا مَا يُوَلِّدُ ٱلْغَضَبُ ٱلْكَرَاهِيَةَ وَٱلْعُنْفَ.‏ مَثَلًا،‏ هُنَالِكَ ٱلْحُرُوبُ ٱلَّتِي تَنْشَبُ بَيْنَ ٱلدُّوَلِ،‏ وَكَذلِكَ ٱلنِّزَاعَاتُ ٱلْأُسَرِيَّةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنِ ٱلتَّوَتُّرِ بَيْنَ أَفْرَادِهَا.‏ غَيْرَ أَنَّ لِلْغَضَبِ وَٱلْعُنْفِ تَارِيخًا قَدِيمًا.‏ فَقَايِينُ،‏ بِكْرُ آدَمَ وَحَوَّاءَ،‏ غَارَ مِنْ أَخِيهِ ٱلْأَصْغَرِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ.‏ وَقَدِ ٱقْتَرَفَ هذَا ٱلْعَمَلَ ٱلشَّنِيعَ رَغْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَبَقَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَتَمَالَكَ نَفْسَهُ وَاعِدًا إِيَّاهُ بِٱلْبَرَكَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ تكوين ٤:‏٦-‏٨‏.‏

      ٤ صَحِيحٌ أَنَّ قَايِينَ كَانَ شَخْصًا نَاقِصًا،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْقَرَارَ كَانَ يَعُودُ إِلَيْهِ إِذْ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَضْبِطَ غَضَبَهُ.‏ وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ تَحَمَّلَ كَامِلًا تَبِعَةَ عَمَلِهِ ٱلْعَنِيفِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا حَالَتُنَا ٱلنَّاقِصَةُ تَجَنُّبَ ٱلْغَضَبِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْعَنِيفَةِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنْهُ.‏ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ سَلْبِيَّةً أُخْرَى تَزِيدُ وَطْأَةَ ٱلضُّغُوطِ فِي هذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُمْكِنُ لِلضِّيقَاتِ ٱلْمَالِيَّةِ أَنْ تَضَعَنَا تَحْتَ ضَغْطٍ نَفْسِيٍّ شَدِيدٍ.‏ فَٱلشُّرْطَةُ وَٱلْهَيْئَاتُ ٱلَّتِي تُعْنَى بِمُسَاعَدَةِ ٱلْأُسَرِ تَرْبِطُ ٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةَ بِٱزْدِيَادِ فَوْرَاتِ ٱلْغَضَبِ وَٱلْعُنْفِ ٱلْمَنْزِلِيِّ.‏

      ٥،‏ ٦ أَيَّةُ نَظْرَةٍ سَائِدَةٍ إِلَى ٱلْغَضَبِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا؟‏

      ٥ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَثِيرُونَ مِمَّنْ نَحْتَكُّ بِهِمْ هُمْ أُنَاسٌ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُتَكَبِّرُونَ،‏ وَشَرِسُونَ›.‏ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ يُعْدِيَنَا هؤُلَاءِ مِنْ أَخْلَاقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ فَيُصْبِحُ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى ٱلْغَضَبِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏٢-‏٥‏)‏ وَمَا يَزِيدُ ٱلطِّينَ بِلَّةً هُوَ أَنَّ ٱلْأَفْلَامَ وَٱلْبَرَامِجَ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةَ كَثِيرًا مَا تُصَوِّرُ ٱلِٱنْتِقَامَ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ شَهْمٌ،‏ وَٱلْعُنْفَ عَلَى أَنَّهُ ٱلْحَلُّ ٱلطَّبِيعِيُّ وَٱلْمَقْبُولُ لِلْمَشَاكِلِ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ حَبْكَاتِ ٱلْقِصَصِ غَالِبًا مَا تُشَوِّقُ ٱلْمُشَاهِدِينَ إِلَى ٱللَّحْظَةِ ٱلَّتِي فِيهَا يَنَالُ ٱلشِّرِّيرُ «مَا يَسْتَحِقُّهُ»،‏ أَيْ أَنْ يُقْتَلَ شَرَّ قَتْلَةٍ عَلَى يَدِ ٱلْبَطَلِ.‏

      ٦ إِنَّ هذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ لَا تُرَوِّجُ طُرُقَ ٱللّٰهِ،‏ بَلْ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ» وَحَاكِمِهِ ٱلْغَضُوبِ،‏ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏١ كو ٢:‏١٢؛‏ اف ٢:‏٢؛‏ رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ وَهذِهِ ٱلرُّوحُ تَرُوقُ شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ ٱلنَّاقِصِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا تَتَعَارَضُ كُلِّيًّا مَعَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ وَثَمَرِهِ.‏ فَأَحَدُ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمِحْوَرِيَّةِ فِي ٱلْمَسِيحِيَّةِ هُوَ عَدَمُ ٱلثَّأْرِ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٣٩،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏.‏‏)‏ فَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ تَطْبِيقَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ عَلَى نَحْوٍ أَكْمَلَ؟‏

      مِثَالٌ رَدِيءٌ وَمِثَالٌ جَيِّدٌ

      ٧ مَاذَا نَجَمَ عَنْ عَدَمِ ضَبْطِ شِمْعُونَ وَلَاوِي لِغَضَبِهِمَا؟‏

      ٧ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ غَنِيٌ بِٱلْمَشُورَةِ حَوْلَ كَبْحِ ٱلْغَضَبِ،‏ وَيَضُمُّ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ نَتَائِجَ ضَبْطِ وَعَدَمِ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱنْتَقَمَ ٱبْنَا يَعْقُوبَ،‏ شِمْعُونُ وَلَاوِي،‏ مِنْ شَكِيمَ لِأَنَّهُ ٱغْتَصَبَ أُخْتَهُمَا دِينَةَ.‏ يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ إِنَّهُمَا ‹ٱسْتَاءَا وَغَضِبَا جِدًّا›.‏ (‏تك ٣٤:‏٧‏)‏ بَعْدَئِذٍ،‏ هَاجَمَ بَنُو يَعْقُوبَ مَدِينَةَ شَكِيمَ ثُمَّ نَهَبُوهَا وَأَخَذُوا ٱلْأَطْفَالَ وَٱلنِّسَاءَ أَسْرَى.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمْ يَكُنْ سَبَبُ فِعْلَتِهِمِ ٱلِٱنْتِقَامَ لِدِينَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا ٱلشُّعُورَ بِأَنَّ مَا حَصَلَ هُوَ مَسٌّ بِٱلْكَرَامَةِ وَٱلْكِبْرِيَاءِ.‏ فَقَدْ أَحَسُّوا أَنَّ شَكِيمَ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ وَإِلَى أَبِيهِمْ،‏ يَعْقُوبَ.‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَ رَأْيُ يَعْقُوبَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ؟‏

      ٨ مَاذَا تُظْهِرُ حَادِثَةُ شِمْعُونَ وَلَاوِي بِشَأْنِ ٱلِٱنْتِقَامِ؟‏

      ٨ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَعْقُوبَ تَأَلَّمَ كَثِيرًا لِمَا أَصَابَ ٱبْنَتَهُ دِينَةَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ شَجَبَ مَسْلَكَ ٱبْنَيْهِ ٱلِٱنْتِقَامِيَّ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ حَاوَلَ شِمْعُونُ وَلَاوِي تَبْرِيرَ فِعْلَتِهِمَا بِٱلْقَوْلِ:‏ «أَمِثْلَ بَغِيٍّ تُعَامَلُ أُخْتُنَا؟‏».‏ (‏تك ٣٤:‏٣١‏)‏ وَهَلْ كَانَ يَهْوَه رَاضِيًا عَمَّا حَصَلَ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا.‏ فَبَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ تَنَبَّأَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ بِسَبَبِ عُنْفِ ٱبْنَيْهِ وَغَضَبِهِمَا سَيُبَدَّدُ نَسْلُهُمَا بَيْنَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ.‏ (‏اِقْرَأْ تكوين ٤٩:‏٥-‏٧‏.‏‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ غَضَبَهُمَا غَيْرَ ٱلْمُلْجَمِ سَاءَ جِدًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ وَكَذلِكَ أَبِيهِمَا.‏

      ٩ مَتَى كَادَ دَاوُدُ يَسْتَسْلِمُ لِلْغَضَبِ؟‏

      ٩ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ فَقَدْ أُتِيحَتْ لَهُ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ لِلثَّأْرِ،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ.‏ (‏١ صم ٢٤:‏٣-‏٧‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ كَادَ يَسْتَسْلِمُ لِلْغَضَبِ.‏ فَثَمَّةَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يُدْعَى نَابَالَ ثَارَ عَلَى رِجَالِ دَاوُدَ وَٱنْتَهَرَهُمْ مَعَ أَنَّهُمْ حَمَوْا غَنَمَهُ وَرُعَاتَهُ.‏ وَحَسْبَمَا يَتَّضِحُ،‏ شَعَرَ دَاوُدُ بِٱلِٱسْتِيَاءِ،‏ وَخُصُوصًا لِأَنَّ رِجَالَهُ تَعَرَّضُوا لِلْإِهَانَةِ.‏ لِذلِكَ أَوْشَكَ أَنْ يَكِيلَ لَهُ ٱلصَّاعَ صَاعَيْنِ.‏ وَلكِنْ فِيمَا كَانَ هُوَ وَغِلْمَانُهُ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى مُهَاجَمَةِ نَابَالَ وَبَيْتِهِ،‏ أَخْبَرَ أَحَدُ ٱلْفِتْيَانِ أَبِيجَايِلَ ٱلْفَطِنَةَ بِمَا حَدَثَ وَحَضَّهَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءِ ٱللَّازِمِ.‏ فَأَعَدَّتْ فِي ٱلْحَالِ هَدِيَّةً قَيِّمَةً وَذَهَبَتْ لِلِقَاءِ دَاوُدَ.‏ وَحِينَ وَجَدَتْهُ،‏ ٱعْتَذَرَتْ بِتَوَاضُعٍ عَنْ وَقَاحَةِ زَوْجِهَا وَٱسْتَرْحَمَتْهُ مُذَكِّرَةً إِيَّاهُ بِخَوْفِ يَهْوَه.‏ فَأَدْرَكَ دَاوُدُ خُطُورَةَ مَا كَانَ سَيُقْدِمُ عَلَيْهِ،‏ وَقَالَ لَهَا:‏ «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ ٱلَّتِي مَنَعْتِنِي ٱلْيَوْمَ أَنْ أُذْنِبَ بِسَفْكِ ٱلدَّمِ».‏ —‏ ١ صم ٢٥:‏٢-‏٣٥‏.‏

      اَلْمَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ

      ١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنَ ٱلِٱنْتِقَامِ يَجِبُ أَنْ يَمْتَلِكَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏

      ١٠ إِنَّ قِصَّةَ شِمْعُونَ وَلَاوِي وَكَذلِكَ قِصَّةَ دَاوُدَ وَأَبِيجَايِلَ تُظْهِرَانِ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ أَنَّ يَهْوَه لَا يَرْضَى عَنِ ٱلْغَضَبِ غَيْرِ ٱلْمَكْبُوحِ وَٱلْعُنْفِ،‏ وَأَنَّهُ يُبَارِكُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تُبْذَلُ بِهَدَفِ صُنْعِ ٱلسَّلَامِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «إِنْ كَانَ مُمْكِنًا،‏ فَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِكُمْ،‏ سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ.‏ لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ،‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ،‏ أَنَا أُجَازِي،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›.‏ وَلٰكِنْ ‹إِذَا جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ،‏ وَإِذَا عَطِشَ فَٱسْقِهِ؛‏ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ›.‏ لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ،‏ بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ».‏ —‏ رو ١٢:‏١٨-‏٢١‏.‏a

      ١١ كَيْفَ تَعَلَّمَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنْ تَضْبِطَ غَضَبَهَا؟‏

      ١١ وَهَلْ فِي وُسْعِنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ هذِهِ؟‏ طَبْعًا.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ أُخْتٍ ٱشْتَكَتْ إِلَى أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ بِشَأْنِ مُدِيرَتِهَا ٱلْجَدِيدَةِ فِي ٱلْعَمَلِ.‏ فَقَدْ وَصَفَتْهَا بِأَنَّهَا ظَالِمَةٌ وَقَاسِيَةٌ،‏ وَقَالَتْ إِنَّهَا غَاضِبَةٌ مِنْهَا وَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَقِيلَ.‏ فَنَصَحَهَا ٱلشَّيْخُ أَلَّا تَتَصَرَّفَ بِتَهَوُّرٍ لِأَنَّهُ شَعَرَ أَنَّ مَوْقِفَهَا ٱلْغَضُوبَ مِنَ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلسَّيِّئَةِ زَادَ ٱلْأَمْرَ سُوءًا.‏ (‏تي ٣:‏١-‏٣‏)‏ كَمَا قَالَ لَهَا إِنَّهَا حَتَّى لَوْ وَجَدَتْ عَمَلًا آخَرَ،‏ فَسَتَظَلُّ بِحَاجَةٍ إِلَى تَغْيِيرِ رَدِّ فِعْلِهَا إِزَاءَ عَدَمِ ٱللُّطْفِ.‏ ثُمَّ شَجَّعَهَا أَنْ تُعَامِلَ مُدِيرَتَهَا كَمَا تَرْغَبُ فِي أَنْ تُعَامَلَ،‏ تَطْبِيقًا لِمَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ.‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ٦:‏٣١‏.‏‏)‏ فَوَافَقَتِ ٱلْأُخْتُ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجِبِ نَصِيحَتِهِ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ بَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ لَانَ مَوْقِفُ ٱلْمُدِيرَةِ حَتَّى إِنَّهَا مَدَحَتِ ٱلْأُخْتَ عَلَى عَمَلِهَا.‏

      ١٢ لِمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُوجِعَةً بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟‏

      ١٢ قَدْ لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ مَعَ شَخْصٍ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ فِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ظَالِمَةٌ عُمُومًا وَأَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُصَارِعَ لِئَلَّا نَدَعَ فَاعِلِي ٱلسُّوءِ يُثِيرُونَ غَضَبَنَا.‏ (‏مز ٣٧:‏١-‏١١؛‏ جا ٨:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَلكِنْ حِينَ تَقَعُ مُشْكِلَةٌ مَعَ أَحَدِ إِخْوَتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ،‏ يَكُونُ ٱلْأَلَمُ أَعْمَقَ بِكَثِيرٍ.‏ تَتَذَكَّرُ إِحْدَى ٱلشَّاهِدَاتِ:‏ «كَانَتِ ٱلْعَقَبَةُ ٱلْكُبْرَى ٱلَّتِي وَاجَهْتُهَا عِنْدَ ٱعْتِنَاقِ ٱلْحَقِّ تَقَبُّلَ ٱلْوَاقِعِ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَه لَيْسُوا كَامِلِينَ».‏ فَبَعْدَ أَنْ نَخْرُجَ مِنْ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُجَرَّدِ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْعَاطِفَةِ،‏ نَأْمُلُ أَنْ يُعَامِلَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِلُطْفٍ.‏ لِذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَايَقَ أَوْ نَغْضَبَ إِذَا تَصَرَّفَ أَخٌ مَسِيحِيٌّ،‏ وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ يَتَمَتَّعُ بِٱمْتِيَازٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ لَائِقَةٍ أَوْ لَا تَنِمُّ عَنْ مُرَاعَاةٍ.‏ فَقَدْ نَسْأَلُ:‏ ‹كَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ تَحْدُثَ مِثْلُ هذِهِ ٱلْأُمُورِ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَه؟‏›.‏ لكِنَّ ٱلْوَاقِعَ هُوَ أَنَّ مَشَاكِلَ كَهذِهِ نَشَأَتْ حَتَّى بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَيَّامَ ٱلرُّسُلِ.‏ (‏غل ٢:‏١١-‏١٤؛‏ ٥:‏١٥؛‏ يع ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ إِذَا أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟‏

      ١٣ لِمَاذَا وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى إِنْهَاءِ ٱلْخِلَافَاتِ؟‏

      ١٣ تَقُولُ ٱلْأُخْتُ ٱلْمُشَارُ إِلَيْهَا آنِفًا:‏ «تَعَلَّمْتُ أَنْ أُصَلِّيَ لِأَجْلِ أَيِّ شَخْصٍ يَجْرَحُ شُعُورِي.‏ وَغَالِبًا مَا كَانَ ذلِكَ يُرِيحُنِي».‏ فَكَمَا سَبَقَ أَنْ قَرَأْنَا،‏ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا.‏ (‏مت ٥:‏٤٤‏)‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ!‏ فَتَمَامًا كَمَا يُرِيدُ ٱلْأَبُ أَنْ يُحِبَّ أَوْلَادُهُ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ،‏ كَذلِكَ يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ يَعِيشَ خُدَّامُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي وِئَامٍ.‏ وَنَحْنُ نَتَشَوَّقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي فِيهِ سَنَعِيشُ بِسَلَامٍ وَسَعَادَةٍ مَدَى ٱلدَّهْرِ.‏ وَهذَا مَا يُعَلِّمُنَا يَهْوَه أَنْ نَفْعَلَهُ ٱلْآنَ.‏ فَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَعَاوَنَ فِي إِنْجَازِ عَمَلِهِ ٱلْعَظِيمِ.‏ لِذلِكَ لِنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ أَنْ نُسَوِّيَ ٱلْخِلَافَاتِ أَوْ بِبَسَاطَةٍ أَنْ ‹نَتَجَاوَزَ عَنِ› ٱلْمَعْصِيَةِ حِفَاظًا عَلَى ٱلْوَحْدَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ١٩:‏١١‏.‏‏)‏ فَعِوَضَ أَنْ نَتَجَنَّبَ إِخْوَتَنَا عِنْدَ وُقُوعِ ٱلْمَشَاكِلِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ جُزْءًا مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ،‏ حَيْثُ نَشْعُرُ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ بَيْنَ ‹أَذْرُعِ يَهْوَه ٱلدَّهْرِيَّةِ›.‏ —‏ تث ٣٣:‏٢٧‏.‏

      اَلتَّرَفُّقُ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ يُجْدِي نَفْعًا

      ١٤ كَيْفَ نُقَاوِمُ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُقَسِّمَةَ؟‏

      ١٤ بُغْيَةَ ثَنْيِنَا عَنْ نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ يُفْرِغُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ جُهْدَهُمْ فِي ٱلسَّعْيِ إِلَى تَمْزِيقِ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلسَّعِيدَةِ وَتَعْكِيرِ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ فَهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَزْرَعُوا بُذُورَ ٱلشِّقَاقِ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ ٱلدَّاخِلِيَّةَ مُدَمِّرَةٌ.‏ (‏مت ١٢:‏٢٥‏)‏ وَلِكَيْ نُقَاوِمَ تَأْثِيرَهُمُ ٱلشِّرِّيرَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتْبَعَ نَصِيحَةَ بُولُسَ:‏ «عَبْدُ ٱلرَّبِّ لَا يَلْزَمُ أَنْ يُشَاجِرَ،‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مُتَرَفِّقًا نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٤‏)‏ فَحَرْبُنَا «لَيْسَتْ ضِدَّ دَمٍ وَلَحْمٍ،‏ بَلْ .‏ .‏ .‏ ضِدُّ ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ».‏ وَلِكَيْ نَرْبَحَ هذِهِ ٱلْحَرْبَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَلْبَسَ ٱلسِّلَاحَ ٱلرُّوحِيَّ،‏ بِمَا فِيهِ «بِشَارَةُ ٱلسَّلَامِ».‏ —‏ اف ٦:‏١٢-‏١٨‏.‏

      ١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِهَجَمَاتٍ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٥ يَشُنُّ أَعْدَاءُ يَهْوَه مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ هَجَمَاتٍ شَرِسَةً عَلَى شَعْبِهِ ٱلْمُسَالِمِ.‏ فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَدُونَ عَلَى شُهُودِ يَهْوَه جَسَدِيًّا.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَرُونَ عَلَيْنَا عَبْرَ ٱلصِّحَافَةِ أَوْ فِي ٱلْمَحَاكِمِ.‏ وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يَتَوَقَّعُوا ذلِكَ.‏ (‏مت ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فَكَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَصَرَّفَ؟‏ يَجِبُ ‹أَلَّا نُبَادِلَ ٱلسُّوءَ بِسُوءٍ›،‏ لَا قَوْلًا وَلَا عَمَلًا.‏ —‏ رو ١٢:‏١٧‏؛‏ اِقْرَأ ١ بطرس ٣:‏١٦‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ أَيُّ ظَرْفٍ وَاجَهَتْهُ إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ؟‏

      ١٦ وَمَهْمَا كَانَ نَوْعُ ٱلْهُجُومِ ٱلَّذِي يَشُنُّهُ عَلَيْنَا إِبْلِيسُ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نُعْطِيَ شَهَادَةً حَسَنَةً إِذَا كُنَّا ‹نَغْلِبُ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.‏ مَثَلًا،‏ ٱسْتَأْجَرَتْ جَمَاعَةٌ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جُزُرِ ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ صَالَةً لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلذِّكْرَى.‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَ رَسْمِيُّو ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْمَحَلِّيُّونَ بِذلِكَ،‏ طَلَبُوا مِنْ أَبْنَاءِ أَبْرَشِيَّتِهِمْ أَنْ يَأْتُوا إِلَى ٱلصَّالَةِ عَيْنِهَا كَيْ يَحْضُرُوا ٱجْتِمَاعًا لِلصَّلَاةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُخَصَّصِ لِلذِّكْرَى.‏ إِلَّا أَنَّ رَئِيسَ ٱلشُّرْطَةِ أَمَرَ رَسْمِيِّي ٱلْكَنِيسَةِ بِمُغَادَرَةِ ٱلصَّالَةِ قَبْلَ مَوْعِدِ ٱلذِّكْرَى.‏ لكِنْ عِنْدَمَا حَانَتِ ٱلسَّاعَةُ،‏ كَانَتِ ٱلصَّالَةُ تَعِجُّ بِأَعْضَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّذِينَ بَدَأُوا بِعَقْدِ ٱجْتِمَاعِهِمْ.‏

      ١٧ وَبَيْنَمَا كَانَتِ ٱلشُّرْطَةُ تَسْتَعِدُّ لِإِخْلَاءِ ٱلصَّالَةِ بِٱلْقُوَّةِ،‏ ٱقْتَرَبَ رَجُلُ ٱلدِّينِ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْكَنِيسَةِ مِنْ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ وَسَأَلَهُ:‏ «هَلْ لَدَيْكُمْ أَيَّةُ مُنَاسَبَةٍ خُصُوصِيَّةٍ هذِهِ ٱللَّيْلَةَ؟‏».‏ وَعِنْدَمَا أَخْبَرَهَ ٱلْأَخُ عَنِ ٱلذِّكْرَى،‏ أَجَابَ:‏ «آهْ،‏ لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ!‏».‏ إِذَّاكَ،‏ قَالَ شُرْطِيٌّ مُتَعَجِّبًا:‏ «لكِنَّنَا أَعْلَمْنَاكُمْ بِذلِكَ هذَا ٱلصَّبَاحَ!‏».‏ فَٱلْتَفَتَ رَجُلُ ٱلدِّينِ إِلَى ٱلشَّيْخِ وَقَالَ بِٱبْتِسَامَةٍ خَبِيثَةٍ:‏ «وَمَاذَا سَتَفْعَلُونَ ٱلْآنَ؟‏ فَٱلصَّالَةُ مَلِيئَةٌ بِٱلنَّاسِ.‏ هَلْ تَدَعُونَ ٱلشُّرْطَةَ تَطْرُدُنَا؟‏».‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ رَتَّبَ ٱلْأُمُورَ بِطَرِيقَةٍ مَاكِرَةٍ كَيْ يُعْطِيَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ هُمُ ٱلْمُضْطَهِدُونَ!‏ فَكَيْفَ تَصَرَّفَ إِخْوَتُنَا؟‏

      ١٨ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْإِخْوَةُ عِنْدَمَا تَعَرَّضُوا لِلِٱسْتِفْزَازِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

      ١٨ اِقْتَرَحَ ٱلشُّهُودُ أَنْ تَعْقِدَ ٱلْكَنِيسَةُ ٱجْتِمَاعَهَا لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَةٍ وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْتَهِلُّونَ هُمُ ٱحْتِفَالَهُمْ بِٱلذِّكْرَى.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ تَخَطَّى ٱلْوَقْتَ ٱلْمُتَّفَقَ عَلَيْهِ،‏ لكِنْ بَعْدَمَا غَادَرَ أَعْضَاءُ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلصَّالَةَ،‏ بَاشَرَ ٱلْإِخْوَةُ عَقْدَ ٱلذِّكْرَى.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ ٱسْتَدْعَتِ ٱلْحُكُومَةُ مَجْلِسًا رَسْمِيًّا لِلتَّحْقِيقِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ وَبَعْدَ فَحْصِ ٱلْوَقَائِعِ،‏ أَجْبَرَ ٱلْمَجْلِسُ ٱلْكَنِيسَةَ أَنْ تُعْلِنَ أَنَّ سَبَبَ ٱلْمُشْكِلَةِ لَمْ يَكُنِ ٱلشُّهُودَ بَلْ رَجُلَ ٱلدِّينِ ٱلْمَسْؤُولَ عَنْهَا.‏ كَمَا أَنَّهُ شَكَرَ شُهُودَ يَهْوَه عَلَى مُعَالَجَتِهِمِ ٱلْوَضْعَ بِصَبْرٍ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْإِخْوَةُ ‹لِمُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ› أَجْدَتْ نَفْعًا.‏

  • الكلام اللبق يعزِّز العلاقات الجيدة
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • اَلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ يُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ

      ‏«لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ».‏ —‏ كو ٤:‏٦‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ نَتِيجَةٍ حَسَنَةٍ نَجَمَتْ عَنْ تَكَلُّمِ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ بِلَبَاقَةٍ؟‏

      يُخْبِرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ:‏ «أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ،‏ ٱعْتَرَى أَحَدَ ٱلرِّجَالِ غَضَبٌ شَدِيدٌ بِحَيْثُ رَاحَتْ شَفَتَاهُ تَرْتَجِفَانِ وَجِسْمُهُ كُلُّهُ يَرْتَعِشُ.‏ فَحَاوَلْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ مَعَهُ بِهُدُوءٍ مُسْتَعِينًا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ غَضَبَهُ تَعَاظَمَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ كَمَا أَنَّ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ بَدَأُوا هُمْ أَيْضًا يَصِيحُونَ فِي وَجْهِي،‏ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ آنَ ٱلْأَوَانُ لِأُغَادِرَ.‏ لكِنْ قَبْلَ أَنْ أَرْحَلَ،‏ أَكَّدْتُ لَهُمْ أَنِّي أَتَيْتُ بِسَلَامٍ وَأَوَدُّ أَنْ أَذْهَبَ بِسَلَامٍ.‏ وَأَرَيْتُهُمْ غَلَاطِيَةَ ٥:‏٢٢،‏ ٢٣ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلسَّلَامِ،‏ ثُمَّ غَادَرْتُ.‏

      ٢ «وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ فِيمَا كُنْتُ أَزُورُ ٱلْبُيُوتَ فِي ٱلْجِهَةِ ٱلْمُقَابِلَةِ مِنَ ٱلشَّارِعِ،‏ رَأَيْتُ تِلْكَ ٱلْعَائِلَةَ جَالِسَةً أَمَامَ مَنْزِلِهَا.‏ فَطَلَبُوا مِنِّي ٱلْمَجِيءَ.‏ فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي قَائِلًا:‏ ‹وَمَاذَا يُرِيدُونَ بَعْدُ؟‏›.‏ وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبْتُ مِنْهُمْ،‏ كَانَ ٱلرَّجُلُ يَحْمِلُ إِبْرِيقًا مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلْبَارِدِ.‏ فَسَأَلَنِي إِنْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَشْرَبَ،‏ ثُمَّ ٱعْتَذَرَ عَنْ فَظَاظَتِهِ وَمَدَحَنِي عَلَى إِيمَانِي ٱلْقَوِيِّ.‏ وَهكَذَا،‏ ٱفْتَرَقْنَا وَنَحْنُ عَلَى عَلَاقَةٍ طَيِّبَةٍ».‏

      ٣ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يُثِيرُونَ غَضَبَنَا؟‏

      ٣ فِي عَالَمِنَا ٱلْمَلِيءِ بِٱلضُّغُوطِ،‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نُصَادِفَ أَشْخَاصًا غَضُوبِينَ أَيْنَمَا كُنَّا،‏ وَخُصُوصًا أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَحِينَذَاكَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَصَرَّفَ ‹بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ›.‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ فَلَوْ سَمَحَ ٱلْأَخُ ٱلْمَذْكُورُ أَعْلَاهُ لِسُخْطِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَفَظَاظَتِهِ بِأَنْ يُغْضِبَاهُ،‏ لَمَا لَانَ مَوْقِفُ ٱلرَّجُلِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ بَلْ لَرُبَّمَا ٱزْدَادَ غَضَبُهُ حِدَّةً.‏ وَلكِنْ لِأَنَّ ٱلْأَخَ تَمَالَكَ نَفْسَهُ وَتَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ،‏ ٱنْتَهَتِ ٱلْأُمُورُ بِسَلَامٍ.‏

      مَا هُوَ ٱلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ؟‏

      ٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ كَلَامُنَا لَبِقًا؟‏

      ٤ سَوَاءٌ كُنَّا نَتَعَامَلُ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجِهَا،‏ حَتَّى مَعَ أَعْضَاءِ عَائِلَتِنَا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْمَلَ بِمُوجِبِ مَشُورَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ».‏ (‏كو ٤:‏٦‏)‏ فَٱلْكَلَامُ ٱللَّائِقُ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنْ حُسْنِ ٱلذَّوْقِ أَسَاسِيٌّ لِلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ وَٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلسَّلَامِ.‏

      ٥ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَعْنِيهِ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ؟‏ أَعْطُوا مَثَلًا.‏

      ٥ إِنَّ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ لَا يَعْنِي قَوْلَ كُلِّ مَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ أَوْ تَشْعُرُ بِهِ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ،‏ وَخُصُوصًا إِذَا كُنْتَ مُسْتَاءً.‏ فَٱلْأَسْفُارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ غَيْرَ ٱلْمَضْبُوطِ عَنِ ٱلْغَضَبِ عَلَامَةُ ضَعْفٍ لَا قُوَّةٍ.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ٢٥:‏٢٨؛‏ ٢٩:‏١١‏.‏‏)‏ خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ مُوسَى ٱلَّذِي كَانَ «حَلِيمًا جِدًّا» أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ فِي زَمَنِهِ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ سَمَحَ لِتَمَرُّدِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِأَنْ يُفْقِدَهُ أَعْصَابَهُ وَيَجْعَلَهُ يَفْشَلُ فِي جَلْبِ ٱلْمَجْدِ لِلّٰهِ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ بِوُضُوحٍ،‏ لَمْ يَكُنْ يَهْوَه رَاضِيًا عَمَّا فَعَلَهُ فَحَرَمَهُ ٱمْتِيَازَ إِدْخَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ بَعْدَمَا قَادَهُمْ طَوَالَ ٤٠ سَنَةً.‏ —‏ عد ١٢:‏٣؛‏ ٢٠:‏١٠،‏ ١٢؛‏ مز ١٠٦:‏٣٢‏.‏

      ٦ مَاذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْفِطْنَةِ فِي ٱلْكَلَامِ؟‏

      ٦ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ تُشِيدُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَنْ يَتَحَلَّى عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وٱلْفِطْنَةِ أَوْ حُسْنِ ٱلتَّمْيِيزِ.‏ تَقُولُ:‏ «كَثْرَةُ ٱلْكَلَامِ لَا تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ،‏ أَمَّا ٱلضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَهُوَ فَطِينٌ».‏ ‏(‏ام ١٠:‏١٩؛‏ ١٧:‏٢٧‏)‏ عَلَى أَنَّ ٱلْفِطْنَةَ لَا تَعْنِي عَدَمَ ٱلْإِفْصَاحِ بَتَاتًا عَمَّا فِي دَاخِلِنَا،‏ بَلِ ٱلتَّكَلُّمَ «بِنِعْمَةٍ»،‏ مُسْتَخْدِمِينَ لِسَانَنَا بِلَبَاقَةٍ لِلشِّفَاءِ عِوَضَ ٱلْأَذِيَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ١٢:‏١٨؛‏ ١٨:‏٢١‏.‏

      ‏«لِلصَّمْتِ وَقْتٌ،‏ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ»‏

      ٧ أَيَّةُ أُمُورٍ يَجِبُ أَلَّا تَصْدُرَ عَنَّا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٧ إِنَّ إِظْهَارَ ٱللَّبَاقَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ ضَرُورِيٌّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْبَيْتِ تَمَامًا كَمَا هُوَ لَازِمٌ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ زُمَلَائِنَا فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْغُرَبَاءِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَٱلتَّنْفِيسُ عَنِ ٱلْغَضَبِ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْعَوَاقِبِ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا وَلِلْآخَرِينَ أَذًى رُوحِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَجَسَدِيًّا.‏ (‏ام ١٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي ٱلتَّحَكُّمُ فِي ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ،‏ ٱلَّتِي هِيَ أَحَدُ أَوْجُهِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ.‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ،‏ وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ،‏ وَٱلِٱزْدِرَاءَ،‏ وَٱلسُّخْطَ ٱلْمُفْعَمَ بِٱلْبُغْضِ أُمُورٌ خَاطِئَةٌ.‏ (‏كو ٣:‏٨؛‏ يع ١:‏٢٠‏)‏ وَهِيَ قَادِرَةٌ عَلَى تَدْمِيرِ عَلَاقَتِنَا ٱلثَّمِينَةِ بِٱلنَّاسِ وَبِيَهْوَه.‏ حَذَّرَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ بَقِيَ سَاخِطًا عَلَى أَخِيهِ يُحَاسَبُ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ،‏ وَلٰكِنْ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَلِمَةَ ٱزْدِرَاءٍ لَا تَلِيقُ يُحَاسَبُ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا،‏ فِي حِينِ أَنَّ مَنْ قَالَ:‏ ‹أَيُّهَا ٱلْوَغْدُ!‏› يَسْتَوْجِبُ نَارَ وَادِي هِنُّومَ».‏ —‏ مت ٥:‏٢٢‏.‏

      ٨ مَتَى يَجِبُ ٱلتَّعْبِيرُ عَنْ مَشَاعِرِنَا،‏ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ؟‏

      ٨ غَيْرَ أَنَّ هُنَالِكَ بَعْضَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي قَدْ نَشْعُرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ ٱلتَّحَدُّثُ بِشَأْنِهَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِذَا قَالَ أَوْ فَعَلَ أَخٌ شَيْئًا ضَايَقَكَ أَوْ أَغْضَبَكَ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ بِحَيْثُ تَعْجَزُ أَنْ تَتَجَاوَزَ عَنْهُ،‏ فَلَا تَسْمَحْ لِمَشَاعِرِ ٱلْبُغْضِ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِكَ.‏ (‏ام ١٩:‏١١‏)‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ ٱعْمَلْ عَلَى تَهْدِئَةِ مَشَاعِرِكَ ثُمَّ قُمْ بِٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِحَلِّ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ».‏ إِذًا،‏ فِي حَالِ ظَلَّتِ ٱلْمُشْكِلَةُ تُضَايِقُكَ،‏ عَالِجْهَا بِلُطْفٍ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ (‏اِقْرَأْ افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧،‏ ٣١،‏ ٣٢‏.‏‏)‏ فَتَكَلَّمْ مَعَ أَخِيكَ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ بِصَرَاحَةٍ وَلكِنْ بِلَبَاقَةٍ،‏ وَلْيَكُنْ ذلِكَ بِهَدَفِ ٱلْمُصَالَحَةِ.‏ —‏ لا ١٩:‏١٧؛‏ مت ١٨:‏١٥‏.‏

      ٩ لِمَاذَا يَجِبُ تَهْدِئَةُ مَشَاعِرِنَا قَبْلَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ٩ طَبْعًا،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَخْتَارَ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُلَائِمَ لِلتَّكَلُّمِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ،‏ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ».‏ (‏جا ٣:‏١،‏ ٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَذْكُرُ:‏ «قَلْبُ ٱلْبَارِّ يَتَأَمَّلُ بُغْيَةَ إِعْطَاءِ جَوَابٍ».‏ (‏ام ١٥:‏٢٨‏)‏ فَقَدْ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ ٱلسَّمَاحُ بِمُرُورِ بَعْضِ ٱلْوَقْتِ قَبْلَ مُنَاقَشَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَٱلتَّكَلُّمُ وَأَنْتَ لَا تَزَالُ فِي حَالَةِ ٱسْتِيَاءٍ قَدْ يَزِيدُ ٱلْوَضْعَ سُوءًا.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ مِنْ غَيْرِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلِٱنْتِظَارُ فَتْرَةً طَوِيلَةً جِدًّا.‏

      اَلْأَعْمَالُ ٱللَّبِقَةُ تُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ

      ١٠ كَيْفَ تُمَتِّنُ ٱلْأَعْمَالُ ٱللَّبِقَةُ ٱلْعَلَاقَاتِ؟‏

      ١٠ إِنَّ ٱلْكَلَامَ ٱللَّبِقَ وَٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ يُسَاهِمَانِ فِي حِيَازَةِ وَإِدَامَةِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ فَإِنَّ بَذْلَ ٱلْمُسْتَطَاعِ لِتَمْتِينِ عَلَاقَاتِنَا بِٱلْغَيْرِ يُحَسِّنُ هُوَ بِدَوْرِهِ تَوَاصُلَنَا مَعَهُمْ.‏ فَأَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ فِي ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ —‏ كَٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْفُرَصِ لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ،‏ تَقْدِيمِ هَدِيَّةٍ،‏ أَوْ إِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ —‏ يُمْكِنُ أَنْ يُسَهِّلَ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلصَّرِيحَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ ‹يُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ› عَلَى رَأْسِ ٱلشَّخْصِ ٱلْآخَرِ وَيُبْرِزُ مَا فِيهِ مِنْ صِفَاتٍ جَمِيلَةٍ،‏ مُمَهِّدًا ٱلطَّرِيقَ لِتَسْوِيَةِ ٱلْخِلَافَاتِ.‏ —‏ رو ١٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ١١ كَيْفَ أَخَذَ يَعْقُوبُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِصْلَاحِ عَلَاقَتِهِ بِأَخِيهِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

      ١١ أَدْرَكَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَعْقُوبُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْأَعْمَالِ ٱللَّبِقَةِ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ فَحِينَ غَضِبَ عَلَيْهِ أَخُوهُ ٱلتَّوْأَمُ عِيسُو غَضَبًا مَرِيرًا،‏ ٱضْطُرَّ أَنْ يَفِرَّ مِنْ وَجْهِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ.‏ وَلكِنْ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ عَادَ يَعْقُوبُ إِلَى مَوْطِنِهِ.‏ فَأَتَى عِيسُو لِلِقَائِهِ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ.‏ إِذَّاكَ،‏ صَلَّى يَعْقُوبُ إِلَى يَهْوَه طَالِبًا ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ هَدِيَّةً قَيِّمَةً مِنَ ٱلْمَوَاشِي.‏ وَقَدْ حَقَّقَتْ هذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ ٱلْهَدَفَ مِنْهَا إِذْ رَقَّقَتْ قَلْبَ عِيسُو.‏ فَعِنْدَمَا ٱلْتَقَيَا،‏ رَكَضَ وَعَانَقَ يَعْقُوبَ.‏ —‏ تك ٢٧:‏٤١-‏٤٤؛‏ ٣٢:‏٦،‏ ١١،‏ ١٣-‏١٥؛‏ ٣٣:‏٤،‏ ١٠‏.‏

      شَجِّعِ ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِكَ ٱللَّبِقِ

      ١٢ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا؟‏

      ١٢ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَخْدُمُ ٱللّٰهَ لَا ٱلْبَشَرَ،‏ غَيْرَ أَنَّنَا نَرْغَبُ بِطَبِيعَتِنَا فِي نَيْلِ رِضَى ٱلْآخَرِينَ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ كَلِمَاتِنَا ٱللَّبِقَةَ يُمْكِنُ أَنْ تُخَفِّفَ عَنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ قَدْ يُثْقِلُ ٱلِٱنْتِقَادُ ٱللَّاذِعُ كَاهِلَهُمْ وَيَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ خَسِرُوا رِضَى يَهْوَه.‏ فَلْنُشَجِّعْ إِذًا ٱلْغَيْرَ بِكَلَامِنَا ٱلصَّادِقِ،‏ مُتَفَوِّهِينَ بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ،‏ لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ».‏ —‏ اف ٤:‏٢٩‏.‏

      ١٣ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَهُ ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ (‏أ)‏ عِنْدَ مَنْحِ ٱلْمَشُورَةِ؟‏ (‏ب)‏ عِنْدَ كِتَابَةِ ٱلْمُرَاسَلَاتِ؟‏

      ١٣ يُطْلَبُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ أَنْ يَكُونُوا «مُتَرَفِّقِينَ»،‏ وَأَنْ يُعَامِلُوا ٱلرَّعِيَّةَ بِحَنَانٍ.‏ (‏١ تس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَحِينَ يُضْطَرُّونَ إِلَى مَنْحِ ٱلْمَشُورَةِ،‏ يَكُونُ هَدَفُهُمْ فِعْلَ ذلِكَ «بِوَدَاعَةٍ»،‏ حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ «ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْمُخَالِفَةِ».‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا لَبِقِينَ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ عِنْدَ مُرَاسَلَةِ هَيْئَةِ شُيُوخٍ أُخْرَى أَوْ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّصِفُوا بِٱللُّطْفِ وَٱلْكِيَاسَةِ عَمَلًا بِٱلنَّصِيحَةِ فِي مَتَّى ٧:‏١٢‏.‏

      اَلتَّفَوُّهُ بِكَلَامٍ لَبِقٍ ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ

      ١٤ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْأَزْوَاجِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٤ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِٱلْوَقْعِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ كَلِمَاتُنَا،‏ تَعَابِيرُ وَجْهِنَا،‏ وَحَرَكَاتُ جِسْمِنَا فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ فَبَعْضُ ٱلرِّجَالِ مَثَلًا،‏ لَا يُدْرِكُونَ جَيِّدًا مَدَى تَأْثِيرِ كَلَامِهِمْ فِي ٱلنِّسَاءِ.‏ قَالَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «أَرْتَعِبُ حِينَ يَرْفَعُ زَوْجِي صَوْتَهُ فِي وَجْهِي غَاضِبًا».‏ فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْقَاسِيَةُ قَدْ تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا أَكْبَرَ فِي ٱلْمَرْأَةِ مِنْهَا فِي ٱلرَّجُلِ وَرُبَّمَا تَلْزَمُهَا فَتْرَةٌ أَطْوَلُ لِتَنْسَاهَا.‏ (‏لو ٢:‏١٩‏)‏ وَيَصِحُّ ذلِكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي يَتَفَوَّهُ بِهَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ وَتَوَدُّ أَنْ تَحْتَرِمَهُ.‏ نَصَحَ بُولُسُ ٱلْأَزْوَاجَ:‏ «كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا».‏ —‏ كو ٣:‏١٩‏.‏

      ١٥ أَعْطُوا مَثَلًا يُوضِحُ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ بِرِفْقٍ.‏

      ١٥ أَوْضَحَ أَخٌ مُتَزَوِّجٌ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ بِرِفْقٍ،‏ «كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ».‏ يَقُولُ:‏ «حِينَ تَحْمِلُ إِنَاءً ثَمِينًا وَسَرِيعَ ٱلْعَطَبِ،‏ يَجِبُ أَلَّا تَضْغَطَ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَقَدْ يَنْكَسِرُ.‏ حَتَّى لَوْ أُصْلِحَ،‏ فَقَدْ تَبْقَى آثَارُ ٱلْكَسْرِ مَرْئِيَّةً.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا وَجَّهَ ٱلزَّوْجُ كَلِمَاتٍ فِجَّةً إِلَى زَوْجَتِهِ،‏ فَسَيَجْرَحُ شُعُورَهَا.‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ يُمْكِنُ أَنْ يُحْدِثَ شَرْخًا دَائِمًا فِي عَلَاقَتِهِمَا».‏ —‏ اِقْرَأْ ١ بطرس ٣:‏٧‏.‏

      ١٦ كَيْفَ تَبْنِي ٱلزَّوْجَةُ عَائِلَتَهَا؟‏

      ١٦ اَلرِّجَالُ أَيْضًا يُشَجِّعُهُمْ أَوْ يُثَبِّطُهُمْ مَا يَقُولُهُ ٱلْغَيْرُ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ زَوْجَاتُهُمْ.‏ ‹فَٱلزَّوْجَةُ ٱلْفَطِنَةُ›،‏ ٱلَّتِي «يَثِقُ» بِهَا زَوْجُهَا،‏ تُرَاعِي شُعُورَهُ مِثْلَمَا تُحِبُّ أَنْ يُرَاعِيَ هُوَ شُعُورَهَا.‏ (‏ام ١٩:‏١٤؛‏ ٣١:‏١١‏)‏ فِعْلًا،‏ تُمَارِسُ ٱلزَّوْجَةُ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي ٱلْعَائِلَةِ،‏ إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْمَرْأَةُ ٱلْحَكِيمَةُ تَبْنِي بَيْتَهَا،‏ وَٱلْحَمْقَاءُ تَهْدِمُهُ بِيَدَيْهَا».‏ —‏ ام ١٤:‏١‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُكَلِّمَ ٱلصِّغَارُ وَالِدِيهِمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُكَلِّمَ ٱلْكِبَارُ ٱلْأَوْلَادَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُكَلِّمُوا وَالِدِيِهِمْ بِلَبَاقَةٍ.‏ (‏مت ١٥:‏٤‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَنْبَغِي مُمَارَسَةُ حُسْنِ ٱلتَّمْيِيزِ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلصِّغَارِ تَجَنُّبًا ‹لِإِغَاظَتِهِمْ›،‏ أَوْ إِثَارَةِ سُخْطِهِمْ.‏ (‏كو ٣:‏٢١؛‏ اف ٦:‏٤‏)‏ حَتَّى لَوْ لَزِمَ تَأْدِيبُ ٱلْأَوْلَادِ،‏ يَجِبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ وَالِدُوهُمْ وَكَذلِكَ ٱلشُّيُوخُ بِٱحْتِرَامٍ.‏ وَهكَذَا،‏ يُسَهِّلُ ٱلْكِبَارُ عَلَى ٱلصِّغَارِ تَصْوِيبَ مَسْلَكِهِمْ وَصَوْنَ عَلَاقَتِهِمْ بِٱللّٰهِ.‏ وَهذَا أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ إِعْطَائِهِمِ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّنَا قَطَعْنَا ٱلْأَمَلَ فِيهِمْ لِأَنَّ ذلِكَ قَدْ يُحَسِّسُهُمْ بِأَنَّهُمْ فَاشِلُونَ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلصِّغَارَ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُونَ كُلَّ ٱلنُّصْحِ ٱلَّذِي أَسْدَاهُ إِلَيْهِمِ ٱلْآخَرُونَ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَنْ تَغِيبَ عَنْ بَالِهِمِ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي كَلَّمُوهُمْ بِهَا.‏

      لِيَكُنْ كَلَامُكَ ٱلْجَيِّدُ نَابِعًا مِنَ ٱلْقَلْبِ

      ١٨ كَيْفَ نَسْتَأْصِلُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا ٱلسَّلْبِيَّةَ؟‏

      ١٨ لَا يَعْنِي ضَبْطُ ٱلْغَضَبِ مُجَرَّدَ حَبْسِ غَيْظِنَا وَوَضْعَ قِنَاعٍ مِنَ ٱلْهُدُوءِ.‏ فَسَعْيُ ٱلْمَرْءِ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْهُدُوءِ فِي حِينِ أَنَّهُ يَغْلِي مِنَ ٱلْغَضَبِ فِي دَاخِلِهِ يَزِيدُهُ تَوَتُّرًا.‏ وَٱلْأَمْرُ أَشْبَهُ بِدَوْسِ دَوَّاسَتَيِ ٱلْمَكَابِحِ وَٱلْبِنْزِينِ فِي ٱلسَّيَّارَةِ فِي آنٍ وَاحِدٍ،‏ مَا يُشَكِّلُ ضَغْطًا هَائِلًا عَلَيْهَا وَيُمْكِنُ أَنْ يُعَطِّلَهَا.‏ فَلَا تَكْظِمْ غَيْظَكَ وَتُفَجِّرْهُ لَاحِقًا.‏ بَلْ صَلِّ لِيَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى ٱسْتِئْصَالِ مَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ،‏ وَدَعْ رُوحَهُ يُغَيِّرُ قَلْبَكَ وَذِهْنَكَ لِيَتَوَافَقَا مَعَ مَشِيئَتِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ١٢:‏٢؛‏ افسس ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْأَوْضَاعِ ٱلَّتِي تُؤَجِّجُ ٱلْغَضَبَ؟‏

      ١٩ وَمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ تَفْعَلَ حِينَ تَجِدُ نَفْسَكَ فِي جَوٍّ مَشْحُونٍ؟‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِلْجَامِ مَشَاعِرِكَ.‏ فَإِذَا نَشَأَ وَضْعٌ مُتَوَتِّرٌ وَشَعَرْتَ بِٱلْغَضَبِ يَتَفَاقَمُ دَاخِلَكَ،‏ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ مُغَادَرَةُ ٱلْمَكَانِ رَيْثَمَا تَهْدَأُ.‏ (‏ام ١٧:‏١٤‏)‏ وَفِي حَالِ بَدَأَتْ أَمَارَاتُ ٱلْغَضَبِ تَبْدُو عَلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ،‏ ٱبْذُلْ جُهْدًا إِضَافِيًّا لِلتَّكَلُّمِ بِهُدُوءٍ وَلَبَاقَةٍ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ «ٱلْجَوَابَ ٱللَّيِّنَ يَرُدُّ ٱلسُّخْطَ،‏ وَٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُوجِعَةَ تُثِيرُ ٱلْغَضَبَ».‏ (‏ام ١٥:‏١‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْكَلَامَ ٱلْقَارِصَ وَٱلتَّهَجُّمِيَّ لَا يَعْمَلُ إِلَّا عَلَى إِذْكَاءِ نَارِ ٱلْغَيْظِ حَتَّى لَوْ قِيلَ بِنَبْرَةٍ نَاعِمَةٍ.‏ (‏ام ٢٦:‏٢١‏)‏ لِذلِكَ حِينَ تَمْتَحِنُ حَالَةٌ مَا مَقْدِرَتَكَ عَلَى مُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ،‏ كُنْ «بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ،‏ بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ».‏ وَصَلِّ طَالِبًا مُسَاعَدَةَ رُوحِ يَهْوَه كَيْ تَتَجَنَّبَ ٱلْكَلَامَ ٱلْمُوجِعَ وَتَتَفَوَّهَ بِكَلَامٍ لَيِّنٍ.‏ —‏ يع ١:‏١٩‏.‏

      اَلْمُسَامَحَةُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ

      ٢٠،‏ ٢١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُسَامَحَةِ ٱلْغَيْرِ،‏ وَلِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ ذلِكَ؟‏

      ٢٠ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنْ لَا أَحَدَ مِنَّا يَسْتَطِيعُ ضَبْطَ لِسَانِهِ كَامِلًا.‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي تُبْذَلُ،‏ سَيَظَلُّ يَصْدُرُ عَنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا وَإِخْوَتِنَا ٱلْأَعِزَّاءِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَلَامٌ طَائِشٌ يَجْرَحُ مَشَاعِرَنَا.‏ لكِنْ عِوَضَ ٱلِٱغْتِيَاظِ بِسُرْعَةٍ،‏ تَحَلَّ بِٱلصَّبْرِ وَحَلِّلْ لِمَاذَا تَصَرَّفُوا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ جامعة ٧:‏٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ فَمَنْ يَعْلَمُ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانُوا يَمُرُّونَ؟‏ فَلَرُبَّمَا كَانُوا يَشْعُرُونَ بِٱلضَّغْطِ،‏ ٱلْقَلَقِ،‏ ٱلتَّوَعُّكِ،‏ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ.‏

      ٢١ طَبْعًا،‏ لَا تُبَرِّرُ هذِهِ ٱلْعَوَامِلُ فَوْرَاتِ ٱلْغَضَبِ.‏ إِلَّا أَنَّ مَعْرِفَتَنَا إِيَّاهَا قَدْ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَفَهُّمِ مَا يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ بَعْضَ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى قَوْلِ وَفِعْلِ أُمُورٍ مُزْعِجَةٍ،‏ وَتَحْمِلُنَا أَيْضًا عَلَى مُسَامَحَتِهِمْ.‏ فَكُلُّنَا نُؤْذِي غَيْرَنَا بِكَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا،‏ وَنَأْمُلُ أَنْ يُسَامِحُونَا.‏ (‏جا ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ بُغْيَةَ نَيْلِ غُفْرَانِ ٱللّٰهِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَغْفِرَ نَحْنُ لِلْآخَرِينَ.‏ (‏مت ٦:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٨:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٣٥‏)‏ إِذًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱعْتِذَارِ وَسَرِيعِينَ فِي ٱلْمُسَامَحَةِ،‏ مُحَافِظِينَ بِذلِكَ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ —‏ ‹رِبَاطِ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلِ› —‏ ضِمْنَ عَائِلَتِنَا وَجَمَاعَتِنَا.‏ —‏ كو ٣:‏١٤‏.‏

      ٢٢ لِمَاذَا ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِلَبَاقَةٍ أَمْرٌ يَسْتَأْهِلُ ٱلْجُهْدَ؟‏

      ٢٢ مَعَ ٱقْتِرَابِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْغَضُوبِ مِنْ نِهَايَتِهِ،‏ سَيَصِيرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنَ ٱلْأَصْعَبِ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْفَرَحِ وَٱلْوَحْدَةِ.‏ إِلَّا أَنَّ تَطْبِيقَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْعَمَلِيَّةِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا لِلشِّفَاءِ لَا ٱلْأَذِيَّةِ.‏ وَهكَذَا،‏ نَنْعَمُ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ بِعَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةٍ فِي ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَنُعْطِي بِمِثَالِنَا صُورَةً حَسَنَةً عَنْ ‹إِلهِنَا ٱلسَّعِيدِ› يَهْوَه.‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة