-
‹لنغلب السوء› بكبح الغضببرج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
‹لِنَغْلِبِ ٱلسُّوءَ› بِكَبْحِ ٱلْغَضَبِ
‹لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، بَلِ ٱغْلِبُوا ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›. — رو ١٢:١٩، ٢١.
١، ٢ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ ٱلْمُسَافِرِينَ؟
كَانَ فَرِيقٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٣٤ شَاهِدًا لِيَهْوَه مُسَافِرًا لِحُضُورِ تَدْشِينِ أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ حِينَ أَخَّرَ عُطْلٌ مِيكَانِيكِيٌّ رِحْلَتَهُمْ. فَٱلتَّوَقُّفُ لِلتَّزَوُّدِ بِٱلْوَقُودِ، ٱلَّذِي كَانَ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَسْتَغْرِقَ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ، تَحَوَّلَ إِلَى كَابُوسٍ دَامَ ٤٤ سَاعَةً فِي مَطَارٍ نَاءٍ لَا يَتَوَفَّرُ فِيهِ طَعَامٌ وَلَا مِيَاهٌ وَلَا مَرَاحِيضُ مُلَائِمَةٌ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، فَارَ غَضَبُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلرُّكَّابِ حَتَّى إِنَّهُمْ هَدَّدُوا مُوَظَّفِي ٱلْمَطَارِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ لَزِمُوا ٱلْهُدُوءَ.
٢ وَبَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، وَصَلَ ٱلشُّهُودُ إِلَى وُجْهَتِهِمْ وَتَمَكَّنُوا مِنْ حُضُورِ ٱلْجُزْءِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنْ بَرْنَامَجِ ٱلتَّدْشِينِ. وَبِٱلرَّغْمِ مِنْ تَعَبِهِمْ، بَقُوا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ ٱلْبَرْنَامَجِ كَيْ يَتَمَتَّعُوا بِعِشْرَةِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِينَ. وَقَدْ عَلِمُوا فِي مَا بَعْدُ أَنَّ إِعْرَابَهُمْ عَنِ ٱلصَّبْرِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ لَمْ يَمُرَّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ. فَأَحَدُ ٱلرُّكَّابِ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعَ ٱلشُّهُودِ أَخْبَرَ شَرِكَةَ ٱلطَّيَرَانِ: «لَوْلَا وُجُودُ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْـ ٣٤ لَعَمَّ ٱلشَّغَبُ ٱلْمَطَارَ».
اَلْعَيْشُ فِي عَالَمٍ غَضُوبٍ
٣، ٤ (أ) كَيْفَ وَمُنْذُ مَتَى يَغْضَبُ ٱلْبَشَرُ غَضَبًا تَتَأَتَّى عَنْهُ تَصَرُّفَاتٌ عَنِيفَةٌ؟ (ب) هَلْ كَانَ فِي مَقْدُورِ قَايِينَ ضَبْطُ غَضَبِهِ؟ أَوْضِحُوا.
٣ إِنَّ ضُغُوطَ ٱلْحَيَاةِ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ تُؤَجِّجُ غَضَبَ ٱلنَّاسِ. (جا ٧:٧) وَغَالِبًا مَا يُوَلِّدُ ٱلْغَضَبُ ٱلْكَرَاهِيَةَ وَٱلْعُنْفَ. مَثَلًا، هُنَالِكَ ٱلْحُرُوبُ ٱلَّتِي تَنْشَبُ بَيْنَ ٱلدُّوَلِ، وَكَذلِكَ ٱلنِّزَاعَاتُ ٱلْأُسَرِيَّةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنِ ٱلتَّوَتُّرِ بَيْنَ أَفْرَادِهَا. غَيْرَ أَنَّ لِلْغَضَبِ وَٱلْعُنْفِ تَارِيخًا قَدِيمًا. فَقَايِينُ، بِكْرُ آدَمَ وَحَوَّاءَ، غَارَ مِنْ أَخِيهِ ٱلْأَصْغَرِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ. وَقَدِ ٱقْتَرَفَ هذَا ٱلْعَمَلَ ٱلشَّنِيعَ رَغْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَبَقَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَتَمَالَكَ نَفْسَهُ وَاعِدًا إِيَّاهُ بِٱلْبَرَكَةِ. — اِقْرَأْ تكوين ٤:٦-٨.
٤ صَحِيحٌ أَنَّ قَايِينَ كَانَ شَخْصًا نَاقِصًا، إِلَّا أَنَّ ٱلْقَرَارَ كَانَ يَعُودُ إِلَيْهِ إِذْ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَضْبِطَ غَضَبَهُ. وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ تَحَمَّلَ كَامِلًا تَبِعَةَ عَمَلِهِ ٱلْعَنِيفِ. نَحْنُ أَيْضًا، تُصَعِّبُ عَلَيْنَا حَالَتُنَا ٱلنَّاقِصَةُ تَجَنُّبَ ٱلْغَضَبِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْعَنِيفَةِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنْهُ. كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ سَلْبِيَّةً أُخْرَى تَزِيدُ وَطْأَةَ ٱلضُّغُوطِ فِي هذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ›. (٢ تي ٣:١) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُمْكِنُ لِلضِّيقَاتِ ٱلْمَالِيَّةِ أَنْ تَضَعَنَا تَحْتَ ضَغْطٍ نَفْسِيٍّ شَدِيدٍ. فَٱلشُّرْطَةُ وَٱلْهَيْئَاتُ ٱلَّتِي تُعْنَى بِمُسَاعَدَةِ ٱلْأُسَرِ تَرْبِطُ ٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةَ بِٱزْدِيَادِ فَوْرَاتِ ٱلْغَضَبِ وَٱلْعُنْفِ ٱلْمَنْزِلِيِّ.
٥، ٦ أَيَّةُ نَظْرَةٍ سَائِدَةٍ إِلَى ٱلْغَضَبِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا؟
٥ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، كَثِيرُونَ مِمَّنْ نَحْتَكُّ بِهِمْ هُمْ أُنَاسٌ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُتَكَبِّرُونَ، وَشَرِسُونَ›. وَمِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ يُعْدِيَنَا هؤُلَاءِ مِنْ أَخْلَاقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ فَيُصْبِحُ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى ٱلْغَضَبِ. (٢ تي ٣:٢-٥) وَمَا يَزِيدُ ٱلطِّينَ بِلَّةً هُوَ أَنَّ ٱلْأَفْلَامَ وَٱلْبَرَامِجَ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةَ كَثِيرًا مَا تُصَوِّرُ ٱلِٱنْتِقَامَ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ شَهْمٌ، وَٱلْعُنْفَ عَلَى أَنَّهُ ٱلْحَلُّ ٱلطَّبِيعِيُّ وَٱلْمَقْبُولُ لِلْمَشَاكِلِ. وَهكَذَا، فَإِنَّ حَبْكَاتِ ٱلْقِصَصِ غَالِبًا مَا تُشَوِّقُ ٱلْمُشَاهِدِينَ إِلَى ٱللَّحْظَةِ ٱلَّتِي فِيهَا يَنَالُ ٱلشِّرِّيرُ «مَا يَسْتَحِقُّهُ»، أَيْ أَنْ يُقْتَلَ شَرَّ قَتْلَةٍ عَلَى يَدِ ٱلْبَطَلِ.
٦ إِنَّ هذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ لَا تُرَوِّجُ طُرُقَ ٱللّٰهِ، بَلْ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ» وَحَاكِمِهِ ٱلْغَضُوبِ، ٱلشَّيْطَانِ. (١ كو ٢:١٢؛ اف ٢:٢؛ رؤ ١٢:١٢) وَهذِهِ ٱلرُّوحُ تَرُوقُ شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ ٱلنَّاقِصِ، إِلَّا أَنَّهَا تَتَعَارَضُ كُلِّيًّا مَعَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ وَثَمَرِهِ. فَأَحَدُ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمِحْوَرِيَّةِ فِي ٱلْمَسِيحِيَّةِ هُوَ عَدَمُ ٱلثَّأْرِ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ. (اِقْرَأْ متى ٥:٣٩، ٤٤، ٤٥.) فَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ تَطْبِيقَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ عَلَى نَحْوٍ أَكْمَلَ؟
مِثَالٌ رَدِيءٌ وَمِثَالٌ جَيِّدٌ
٧ مَاذَا نَجَمَ عَنْ عَدَمِ ضَبْطِ شِمْعُونَ وَلَاوِي لِغَضَبِهِمَا؟
٧ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ غَنِيٌ بِٱلْمَشُورَةِ حَوْلَ كَبْحِ ٱلْغَضَبِ، وَيَضُمُّ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ نَتَائِجَ ضَبْطِ وَعَدَمِ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ. لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱنْتَقَمَ ٱبْنَا يَعْقُوبَ، شِمْعُونُ وَلَاوِي، مِنْ شَكِيمَ لِأَنَّهُ ٱغْتَصَبَ أُخْتَهُمَا دِينَةَ. يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ إِنَّهُمَا ‹ٱسْتَاءَا وَغَضِبَا جِدًّا›. (تك ٣٤:٧) بَعْدَئِذٍ، هَاجَمَ بَنُو يَعْقُوبَ مَدِينَةَ شَكِيمَ ثُمَّ نَهَبُوهَا وَأَخَذُوا ٱلْأَطْفَالَ وَٱلنِّسَاءَ أَسْرَى. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمْ يَكُنْ سَبَبُ فِعْلَتِهِمِ ٱلِٱنْتِقَامَ لِدِينَةَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا ٱلشُّعُورَ بِأَنَّ مَا حَصَلَ هُوَ مَسٌّ بِٱلْكَرَامَةِ وَٱلْكِبْرِيَاءِ. فَقَدْ أَحَسُّوا أَنَّ شَكِيمَ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ وَإِلَى أَبِيهِمْ، يَعْقُوبَ. وَلكِنْ مَاذَا كَانَ رَأْيُ يَعْقُوبَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ؟
٨ مَاذَا تُظْهِرُ حَادِثَةُ شِمْعُونَ وَلَاوِي بِشَأْنِ ٱلِٱنْتِقَامِ؟
٨ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَعْقُوبَ تَأَلَّمَ كَثِيرًا لِمَا أَصَابَ ٱبْنَتَهُ دِينَةَ، غَيْرَ أَنَّهُ شَجَبَ مَسْلَكَ ٱبْنَيْهِ ٱلِٱنْتِقَامِيَّ. مَعَ ذلِكَ، حَاوَلَ شِمْعُونُ وَلَاوِي تَبْرِيرَ فِعْلَتِهِمَا بِٱلْقَوْلِ: «أَمِثْلَ بَغِيٍّ تُعَامَلُ أُخْتُنَا؟». (تك ٣٤:٣١) وَهَلْ كَانَ يَهْوَه رَاضِيًا عَمَّا حَصَلَ؟ بِٱلطَّبْعِ لَا. فَبَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، تَنَبَّأَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ بِسَبَبِ عُنْفِ ٱبْنَيْهِ وَغَضَبِهِمَا سَيُبَدَّدُ نَسْلُهُمَا بَيْنَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. (اِقْرَأْ تكوين ٤٩:٥-٧.) نَعَمْ، إِنَّ غَضَبَهُمَا غَيْرَ ٱلْمُلْجَمِ سَاءَ جِدًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ وَكَذلِكَ أَبِيهِمَا.
٩ مَتَى كَادَ دَاوُدُ يَسْتَسْلِمُ لِلْغَضَبِ؟
٩ بِٱلْمُقَابِلِ، لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. فَقَدْ أُتِيحَتْ لَهُ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ لِلثَّأْرِ، لكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ. (١ صم ٢٤:٣-٧) غَيْرَ أَنَّهُ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ كَادَ يَسْتَسْلِمُ لِلْغَضَبِ. فَثَمَّةَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يُدْعَى نَابَالَ ثَارَ عَلَى رِجَالِ دَاوُدَ وَٱنْتَهَرَهُمْ مَعَ أَنَّهُمْ حَمَوْا غَنَمَهُ وَرُعَاتَهُ. وَحَسْبَمَا يَتَّضِحُ، شَعَرَ دَاوُدُ بِٱلِٱسْتِيَاءِ، وَخُصُوصًا لِأَنَّ رِجَالَهُ تَعَرَّضُوا لِلْإِهَانَةِ. لِذلِكَ أَوْشَكَ أَنْ يَكِيلَ لَهُ ٱلصَّاعَ صَاعَيْنِ. وَلكِنْ فِيمَا كَانَ هُوَ وَغِلْمَانُهُ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى مُهَاجَمَةِ نَابَالَ وَبَيْتِهِ، أَخْبَرَ أَحَدُ ٱلْفِتْيَانِ أَبِيجَايِلَ ٱلْفَطِنَةَ بِمَا حَدَثَ وَحَضَّهَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءِ ٱللَّازِمِ. فَأَعَدَّتْ فِي ٱلْحَالِ هَدِيَّةً قَيِّمَةً وَذَهَبَتْ لِلِقَاءِ دَاوُدَ. وَحِينَ وَجَدَتْهُ، ٱعْتَذَرَتْ بِتَوَاضُعٍ عَنْ وَقَاحَةِ زَوْجِهَا وَٱسْتَرْحَمَتْهُ مُذَكِّرَةً إِيَّاهُ بِخَوْفِ يَهْوَه. فَأَدْرَكَ دَاوُدُ خُطُورَةَ مَا كَانَ سَيُقْدِمُ عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهَا: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ ٱلَّتِي مَنَعْتِنِي ٱلْيَوْمَ أَنْ أُذْنِبَ بِسَفْكِ ٱلدَّمِ». — ١ صم ٢٥:٢-٣٥.
اَلْمَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ
١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنَ ٱلِٱنْتِقَامِ يَجِبُ أَنْ يَمْتَلِكَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
١٠ إِنَّ قِصَّةَ شِمْعُونَ وَلَاوِي وَكَذلِكَ قِصَّةَ دَاوُدَ وَأَبِيجَايِلَ تُظْهِرَانِ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ أَنَّ يَهْوَه لَا يَرْضَى عَنِ ٱلْغَضَبِ غَيْرِ ٱلْمَكْبُوحِ وَٱلْعُنْفِ، وَأَنَّهُ يُبَارِكُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تُبْذَلُ بِهَدَفِ صُنْعِ ٱلسَّلَامِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «إِنْ كَانَ مُمْكِنًا، فَعَلَى قَدْرِ مَا يَكُونُ ٱلْأَمْرُ بِيَدِكُمْ، سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ. لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلسُّخْطِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹لِي ٱلِٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ يَهْوَهُ›. وَلٰكِنْ ‹إِذَا جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِذَا عَطِشَ فَٱسْقِهِ؛ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هٰذَا تُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ›. لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ». — رو ١٢:١٨-٢١.a
١١ كَيْفَ تَعَلَّمَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنْ تَضْبِطَ غَضَبَهَا؟
١١ وَهَلْ فِي وُسْعِنَا تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ هذِهِ؟ طَبْعًا. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ أُخْتٍ ٱشْتَكَتْ إِلَى أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ بِشَأْنِ مُدِيرَتِهَا ٱلْجَدِيدَةِ فِي ٱلْعَمَلِ. فَقَدْ وَصَفَتْهَا بِأَنَّهَا ظَالِمَةٌ وَقَاسِيَةٌ، وَقَالَتْ إِنَّهَا غَاضِبَةٌ مِنْهَا وَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَقِيلَ. فَنَصَحَهَا ٱلشَّيْخُ أَلَّا تَتَصَرَّفَ بِتَهَوُّرٍ لِأَنَّهُ شَعَرَ أَنَّ مَوْقِفَهَا ٱلْغَضُوبَ مِنَ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلسَّيِّئَةِ زَادَ ٱلْأَمْرَ سُوءًا. (تي ٣:١-٣) كَمَا قَالَ لَهَا إِنَّهَا حَتَّى لَوْ وَجَدَتْ عَمَلًا آخَرَ، فَسَتَظَلُّ بِحَاجَةٍ إِلَى تَغْيِيرِ رَدِّ فِعْلِهَا إِزَاءَ عَدَمِ ٱللُّطْفِ. ثُمَّ شَجَّعَهَا أَنْ تُعَامِلَ مُدِيرَتَهَا كَمَا تَرْغَبُ فِي أَنْ تُعَامَلَ، تَطْبِيقًا لِمَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ. (اِقْرَأْ لوقا ٦:٣١.) فَوَافَقَتِ ٱلْأُخْتُ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجِبِ نَصِيحَتِهِ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ بَعْدَ فَتْرَةٍ، لَانَ مَوْقِفُ ٱلْمُدِيرَةِ حَتَّى إِنَّهَا مَدَحَتِ ٱلْأُخْتَ عَلَى عَمَلِهَا.
١٢ لِمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُوجِعَةً بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟
١٢ قَدْ لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ مَعَ شَخْصٍ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ فِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ظَالِمَةٌ عُمُومًا وَأَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُصَارِعَ لِئَلَّا نَدَعَ فَاعِلِي ٱلسُّوءِ يُثِيرُونَ غَضَبَنَا. (مز ٣٧:١-١١؛ جا ٨:١٢، ١٣؛ ١٢:١٣، ١٤) وَلكِنْ حِينَ تَقَعُ مُشْكِلَةٌ مَعَ أَحَدِ إِخْوَتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ، يَكُونُ ٱلْأَلَمُ أَعْمَقَ بِكَثِيرٍ. تَتَذَكَّرُ إِحْدَى ٱلشَّاهِدَاتِ: «كَانَتِ ٱلْعَقَبَةُ ٱلْكُبْرَى ٱلَّتِي وَاجَهْتُهَا عِنْدَ ٱعْتِنَاقِ ٱلْحَقِّ تَقَبُّلَ ٱلْوَاقِعِ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَه لَيْسُوا كَامِلِينَ». فَبَعْدَ أَنْ نَخْرُجَ مِنْ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُجَرَّدِ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْعَاطِفَةِ، نَأْمُلُ أَنْ يُعَامِلَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِلُطْفٍ. لِذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَايَقَ أَوْ نَغْضَبَ إِذَا تَصَرَّفَ أَخٌ مَسِيحِيٌّ، وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ يَتَمَتَّعُ بِٱمْتِيَازٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ لَائِقَةٍ أَوْ لَا تَنِمُّ عَنْ مُرَاعَاةٍ. فَقَدْ نَسْأَلُ: ‹كَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ تَحْدُثَ مِثْلُ هذِهِ ٱلْأُمُورِ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَه؟›. لكِنَّ ٱلْوَاقِعَ هُوَ أَنَّ مَشَاكِلَ كَهذِهِ نَشَأَتْ حَتَّى بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَيَّامَ ٱلرُّسُلِ. (غل ٢:١١-١٤؛ ٥:١٥؛ يع ٣:١٤، ١٥) فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ إِذَا أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟
١٣ لِمَاذَا وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى إِنْهَاءِ ٱلْخِلَافَاتِ؟
١٣ تَقُولُ ٱلْأُخْتُ ٱلْمُشَارُ إِلَيْهَا آنِفًا: «تَعَلَّمْتُ أَنْ أُصَلِّيَ لِأَجْلِ أَيِّ شَخْصٍ يَجْرَحُ شُعُورِي. وَغَالِبًا مَا كَانَ ذلِكَ يُرِيحُنِي». فَكَمَا سَبَقَ أَنْ قَرَأْنَا، عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا. (مت ٥:٤٤) فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ! فَتَمَامًا كَمَا يُرِيدُ ٱلْأَبُ أَنْ يُحِبَّ أَوْلَادُهُ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ، كَذلِكَ يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ يَعِيشَ خُدَّامُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي وِئَامٍ. وَنَحْنُ نَتَشَوَّقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي فِيهِ سَنَعِيشُ بِسَلَامٍ وَسَعَادَةٍ مَدَى ٱلدَّهْرِ. وَهذَا مَا يُعَلِّمُنَا يَهْوَه أَنْ نَفْعَلَهُ ٱلْآنَ. فَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَعَاوَنَ فِي إِنْجَازِ عَمَلِهِ ٱلْعَظِيمِ. لِذلِكَ لِنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ أَنْ نُسَوِّيَ ٱلْخِلَافَاتِ أَوْ بِبَسَاطَةٍ أَنْ ‹نَتَجَاوَزَ عَنِ› ٱلْمَعْصِيَةِ حِفَاظًا عَلَى ٱلْوَحْدَةِ. (اِقْرَأْ امثال ١٩:١١.) فَعِوَضَ أَنْ نَتَجَنَّبَ إِخْوَتَنَا عِنْدَ وُقُوعِ ٱلْمَشَاكِلِ، يَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ جُزْءًا مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ، حَيْثُ نَشْعُرُ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ بَيْنَ ‹أَذْرُعِ يَهْوَه ٱلدَّهْرِيَّةِ›. — تث ٣٣:٢٧.
اَلتَّرَفُّقُ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ يُجْدِي نَفْعًا
١٤ كَيْفَ نُقَاوِمُ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُقَسِّمَةَ؟
١٤ بُغْيَةَ ثَنْيِنَا عَنْ نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ، يُفْرِغُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ جُهْدَهُمْ فِي ٱلسَّعْيِ إِلَى تَمْزِيقِ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلسَّعِيدَةِ وَتَعْكِيرِ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ. فَهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَزْرَعُوا بُذُورَ ٱلشِّقَاقِ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ ٱلدَّاخِلِيَّةَ مُدَمِّرَةٌ. (مت ١٢:٢٥) وَلِكَيْ نُقَاوِمَ تَأْثِيرَهُمُ ٱلشِّرِّيرَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتْبَعَ نَصِيحَةَ بُولُسَ: «عَبْدُ ٱلرَّبِّ لَا يَلْزَمُ أَنْ يُشَاجِرَ، بَلْ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مُتَرَفِّقًا نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ». (٢ تي ٢:٢٤) فَحَرْبُنَا «لَيْسَتْ ضِدَّ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ . . . ضِدُّ ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ». وَلِكَيْ نَرْبَحَ هذِهِ ٱلْحَرْبَ، يَنْبَغِي أَنْ نَلْبَسَ ٱلسِّلَاحَ ٱلرُّوحِيَّ، بِمَا فِيهِ «بِشَارَةُ ٱلسَّلَامِ». — اف ٦:١٢-١٨.
١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِهَجَمَاتٍ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٥ يَشُنُّ أَعْدَاءُ يَهْوَه مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ هَجَمَاتٍ شَرِسَةً عَلَى شَعْبِهِ ٱلْمُسَالِمِ. فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَدُونَ عَلَى شُهُودِ يَهْوَه جَسَدِيًّا. وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَرُونَ عَلَيْنَا عَبْرَ ٱلصِّحَافَةِ أَوْ فِي ٱلْمَحَاكِمِ. وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يَتَوَقَّعُوا ذلِكَ. (مت ٥:١١، ١٢) فَكَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَصَرَّفَ؟ يَجِبُ ‹أَلَّا نُبَادِلَ ٱلسُّوءَ بِسُوءٍ›، لَا قَوْلًا وَلَا عَمَلًا. — رو ١٢:١٧؛ اِقْرَأ ١ بطرس ٣:١٦.
١٦، ١٧ أَيُّ ظَرْفٍ وَاجَهَتْهُ إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ؟
١٦ وَمَهْمَا كَانَ نَوْعُ ٱلْهُجُومِ ٱلَّذِي يَشُنُّهُ عَلَيْنَا إِبْلِيسُ، يُمْكِنُ أَنْ نُعْطِيَ شَهَادَةً حَسَنَةً إِذَا كُنَّا ‹نَغْلِبُ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›. مَثَلًا، ٱسْتَأْجَرَتْ جَمَاعَةٌ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جُزُرِ ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ صَالَةً لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلذِّكْرَى. وَعِنْدَمَا عَلِمَ رَسْمِيُّو ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْمَحَلِّيُّونَ بِذلِكَ، طَلَبُوا مِنْ أَبْنَاءِ أَبْرَشِيَّتِهِمْ أَنْ يَأْتُوا إِلَى ٱلصَّالَةِ عَيْنِهَا كَيْ يَحْضُرُوا ٱجْتِمَاعًا لِلصَّلَاةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُخَصَّصِ لِلذِّكْرَى. إِلَّا أَنَّ رَئِيسَ ٱلشُّرْطَةِ أَمَرَ رَسْمِيِّي ٱلْكَنِيسَةِ بِمُغَادَرَةِ ٱلصَّالَةِ قَبْلَ مَوْعِدِ ٱلذِّكْرَى. لكِنْ عِنْدَمَا حَانَتِ ٱلسَّاعَةُ، كَانَتِ ٱلصَّالَةُ تَعِجُّ بِأَعْضَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّذِينَ بَدَأُوا بِعَقْدِ ٱجْتِمَاعِهِمْ.
١٧ وَبَيْنَمَا كَانَتِ ٱلشُّرْطَةُ تَسْتَعِدُّ لِإِخْلَاءِ ٱلصَّالَةِ بِٱلْقُوَّةِ، ٱقْتَرَبَ رَجُلُ ٱلدِّينِ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْكَنِيسَةِ مِنْ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَدَيْكُمْ أَيَّةُ مُنَاسَبَةٍ خُصُوصِيَّةٍ هذِهِ ٱللَّيْلَةَ؟». وَعِنْدَمَا أَخْبَرَهَ ٱلْأَخُ عَنِ ٱلذِّكْرَى، أَجَابَ: «آهْ، لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ!». إِذَّاكَ، قَالَ شُرْطِيٌّ مُتَعَجِّبًا: «لكِنَّنَا أَعْلَمْنَاكُمْ بِذلِكَ هذَا ٱلصَّبَاحَ!». فَٱلْتَفَتَ رَجُلُ ٱلدِّينِ إِلَى ٱلشَّيْخِ وَقَالَ بِٱبْتِسَامَةٍ خَبِيثَةٍ: «وَمَاذَا سَتَفْعَلُونَ ٱلْآنَ؟ فَٱلصَّالَةُ مَلِيئَةٌ بِٱلنَّاسِ. هَلْ تَدَعُونَ ٱلشُّرْطَةَ تَطْرُدُنَا؟». فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ رَتَّبَ ٱلْأُمُورَ بِطَرِيقَةٍ مَاكِرَةٍ كَيْ يُعْطِيَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ هُمُ ٱلْمُضْطَهِدُونَ! فَكَيْفَ تَصَرَّفَ إِخْوَتُنَا؟
١٨ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْإِخْوَةُ عِنْدَمَا تَعَرَّضُوا لِلِٱسْتِفْزَازِ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
١٨ اِقْتَرَحَ ٱلشُّهُودُ أَنْ تَعْقِدَ ٱلْكَنِيسَةُ ٱجْتِمَاعَهَا لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَةٍ وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْتَهِلُّونَ هُمُ ٱحْتِفَالَهُمْ بِٱلذِّكْرَى. صَحِيحٌ أَنَّ هذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ تَخَطَّى ٱلْوَقْتَ ٱلْمُتَّفَقَ عَلَيْهِ، لكِنْ بَعْدَمَا غَادَرَ أَعْضَاءُ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلصَّالَةَ، بَاشَرَ ٱلْإِخْوَةُ عَقْدَ ٱلذِّكْرَى. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، ٱسْتَدْعَتِ ٱلْحُكُومَةُ مَجْلِسًا رَسْمِيًّا لِلتَّحْقِيقِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ. وَبَعْدَ فَحْصِ ٱلْوَقَائِعِ، أَجْبَرَ ٱلْمَجْلِسُ ٱلْكَنِيسَةَ أَنْ تُعْلِنَ أَنَّ سَبَبَ ٱلْمُشْكِلَةِ لَمْ يَكُنِ ٱلشُّهُودَ بَلْ رَجُلَ ٱلدِّينِ ٱلْمَسْؤُولَ عَنْهَا. كَمَا أَنَّهُ شَكَرَ شُهُودَ يَهْوَه عَلَى مُعَالَجَتِهِمِ ٱلْوَضْعَ بِصَبْرٍ. وَهكَذَا، فَإِنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْإِخْوَةُ ‹لِمُسَالَمَةِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ› أَجْدَتْ نَفْعًا.
-
-
الكلام اللبق يعزِّز العلاقات الجيدةبرج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
اَلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ يُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ
«لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ». — كو ٤:٦.
١، ٢ أَيَّةُ نَتِيجَةٍ حَسَنَةٍ نَجَمَتْ عَنْ تَكَلُّمِ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ بِلَبَاقَةٍ؟
يُخْبِرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ: «أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ، ٱعْتَرَى أَحَدَ ٱلرِّجَالِ غَضَبٌ شَدِيدٌ بِحَيْثُ رَاحَتْ شَفَتَاهُ تَرْتَجِفَانِ وَجِسْمُهُ كُلُّهُ يَرْتَعِشُ. فَحَاوَلْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ مَعَهُ بِهُدُوءٍ مُسْتَعِينًا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، إِلَّا أَنَّ غَضَبَهُ تَعَاظَمَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. كَمَا أَنَّ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ بَدَأُوا هُمْ أَيْضًا يَصِيحُونَ فِي وَجْهِي، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ آنَ ٱلْأَوَانُ لِأُغَادِرَ. لكِنْ قَبْلَ أَنْ أَرْحَلَ، أَكَّدْتُ لَهُمْ أَنِّي أَتَيْتُ بِسَلَامٍ وَأَوَدُّ أَنْ أَذْهَبَ بِسَلَامٍ. وَأَرَيْتُهُمْ غَلَاطِيَةَ ٥:٢٢، ٢٣ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلسَّلَامِ، ثُمَّ غَادَرْتُ.
٢ «وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، فِيمَا كُنْتُ أَزُورُ ٱلْبُيُوتَ فِي ٱلْجِهَةِ ٱلْمُقَابِلَةِ مِنَ ٱلشَّارِعِ، رَأَيْتُ تِلْكَ ٱلْعَائِلَةَ جَالِسَةً أَمَامَ مَنْزِلِهَا. فَطَلَبُوا مِنِّي ٱلْمَجِيءَ. فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي قَائِلًا: ‹وَمَاذَا يُرِيدُونَ بَعْدُ؟›. وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبْتُ مِنْهُمْ، كَانَ ٱلرَّجُلُ يَحْمِلُ إِبْرِيقًا مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلْبَارِدِ. فَسَأَلَنِي إِنْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَشْرَبَ، ثُمَّ ٱعْتَذَرَ عَنْ فَظَاظَتِهِ وَمَدَحَنِي عَلَى إِيمَانِي ٱلْقَوِيِّ. وَهكَذَا، ٱفْتَرَقْنَا وَنَحْنُ عَلَى عَلَاقَةٍ طَيِّبَةٍ».
٣ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يُثِيرُونَ غَضَبَنَا؟
٣ فِي عَالَمِنَا ٱلْمَلِيءِ بِٱلضُّغُوطِ، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نُصَادِفَ أَشْخَاصًا غَضُوبِينَ أَيْنَمَا كُنَّا، وَخُصُوصًا أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ. وَحِينَذَاكَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَصَرَّفَ ‹بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ›. (١ بط ٣:١٥) فَلَوْ سَمَحَ ٱلْأَخُ ٱلْمَذْكُورُ أَعْلَاهُ لِسُخْطِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَفَظَاظَتِهِ بِأَنْ يُغْضِبَاهُ، لَمَا لَانَ مَوْقِفُ ٱلرَّجُلِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، بَلْ لَرُبَّمَا ٱزْدَادَ غَضَبُهُ حِدَّةً. وَلكِنْ لِأَنَّ ٱلْأَخَ تَمَالَكَ نَفْسَهُ وَتَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ، ٱنْتَهَتِ ٱلْأُمُورُ بِسَلَامٍ.
مَا هُوَ ٱلْكَلَامُ ٱللَّبِقُ؟
٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ كَلَامُنَا لَبِقًا؟
٤ سَوَاءٌ كُنَّا نَتَعَامَلُ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجِهَا، حَتَّى مَعَ أَعْضَاءِ عَائِلَتِنَا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْمَلَ بِمُوجِبِ مَشُورَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ». (كو ٤:٦) فَٱلْكَلَامُ ٱللَّائِقُ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنْ حُسْنِ ٱلذَّوْقِ أَسَاسِيٌّ لِلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ وَٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلسَّلَامِ.
٥ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَعْنِيهِ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
٥ إِنَّ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ لَا يَعْنِي قَوْلَ كُلِّ مَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ أَوْ تَشْعُرُ بِهِ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ، وَخُصُوصًا إِذَا كُنْتَ مُسْتَاءً. فَٱلْأَسْفُارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ غَيْرَ ٱلْمَضْبُوطِ عَنِ ٱلْغَضَبِ عَلَامَةُ ضَعْفٍ لَا قُوَّةٍ. (اِقْرَأْ امثال ٢٥:٢٨؛ ٢٩:١١.) خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ مُوسَى ٱلَّذِي كَانَ «حَلِيمًا جِدًّا» أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ فِي زَمَنِهِ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، سَمَحَ لِتَمَرُّدِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِأَنْ يُفْقِدَهُ أَعْصَابَهُ وَيَجْعَلَهُ يَفْشَلُ فِي جَلْبِ ٱلْمَجْدِ لِلّٰهِ. وَمَعَ أَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ بِوُضُوحٍ، لَمْ يَكُنْ يَهْوَه رَاضِيًا عَمَّا فَعَلَهُ فَحَرَمَهُ ٱمْتِيَازَ إِدْخَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ بَعْدَمَا قَادَهُمْ طَوَالَ ٤٠ سَنَةً. — عد ١٢:٣؛ ٢٠:١٠، ١٢؛ مز ١٠٦:٣٢.
٦ مَاذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْفِطْنَةِ فِي ٱلْكَلَامِ؟
٦ بِٱلْمُقَابِلِ، تُشِيدُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَنْ يَتَحَلَّى عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وٱلْفِطْنَةِ أَوْ حُسْنِ ٱلتَّمْيِيزِ. تَقُولُ: «كَثْرَةُ ٱلْكَلَامِ لَا تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا ٱلضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَهُوَ فَطِينٌ». (ام ١٠:١٩؛ ١٧:٢٧) عَلَى أَنَّ ٱلْفِطْنَةَ لَا تَعْنِي عَدَمَ ٱلْإِفْصَاحِ بَتَاتًا عَمَّا فِي دَاخِلِنَا، بَلِ ٱلتَّكَلُّمَ «بِنِعْمَةٍ»، مُسْتَخْدِمِينَ لِسَانَنَا بِلَبَاقَةٍ لِلشِّفَاءِ عِوَضَ ٱلْأَذِيَّةِ. — اِقْرَأْ امثال ١٢:١٨؛ ١٨:٢١.
«لِلصَّمْتِ وَقْتٌ، وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ»
٧ أَيَّةُ أُمُورٍ يَجِبُ أَلَّا تَصْدُرَ عَنَّا، وَلِمَاذَا؟
٧ إِنَّ إِظْهَارَ ٱللَّبَاقَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ ضَرُورِيٌّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْبَيْتِ تَمَامًا كَمَا هُوَ لَازِمٌ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ زُمَلَائِنَا فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْغُرَبَاءِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَٱلتَّنْفِيسُ عَنِ ٱلْغَضَبِ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْعَوَاقِبِ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا وَلِلْآخَرِينَ أَذًى رُوحِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَجَسَدِيًّا. (ام ١٨:٦، ٧) لِذلِكَ يَنْبَغِي ٱلتَّحَكُّمُ فِي ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ، ٱلَّتِي هِيَ أَحَدُ أَوْجُهِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ. وَلَا نَنْسَ أَنَّ كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ، وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ، وَٱلِٱزْدِرَاءَ، وَٱلسُّخْطَ ٱلْمُفْعَمَ بِٱلْبُغْضِ أُمُورٌ خَاطِئَةٌ. (كو ٣:٨؛ يع ١:٢٠) وَهِيَ قَادِرَةٌ عَلَى تَدْمِيرِ عَلَاقَتِنَا ٱلثَّمِينَةِ بِٱلنَّاسِ وَبِيَهْوَه. حَذَّرَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ بَقِيَ سَاخِطًا عَلَى أَخِيهِ يُحَاسَبُ أَمَامَ مَحْكَمَةِ ٱلْعَدْلِ، وَلٰكِنْ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَلِمَةَ ٱزْدِرَاءٍ لَا تَلِيقُ يُحَاسَبُ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، فِي حِينِ أَنَّ مَنْ قَالَ: ‹أَيُّهَا ٱلْوَغْدُ!› يَسْتَوْجِبُ نَارَ وَادِي هِنُّومَ». — مت ٥:٢٢.
٨ مَتَى يَجِبُ ٱلتَّعْبِيرُ عَنْ مَشَاعِرِنَا، وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ؟
٨ غَيْرَ أَنَّ هُنَالِكَ بَعْضَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي قَدْ نَشْعُرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ ٱلتَّحَدُّثُ بِشَأْنِهَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، إِذَا قَالَ أَوْ فَعَلَ أَخٌ شَيْئًا ضَايَقَكَ أَوْ أَغْضَبَكَ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ بِحَيْثُ تَعْجَزُ أَنْ تَتَجَاوَزَ عَنْهُ، فَلَا تَسْمَحْ لِمَشَاعِرِ ٱلْبُغْضِ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِكَ. (ام ١٩:١١) عِوَضَ ذلِكَ، ٱعْمَلْ عَلَى تَهْدِئَةِ مَشَاعِرِكَ ثُمَّ قُمْ بِٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِحَلِّ ٱلْمَسْأَلَةِ. كَتَبَ بُولُسُ: «لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ». إِذًا، فِي حَالِ ظَلَّتِ ٱلْمُشْكِلَةُ تُضَايِقُكَ، عَالِجْهَا بِلُطْفٍ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. (اِقْرَأْ افسس ٤:٢٦، ٢٧، ٣١، ٣٢.) فَتَكَلَّمْ مَعَ أَخِيكَ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ بِصَرَاحَةٍ وَلكِنْ بِلَبَاقَةٍ، وَلْيَكُنْ ذلِكَ بِهَدَفِ ٱلْمُصَالَحَةِ. — لا ١٩:١٧؛ مت ١٨:١٥.
٩ لِمَاذَا يَجِبُ تَهْدِئَةُ مَشَاعِرِنَا قَبْلَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟
٩ طَبْعًا، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَخْتَارَ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُلَائِمَ لِلتَّكَلُّمِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ، وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ». (جا ٣:١، ٧) كَمَا أَنَّهُ يَذْكُرُ: «قَلْبُ ٱلْبَارِّ يَتَأَمَّلُ بُغْيَةَ إِعْطَاءِ جَوَابٍ». (ام ١٥:٢٨) فَقَدْ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ ٱلسَّمَاحُ بِمُرُورِ بَعْضِ ٱلْوَقْتِ قَبْلَ مُنَاقَشَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ. فَٱلتَّكَلُّمُ وَأَنْتَ لَا تَزَالُ فِي حَالَةِ ٱسْتِيَاءٍ قَدْ يَزِيدُ ٱلْوَضْعَ سُوءًا. مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، مِنْ غَيْرِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلِٱنْتِظَارُ فَتْرَةً طَوِيلَةً جِدًّا.
اَلْأَعْمَالُ ٱللَّبِقَةُ تُعَزِّزُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ
١٠ كَيْفَ تُمَتِّنُ ٱلْأَعْمَالُ ٱللَّبِقَةُ ٱلْعَلَاقَاتِ؟
١٠ إِنَّ ٱلْكَلَامَ ٱللَّبِقَ وَٱلتَّوَاصُلَ ٱلْجَيِّدَ يُسَاهِمَانِ فِي حِيَازَةِ وَإِدَامَةِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، فَإِنَّ بَذْلَ ٱلْمُسْتَطَاعِ لِتَمْتِينِ عَلَاقَاتِنَا بِٱلْغَيْرِ يُحَسِّنُ هُوَ بِدَوْرِهِ تَوَاصُلَنَا مَعَهُمْ. فَأَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ فِي ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ — كَٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْفُرَصِ لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ، تَقْدِيمِ هَدِيَّةٍ، أَوْ إِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ — يُمْكِنُ أَنْ يُسَهِّلَ ٱلتَّوَاصُلَ ٱلصَّرِيحَ. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ ‹يُكَوِّمُ جَمْرَ نَارٍ› عَلَى رَأْسِ ٱلشَّخْصِ ٱلْآخَرِ وَيُبْرِزُ مَا فِيهِ مِنْ صِفَاتٍ جَمِيلَةٍ، مُمَهِّدًا ٱلطَّرِيقَ لِتَسْوِيَةِ ٱلْخِلَافَاتِ. — رو ١٢:٢٠، ٢١.
١١ كَيْفَ أَخَذَ يَعْقُوبُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِصْلَاحِ عَلَاقَتِهِ بِأَخِيهِ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
١١ أَدْرَكَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَعْقُوبُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْأَعْمَالِ ٱللَّبِقَةِ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ. فَحِينَ غَضِبَ عَلَيْهِ أَخُوهُ ٱلتَّوْأَمُ عِيسُو غَضَبًا مَرِيرًا، ٱضْطُرَّ أَنْ يَفِرَّ مِنْ وَجْهِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ. وَلكِنْ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، عَادَ يَعْقُوبُ إِلَى مَوْطِنِهِ. فَأَتَى عِيسُو لِلِقَائِهِ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ. إِذَّاكَ، صَلَّى يَعْقُوبُ إِلَى يَهْوَه طَالِبًا ٱلْمُسَاعَدَةَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ هَدِيَّةً قَيِّمَةً مِنَ ٱلْمَوَاشِي. وَقَدْ حَقَّقَتْ هذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ ٱلْهَدَفَ مِنْهَا إِذْ رَقَّقَتْ قَلْبَ عِيسُو. فَعِنْدَمَا ٱلْتَقَيَا، رَكَضَ وَعَانَقَ يَعْقُوبَ. — تك ٢٧:٤١-٤٤؛ ٣٢:٦، ١١، ١٣-١٥؛ ٣٣:٤، ١٠.
شَجِّعِ ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِكَ ٱللَّبِقِ
١٢ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا؟
١٢ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَخْدُمُ ٱللّٰهَ لَا ٱلْبَشَرَ، غَيْرَ أَنَّنَا نَرْغَبُ بِطَبِيعَتِنَا فِي نَيْلِ رِضَى ٱلْآخَرِينَ. لِذلِكَ، فَإِنَّ كَلِمَاتِنَا ٱللَّبِقَةَ يُمْكِنُ أَنْ تُخَفِّفَ عَنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا. بِٱلْمُقَابِلِ، قَدْ يُثْقِلُ ٱلِٱنْتِقَادُ ٱللَّاذِعُ كَاهِلَهُمْ وَيَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ خَسِرُوا رِضَى يَهْوَه. فَلْنُشَجِّعْ إِذًا ٱلْغَيْرَ بِكَلَامِنَا ٱلصَّادِقِ، مُتَفَوِّهِينَ بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ، لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ». — اف ٤:٢٩.
١٣ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَهُ ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ (أ) عِنْدَ مَنْحِ ٱلْمَشُورَةِ؟ (ب) عِنْدَ كِتَابَةِ ٱلْمُرَاسَلَاتِ؟
١٣ يُطْلَبُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ أَنْ يَكُونُوا «مُتَرَفِّقِينَ»، وَأَنْ يُعَامِلُوا ٱلرَّعِيَّةَ بِحَنَانٍ. (١ تس ٢:٧، ٨) فَحِينَ يُضْطَرُّونَ إِلَى مَنْحِ ٱلْمَشُورَةِ، يَكُونُ هَدَفُهُمْ فِعْلَ ذلِكَ «بِوَدَاعَةٍ»، حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ «ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْمُخَالِفَةِ». (٢ تي ٢:٢٤، ٢٥) كَمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا لَبِقِينَ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ عِنْدَ مُرَاسَلَةِ هَيْئَةِ شُيُوخٍ أُخْرَى أَوْ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ. فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّصِفُوا بِٱللُّطْفِ وَٱلْكِيَاسَةِ عَمَلًا بِٱلنَّصِيحَةِ فِي مَتَّى ٧:١٢.
اَلتَّفَوُّهُ بِكَلَامٍ لَبِقٍ ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ
١٤ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْأَزْوَاجِ، وَلِمَاذَا؟
١٤ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِٱلْوَقْعِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ كَلِمَاتُنَا، تَعَابِيرُ وَجْهِنَا، وَحَرَكَاتُ جِسْمِنَا فِي ٱلْآخَرِينَ. فَبَعْضُ ٱلرِّجَالِ مَثَلًا، لَا يُدْرِكُونَ جَيِّدًا مَدَى تَأْثِيرِ كَلَامِهِمْ فِي ٱلنِّسَاءِ. قَالَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ: «أَرْتَعِبُ حِينَ يَرْفَعُ زَوْجِي صَوْتَهُ فِي وَجْهِي غَاضِبًا». فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْقَاسِيَةُ قَدْ تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا أَكْبَرَ فِي ٱلْمَرْأَةِ مِنْهَا فِي ٱلرَّجُلِ وَرُبَّمَا تَلْزَمُهَا فَتْرَةٌ أَطْوَلُ لِتَنْسَاهَا. (لو ٢:١٩) وَيَصِحُّ ذلِكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي يَتَفَوَّهُ بِهَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ وَتَوَدُّ أَنْ تَحْتَرِمَهُ. نَصَحَ بُولُسُ ٱلْأَزْوَاجَ: «كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا». — كو ٣:١٩.
١٥ أَعْطُوا مَثَلًا يُوضِحُ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ بِرِفْقٍ.
١٥ أَوْضَحَ أَخٌ مُتَزَوِّجٌ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ بِرِفْقٍ، «كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ». يَقُولُ: «حِينَ تَحْمِلُ إِنَاءً ثَمِينًا وَسَرِيعَ ٱلْعَطَبِ، يَجِبُ أَلَّا تَضْغَطَ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَقَدْ يَنْكَسِرُ. حَتَّى لَوْ أُصْلِحَ، فَقَدْ تَبْقَى آثَارُ ٱلْكَسْرِ مَرْئِيَّةً. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا وَجَّهَ ٱلزَّوْجُ كَلِمَاتٍ فِجَّةً إِلَى زَوْجَتِهِ، فَسَيَجْرَحُ شُعُورَهَا. وَهذَا ٱلْأَمْرُ يُمْكِنُ أَنْ يُحْدِثَ شَرْخًا دَائِمًا فِي عَلَاقَتِهِمَا». — اِقْرَأْ ١ بطرس ٣:٧.
١٦ كَيْفَ تَبْنِي ٱلزَّوْجَةُ عَائِلَتَهَا؟
١٦ اَلرِّجَالُ أَيْضًا يُشَجِّعُهُمْ أَوْ يُثَبِّطُهُمْ مَا يَقُولُهُ ٱلْغَيْرُ، بِمَنْ فِيهِمْ زَوْجَاتُهُمْ. ‹فَٱلزَّوْجَةُ ٱلْفَطِنَةُ›، ٱلَّتِي «يَثِقُ» بِهَا زَوْجُهَا، تُرَاعِي شُعُورَهُ مِثْلَمَا تُحِبُّ أَنْ يُرَاعِيَ هُوَ شُعُورَهَا. (ام ١٩:١٤؛ ٣١:١١) فِعْلًا، تُمَارِسُ ٱلزَّوْجَةُ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي ٱلْعَائِلَةِ، إِمَّا سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْمَرْأَةُ ٱلْحَكِيمَةُ تَبْنِي بَيْتَهَا، وَٱلْحَمْقَاءُ تَهْدِمُهُ بِيَدَيْهَا». — ام ١٤:١.
١٧ (أ) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُكَلِّمَ ٱلصِّغَارُ وَالِدِيهِمْ؟ (ب) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُكَلِّمَ ٱلْكِبَارُ ٱلْأَوْلَادَ، وَلِمَاذَا؟
١٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، عَلَى ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُكَلِّمُوا وَالِدِيِهِمْ بِلَبَاقَةٍ. (مت ١٥:٤) بِٱلْمُقَابِلِ، يَنْبَغِي مُمَارَسَةُ حُسْنِ ٱلتَّمْيِيزِ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلصِّغَارِ تَجَنُّبًا ‹لِإِغَاظَتِهِمْ›، أَوْ إِثَارَةِ سُخْطِهِمْ. (كو ٣:٢١؛ اف ٦:٤) حَتَّى لَوْ لَزِمَ تَأْدِيبُ ٱلْأَوْلَادِ، يَجِبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ وَالِدُوهُمْ وَكَذلِكَ ٱلشُّيُوخُ بِٱحْتِرَامٍ. وَهكَذَا، يُسَهِّلُ ٱلْكِبَارُ عَلَى ٱلصِّغَارِ تَصْوِيبَ مَسْلَكِهِمْ وَصَوْنَ عَلَاقَتِهِمْ بِٱللّٰهِ. وَهذَا أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ إِعْطَائِهِمِ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّنَا قَطَعْنَا ٱلْأَمَلَ فِيهِمْ لِأَنَّ ذلِكَ قَدْ يُحَسِّسُهُمْ بِأَنَّهُمْ فَاشِلُونَ. وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلصِّغَارَ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُونَ كُلَّ ٱلنُّصْحِ ٱلَّذِي أَسْدَاهُ إِلَيْهِمِ ٱلْآخَرُونَ، إِلَّا أَنَّهُ لَنْ تَغِيبَ عَنْ بَالِهِمِ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي كَلَّمُوهُمْ بِهَا.
لِيَكُنْ كَلَامُكَ ٱلْجَيِّدُ نَابِعًا مِنَ ٱلْقَلْبِ
١٨ كَيْفَ نَسْتَأْصِلُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا ٱلسَّلْبِيَّةَ؟
١٨ لَا يَعْنِي ضَبْطُ ٱلْغَضَبِ مُجَرَّدَ حَبْسِ غَيْظِنَا وَوَضْعَ قِنَاعٍ مِنَ ٱلْهُدُوءِ. فَسَعْيُ ٱلْمَرْءِ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْهُدُوءِ فِي حِينِ أَنَّهُ يَغْلِي مِنَ ٱلْغَضَبِ فِي دَاخِلِهِ يَزِيدُهُ تَوَتُّرًا. وَٱلْأَمْرُ أَشْبَهُ بِدَوْسِ دَوَّاسَتَيِ ٱلْمَكَابِحِ وَٱلْبِنْزِينِ فِي ٱلسَّيَّارَةِ فِي آنٍ وَاحِدٍ، مَا يُشَكِّلُ ضَغْطًا هَائِلًا عَلَيْهَا وَيُمْكِنُ أَنْ يُعَطِّلَهَا. فَلَا تَكْظِمْ غَيْظَكَ وَتُفَجِّرْهُ لَاحِقًا. بَلْ صَلِّ لِيَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى ٱسْتِئْصَالِ مَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ، وَدَعْ رُوحَهُ يُغَيِّرُ قَلْبَكَ وَذِهْنَكَ لِيَتَوَافَقَا مَعَ مَشِيئَتِهِ. — اِقْرَأْ روما ١٢:٢؛ افسس ٤:٢٣، ٢٤.
١٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْأَوْضَاعِ ٱلَّتِي تُؤَجِّجُ ٱلْغَضَبَ؟
١٩ وَمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ تَفْعَلَ حِينَ تَجِدُ نَفْسَكَ فِي جَوٍّ مَشْحُونٍ؟ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِلْجَامِ مَشَاعِرِكَ. فَإِذَا نَشَأَ وَضْعٌ مُتَوَتِّرٌ وَشَعَرْتَ بِٱلْغَضَبِ يَتَفَاقَمُ دَاخِلَكَ، يَكُونُ مِنَ ٱلْمُفِيدِ مُغَادَرَةُ ٱلْمَكَانِ رَيْثَمَا تَهْدَأُ. (ام ١٧:١٤) وَفِي حَالِ بَدَأَتْ أَمَارَاتُ ٱلْغَضَبِ تَبْدُو عَلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ، ٱبْذُلْ جُهْدًا إِضَافِيًّا لِلتَّكَلُّمِ بِهُدُوءٍ وَلَبَاقَةٍ. تَذَكَّرْ أَنَّ «ٱلْجَوَابَ ٱللَّيِّنَ يَرُدُّ ٱلسُّخْطَ، وَٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُوجِعَةَ تُثِيرُ ٱلْغَضَبَ». (ام ١٥:١) نَعَمْ، إِنَّ ٱلْكَلَامَ ٱلْقَارِصَ وَٱلتَّهَجُّمِيَّ لَا يَعْمَلُ إِلَّا عَلَى إِذْكَاءِ نَارِ ٱلْغَيْظِ حَتَّى لَوْ قِيلَ بِنَبْرَةٍ نَاعِمَةٍ. (ام ٢٦:٢١) لِذلِكَ حِينَ تَمْتَحِنُ حَالَةٌ مَا مَقْدِرَتَكَ عَلَى مُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ، كُنْ «بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، بَطِيئًا فِي ٱلسُّخْطِ». وَصَلِّ طَالِبًا مُسَاعَدَةَ رُوحِ يَهْوَه كَيْ تَتَجَنَّبَ ٱلْكَلَامَ ٱلْمُوجِعَ وَتَتَفَوَّهَ بِكَلَامٍ لَيِّنٍ. — يع ١:١٩.
اَلْمُسَامَحَةُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ
٢٠، ٢١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُسَامَحَةِ ٱلْغَيْرِ، وَلِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ ذلِكَ؟
٢٠ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنْ لَا أَحَدَ مِنَّا يَسْتَطِيعُ ضَبْطَ لِسَانِهِ كَامِلًا. (يع ٣:٢) فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي تُبْذَلُ، سَيَظَلُّ يَصْدُرُ عَنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا وَإِخْوَتِنَا ٱلْأَعِزَّاءِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَلَامٌ طَائِشٌ يَجْرَحُ مَشَاعِرَنَا. لكِنْ عِوَضَ ٱلِٱغْتِيَاظِ بِسُرْعَةٍ، تَحَلَّ بِٱلصَّبْرِ وَحَلِّلْ لِمَاذَا تَصَرَّفُوا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. (اِقْرَأْ جامعة ٧:٨، ٩.) فَمَنْ يَعْلَمُ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانُوا يَمُرُّونَ؟ فَلَرُبَّمَا كَانُوا يَشْعُرُونَ بِٱلضَّغْطِ، ٱلْقَلَقِ، ٱلتَّوَعُّكِ، أَوْ غَيْرِ ذلِكَ.
٢١ طَبْعًا، لَا تُبَرِّرُ هذِهِ ٱلْعَوَامِلُ فَوْرَاتِ ٱلْغَضَبِ. إِلَّا أَنَّ مَعْرِفَتَنَا إِيَّاهَا قَدْ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَفَهُّمِ مَا يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ بَعْضَ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى قَوْلِ وَفِعْلِ أُمُورٍ مُزْعِجَةٍ، وَتَحْمِلُنَا أَيْضًا عَلَى مُسَامَحَتِهِمْ. فَكُلُّنَا نُؤْذِي غَيْرَنَا بِكَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، وَنَأْمُلُ أَنْ يُسَامِحُونَا. (جا ٧:٢١، ٢٢.) فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ بُغْيَةَ نَيْلِ غُفْرَانِ ٱللّٰهِ، عَلَيْنَا أَنْ نَغْفِرَ نَحْنُ لِلْآخَرِينَ. (مت ٦:١٤، ١٥؛ ١٨:٢١، ٢٢، ٣٥) إِذًا، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱعْتِذَارِ وَسَرِيعِينَ فِي ٱلْمُسَامَحَةِ، مُحَافِظِينَ بِذلِكَ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ — ‹رِبَاطِ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلِ› — ضِمْنَ عَائِلَتِنَا وَجَمَاعَتِنَا. — كو ٣:١٤.
٢٢ لِمَاذَا ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِلَبَاقَةٍ أَمْرٌ يَسْتَأْهِلُ ٱلْجُهْدَ؟
٢٢ مَعَ ٱقْتِرَابِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْغَضُوبِ مِنْ نِهَايَتِهِ، سَيَصِيرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنَ ٱلْأَصْعَبِ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْفَرَحِ وَٱلْوَحْدَةِ. إِلَّا أَنَّ تَطْبِيقَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْعَمَلِيَّةِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا لِلشِّفَاءِ لَا ٱلْأَذِيَّةِ. وَهكَذَا، نَنْعَمُ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ بِعَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةٍ فِي ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَنُعْطِي بِمِثَالِنَا صُورَةً حَسَنَةً عَنْ ‹إِلهِنَا ٱلسَّعِيدِ› يَهْوَه. — ١ تي ١:١١.
-