٣ بأية طرائق كان مطلوبا من جميع الاسرائيليين ان يكونوا قديسين،‏ وكيف ساعدهم يهوه من هذا القبيل؟‏

^٣ تطلَّب يهوه اللّٰه القدوس من الاسرائيليين القدماء،‏ شعبه على الارض،‏ ان يكونوا قدِّيسين ايضا.‏ وذلك كان مطلوبا ليس فقط من الكهنة واللاويين بل ايضا من الامة بكاملها.‏ قال يهوه لموسى:‏ «كلِّم كل جماعة بني اسرائيل وقل لهم تكونون قديسين لاني قدوس الرب الهكم.‏» (‏لاويين ١٩:‏٢‏)‏ ولهذه الغاية اعطاهم يهوه شرائع تساعدهم على البقاء طاهرين روحيا،‏ ادبيا،‏ عقليا،‏ جسديا،‏ وطقسيا،‏ اذ تكون هذه الاخيرة متعلقة بعبادتهم في خيمة الاجتماع وفي ما بعد في الهيكل.‏

شعب منفصل

٤ و ٥ (‏أ)‏ كيف كانت اسرائيل بالجسد امة مقدسة؟‏ (‏ب)‏ ما هو المطلوب من الاسرائيليين الروحيين،‏ وكيف يؤكد ذلك الرسول بطرس؟‏

^٤ بقدر ما كان الاسرائيليون يتبعون شرائع اللّٰه كانوا يختلفون عن الامم المنحرفة المحيطة بهم.‏ وكانوا يتميَّزون كشعب منفصل،‏ او مقدَّس،‏ من اجل خدمة الاله القدوس يهوه.‏ قال لهم موسى:‏ «انت شعب مقدس للرب الهك.‏ ايَّاك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخصَّ من جميع الشعوب الذين على وجه الارض.‏» —‏ تثنية ٧:‏٦‏.‏

^٥ والطهارة والفرز هذان مطلوبان ايضا من اسرائيل الروحي.‏ كتب الرسول بطرس الى الاشخاص المختارين ليكونوا اسرائيليين روحيين:‏ «كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة.‏ لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني انا قدوس.‏» —‏ ١ بطرس ١:‏١،‏ ١٤-‏١٦‏.‏

٦ و ٧ (‏أ)‏ كيف يوصف اعضاء ‹الجمع الكثير› في الرؤيا الاصحاح ٧‏،‏ وما هو المطلوب منهم منطقيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيجري التأمل فيه في الفقرات التالية؟‏

^٦ وفي الرؤيا الاصحاح ٧ يوصف اعضاء ‹الجمع الكثير› بأنهم «واقفون امام العرش [الذي ليهوه] وامام الخروف متسربلين بثياب بيض،‏» لأنهم «غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف.‏» (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وثيابهم البيض ترمز الى موقفهم البار الطاهر امام يهوه،‏ الذي يمنحهم اياه بسبب ايمانهم بدم المسيح الفادي.‏ ومن الواضح،‏ اذاً،‏ انه ليس على المسيحيين الممسوحين فقط بل على ‹الخراف الاخر› ايضا ان يبقوا طاهرين روحيا وأدبيا لكي يعبدوا يهوه على نحو مرضٍ.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

^٧ فدعونا نتأمل الآن كيف كان مطلوبا من شعب يهوه في الماضي ان يكونوا طاهرين ومقدسين ولماذا تنطبق المبادئ نفسها على شعب اللّٰه اليوم.‏

الطهارة الروحية

٨ لأية اسباب كان على الاسرائيليين ان يبقوا مفروزين عن اديان كنعان؟‏

^٨ كان على الاسرائيليين الطبيعيين ان يبقوا مفروزين بدقة شديدة عن الممارسات الدينية النجسة للامم الاخرى.‏ واذ تكلم بواسطة موسى قال يهوه لاسرائيل:‏ «احترز من ان تقطع عهدا مع سكان الارض التي انت آتٍ اليها لئلا يصيروا فخا في وسطك.‏ بل تهدمون مذابحهم وتكسِّرون أنصابهم [التي تُستعمل في عبادة الجنس المثيرة للاشمئزاز] وتقطعون سواريهم.‏ فإنك لا تسجد لاله آخر.‏ لأن الرب اسمه غيور.‏ اله غيور هو.‏ [او «اله يتطلَّب التعبد المطلق،‏» حاشية الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد‏] احترز من ان تقطع عهدا مع سكان الارض.‏ فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم.‏» —‏ خروج ٣٤:‏١٢-‏١٥‏.‏

٩ اية تعليمات دقيقة أُعطيت للبقية الامينة التي تركت بابل في السنة ٥٣٧ ق‌م؟‏

^٩ وبعد قرون اوحى يهوه الى اشعياء بأن يوجِّه هذه الكلمات النبوية الى البقية الامينة التي كانت ستعود الى يهوذا من بابل:‏ «اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسّوا نجسا.‏ اخرجوا من وسطها.‏ تطهَّروا يا حاملي آنية الرب [لكي تُستخدموا في ردّ العبادة النقية في الهيكل في اورشليم].‏» —‏ اشعياء ٥٢:‏١١‏.‏

١٠ و ١١ (‏أ)‏ اية تعليمات مماثلة أُعطيت للاسرائيليين الروحيين في القرن الاول للميلاد؟‏ (‏ب)‏ كيف جرى اتِّباع هذه التعليمات وخصوصا منذ السنة ١٩١٩ و ١٩٣٥،‏ وبأية طريقة اخرى يبقى الممسوحون ورفقاؤهم طاهرين روحيا؟‏

^١٠ وعلى نحو مماثل،‏ يجب على الاسرائيليين الروحيين ورفقائهم ان يحفظوا انفسهم من التلوث بالاديان الوثنية لهذا العالم.‏ واذ كتب الى المسيحيين الممسوحين في جماعة كورنثوس قال الرسول بولس:‏ «اية موافقة لهيكل اللّٰه مع الأوثان.‏ فانكم انتم هيكل اللّٰه الحي كما قال اللّٰه اني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا.‏ لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسّوا نجسا فأقبلكم.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

^١١ منذ السنة ١٩١٩ تحرر اعضاء البقية الممسوحة المطهَّرون والممحَّصون من الاديان الوثنية النجسة لبابل العظيمة.‏ (‏ملاخي ٣:‏١-‏٣‏)‏ فقد اصغوا الى الدعوة السماوية:‏ «اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها.‏» (‏رؤيا ١٨:‏٤‏)‏ ومنذ السنة ١٩٣٥ يصغي ايضا جمع كثير متزايد من ‹الخراف الاخر› الى هذه الدعوة ويهجرون الدين البابلي النجس.‏ والممسوحون ورفقاؤهم يبقون ايضا طاهرين روحيا بتجنب كل اتصال بافكار المرتدّين المهلكة.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ ٢ يوحنا ٩-‏١١‏.‏

الطهارة الادبية

١٢ (‏أ)‏ بواسطة اية شرائع رفع يهوه المنزلة الادبية للاسرائيليين كثيرا فوق تلك التي للامم المجاورة؟‏ (‏ب)‏ اية قواعد كانت صارمة للكهنوت بصورة خاصة؟‏

^١٢ بواسطة عهد الناموس رفع يهوه المنزلة الادبية للاسرائيليين كثيرا فوق الحالة المنحطة للامم المجاورة.‏ فالزواج والحياة العائلية كانا مؤسَّستين تجري حمايتهما في اسرائيل.‏ والوصية السابعة من الوصايا العشر حرَّمت الزنا.‏ كما ان الزنا والعهارة كليهما جرت المعاقبة عليهما بشدة.‏ (‏تثنية ٢٢:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وجرت حماية العذارى تحت الناموس.‏ (‏تثنية ٢٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وكانت قواعد الزواج صارمة للكهنوت بصورة خاصة.‏ أما رئيس الكهنة فكان مطلوبا منه ان يختار عذراء عفيفة كزوجة.‏ —‏ لاويين ٢١:‏٦،‏ ٧،‏ ١٠،‏ ١٣‏.‏

١٣ اعضاء «عروس» المسيح مشبَّهون بمن،‏ ولماذا؟‏

^١٣ وعلى نحو مماثل،‏ فان رئيس الكهنة العظيم،‏ يسوع المسيح،‏ لديه «عروس» مؤلفة من ٠٠٠‏,١٤٤ من المسيحيين الممسوحين المشبَّهين ‹بعذارى.‏› (‏رؤيا ١٤:‏١-‏٥‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢١:‏٩‏)‏ وهم يحفظون انفسهم غير منجَّسين بعالم الشيطان ويبقون انقياء عقائديا وأدبيا.‏ كتب الرسول بولس الى المسيحيين الممسوحين في كورنثوس:‏ «اني أغار عليكم غيرة اللّٰه لاني خطبتكم لرجل واحد لأقدِّم عذراء عفيفة للمسيح.‏» (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢‏)‏ وكتب بولس ايضا:‏ «أحبَّ المسيح ايضا الكنيسة وأسلم نفسه لاجلها لكي يقدّسها مطهّرا اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدَّسة وبلا عيب.‏» —‏ افسس ٥:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

١٤ و ١٥ (‏أ)‏ ماذا يجب ان يرافق النقاوة الروحية لصف العروس،‏ وأية آية تُظهر ذلك؟‏ (‏ب)‏ لماذا يتضح ان متطلبات مماثلة للنقاوة الادبية تنطبق ايضا على الخراف الاخر؟‏

^١٤ وهذه النقاوة الروحية لعروس المسيح يجب ان ترافقها الطهارة الادبية من جهة اعضائها.‏ ذكر الرسول بولس:‏ «لا تضِلُّوا.‏ لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون .‏ .‏ .‏ يرثون ملكوت اللّٰه.‏ وهكذا كان اناس منكم.‏ لكن اغتسلتم بل تقدَّستم.‏» —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏

^١٥ وانطباق مثل هذه المتطلبات للنقاوة الادبية على الخراف الاخر ايضا يَظهر عند التأمل في اولئك الذين يستثنيهم يهوه من سمائه الجديدة وأرضه الجديدة الموعود بهما.‏ نقرأ:‏ «وأما .‏ .‏ .‏ الرجسون والقاتلون والزناة .‏ .‏ .‏ فنصيبهم في البحيرة المتَّقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏١،‏ ٨‏.‏

الزواج المكرَّم

١٦ و ١٧ (‏أ)‏ اية آيات تُظهر ان العزوبة ليست مطلبا للطهارة الادبية؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للمسيحي ان يظهر خوفا لائقا للّٰه في اختيار رفيق زواج،‏ ولماذا من عدم الحكمة ان يتجاهل القيد الرسولي؟‏

^١٦ للبقاء طاهرين ادبيا ليس مطلوبا من الاعضاء الممسوحين لصف العروس ومن الخراف الاخر ان يبقوا عزّابا.‏ فالبتولية الاجبارية ليست مبنية على الاسفار المقدسة.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١-‏٣‏)‏ والعلاقات الجنسية داخل رباط الزواج ليست نجسة.‏ تقول كلمة اللّٰه:‏ «ليكن الزواج مكرَّما عند كل واحد والمضجع غير نجس.‏ وأما العاهرون والزناة فسيدينهم اللّٰه.‏» —‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏.‏

^١٧ ولكنّ المسيحي الذي يرغب في ‹تكميل القداسة في خوف اللّٰه› لا يجب ان يشعر بحرية الزواج بمن يشاء.‏ فقبل ان يُشير على رفقائه المسيحيين بأن ‹يطهِّروا ذواتهم من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف اللّٰه› كتب الرسول بولس:‏ «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.‏ لانه اية خلطة للبر والاثم.‏ .‏ .‏ .‏ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن.‏» (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ٧:‏١‏)‏ وكعضو من شعب يهوه المفروز والطاهر فان الرجل او المرأة المسيحي الذي يرغب في الزواج سيقبل القيد الرسولي لفعل ذلك «في الرب فقط،‏» وذلك باختيار شخص يكون منتذرا،‏ معتمدا،‏ وخادما امينا ليهوه.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ وكما في الماضي،‏ كذلك اليوم،‏ فانه من عدم الحكمة بالتأكيد ان يتجاهل الافراد المنتذرون بين شعب اللّٰه مشورة الاسفار المقدسة هذه.‏ (‏قارنوا تثنية ٧:‏٣،‏ ٤؛‏ نحميا ١٣:‏٢٣-‏٢٧‏.‏)‏ ولن يكون ذلك اظهارا لخوف سليم لسيدنا العظيم،‏ يهوه.‏ —‏ ملاخي ١:‏٦‏.‏

١٨ بأية طريقة اخرى يمكن للمسيحيين ان يحفظوا زواجهم مكرَّما؟‏

^١٨ وعلاوة على ذلك،‏ ففي اسرائيل وضعت الشرائع حدودا للنشاطات الجنسية حتى ضمن رباط الزواج.‏ فكان على الزوج ان يمتنع عن ان تكون له علاقات مع زوجته خلال فترة طمْثها.‏ (‏لاويين ١٥:‏٢٤؛‏ ١٨:‏١٩؛‏ ٢٠:‏١٨‏)‏ وتطلَّب ذلك اعتبارا حبيا وضبط نفس من جهة الذكور الاسرائيليين.‏ فهل يجب على المسيحيين ان يكونوا اقل اعتبارا لزوجاتهم؟‏ يقول الرسول بطرس ان الازواج المسيحيين يجب ان يسكنوا مع زوجاتهم «بحسب الفطنة،‏» اي معرفة تركيبهن بصفتهن «الاناء النسائي كالاضعف.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏.‏

السلوك في «الطريق المقدسة»‏

١٩ و ٢٠ (‏أ)‏ صفوا الطريق الواسع الذي تتبعه غالبية الجنس البشري.‏ (‏ب)‏ كيف يجب على شعب يهوه ان يكونوا مختلفين عن عالم الشيطان؟‏ (‏ج)‏ اية سكة يتبعها شعب اللّٰه،‏ ومتى فُتحت،‏ ومن فقط يُسمح لهم بسلوكها؟‏

^١٩ ان ما ذُكر سابقا يؤكِّد اتساع الهوَّة،‏ التي تفصل شعب يهوه عن عالم الشيطان،‏ اكثر من ايّ وقت مضى.‏ فنظام الاشياء العالمي الحاضر يصير اباحيا ومطلِقا العِنان لاهوائه على نحو متزايد.‏ قال يسوع:‏ «ادخلوا من الباب الضيق.‏ لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك.‏ وكثيرون هم الذين يدخلون منه.‏» (‏متى ٧:‏١٣‏)‏ وهذا الطريق الواسع تتبعه غالبية الجنس البشري.‏ وبحسب الرسول بطرس،‏ انه طريق «الدَّعارة والشهوات وادمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الاوثان المحرَّمة،‏» الطريق الذي يؤدي الى «فيض هذه الخلاعة.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ ونهايته الهلاك.‏

^٢٠ وشعب اللّٰه،‏ من جهة اخرى،‏ يسلكون في طريق مختلف،‏ طريق طاهر يتبعه شعب طاهر.‏ وفتح هذا الطريق في وقت النهاية انبأ به النبي اشعياء،‏ الذي كتب:‏ «وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة.‏ لا يعبر فيها نجس.‏» (‏اشعياء ٣٥:‏٨‏)‏ وتعليقا على هذه النبوة يذكر كتاب الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»:‏ «في السنة ١٩١٩ فُتحت سكة مجازية لخدام اللّٰه الفرحين.‏ واولئك الذين ارادوا ان يكونوا قدِّيسين في نظر اللّٰه هم الذين سلكوا في هذه ‹السكة،‏› ‹الطريق المقدسة.‏› .‏ .‏ .‏ واليوم،‏ اذ قطعنا شوطا كبيرا جدا من ‹اختتام نظام الاشياء،‏› تبقى هذه ‹السكة› المزوَّدة من اللّٰه مفتوحة.‏ وحشود من الناس ذوي التقدير .‏ .‏ .‏ يدخلون في الطريق الفردوسية الروحية،‏ ‹الطريق المقدسة.‏›»‏a

٢١ كيف ولماذا يجب على خدام يهوه ان يتميَّزوا من حشد ابليس،‏ وماذا ستجري معالجته في المقالة التالية؟‏

^٢١ اجل،‏ ان البقية الممسوحة من الاسرائيليين الروحيين ورفقاءهم،‏ الخراف الاخر،‏ يتميَّزون اليوم كشعب منفصل عن عالم الشيطان،‏ الذي فقدت فكرة القداسة كل معنى بالنسبة اليه.‏ فلا شيء مقدس لحشد ابليس السالك في ‹الطريق الواسع والرحب الذي يؤدي الى الهلاك.‏› وهم ليسوا نجسين روحيا وأدبيا فحسب ولكنهم في حالات كثيرة نجسون جسديا ومظهرهم قذر،‏ اذا ذكرنا القليل.‏ ولكنّ الرسول بولس يقول:‏ «لنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف اللّٰه.‏» (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ أما بأية طرائق يجب على شعب اللّٰه ان ينتبهوا ليكونوا طاهرين عقلا وجسدا فستجري معالجته في المقالة التالية.‏

كونوا طاهرين عقلا وجسدا

‏«أن تقدِّموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند اللّٰه.‏» —‏ رومية ١٢:‏١‏.‏

١ بحسب الرسول بولس،‏ لماذا الطهارة عقلا وجسدا ضرورية؟‏

ان الشخص الذي يرغب في ان يخدم الاله القدوس يهوه يجب ان يكون نقيا روحيا وأدبيا.‏ ومنطقيا،‏ يتضمن ذلك ايضا كون المرء طاهرا عقلا وجسدا.‏ واذ يكون نظام الاشياء الحاضر ما هو عليه فان الناس الذين يخرجون منه لكي يخدموا يهوه يجب ان يصنعوا التغييرات ليس فقط في عادات تفكيرهم بل غالبا في عاداتهم الشخصية ايضا.‏ كتب الرسول بولس الى المسيحيين في رومية:‏ «فأطلب اليكم أيها الاخوة برأفة اللّٰه أن تقدِّموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند اللّٰه عبادتكم العقلية.‏ ولا تشاكلوا هذا الدهر.‏ بل تغيَّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة اللّٰه الصالحة المرضية الكاملة.‏» (‏رومية ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فماذا تشمل طهارة العقل والجسد؟‏

الطهارة العقلية

٢ كيف يمكن لعينينا وقلبنا ان تجعلنا ننهمك في الرذيلة،‏ وما هو الشيء الضروري لكي نتجنب ذلك؟‏

^٢ وحتى قبل اعطاء الناموس اظهر ايوب الامين انه يمكن لعينينا وقلبنا ان تجعلنا نرتكب رذيلة اذا لم نضبطها.‏ قال:‏ «عهدا قطعت لعينيَّ فكيف اتطلَّع في عذراء.‏ ان غوي قلبي على امرأة .‏ .‏ .‏ هذه رذيلة وهي اثم يُعرض للقضاة.‏» (‏ايوب ٣١:‏١،‏ ٩-‏١١‏)‏ فاذا كان لدينا عينان شاردتان وقلب متقلِّب نحتاج الى التأديب العقلي،‏ «التأديب الذي يمنح البصيرة.‏» —‏ امثال ١:‏٣‏،‏ ع‌ج.‏

٣ و ٤ (‏أ)‏ ماذا يُظهر مثل داود وبثشبع،‏ وما هو الشيء الضروري لتغيير عادات التفكير الرديئة؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب على الشيوخ المسيحيين ان يحذروا بصورة خاصة؟‏

^٣ وعينا الملك داود قادتاه الى اقتراف الزنا مع بثشبع.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏٢،‏ ٤‏)‏ وهذا المثل يُظهر انه حتى الرجال الذين يستخدمهم يهوه بشكل بارز يمكن ان يقعوا في الخطية اذا لم يؤدِّبوا عقولهم.‏ وقد يتطلب ذلك جهدا قويا لتغيير عادات تفكيرنا.‏ وجهد كهذا يجب ان ترافقه صلاة حارة لاجل عون يهوه.‏ وبعد توبته عن خطيته مع بثشبع صلَّى داود:‏ «قلبا نقيا اخلق فيَّ يا اللّٰه وروحا مستقيما جدِّد في داخلي.‏» —‏ مزمور ٥١:‏١٠‏.‏

^٤ يجب على الشيوخ المسيحيين ان يحذروا بصورة خاصة من ان يخفوا رغبات خاطئة يمكن ان تقودهم الى خطية خطيرة.‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ والى الشيخ المسيحي تيموثاوس كتب بولس:‏ «أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء.‏» (‏١ تيموثاوس ١:‏٥‏)‏ وطبعا،‏ يكون رياء من جهة الشيخ ان ينجز واجباته الروحية فيما يسمح لعين شاردة بأن تثير في قلبه افكار ارتكاب النجاسة.‏

٥ ماذا يجب ان نتجنب لكي نحافظ على الطهارة العقلية؟‏

^٥ وجميعنا كمسيحيين يجب ان نبذل اقصى جهدنا لنكون طاهرين عقلا.‏ وهذا يعني ان نتجنب اية افلام سينمائية او برامج تلفزيونية او قراءة مواد يمكن ان يكون لها تأثير فاسد في تفكيرنا.‏ والصحة العقلية تشمل الجهد الواعي لامعان النظر في ما هو «حق .‏ .‏ .‏ عادل .‏ .‏ .‏ طاهر.‏» ويضيف الرسول بولس:‏ «ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٨‏.‏

العادات الصحية الشخصية

٦ (‏أ)‏ أعطوا امثلة من سفر اللاويين تظهر ان العادات الصحية الشخصية والجماعية كانت مطلوبة في اسرائيل.‏ (‏ب)‏ ماذا كان القصد من شرائع كهذه؟‏

^٦ قيل بأن «النظافة من الايمان.‏» صحيح ان الشخص الطاهر ادبيا وجسديا ربما لا يكون تقيَّا.‏ ولكنّ الشخص التقيّ يجب ان يكون بالضرورة طاهرا ادبيا وجسديا.‏ وقد اعطى الناموس الموسوي ارشادات دقيقة تتعلق بتطهير البيوت الملوَّثة بمرض معدٍ والاستحمام الشخصي في مختلف حالات النجاسة.‏ (‏انظروا لاويين،‏ الاصحاحين ١٤ و ١٥‏.‏)‏ وكان مطلوبا من جميع الاسرائيليين ان يكونوا قديسين.‏ (‏لاويين ١٩:‏٢‏)‏ تذكر المطبوعة بصيرة في الاسفار المقدسة:‏ «ان الشرائع المتعلقة بالغذاء والنظافة الصحية والآداب التي اعطاها اللّٰه [للاسرائيليين] كانت تذكيرات متواصلة لهم بفرزهم وقداستهم للّٰه.‏» —‏ المجلد ١،‏ الصفحة ١١٢٨.‏