-
كيف اعيش مع اخوتي دون ان نتخانق؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ١
-
-
لكن كثيرين علاقتهم بإخوتهم متوترة جدا. تقول لورين عن علاقتها بأختها مارلا: «نحن نتخانق لأتفه الاسباب». او ربما تشعر انت كما شعرت أليس التي عمرها ١٢ سنة بسبب تصرفات اخيها دنيس الاكبر منها بسنتين. تقول: «سأجنُّ من تصرفات اخي. فهو يدخل الى غرفتي دون ان يدق الباب ويأخذ اغراضي دون اذني ولا يردُّها. انه مثل الولد الصغير!».
فهل تتوتر اعصابك انت ايضا بسبب اخيك او اختك؟ صحيح انها مسؤولية والديك ان يحافظا على جو عائلي مريح، لكنك ستضطر في يوم من الايام ان تتعلَّم كيف تتعامل مع الآخرين. فلماذا لا تبدأ الآن؟
فكِّر في الخناقات بينك وبين اخوتك. ما سببها في اغلب الاحيان؟ انظر الى الاسباب التالية وضع علامة ✔ بجانب ما يستفزك.
□ الاغراض: يأخذ اغراضي دون ان يسألني ولا يردُّها.
□ الشخصية: يتصرف بأنانية او بلا تفكير، او يتدخل دائما في حياتي.
□ الخصوصية: يدخل الى غرفتي دون ان يدق الباب او يقرأ رسائلي دون اذني.
□ اسباب اخرى ....................
ربما صعب ان تكون علاقتك مع اخوتك جيدة اذا كانوا يتدخلون في حياتك ولا يحترمون خصوصياتك. مع ذلك، يقول الكتاب المقدس ان الغضب يسبب المشاكل. (امثال ٣٠:٣٣) فإذا حقدت على اخوتك ينفجر غضبك وتكبر المشكلة. (امثال ٢٦:٢١) فكيف تبتعد عن المشاكل؟ يلزم اولا ان تعرف السبب الحقيقي وراء هذه الخناقات.
هل تخفي الخناقة مشكلة اعمق؟
تشبه الخناقات بين الاخوة حَب الشباب. فمع ان ما تراه هو الحبة البشعة والمؤلمة، لكن السبب هو التهاب داخلي لا تراه. كذلك تكشف عادةً الخناقات المزعجة بين الاخوة ان هناك مشكلة غير ظاهرة.
وإذا حاولت ان تعصر الحبة لتتخلص منها، فأنت تعالج العوارض لا المشكلة. وربما تزيد الالتهاب او تترك علامة على جلدك. وينطبق ذلك ايضا على علاقتك مع اخوتك. فبدل ان تركِّز على الخناقة، تعلَّم ان تحدِّد اصل المشكلة. وهكذا تعمل بنصيحة الملك الحكيم سليمان: «التفكير الجيد ينتج الصبر». — امثال ١٩:١١، تعم.
والآن، لنحلِّل قليلا ما قالته أليس عن اخيها. ذكرت: «يدخل الى غرفتي دون ان يدق الباب ويأخذ اغراضي دون اذني ولا يردُّها». برأيك، ما هي المشكلة وراء هذه الخناقة؟ يبدو انها الاحترام. فما هو الحل؟ بإمكان أليس ان تطلب من اخيها ألا يقترب من غرفتها او يستعمل اغراضها ابدا. لكنها بهذه الطريقة تعالج العوارض فقط، وعلى الارجح لن تتوقف الخناقات بينهما. اما اذا اقنعت اخاها ان يحترم خصوصياتها ويسألها قبل ان يأخذ اغراضها فتتحسن العلاقة بينهما بالتأكيد.
تعلَّم ان تحلَّ الخلافات او تبتعد عنها
طبعا، لا يكفي ان تعرف السبب الحقيقي للخلافات كي تحلَّها وتعيش بسلام مع اخوتك. لذلك حاول ان تطبِّق هذه الخطوات الست.
١- اتَّفق مع اخوتك على قواعد اساسية: اي اسباب وضعت علامة بجانبها تشعل الخناقات بينك وبين اخوتك؟ حاول ان تتفق معهم على قواعد اساسية ترضي الكل وتحلُّ المشكلة الحقيقية. مثلا اذا كنتم تتخانقون بسبب الاغراض، لتكن القاعدة ١: «لا آخذ شيئا ليس لي دون اذن». وربما تكون القاعدة ٢: «اخوتي ليسوا مجبرين ان يعطوني اغراضهم دائما». ولن تكون القواعد التي تضعونها صعبة او غير منطقية اذا اتبعتم نصيحة يسوع: «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا انتم ايضا بهم». (متى ٧:١٢) وبعدما تنتهون من وضع القواعد خذوا موافقة والديكم. — افسس ٦:١.
٢- التزم بالقواعد: كتب الرسول بولس: «أَفتُعلِّم غيرك ولا تعلِّم نفسك؟ أتكرز: ‹لا تسرق›، وتسرق؟». (روما ٢:٢١) فإذا اردت ان يحترم اخوك خصوصياتك، فاحترم انت خصوصياته: دقَّ الباب قبل ان تدخل الى غرفته او خذ اذنه قبل ان تقرأ رسائله.
٣- لا تغضب بسرعة: لماذا هذه النصيحة مفيدة؟ يذكر مثل في الكتاب المقدس: «الحمقى لا بد ان يواجهوا عواقب غضبهم». (جامعة ٧:٩، تعم) فإذا كنت تغضب بسرعة، فستتعب في حياتك لأن اخوتك سيقولون ويفعلون اشياء تزعجك. لكن اسأل نفسك: ‹هل ازعجتهم انا من قبل؟›. (متى ٧:١-٥) تقول جيني: «عندما كان عمري ١٣ سنة، ظننت اني ‹شخص عظيم› وأن رأيي هو الافضل وما اقوله يجب ان يصير. تمرُّ الآن اختي الصغيرة بهذه المرحلة. لذلك احاول ألا اغضب مما تقوله».
٤- سامح وانسَ: مهم ان تناقش المشاكل الكبيرة وتحلَّها. ولكن هل ضروري ان تحاسب اخاك على كل صغيرة وكبيرة؟ تذكَّر ان يهوه اللّٰه يقدِّرك كثيرا اذا كنت مستعدا ان ‹تغفر الاساءة›. (امثال ١٩:١١، تعم) تقول أليسون (١٩ سنة): «عادة احلُّ انا وأختي رايتشل خلافاتنا. فنحن نعتذر بسرعة ثم نحدِّد لماذا تخانقنا. وأحيانا اؤجل التكلم عن شيء ازعجني. وفي اكثر الاوقات، انسى في الصباح التالي ما حصل وأطوي الصفحة من دون ان اتحدث عن الموضوع مع اختي».
٥- اطلب مساعدة والديك: قد يساعدك والداك لتتصالح مع اخوتك في حال لم تتمكنوا من حل خلاف كبير. (روما ١٤:١٩) ولكن لا تنسَ انك اذا قدرت ان تحلَّ الخلافات بلا مساعدتهما، فهذا يدل انك صرت أَوْعى.
٦- فكِّر دائما في صفات اخوتك الجيدة: طبعا لدى اخوتك صفات جيدة. اكتب صفة واحدة تعجبك في اخيك او اختك.
الاسم
....................
الصفة التي تعجبني
....................
وبدل ان تسمح لأغلاط اخوتك ان تعميك، لمَ لا تختار الوقت المناسب لتخبرهم عن الصفات التي تحبها في شخصيتهم؟ — مزمور ١٣٠:٣؛ امثال ١٥:٢٣.
من جهة ثانية، يخبرنا الكتاب المقدس ان اصدقاءنا المقرَّبين قد لا يكونون من اخوتنا وأخواتنا. (امثال ١٨:٢٤) لكن صداقتنا مع اخوتنا ستقوى بالتأكيد اذا ‹استمررنا في تحمل بعضنا بعضا حتى لو كان لأحد سبب للتشكي من الآخر›. (كولوسي ٣:١٣) وإذا طبَّقت هذه النصيحة، يخفُّ على الارجح انزعاجك منهم وانزعاجهم منك.
-
-
كيف اعيش مع اخوتي دون ان نتخانق؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ١
-
-
[الاطار في الصفحة ٤٢]
ورقة عمل
حدِّد السبب الحقيقي وراء الخناقة
هل تريد ان تتعلَّم كيف تحدِّد السبب الحقيقي وراء خناقاتك مع اخوتك؟ اقرأ مثل يسوع عن الابن الضال الذي ترك البيت وضيَّع ما ورثه عن ابيه. (لوقا ١٥:١١-٣٢) ثم فكِّر في ردة فعل الاخ الاكبر لما عاد الابن الضال الى البيت، وجاوب عن الاسئلة التالية:
ما الذي اشعل غضب الاخ الاكبر؟ ....................
برأيك ما هو السبب الحقيقي وراء غضبه؟ ....................
كيف حاول الاب ان يحل المشكلة؟ ....................
ماذا لزم ان يفعل الاخ الاكبر ليحلَّ هذه المشكلة؟ ....................
والآن دورك. فكِّر في خناقة حصلت منذ فترة قصيرة بينك وبين احد اخوتك، وجاوب عن الاسئلة التالية:
ما الذي اشعل غضبكما؟ ....................
برأيك ما هو السبب الحقيقي وراء الخناقة؟ ....................
اي قواعد اساسية اذا اتفقتما عليها ينحلُّ الخلاف ولا يتكرر؟ ....................
-
-
شخصية مميزة يعقوباسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ١
-
-
شخصية مميزة يعقوب
مرَّت سنوات ويعقوب وأخوه عيسو على خلاف. فعيسو كان يكره يعقوب. ومع ان يعقوب لم يغلط بحق اخيه، اخذ هو الخطوة الاولى وتنازل ليحلَّ المشكلة. فلم يكن همُّه ان يبرهن ان الحق على اخيه بل ان يربح محبته. مع ذلك، لم يتخلَّ يعقوب عن مبادئه ولم يصرَّ ان يعتذر اخوه منه ليصالحه. — تكوين ٢٥:٢٧-٣٤؛ ٢٧:٣٠-٤١؛ ٣٢:٣-٢٢؛ ٣٣:١-٩.
وأنت كيف تحلُّ الخناقات مع عائلتك؟ احيانا تشعر ان الحق معك مئة في المئة وأن الشخص الآخر مخطئ تماما. فهل تنتظر ان يأتي اليك هو اولا ام تتمثل بيعقوب؟ هل تتنازل عن بعض الاشياء كي تتصالحا اذا كان ذلك لا يتعارض مع مبادئ الكتاب المقدس؟ (١ بطرس ٣:٨، ٩) لم يسمح يعقوب للتكبُّر بأن يقسِّم عائلته، بل تواضع وصالح اخاه وعادت المياه الى مجاريها. فهل تتصرف انت ايضا بنفس الطريقة مع عائلتك؟
-