-
«كونوا قديسين . . .»برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
٤ (أ) بأية طريقة يكون يهوه «معتزا في القداسة»؟ (ب) وهكذا كيف كان يهوه في تباين مع آلهة كنعان؟
٤ ان الكلمتين العبرانية واليونانية المنقولتين الى «قدوس» في الكتاب المقدس تنقلان فكرة الكينونة ‹مشرقا، جديدا، نقيا، غير ملطخ وطاهرا.› وهكذا صوَّر موسى يهوه بأنه طاهر الى درجة متفوقة، خال من الدنس، غير قابل للفساد، لا يحتمل النجاسة على الاطلاق. (حبقوق ١:١٣) فيهوه كان في تباين ساطع مع آلهة الارض التي كان الاسرائيليون سيسكنونها قريبا — كنعان. والوثائق المستخرجة من باطن الارض في رأس شمرا، بلدة على الساحل الشمالي لسورية، تعطي لمحة محدودة، ولكنها مع ذلك تلقي الضوء على آلهة الكنعانيين. وهذه النصوص تصف الآلهة بأنها كانت، بحسب كتاب «الكنعانيون» لجون غراي، «مخاصِمة، غيورة، انتقامية، شهوانية.»
٥ و ٦ (أ) كيف أثَّرت عبادة الآلهة الفاسقة في الكنعانيين؟ (ب) كيف أثَّرت عبادة الاله القدوس في الاسرائيليين؟
٥ وعلى نحو يمكن التكهن به عكست الحضارة الكنعانية الآلهة الفاسقة التي عبدوها. يوضح «دين شعب اسرائيل»: «كانت الاعمال تمثلا بالآلهة تُعتبر خدمة للاله. . . . [وإلاهة الجنس] عشتروت كان لها عدد من الخدام الرجال والنساء الموصوفين بأشخاص مكرَّسين . . . فقد كرَّسوا انفسهم في خدمتها للعهارة.» ويضيف العالِم وليم ف. ألبرايت: «ولكنّ الوجه الشهواني لحضارتهم، في اسوإ احواله، لا بد انه غرق في اعماقٍ قذرةٍ للغاية من الانحطاط الاجتماعي.» فعبادة ‹السواري (المقدسة)› للعضو الذكر، تقديم الاولاد ذبيحة، السحر، الرقية، سفاح القربى، السدومية، والبهيمية — كل هذه صارت ‹عمل الارض› في كنعان. — خروج ٣٤:١٣، لاويين ١٨:٢-٢٥، تثنية ١٨:٩-١٢.
٦ ويهوه، من جهة اخرى، هو ‹معتز في القداسة.› فكان لا يستطيع ان يحتمل انحطاطا كهذا في عبّاده. (مزمور ١٥) ولذلك، بخلاف آلهة الكنعانيين المنحطة، رفع يهوه شعبه. واذ تلفظ بالكلمات، التي يقتبسها بطرس في ما بعد، نصح يهوه تكرارا: «تكونون قديسين لأني قدوس (يهوه) الهكم.» — لاويين ١١:٤٤؛ ١٩:٢؛ ٢٠:٢٦.
-
-
«كونوا قديسين . . .»برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
١١ ماذا عنت الكينونة نجسا طقسيا؟
١١ ومع ذلك فان الصحة الجيدة والوقاية الصحية كانتا حقا ثانويتين بالنسبة الى الطهارة الروحية. ولهذا السبب فان الشخص الذي ربما اكل احد الاطعمة المحرَّمة او انهمك في علاقات جنسية او مسّ جسدا ميتا كان يتنجس ايضا بطريقة طقسية. (لاويين الاصحاحان ١١، ١٥، عدد الاصحاح ١٩) وهكذا فان نجسا كهذا كان يُمنع من المساهمة في العبادة — وفي بعض الحالات تحت عقوبة الموت! (لاويين ١٥:٣١؛ ٢٢:٣-٨) ولكن ماذا كانت علاقة محظورات كهذه بالطهارة الروحية؟
١٢ كيف روَّجت شرائع الطهارة الطقسية الطهارة الروحية؟
١٢ تميزت العبادة الوثنية بالعهارة وعبادة الموتى والعربدة. لكنّ «دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية» تُظهر: «ما من عمل جنسي كان يُسمح به كوسيلة لعبادة يهوه. فمثل هذا النشاط كله من هذا القبيل كان يجعل المرء نجسا. . . . وفي اسرائيل نال الموتى اكرامهم اللائق ولكنهم لم يعطَوا بطريقة ما توقيرا غير ملائم ولم يصيروا هدفا للعبادة . . . والمرافقة الاضافية في اعياد الجيران الوثنيين، التي تتضمن صنع الولائم، كانت مستحيلة على الاسرائيلي لأن طعامهم كان نجسا.» ففرائض الناموس شكَّلت «حائط» الانفصال عن العناصر الدينية النجسة. — افسس ٢:١٤.
١٣ كيف روَّج الناموس الطهارة العقلية؟
١٣ والناموس عمل ايضا في سبيل طهارة الاسرائيليين العقلية. مثلا، عملت تشريعاته المتعلقة بالشؤون الزوجية على تهذيب تفكير الانسان. (لاويين ١٥:١٦-٣٣) وتعلَّم الاسرائيليون ضبط النفس في الامور الجنسية، غير مستسلمين للعاطفة غير المضبوطة كالكنعانيين. والناموس علَّم ايضا الملتصقين به ان يسيطروا على مشاعرهم ورغباتهم، اذ دان التفكير الشهواني. — خروج ٢٠:١٧.
١٤ كيف كانت شريعة اللّٰه فريدة في ما يتعلق بترويج الطهارة الادبية؟
١٤ ولكنّ الجدير بالملاحظة اكثر من كل ذلك هو تشديد الناموس على الطهارة الادبية. صحيح ان مدوَّنة حمورابي دانت ايضا اخطاء كالزنا. لكنّ احدى المقالات في «عالِم الآثار المتعلقة بالكتاب المقدس» علَّقت: «بخلاف البابليين والاشوريين الذين اعتبروا الزنا مجرد جريمة ضد حقوق ملكية الزوج فان تشريع العهد القديم يعتبر الزنا ايضا اساءة خطيرة الى الآداب.»
١٥ (أ) اوضحوا كيف كان يجب على الاسرائيلي ان يبذل جهدا كبيرا ليبقى طاهرا. (ب) كيف استفاد الاسرائيليون من جهود كهذه؟
١٥ فما أصح كلمات المرنم الملهم: «وصية يهوه طاهرة تنير العينين.» (مزمور ١٩:٨، عج) ومن المسلَّم به ان بقاء الشخص طاهرا كان يتطلب احيانا جهدا كبيرا. فالامهات الجدد، بعد مجرد اسابيع من ولادة اولادهن، كان يجب ان يصعدن الى اورشليم للانهماك في اجراءات التطهير. (لاويين ١٢:١-٨، لوقا ٢:٢٢-٢٤) والرجال والنساء على السواء كان يلزم ان يتطهروا طقسيا بعد العلاقات الزوجية، وكذلك في الحالات الاخرى ذات العلاقة. (لاويين ١٥:١٦، ١٨، تثنية ٢٣:٩-١٤؛ ٢ صموئيل ١١:١١-١٣)
-