-
كن طائعا للرعاة المعاونينبرج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
كُنْ طَائِعًا لِلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ
«أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ وَكُونُوا مُذْعِنِينَ، لِأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ سَاهِرِينَ عَلَى نُفُوسِكُمْ». — عب ١٣:١٧.
١، ٢ لِمَ يُشَبِّهُ يَهْوَهُ نَفْسَهُ بِٱلرَّاعِي؟
يُشَبِّهُ يَهْوَهُ نَفْسَهُ بِٱلرَّاعِي. (حز ٣٤:١١-١٤) وَيُسَاعِدُنَا هٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ أَنْ نَعْرِفَ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ. فَٱلرَّاعِي ٱلْمُحِبُّ يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْحِفَاظِ عَلَى حَيَاةِ ٱلْخِرَافِ ٱلَّتِي يَعْتَنِي بِهَا. فَهُوَ يَقُودُهَا إِلَى ٱلْمَرْعَى وَمَصَادِرِ ٱلْمِيَاهِ (مز ٢٣:١، ٢)؛ يَحْرُسُهَا لَيْلًا وَنَهَارًا (لو ٢:٨)؛ يَحْمِيهَا مِنَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُفْتَرِسَةِ (١ صم ١٧:٣٤، ٣٥)؛ يَحْمِلُ ٱلْحُمْلَانَ ٱلصَّغِيرَةَ (اش ٤٠:١١)؛ يَبْحَثُ عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلشَّارِدَةِ وَيَعْتَنِي جَيِّدًا بِتِلْكَ ٱلْمُصَابَةِ. — حز ٣٤:١٦.
٢ وَلِأَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ قَدِيمًا عَاشُوا فِي مُجْتَمَعٍ يُعْنَى بِٱلرَّعْيِ وَٱلزِّرَاعَةِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَهِمُوا بِسُهُولَةٍ لِمَ شَبَّهَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ بِٱلرَّاعِي. فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّ ٱلْخِرَافَ تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعِنَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ كَيْ تَنْمُوَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَحْتَاجُ ٱلْبَشَرُ إِلَى ٱلرِّعَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ مِنْ يَهْوَهَ. (مر ٦:٣٤) فَبِدُونِ رِعَايَتِهِ وَقِيَادَتِهِ، سَيُكَابِدُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ. فَهُمْ يُصْبِحُونَ مُعَرَّضِينَ لِلْمَخَاطِرِ وَيَحِيدُونَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُسْتَقِيمِ كَمَا تَتَبَدَّدُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلَّتِي لَا رَاعِيَ لَهَا›. (١ مل ٢٢:١٧) غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ يُزَوِّدُ شَعْبَهُ بِكُلِّ مَا يَحْتَاجُونَهُ.
٣ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ نَحْنُ أَيْضًا نَفْهَمُ لِمَ يُشْبِهُ يَهْوَهُ ٱلرَّاعِيَ. فَهُوَ مَا زَالَ يُزَوِّدُ شَعْبَهُ ٱلْمُشَبَّهَ بِٱلْخِرَافِ بِكُلِّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. فَلْنَرَ كَيْفَ يُوَجِّهُ خِرَافَهُ وَيُشْبِعُ حَاجَاتِهِمِ ٱلْيَوْمَ، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَجَاوَبَ ٱلْخِرَافُ مَعَ ٱهْتِمَامِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيِّ بِهِمْ.
اَلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يُعَيِّنُ رُعَاةً مُعَاوِنِينَ
٤ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ يَسُوعُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِخِرَافِ يَهْوَهَ؟
٤ عَيَّنَ يَهْوَهُ يَسُوعَ رَأْسًا لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (اف ١:٢٢، ٢٣) وَيَسُوعُ، «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ»، يَعْكِسُ ٱهْتِمَامَاتِ أَبِيهِ، مَقَاصِدَهُ، وَصِفَاتِهِ. حَتَّى إِنَّهُ ‹بَذَلَ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ›. (يو ١٠:١١، ١٥) فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَسِيحُ نَفْسَهُ ذَبِيحَةً فِدَائِيَّةً! (مت ٢٠:٢٨) فَقَصْدُ يَهْوَهَ هُوَ أَنْ «لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». — يو ٣:١٦.
٥، ٦ (أ) مَنْ عَيَّنَهُمْ يَسُوعُ لِيَعْتَنُوا بِخِرَافِهِ، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْخِرَافُ كَيْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ؟ (ب) مَا ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا أَنْ نُطِيعَ ٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟
٥ وَكَيْفَ تَتَجَاوَبُ ٱلْخِرَافُ مَعَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟ قَالَ يَسُوعُ: «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي». (يو ١٠:٢٧) فَسَمَاعُ صَوْتِ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ يَعْنِي ٱتِّبَاعَ إِرْشَادِهِ عَلَى ٱلدَّوَامِ. وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلتَّعَاوُنَ مَعَ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ. فَقَدْ أَشَارَ أَنَّ رُسُلَهُ وَتَلَامِيذَهُ سَيُتَابِعُونَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي بَدَأَهُ هُوَ، إِذْ كَانُوا ‹سَيُعَلِّمُونَ› وَ ‹يُطْعِمُونَ خِرَافَهُ ٱلصَّغِيرَةَ›. (مت ٢٨:٢٠؛ اقرأ يوحنا ٢١:١٥-١٧.) وَمَعَ ٱنْتِشَارِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَزَايُدِ عَدَدِ ٱلتَّلَامِيذِ، عَيَّنَ يَسُوعُ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ لِيَكُونُوا رُعَاةً فِي ٱلْجَمَاعَاتِ. — اف ٤:١١، ١٢.
٦ فَفِي حَدِيثِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ مَعَ ٱلنُّظَّارِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَوْضَحَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عَيَّنَهُمْ ‹لِيَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ›. (اع ٢٠:٢٨) وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، بِمَا أَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا مُعَيَّنُونَ عَلَى أَسَاسِ مَطَالِبَ مُدَوَّنَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَمُوحًى بِهَا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلَيْهِ، إِنَّ إِطَاعَةَ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّنَا نَحْتَرِمُ ٱلرَّاعِيَيْنِ ٱلْأَعْظَمَيْنِ، يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (لو ١٠:١٦) وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِرَغْبَتِنَا فِي ٱلْإِذْعَانِ لِلشُّيُوخِ. وَلٰكِنْ، ثَمَّةَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْإِذْعَانِ.
٧ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ ٱلشُّيُوخُ كَيْ تُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ؟
٧ إِنَّ ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلْإِرْشَادَ ٱللَّذَيْنِ يُقَدِّمُهُمَا ٱلشُّيُوخُ لِلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ مُؤَسَّسَانِ إِمَّا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَوْ عَلَى مَبَادِئَ فِيهَا. وَلَيْسَ هَدَفُهُمْ مِنْ ذٰلِكَ أَنْ يُمْلُوا عَلَى إِخْوَتِهِمْ كَيْفَ يَعِيشُونَ حَيَاتَهُمْ. (٢ كو ١:٢٤) بَلْ هَدَفُهُمْ هُوَ أَنْ يُعْطُوا رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِرْشَادَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوا ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةَ وَتُسْهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلنِّظَامِ وَٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) فَٱلشُّيُوخُ ‹يَسْهَرُونَ عَلَى نُفُوسِنَا› بِمَعْنَى أَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يُسَاعِدُوا كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ كَيْ يُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ. لِذٰلِكَ يُسَارِعُونَ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلْعَوْنِ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا أُخِذَ أَوْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُؤْخَذَ «فِي زَلَّةٍ مَا». (غل ٦:١، ٢؛ يه ٢٢) أَفَلَا يَدْفَعُنَا ذٰلِكَ إِلَى ‹إِطَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ›؟ — اقرإ العبرانيين ١٣:١٧.
٨ كَيْفَ يَحْمِي ٱلشُّيُوخُ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ؟
٨ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، ٱلَّذِي كَانَ هُوَ بِدَوْرِهِ رَاعِيًا رُوحِيًّا، إِلَى إِخْوَتِهِ فِي كُولُوسِّي: «اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ، حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَسِيحِ». (كو ٢:٨) وَهٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَنَا إِلَى سَبَبٍ آخَرَ لِنُطِيعَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَهُمْ يَحْمُونَ إِخْوَتَهُمْ بِتَنْبِيهِهِمْ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ قَدْ يُحَاوِلُ زَعْزَعَةَ إِيمَانِهِمْ. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ حَذَّرَ مِنْ ‹أَنْبِيَاءَ وَمُعَلِّمِينَ دَجَّالِينَ› سَيُحَاوِلُونَ أَنْ ‹يُغْرُوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُتَقَلِّبَةَ› بِفِعْلِ ٱلسُّوءِ. (٢ بط ٢:١، ١٤) وَيَلْزَمُ أَنْ يُعْطِيَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ تَحْذِيرَاتٍ مُشَابِهَةً عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. فَهُمْ مَسِيحِيُّونَ نَاضِجُونَ يَمْتَلِكُونَ خِبْرَةً فِي ٱلْحَيَاةِ. هٰذَا وَإِنَّهُمْ بَرْهَنُوا قَبْلَ أَنْ نَالُوا تَعْيِينَهُمْ أَنَّ لَدَيْهِمْ فَهْمًا جَيِّدًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَأَنَّهُمْ مُؤَهَّلُونَ لِيَعِظُوا بِٱلتَّعْلِيمِ ٱلصَّحِيحِ. (١ تي ٣:٢؛ تي ١:٩) فَنُضْجُهُمُ، ٱتِّزَانُهُمْ، وَحِكْمَتُهُمُ ٱلْمُكْتَسَبَةُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ أُمُورٌ تُمَكِّنُهُمْ مِنْ إِعْطَاءِ ٱلتَّوْجِيهِ ٱلسَّلِيمِ لِإِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ.
كَمَا يَحْمِي ٱلرَّاعِي قَطِيعَهُ، يَحْمِي ٱلشُّيُوخُ ٱلْخِرَافَ ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٨.)
اَلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يُطْعِمُ خِرَافَهُ وَيَحْمِيهَا
٩ كَيْفَ تُوَجَّهُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَتَحْصُلُ عَلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْيَوْمَ؟
٩ يُعْطِي يَهْوَهُ عَبْرَ هَيْئَتِهِ وَفْرَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِكَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلنَّصَائِحِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَصِلُنَا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، تُزَوِّدُ ٱلْهَيْئَةُ أَحْيَانًا ٱلْإِرْشَادَ بِطَرِيقَةٍ مُبَاشِرَةٍ إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ، إِمَّا بِوَاسِطَةِ ٱلرَّسَائِلِ أَوْ عَبْرَ إِرْشَادَاتٍ يَنْقُلُهَا ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرَائِقِ، يَتَلَقَّى ٱلْخِرَافُ إِرْشَادَاتٍ وَاضِحَةً.
١٠ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمُحِبِّينَ حِينَ يَشْرُدُ أَحَدُ ٱلْخِرَافِ عَنِ ٱلْقَطِيعِ؟
١٠ تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ ٱلنُّظَّارِ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلْحِمَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِأَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، لَا سِيَّمَا أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ أَنْفُسَهُمْ أَوْ يَمْرَضُونَ رُوحِيًّا. (اقرأ يعقوب ٥:١٤، ١٥.) فَلَرُبَّمَا شَرَدَ بَعْضُهُمْ عَنِ ٱلْقَطِيعِ وَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمَاذَا يَفْعَلُ ٱلرَّاعِي ٱلْمُحِبُّ فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ؟ إِنَّهُ يَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِهِ كَيْ يَجِدَ كُلَّ خَرُوفٍ شَرَدَ عَنِ ٱلْقَطِيعِ لِيَحُثَّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ، أَيْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ يَسُوعُ: «لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ». — مت ١٨:١٢-١٤.
كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَقَائِصِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ؟
١١ لِمَ قَدْ يُشَكِّلُ ٱتِّبَاعُ قِيَادَةِ ٱلشُّيُوخِ تَحَدِّيًا لِلْبَعْضِ؟
١١ إِنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ رَاعِيَانِ كَامِلَانِ. أَمَّا ٱلرُّعَاةُ ٱلْبَشَرُ ٱلَّذِينَ يَأْتَمِنَانِهِمْ عَلَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْجَمَاعَاتِ فَلَيْسُوا كَذٰلِكَ. وَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ قَدْ تَجْعَلُ ٱتِّبَاعَ قِيَادَةِ ٱلشُّيُوخِ تَحَدِّيًا لِلْبَعْضِ. فَقَدْ يُفَكِّرُ هٰؤُلَاءِ: ‹إِنَّهُمْ بَشَرٌ خُطَاةٌ مَثَلُنَا مَثَلُهُمْ. فَلِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَعَ مَشُورَتَهُمْ؟›. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ لَيْسُوا كَامِلِينَ، إِلَّا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ صَائِبَةٍ إِلَى نَقَائِصِهِمْ وَضَعَفَاتِهِمْ.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ نَقَائِصِ بَعْضِ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ فِي مَرَاكِزِ مَسْؤُولِيَّةٍ؟ (ب) لِمَ سُجِّلَتْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَقَائِصُ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُعَيَّنِينَ؟
١٢ تَعْتَرِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ بِنَقَائِصِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَخْدَمَهُمْ يَهْوَهُ لِيُرْشِدَ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، رَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عُيِّنَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَائِدًا لِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ، غَيْرَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ وَأَصْبَحَ مُذْنِبًا بِٱرْتِكَابِ ٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ. (٢ صم ١٢:٧-٩) تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ ٱلَّذِي ٱقْتَرَفَ أَخْطَاءً جَسِيمَةً مَعَ أَنَّهُ كَانَ مُؤْتَمَنًا عَلَى مَسْؤُولِيَّةٍ كَبِيرَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (مت ١٦:١٨، ١٩؛ يو ١٣:٣٨؛ ١٨:٢٧؛ غل ٢:١١-١٤) فَبِٱسْتِثْنَاءِ يَسُوعَ، مَا مِنْ إِنْسَانٍ كَامِلٍ مُنْذُ عَهْدِ آدَمَ وَحَوَّاءَ.
١٣ وَلِمَ جَعَلَ يَهْوَهُ كَتَبَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَجِّلُونَ نَقَائِصَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ هُوَ بِنَفْسِهِ؟ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَسْبَابٍ أُخْرَى، فَعَلَ ذٰلِكَ لِيُظْهِرَ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ ٱسْتِخْدَامَ بَشَرٍ نَاقِصِينَ لِيَقُودُوا شَعْبَهُ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَطَالَمَا قَامَ بِهٰذَا ٱلْأَمْرِ. لِذَا، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَّخِذَ نَقَائِصَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا ٱلْيَوْمَ عُذْرًا لِنَتَذَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَوْ نَتَجَاهَلَ سُلْطَتَهُمْ. فَيَهْوَهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَحْتَرِمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ وَنُطِيعَهُمْ. — اقرإ الخروج ١٦:٢، ٨.
١٤، ١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي وَجَّهَ بِهَا يَهْوَهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي؟
١٤ إِنَّ إِطَاعَةَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا أَمْرٌ حَيَوِيٌّ. فَكِّرْ كَيْفَ وَجَّهَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي خِلَالَ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْحَرِجَةِ. فَحِينَ غَادَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَرْضَ مِصْرَ، كَانَتْ أَوَامِرُ ٱللّٰهِ تَأْتِيهِمْ عَبْرَ مُوسَى وَهَارُونَ. فَلِكَيْ يَنْجُوا مِنَ ٱلضَّرْبَةِ ٱلْعَاشِرَةِ مَثَلًا، كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُطِيعُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ بِأَنْ يَتَنَاوَلُوا وَجْبَةً خُصُوصِيَّةً وَيَرُشُّوا دَمَ ٱلشَّاةِ عَلَى قَائِمَتَيِ ٱلْبَابِ وَعَتَبَتِهِ ٱلْعُلْيَا فِي بُيُوتِهِمْ. وَهٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتُ لَمْ تَأْتِهِمْ مِنْ خِلَالِ صَوْتٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. بَلْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْمَعُوا لِشُيُوخِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ تَلَقَّوْا بِدَوْرِهِمْ تَوْجِيهَاتٍ مُحَدَّدَةً مِنْ مُوسَى. (خر ١٢:١-٧، ٢١-٢٣، ٢٩) فَفِي ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ، لَعِبَ مُوسَى وَٱلشُّيُوخُ دَوْرًا فِي نَقْلِ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ إِلَى شَعْبِهِ. وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ يَلْعَبُونَ دَوْرًا حَيَوِيًّا مُمَاثِلًا.
١٥ وَلَعَلَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي مُنَاسَبَاتٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى فِي تَارِيخِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ زَوَّدَ فِيهَا يَهْوَهُ إِرْشَادَاتٍ مُنْقِذَةً لِلْحَيَاةِ عَبْرَ مُمَثِّلِينَ بَشَرِيِّينَ أَوْ مَلَائِكِيِّينَ. وَفِي جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ، قَرَّرَ ٱللّٰهُ أَنْ يُفَوِّضَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ سُلْطَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱسْمِهِ وَإِخْبَارِ شَعْبِهِ بِمَا يَلْزَمُ فِعْلُهُ لِلنَّجَاةِ مِنْ كَارِثَةٍ مَا. أَفَلَا يُعْقَلُ أَنْ يَقُومَ يَهْوَهُ بِأَمْرٍ مُمَاثِلٍ فِي هَرْمَجِدُّونَ؟! طَبْعًا، إِنَّ أَيَّ شَيْخٍ فُوِّضَتْ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّةُ تَمْثِيلِ يَهْوَهَ أَوْ هَيْئَتِهِ ٱلْيَوْمَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْذَرَ جَيِّدًا مِنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلسُّلْطَةِ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ.
«رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَرَاعٍ وَاحِدٌ»
١٦ أَيُّ ‹كَلِمَةٍ› يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَيْهَا؟
١٦ يُؤَلِّفُ شَعْبُ يَهْوَهَ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» يَقُودُهَا «رَاعٍ وَاحِدٌ»، يُسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (يو ١٠:١٦) وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَ تَلَامِيذِهِ «كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:٢٠) وَبِصِفَتِهِ مَلِكًا يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَلَدَيْهِ سُلْطَةٌ تَامَّةٌ عَلَى كُلِّ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي سَتُؤَدِّي إِلَى تَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. لِذَا، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ وَٱلْأَمَانِ فِي حَظِيرَةِ ٱللّٰهِ، يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَعَ ‹ٱلْكَلِمَةَ خَلْفَنَا› ٱلَّتِي تَقُولُ لَنَا فِي أَيِّ طَرِيقٍ نَذْهَبُ. وَهٰذِهِ ‹ٱلْكَلِمَةُ› تَشْمُلُ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَا يَقُولُهُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ عَبْرَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَاهُمْ رُعَاةً مُعَاوِنِينَ. — اقرأ اشعيا ٣٠:٢١؛ رؤيا ٣:٢٢.
يُحَاوِلُ ٱلشُّيُوخُ حِمَايَةَ ٱلْعَائِلَاتِ ذَاتِ ٱلْوَالِدِ ٱلْوَاحِدِ مِنَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٧، ١٨.)
١٧، ١٨ (أ) أَيُّ خَطَرٍ يُهَدِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ، وَلٰكِنْ مِمَّ نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ؟ (ب) مَاذَا سَنَتَعَلَّمُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَجُولُ «كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». (١ بط ٥:٨) فَمِثْلَ وَحْشٍ مُفْتَرِسٍ وَضَارٍ، إِنَّهُ يَتَتَبَّعُ ٱلْقَطِيعَ مُنْتَظِرًا ٱلْفُرْصَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِيَنْقَضَّ عَلَى ٱلضَّعِيفِ أَوِ ٱلشَّارِدِ. وَهٰذَا سَبَبٌ وَجِيهٌ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِبَقِيَّةِ ٱلْقَطِيعِ وَبِيَهْوَهَ، ‹رَاعِي نُفُوسِنَا وَنَاظِرِهَا›. (١ بط ٢:٢٥) تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ٧:١٧ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلنَّاجِينَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ: «اَلْحَمَلُ [يَسُوعُ] . . . سَيَرْعَاهُمْ، وَسَيُرْشِدُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاةِ. وَسَيَمْسَحُ ٱللّٰهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ». فَيَا لَهُ مِنْ وَعْدٍ رَائِعٍ!
١٨ إِنَّ مَسْؤُولِيَّةَ رِعَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ ٱلشُّيُوخِ هِيَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَكَيْفَ يَتَأَكَّدُ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنُونَ أَنَّهُمْ يَعْتَنُونَ جَيِّدًا بِخِرَافِ يَسُوعَ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
ايها الرعاة، تمثلوا بالراعيين الاعظمينبرج المراقبة ٢٠١٣ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
أَيُّهَا ٱلرُّعَاةُ، تَمَثَّلُوا بِٱلرَّاعِيَيْنِ ٱلْأَعْظَمَيْنِ
«اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ». — ١ بط ٢:٢١.
١، ٢ (أ) مَاذَا يَنْتِجُ عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْجَيِّدِ بِٱلْخِرَافِ؟ (ب) لِمَ كَانَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا؟
لَا تَتَمَتَّعُ ٱلْخِرَافُ بِصِحَّةٍ سَلِيمَةٍ إِلَّا إِذَا ٱهْتَمَّ بِهَا ٱلرَّاعِي ٱهْتِمَامًا بَالِغًا. فَأَحَدُ ٱلْكُتُبِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ مَوْضُوعَ تَرْبِيَةِ ٱلْخِرَافِ يُعَلِّقُ قَائِلًا: «إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يَقُودُ ٱلْقَطِيعَ إِلَى ٱلْمَرْعَى دُونَ أَنْ يَهْتَمَّ بِحَاجَاتِهِ ٱلْأُخْرَى، سَيَجِدُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْدَ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةٍ أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْ خِرَافِهِ صَارَ مَرِيضًا وَغَيْرَ نَافِعٍ». بِٱلْمُقَابِلِ، عِنْدَمَا يَعْتَنِي ٱلرَّاعِي جَيِّدًا بِخِرَافِهِ، يَنْمُو ٱلْقَطِيعُ بِرُمَّتِهِ لِيُصْبِحَ قَوِيًّا وَسَلِيمًا.
٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ وَٱلرِّعَايَةَ ٱللَّذَيْنِ يُقَدِّمُهُمَا ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنْ خِرَافِ يَهْوَهَ يُؤَثِّرَانِ فِي ٱلصِّحَّةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِلْجَمَاعَةِ بِكَامِلِهَا. فَلَعَلَّكَ تَذْكُرُ أَنَّ يَسُوعَ أَشْفَقَ عَلَى ٱلْجُمُوعِ لِأَنَّهُمْ «كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». (مت ٩:٣٦) فَلِمَ كَانُوا فِي تِلْكَ ٱلْحَالَةِ ٱلْمُزْرِيَةِ؟ لِأَنَّ ٱلْمَسْؤُولِينَ عَنْ تَعْلِيمِ ٱلشَّعْبِ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ كَانُوا قُسَاةً وَمُتَطَلِّبِينَ وَرِيَائِيِّينَ. فَعِوَضَ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ أَفْرَادَ قَطِيعِهِمْ وَيُغَذُّوهُمْ، كَانُوا يَضَعُونَ «أَحْمَالًا ثَقِيلَةً» عَلَى أَكْتَافِهِمْ. — مت ٢٣:٤.
٣ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ فِيمَا يَعْتَنُونَ بِٱلْخِرَافِ؟
٣ وَٱلْيَوْمَ، لَدَى ٱلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، أَيِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُعَيَّنِينَ، مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ. فَٱلْخِرَافُ ٱلَّتِي يَرْعَوْنَهَا هِيَ مِلْكٌ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ. فَيَسُوعُ، «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ»، قَدِ ‹ٱشْتَرَاهَا بِثَمَنٍ› هُوَ ‹دَمُهُ ٱلْكَرِيمُ› ٱلَّذِي بَذَلَهُ مِنْ أَجْلِهَا، مُعْرِبًا بِذٰلِكَ عَنْ مَحَبَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ لَهَا. (يو ١٠:١١؛ ١ كو ٦:٢٠؛ ١ بط ١:١٨، ١٩) لِذٰلِكَ، يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ دَائِمًا أَنَّهُمْ رُعَاةٌ مُعَاوِنُونَ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، «رَاعِي ٱلْخِرَافِ ٱلْعَظِيمِ» وَخَاضِعُونَ لِإِشْرَافِهِ. — عب ١٣:٢٠.
٤ مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٤ فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْخِرَافَ؟ صَحِيحٌ أَنَّهُ مَطْلُوبٌ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ ‹يُطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَهُمْ›، لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُوصِي ٱلشُّيُوخَ أَيْضًا أَلَّا يَكُونُوا «سَائِدِينَ عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللّٰهِ». (عب ١٣:١٧؛ اقرأ ١ بطرس ٥:٢، ٣.) فَكَيْفَ يَتَوَلَّى ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُعَيَّنُونَ ٱلْقِيَادَةَ دُونَ أَنْ يَسُودُوا عَلَى ٱلْقَطِيعِ؟ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، كَيْفَ يَهْتَمُّ ٱلشُّيُوخُ بِحَاجَاتِ ٱلْخِرَافِ دُونَ أَنْ يَتَجَاوَزُوا حُدُودَ ٱلسُّلْطَةِ ٱلَّتِي مَنَحَهُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ؟ هٰذَا مَا سَتُنَاقِشُهُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ.
«فِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا»
٥ مَاذَا تُظْهِرُ لَنَا ٱلصُّورَةُ ٱلْبَيَانِيَّةُ فِي إِشَعْيَا ٤٠:١١ عَنْ يَهْوَهَ؟
٥ كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا عَنْ يَهْوَهَ قَائِلًا: «كَٱلرَّاعِي يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ ٱلْحُمْلَانَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا. وَيَقُودُ ٱلْمُرْضِعَاتِ بِعِنَايَةٍ». (اش ٤٠:١١) تُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصُّورَةُ ٱلْبَيَانِيَّةُ كَيْفَ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِحَاجَاتِ ٱلضَّعِيفِ وَٱلْمُعَرَّضِ لِلْخَطَرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَمَا يُدْرِكُ ٱلرَّاعِي ٱلْحَاجَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةَ لِكُلِّ خَرُوفٍ مِنْ خِرَافِهِ وَيَكُونُ مُتَأَهِّبًا لِمُسَاعَدَتِهِ، يَعْرِفُ يَهْوَهُ حَاجَاتِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَيُسَرُّ بِأَنْ يُقَدِّمَ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱللَّازِمَةَ. وَكَمَا يَحْمِلُ ٱلرَّاعِي ٱلْحَمَلَ ٱلْمَوْلُودَ حَدِيثًا فِي طَيَّاتِ ثَوْبِهِ، يَهْتَمُّ بِنَا يَهْوَهُ — «أَبُو ٱلْمَرَاحِمِ ٱلرَّقِيقَةِ» — خِلَالَ أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ، إِذْ يُعَزِّينَا حِينَ نَمُرُّ بِٱمْتِحَانٍ كَبِيرٍ أَوْ ظَرْفٍ صَعْبٍ. — ٢ كو ١:٣، ٤.
٦ كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلشَّيْخُ بِمِثَالِ يَهْوَهَ؟
٦ يَا لَهُ مِنْ دَرْسٍ رَائِعٍ يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ ٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيُّ مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ! فَعَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ يَقِظًا لِحَاجَاتِ ٱلْخِرَافِ ٱقْتِدَاءً بِيَهْوَهَ. فَإِذَا عَرَفَ أَيَّةَ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُونَهَا، فَسَيُقَدِّمُ ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلدَّعْمَ ٱللَّازِمَيْنِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُلَائِمَةِ. (ام ٢٧:٢٣) لِذٰلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّيْخُ عَلَى ٱتِّصَالٍ جَيِّدٍ بِرُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَفِي حِينِ أَنَّهُ يَحْتَرِمُ خُصُوصِيَّاتِهِمْ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْتَبِهُ لِمَا يَرَاهُ وَيَسْمَعُهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَيَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ طَوْعًا كَيْ ‹يَعْضُدَ ٱلضُّعَفَاءَ›. — اع ٢٠:٣٥؛ ١ تس ٤:١١.
٧ (أ) أَيُّ مُعَامَلَةٍ لَقِيَهَا خِرَافُ ٱللّٰهِ فِي زَمَنِ حَزْقِيَالَ وَإِرْمِيَا؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ دَيْنُونَةِ يَهْوَهَ لِلرُّعَاةِ غَيْرِ ٱلْأُمَنَاءِ؟
٧ تَأَمَّلْ فِي مَوْقِفِ ٱلرُّعَاةِ ٱلَّذِينَ دَانَهُمُ ٱللّٰهُ فِي زَمَنِ حَزْقِيَالَ وَإِرْمِيَا. فَقَدْ رَفَضَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْتَنُوا بِخِرَافِهِ. فَعِوَضَ أَنْ يَرْعَى أُولٰئِكَ ٱلرُّعَاةُ خِرَافَ ٱللّٰهِ، كَانُوا يَسْتَغِلُّونَهُمْ وَ ‹يَرْعَوْنَ أَنْفُسَهُمْ›. وَعَدَمُ ٱلِٱهْتِمَامِ هٰذَا جَعَلَ ٱلْقَطِيعَ يَتَبَدَّدُ وَيُصْبِحُ ضَحِيَّةً لِلْمُفْتَرِسِينَ. (حز ٣٤:٧-١٠؛ ار ٢٣:١) صَحِيحٌ أَنَّ دَيْنُونَةَ ٱللّٰهِ لِهٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةِ تَنْطَبِقُ عَلَى قَادَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ، لٰكِنَّهَا تُشَدِّدُ أَيْضًا كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يَمْنَحَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ خِرَافَ يَهْوَهَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْحُبِّيَّ ٱلْمُلَائِمَ.
«إِنِّي وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا»
٨ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي تَصْحِيحِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلْخَاطِئَةِ؟
٨ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ، قَدْ لَا يَفْهَمُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مَا يَتَوَقَّعُهُ يَهْوَهُ مِنْهُمْ. فَقَدْ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، أَوْ رُبَّمَا يَتَصَرَّفُونَ بِطَرِيقَةٍ تَنِمُّ عَنْ نَقْصٍ فِي ٱلنُّضْجِ ٱلرُّوحِيِّ. فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلشُّيُوخِ؟ يَنْبَغِي أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِصَبْرِ يَسُوعَ عَلَى تَلَامِيذِهِ حِينَ كَانُوا يَتَجَادَلُونَ دَوْمًا حَوْلَ مَنْ سَيَكُونُ ٱلْأَعْظَمَ بَيْنَهُمْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ. فَبَدَلَ أَنْ يَنْفَدَ صَبْرُ يَسُوعَ، ٱسْتَمَرَّ يُعَلِّمُهُمْ وَيُعْطِيهِمِ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْحُبِّيَّةَ عَنْ إِظْهَارِ ٱلتَّوَاضُعِ. (لو ٩:٤٦-٤٨؛ ٢٢:٢٤-٢٧) وَعِنْدَمَا غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ، أَعْطَاهُمْ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ، صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ يُعْرِبَ عَنْهَا ٱلنُّظَّارُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ. — اقرأ يوحنا ١٣:١٢-١٥؛ ١ بط ٢:٢١.
٩ أَيُّ مَوْقِفٍ لِيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا صَحَّحَهُ يَسُوعُ؟
٩ وَنَظْرَةُ يَسُوعَ إِلَى دَوْرِ ٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيِّ تَخْتَلِفُ عَنِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلَّتِي أَبْدَاهَا يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ذَاتَ مَرَّةٍ. فَقَدْ سَأَلَ هٰذَانِ ٱلرَّسُولَانِ يَسُوعَ أَنْ يَحْصُلَا عَلَى مَرْكَزٍ مُهِمٍّ فِي ٱلْمَلَكُوتِ. غَيْرَ أَنَّهُ صَحَّحَ مَوْقِفَهُمَا قَائِلًا لِجَمِيعِ ٱلرُّسُلِ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ ٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا». (مت ٢٠:٢٥، ٢٦) فَكَانَ عَلَى ٱلرُّسُلِ أَنْ يُقَاوِمُوا ٱلْمَيْلَ إِلَى أَنْ يَكُونُوا ‹سَائِدِينَ› عَلَى رُفَقَائِهِمْ.
١٠ كَيْفَ يَتَوَقَّعُ يَسُوعُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُعَامِلُوا ٱلرَّعِيَّةَ، وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ بُولُسُ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ؟
١٠ يَتَوَقَّعُ يَسُوعُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُعَامِلُوا ٱلرَّعِيَّةَ مِثْلَمَا عَامَلَهَا هُوَ. فَيَجِبُ أَنْ يَكُونُوا عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِيَتَصَرَّفُوا كَخُدَّامٍ لِرُفَقَائِهِمْ، لَا كَأَسْيَادٍ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ تَحَلَّى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِهٰذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلْمُتَوَاضِعِ، إِذْ قَالَ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ وَطِئَتْ قَدَمِي إِقْلِيمَ آسِيَا، كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ ٱلزَّمَانِ، عَابِدًا لِلرَّبِّ بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ». بَعْدَ ذٰلِكَ، عَبَّرَ عَنْ رَغْبَتِهِ فِي أَنْ يَبْذُلَ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخُ جُهْدَهُمْ كَيْ يُسَاعِدُوا إِخْوَتَهُمْ بِتَوَاضُعٍ، قَائِلًا لَهُمْ: «فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَدِّ لَا بُدَّ أَنْ تَعْضُدُوا ٱلضُّعَفَاءَ». (اع ٢٠:١٨، ١٩، ٣٥) كَمَا قَالَ لِلْكُورِنْثِيِّينَ إِنَّهُ لَا يَسُودُ عَلَى إِيمَانِهِمْ، بَلْ هُوَ رَفِيقٌ فِي ٱلْعَمَلِ لِفَرَحِهِمْ. (٢ كو ١:٢٤) حَقًّا، رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا حَسَنًا لِلشُّيُوخِ ٱلْيَوْمَ فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْعَمَلِ بِكَدٍّ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ.
‹تَمَسَّكُوا بِثَبَاتٍ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلْأَمِينَةِ›
١١، ١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلشَّيْخُ رَفِيقًا مُؤْمِنًا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١١ عَلَى ٱلشَّيْخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَكُونَ «مُتَمَسِّكًا بِثَبَاتٍ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلْأَمِينَةِ مِنْ جِهَةِ فَنِّ تَعْلِيمِهِ». (تي ١:٩) وَلٰكِنْ يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ «بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ». (غل ٦:١) فَٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْجَيِّدُ لَا يُرْغِمُ رُفَقَاءَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَتَصَرَّفُوا بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ، بَلْ يُحَاوِلُ أَنْ يُسَاعِدَهُمْ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ عَلَى أَسَاسِ مَحَبَّتِهِمْ لِيَهْوَهَ وَكَلِمَتِهِ. فَقَدْ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْمَبَادِئِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلْأَخُ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ مُهِمٍّ فِي مَسْأَلَةٍ مَا، أَوْ قَدْ يُرَاجِعُ مَعَهُ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُهَا ٱلْمَطْبُوعَاتُ حَوْلَ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. وَقَدْ يَحُثُّهُ أَنْ يَتَأَمَّلَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِخِيَارَاتِهِ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ. كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يُشَدِّدَ لَهُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ طَلَبِ إِرْشَادِ ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ. (ام ٣:٥، ٦) وَبَعْدَ أَنْ يُنَاقِشَ مَعَهُ مَسَائِلَ كَهٰذِهِ، يَتْرُكُ لَهُ حُرِّيَّةَ صُنْعِ خِيَارِهِ ٱلْخَاصِّ. — رو ١٤:١-٤.
١٢ إِنَّ ٱلْأَسَاسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَسْتَنِدُ عَلَيْهِ ٱلنُّظَّارُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِإِعْطَاءِ ٱلْإِرْشَادِ هُوَ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ. لِذَا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَسْتَخْدِمُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِمَهَارَةٍ وَيَلْتَصِقُوا بِمَا يَقُولُهُ. وَفِعْلُ ذٰلِكَ يُجَنِّبُهُمْ إِسَاءَةَ ٱسْتِعْمَالِ سُلْطَتِهِمْ. فَهُمْ لَيْسُوا سِوَى رُعَاةٍ مُعَاوِنِينَ، وَكُلُّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ مَسْؤُولٌ أَمَامَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ عَنِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا. — غل ٦:٥، ٧، ٨.
كُونُوا «أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ»
يُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخُ عَائِلَاتِهِمْ أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِلْخِدْمَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.)
١٣، ١٤ فِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّيْخُ مِثَالًا لِلرَّعِيَّةِ؟
١٣ بَعْدَمَا حَضَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَلَّا ‹يَسُودُوا عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللّٰهِ›، حَثَّهُمْ أَنْ ‹يَصِيرُوا أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ›. (١ بط ٥:٣) فَكَيْفَ يَكُونُ ٱلشَّيْخُ مِثَالًا لِلرَّعِيَّةِ؟ تَأَمَّلْ فِي ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَمْتَلِكَهَا ٱلْأَخُ ٱلَّذِي ‹يَبْتَغِي أَنْ يَكُونَ نَاظِرًا›. فَعَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ «رَزِينًا» وَأَنْ «يُشْرِفَ حَسَنًا عَلَى بَيْتِهِ». فَإِذَا كَانَ لَهُ عَائِلَةٌ، يَنْبَغِي أَنْ يُشْرِفَ عَلَيْهَا بِطَرِيقَةٍ مِثَالِيَّةٍ. «فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يُشْرِفُ عَلَى بَيْتِهِ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِجَمَاعَةِ ٱللّٰهِ؟». (١ تي ٣:١، ٢، ٤، ٥) وَلِيَتَأَهَّلَ ٱلْأَخُ لِيَكُونَ نَاظِرًا، عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ رَزِينًا، أَيْ أَنْ يَفْهَمَ بِوُضُوحٍ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ وَيَعْرِفَ كَيْفَ يُطَبِّقُهَا فِي حَيَاتِهِ. كَمَا يَجِبُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ وَيُفَكِّرَ بِتَأَنٍّ قَبْلَ أَنْ يَتَصَرَّفَ. وَحِينَ يَرَى ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ فِي ٱلشُّيُوخِ، تَتَعَزَّزُ ثِقَتُهُمْ بِهِمْ.
١٤ وَأَخْذُ ٱلْقِيَادَةِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ عَامِلٌ آخَرُ يَرْسُمُ فِيهِ ٱلنُّظَّارُ مِثَالًا جَيِّدًا لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وقَدْ تَرَكَ يَسُوعُ مِثَالًا لِلنُّظَّارِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَعَمَلُ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ كَانَ جُزْءًا هَامًّا مِنْ نَشَاطِهِ ٱلْأَرْضِيِّ. وَقَدْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ كَيْفَ يَقُومُونَ بِهِ. (مر ١:٣٨؛ لو ٨:١) وَٱلْيَوْمَ، كَمْ هُوَ مُشَجِّعٌ لِلنَّاشِرِينَ أَنْ يَخْدُمُوا إِلَى جَانِبِ ٱلشُّيُوخِ، وَيَرَوْا غَيْرَتَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُنْقِذِ لِلْحَيَاةِ، وَيَتَعَلَّمُوا مِنْ أَسَالِيبِهِمِ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ! فَغَيْرَةُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَتَصْمِيمُهُمْ عَلَى تَكْرِيسِ وَقْتِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ لِلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ بَرْنَامَجِهِمِ ٱلْحَافِلِ بِٱلنَّشَاطَاتِ يُشَجِّعَانِ كَامِلَ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ تُعْرِبَ عَنْ غَيْرَةٍ مُمَاثِلَةٍ. كَذٰلِكَ، يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ أَنْ يَرْسُمُوا مِثَالًا جَيِّدًا لِإِخْوَتِهِمْ بِٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلِٱشْتِرَاكِ فِيهَا، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِنَشَاطَاتٍ أُخْرَى مِثْلِ تَنْظِيفِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَصِيَانَتِهَا. — اف ٥:١٥، ١٦؛ اقرإ العبرانيين ١٣:٧.
يَرْسُمُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْمِثَالَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.)
«اِدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ»
١٥ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ٱلشُّيُوخَ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ؟
١٥ يُسَارِعُ ٱلرَّاعِي ٱلْجَيِّدُ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْخَرُوفِ حِينَ يُصَابُ بِٱلْأَذَى أَوِ ٱلْمَرَضِ. وَبِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، يَنْبَغِي أَنْ يَتَّخِذَ ٱلشُّيُوخُ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا عِنْدَمَا يَعْرِفُونَ أَنَّ أَحَدًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُعَانِي مَشَقَّةً مَا أَوْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَٱلْمُسِنُّونَ وَٱلْمَرْضَى قَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَى مَنْ يَعْتَنِي بِحَاجَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ ٱلرُوحِيَّيْنِ. (١ تس ٥:١٤) وَقَدْ يُوَاجِهُ ٱلشَّبَابُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ، مِثْلَ مُقَاوَمَةِ «ٱلشَّهَوَاتِ ٱلشَّبَابِيَّةِ». (٢ تي ٢:٢٢) لِذٰلِكَ، يَشْمُلُ عَمَلُ ٱلرِّعَايَةِ أَنْ يَزُورَ ٱلنُّظَّارُ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ دَوْرِيًّا كَيْ يَفْهَمُوا ٱلظُّرُوفَ ٱلَّتِي يُوَاجِهُونَهَا وَيُشَجِّعُوهُمْ بِٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلَائِمَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَعِنْدَمَا يُسَارِعُ ٱلشُّيُوخُ إِلَى إِعْطَاءِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱللَّازِمَةَ، يُصْبِحُ مِنَ ٱلْمُسْتَطَاعِ حَلُّ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ قَبْلَ أَنْ تَتَفَاقَمَ.
١٦ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَمَا يَحْتَاجُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٦ وَلٰكِنْ، مَاذَا لَوْ تَطَوَّرَتْ مُشْكِلَةُ أَحَدِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى دَرَجَةِ أَنَّ صِحَّتَهُ ٱلرُّوحِيَّةَ أَصْبَحَتْ مُهَدَّدَةً بِٱلْخَطَرِ؟ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ، وَلْيُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ، وَيَدْهُنُوهُ بِزَيْتٍ بِٱسْمِ يَهْوَهَ. وَصَلَاةُ ٱلْإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمُتَوَعِّكَ، وَيَهْوَهُ يُقِيمُهُ. وَإِنْ كَانَ قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَايَا، تُغْفَرُ لَهُ». (يع ٥:١٤، ١٥) حَتَّى لَوْ لَمْ ‹يَدْعُ [ٱلْمَرِيضُ رُوحِيًّا] شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ›، يَجِبُ أَنْ يَهُبُّوا إِلَى مُسَاعَدَتِهِ حَالَمَا يَصِيرُونَ عَلَى عِلْمٍ بِوَضْعِهِ. وَحِينَ يُصَلِّي ٱلشُّيُوخُ مَعَ إِخْوَتِهِمْ وَمِنْ أَجْلِهِمْ وَيَدْعَمُونَهُمْ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ، يُبَرْهِنُونَ أَنَّهُمْ مُنْعِشُونَ رُوحِيًّا وَمُشَجِّعُونَ لِلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ. — اقرأ اشعيا ٣٢:١، ٢.
١٧ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ ٱلْجَمَاعَةُ عِنْدَمَا يَتَمَثَّلُ ٱلشُّيُوخُ ‹بِٱلرَّاعِي ٱلْعَظِيمِ›؟
١٧ فِي كُلِّ عَمَلٍ يَقُومُ بِهِ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ، يَبْذُلُونَ جُهْدَهُمْ كَيْ يَتَمَثَّلُوا بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ‹ٱلرَّاعِي ٱلْعَظِيمِ›. وَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمَسْؤُولُونَ يُسَاعِدُونَ ٱلْقَطِيعَ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلنُّمُوِّ وَفِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ بِأَمَانَةٍ. فَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِرُعَاتِنَا ٱلْمُحِبِّينَ وَلِرَاعِينَا ٱلَّذِي لَا مَثِيلَ لَهُ، يَهْوَهَ!
-