مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سيراليون وغينيا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
  • لمحة عن سيراليون وغينيا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      الصورة في الصفحتين ٨٤،‏ ٨٥

      لمحة عن سيراليون وغينيا

      اليابسة:‏ يتميز هذان البلدان بالمستنقعات الساحلية،‏ مراعي السافانا،‏ الهضاب الزراعية،‏ والجبال الداخلية الشاهقة.‏ وينبع من غينيا ثلاثة من انهر افريقيا الغربية الرئيسية:‏ نهر غامبيا،‏ نهر السنغال،‏ ونهر النيجر.‏

      الخريطتان في الصفحة ٨٣

      الشعب:‏ تُعد قبيلتا المندي والتمن من اكبر قبائل سيراليون المحلية التي يبلغ عددها ثماني عشرة.‏ ويعيش الكريوليون،‏ المتحدرون من الرقيق الافارقة المحررين،‏ بصورة رئيسية في مدينة فريتاون وضواحيها.‏ اما غينيا،‏ فتحوي اكثر من ٣٠ مجموعة عرقية.‏ وتُعتبر قبائل السوسو والفولاني والماندينغو من اكبرها.‏a

      الديانة:‏ نحو ٦٠ في المئة من سكان سيراليون مسلمون،‏ فيما تزعم الاغلبية الباقية انهم مسيحيون.‏ ويدين حوالي ٩٠ في المئة من سكان غينيا بالاسلام.‏ كما يمارس معظم الناس في البلدين ديانات افريقية تقليدية.‏

      اللغة:‏ لكل فئة إثنية لغتها.‏ لكنّ الكريو هي اللغة المشتركة في سيراليون،‏ وهي مزيج من الانكليزية واللغات الاوروبية والافريقية.‏ اما اللغة الرسمية في غينيا فهي الفرنسية.‏ ومن الجدير بالذكر ان ٦٠ في المئة تقريبا من سكان البلدين اميون.‏

      سبل العيش:‏ يعيش معظم السكان من الزراعة.‏ ويشكّل الالماس المستخرج من الطمي حوالي نصف ايرادات الصادرات في سيراليون.‏ فيما تملك غينيا احد اكبر احتياطيات البوكسيت في العالم.‏

      الطعام:‏ من الشائع ان تبلغ مسمعك العبارة:‏ «لم آكل شيئا ما لم آكل الارزّ».‏ وغالبا ما يتناول الناس الفوفو،‏ وهو عبارة عن منيهوت مسلوق يُسحن حتى يشكّل عجينة متماسكة،‏ ويقدَّم مع اللحم والبامية والصلصة الحامضة.‏

      المناخ:‏ حار ورطب على الساحل.‏ وتنخفض درجات الحرارة على المرتفعات.‏ اما في فصل الجفاف،‏ فتهب لعدة ايام رياح صحراوية لافحة تُدعى حرْمتان،‏ متسببة في انخفاض درجات الحرارة ومغطية المنطقة بالغبار.‏

      a بعض القبائل لها اكثر من اسم.‏

      سيراليون

      غينيا

      المساحة (‏بالكيلومترات المربعة)‏

      ٧٤٠‏,٧١

      ٨٥٧‏,٢٤٥

      عدد السكان

      ٠٠٠‏,٠٩٢‏,٦

      ٠٠٠‏,٧٤٥‏,١١

      عدد الناشرين سنة ٢٠١٣

      ٠٣٩‏,٢

      ٧٤٨

      النسبة:‏ ناشر واحد الى

      ٩٨٨‏,٢

      ٧٠٢‏,١٥

      حضور الذِّكرى سنة ٢٠١٣

      ٢٩٧‏,٨

      ٦٠٩‏,٣

  • ١٩١٥-‏١٩٤٧ التاريخ الباكر (‏الجزء ١)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • الصورة في الصفحة ٨٦

      سيراليون وغينيا

      ١٩١٥-‏١٩٤٧ التاريخ الباكر (‏الجزء ١)‏

      بزوغ نور الحق

      وصلت البشارة الى سيراليون عام ١٩١٥ عندما عاد بعض سكانها من انكلترا حاملين معهم مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس.‏ ولكن حوالي شهر تموز (‏يوليو)‏ من تلك السنة،‏ اتى اول شاهد معتمد الى فريتاون،‏ واسمه ألفرد جوزيف.‏ كان بعمر ٣١ سنة،‏ وهو اصلا من غويانا بأميركا الجنوبية.‏ اعتمد ألفرد في اوائل تلك السنة في باربادوس بجزر الهند الغربية،‏ وجاء الى فريتاون ليعمل كمهندس قاطرات بموجب عقد عمل.‏ واستقر في مجمَّع السكة الحديدية في بلدة كلاين التي تبعد نحو ٢‏,٣ كلم عن شجرة القابوق المشهورة في فريتاون.‏ وعلى الفور راح يخبر زملاءه برسالة الكتاب المقدس.‏

      الرسم البياني في الصفحة ٨٦

      في السنة التالية،‏ انضم اليه زميل سابق في العمل من باربادوس اسمه ليونارد بلاكمان.‏ وكانت ام ليونارد،‏ إلفيرا هْيُووِت،‏ مَن عرَّف ألفرد بالحق.‏ مكث ليونارد في مسكن متاخم لمسكن ألفرد،‏ فاجتمعا بانتظام لمناقشة الكتاب المقدس.‏ كما وزَّعا المطبوعات على اصدقائهما وعلى آخرين ممن اهتموا برسالة الملكوت.‏

      وجد هذان الشاهدان ان حقول فريتاون «قد ابيضَّت للحصاد».‏ (‏يو ٤:‏٣٥‏)‏ لذلك بعث ألفرد سنة ١٩٢٣ رسالة الى المركز الرئيسي العالمي في نيويورك يقول فيها:‏ «كثيرون هنا مهتمون بالكتاب المقدس.‏ فهلا ترسلون احدا لمساعدتهم ولدعم نموّ عمل الكرازة في سيراليون؟‏».‏ فأتى الردُّ بالايجاب.‏

      الصورة في الصفحة ٨٨

      وليم «بايبل» براون وزوجته أنطونيا

      روى ألفرد:‏ «بعد عدة اشهر،‏ تلقيت ذات سبت في وقت متأخر من الليل اتصالا هاتفيا لم اتوقعه.‏

      ‏«سأل المتصل:‏ ‹هل انت مَن بعث رسالة الى جمعية برج المراقبة تطلب فيها كارزين؟‏›.‏

      ‏«فأجبت:‏ ‹اجل انا هو›.‏

      ‏«عندئذ قال بنبرة قوية:‏ ‹لقد ارسلوني انا›.‏

      ‏«كان المتصل وليم ر.‏ براون.‏ فهو وزوجته أنطونيا وابنتهما الصغيرة وصلوا الى البلد ذلك اليوم ونزلوا في فندق غينفورد.‏

      ‏«وفي الصباح التالي مباشرة،‏ فيما كنا انا وليونارد نعقد درسنا الاسبوعي في الكتاب المقدس،‏ ظهر عند المدخل رجل مهيب الطلعة هو وليم ر.‏ براون.‏ وقد اراد من شدة غيرته للحق ان يلقي محاضرة عامة في اليوم التالي.‏ فاستأجرنا في الحال اكبر قاعة في فريتاون،‏ قاعة ويلبرفورس التذكارية،‏ ورتَّبنا ان تُلقى اولى المحاضرات العامة الاربع في امسية يوم الخميس التالي.‏

      ‏«انهمك فريقنا الصغير في الاعلان عن المحاضرات باستخدام الصحف وأوراق الدعوة وإخبار الناس شخصيا.‏ صحيح اننا تساءلنا كيف سيتجاوب الناس مع الدعوة،‏ ولكن لم يكن من داع الى القلق.‏ فقد اكتظت القاعة بنحو ٥٠٠ شخص،‏ بينهم رجال دين كثيرون من فريتاون.‏ ففاض قلبنا فرحا لدى رؤية هذه الاعداد».‏

      دام خطاب الاخ براون ساعة،‏ واقتبس فيه آيات كثيرة من الكتاب المقدس،‏ مستخدما آلة عرض الصور المنزلقة لإظهار الآيات على شاشة.‏ كما اعلن تكرارا:‏ «ليس براون مَن يقول،‏ وإنما الكتاب المقدس يقول».‏ فأدهش خطابه الحضور بحيث راحوا يصفقون بعد كل فكرة يذكرها.‏ ولكن ما اثَّر فيهم لم يكن بلاغته وحماسته،‏ بل البراهين القاطعة التي قدمها من الاسفار المقدسة.‏ صرَّح طالب في اللاهوت كان حاضرا:‏ «السيد براون يعرف كتابه المقدس حق المعرفة!‏».‏

      الصورة في الصفحة ٩٠

      ١٩٣٠

      احدثت محاضرات الاخ براون ضجة كبيرة في المدينة،‏ ما جعل الناس يتقاطرون لسماعها.‏ فيوم الاحد التالي،‏ غصّت ايضا القاعة بالحضور لسماع الخطاب «الى الهاوية ومنها!‏ مَن هم هناك؟‏».‏ والحقائق الدامغة التي قدمها تلك الليلة دفعت حتى مرتادي الكنائس المعروفين الى الاستقالة من كنائسهم.‏

      اما المحاضرة الرابعة والاخيرة في السلسلة فكانت بعنوان «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».‏ وقد اجتذبت حشدا كبيرا من الناس بحيث قال لاحقا احد سكان فريتاون:‏ «اضطرت الكنائس الى إلغاء قداس المساء،‏ لأن كل رعاياها كانوا يحضرون محاضرة الاخ براون».‏

      دعا الناس هذا الاخ الغيور «بايبل» براون لأنه استخدم الكتاب المقدس دائما،‏ مشيرا الى انه المرجع النهائي والحاسم.‏ وصار معروفا بهذا اللقب في كل افريقيا الغربية.‏ وهو نفسه استخدم هذا الاسم بكل اعتزاز حتى نهاية مسلكه الارضي.‏

  • ١٩١٥-‏١٩٤٧ التاريخ الباكر (‏الجزء ٢)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ١٩١٥-‏١٩٤٧ التاريخ الباكر (‏الجزء ٢)‏

      مواجهة المجالدين

      عندما رأى رجال الدين في فريتاون ان رعيتهم تستمتع بمحاضرات الاخ براون،‏ امتلأوا غيرة وغيظا.‏ ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٢٣:‏ «بدأ الكهنة يهاجمون الحق عن طريق الصحافة،‏ والاخ براون يردُّ عليهم دائما.‏ والصحف تنشر قول الفريقين».‏ وفي النهاية،‏ لزم رجال الدين الصمت.‏ فقد انكشفت بوضوح حججهم الباطلة.‏ وهكذا انتشرت حقائق الاسفار المقدسة في انحاء كثيرة،‏ فاندفع العديد من قراء الصحف الى طلب مطبوعات الكتاب المقدس.‏ صحيح ان رجال الدين خططوا لإسكات شعب اللّٰه،‏ لكنَّ يهوه «ردَّ عليهم» اعمالَهم الشريرة.‏ —‏ مز ٩٤:‏٢١-‏٢٣‏.‏

      عندئذ هبّت للدفاع عن رجال الدين مجموعة من شبيبة الكنيسة تُعرف باسم «المجالدون».‏ فأعلنوا انهم سيعقدون سلسلة من الاجتماعات العامة للقضاء على «الرَّصلية»،‏ حسبما سمّوا رسالة الملكوت.‏ فتحدَّاهم الاخ براون علانية في الصحيفة اليومية ودعاهم الى اجراء سلسلة من المناظرات.‏ لكنهم رفضوا التحدي،‏ وأنَّبوا رئيس التحرير الذي نشر هذه الدعوة.‏ كما انهم منعوا الاخ براون من حضور اجتماعاتهم،‏ لذلك حضرها ألفرد جوزيف عوضا عنه.‏

      عُقدت الاجتماعات في مُصَلَّى باكستون التذكاري،‏ كنيسة منهجية في فريتاون يجلّها الناس.‏ ذكر ألفرد:‏ «اثناء فترة الاسئلة والاجوبة،‏ سألت عن قانون الايمان الانغليكاني وعقيدة الثالوث وعدة تعاليم اخرى غير مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وبعد ذلك لم يعد عريف الجلسة يأذن لي ان اطرح اية اسئلة اضافية».‏

      وكان بين المجالدين تلك الليلة شاب يُدعى ملبورن غاربر حضر سابقا خطابات «بايبل» براون.‏ وهو في الواقع طالب اللاهوت الشاب الذي صرَّح:‏ «السيد براون يعرف كتابه المقدس حق المعرفة!‏».‏ فبعد ان تفحص مليًّا ما سمعه اقتنع انه وجد الحق.‏ لذلك طلب درسا في الكتاب المقدس من الاخ براون.‏ فدعاه براون الى حضور درس برج المراقبة الاسبوعي في منزله.‏ وأحرز غاربر تقدما روحيا سريعا رغم ان عائلته تبرَّأت منه.‏ وبعد وقت قصير اعتمد هو وآخرون غيره.‏

      ان جهود الشيطان لإيقاف عمل الكرازة في بدايته باءت كلها بالفشل.‏ وكما قال رئيس بلدية فريتاون للمجالدين:‏ «إن كان هذا عمل انسان فسوف يُبطل،‏ ولكن إن كان عمل اللّٰه فلن تتمكنوا من ايقافه».‏ —‏ اع ٥:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

      دين آل براون

      في اوائل ايار (‏مايو)‏ ١٩٢٣،‏ أرسل الاخ براون برقية الى مكتب فرع لندن يطلب فيها المزيد من المطبوعات.‏ فوصلت سريعا شحنة من ٠٠٠‏,٥ كتاب،‏ ثم تلتها شحنات اخرى.‏ وفي هذه الاثناء،‏ واصل براون عقد اجتماعات عامة جذبت آلاف المهتمين الى الحق.‏

      وفي اواخر تلك السنة،‏ اخبرت مجلة برج المراقبة:‏ «يزداد العمل [في سيراليون] بسرعة كبيرة بحيث ان الاخ براون يطلب ان يُرسَل مساعِد له.‏ وكلود براون الذي عاش في وينِّيبيغ،‏ وهو اصلا من جزر الهند الغربية،‏ في طريقه الى هناك».‏

      كان كلود براون كارزا بالبشارة ممتحنا وموثوقا به.‏ فخلال الحرب العالمية الاولى احتمل المعاملة القاسية في السجون الكندية والانكليزية بسبب محافظته على الحياد المسيحي.‏ وخدم في سيراليون اربع سنوات مشجِّعا ومشدِّدا الاخوة والاخوات هناك.‏

      قالت الاخت بولين كول:‏ «قبل ان اعتمد عام ١٩٢٥،‏ اجرى لي الاخ كلود فحصا دقيقا.‏

      ‏«فسألني:‏ ‹هل تفهمين يا اخت بولين ما تتعلمينه من دروس في الاسفار المقدسة؟‏ فنحن لا نريد ان تنجرفي بعيدا عن الحق لأنك لم تفهمي تعاليم الكتاب المقدس›.‏

      ‏«اجبت:‏ ‹راجعت يا اخ كلود ما تعلمته مرات عديدة.‏ وأنا واثقة من قراري›».‏

      الصورة في الصفحة ٩٣

      بولين كول

      وقد خدمت بولين يهوه اكثر من ٦٠ سنة،‏ معظمها كفاتحة خصوصية،‏ حتى نهاية مسلكها الارضي عام ١٩٨٨.‏

      ادرك وليم «بايبل» براون ايضا اهمية مساعدة الآخرين على تنمية عادات روحية جيدة.‏ روى ألفرد جوزيف:‏ «اعتاد الاخ براون ان يسألني حين يلتقيني في وقت باكر من النهار:‏ ‹ما هي آية الكتاب المقدس لهذا اليوم؟‏›.‏ فإذا ما عرفت الجواب،‏ شدَّد لي على ضرورة معرفة الآية كل يوم من كتاب المن اليومي.‏ [يُدعى اليوم فاحصين الاسفار المقدسة يوميا.‏‏] لذا كنت في الصباح التالي اقرأ الآية اليومية فور نهوضي من النوم كي لا يفاجئني بسؤاله عنها.‏ في البداية لم اقدِّر كاملا التدريب الثمين الذي تلقيته منه،‏ لكنني لاحقا ادركت مدى اهميته».‏

      أسفر كل هذا التدريب عن نتائج رائعة.‏ فخلال العام ١٩٢٣،‏ تأسست جماعة في فريتاون واعتمد ١٤ شخصا.‏ وكان جورج براون احد هؤلاء الاخوة الجدد.‏ وهكذا اصبح في الجماعة ثلاث عائلات تحمل الاسم الاخير «براون».‏ والنشاط الغيور لهذه العائلات الثلاث جعل كثيرين من سكان فريتاون يدعون تلاميذ الكتاب المقدس دين «آل براون».‏

  • ١٩١٥-‏١٩٤٧ التاريخ الباكر (‏الجزء ٣)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ١٩١٥-‏١٩٤٧ التاريخ الباكر (‏الجزء ٣)‏

      الكرازة في الاقاليم والبلدان المجاورة

      اتقدت جماعة فريتاون غيرة للحق،‏ فأصبحت «اكثر انشغالا بالكلمة».‏ (‏اع ١٨:‏٥‏)‏ روى ألفرد جوزيف:‏ «غالبا ما كنت اربط صندوقا كرتونيا يحتوي مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس الى دراجتي النارية الكبيرة من طراز نورتون.‏ ثم استقلها واصطحب معي الاخ توماس او سيلفستر غرانت ونتوجه الى الارياف والبلدات الصغيرة الواقعة حول فريتاون من اجل جمع المؤيِّدين،‏ كما دعونا تجوالنا هذا».‏

      حتى عام ١٩٢٧،‏ اقتصر نطاق الكرازة في معظم الاحيان على فريتاون وضواحيها،‏ في منطقة دُعيت ذا كولوني (‏المستعمرة)‏.‏ ولكن ابتداء من سنة ١٩٢٨،‏ اخذت الجماعة تستأجر باصا كل سنة قبل بدء موسم الامطار لتذهب الى الاقاليم.‏ والذين لم يسعهم الذهاب،‏ ساهموا في تمويل الرحلات التي اخذ القيادة فيها ملبورن غاربر.‏ وقد كرزت هذه الفرق في البلدات والقرى شرقا الى كايلاهون وجنوبا الى المناطق القريبة من الحدود الليبيرية.‏ وكانوا في اول احد من كل شهر يعودون اليها لتنمية الاهتمام الذي وجدوه.‏

      نحو هذا الوقت،‏ زار الاخ براون جزر الهند الغربية وعاد الى سيراليون مُحضرا سيارة معه.‏ وكانت تلك من اوائل السيارات التي دخلت البلد.‏ وقد زُوِّدت بجهاز صوت قوي مصمَّم للشهادة العلنية.‏ فراح الاخ براون يركنها في باحة عامة ويشغِّل موسيقى حماسية لجذب الناس،‏ ثم يلقي خطابا قصيرا او يُسمِع الموجودين محاضرة مسجَّلة ويدعوهم الى الحصول على مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وكانت هذه «السيارة الناطقة»،‏ كما دُعيت آنذاك،‏ ظاهرة مثيرة تهافت الناس للاستماع اليها.‏

      الصورة في الصفحة ٩٥

      الشهادة بجرأة

      بعدئذ حوَّل الاخ براون اهتمامه الى مقاطعة لم يطأها الشهود قط،‏ وهي بلدان افريقيا الغربية الاخرى التي تتكلم الانكليزية.‏ فباشر في اواخر العشرينات بسلسلة رحلات كرازية الى غامبيا وغانا وليبيريا ونيجيريا.‏ ووجد اشخاصا مهتمين في كل منها،‏ لكنّ نيجيريا تميزت عن غيرها.‏ لذلك انتقل هو وعائلته عام ١٩٣٠ من فريتاون الى لاغوس.‏ ومن هناك استمر يشرف على عمل الملكوت في افريقيا الغربية.‏

      يخدم يهوه الآن اكثر من ٠٠٠‏,٥٠٠ شاهد في افريقيا الغربية

      عام ١٩٥٠،‏ اجبرته صحته الرديئة ان يعود الى جامايكا،‏ إلا انه ترك وراءه إرثا رائعا.‏ فعلى مرّ ٢٧ سنة،‏ رأى هو وزوجته عدد الشهود يزداد في افريقيا الغربية من ٢ الى اكثر من ٠٠٠‏,١١.‏ لقد شاهدا حرفيا اتمام نبوة اشعيا:‏ «الصغير يصير ألفا،‏ والحقير امة قوية».‏ (‏اش ٦٠:‏٢٢‏)‏ واليوم،‏ بعد اكثر من ٦٠ سنة،‏ تخدم يهوه في افريقيا الغربية «امة قوية» يزيد عددها على ٠٠٠‏,٥٠٠ شاهد.‏

      الثبات تحت الحظر

      عندما خيَّم شبح الحرب العالمية الثانية على افريقيا،‏ اتخذ شعب يهوه في سيراليون موقف الحياد المسيحي.‏ (‏مي ٤:‏٣؛‏ يو ١٨:‏٣٦‏)‏ فاعتبرت السلطات البريطانية خطأ انهم يسعون الى الاطاحة بالنظام.‏ لذا راقبت نشاطاتهم وحظرت مطبوعاتهم.‏ وقد صادر رسميو الجمارك في فريتاون احدى شحنات المطبوعات وأحرقوها.‏ حتى ان الشرطة اعتقلت بعض الاخوة لامتلاكهم مطبوعات محظورة،‏ لكنها اطلقت سراحهم سريعا.‏a

      بالرغم من الحظر،‏ واصل الشهود عملهم الكرازي.‏ اوضحت بولين كول:‏ «تزوَّدنا دائما بنسخ برج المراقبة من اخ عمل مضيفا على متن سفينة رست بانتظام في فريتاون.‏ فرُحنا نطبعها على الآلة الكاتبة لإنتاج نسخ اضافية نستخدمها في الاجتماعات.‏ كما طبعنا كراريس تتناول مواضيع مختلفة من الكتاب المقدس ووزعناها على الناس.‏ واستمر الاخوة يلقون الخطابات العامة ويشغِّلون تسجيلات محاضرات للاخ رذرفورد بثت على الراديو،‏ وخصوصا في القرى النائية».‏

      من الواضح ان هذه الجهود حظيت ببركة يهوه.‏ ذكر جيمس جاريت الذي خدم فترة طويلة كشيخ وفاتح خصوصي:‏ «كنت اعمل اثناء الحرب في قطع الحجارة حين قبلت من اخت مسنة كراس اللاجئون.‏ فعنوانه اثار اهتمامي لأن لاجئين كثيرين نزلوا في فريتاون.‏ وحين قرأته تلك الليلة ادركت على الفور اني وجدت الحق.‏ لذلك بحثت عن الاخت في الصباح التالي حتى وجدتها.‏ فأخذت منها نسخا اضافية لإخوتي الثلاثة.‏ واعتنقنا نحن الاربعة الحق».‏

      عندما وضعت الحرب اوزارها عام ١٩٤٥،‏ كان عدد الناشرين في جماعة فريتاون ٣٢ شخصا.‏ وقد حافظ هؤلاء على استقامتهم ونشاطهم الروحي،‏ وكانوا مستعدين وتواقين الى المضي قدما.‏

      حملة اجتماعات عامة

      في ٢٩ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٥،‏ ناقشت جماعة فريتاون في اجتماع الخدمة الاسبوعي موضوع القيام بحملة جديدة كان قد أُعلن عنها في عدد كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٤ من المخبر (‏تُدعى الآن خدمتنا للملكوت‏)‏.‏ تضمنت الحملة ان تعلن كل جماعة عن سلسلة من اربعة اجتماعات عامة وأن تعقدها في «كل مدينة وبلدة وقرية» تقع ضمن مقاطعتها.‏ وفي كل اجتماع يقدِّم اخ (‏لا يقل عمره عن ١٨ سنة)‏ اظهر كفاءة في مدرسة الخدمة الثيوقراطية خطابا مدته ساعة.‏ وبعد عقد الاجتماعات الاربعة،‏ ينظِّم الاخوة فرقا لدرس الكتاب المقدس بهدف مساعدة المهتمين في كل من تلك المناطق.‏

      فكيف تفاعل الناشرون مع هذا الارشاد الجديد؟‏ تُظهر الملاحظات المأخوذة من اجتماع الخدمة لجماعة فريتاون التعليقات التالية:‏

      العريف:‏ «برأيكم،‏ هل نستطيع ان نقوم بهذه الحملة الجديدة؟‏».‏

      الاخ الاول:‏ «لا ينبغي ان نتوقع ان تلقى النجاح نفسه الذي لقيته في اميركا.‏ فالناس هنا مختلفون».‏

      الاخ الثاني:‏ «اوافقه الرأي».‏

      الاخ الثالث:‏ «لمَ لا نجرِّبها؟‏».‏

      الاخ الرابع:‏ «ولكن ستواجهنا صعوبات».‏

      الاخ الخامس:‏ «رغم ذلك يجب ان نتبع ارشاد هيئة يهوه».‏

      الاخ السادس:‏ «لكن الظروف في هذا البلد معاكسة تماما».‏

      الاخت الاولى:‏ «مع ذلك فإن تعليمات المخبر واضحة.‏ فلنجرِّبها».‏

      وهذا ما فعلوه.‏ فمن ساحل فريتاون الى بو في الجنوب الشرقي وإلى كابالا في الهضبة الشمالية،‏ عقد الاخوة الاجتماعات في المدارس والاسواق والبيوت الخاصة.‏ وهذا العمل اجَّج الغيرة في الجماعة،‏ ‹فظلت كلمة يهوه تنمو وتنتشر›.‏ —‏ اع ١٢:‏٢٤‏.‏

      لكن الناشرين كانوا بحاجة الى التدريب الثيوقراطي.‏ وهذا بالفعل ما زوَّده يهوه.‏

      a رُفع الحظر سنة ١٩٤٨.‏

  • ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣.‏ (‏الجزء ١)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • الصورة في الصفحة ١٠٢

      سيراليون وغينيا

      ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣‏.‏ (‏الجزء ١)‏

      وصول مرسلي جلعاد

      في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤٧،‏ وصل الى فريتاون ثلاثة متخرجين من مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس هم:‏ تشارلز فيتزْباتريك،‏ جورج ريتشاردسون،‏ وهيوبرت جْرِشام.‏ وهؤلاء الاخوة هم اوائل المرسلين العديدين الذين كانوا سيأتون لاحقا.‏

      الرسم البياني في الصفحة ١٠٢

      رأى المرسلون ان الناشرين المحليين تواقون الى الكرازة ولكن تنقصهم المهارة في التلمذة والتعليم.‏ (‏مت ٢٨:‏٢٠‏)‏ لذلك شرعوا يعلِّمونهم كيف يلاحقون الاهتمام الذي يجدونه وكيف يديرون دروس الكتاب المقدس.‏ وأطلعوهم على آخر الارشادات المتعلقة باجتماعات الجماعة والتنظيم الثيوقراطي.‏ كما عقدوا اجتماعا عاما في قاعة ويلبرفورس التذكارية.‏ وما فرَّح المرسلين ان ٤٥٠ شخصا حضروا الاجتماع.‏ ولاحقا خصَّصوا يوما كل اسبوع لتوزيع المجلات.‏ فشجَّع هذا التدريب الجماعة ووضع الاساس لمزيد من الزيادات في المستقبل.‏

      وفي هذه الاثناء،‏ بذل المرسلون وسعهم للتكيف مع المناخ.‏ يذكر تقرير من الفرع يعود الى عام ١٩٤٨:‏ «الطقس في سيراليون رديء جدا.‏ ففصل الامطار يدوم ستة اشهر في السنة،‏ وينهمر المطر خلاله دون توقف.‏ وأحيانا يهطل المطر دون انقطاع طوال اسبوعين متتاليين.‏ اما خلال فصل الجفاف،‏ فتشتدّ الحرارة وترتفع الرطوبة كثيرا».‏ ان الاوروبيين الاوائل الذين قدموا الى سيراليون سمّوها مقبرة الانسان الابيض.‏ فالملاريا والحمى الصفراء والامراض المدارية الاخرى متفشية جدا فيها.‏ فراح المرسلون يمرضون الواحد تلو الآخر،‏ ما اضطرهم الى مغادرة البلد.‏

      طبعا حزن الناشرون المحليون لذهاب المرسلين،‏ إلا ان عزيمتهم لم تضعف.‏ فبين عامَي ١٩٤٧ و ١٩٥٢،‏ ازداد عدد الناشرين من ٣٨ الى ٧٣.‏ وفي بلدة واترلو القريبة من فريتاون،‏ ساهم نشاط الفاتحين المجتهدين في تأسيس جماعة جديدة هناك.‏ وظهر ايضا فريقان جديدان لدرس الكتاب المقدس في اثنتين من ضواحي فريتاون،‏ كيسي ووِلينغتون.‏ فتبيَّن ان عمل الملكوت قابل للتوسع في سيراليون.‏ ولكن كان يلزم الحافز الصائب.‏

      زيارة مشجِّعة

      في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٥٢،‏ وطئ اميركي ممشوق القامة في اوائل ثلاثيناته رصيف ميناء فريتاون ودخل المدينة الصاخبة.‏ كان هذا الزائر مِلتون ج.‏ هنشل من المركز الرئيسي العالمي.‏ روى قائلا:‏ «ادهشتني جدا رؤية مدينة حديثة انظف من مدن كثيرة في العالم .‏ .‏ .‏ فقد اجتزنا الطرقات المعبدة،‏ المتاجر الناشطة،‏ السيارات الحديثة الطراز،‏ وأفواج الناس اللامتناهية».‏

      ذهب الاخ هنشل الى بيت المرسلين في فريتاون سيرا على قدميه،‏ وكان يفصل البيت عن شجرة القابوق الشهيرة مُجمّعان من المباني.‏ فأخبر الاخوة المجتمعين هناك ان سيراليون ستلقى المزيد من المساعدة.‏ ويوم الاحد التالي،‏ ألقى على ٢٥٣ شخصا احتشدوا في قاعة ويلبرفورس التذكارية سلسلة من الاعلانات المبهجة مفادها:‏ سيُفتتح في سيراليون مكتب فرع خاص بها،‏ سيُعيَّن لها ناظر دائرة،‏ وستُعقد فيها المحافل الدائرية؛‏ كما ستُشكَّل جماعة جديدة في كيسي،‏ وسيُصبّ الاهتمام على توسيع عمل الكرازة في الاقاليم.‏ فغمر الفرح الحضور لدى سماعهم هذه الاعلانات.‏

      روى الاخ هنشل:‏ «استمر الاخوة يقولون كوشيه،‏ وهي كلمة تعبِّر كثيرا عن المشاعر ومعناها ‹حسن جدا›.‏ فقد ارتفعت معنوياتهم.‏ وغادروا القاعة في عتمة الليل في مجموعات .‏ .‏ .‏ البعض منهم ينشدون الترانيم».‏

      بعدئذ عُيِّن المرسل وليم نوشي الذي وصل حديثا الى سيراليون ناظرا على مكتب الفرع الجديد.‏ وكان هذا الاخ يعمل في السابق موزِّعا لورق اللعب وزهر النَّرد في نوادي القمار في الولايات المتحدة.‏ ولكن حين صار مسيحيا،‏ تخلى عن عمله وتمسك بالمبادئ البارة،‏ صفة اكسبته محبة واحترام الناشرين في سيراليون.‏

  • ارادوا ان يشاهدوه
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ارادوا ان يشاهدوه

      الرسم البياني في الصفحة ١٠٥

      عام ١٩٥٦،‏ عرض الاخوة في فريتاون فيلم مجتمع العالم الجديد وهو يعمل.‏ اخبروا قائلين:‏

      ‏«استأجرنا اكبر قاعة في فريتاون ووزَّعنا ٠٠٠‏,١ ورقة دعوة.‏ ورحنا نتساءل:‏ ‹كم شخصا سيأتي يا ترى؟‏›.‏ قبل نصف ساعة من بدء الفيلم لم يحضر سوى ٢٥ شخصا.‏ ولكن في الدقائق الـ‍ ١٥ التالية جاء ١٠٠ غيرهم.‏ ولم يمض وقت طويل حتى امتلأت المقاعد الـ‍ ٥٠٠ كلها.‏ كما رضي مئة آخرون ان يحضروا الفيلم واقفين.‏ واحتشد ٥٠٠ شخص آخر في الخارج،‏ اذ لم يتمكنوا من الدخول.‏ فسألناهم إن كان في وسعهم الانتظار حتى العرض الثاني.‏ فردّوا بالايجاب.‏ وهذا ما حصل رغم انهمار المطر».‏

      وعلى مر السنين،‏ شاهد هذا الفيلم الرائع وغيره ما يزيد على ٠٠٠‏,٨٠ شخص من كل انحاء سيراليون.‏

  • ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣.‏ (‏الجزء ٢)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣‏.‏ (‏الجزء ٢)‏

      اكرام الزواج كعطية من اللّٰه

      بعدما استقر وليم نوشي في تعيينه،‏ لاحظ ان بعض الناشرين لم يلتزموا بمقياس يهوه للزواج.‏ فقد تزوج البعض زواجا عرفيا وعاشوا في علاقة زوجية دون ان يسجلوا زواجهم لدى السلطات المدنية.‏ واتبع آخرون عادة محلية تقضي بتأجيل عقد القران حتى تحبل المرأة،‏ لكي يضمنوا انهم سينجبون الاولاد.‏

      لهذا السبب،‏ ارسل مكتب الفرع في ايار (‏مايو)‏ ١٩٥٣ رسالة الى كل الجماعات،‏ شارحا فيها بوضوح مقياس الكتاب المقدس بخصوص الزواج.‏ (‏تك ٢:‏٢٤؛‏ رو ١٣:‏١؛‏ عب ١٣:‏٤‏)‏ فمُنح المتزوجون مهلة لتسجيل زواجهم،‏ وإلا عزلوا من الجماعة.‏ —‏ ١ كو ٥:‏١١،‏ ١٣‏.‏

      أفرح هذا التمحيص معظم الناشرين.‏ الا ان البعض رأوا فيه قيودا غير ضرورية.‏ ففي جماعتين،‏ ترك اكثر من نصف الناشرين هيئة يهوه.‏ اما الذين بقوا امناء،‏ فزادوا من نشاطهم.‏ وكان ذلك دليلا واضحا على بركة يهوه عليهم.‏

      وبعد جهد جهيد،‏ حصل الاخوة على اعتراف يمكِّنهم من استعمال قاعة ملكوت فريتاون مكانا رسميا لعقد الزيجات.‏ وفي ٣ ايلول ‏(‏سبتمبر)‏ ١٩٥٤،‏ عقد فيها الاخوة مراسم الزواج لأول مرة.‏ وفوَّضت الحكومة لاحقا الى اخوة اكفاء عقد الزيجات في ٧ اقاليم في شتى ارجاء البلد.‏ فتسنى للمزيد من المهتمين ان يسجلوا زواجهم ويبلغوا المؤهلات ليصبحوا ناشرين للبشارة.‏

      الصورة في الصفحة ١٠٧

      زواج يُعقد في قاعة ملكوت

      كما كان لمهتمين عديدين اكثر من زوجة،‏ لكنهم اتخذوا خطوات ليعيشوا بانسجام مع مقاييس اللّٰه.‏ يروي سامويل كوبر،‏ الذي يقطن الآن في بونته:‏ «بدأت احضر الاجتماعات مع زوجتيّ سنة ١٩٥٧،‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى انخرطت في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ وذات يوم،‏ عيِّن لي خطاب عن موضوع الزواج المسيحي.‏ وفيما قمت بالبحث استعدادا للخطاب،‏ ادركت ان عليّ ان اصرف زوجتي الصغرى.‏ ولكن حين اخبرت اقربائي بذلك،‏ قاوموني كلهم.‏ كما انها كانت قد انجبت لي طفلة،‏ في حين ان زوجتي الاولى عاقر.‏ لكني كنت قد اتخذت قراري ان التصق بمبادئ الاسفار المقدسة.‏ ويا للعجب،‏ فعندما عادت زوجتي الثانية الى اهلها،‏ بدأت زوجتي الاولى تنجب الاولاد!‏ والآن لدي خمسة اولاد من زوجتي التي كانت عاقرا ذات مرة».‏

      صرف اونوريه كامانو،‏ مهتم آخر يعيش في الجهة المقابلة من الحدود في غينيا،‏ زوجتيه الاصغر سنا.‏ وكم قدرت زوجته الاولى موقفه هذا!‏ فدفعها ذلك ان تأخذ الحق بجدية.‏ وصحيح ان احدى زوجتيه الاخريين شعرت بخيبة الامل حين صُرفت،‏ الا انها قدرت الاعتبار السامي الذي اظهره لمقاييس الكتاب المقدس.‏ فطلبت درسا في الكتاب المقدس،‏ ونذرت لاحقا حياتها ليهوه.‏

      يُعرف شهود يهوه باحترامهم للزواج

      واليوم،‏ يُعرف شهود يهوه في كل انحاء سيراليون وغينيا باحترامهم للزواج.‏ فأمانتهم لرفقاء زواجهم تزيِّن تعاليم اللّٰه وتجلب له التسبيح بصفته مؤسس ترتيب الزواج.‏ —‏ مت ١٩:‏٤-‏٦؛‏ تي ٢:‏١٠‏.‏

      انشقاق في فريتاون

      وصل سنة ١٩٥٦ الى فريتاون خريجان آخران من مدرسة جلعاد،‏ تشارلز وريفا تشابل.‏ وفي طريقهما الى بيت المرسلين،‏ حبسا انفاسهما عند رؤية لافتة كبيرة تعلن عن محاضرة مؤسسة على الكتاب المقدس في قاعة ويلبرفورس التذكارية.‏ يخبر تشارلز:‏ «كان الخطيب المُعلن عنه س.‏ ن.‏ د.‏ جونز،‏ يمثِّل ‹اكليسيا [جماعة] شهود يهوه›».‏

      قاد جونز،‏ الذي ادعى انه ممسوح،‏ فريقا كان قد انشق عن الجماعة في فريتاون قبل عدة سنين.‏ وادعى فريقه هذا انهم شهود «حقيقيون» ليهوه،‏ فيما اطلقوا على المرسلين وعلى الذين بقوا اولياء لممثلي الهيئة القابا مثل «الدجالين» و «رعاة البقر الآتين من جلعاد».‏

      وساء الوضع حين فُصل جونز وبعض مؤيديه.‏ يقول تشابل:‏ «صدم هذا الاعلان بعض الاخوة الذين فضّلوا ان يكونوا متساهلين مع المنشقين.‏ وقد عبرت حفنة منهم عن عدم رضاهم علانية.‏ واستمروا هم وآخرون في معاشرة المتمردين،‏ وحاولوا ان يعيقوا الاجتماعات وترتيبات خدمة الحقل.‏ وجلس هؤلاء المتنمِّرون بجانب بعضهم البعض في الاجتماعات في منطقة دعيت صف المنشقين.‏ وترك اغلبهم الحق في آخر المطاف.‏ الا ان بعضهم استعادوا اتزانهم الروحي وأصبحوا ناشرين غيورين».‏

      ان اتصاف الاغلبية بالولاء ترك الباب مفتوحا لتدفّق روح اللّٰه.‏ فعندما زار ناظر الاقليم هاري ارنوت فريتاون في السنة التي تلت،‏ ذكر في تقريره:‏ «لعدة سنوات لم تشهد سيراليون مثل هذه الزيادة المعتبرة.‏ فهنالك سبب وجيه لتوقع نمو اضافي في المستقبل».‏

      تعليم الكيسيّين

      بُعيد زيارة الاخ هاري ارنوت،‏ تسلَّم تشارلز تشابل رسالة من احد الاخوة في دولة ليبيريا المجاورة.‏ فقد اراد ذلك الاخ ان يفتح العمل الكرازي بين ابناء قبيلته في سيراليون.‏ فهو من قبيلة الكيسي،‏ التي تقطن في التلال والوديان الخصيبة في المنطقة الممتدة عبر سيراليون،‏ ليبيريا،‏ وغينيا.‏ وبدا ان الكثير من الناطقين بالكيسي رغبوا في فهم الكتاب المقدس.‏

      وبما ان معظم الكيسيين لم يعرفوا القراءة والكتابة،‏ نُظّمت صفوف لمحو الامية في كويندو لتعليمهم حقائق الكتاب المقدس الاساسية.‏ وجذبت هذه الصفوف مئات التلاميذ.‏ يتذكر تشابل:‏ «ما لبث ان ضم الفريق ٥ ناشرين جدد،‏ ثم ١٠،‏ ثم ١٥،‏ ثم ٢٠،‏ فتوافد الناس سريعا على الحق لدرجة انني شككت في كونهم ناشرين حقيقيين.‏ الا اني كنت مخطئا.‏ فأغلبهم لم يكونوا امناء فحسب،‏ بل غيورين ايضا».‏

      وسرعان ما نشر اولئك الناشرون الجدد الحماسيون البشارة الى ما بعد كويندو،‏ وصولا الى دولة غينيا المجاورة في نهاية المطاف.‏ وفي رحلاتهم الطويلة التي استغرقت ساعات وساعات عبر الاراضي المتموجة،‏ كرزوا في المزارع والقرى.‏ يقول أليازار أُوُودْأُوي،‏ الذي خدم ناظر دائرة في ذلك الوقت:‏ «لم نكن نسمع صوت اي محرك سيارة لأسابيع،‏ بل وأحيانا لشهور».‏

      وفيما نثر الاخوة والاخوات الكيسيون بذار الملكوت وسقَوْها،‏ جعلها اللّٰه تنمو.‏ (‏١ كو ٣:‏٧‏)‏ فعندما سمع شاب اعمى الحق،‏ حفظ عن ظهر قلب كراس ‏«بشارة الملكوت هذه»‏ المؤلف من ٣٢ صفحة.‏ فكان باستطاعته لاحقا ان يتذكر ايا من الفقرات فيما يكرز ويعقد دروسا في الكتاب المقدس بنفسه،‏ مما اثار دهشة السامعين.‏ كما قامت امرأة صماء بتغييرات جذرية حين قبلت الحق،‏ حتى ان زوجة اخيها الاصغر بدأت تحضر الاجتماعات،‏ قاطعة نحو عشرة كيلومترات سيرا على الاقدام.‏

      سار العمل بين الكيسيين على قدم وساق.‏ فتأسست جماعة ثانية تلتها اخرى.‏ وانخرط نحو ٣٠ ناشرا في خدمة الفتح.‏ كما ان زعيم بلدة كويندو اهتم بالحق ووهب قطعة ارض لبناء قاعة ملكوت.‏ وبعدما حضر اكثر من ٥٠٠ شخص محفلا دائريا عُقد بكايلاهون،‏ تأسست ايضا جماعة هناك.‏ وبعد وقت قصير،‏ صار نصف الشهود في سيراليون من الكيسي،‏ رغم ان هذه القبيلة تشكل اقل من ٢ في المئة من نسبة السكان.‏

      الا ان هذا التقدم لم يسرّ الجميع،‏ وخاصة القادة الدينيين الكيسيين.‏ وإذ امتلئوا غيرة،‏ صمموا على التخلص من هذا «الخطر» الذي هدّد سلطتهم.‏ لكن السؤال كان كيف ومتى يوجهون ضربتهم؟‏

  • ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣.‏ (‏الجزء ٣)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣‏.‏ (‏الجزء ٣)‏

      مواجهة البورو

      حصل الهجوم الاول في قرية قرب كويندو حيث كان عدد من الرجال يدرسون الكتاب المقدس ويحضرون الاجتماعات بانتظام.‏ وكمعظم الذكور الكيسيين،‏ انتمى هؤلاء الرجال الى جمعية البورو السرية المعروفة بانغماسها في ممارسة الارواحية.‏ يوضح جيمس مِنسا،‏ مرسل من جلعاد خدم ايضا في سيراليون:‏ «عندما رفض تلاميذ الكتاب المقدس ان يشتركوا في الشعائر الشيطانية،‏ استشاط زعيم البورو غضبا.‏ فضرب هو ومناصروه الرجال،‏ سرقوا ممتلكاتهم،‏ احرقوا بيوتهم،‏ قيَّدوهم،‏ وتركوهم في الدغل ليموتوا جوعا.‏ وكان الزعيم الاعلى مَن حرَّض اعضاء البورو على هذا الهجوم.‏ ولكن رغم هذه المعاملة التعسفية،‏ حافظ تلاميذ الكتاب المقدس على موقفهم».‏

      أبلغ الاخوة في كويندو الشرطة بالامر،‏ فاعتقلت زعيم البورو وأصدقاءه والزعيم الاعلى.‏ وأُحيل هؤلاء جميعا الى المحاكمة حيث أُنِّبوا بقساوة،‏ وحُرم الزعيم الاعلى من منصبه قرابة سنة.‏ فانتشر خبر هذا الانتصار القانوني في كل الارجاء،‏ ما شجَّع المزيد من الجدد على البدء بحضور الاجتماعات.‏ ولاحقا تغير موقف الزعيم الاعلى وأصبح مهتما بالحق.‏ وعندما عقد الشهود محفلا دائريا في المنطقة استضاف بعض المندوبين،‏ حتى انه تبرع ببقرة كبيرة ايضا.‏

      حاول قادة آخرون من البورو ان يشنّوا شكلا مختلفا من الهجوم.‏ فبدهاء ‹اختلقوا المتاعب بمرسوم›.‏ (‏مز ٩٤:‏٢٠‏)‏ فقد قدَّم سياسيوهم في البرلمان مشروع قرار يحظر عمل شهود يهوه.‏ ولكن على حد قول تشارلز تشابل:‏ «هبَّ الزعيم الاعلى للدفاع عنا وأخبر المجلس انه يدرس معنا منذ سنتين.‏ وذكر ان هيئتنا لا تمت الى السياسية بأي صلة وأنها تعلِّم الناس وتهذِّب اخلاقهم.‏ ثم اعلن انه يأمل ان يصير من شهود يهوه يوما ما.‏ وعندما ايَّده عضو آخر في البرلمان كان قد درس هو الآخر معنا،‏ رفض المجلس مشروع القرار».‏

      قالوا له بسخرية:‏ «ليطعمك اللّٰه!‏»‏

      واجه الذين تركوا الجمعيات السرية مقاومة شديدة من عائلاتهم ايضا.‏ وهذا ما حدث مع مراهق من كويندو اسمه جوناثان سيلو.‏ فأجداده لأربعة اجيال متعاقبة كانوا من كهنة الجوجو،‏ وكان هو ينال التدريب ليقوم بالعمل نفسه.‏ لكنه حين بدأ يدرس الكتاب المقدس تخلى عن ممارسة الشعائر والذبائح ذات الصلة بالارواحية.‏ فقاومته عائلته بشراسة بحيث اخرجته من المدرسة ورفضت إطعامه حين يذهب الى الاجتماعات المسيحية.‏ فكانت تقول له بسخرية:‏ «ليطعمك اللّٰه!‏».‏ رغم ذلك بقي جوناثان على موقفه.‏ وهو لم يجع قط.‏ كما انه تعلم القراءة والكتابة.‏ ولاحقا انخرط في الفتح العادي،‏ وسرَّه كثيرا ان يرى امه تعتنق الحق.‏

      النمو في ارجاء اخرى من البلد

      بحلول عام ١٩٦٠،‏ كانت قد تشكلت جماعات وفرق منعزلة في بو،‏ بورت لوكو،‏ فريتاون،‏ كويندو،‏ كيسي،‏ لونسار،‏ ماغبوراكا،‏ ماكيني،‏ مويامبا،‏ واترلو،‏ وحتى اقصى الشمال في كابالا.‏ وارتفع عدد الناشرين بسرعة في تلك السنة من ١٨٢ شخصا الى ٢٨٢.‏ فأتى فاتحون خصوصيون كثيرون من غانا ونيجيريا ليقووا الجماعات النامية.‏

      انتمى معظم الشهود الجدد الى قبيلتين:‏ الكريول الذين سكنوا في فريتاون وضواحيها،‏ والكيسي الذين سكنوا في الاقليم الشرقي.‏ ولكن مع استمرار انتشار البشارة،‏ ابتدأ اشخاص من قبائل اخرى يتجاوبون ايضا مع الحق.‏ وشملت هذه القبائل التمن،‏ الكورانكو،‏ والليمبا في الشمال،‏ وكذلك المندي في الجنوب،‏ بالاضافة الى جماعات اثنية اخرى.‏

      عام ١٩٦١،‏ دشَّنت جماعة فريتاون الشرقية قاعة ملكوت.‏ ثم دشَّنت جماعة كويندو ايضا قاعة ملكوت مبنية بالطوب تحوي ٣٠٠ مقعد،‏ وكان بالامكان مضاعفة حجمها لتصير قاعة محافل.‏ وبعد فترة قصيرة،‏ حضر ٤٠ شيخا مدرسة خدمة الملكوت التي عُقدت للمرة الاولى في سيراليون.‏ وتُوِّجت تلك السنة المميزة بانخراط الاخوة في حملة ناجحة لعرض الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد على الناس.‏

      الصورة في الصفحة ١١٦

      مدرسة خدمة الملكوت في سيراليون عام ١٩٦١.‏ وليم نوشي (‏منتصف الصف الخلفي)‏،‏ تشارلز تشابل (‏الصف الثاني،‏ الثاني من اليمين)‏،‏ ريفا تشابل (‏الصف الامامي،‏ الثالثة من اليمين)‏

      لقد اظهرت هذه التطورات بوضوح ان يهوه يبارك شعبه.‏ وأخيرا في ٢٨ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٦٢،‏ سُجِّلت رسميا في سيراليون جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم،‏ وهي مؤسسة شرعية يستخدمها شهود يهوه في بلدان كثيرة.‏

      افتتاح العمل في غينيا

      لنحوِّل انتباهنا الآن الى غينيا المجاورة (‏دُعيت سابقا غينيا الفرنسية)‏.‏ فقبل سنة ١٩٥٨،‏ شهد اخوة قلائل لبعض الناس هناك اثناء مرورهم بالبلد،‏ إلا ان سلطات الاستعمار الفرنسية قاومت عملنا.‏ ولكن في عام ١٩٥٨،‏ فُتح باب كبير للبشارة حين اعلنت غينيا رفضها للحكم الفرنسي وأصبحت جمهورية مستقلة.‏

      ففي اواخر تلك السنة اتى مانويل ديوغو،‏ اخ من داهومي (‏الآن بينين)‏ يتكلم الفرنسية،‏ للعمل في منجم للبوكسيت في بلدة فْرِيا التي تقع على بعد ٨٠ كلم تقريبا شمال العاصمة كوناكري.‏ وكان في اوائل ثلاثيناته ويرغب بشدة ان يكرز في هذه المقاطعة غير المخدومة.‏ فبعث برسالة الى فرع فرنسا طالبا ان يمدَّه بالمطبوعات والعون من فاتحين خصوصيين.‏ واختتم رسالته قائلا:‏ «اصلِّي ان يبارك يهوه العمل لأنه يوجد عدد كبير من المهتمين هنا».‏

      فردَّ عليه فرع فرنسا برسالة مشجِّعة وحثَّه ان يبقى في غينيا اطول فترة ممكنة.‏ ورتَّب الفرع ايضا ان يزوره فاتح خصوصي ليدرِّبه على الخدمة.‏ فتقوَّى مانويل بالتشجيع واستمر يكرز بغيرة في فْرِيا حتى موته سنة ١٩٦٨.‏

      عندما قام ناظر الاقليم ويلفرد غوتش بزيارة كوناكري عام ١٩٦٠،‏ وجد اخوين افريقيين آخرين يكرزان هناك.‏ فأوصى ان يهتم فرع سيراليون بغينيا بدلا من فرع فرنسا.‏ وأصبح هذا التحول ساري المفعول في ١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٦١.‏ وبعد شهر واحد،‏ تشكلت في كوناكري اول جماعة في غينيا.‏

      النور الروحي ينفذ الى الغابة المطيرة

      اخذت البشارة تنتشر ايضا في جنوب غينيا عندما عاد من ليبيريا رجل من قبيلة الكيسي اسمه فالا غوندو،‏ قاصدا قريته الام فوديدو التي تقع على بعد ١٣ كلم غربي غيكيدو.‏ وقد جلب معه كتاب من الفردوس المفقود الى الفردوس المردود.‏ صحيح ان فالا لم يكن يعرف القراءة،‏ إلا انه استطاع شرح صور الكتاب لرجال قبيلته.‏ ذكر قائلا:‏ «فتح هذا الكتاب باب المناقشة في مواضيع كثيرة.‏ وقد دعاه الناس كتاب آدم وحواء».‏

      بعدما عاد فالا الى ليبيريا اعتمد وأصبح في النهاية فاتحا خصوصيا.‏ وكان يذهب مرتين في الشهر الى فوديدو ليدرس الكتاب المقدس مع فريق من نحو ٣٠ شخصا.‏ وسرعان ما انضم اليه فاتح خصوصي آخر من قبيلة الكيسي من ليبيريا يُدعى بوربور سيسي.‏ فأسَّسا معا فريقا آخر في غيكيدو.‏ ولاحقا اصبح هذان الفريقان جماعتين.‏

      فيما ازداد اكثر فأكثر عدد الشهود الكيسيين،‏ لاحظ الزعماء المحليون سلوكهم الحسن.‏ فقد كانوا مجتهدين في العمل،‏ مستقيمين،‏ ومسالمين.‏ لذلك عندما طلب الاخوة اذنا ببناء قاعة ملكوت في فوديدو،‏ اعطاهم الزعماء على الفور ارضا مساحتها ٣ هكتارات.‏ وفي اوائل سنة ١٩٦٤،‏ انتهى العمل فيها.‏ وكانت اول قاعة ملكوت في غينيا.‏

      الاضطرابات في كوناكري

      في هذه الاثناء،‏ كانت النيران هاجعة تحت الرماد في كوناكري.‏ والاضطراب السياسي الذي نشأ جعل الرسميين الحكوميين يشتبهون في الاجانب.‏ لذلك رفضت السلطات ان تعطي اربعة من مرسلي جلعاد تأشيرات دائمة ورحَّلتهم من البلد.‏ كما قبضت الشرطة على اثنين من الاخوة الغانيين بتهم باطلة وسجنتهما حوالي شهرين.‏

      وبعيد اطلاق سراحهما،‏ اعادت الشرطة اعتقال واحد منهما هو ايمانُويل أووَاسُو–‏أنسا وزجَّته في زنزانة قذرة ومريعة.‏ كتب ايمانُويل من هناك:‏ «انا بصحة روحية جيدة،‏ لكن الحمى تلازمني.‏ مع ذلك لا ازال استطيع الكرازة.‏ ففي الشهر الماضي،‏ قضيت ٦٧ ساعة في خدمة الحقل.‏ وبدأ اثنان من تلاميذ الكتاب المقدس يكرزان معي».‏ وقد اعتنق احد تلاميذه الحق.‏ وبعد خمسة اشهر،‏ أُطلق سراح الاخ أووَاسُو–‏أنسا ورُحِّل الى سيراليون.‏ فلم يبق في كوناكري سوى ناشر واحد.‏

      حين خفَّت حدة التوتر السياسي عام ١٩٦٩،‏ أتى بعض الفاتحين الخصوصيين الى كوناكري.‏ وبعد ان حصلوا على رخصة من السلطات،‏ بنوا قاعة ملكوت ووضعوا لافتة تشير اليها.‏ فشرع على الفور نحو ٣٠ شخصا مهتما يحضرون الاجتماعات بانتظام.‏

      كرز الاخوة بحذر في البداية بسبب خطر الاعتقال.‏ ولكن فيما تعززت ثقتهم،‏ بذلوا المزيد من الجهد.‏ فخلال سنة ١٩٧٣،‏ وزَّعت تلك الجماعة الصغيرة ٠٠٠‏,٦ نشرة.‏ ولاحقا بدأ الناشرون يعرضون على الناس المجلات في المكاتب والمراكز التجارية.‏ ومع الوقت،‏ بدأ الرسميون الحكوميون والناس يفهمون عملنا ويقدِّرونه.‏ وفي ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٣،‏ تُوِّجت هذه الجهود المتواصلة والصبورة بتسجيل جمعية شهود يهوه المسيحية في غينيا رسميا.‏

  • الجمعيات السرية
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      الجمعيات السرية

      تنتشر الجمعيات السرية في كل انحاء افريقيا الغربية،‏ ويأتي اعضاؤها من مختلف القبائل والثقافات واللغات.‏ توجِّه هذه الجمعيات نشاطات اعضائها الاجتماعية والثقافية والسياسية.‏ لكنّ دورها الرئيسي هو ديني.‏ على سبيل المثال،‏ يذكر احد المراجع (‏1986 ‎,‏Initiation‏)‏ ان جمعية البورو تسعى ان «تسيطر على الارواح وتضمن ان يكون تدخلها في شؤون الرجال مفيدا».‏ والبورو (‏للرجال)‏ والساندي (‏للنساء)‏ هما من اكبر الجمعيات السرية.‏a

      صورة تغطي كامل الصفحتين ١١٢،‏ ١١٣

      يتعلم الاعضاء الجدد في البورو اسرار عالم الارواح وقوى السحر،‏ ويشطبون اجسادهم لإحداث ندوب شعائرية فيها.‏ والاعضاء الجدد في الساندي يتعلمن ايضا شعائر عالم الارواح ويخضعن عادة للختان او جدع اعضائهن التناسلية،‏ رغم ان هذه الممارسة توقفت في بعض المناطق.‏

      وثمة جمعيات سرية اخرى تفرض قواعد محددة تتعلق بالسلوك الجنسي،‏ وتحاول معالجة الجنون وأمراض اخرى بواسطة الممارسات الارواحية.‏ حتى ان احدى الجمعيات ادَّعت اثناء الحرب الاهلية في سيراليون ان اعضاءها منيعون ضد الرصاص.‏ إلا انهم كانوا مخطئين.‏

      فضلا عن ذلك،‏ لا يُسمح لأفراد الجمعية ان يُفشوا اية معلومات او شعائر لغير المنتمين اليها.‏ والشخص الذي لا يراعي القوانين والاصول المتبعة يعرِّض نفسه للموت.‏

  • ‏«ستموت في غضون سنة»‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ‏«ستموت في غضون سنة»‏

      زاكِيُوس مارتن

      • تاريخ الولادة:‏ ١٨٨٠

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٤٢

      • لمحة عن حياته:‏ انخرط في عمل الفتح بعمر ٧٢ سنة.‏

      الصورة في الصفحة ٩٩

      لم يدرس احد الكتاب المقدس مع زاكِيُوس.‏ فبعدما قرأ كتابَي الخلاص و قيثارة اللّٰه عرف انه وجد الحق.‏

      وذات احد من عام ١٩٤١،‏ انطلق زاكِيُوس في الصباح الباكر من بيته ليحضر لأول مرة اجتماعا للشهود.‏ وسار مسافة ٨ كلم في طريق جبلي شديد الانحدار ليصل الى مكان الاجتماع.‏ وإذ لم يعرف موعد انعقاده،‏ وصل ابكر بعدة ساعات.‏ فجلس ينتظر مجيء الاخوة.‏ وبعد حضور الاجتماعات ثلاثة آحاد في قاعة الملكوت،‏ ابلغ الكنيسة الانغليكانية المحلية ان تزيل اسمه من قائمة اعضائها.‏

      فعنَّفه احد اصدقائه الاحماء الذي يتردد على تلك الكنيسة،‏ قائلا:‏ «ايها العجوز،‏ ستموت في غضون سنة اذا بقيت تنزل وتصعد هذه الكيلومترات الثمانية لتذهب الى قاعة اولئك الناس».‏ واستمر يراقب زاكِيُوس يصعد وينزل الجبل مرتين في الاسبوع لمدة خمس سنوات.‏ ثم سقط هو ميتا!‏ وبعد خمس وعشرين سنة من موته كان زاكِيُوس لا يزال يتمتع بصحة جيدة.‏

      خدم زاكِيُوس يهوه بأمانة حتى موته عن عمر ٩٧ سنة.‏

  • دعوه «بايبل» براون
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      دعوه «بايبل» براون

      وليم ر.‏ براون

      • تاريخ الولادة:‏ ١٨٧٩

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٠٨

      • لمحة عن حياته:‏ اخذ القيادة في عمل الكرازة الباكر في افريقيا الغربية.‏

      الصورة في الصفحة ١٠٠

      فيما كان وليم يعمل في قناة باناما عام ١٩٠٧،‏ صادف واحدا من تلاميذ الكتاب المقدس (‏كما دُعي شهود يهوه آنذاك)‏ اسمه آيْزِيا ريتشاردز وهو يلقي محاضرة في زاوية احد الشوارع.‏ وقد بنى ريتشاردز خطابه على رسم بياني استخدمه الاخوة لإيضاح مقاصد اللّٰه دُعي «خريطة الدهور».‏ فقبِل وليم الحق على الفور وعاد الى جامايكا ليخبر به امه وأخته.‏ فأصبحتا لاحقا من تلاميذ الكتاب المقدس.‏

      خدم الاخ براون فترة من الوقت في مدينة باناما،‏ حيث التقى إيفاندر ج.‏ كاوارد،‏ ممثلا جائلا لتلاميذ الكتاب المقدس يزور باناما في جولة لإلقاء محاضرات.‏ وكان خطيبا يتكلم بحيوية واقتناع شديد،‏ فتهافت الناس لسماعه.‏ وحين رأى غيرة وليم للحق،‏ طلب منه ان يرافقه في جولة كرازية الى ترينيداد.‏

      وفي السنوات العشر التالية،‏ طاف وليم في كل انحاء جزر الهند الغربية يؤسس فرقا صغيرة ويقوِّيها.‏ وفي عام ١٩٢٠،‏ تزوَّج من اخت امينة اسمها أنطونيا.‏ وبعد يومين من زفافهما،‏ ابحرا الى جزيرة مونتسيرّات الصغيرة في جزر لِيوَرْد حاملَين معهما «رواية الخلق المصوَّرة»،‏ وهي مزيج من فيلم وعرض للصور المنزلقة مؤسس على الكتاب المقدس يتألف من اربعة اجزاء.‏ وكرزا ايضا في جزر باربادوس ودومينيكا وغرينادا.‏ لقد امضيا شهر عسل ممتعا في خدمة يهوه.‏

      بعد سنتين بعث وليم رسالة الى جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ الذي اشرف على عمل شعب يهوه آنذاك.‏ قال في الرسالة:‏ «بمساعدة يهوه قدّمت الشهادة في معظم الجزر الكاريبية وتلمذت كثيرين فيها.‏ فهل اعيد الكرَّة؟‏».‏ فأتى الجواب بعد ايام:‏ «اذهب مع زوجتك وابنتك الى سيراليون في افريقيا الغربية».‏

      طوال السنوات الـ‍ ٢٧ التي خدم فيها الاخ براون مع عائلته في افريقيا الغربية،‏ لم يحب اطلاقا ان يعمل في مكتب،‏ بل فضَّل الذهاب الى الخدمة.‏ وبسبب تشديده الدائم على اهمية الكتاب المقدس،‏ راح الناس يدعونه «بايبل» براون.‏

      عام ١٩٥٠،‏ عاد وليم براون بعمر ٧١ سنة مع زوجته الى جامايكا ليخدما هناك كفاتحين.‏ وبقي في هذا العمل حتى نهاية مسلكه الارضي عام ١٩٦٧.‏ احب وليم خدمة الفتح كثيرا.‏ فقد شعر انها من اثمن الامتيازات التي يمكن ان يحظى بها الانسان.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة