مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣.‏ (‏الجزء ٣)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • بنوا قاعة ملكوت ووضعوا لافتة تشير اليها.‏ فشرع على الفور نحو ٣٠ شخصا مهتما يحضرون الاجتماعات بانتظام.‏

      كرز الاخوة بحذر في البداية بسبب خطر الاعتقال.‏ ولكن فيما تعززت ثقتهم،‏ بذلوا المزيد من الجهد.‏ فخلال سنة ١٩٧٣،‏ وزَّعت تلك الجماعة الصغيرة ٠٠٠‏,٦ نشرة.‏ ولاحقا بدأ الناشرون يعرضون على الناس المجلات في المكاتب والمراكز التجارية.‏ ومع الوقت،‏ بدأ الرسميون الحكوميون والناس يفهمون عملنا ويقدِّرونه.‏ وفي ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٣،‏ تُوِّجت هذه الجهود المتواصلة والصبورة بتسجيل جمعية شهود يهوه المسيحية في غينيا رسميا.‏

  • ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣.‏ (‏الجزء ٤)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ١٩٤٥-‏١٩٩٠ ‹ردُّ كثيرين الى البر› —‏ دا ١٢:‏٣‏.‏ (‏الجزء ٤)‏

      مكافحة الامية

      خلال زيارة مِلتون هنشل الثانية لسيراليون في اوائل سنة ١٩٦٣،‏ تطرق الى مشكلة كان الفرع يعمل منذ مدة على حلِّها.‏ فقد حثَّ الاخوة ان يكثفوا جهودهم لمحاربة الامية.‏

      كانت بعض الجماعات تعقد صفوفا لتعليم القراءة والكتابة بالانكليزية.‏ اما بعد زيارة الاخ هنشل،‏ فابتدأ الاخوة يعلِّمون التلاميذ القراءة والكتابة بلغتهم الام.‏ حتى ان بعض الجماعات عقدت صفوفا بلغتين او ثلاث لغات.‏ وقد لاقت هذه الصفوف قبولا كبيرا بحيث ان ثلث الناشرين في البلد تسجلوا فيها.‏

      وفي سنة ١٩٦٦،‏ ألَّف الاخوة في ليبيريا كتابا مزيَّنا بالصور لتعليم مبادئ القراءة بلغة الكيسي.‏ وعندما عرضوه على الرسميين الحكوميين في ليبيريا،‏ اعجبهم كثيرا بحيث قرروا ان يطبعوه ويوزِّعوه مجانا.‏ فوزِّع الكتاب في سيراليون وغينيا وليبيريا،‏ وساعد مئات الناطقين بلغة الكيسي على تعلُّم القراءة والكتابة.‏ ولاحقا ألَّف الاخوة المزيد من هذه الكتب او عدَّلوها من اجل فرق لغوية اخرى.‏ وهكذا ساعدوا المزيد من الاشخاص على تعلُّم القراءة والكتابة.‏

      كانت سِيا تحفظ سجلا بنشاطها الكرازي باستخدام خيطين،‏ احدهما اسود والآخر احمر

      لم تعلِّم هذه الصفوف الناس القراءة والكتابة فقط بل ساعدتهم ايضا على التقدم روحيا.‏ خذ على سبيل المثال الناشرة غير المعتمدة سِيا نْغالا البالغة من العمر آنذاك ٥٠ سنة.‏ فقد كانت تحفظ سجلا بنشاطها الكرازي باستخدام خيطين،‏ احدهما اسود والآخر احمر.‏ كيف؟‏ تجعل عقدة في الخيط الاسود بعد كل ساعة من الكرازة وعقدة في الخيط الاحمر بعد كل زيارة مكررة.‏ ولكنها بعدما حضرت صفوف تعليم القراءة والكتابة اصبحت تستخدم طريقة افضل لحفظ سجل بخدمتها.‏ كما انها تقدَّمت الى المعمودية وصارت فعالة اكثر في الكرازة والتعليم.‏

      وحتى يومنا هذا لا تزال جماعات كثيرة في سيراليون وغينيا تعقد صفوفا لتعليم القراءة والكتابة.‏ قال مسؤول رفيع المستوى في حكومة سيراليون للاخوة في مكتب الفرع:‏ «الى جانب تعليم الكتاب المقدس،‏ انتم تقومون بعمل يستحق المدح اذ تساعدون الناس في مجتمعنا على تعلُّم القراءة والكتابة».‏

      ‏«الحجارة» تصرخ

      مع ازدياد عدد الذين تعلَّموا القراءة من مختلف الجماعات الاثنية،‏ ازدادت الحاجة الى الترجمة.‏ فلم يكن لدى معظم الناس في القبائل سوى القليل او حتى لا شيء من الكتب الدنيوية بلغتهم.‏ فالمتعلِّمون في سيراليون كانوا يقرأون الانكليزية،‏ اما الذين في غينيا فالفرنسية.‏ فماذا فعل الاخوة لتزويد مطبوعات الكتاب المقدس بلغة الناس الام؟‏

      عام ١٩٥٩،‏ ترجم مرسلان من جلعاد نشرة وكراسا بلغة المندي،‏ ولكن لم يُوزَّع منهما سوى عدد محدود من النسخ.‏ وبعد عشر سنوات،‏ ترجم الاخوة بلغة الكيسي الكراسين ‏«بشارة الملكوت هذه»‏ و رجاء العيش في عالم جديد بار‏.‏ فوُزِّع منهما حوالي ٠٠٠‏,٣٠ نسخة،‏ واستُعملا لإدارة دروس في الكتاب المقدس.‏

      وعام ١٩٧٥،‏ ابتدأ مكتب الفرع يصدر مقالات درس برج المراقبة بلغة الكيسي.‏ فأبهج هذا التطور الناشرين الناطقين بهذه اللغة.‏ كتب احدهم:‏ «صنع يهوه من اجلنا اعجوبة عظيمة.‏ فلا احد منا دخل المدرسة يوما.‏ لذا،‏ كنا كالحجارة عاجزين عن التكلم.‏ اما الآن،‏ بعدما اصبحت برج المراقبة بلغتنا،‏ فيمكننا التكلم عن عظائم يهوه».‏ (‏لو ١٩:‏٤٠‏)‏ وقد تُرجمت ايضا عدة مطبوعات اخرى بلغة الكيسي.‏

      واليوم لا يزال معظم الناس في سيراليون وغينيا يقرأون مطبوعاتنا بالانكليزية او الفرنسية،‏ اللغتين اللتين تُعقد بهما اجتماعات الجماعة.‏ ولكن في الآونة الاخيرة،‏ ازداد كثيرا عدد المطبوعات الصادرة باللغات المحلية.‏ وهي متوفرة الآن بالبولار،‏ السوسو،‏ الغْويرزي،‏ الكريو،‏ الكيسي،‏ المانينكاكان،‏ والمندي.‏ فكراستا استمع الى اللّٰه لتحيا الى الابد و استمع الى اللّٰه متوفرتان بكل هذه اللغات.‏ وهاتان الاداتان التعليميتان سهلتا الاستعمال وتساعدان الكثيرين ممن لا يُحسِنون القراءة ان يفهموا ويقدِّروا رسالة الكتاب المقدس الرائعة.‏

      بناء مكتب فرع

      منذ اوائل الستينات والاخوة في فريتاون يبحثون عن قطعة ارض لبناء مكتب فرع جديد عليها.‏ وأخيرا عام ١٩٦٥،‏ اشتروا واحدة في شارع ويلكنسون تطل على المحيط في اروع المناطق السكنية في المدينة.‏

      اشتمل التصميم النهائي على قاعة ملكوت وبيت للمرسلين ومكاتب للعمل،‏ كلها في مبنى واحد جميل.‏ وأثناء عمل البناء،‏ غالبا ما كان السائقون الذين يمرون في شارع ويلكنسون المزدحم يخففون سرعتهم الى حد التوقف تقريبا ليتمكنوا هم والركاب من امعان نظرهم في الموقع.‏ وفي ١٩ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٦٧ دُشِّن المبنى بحضور نحو ٣٠٠ شخص،‏ ضمّوا عددا من اعيان المدينة وإخوة قدماء عمَّدهم «بايبل» براون عام ١٩٢٣.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٣

      مكتب الفرع وبيت المرسلين في فريتاون (‏١٩٦٥-‏١٩٩٧)‏

      غيَّر الفرع الجديد نظرة كثيرين الى عمل شهود يهوه،‏ فأصبحوا يقدِّرونه تقديرا جزيلا.‏ كما انه دحض ادعاء بعض النقاد الدينيين ان الشهود لن يدوموا في سيراليون.‏ فهذا المبنى الجديد قدَّم دليلا واضحا على ان شهود يهوه باقون هنا.‏

      المرسلون الغيورون يساهمون في النمو

      الصورة في الصفحة ١٢٥

      فريق من الاخوة المنطلقين في خدمة الحقل يشقون طريقهم بين حقول الارز الموحلة

      من اواسط السبعينات فصاعدا،‏ قام المرسلون الذين تقاطروا من جلعاد بتعزيز العمل في سيراليون وغينيا.‏ وبعض هؤلاء خدموا سابقا في بلدان افريقية اخرى،‏ فتكيفوا بسرعة مع الظروف المحلية.‏ اما الباقون فكانت افريقيا جديدة كليا عليهم.‏ فكيف تأقلموا مع «مقبرة الانسان الابيض»؟‏ اليك تعليقات عدد منهم:‏

      ‏«كان الناس متواضعين وجائعين روحيا.‏ فرؤية الحق يحسِّن حياتهم اسعدتني كثيرا».‏ ‏—‏ هانيلوري ألتماير.‏

      ‏«شكَّل التأقلم مع المناخ والامراض المدارية تحديا بالنسبة الي.‏ لكنّ فرح مساعدة ذوي القلوب المستقيمة على خدمة يهوه استحق الجهد».‏ ‏—‏ شيريل فيرغوسون.‏

      ‏«تعلَّمت تنمية الصبر.‏ فحين سألت ذات مرة احدى الاخوات متى يصل زوَّارها،‏ اجابتني:‏ ‹قد يأتون اليوم او غدا.‏ وربما بعد غد›.‏ ولا بد ان الدهشة ارتسمت على وجهي لأنها عادت فأكَّدت:‏ ‹لكنهم سيأتون›».‏ ‏—‏ كريستين جونز.‏

      ‏«سكنَّا اربعون مرسلا ومرسلة من شتى الخلفيات الاثنية والثقافية في بيت المرسلين في فريتاون.‏ تشاركنا في مرحاضَين،‏ مكان واحد للاستحمام بالدشّ،‏ غسَّالة واحدة،‏ ومطبخ واحد.‏ ولم يتوفر لدينا سوى القليل من الطعام الرديء النوعية.‏ كما كانت الكهرباء تنقطع عنا في اوقات غير معروفة وأحيانا لأيام.‏ فضلا عن ذلك،‏ أُصيب معظمنا بالملاريا وأمراض مدارية اخرى.‏ صحيح ان هذا الوضع قد يُشعِر المرء بالاحباط،‏ لكننا تعلَّمنا ان نعيش سوية،‏ ونسامح،‏ ونتحلى بروح الفكاهة في الظروف الصعبة.‏ كما اننا وجدنا متعة كبيرة في الكرازة،‏ وقويت بيننا روابط الصداقة».‏ ‏—‏ روبرت وبولين لانديس.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٦

      بولين لانديس تعقد درسا في الكتاب المقدس

      ‏«كانت الايام التي قضيناها في سيراليون من اجمل ايام حياتنا.‏ لا شيء نندم عليه او نتشكى منه.‏ نحن فقط مشتاقان الى الخدمة هناك».‏ ‏—‏ بنجامين ومونيكا مارتن.‏

      ‏«ذات يوم،‏ بِتنا ليلتنا عند امرأة مهتمة.‏ فقدَّمت لنا وجبة طعام منظرها غريب وقالت:‏ ‹انها افعى،‏ لقد انتزعت النابَين.‏ تفضَّلا!‏›.‏ فرفضنا بلباقة،‏ لكنها اصرَّت ان نتناولها.‏ صحيح ان هذه الاختبارات قد تثبط العزيمة،‏ إلا اننا قدَّرنا كثيرا الكرم الذي اعرب عنه مضيفونا وأحببناهم من كل قلبنا».‏ ‏—‏ فردريك وباربرا موريسي.‏

      ‏«خلال سنواتي الـ‍ ٤٣ في الخدمة الارسالية،‏ سكنت مع اكثر من ١٠٠ مرسل ومرسلة.‏ وأعتبره امتيازا عظيما ان اعرف هذا العدد الكبير من الاشخاص الذين يسعون نحو الهدف نفسه رغم اختلاف شخصياتهم.‏ وكم يفرحني ان اعمل مع اللّٰه وأرى الناس يعتنقون حق الكتاب المقدس!‏».‏ ‏—‏ لينيت بيترز.‏

      ‏«كم يفرحني ان اعمل مع اللّٰه وأرى الناس يعتنقون حق الكتاب المقدس!‏»‏

      منذ سنة ١٩٤٧،‏ خدم ما مجموعه ١٥٤ مرسلا في سيراليون و ٨٨ مرسلا في غينيا.‏ وأتى شهود كثيرون غيرهم ليخدموا حيث الحاجة اعظم الى كارزين.‏ واليوم يوجد في سيراليون ٤٤ مرسلا وفي غينيا ٣١ مرسلا.‏ وجهود هؤلاء الاخوة المتواصلة وتضحياتهم تمسّ قلوب كثيرين.‏ يقول ألفرد غَن الذي يخدم منذ مدة طويلة كعضو في لجنة الفرع:‏ «نحن نعزّهم كثيرا».‏

  • كانت بطاقة الشارة جواز سفرهم
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      كانت بطاقة الشارة جواز سفرهم

      ‏«عام ١٩٨٧،‏ حضر اكثر من ٠٠٠‏,١ مندوب محفل ‹السلام الالهي› الكوري في غيكيدو بغينيا.‏ وبما ان موقع المحفل كان قرب الحدود مع سيراليون وليبيريا،‏ قرر مندوبون كثيرون من هذين البلدين ان يأتوا كل يوم صباحا الى المحفل ويبيتوا في موطنهم.‏ لكنهم افتقروا الى وثائق السفر المطلوبة.‏ لذلك تفاوض الاخوة المسؤولون مع سلطات الحدود وتوصلوا الى اتفاق.‏ فما كان على المندوبين سوى ابراز وثيقة واحدة فقط:‏ بطاقة شارة المحفل.‏ وهكذا حين كان خفر الحدود يرون البطاقات البرتقالية الزاهية،‏ كانوا يومئون على الفور بأيديهم الى المندوبين كي يتابعوا سيرهم».‏ —‏ إفريت بيري،‏ مرسل سابق.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٠

      تمتع الاخوة بالطعام المقدَّم في هذا المحفل

  • ١٩٩١-‏٢٠٠١ «كور المشقة» —‏ اش ٤٨:‏١٠ (‏الجزء ١)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • الصورة في الصفحة ١٣٠

      سيراليون وغينيا

      ١٩٩١-‏٢٠٠١ «كور المشقة».‏ —‏ اش ٤٨:‏١٠ ‏(‏الجزء ١)‏

      الحرب الاهلية

      خلال ثمانينيات القرن العشرين،‏ اشعلت الازمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فتيل النزاع في شتى ارجاء افريقيا الغربية.‏ وحين مزقت الحرب دولة ليبيريا المجاورة،‏ هرب الكثيرون الى سيراليون.‏ فرتب الفرع ان تُستخدم بعض البيوت وقاعات الملكوت لإيواء الاخوة النازحين والاعتناء بحاجاتهم.‏

      الرسم البياني في الصفحة ١٣٠

      ورغم ان تلك الاوقات كانت صعبة على النازحين،‏ فقد تخللتها بعض اللحظات الطريفة.‏ تروي مرسلة خدمت سنوات عديدة تدعى ايزولد لورنس:‏ «ثمة صبي صغير ارسله ابوه ليسخِّن بعض الطعام على موقد أُعدّ في حديقة تقع خلف قاعة الملكوت وداخل ملكية الفرع.‏ لكن الصبي رجع فارغ اليدين وأخبر اباه انه لن يكون لديهم طعام ذلك اليوم.‏ وحين سأله ابوه عن السبب،‏ اجابه الصبي بصوت تملأه الرهبة:‏ ‹لقد انقذني يهوه اليوم من فم الاسد!‏›.‏ ففي طريق عودته،‏ صادف الولد كلبا ضخما يدعى لوبو.‏ كان هذا الكلب للفرع،‏ ولم يكن مؤذيا.‏ ومع ذلك مات الصبي من الخوف.‏ فما كان به الا ان مد يديه الممسكتين بالصحن قدر ما استطاع لكي يُبعِد عنه الكلب.‏ اما لوبو فظنّه يقدِّم الطعام له،‏ فقبله بكل سرور!‏».‏

      في ٢٣ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩١،‏ امتد الصراع المسلح من ليبيريا الى سيراليون عبر الحدود،‏ مشعلا شرارة حرب اهلية دامت ١١ سنة.‏ وثمة مجموعة متمردين دُعوا الجبهة الثورية المتحدة (‏RUF)‏ تقدمت باطراد صوب كايلاهون وكويندو،‏ فلاذ معظم السكان المحليين بالفرار الى غينيا.‏ وكان بين اللاجئين نحو ١٢٠ اخا وأختا.‏ وفي هذه الاثناء،‏ تدفق غيرهم من اللاجئين الشهود من ليبيريا الى سيراليون قبل وصول المتمردين.‏

      يروي بيلي كاوان،‏ منسق لجنة الفرع في ذلك الوقت:‏ «طوال عدة شهور توافدت على بيت ايل في فريتاون حشود من الاخوة المنهكين والهزيلين والجياع.‏ وكان كثيرون منهم قد شهدوا وحشية مروعة،‏ حتى انهم اضطروا الى أكل الاعشاب البرية لئلا يموتوا جوعا.‏ فسارعنا الى تقديم الطعام واللباس لهم،‏ واعتنينا حتى بأقاربهم والمهتمين الذين اتوا برفقتهم.‏ وفتح الاخوة المحليون قلوبهم وبيوتهم لهؤلاء اللاجئين.‏ وسرعان ما انشغل الاخوة اللاجئون بخدمة الحقل،‏ داعمين بذلك الجماعات المحلية.‏ وصحيح ان اغلبهم رحل في نهاية المطاف،‏ الا انهم قوونا فيما كانوا معنا».‏

      الصورتان في الصفحة ١٣٢

      رزحت سيراليون تحت وطأة الحرب الاهلية ١١ عاما

      تقديم التعزية والرجاء

      ارسل مكتب الفرع الطعام،‏ الدواء،‏ مواد البناء،‏ الادوات،‏ والاواني الى الشهود في معسكرات اللاجئين في جنوب غينيا.‏ وشملت هذه المعونات شحنة ملابس كبيرة من فرنسا.‏ كتب والد مسيحي:‏ «كان اولادي يرقصون،‏ يغنون،‏ ويسبحون يهوه.‏ فقد حصلوا على ملابس جديدة ليرتدوها عند الذهاب الى الاجتماعات».‏ وقال بعض الاخوة والاخوات انهم لم يتأنقوا بهذا الشكل من قبل!‏

      لكن اللاجئين احتاجوا الى اكثر من المساعدة المادية.‏ قال يسوع:‏ «لا يحي الانسان بالخبز وحده،‏ بل بكل كلمة تخرج من فم يهوه».‏ ‏(‏مت ٤:‏٤‏)‏ لذلك ارسل مكتب الفرع المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ ورتَّب لعقد المحافل بانتظام.‏ كما أُرسل فاتحون ونظار جائلون الى المنطقة.‏

      وعندما قام ناظر الدائرة اندريه بات بزيارة كوندو في غينيا التقى مسؤولا في المخيم دعاه الى إلقاء خطاب من الكتاب المقدس على اللاجئين.‏ فاستمع نحو ٥٠ شخصا الى خطابه بمحور «احتموا بيهوه» المؤسس على المزمور ١٨‏.‏ وعندما انتهى من خطابه،‏ انتصبت امرأة مسنة وقالت:‏ «لقد اسعدتنا جدا.‏ فالرزّ لا يحل مشاكلنا،‏ لكن الكتاب المقدس يظهر لنا كيف نرجو اللّٰه.‏ لذلك نحن نشكرك من صميم قلبنا لأنك حملت الينا التعزية والرجاء».‏

      عندما عُيِّن المرسلان وليم وكلوديا سلوتر في غيكيدو بغينيا،‏ وجدا الجماعة المؤلفة من اكثر من ١٠٠ لاجئ متقدة بالروح.‏ (‏رو ١٢:‏١١‏)‏ يروي وليم:‏ «ابتغى العديد من الشبان الامتيازات الروحية.‏ مثلا،‏ إذا لم يتمكن احدهم من تقديم الخطاب المعيَّن له في مدرسة الخدمة الثيوقراطية،‏ يتطوع على الفور ١٠ حتى ١٥ من الشبان ليحلوا محله.‏ وكانت فرق كبيرة تنطلق في الخدمة كارزين بغيرة.‏ وصار بعض هؤلاء الشبان الغيورين لاحقا فاتحين خصوصيين ونظارا جائلين».‏

      عمل البناء في خضم الصراع

      بعيد اندلاع الحرب الاهلية،‏ اشترى الاخوة في فريتاون قطعة ارض مساحتها ٦‏,٠ هكتار تقع في ١٣٣ شارع ويلكنسون،‏ ولا تبعد سوى بضع مئات من الامتار عن مكتب الفرع في نزلة الشارع.‏ يخبر ألفرد غَن:‏ «اردنا ان نشيِّد مباني جديدة لبيت ايل في الموقع،‏ لكن شبح الحرب لاح في الافق.‏ لذا،‏ بما ان الاخ لويد باري من الهيئة الحاكمة كان يزورنا في ذلك الوقت،‏ اخبرناه عمّا يساورنا من مخاوف.‏ فأجاب:‏ ‹اذا سمحنا للحروب بأن تعيقنا،‏ فلن نخطو خطوة الى الامام›.‏ وأعطتنا هذه الكلمات المحرِّكة زخما لنبدأ العمل».‏

      فبدأ العمل في ايار (‏مايو)‏ ١٩٩١.‏ واشترك مئات الاخوة في هذا المشروع.‏ وكان من بينهم اكثر من ٥٠ متطوعا اتوا من ١٢ بلدا،‏ بالاضافة الى العديد من المتطوعين المعاونين من الجماعات المحلية.‏ يخبر ناظر البناء توم بول:‏ «اندهش المشاهدون عند رؤية جودة الطوب الخرساني (‏المصنوع من الباطون)‏ الذي أُعدّ في موقع البناء.‏ كما ان البناء بهيكله الفولاذي كان مختلفا جدا عن المباني المحلية.‏ لكن اكثر ما اثار دهشتهم هو رؤية اخوة بيض اجانب يعملون في المشروع جنبا الى جنب مع الاخوة السود المحليين في وحدة وسعادة».‏

      وفي ١٩ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٧،‏ اجتمع حشد سعيد متعدد الجنسيات من اجل تدشين مباني الفرع الجديدة.‏ ولكن بعد شهر واحد فقط،‏ هاجمت الجبهة الثورية المتحدة فريتاون،‏ بعد صراع ضارٍ في الارياف دام خمس سنوات.‏

      الصورتان في الصفحة ١٣٥

      بناء الفرع في فريتاون،‏ والفرع اليوم

      معركة للسيطرة على فريتاون

      ان آلاف المقاتلين من الجبهة الثورية المتحدة،‏ بشعرهم اللزِج والعصابات الحمراء المربوطة على رؤوسهم،‏ جابوا المدينة وعاثوا فيها سلبا ونهبا واغتصابا وقتلا.‏ يتذكر ألفرد غَن:‏ «كان الوضع متوترا للغاية.‏ فتمّ اجلاء اغلب المرسلين الاجانب على الفور.‏ وكنّا انا وكاثرين،‏ بيلي وساندرا كاوان،‏ وجيمي وجويس هولند آخر مَن غادروا.‏

      ‏«صلينا مع خدام بيت ايل المحليين الذين تطوعوا للبقاء،‏ ثم اسرعنا الى نقطة الاجلاء.‏ وفي الطريق،‏ اعترضنا نحو ٢٠ من الجنود المتمردين السكارى بمظهرهم المتوحش.‏ ولكن حين اعطيناهم مجلات ومالا،‏ اخلوا سبيلنا.‏ فتجمعنا مع اكثر من ٠٠٠‏,١ شخص آخر عند نقطة تفتيش محصَّنة يشرف عليها مشاة البحرية الاميركية المدججون بالاسلحة الثقيلة.‏ ثم نقلتنا مروحية عسكرية من الشاطئ هناك الى سفينة حربية اميركية.‏ وأخبرنا ضابط في السفينة لاحقا ان هذا كان اكبر اجلاء للمدنيين قامت به البحرية الاميركية منذ حرب فيتنام.‏ وفي اليوم التالي،‏ استقللنا طائرة مروحية الى كوناكري بغينيا.‏ وهناك اسسنا مكتب فرع مؤقتا».‏

      الصورتان في الصفحة ١٣٨

      ألفرد وكاثرين غَن كانا من بين الذين رُحلوا

      وترقب المرسلون بقلق بالغ الاخبار من فريتاون.‏ وأخيرا وصلت رسالة جاء فيها:‏ «في خضم هذه الاضطرابات،‏ لا نزال نوزع اخبار الملكوت رقم ٣٥:‏ ‹هل سيحب كل الناس يوما ما بعضهم بعضا؟‏›.‏ والناس يتجاوبون تجاوبا رائعا،‏ حتى ان بعض المتمردين بدأوا يدرسون معنا.‏ فنحن عاقدو العزم على تكثيف نشاطنا الكرازي».‏

      يتذكر جوناثان مبوما الذي كان يخدم ناظر دائرة:‏ «لقد عقدنا ايضا يوم المحفل الخصوصي في فريتاون.‏ وكان البرنامج الروحي مشجعا جدا حتى انني سافرت لعقده في بو وكينيما.‏ وكم شكر الاخوة في تلك البلدات التي مزقتها الحرب يهوه على هذا الطعام الروحي الرائع!‏

      ‏«وفي اواخر سنة ١٩٩٧،‏ عقدنا محفلا كوريا في المدرّج الوطني بفريتاون.‏ وفي اليوم الختامي من البرنامج،‏ اقتحم الجنود المتمردون المدرّج وأمرونا بإخلائه.‏ فترجيناهم ان يسمحوا لنا بإكمال البرنامج.‏ وبعد مناقشة مطولة،‏ لانوا وعادوا ادراجهم.‏ وقد حضر المحفل اكثر من ٠٠٠‏,١ شخص،‏ واعتمد فيه ٢٧.‏ وقام اخوة عديدون بالرحلة المحفوفة بالمخاطر الى بو ليستمعوا الى البرنامج مرة اخرى.‏ فكم كانت هذه المحافل رائعة ومُبهِجة!‏».‏

      ‏«ألماس النزاع»‏

      خلال الحرب الاهلية التي دارت رحاها ١١ سنة،‏ استهدفت ميليشيات عديدة مناجم سيراليون الغنية بالألماس لتمويل نشاطاتها العسكرية.‏ وهذا هو احد الامور التي اكتشفتها لجنة تقصي الحقائق والمصالحة في سيراليون.‏ وكان «ألماس النزاع» يُهرَّب الى الخارج ويُباع لتجار غضّوا الطرف عن مصدره،‏ مما اطال امد الحرب بصورة مأساوية.‏

      صورة تغطي كامل الصفحتين ١٤٠،‏ ١٤١
  • ١٩٩١-‏٢٠٠١ «كور المشقة» —‏ اش ٤٨:‏١٠ (‏الجزء ٢)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ١٩٩١-‏٢٠٠١ «كور المشقة» —‏ اش ٤٨:‏١٠ ‏(‏الجزء ٢)‏

      الهجوم على بيت ايل

      في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٨،‏ شرعت القوات الحكومية بالتعاون مع قوات «مجموعة مراقبة السوق المشتركة لدول غرب افريقيا»،‏ او «الإيكوموج» (‏ECOMOG)‏،‏ في هجوم شامل لاسترداد فريتاون من قبضة المتمردين.‏ ومن المؤسف ان شظية طائشة اردت احد الاخوة قتيلا خلال تلك المعركة الضارية.‏

      التجأ في ذلك الوقت نحو ١٥٠ ناشرا الى بيتَي المرسلين في كيسي وكوكيرِل.‏ ويروي لادي ساندي،‏ احد الحراس الليليين في بيت ايل:‏ «كنا انا وفيليب توراي في الحراسة،‏ ثم في وقت متأخر من الليل اتى الى بيت ايل متمردان مسلحان من الجبهة الثورية المتحدة وأمرانا ان نفتح باب الردهة الزجاجي على مصراعيه.‏ وفيما هرعنا انا وفيليب الى موقع آمن،‏ امطرا قفل الباب بوابل من الطلقات.‏ لكن اللافت للنظر هو ان القفل صمد،‏ كما انهما لم يفكرا في اطلاق النار على الالواح الزجاجية.‏ فرجعا يجرّان اذيال الخيبة.‏

      ‏«الا انهما عادا بعد ليلتين،‏ بصحبة نحو ٢٠ من رفقائهما،‏ وكانوا قد اعدوا العدة لإلحاق الاذى.‏ فأنذرنا سريعا عائلة بيت ايل وركضنا الى ملجإ أُعدّ مسبقا في القبو.‏ كنا سبعة،‏ واختبأنا في الظلام خلف برميلين كبيرين ونحن نرتجف خوفا.‏ في هذه الاثناء،‏ ذاب قفل الباب تحت وطأة النيران التي اطلقها المتمردون في طريقهم الى الداخل.‏ وصرخ احدهم:‏ ‹جِدوا شهود يهوه هؤلاء واذبحوهم›.‏ فجثمنا في صمت سبع ساعات فيما خرَّبوا ونهبوا المبنى.‏ ثم رحلوا في نهاية المطاف،‏ بعد ان شفوا غليلهم بما فعلوه تلك الليلة.‏

      ‏«فأخذنا اغراضنا الشخصية وركضنا الى بيت المرسلين في كوكيرِل،‏ الذي يقع في اعلى الشارع وكان سابقا بيت ايل.‏ ولكن في الطريق،‏ نهبتنا مجموعة اخرى من المتمردين.‏ فوصلنا الى بيت المرسلين في حالة يرثى لها،‏ لكننا كنا شاكرين لأننا ما زلنا على قيد الحياة.‏ وبعد ان ارتحنا بضعة ايام،‏ رجعنا الى بيت ايل لننظف الفوضى».‏

      وبعد شهرين،‏ احكمت قوات «الإيكوموج» سيطرتها على المدينة،‏ فبدأ المرسلون يعودون من غينيا.‏ لكنهم لم يعلموا ان بقاءهم لن يدوم طويلا.‏

      ‏«ابادة كل حي»‏

      بعد ثمانية اشهر،‏ اي في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٨،‏ كان مئات المندوبين يتمتعون بحضور المحفل الكوري «طريق اللّٰه للحياة» في المدرّج الوطني بفريتاون.‏ وفجأة سمعوا دويًّا قويا،‏ وتصاعدت اعمدة الدخان فوق التلال.‏ فقد عادت قوات المتمردين من جديد.‏

      وفي الايام التي تلت،‏ تردّت الاوضاع في فريتاون.‏ فاستأجرت لجنة الفرع طائرة صغيرة لإجلاء ١٢ مرسلا،‏ ٨ اعضاء اجانب في عائلة بيت ايل،‏ و ٥ متطوعين في عمل البناء الى كوناكري.‏ وبعد ثلاثة ايام،‏ اي في ٦ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٩،‏ شرعت قوات المتمردين في حملة قتل وحشية دُعيت عملية «ابادة كل حي».‏ فبعنف مروع،‏ أتوا على الاخضر واليابس في فريتاون،‏ وارتكبوا مجزرة قُتل فيها نحو ٠٠٠‏,٦ مدني.‏ كما انهم بتروا عشوائيا ايدي الناس وأرجلهم،‏ خطفوا مئات الاطفال،‏ ودمروا آلاف المباني.‏

      ومن المحزن ان الاخ المحبوب جدا ادوارد توبي واجه ميتة وحشية.‏ في تلك الاثناء،‏ تم ايواء اكثر من ٢٠٠ ناشر مصاب إما في بيت ايل او في بيت المرسلين في كوكيرِل.‏ واختبأ آخرون في بيوتهم.‏ وكان الاخوة الذين التجأوا الى بيت المرسلين بكيسي،‏ في الضاحية الشرقية من فريتاون،‏ في حاجة ماسة الى العلاجات.‏ لكن عبور المدينة كان في قمة الخطورة.‏ فمَن يأخذ على عاتقه هذه المجازفة؟‏ لقد تطوع على الفور حارسا بيت ايل الليليان الجسوران:‏ لادي ساندي وفيليب توراي.‏

      يتذكر فيليب:‏ «لقد عمت الفوضى المدينة.‏ وأقام المقاتلون المتمردون العديد من حواجز التفتيش،‏ حيث فعلوا بالناس ما شاءوا.‏ وفُرض حظر صارم للتجول من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الساعة التاسعة صباحا.‏ فقيّد هذا حركتنا.‏ وأخيرا بعد يومين من بدء رحلتنا،‏ وصلنا الى بيت المرسلين في كيسي لنجد انه قد نُهب وأُحرق.‏

      ‏«بحثنا في المنطقة المحيطة،‏ فوجدنا الاخ اندرو كولكار،‏ وكان مصابا اصابات بالغة في رأسه.‏ فقد اوثقه المتمردون وأوسعوه ضربا بفأس.‏ ومن المدهش انه نجا وتمكن من الافلات.‏ فأسرعنا به الى المستشفى،‏ حيث تعافى رويدا رويدا.‏ وخدم هذا الاخ لاحقا كفاتح عادي».‏

      الصورة في الصفحة ١٤٣

      ‏(‏من اليمين الى اليسار)‏ فيليب توراي،‏ اندرو كولكار،‏ ولادي ساندي

      ونجا اخوة آخرون من الموت او الاذى،‏ اذ عُرفوا بأنهم مسيحيون محايدون.‏ يخبر احد الاخوة:‏ «طلب منا المتمردون ان نربط مناديل بيضاء على رأسنا ونرقص في الشارع دعما لقضيتهم.‏ وهددونا قائلين:‏ ‹اذا رفضتم،‏ فسنبتر ذراعكم او رجلكم او نقتلكم›.‏ فتنحينا جانبا أنا وزوجتي مذعورَيْن،‏ وصلينا بصمت طالبين مساعدة يهوه.‏ وإذ ادرك ورطتنا جار شاب كان متعاونا مع المتمردين،‏ قال لقائدهم:‏ ‹انه «اخونا».‏ وهو لا يشترك في السياسة،‏ فسنرقص نحن بدلا عنه›.‏ وإذ أرضى هذا الجواب القائد،‏ مضى الى حال سبيله،‏ وأسرعنا نحن الى البيت».‏

      وبعد ان خيّم الهدوء على المدينة،‏ استأنف الاخوة بحذر الاجتماعات وخدمة الحقل.‏ وكانوا يضعون بطاقات شارة المحفل للتعريف بهويتهم عند حواجز التفتيش.‏ كما برعوا في الابتداء بمحادثات مؤسسة على الكتاب المقدس اثناء الانتظار في الصفوف الطويلة عند هذه الحواجز.‏

      وإذ اخذت كل الاشياء تشح في المدينة،‏ ارسل فرع بريطانيا جوًّا ٢٠٠ صندوق من مواد الاغاثة.‏ وسافر بيلي كاوان وألان جونز بالطائرة من كوناكري الى فريتاون ليمررا الشحنة عبر حواجز التفتيش العديدة.‏ فوصلت اخيرا الى بيت ايل قبل ابتداء حظر التجول المسائي بالضبط.‏ كما قام جيمس كوروما برحلات منتظمة الى كوناكري،‏ حاملا مطبوعات وإمدادات هامة اخرى في طريق عودته.‏ وكان للناشرين المنعزلين في بو وكينيما حصتهم من هذا الطعام الروحي.‏

      الصورة في الصفحة ١٤٥

      مواد الاغاثة تصل الى فريتاون

      في ٩ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٩،‏ بدأ المرسلون يعودون من كوناكري الى فريتاون.‏ وفي السنة التالية،‏ دحرت حملة شنتها قوات مسلحة بريطانية المتمردين خارج فريتاون.‏ لكن القتال استمر يقع بين الحين والآخر،‏ الى ان أُعلنت نهاية الحرب في كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٢.‏ وكحصيلة للنزاع الذي دارت رحاه ١١ سنة،‏ مات ٠٠٠‏,٥٠ شخص،‏ بُترت اطراف ٠٠٠‏,٢٠ شخص،‏ دُمر ٠٠٠‏,٣٠٠ منزل،‏ ونزح ٢‏,١ مليون شخص.‏

      وكيف كانت حال هيئة يهوه؟‏ من الواضح ان يهوه حماها وباركها.‏ فخلال النزاع،‏ اعتمد نحو ٧٠٠ شخص.‏ ورغم ان مئات الاخوة فروا من مناطق الحرب،‏ زاد عدد الناشرين في سيراليون بنسبة ٥٠ في المئة.‏ وشهدت غينيا زيادة في عدد الناشرين بلغت اكثر من ٣٠٠ في المئة!‏ لكن الاهم هو ان شعب اللّٰه حافظوا على استقامتهم.‏ ففي «كور المشقة»،‏ اعربوا بثبات عن وحدة ومحبة مسيحية «وكانوا لا ينفكون .‏ .‏ .‏ يعلمون ويبشرون».‏ —‏ اش ٤٨:‏١٠؛‏ اع ٥:‏٤٢‏.‏

  • من ولد مجنَّد الى فاتح عادي
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      من ولد مجنَّد الى فاتح عادي

      الصورة في الصفحة ١٤٧

      ارغمني المقاتلون المتمردون على الالتحاق بقواتهم حين كنت بعمر ١٦ سنة.‏ وكانوا يعطونني المخدِّرات والكحول،‏ فطالما حاربت تحت تأثير المخدِّرات.‏ وقد خضت معارك كثيرة وارتكبت فظائع اندم عليها بشدة.‏

      اتى ذات يوم شاهد مسن وكرز في ثكنتنا.‏ فقد سعى الى مساعدتنا روحيا،‏ في حين ان معظم الناس خافوا منا واحتقرونا.‏ لذا عندما دعاني لحضور احد الاجتماعات،‏ لبّيت دعوته.‏ ولا اتذكر ما قيل في ذلك الاجتماع،‏ الا ان الترحيب الودي الذي لقيته انطبع في ذهني.‏

      ولكن حين احتدمت الحرب،‏ فقدت الاتصال بالشهود.‏ ولاحقا،‏ أُصبت اصابة بالغة،‏ فنُقلت الى منطقة تحت قبضة المتمردين حتى اتعافى.‏ وقبل ان تضع الحرب اوزارها،‏ هربت الى منطقة تحت سيطرة الحكومة وانخرطت في برنامج لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في المجتمع.‏

      كنت في امس الحاجة الى المساعدة الروحية.‏ فحضرت اجتماعات للخمسينيين،‏ لكن اعضاء الكنيسة نعتوني بالشيطان الذي في وسطهم.‏ فأخذت ابحث عن شهود يهوه.‏ وعندما وجدتهم،‏ بدأت ادرس وأحضر الاجتماعات.‏ وحين اعترفت بأعمالي الشريرة،‏ قرأ عليّ الاخوة كلمات يسوع المعزية:‏ «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب،‏ بل السقماء.‏ .‏ .‏ .‏ اني ما جئت لأدعو ابرارا،‏ بل خطاة».‏ —‏ مت ٩:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      لقد مستني هذه الكلمات في الصميم.‏ فسلمت خنجري للاخ الذي كان يدرس معي،‏ وقلت له:‏ «احتفظت بهذا السلاح لأحمي نفسي من الثأر.‏ لكني لا اريده بعد اليوم،‏ إذ صرت ادرك ان يهوه ويسوع يحبانني».‏

      علَّمني الاخوة القراءة والكتابة.‏ وبمرور الوقت اعتمدت وصرت فاتحا عاديا.‏ وعندما اكرز اليوم لمتمردين سابقين،‏ يعبِّرون عن احترامهم لي لأني طهَّرت حياتي.‏ حتى انني درست مع معاون قائد الفرقة التي كنت فيها سابقا.‏

      لقد انجبت ثلاثة ابناء عندما كنت مجنَّدا.‏ وحين تعلمت الحق،‏ رغبت في مساعدتهم روحيا.‏ ومن دواعي سروري ان اثنين منهم تجاوبا.‏ فأحد ابنائي ناشر غير معتمد،‏ وابني الاكبر يخدم الآن فاتحا اضافيا.‏

  • ٢٠٠٢-‏٢٠١٣ التطورات الاخيرة (‏الجزء ١)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • الصورة في الصفحة ١٥٤

      سيراليون وغينيا

      ٢٠٠٢-‏٢٠١٣ التطورات الاخيرة (‏الجزء ١)‏

      ‏«شكرا لك يا يهوه!‏»‏

      عندما استقر الوضع في سيراليون،‏ عاد الاخوة والاخوات الى ما تبقى من بيوتهم.‏ فتشكَّلت ثانية الجماعات التي تشتَّتت اثناء الحرب،‏ وخصوصا في النواحي الشرقية من البلد التي مزَّقتها الحرب.‏ اخبر الفاتحون الخصوصيون من احدى المناطق:‏ «حضر الاجتماع الاول الذي عقدناه ١٦ شخصا والاجتماع الثاني ٣٦ والاجتماع الثالث ٥٦،‏ ثم حضر الذكرى ٧٧ شخصا.‏ فطرنا من الفرح!‏».‏ وتأسست ايضا تسع جماعات جديدة،‏ فصار عدد الجماعات الاجمالي ٢٤.‏ وأتى من جلعاد عشرة مرسلين جدد،‏ فأعطوا عمل الكرازة زخما قويا.‏ ففي سنة ٢٠٠٤ بلغ عدد حضور الذكرى ٥٩٤‏,٧ شخصا،‏ ما يزيد على خمسة اضعاف عدد الناشرين.‏ وشهدت غينيا نموا مماثلا في هذه الحقبة.‏

      الرسم البياني في الصفحة ١٥٤

      ولمساعدة اللاجئين العائدين الى ديارهم على الاستقرار،‏ خصصت الهيئة الحاكمة على الفور صندوقا لأعمال الاغاثة.‏ (‏يع ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فعملت فرق متنقلة من المتطوعين على بناء او ترميم ١٢ قاعة ملكوت،‏ ورمَّمت ايضا قاعة محافل في كويندو.‏ كما بنت ٤٢ مسكنا بسيطا من الطوب لإيواء العائلات التي دُمِّرت بيوتها.‏ وقد شمل هذا العمل بناء بيت اخت ارملة في سبعيناتها.‏ وفيما وقفت هذه الاخت قرب منزلها الجديد المسقوف بلوح من الحديد هتفت ودموع الفرح تنهمر من عينيها:‏ «شكرا لك يا يهوه!‏ شكرا لك يا يهوه!‏ شكرا لكم ايها الاخوة!‏».‏

      اضافة الى ذلك،‏ شرع مكتب الفرع يبني قاعات جديدة بتمويل من برنامج بناء القاعات في البلدان ذات الموارد المحدودة.‏ يروي سايدو جوانا،‏ شيخ وفاتح في جماعة بو الغربية:‏ «قالت لي احدى الاخوات:‏ ‹اذا سمعتُ اننا سنحظى بقاعة جديدة،‏ فسأصفِّق بيديَّ ورجليَّ›.‏ وحين اعلنتُ ان قاعة جديدة ستُبنى لنا،‏ قفزت الاخت من مقعدها وراحت تصفِّق وترقص.‏ وهكذا ‹صفَّقت› بيديها ورجليها».‏

      وفي عام ٢٠١٠،‏ دشَّنت جماعة واترلو قاعة ملكوت جديدة بالامكان توسيعها الى قاعة محافل تسع ٨٠٠ مقعد.‏ وكان في اليوم الذي اشترت فيه الجماعة ارض القاعة ان شاريا آخر عرض على صاحبة الارض سعرا اعلى.‏ لكنها قالت:‏ «افضِّل ان يُقام مركز للاجتماعات الدينية على ارضي من ان تُستخدم لأغراض تجارية».‏

      وفي اطار برنامج بناء القاعات في البلدان ذات الموارد المحدودة،‏ شُيِّدت ١٧ قاعة ملكوت في سيراليون و ٦ في غينيا.‏ وأماكن العبادة هذه،‏ البسيطة لكن اللائقة،‏ تشجِّع المزيد من الناس على حضور الاجتماعات.‏

      العثور على خراف يهوه الضائعة

      اذ مُنح عمل البشارة زخما جديدا،‏ نظَّم مكتب الفرع حملة مدتها شهران للكرازة في المقاطعات التي قلَّما تُخدَم.‏ فوزَّع الناشرون نحو ٠٠٠‏,١٥ كتاب وتمتعوا باختبارات رائعة كثيرة.‏ وراح بعض الناس يسألون الشهود إن كانوا سيؤسِّسون جماعات في اي من البلدات المحلية.‏ ونتيجة لهذه الحملة تشكلت مع مرور الوقت جماعتان جديدتان.‏ وفي احدى القرى النائية،‏ عثر الاخوة على اختين مهجَّرتين انقطعتا عن الهيئة خلال الحرب.‏ فرتَّبوا على الفور لعقد اجتماعات منتظمة في القرية،‏ وبدأوا ايضا بعدد من دروس الكتاب المقدس.‏

      عام ٢٠٠٩،‏ سمع مكتب الفرع عن قرية في قلب غابة غينيا يدَّعي بعض سكانها انهم من شهود يهوه.‏ فأرسل اخوةً للتحقق من الامر،‏ وتبيَّن ان اخا مسنا كان قد عاد الى قريته الام هذه بعد ان تقاعد عن العمل،‏ ودرس مع عدد من الرجال قبل وفاته.‏ فآ‌من احد الرجال بيهوه وأخذ يخبر الآخرين بما تعلَّمه من الكتاب المقدس.‏ كما عقد اجتماعات مستخدما مطبوعات الاخ الراحل.‏ وبقي هذا الفريق يعبد يهوه ٢٠ سنة قبل ان يجدهم الشهود.‏ فأرسل الفرع على الفور اخوة لتقديم المساعدة الروحية لهذا الفريق.‏ وفي سنة ٢٠١٢،‏ حضر ١٧٢ شخصا ذكرى موت المسيح في تلك القرية.‏

      وفي الآونة الاخيرة،‏ يزداد عدد الخراف الضائعة التي يُعثَر عليها.‏ وهؤلاء هم اشخاص كانوا قد انجرفوا بعيدا او فُصلوا عن الجماعة.‏ إلا ان كثيرين منهم كالابن الضال يغيِّرون مسلكهم ويعودون الى الحق.‏ وشعب يهوه يرحِّب بهم بذراعين مفتوحتين.‏ —‏ لو ١٥:‏١١-‏٢٤‏.‏

      مسلمون مخلصون يعتنقون الحق

      عندما اخبر الرسول بولس الآخرين بالبشارة،‏ صار «لشتى الناس كل شيء».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وعلى غراره،‏ يعدِّل خدام يهوه في سيراليون وغينيا محادثتهم لتلائم مختلف الناس.‏ خُذ على سبيل المثال كيف يحاجّ الناشرون المسلمين المنفتحين،‏ علما بأن المسلمين هم الفريق الديني الاكبر في البلدَين.‏

      يوضح سايدو جوانا،‏ وهو من خلفية مسلمة:‏ «يؤمن المسلمون ان آدم خُلق من تراب لكنه عاش اولا في جنة في السماء.‏ ولمساعدتهم على تصحيح فهمهم،‏ اسألهم:‏ ‹من اين يأتي التراب؟‏›.‏

      ‏«يجيبون:‏ ‹من الارض›.‏

      ‏«فأتابع:‏ ‹اذًا اين يجب ان يكون آدم قد خُلق؟‏›.‏

      ‏«يقولون:‏ ‹على الارض›.‏

      ‏«ولإيضاح الفكرة اقرأ التكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨‏،‏ ثم اسأل:‏ ‹هل تنجب الكائنات السماوية الاولاد؟‏›.‏

      ‏«فيجيبون:‏ ‹كلا.‏ فالملائكة ليسوا ذكورا ولا إناثا›.‏

      ‏«عندئذ اسأل:‏ ‹عندما قال اللّٰه لآدم وحواء ان ينجبا الاولاد،‏ اين لا بد انهما كانا؟‏›.‏

      ‏«يقولون:‏ ‹على الارض›.‏

      ‏«اتابع وأسأل:‏ ‹اذًا عندما يردّ اللّٰه الجنة للبشر،‏ اين لا بد ان تكون الجنة؟‏›.‏

      ‏«فيجيبون:‏ ‹هنا على الارض›».‏

      ويختتم سايدو بالقول:‏ «ان مثل هذه الحجج المؤسسة على الاسفار المقدسة تدفع كثيرين من المسلمين المخلصين الى الاصغاء الى رسالتنا وقبول مطبوعات الكتاب المقدس».‏

      تأمل مثلا في مومو،‏ صاحب متجر مسلم كان يرغب ان يصير إماما ذات يوم.‏ فعندما حاجَّه المرسلون الشهود من الاسفار المقدسة،‏ أُثير فضوله.‏ فحضر جزءا من المحفل الدائري وأحبَّ ما سمعه.‏ وبعد اربعة ايام،‏ حضر هو زوجته راماتو وأولادهما الخمسة ذكرى موت يسوع.‏ ثم شرع يدرس الكتاب المقدس بجدية.‏ وبعد عدة دروس توقف عن بيع السجائر،‏ مخبرًا زبائنه ان السجائر تضرُّ بالصحة وتغضِب اللّٰه.‏ فضلا عن ذلك،‏ ابتدأ يدرِّس زوجته وأولاده الكتاب المقدس في المتجر.‏ وحين يأتي زبائنه خلال درسهم العائلي،‏ كان يطلب منهم ان يجلسوا وينتظروا،‏ موضحًا ان الدرس مهم جدا لعائلته.‏ وقد اتت المقاومة الشرسة من عائلتيهما عندما سجَّل هو وراماتو زواجهما شرعيا.‏ لكنهما لم يرتدعا بل قدَّما شهادة جريئة لأقربائهما،‏ الذين صاروا في النهاية يحترمون سلوكهما الحسن.‏ واعتمد مومو عام ٢٠٠٨،‏ وراماتو عام ٢٠١١.‏

      التمسك بمبدإ قداسة الدم

      يلتصق شعب يهوه بشجاعة بمقاييس اللّٰه الادبية،‏ بما فيها نظرته الى الدم.‏ (‏اع ١٥:‏٢٩‏)‏ وموقفهم هذا اكسبهم احترام عدد متزايد من الاختصاصيين الطبيين في سيراليون وغينيا.‏

      الصورة في الصفحة ١٥٩

      اخوان يواسيان اختا في المستشفى

      في سنة ١٩٧٨،‏ وزَّع الاخوة في كل انحاء سيراليون كراس شهود يهوه ومسألة الدم للاطباء،‏ الممرضين،‏ مدراء المستشفيات،‏ المحامين،‏ والقضاة.‏ ولم يمض وقت طويل بعدها حتى أُصيبت اخت بنزيف داخلي عند المخاض.‏ لكن الاطباء رفضوا معالجتها بدون نقل دم.‏ الا ان احدهم وافق ان يقدم المساعدة حين قرأ المعلومات الغنية والمنطقية في الكراس.‏ فولدت الاخت صبيا سليما وتعافت تماما.‏

      ونحو سنة ١٩٩١ قرأ د.‏ باشيرو كوروما،‏ جرَّاح في مستشفى كينيما،‏ كراسة كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏.‏ فأعجبته معلوماتها،‏ وابتدأ على الاثر يدرس الكتاب المقدس ويحضر الاجتماعات المسيحية.‏ وعندما تعرض شاهد بعمر تسع سنوات لحادث ألحق الضرر بطحاله،‏ رفض اطباؤه ان يجروا له عملية دون دم وقالوا لوالديه:‏ «خذا ولدكما الى البيت ليموت هناك!‏».‏ فطلب الوالدان مساعدة الدكتور كوروما الذي اجرى العملية بنجاح.‏

      وسرعان ما اصبح الطبيب كوروما اخا،‏ ودافع بغيرة عن المعالجة دون دم.‏ فنبذه الاطباء الآخرون بسبب موقفه هذا،‏ إلا ان مرضاه كانوا يُشفون دائما.‏ ولاحقا بدأ بعض زملائه يطلبون مساعدته في العمليات الجراحية الصعبة.‏

      وفي سنة ١٩٩٤،‏ انشأ مكتب معلومات المستشفيات في الفرع بفريتاون لجانا للاتصال بالمستشفيات في سيراليون وغينيا.‏ وهذه اللجان قدَّمت الدعم الحبي لكثيرين من الشهود المرضى وأقنعت عشرات الاختصاصيين الطبيين بمعالجة الشهود دون دم.‏

  • ٢٠٠٢-‏٢٠١٣ التطورات الاخيرة (‏الجزء ٢)‏
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      ٢٠٠٢-‏٢٠١٣ التطورات الاخيرة (‏الجزء ٢)‏

      مساعدة الصمّ

      بحسب احد التقديرات،‏ يتراوح عدد الصمّ في سيراليون بين ٠٠٠‏,٣ و ٠٠٠‏,٥ شخص،‏ ويوجد المئات منهم في غينيا.‏ ولكن بما ان يهوه «يشاء ان يخلص شتى الناس»،‏ فكيف لهؤلاء ان «يسمعوا» البشارة؟‏ —‏ ١ تي ٢:‏٤‏.‏

      تروي المرسلة ميشيل واشنطن المتخرجة من جلعاد والتي اتت الى سيراليون عام ١٩٩٨ قائلة:‏ «عُيِّنا انا وزوجي كيفن في جماعة يضمّ حضورها اربعة صمّ.‏ وبما اني اعرف التواصل بلغة الاشارات الاميركية،‏ اردت ان اساعدهم.‏ فطلب مني مكتب الفرع ان اترجم للصمّ في الاجتماعات والمحافل،‏ وأبلَغَ الجماعات المجاورة بهذا الترتيب.‏ كما رتَّب ان تُعقد صفوف بلغة الاشارات لتعليم الناشرين المهتمين بمساعدة الصمّ.‏ فبدأنا نبحث عن الصمّ في المجتمع وندرس معهم الكتاب المقدس.‏ صحيح ان كثيرين من الناس لاحظوا الجهود التي نبذلها لمساعدة الصمّ ومدحونا عليها،‏ إلا ان البعض لم يسرّهم عملنا.‏ فثمة قس يؤدي خدمات دينية للصمّ اعلن اننا ‹انبياء دجَّالون›.‏ وحذَّر الناس وعائلاتهم وأوصاهم بالابتعاد عنا.‏ وقيل للبعض انهم سيُحرَمون من المساعدة المالية إن عاشرونا.‏ فانقسم الصمّ على الفور الى فريقين:‏ اولئك الذين لم يلتقونا وأيَّدوا القس،‏ والذين التقونا ولم يؤيدوا القس.‏ والمفرح ان بعضا من الفريق الثاني اتخذوا موقفهم الى جانب الحق وتقدموا حتى المعمودية».‏

      من هؤلاء،‏ على سبيل المثال،‏ فِمي الذي وُلد اطرش ولا يستطيع التواصل إلا بالاشارات الاساسية.‏ فقد كان يرتاب من الجميع —‏ وخصوصا الذين يسمعون —‏ ويفتقر الى الشعور بالسعادة والمحبة.‏ ولكن بعدما بدأ يدرس الكتاب المقدس مع اخوة من فريق لغة الاشارات،‏ شرع يحضر الاجتماعات المسيحية بانتظام وراح يتعلم بنفسه لغة الاشارات.‏ وقد واصل تقدُّمه الروحي ثم اعتمد.‏ وهو الآن يعلِّم الصمّ بفرح حق الكتاب المقدس.‏

      الصورة في الصفحة ١٦١

      ‏(‏في اقصى اليمين)‏ فِمي يرنِّم ترنيمة ملكوت

      وفي تموز (‏يوليو)‏ ٢٠١٠،‏ اصبح فريق لغة الاشارات الاميركية في فريتاون جماعة.‏ ويوجد ايضا فريقان بلغة الاشارات في مدينتَي بو وكوناكري.‏

      فقراء لكن «اغنياء في الايمان»‏

      يظهر الكتاب المقدس ان معظم مسيحيي القرن الاول كانوا فقراء ماديا.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «أما اختار اللّٰه الفقراء في نظر العالم ليكونوا اغنياء في الايمان؟‏».‏ (‏يع ٢:‏٥‏)‏ بصورة مماثلة،‏ يمنح الايمان بيهوه التعزية والرجاء للناشرين في سيراليون وغينيا.‏

      وبدافع الايمان تقوم عائلات فقيرة كثيرة من الشهود في المناطق النائية بادِّخار المال طوال اشهر لحضور المحافل الكورية.‏ وتقوم اخرى بزرع المحاصيل لتمويل رحلتها.‏ وللوصول الى المحفل،‏ تحشر مجموعات من ٢٠ الى ٣٠ مندوبا نفسها في شاحنات صغيرة،‏ محتملةً الحر والغبار وارتجاجات الشاحنة مدة ٢٠ ساعة او اكثر.‏ كما يقطع مندوبون آخرون مسافات طويلة سيرا على الاقدام.‏ يقول احد الاخوة:‏ «مشينا اول ٨٠ كلم ونحن نحمل مخزونا كبيرا من الموز.‏ وفيما بعنا الموز على طول الطريق،‏ خفَّ حِملنا وجمعنا ما يكفي من المال لنذهب المسافة المتبقية بالشاحنة».‏

      الصورة في الصفحة ١٦٤

      السفر بالشاحنة الى محفل كوري

      يدفع الايمان ايضا ناشرين كثيرين الى مقاومة اغراء الانتقال الى البلدان المزدهرة.‏ يقول ايمانويل باتون،‏ متخرِّج من مدرسة الكتاب المقدس للاخوة العزاب:‏ «لنا ملء الثقة ان يهوه سيسدّ حاجاتنا.‏ فلأننا نعيش في بلد حيث الحاجة ماسة الى كارزين بالملكوت،‏ ندرك ان خدمتنا عزيزة جدا في عينيه».‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ واليوم يخدم ايمانويل شيخا في الجماعة ويعمل دون كلل هو وزوجته يونيس على ترويج مصالح الملكوت.‏ من ناحية اخرى،‏ يختار رؤوس بعض العائلات ألا ينتقلوا للعمل في منطقة اخرى لكي يحموا وحدة وروحيات عائلاتهم.‏ يقول تيموثي نيوما،‏ الذي خدم كفاتح خصوصي وناظر دائرة بديل:‏ «رفضت كل عمل يبعدني فترة طويلة عن عائلتي.‏ كما اني وزوجتي،‏ فلورنس،‏ علَّمنا اولادنا في مدارس محلية بدل ان نرسلهم بعيدا ليربِّيهم الاقرباء».‏

      ويعرب اخوة وأخوات آخرون عن الايمان بالمواظبة على النشاطات المسيحية رغم الصعوبات التي يواجهونها.‏ يقول كيفن واشنطن المذكور آنفا:‏ «كثيرون من الناشرين يكرزون ويتمِّمون مسؤولياتهم في الجماعة بانتظام في وجه مشاكل قد تُقعِدنا في البيت وتجعلنا مستائين.‏ فالبعض مثلا مصابون بمرض مزمن وليس في وسعهم الحصول على العناية الطبية ولا على الادوية التي يمكن حيازتها بسهولة في مناطق اخرى.‏ والبعض الآخر يبذلون جهودا كبيرة ليتعلموا القراءة والكتابة.‏ لذلك اذا انتقدت يوما طريقة قيام احد الاخوة بتعيين ما،‏ اسأل نفسي:‏ ‹لو كنت اعمل بدوام كامل،‏ اعاني مشاكل صحية جسيمة،‏ اشكو من ضعف في البصر دون نظارات لتصحيحه،‏ املك القليل من المطبوعات الثيوقراطية،‏ وأعيش بدون كهرباء،‏ أفلن اقوم بتعييني بالطريقة نفسها؟‏›».‏

      صورة تغطي كامل الصفحتين ١٦٦،‏ ١٦٧

      فبهذه الطرق وبكثيرة غيرها،‏ يمجِّد الاخوة والاخوات في سيراليون وغينيا يهوه.‏ وعلى غرار اخوتهم المسيحيين في القرن الاول،‏ يوصُّون بأنفسهم كخدام اللّٰه ‹باحتمال الكثير،‏ بضيقات،‏ باحتياجات،‏ .‏ .‏ .‏ كفقراء وهم يغنون كثيرين،‏ كمَن لا شيء عندهم وهم يملكون كل شيء›.‏ —‏ ٢ كو ٦:‏٤،‏ ١٠‏.‏

      مواجهة المستقبل بثقة

      قبل اكثر من ٩٠ سنة،‏ اخبر ألفرد جوزيف وليونارد بلاكمان ان حقول سيراليون «قد ابيضَّت للحصاد».‏ (‏يو ٤:‏٣٥‏)‏ وبعد نحو ٣٥ سنة،‏ كتب مانويل ديوغو من غينيا:‏ «يوجد عدد كبير من المهتمين هنا».‏ واليوم،‏ خدام يهوه في البلدَين مقتنعون ان المزيد والمزيد بعد سيتجاوبون مع البشارة.‏

      ففي سنة ٢٠١٢،‏ بلغ حضور الذِّكرى في غينيا ٤٧٩‏,٣،‏ اي ما يزيد على اربعة اضعاف ونصف عدد الناشرين في البلد.‏ وقد حضرها في سيراليون ٨٥٤‏,٧ شخصا،‏ اي نحو اربعة اضعاف عدد الناشرين البالغ ٠٣٠‏,٢.‏ وكان بين الاخوة القدماء في ليلة الذكرى تلك،‏ الفاتحة الخصوصية وينيفرد ريمي البالغة من العمر ٩٣ سنة.‏ فهي وزوجها ليتشفيلد اتيا الى سيراليون عام ١٩٦٣.‏ وما زالت تخدم فاتحة خصوصية بعد ٦٠ سنة من الخدمة كامل الوقت.‏ تقول:‏ «مَن كان يتخيل ان سيراليون ستصبح غنية جدا بإخوة وأخوات اقوياء روحيا.‏ ورغم انني عجوز،‏ لا ازال ارغب ان اساهم في هذه الزيادة المبهجة».‏a

      يشاطر شهود يهوه في سيراليون وغينيا الاخت وينيفرد مشاعرها.‏ فهم كالاشجار الشامخة المرويَّة جيدا مصمِّمون على مواصلة حمل الثمر لتسبيح يهوه.‏ (‏مز ١:‏٣‏)‏ وبدعمه سيستمرون في المناداة برجاء الحرية الحقيقي:‏ «الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه».‏ —‏ رو ٨:‏٢١‏.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٣

      لجنة الفرع،‏ من اليمين الى اليسار:‏ دلْروي وليَمسون،‏ تامبا جوسايا،‏ ألفرد غَن،‏ وكولِن أتِك

      a فارقت وينيفرد ريمي الحياة اثناء إعداد هذه الرواية.‏

  • يهوه انتشلني من بؤسي
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      يهوه انتشلني من بؤسي

      جاي كامبل

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٦

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٨٦

      • لمحة عن حياتها:‏ اقعدها شلل الاطفال منذ صغرها.‏ رغم ذلك انخرطت في الفتح العادي.‏

      الصورة في الصفحة ١٢٨

      نشأت مصابة بالشلل في القسم الاسفل من جسمي.‏ وعشت في مجمَّع سكني في فريتاون مع امي وعدد من العائلات الفقيرة الاخرى.‏ وبما اني كنت اخجل وأخاف من نظرة الغرباء اليّ،‏ لم اتجرَّأ على الخروج من المجمَّع طوال ١٨ سنة إلا مرة واحدة فقط.‏

      في الثامنة عشرة من عمري،‏ زارتنا المرسلة بولين لانديس وعرضت ان تعلِّمني الكتاب المقدس.‏ فأخبرتها انني لا اعرف القراءة والكتابة،‏ فقالت انها مستعدة ان تعلِّمني اياهما ايضا.‏ عندئذ قبلت عرضها.‏

      فأدخل ما تعلَّمته من الكتاب المقدس البهجة الى قلبي.‏ لذلك طلبت ذات يوم من بولين ان احضر اجتماعا في منزل يبعد عن مسكننا مجمَّعا واحدا،‏ وقلت لها:‏ «سأسير الى هناك مستعينة بالقطعتين الخشبيتين».‏

      حين اتت بولين لتقلَّني الى الاجتماع،‏ راح الجيران وأمي يراقبونني بقلق.‏ فأمسكت القطعتين الخشبيتين بإحكام ووضعتهما امامي على الارض ثم حملت جسمي واندفعت الى الامام.‏ وفيما كنت «اسير» لأجتاز باحة المجمَّع صرخ الجيران في وجه بولين قائلين:‏ «انت تجبرينها.‏ لقد حاولت في السابق ان تمشي لكنها فشلت».‏

      فسألتني بولين بلطف:‏ «هل تريدين ان تذهبي يا جاي؟‏».‏

      اجبتها:‏ «اجل،‏ انه قراري».‏

      فراح الجيران يراقبونني بصمت فيما اقتربت من البوابة.‏ لكن حين خرجت من المجمَّع تهللوا فرحا.‏

      استمتعت كثيرا بذلك الاجتماع.‏ فقررت لاحقا ان اذهب الى قاعة الملكوت.‏ لكنّ الذهاب الى القاعة تضمن ان «اسير» الى رأس الشارع،‏ اركب سيارة اجرة،‏ ومن ثم ان يحملني الاخوة صعودا في طريق شديد الانحدار.‏ وغالبا ما وصلت مبلَّلة وملطَّخة بالوحل،‏ فكان عليَّ ان ابدِّل ثيابي في القاعة.‏ ولكن في ما بعد،‏ ارسلت اليَّ اخت لطيفة من سويسرا كرسيا متحرِّكا ساعدني على التنقل بكرامة.‏

      دفعتني قراءة اختبارات الشهود المعاقين ان ازيد من خدمتي ليهوه.‏ فانخرطت عام ١٩٨٨ في الفتح العادي.‏ وصلَّيت الى يهوه ان يساعدني على بلوغ هدفي:‏ ان اساعد شخصا من عائلتي او في المقاطعة ليصير خادما ليهوه.‏ فاستُجيبت صلواتي حين ساعدت اثنين من اولاد اختي على معرفة الحق وكذلك امرأة التقيتها اثناء الشهادة في الشارع.‏

      واليوم لم تعد يداي تقويان على تسيير كرسيَّ المتحرك.‏ لذا،‏ انا اعتمد على الآخرين من اجل التنقل.‏ كما اني اعاني اوجاعا مزمنة.‏ لكني اجد ان تعليم الآخرين عن يهوه هو علاجي.‏ فالفرح الذي استمده من هذا العمل يخفف ألمي ويريحني.‏ فيهوه انتشلني من بؤسي،‏ وأنا الآن احيا حياة لها معنى.‏

  • نجونا من المقاتلين المتمردين
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      نجونا من المقاتلين المتمردين

      اندرو بون

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦١

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٨٨

      • لمحة عن حياته:‏ عند اندلاع الحرب عام ١٩٩١،‏ كان فاتحا عاديا في بندمبو،‏ بالاقليم الشرقي في سيراليون.‏

      الصورة في الصفحة ١٤٨

      دخل المتمردون بلدتنا بعد ظهر احد الايام،‏ مطلقين الاعيرة النارية في الهواء لمدة ساعتين تقريبا.‏ وقد كانوا في غاية القذارة،‏ شعرهم مهمل،‏ وبدوا تحت تأثير المخدِّرات.‏ وكان بينهم مراهقون بالكاد استطاعوا ان يحملوا اسلحتهم.‏

      ثم بدأت المذابح في اليوم التالي.‏ فبوحشية بالغة بُترت اطراف الناس او أُعدموا،‏ اغتُصبت النساء،‏ وعمّت الفوضى.‏ في هذه الاثناء،‏ احتمى ببيتنا الاخ امارا باباوو وعائلته وأربعة مهتمين.‏ وجميعنا كنا مرعوبين.‏

      سرعان ما أتى قائد للمتمردين وأمرنا ان نحضر الى التدريب العسكري في الصباح التالي.‏ لكننا صممنا ان نحافظ على حيادنا،‏ رغم ان الرفض عنى الموت.‏ فصلينا طوال الليل تقريبا.‏ وقمنا في الصباح الباكر،‏ قرأنا الآية اليومية،‏ وانتظرنا وصول المتمردين.‏ إلا انهم لم يأتوا قط.‏

      ‏«انتم تقرأون الآية اليومية.‏ إذًا لا بد انكم شهود ليهوه»‏

      ثم اتى لاحقا ضابط من المتمردين برفقة اربعة من رجاله واستولوا على بيتي.‏ لكنهم امرونا بالبقاء،‏ فواظبنا على عقد الاجتماعات بانتظام ومناقشة الآية اليومية في البيت.‏ فقال لنا بعض المقاتلين:‏ «انتم تقرأون الآية اليومية.‏ إذًا لا بد انكم شهود ليهوه».‏ وقد احترمونا رغم انهم لم يظهروا اهتماما بالكتاب المقدس.‏

      اتى ذات يوم ضابط عالي الرتبة لتفقد القوات المعسكرة في بيتي.‏ فألقى التحية على الاخ باباوو وصافحه.‏ وصاح مخاطبا جنوده:‏ «ان هذا الرجل هو قائدي وقائدكم.‏ اذا مسستم شعرة منه او من الذين معه،‏ فستلقون بئس المصير.‏ هل هذا واضح؟‏».‏ فأجابوه:‏ «نعم سيدي».‏ ثم اعطانا هذا الضابط رسالة تأمر الجبهة الثورية المتحدة بعدم المساس بنا لأننا مواطنون مسالمون.‏

      بعد عدة اشهر،‏ بدأت فصائل المتمردين تتقاتل في ما بينها،‏ فهربنا الى دولة ليبيريا المجاورة.‏ وهناك تعرضت لنا مجموعة متمردة اخرى.‏ فقلنا لهم:‏ «نحن شهود ليهوه».‏ فسألنا احد المقاتلين:‏ «ماذا تقول يوحنا ٣:‏١٦‏؟‏».‏ وعندما اقتبسنا له الآية،‏ اخلى سبيلنا.‏

      ثم التقينا لاحقا بقائد آخر للمتمردين أمرني انا والاخ باباوو ان نتبعه.‏ فخفنا على حياتنا.‏ لكن هذا المتمرد اخبرنا انه درس مع الشهود قبل الحرب.‏ فأعطانا مالا وأخذ منا رسالة وأوصلها الى الاخوة في جماعة مجاورة.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى جاء اثنان من الاخوة بالمؤن وأخذانا الى بر الامان.‏

  • رجل برج المراقبة
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      رجل برج المراقبة

      جيمس كوروما

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٦

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٩٠

      • لمحة عن حياته:‏ خدم ساعي بريد خلال الحرب الاهلية.‏

      الصورة في الصفحة ١٥٠

      فيما اقتتل المتمردون والقوات الحكومية في فريتاون،‏ تطوعت لحمل المراسلات من فريتاون الى مكتب الفرع المؤقت في كوناكري بغينيا.‏

      عند موقف باصات المدينة،‏ استقللت باصا مع مجموعة من الناس الآخرين.‏ ودوت اصوات الطلقات النارية من بعيد،‏ فدخل الخوف الى نفوسنا.‏ وفيما انطلق الباص عبر طرقات المدينة،‏ وقعنا بين اطلاق نار مكثف.‏ فتراجع السائق وسلك طريقا آخر.‏ بعيد ذلك،‏ اوقفتنا مجموعة من المتمردين المسلحين وأمرونا ان ننزل من الباص.‏ وبعد ان استجوبونا،‏ اخلوا سبيلنا.‏ ولاحقا اوقفتنا مجموعة اخرى من المقاتلين.‏ ولكن لأن احد الركاب عرف قائدهم،‏ سمحوا لنا هم ايضا بالمرور.‏ وعند طرف المدينة،‏ التقينا مجموعة ثالثة من المتمردين.‏ فاستجوبونا وأمرونا ان نكمل طريقنا.‏ وفيما اتجهنا شمالا،‏ مررنا بالعديد والعديد من حواجز التفتيش حتى وصل باصنا اخيرا مغطى بالغبار الى كوناكري في المساء.‏

      وفي الرحلات التي تلت،‏ حملت صناديق المطبوعات،‏ الادوات المكتبية،‏ سجلات الفرع،‏ ومواد الاغاثة.‏ وغالبا ما سافرت بالسيارة او الحافلة.‏ لكني استخدمت ايضا الحمّالين والزوارق لنقل المطبوعات عبر الغابات المطيرة والانهر.‏

      فيما كنت احمل ذات مرة معدات من فريتاون الى كوناكري،‏ اوقف المتمردون عند الحدود الحافلة التي استقللتها.‏ فلاحظ احدهم امتعتي وبدأ يستجوبني مرتابا في امري.‏ في تلك اللحظة،‏ لمحت بين المتمردين رفيقا سابقا لي في المدرسة.‏ كان المتمردون يدعونه «صلب الرقبة»،‏ وكان المقاتل ذا الملامح الاكثر وحشية بينهم.‏ فقلت للذي يستجوبني اني حضرت للقاء «صلب الرقبة»،‏ وناديته.‏ فتعرف «صلب الرقبة» عليّ فورا وركض للقائي.‏ فتعانقنا وضحكنا.‏ ثم بدأ يكلمني بجدية.‏

      سألني:‏ «هل تواجه اية صعوبات؟‏».‏

      فأجبته:‏ «اني اريد العبور الى غينيا».‏

      فما كان منه عندئذ إلا ان امر المقاتلين ان يدعوا حافلتنا تعبر الحاجز بدون تفتيش.‏

      ومن ذلك اليوم فصاعدا،‏ كلما وصلت الى ذلك الحاجز،‏ كان «صلب الرقبة» يأمر المقاتلين ان يدعوني امرّ.‏ وأعطيت المقاتلين نسخا من مجلاتنا،‏ وقد قدروها كثيرا.‏ وسرعان ما بدأوا يدعونني رجل برج المراقبة.‏

  • شيء افضل من الألماس
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      شيء افضل من الألماس

      تامبا جوسايا

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٤٨

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٧٢

      • لمحة عن حياته:‏ عمل في مناجم الألماس قبل ان يتعرف الى الحق.‏ وهو الآن عضو في لجنة فرع سيراليون.‏

      الصورة في الصفحة ١٥٢

      عملت سنة ١٩٧٠ لدى شركة تعدين بريطانية في تونغو–‏فيلد،‏ منطقة غنية بالألماس الى الشمال من كينيما.‏ كما اني نقبت عن الألماس في وقت فراغي.‏ وكلما وجدت احجارا خاصة بي،‏ كنت ارتدي ثيابي وأذهب الى كينيما لبيعها وقضاء وقت طيب.‏

      التقيت بشهود يهوه سنة ١٩٧٢ وبدأت ادرس الكتاب المقدس.‏ وبعد خمسة اشهر،‏ تأهّلت للمعمودية.‏ ولكن لأني كنت قد استنزفت كل ايام عطلي،‏ طلبت من زميل في العمل ان يسد محلي حتى اتمكن من حضور المحفل الكوري واعتمد.‏ وقد وافق بشرط ان اعطيه راتبي لأسبوع.‏ لكن المعمودية كانت اهم بالنسبة اليّ من المال،‏ فقبلت عرضه عن طيب خاطر.‏ وعندما عدت من المحفل،‏ اخبرني ان بإمكاني الاحتفاظ براتبي لأني قمت بالخيار الصائب ان اخدم اللّٰه.‏ وبعد ستة اشهر تركت عملي المربح لكي ادخر كنوزا في السماء بالخدمة فاتحا خصوصيا.‏ —‏ مت ٦:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      وخلال السنوات الـ‍ ١٨ التي تلت،‏ خدمت فاتحا خصوصيا وناظر دائرة في ارجاء شتى من البلاد.‏ وتزوجت كريستيانا،‏ شريكة ولية وداعمة،‏ ورزقنا بابنتنا لينيت.‏

      كنت احلم في ما مضى بالعثور على الألماس الحرفي.‏ إلا اني وجدت شيئا افضل،‏ الغنى الروحي

      خلال الحرب الاهلية في سيراليون،‏ خدمنا انا وكريستيانا فاتحين في بو،‏ التي تقع في موقع كبير آخر لتعدين الألماس.‏ ووجدنا هناك العديد من «الألماس» الروحي،‏ تلاميذ مسيحيين حقيقيين.‏ وفي اربع سنوات،‏ زادت جماعتنا بنسبة فاقت الـ‍ ٦٠ في المئة.‏ والآن هنالك ثلاث جماعات مزدهرة في بو.‏

      دعيت لأكون عضوا في لجنة فرع سيراليون سنة ٢٠٠٢.‏ فمكثنا انا وكريستيانا بالقرب من بيت ايل.‏ وفيما تخدم كريستيانا فاتحة خصوصية،‏ اذهب انا الى العمل كل يوم.‏ ولينيت ايضا تعمل في بيت ايل في فريق ترجمة الكريو.‏

      كنت احلم في ما مضى بالعثور على الألماس الحرفي.‏ إلا اني وجدت شيئا افضل،‏ الغنى الروحي.‏ كما اني تمكنت من استخراج ١٨ «جوهرة» روحية،‏ تلاميذ مسيحيين حقيقيين.‏ فبركات يهوه عليّ هي بالفعل لا تعد ولا تحصى.‏

  • مصمِّم على خدمة يهوه
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      مصمِّم على خدمة يهوه

      فيليب تنغبِيه

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٦

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٩٧

      • لمحة عن حياته:‏ لاجئ ساعد في بناء خمس قاعات ملكوت.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٨

      عام ١٩٩١،‏ هربنا انا وزوجتي ساتا لننجو بحياتنا عندما اجتاح الجنود المتمردون مسقط رأسنا كويندو بسيراليون.‏ وسكنَّا في السنوات الثماني التالية في عدد من مخيمات اللاجئين.‏ وهناك احتملنا الجوع والامراض والسلوك الفاسد لجيراننا في المخيمات.‏

      كنا في كل مخيم نطلب من السلطات قطعة ارض لنبني عليها قاعة.‏ فتلبي طلبنا احيانا وترفضه احيانا اخرى.‏ رغم ذلك دبَّرنا دائما مكانا لنجتمع فيه.‏ فكنا مصمِّمين على خدمة يهوه.‏ وأخيرا بنينا اربع قاعات في المخيمات.‏

      عندما انتهت الحرب لم نستطع العودة الى كويندو.‏ فسنوات القتال حوَّلتها الى خراب.‏ لذلك أُرسلنا الى مخيم آخر للاجئين قرب مدينة بو.‏ وهناك بنينا قاعتنا الخامسة بتمويل من مكتب الفرع.‏

  • احببت سيراليون
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
    • سيراليون وغينيا

      احببت سيراليون

      سيندي ماكنتاير

      • تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٠

      • تاريخ المعمودية:‏ ١٩٧٤

      • لمحة عن حياتها:‏ مرسلة منذ سنة ١٩٩٢.‏ خدمت في غينيا والسنغال وتخدم في الوقت الحاضر في سيراليون.‏

      الصورة في الصفحة ١٦٩

      احببت سيراليون بعد اسبوعين فقط من وصولي اليها.‏ فأدهشني كيف يحمل الناس اوزانا ثقيلة على رؤوسهم في خفة وبراعة دون ان تقع.‏ كما ان الاحياء هنا مفعمة بالحياة.‏ فالاولاد يلعبون ويرقصون في الشوارع،‏ مصفِّقين بأيديهم وخابطين الارض بأرجلهم على ايقاعات موسيقية فَرِحة.‏ وكيفما تطلَّعتُ وجدت الالوان والحركة والموسيقى.‏

      لكن اكثر ما تمتعت به هو الكرازة.‏ فأهل سيراليون يُفرحهم ان يرحِّبوا بالغرباء.‏ وهم يحترمون الكتاب المقدس ويصغون الى رسالته.‏ وكثيرا ما يدعونني الى بيوتهم،‏ وحين اغادر يرافقني بعضهم الى آخر الشارع.‏ ان هذه الصفات الرائعة تساعدني ان اتغلب على المصاعب الثانوية هنا،‏ كقلَّة الماء وانقطاع الكهرباء.‏

      احيانا يسألني الناس إن كنت اشعر بالوحدة لأنني عزباء.‏ لكن برنامجي في الواقع حافل بالمشاغل بحيث لا يوجد لديّ وقت فراغ لأشعر بالوحدة.‏ فأنا احيا حياة ذات معنى حقيقي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة