مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ديك الصخور —‏ طائر جميل من ادغال الأمازون
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • ديك الصخور —‏ طائر جميل من ادغال الأمازون

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في البرازيل

      حتى علماء الحيوان الذين لا يستسلمون للعواطف يصيرون شاعريين عندما يصفون ديك الصخور الڠياني،‏ طائر باهر مغمور من غابة الأمازون المطيرة.‏a فقد كتب احدهم:‏ «انه كالشعلة الوهّاجة».‏ وقالت اخرى:‏ «انه مذنَّب ناري».‏ واستنتج شخص ثالث:‏ «يصعب وجود شيء يضاهيه .‏ .‏ .‏ حُسنًا».‏ والجميع يوافقون على ان رؤيته تترك ذكرى لا يمكن ان تُنسى.‏ ولكن ماذا يجعل هذا الطائر،‏ الذي في حجم الحمامة،‏ مميَّزا الى هذا الحد؟‏ احد الاسباب هو لونه الزاهي.‏

      تعلو رأس ديك الصخور الذكر قنبرة برتقالية لها شكل مروحة تخفي كل منقاره.‏ وثمة خط كستنائي ممتد على طرف القنبرة يعطيها شكلها نصف الدائري التام.‏ ومعظم جسمه،‏ من القنبرة الى المخالب،‏ مغطى بريش برتقالي.‏ أما جناحاه الاسودان ذوا البقعة البيضاء،‏ فهما مغطيان بطبقة من الزغب البرتقالي الذهبي بحيث يبدو وكأن شالًا يلفّه.‏ يتحدث كتاب طيور الكاريبي (‏بالانكليزية)‏ باختصار قائلا:‏ ‹يعجز اللسان عن وصف جمال شكل هذه الطيور ومظهرها›.‏ لكنَّ روعة هذا الطائر ليست في شكله فقط.‏ فريشه يعكس ايضا شخصيته.‏ كيف؟‏

      لا شك انكم توافقون على انه اذا كنتم في غابة مطيرة لونها اخضر غامق،‏ فلن ترتدوا لباسا برتقاليا زاهيا اذا اردتم ألا تلفتوا الانظار اليكم.‏ لكنَّ غندور الادغال هذا يريد ان تُلفت الانظار اليه.‏ فهو يستخدم مظهره الباهر ليبعد المنافسين ويغري المعجَبات.‏

      خلافات على الحدود ونزاعات حول الإرث

      في اوائل السنة،‏ وخلال فصل التزاوج،‏ تنزل الذكور من ديوك الصخور الى مواقع محددة في الغابة تدعى ميادين،‏ وهي مسرح رقصات المغازلة السنوية للطيور.‏ ان الكلمة الانكليزية «lek»،‏ التي تشير الى ميدان المغازلة،‏ تشتق على الارجح من الفعل السويدي «att leka» الذي يعني «يلعب».‏ فقد كان علماء الحيوان يعتقدون طوال سنوات ان القفزات الغزلية التي تقوم بها هذه الطيور ليست سوى لعب،‏ مجرد اداء مسرحي جميل على ارض الغابة.‏ لكنهم عرفوا مؤخرا ان الميدان ليس صالة رقص فحسب بل حلبة ملاكمة وصالة عرض ايضا.‏ ولماذا؟‏

      بعد ان تقع مجموعة من ذكور ديوك الصخور على ميدان،‏ يتخذ كل طائر بقعة من ارض الغابة ويجعلها باحة له بإزالة الاوراق المتساقطة.‏ ويأخذ له ايضا المجاثم في النباتات المعترشة فوق ارضه،‏ وهكذا يكون لأرضه شكل اسطواني يمتد مترا ونصف المتر (‏٥ اقدام)‏ ويرتفع مترَين (‏٦ اقدام)‏.‏ ولا توجد «عند ايّ من طيور الميدان [باحات] تلتزّ بعضها ببعض» كما عند هذه الطيور،‏ حسبما تقول الباحثة پيپر و.‏ ترايل،‏ وذلك لأن نحو ٥٠ طائرا يتجمّع في ميدان واحد.‏ وما هي النتيجة؟‏ خلافات على الحدود ونزاعات حول الإرث.‏

      تشبه الخلافات على الحدود رقصات حرب مثيرة ولكن غير مؤذية.‏ ففجأة يبدأ رفع الرأس وإنزاله،‏ هزّ المنقار بحركات خاطفة،‏ الخفق بالجناحين مع حفيف للريش،‏ وتتخلل ذلك اصوات صياح وقفزات عالية في الهواء.‏ وبعد دقيقة او اثنتين،‏ عندما يشعر كل طائر بأنه روّع الآخر،‏ ينسحبان كلاهما الى داخل حدودهما.‏ ولكن عندما يريد طائران الاستيلاء على قطعة ارض ممتازة من الميدان صارت شاغرة بسبب موت طائر آخر،‏ يتحول الخلاف الى معركة تحصيل إرث فعلية.‏

      ‏«يشبك الطائران مخالبهما القوية بعضها في بعض،‏ يتضاربان بجناحيهما،‏ وأحيانا يثبِّتان المنقارَين.‏ وهذه المباريات»،‏ كما تكتب ترايل في مجلة ناشونال جيوڠرافيك (‏بالانكليزية)‏،‏ «يمكن ان تدوم ثلاث ساعات وتجعل المتصارعَين يلهثان».‏ وإذا اسفرت النتيجة عن تعادل بعد الجولة الاولى،‏ يرتاح الطائران بعض الوقت،‏ ولكن ليواصلا صراعهما بعد ذلك الى ان يُحدَّد الوارث الوحيد.‏ فلا عجب ان يدعى هذا الطائر ديك الصخور!‏

      ومع ذلك،‏ قبل ان يهدأ غبار المعركة،‏ يتحول الملاكم العدائي الى تمثال حي،‏ ويصير الميدان صالة عرض.‏ فلماذا تغيَّر المشهد؟‏ ان الجزء الثاني من اسم هذا الطائر،‏ ديك الصخور،‏ يعطينا الجواب.‏

      والرابح هو .‏ .‏ .‏

      فيما تتشاجر الذكور على ارض الغابة،‏ تقوم طيور قليلة ذات الوان غير لافتة للنظر بترميم اعشاشها في فجوات محمية في الصخور المجاورة.‏ نعم،‏ انها إناث ديوك الصخور.‏ وبخلاف الذكر،‏ لا يمكن ان تصل الانثى الى المرحلة الاخيرة من مباراة ملكة جمال الطيور.‏ فهي،‏ كما يكتب الباحث دايڤيد سنو بكلمات غير جارحة،‏ «طائر مختلف جدا».‏ فعلى رأسها إكليل صغير هو «نسخة مصغّرة من قنبرة الذكر الكبيرة،‏ وهي تعطي الرأس شكلا مضحكا بعض الشيء».‏ ورجلاها القصيرتان ذواتا القدمين الكبيرتين تحملان جسما لونه زنجاري و «شكله يكاد يخلو من اية رشاقة».‏

      وبالنسبة الى صاحبنا غندور الادغال،‏ الانثى هي الرابحة.‏ فعندما تحطّ على الاغصان الممتدة فوق الميدان،‏ مُطلقة صوت كِييُو،‏ تلتفت اليها كل الرؤوس البرتقالية الريش ويبدأ العرض الذي يُعتبر «بين اجمل وأروع عروض المغازلة في عالم الطيور».‏ (‏حياة الادغال وأسرارها [بالانكليزية])‏ فماذا يحدث؟‏ تقول الباحثة ترايل انه اول ما تُرى الانثى،‏ «يعجّ الميدان بالالوان والحركات والاصوات» اذ يحاول كل ذكر التفوُّق على الذكور الاخرى وجذب انتباه الزائرة.‏ ثم تقفز الذكور من حيث هي جاثمة وتحطّ على باحاتها مع صوت خبطة وصيحة.‏ وخفْق اجنحتها يلفت نظر الانثى وينظف الباحات ايضا من الاوراق المتساقطة.‏ وفجأة يتوقف الهرج والمرج.‏ لقد اتت ساعة القرار.‏

      ينحني كل ذكر بشدة باسطا ريشه الى اقصى حد،‏ ويجمد في مكانه كما لو انه في غيبوبة.‏ وتخفي قنبرته المنفرشة منقاره فيما يموِّه زغبه شكل جسمه،‏ وهذا ما يجعله يبدو كزهرة برتقالية سقطت على ارض الغابة.‏ يقول احد المراجع:‏ «ان العرض الغزلي الذي يقوم به ديك الصخور غريب جدا،‏ حتى انه يكاد لا يُصدَّق من الوهلة الاولى انه طائر».‏

      لكنَّ الانثى تعرف الفرق بين الزهرة وطالب اليد،‏ فتنزل باتجاه ثلاثة او اربعة ذكور صامتة تُبقي اجسامها مفلطحة وظهورها نحو الانثى.‏ أما رؤوسها فتميلها بحيث تبقى عين واحدة نحو الاعلى،‏ مركزة على الجائزة.‏ وتمرّ دقائق قبل ان تتخذ الانثى قرارها،‏ ولكنها في النهاية تختار الرابح.‏ فتحطّ وراء طائرها المفضّل،‏ تتقدم قفزا نحوه،‏ تنحني الى الامام،‏ وتنقر اطراف جناحيه الزغِبة.‏ فتعود الحياة الى الذكر.‏ ويحصل التزاوج في باحته او على مجثم قريب.‏ وبعد ذلك تطير الانثى بعيدا.‏ وغالبا ما تعود الى الذكر نفسه عندما يحين فصل التزاوج المقبل.‏

      وإلى ان يحين فصل المغازلة التالي،‏ ينسى غندور الادغال كل شيء عن شريكته،‏ حتى انه لا يهتم برعاية ذريته.‏ ويبقى خالي البال ومستعدا للعرض التالي فيما تربي الانثى العائلة وحدها.‏ وأنتم على حق اذا بدا لكم توزيع المسؤوليات هذا غير عادل،‏ ولكن من الافضل للانثى وفراخها ان يبقى الذكر بعيدا.‏ فوجود طائر برتقالي يعرض جماله قرب العش خطر كوجود لافتة ضوئية تشير الى مخبئكم.‏

      جيل المستقبل

      يشكل اللون الباهت لريش الانثى غطاء ممتازا للبيضتين المرقطتين الضاربتين الى اللون البنّي اللتين تبيضهما في عش طيني كبير،‏ وتستعمل الانثى لعابها للصق العش بجدار صخري.‏ وبعد ان تحضن الام البيضتين اربعة اسابيع،‏ يخرج الفرخان.‏ ومع انهما لا يكونان جميلين عند ولادتهما،‏ فهما مجهَّزان لمواجهة ظروف الحياة في العش.‏ وبُعيد خروجهما من البيضتين،‏ كما توضح الباحثة ترايل،‏ يثبِّتان مخالبهما الحادة في بطانة العش ويتشبَّثان بها جيدا بواسطة رجليهما القويتين كلما زاحمتهما الام لتجد موطئا لرجليها.‏

      تواظب الام على اطعام فرخَيها الثمار،‏ وتجلب لهما احيانا حشرة او عظاية.‏ وبعد مرور سنة يكون ريش الذكر الصغير لا يزال بنّيا،‏ ولكنَّ رأسه يحمل قنبرة صغيرة.‏ وبعمر سنتين يتخذ ريشه البنّي لونا ذهبيا برتقاليا يجعله،‏ كما كتب احد علماء الحيوان،‏ «احد اجمل الطيور في العالم».‏

      مع ان الغابة —‏ التي هي موطن ديك الصخور —‏ تتعرض للإتلاف،‏ يأمل محبو الطبيعة ألا يسلب الانسان هذا الراقص الأمازوني الزاهي الالوان الفرصة ليواصل اداءه الرائع في فصل التزاوج.‏

  • ديك الصخور —‏ طائر جميل من ادغال الأمازون
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • بطاقة تعريف بديك الصخور

      الاسم العلمي:‏ Rupicola rupicola او «الساكن بين الصخور»‏

      الفصيلة:‏ القطنجية

      مناطق الانتشار:‏ شمالي اميركا الجنوبية،‏ في حوض الأمازون وحوله

      الطول:‏ نحو ٣٠ سنتيمترا (‏قدم واحدة)‏

      العش:‏ مصنوع من طين ونباتات يُلصق بعضها ببعض بواسطة اللعاب،‏ ويزن ٩‏,٣ كيلوڠرامات (‏٥‏,٨ پاوندات)‏

      الفراخ:‏ عادةً بيضتان في السنة؛‏ وتتراوح فترة الحضانة بين ٢٧ و ٢٨ يوما —‏ «احدى اطول الفترات عند الطيور الجواثم»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة