مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سلطان يهوه وملكوت اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • سُلْطَانُ يَهْوَه وَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ

      ‏«لَكَ،‏ يَا يَهْوَهُ،‏ ٱلْعَظَمَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْبَهَاءُ وَٱلسُّمُوُّ وَٱلْوَقَارُ .‏ .‏ .‏ لَكَ ٱلْمَلَكُوتُ يَا يَهْوَهُ».‏ —‏ ١ اخبار الايام ٢٩:‏١١‏.‏

      ١ لِمَاذَا يَهْوَه هُوَ صَاحِبُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلشَّرْعِيِّ فِي ٱلْكَوْنِ؟‏

      ‏«يَهْوَهُ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ ثَبَّتَ عَرْشَهُ،‏ وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى ٱلْكُلِّ تَتَسَلَّطُ».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٩‏)‏ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَبَّرَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ عَنْ حَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْحُكْمِ:‏ أَنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ،‏ ٱلْخَالِقَ،‏ هُوَ صَاحِبُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلشَّرْعِيِّ فِي ٱلْكَوْنِ.‏

      ٢ كَيْفَ وَصَفَ دَانِيَالُ حَيِّزَ سُلْطَانِ يَهْوَه ٱلرُّوحِيَّ؟‏

      ٢ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ حَاكِمٍ رَعَايَا يَبْسُطُ سُلْطَانَهُ عَلَيْهِمْ.‏ وَأَوَّلُ ٱلرَّعَايَا ٱلَّذِينَ تَسَلَّطَ يَهْوَه عَلَيْهِمْ هُمُ ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلرُّوحَانِيَّةُ ٱلَّتِي أَوْجَدَهَا:‏ اِبْنُهُ ٱلْوَحِيدُ أَوَّلًا،‏ ثُمَّ ٱلْحُشُودُ ٱلْمَلَائِكِيَّةُ.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَبَعْدَ حِقْبَةٍ مَدِيدَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ،‏ رَأَى ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ رُؤْيَا وَصَفَ فِيهَا حَيِّزَ سُلْطَانِ يَهْوَه فِي ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا:‏ «بَقِيتُ أَنْظُرُ إِلَى أَنْ وُضِعَتْ عُرُوشٌ،‏ وَجَلَسَ ٱلْقَدِيمُ ٱلْأَيَّامِ.‏ .‏ .‏ .‏ أَلْفُ أَلْفٍ فِي خِدْمَتِهِ،‏ وَعَشَرَةُ آلَافِ رِبْوَةٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ».‏ (‏دانيال ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَطَوَالَ دُهُورٍ كَانَ يَهْوَه،‏ «ٱلْقَدِيمُ ٱلْأَيَّامِ»،‏ يَرْأَسُ عَائِلَتَهُ ٱلْمُنَظَّمَةَ ٱلَّتِي تَضُمُّ عَدَدًا هَائِلًا مِنَ ٱلْأَبْنَاءِ ٱلرُّوحَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ ‹يَخْدُمُونَهُ عَامِلِينَ مَشِيئَتَهُ›.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٣ كَيْفَ وَسَّعَ يَهْوَه نِطَاقَ حُكْمِهِ؟‏

      ٣ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ وَسَّعَ يَهْوَه نِطَاقَ حُكْمِهِ حِينَ أَوْجَدَ ٱلْكَوْنَ ٱلْمَادِّيَّ ٱلرَّحْبَ وَٱلْمُعَقَّدَ ٱلَّذِي يَضُمُّ كَوْكَبَنَا ٱلْأَرْضَ.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٤،‏ ٧‏)‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْأَجْرَامَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ تَسِيرُ بِتَنْظِيمٍ وَدِقَّةٍ لَامُتَنَاهِيَةٍ بِحَيْثُ يَخَالُ ٱلنَّاظِرُ إِلَيْهَا أَنْ لَا حَاجَةَ إِلَى مَنْ يُوَجِّهُهَا أَوْ يَضْبُطُهَا،‏ يُخْبِرُنَا ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ أَنَّ يَهْوَه «أَمَرَ فَخُلِقَتْ.‏ وَأَقَامَهَا أَبَدَ ٱلدَّهْرِ.‏ وَضَعَ فَرِيضَةً فَلَنْ تَزُولَ».‏ (‏مزمور ١٤٨:‏٥،‏ ٦‏)‏ فَلَطَالَمَا مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَانَهُ عَلَى ٱلْحَيِّزِ ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ بِتَوْجِيهِ وَتَنْظِيمِ وَضَبْطِ كُلِّ مَا يَجْرِي فِيهِمَا.‏ —‏ نحميا ٩:‏٦‏.‏

      ٤ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُمَارِسُ يَهْوَه سُلْطَانَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ؟‏

      ٤ وَبِخَلْقِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْبَشَرِيَّيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ،‏ بَدَأَ ٱللّٰهُ يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى مَنْحِ ٱلْبَشَرِ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَهُ لِيَحْيَوْا حَيَاةً هَنِيئَةً وَذَاتَ قَصْدٍ،‏ فَوَّضَ يَهْوَه إِلَيْهِمْ مِقْدَارًا مِنَ ٱلسُّلْطَةِ إِذْ أَخْضَعَ لَهُمْ مَخْلُوقَاتِ ٱلْأَرْضِ ٱلدُّنْيَا.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَهكَذَا بَدَا وَاضِحًا أَنَّ حُكْمَ ٱللّٰهِ لَيْسَ خَيِّرًا وَصَالِحًا فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَمْنَحُ أَيْضًا رَعَايَاهُ ٱلْكَرَامَةَ وَٱلِٱعْتِبَارَ.‏ وَكَانَ آدَمُ وَحَوَّاءُ سَيَعِيشَانِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ مَا دَامَا خَاضِعَيْنِ لِسُلْطَانِ يَهْوَه.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٥ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ مُمَارَسَةِ يَهْوَه سُلْطَانَهُ؟‏

      ٥ مَاذَا نَسْتَخْلِصُ مِنْ كُلِّ مَا وَرَدَ آنِفًا؟‏ أَوَّلًا،‏ لَطَالَمَا مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَانَهُ عَلَى كُلِّ خَلِيقَتِهِ.‏ ثَانِيًا،‏ إِنَّ حُكْمَ ٱللّٰهِ خَيِّرٌ وَيَحْفَظُ كَرَامَةَ رَعَايَاهُ.‏ وَأَخِيرًا،‏ إِنَّ إِطَاعَتَنَا حُكْمَ ٱللّٰهِ وَتَأْيِيدَهُ يَعُودَانِ عَلَيْنَا بِفَوَائِدَ أَبَدِيَّةٍ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ:‏ «لَكَ،‏ يَا يَهْوَهُ،‏ ٱلْعَظَمَةُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلْبَهَاءُ وَٱلسُّمُوُّ وَٱلْوَقَارُ،‏ لِأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ.‏ لَكَ ٱلْمَلَكُوتُ يَا يَهْوَهُ،‏ وَقَدِ ٱرْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى ٱلْجَمِيعِ».‏ —‏ ١ اخبار الايام ٢٩:‏١١‏.‏

      لِمَاذَا نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٦ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ وَمَلَكُوتِهِ؟‏

      ٦ بِمَا أَنَّ يَهْوَه،‏ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ،‏ يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ وَقُدْرَتَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ،‏ فَمِنْ أَيْنَ نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏ عَادَةً،‏ يُمَارِسُ ٱلْحَاكِمُ سُلْطَانَهُ عَلَى رَعَايَاهُ مِنْ خِلَالِ وَسِيلَةٍ أَوْ وَاسِطَةٍ مَا.‏ لِذلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ ٱلْكَوْنِيِّ عَلَى خَلَائِقِهِ،‏ أَيِ ٱلْوَاسِطَةُ ٱلَّتِي يُمَارِسُ بِهَا هذَا ٱلسُّلْطَانَ.‏

      ٧ لِمَاذَا أَقَامَ يَهْوَه ٱلْمَلَكُوتَ كَتَعْبِيرٍ جَدِيدٍ عَنْ سُلْطَانِهِ؟‏

      ٧ عَلَى مَرِّ ٱلْأَزْمِنَةِ،‏ مَارَسَ يَهْوَه سُلْطَانَهُ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ.‏ وَقَدْ أَقَامَ ٱلْمَلَكُوتَ كَتَعْبِيرٍ جَدِيدٍ عَنْ هذَا ٱلسُّلْطَانِ نَتِيجَةَ تَطَوُّرَاتٍ حَصَلَتْ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ،‏ ٱلَّذِي عَصَى ٱللّٰهَ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَحَدَ أَبْنَائِهِ ٱلرُّوحَانِيِّينَ،‏ نَجَحَ فِي إِقْنَاعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ بِٱلتَّمَرُّدِ عَلَى حُكْمِ يَهْوَه.‏ وَهذَا ٱلتَّمَرُّدُ شَكَّلَ تَحَدِّيًا لِسُلْطَانِ ٱللّٰهِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ لَقَدْ قَالَ ٱلشَّيْطَانُ لِحَوَّاءَ إِنَّهَا «لَنْ تَمُوتَ» إِذَا أَكَلَتْ مِنَ ٱلثَّمَرِ ٱلْمُحَرَّمِ،‏ مُلَمِّحًا أَنَّ يَهْوَه كَاذِبٌ وَبِٱلتَّالِي غَيْرُ جَدِيرٍ بِٱلثِّقَةِ.‏ وَأَضَافَ:‏ «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ،‏ عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».‏ وَعَنَى بِذلِكَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ سَيَكُونَانِ فِي حَالٍ أَفْضَلَ إِنْ هُمَا تَجَاهَلَا وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَٱسْتَقَلَّا عَنْهُ.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦‏)‏ وَكَانَ هذَا تَحَدِّيًا صَرِيحًا لِصَوَابِ وَشَرْعِيَّةِ حُكْمِ ٱللّٰهِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَه؟‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْحَاكِمُ ٱلْبَشَرِيُّ إِذَا نَشَأَ تَمَرُّدٌ فِي حَيِّزِ سُلْطَانِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه إِزَاءَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ؟‏

      ٨ مَاذَا نَتَوَقَّعُ أَنْ يَفْعَلَ أَيُّ حَاكِمٍ إِذَا نَشَأَ تَمَرُّدٌ سَافِرٌ فِي حَيِّزِ سُلْطَانِهِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمُطَّلِعِينَ عَلَى ٱلتَّارِيخِ يَتَذَكَّرُونَ حَوَادِثَ مِنْ هذَا ٱلنَّوْعِ.‏ فَعَادَةً،‏ لَا يَتَغَاضَى ٱلْحَاكِمُ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ حَتَّى لَوْ كَانَ خَيِّرًا،‏ بَلْ يُصْدِرُ حُكْمًا فِي حَقِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيُدِينُهُمْ بِتُهْمَةِ ٱلْخِيَانَةِ ٱلْعُظْمَى.‏ ثُمَّ يُفَوِّضُ إِلَى شَخْصٍ مَا أَنْ يَقْمَعَ ٱلتَّمَرُّدَ وَيَرُدَّ ٱلسَّلَامَ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ يَتَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ حِينَ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا وَأَصْدَرَ حُكْمًا فِي حَقِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ.‏ فَقَدْ أَعْلَنَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَا يَسْتَحِقَّانِ هِبَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَطَرَدَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٦-‏١٩،‏ ٢٢-‏٢٤‏.‏

      ٩ وَعِنْدَ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ فِي حَقِّ ٱلشَّيْطَانِ،‏ كَشَفَ يَهْوَه تَعْبِيرًا جَدِيدًا عَنْ سُلْطَانِهِ،‏ وَسِيلَةً يَرُدُّ مِنْ خِلَالِهَا ٱلسَّلَامَ وَٱلنِّظَامَ إِلَى كَامِلِ حَيِّزِ حُكْمِهِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِلْحَيَّةِ،‏ أَيِ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ:‏ «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.‏ هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وَهكَذَا كَشَفَ يَهْوَه قَصْدَهُ أَنْ يُفَوِّضَ إِلَى «نَسْلٍ» أَنْ يَسْحَقَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَعْوَانَهُ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيُثْبِتَ صَوَابَ وَشَرْعِيَّةَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ مزمور ٢:‏٧-‏٩؛‏ ١١٠:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ مَنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ ‹ٱلنَّسْلُ›؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنْ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى؟‏

      ١٠ وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هذَا ‹ٱلنَّسْلَ› هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى فَرِيقٍ مِنَ ٱلْحُكَّامِ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ.‏ وَهُمْ يُؤَلِّفُونَ مَعًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ ٱلْمَسِيَّانِيَّ.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ٢٧؛‏ متى ١٩:‏٢٨؛‏ لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْحَقَائِقَ لَمْ تُكْشَفْ عَلَى ٱلْفَوْرِ،‏ بَلْ ظَلَّ إِتْمَامُ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى ‹سِرًّا مُقَدَّسًا مَكْتُومًا طَوَالَ أَزْمِنَةٍ دَهْرِيَّةٍ›.‏ (‏روما ١٦:‏٢٥‏)‏ وَقَدْ بَقِيَ رِجَالُ ٱلْإِيمَانِ طَوَالَ قُرُونٍ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُكْشَفُ فِيهِ «ٱلسِّرُّ ٱلْمُقَدَّسُ» وَتَتِمُّ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْأُولَى تَبْرِئَةً لِسُلْطَانِ يَهْوَه.‏ —‏ روما ٨:‏١٩-‏٢١‏.‏

      كَشْفُ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ» تَدْرِيجِيًّا

      ١١ عَلَامَ أَطْلَعَ يَهْوَه إِبْرَاهِيمَ؟‏

      ١١ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ كَشَفَ يَهْوَه تَدْرِيجِيًّا أَوْجُهَ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ سِرِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏ (‏مرقس ٤:‏١١‏)‏ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱلَّذِي دُعِيَ «صَدِيقَ يَهْوَهَ» بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَطْلَعَهُمُ ٱللّٰهُ عَلَى بَعْضِ هذِهِ ٱلْأَوْجُهِ.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٣‏)‏ فَقَدْ وَعَدَهُ:‏ «أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً».‏ كَمَا أَخْبَرَهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ:‏ «مُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ» وَ «تَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ تكوين ١٢:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٧:‏٦؛‏ ٢٢:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١٢ كَيْفَ ظَهَرَ نَسْلُ ٱلشَّيْطَانِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ؟‏

      ١٢ بِحُلُولِ زَمَنِ إِبْرَاهِيمَ،‏ كَانَ ٱلْبَشَرُ قَدْ حَاوَلُوا أَنْ يَتَوَلَّوْا زِمَامَ ٱلْحُكْمِ وَيَبْسُطُوا سُلْطَتَهُمْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ نِمْرُودَ ٱلْمُتَحَدِّرِ مِنْ نُوحٍ:‏ «اِبْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي ٱلْأَرْضِ.‏ وَشَهَرَ نَفْسَهُ صَيَّادًا جَبَّارًا مُقَاوِمًا لِيَهْوَهَ».‏ (‏تكوين ١٠:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّ نِمْرُودَ وَأَمْثَالَهُ مِمَّنْ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ حُكَّامًا كَانُوا دُمًى بَيْنَ يَدَيِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَصَارُوا هُمْ وَمُنَاصِرُوهُمْ جُزْءًا مِنْ نَسْلِهِ.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ١٣ بِمَ أَنْبَأَ يَهْوَه بِفَمِ يَعْقُوبَ؟‏

      ١٣ رَغْمَ سَعْيِ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ لِتَحْقِيقِ مَآ‌رِبِهِ،‏ وَاصَلَ قَصْدُ ٱللّٰهِ ٱلتَّقَدُّمَ نَحْوَ إِتْمَامِهِ.‏ فَقَدْ كَشَفَ يَهْوَه بِفَمِ يَعْقُوبَ حَفِيدِ إِبْرَاهِيمَ وَجْهًا آخَرَ مِنْ أَوْجُهِ ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَا يَزُولُ ٱلصَّوْلَجَانُ مِنْ يَهُوذَا وَلَا عَصَا ٱلْقِيَادَةِ مِنْ بَيْنِ قَدَمَيْهِ،‏ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ،‏ وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ».‏ (‏تكوين ٤٩:‏١٠‏)‏ إِنَّ كَلِمَةَ «شِيلُوهَ» تَعْنِي «ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ؛‏ ذَاكَ ٱلَّذِي يَنْتَمِي إِلَيْهِ».‏ وَهكَذَا أَظْهَرَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ أَنَّهُ سَيَأْتِي مَنْ لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ أَنْ يَتَسَلَّمَ «ٱلصَّوْلَجَانَ» وَ «عَصَا ٱلْقِيَادَةِ»،‏ أَيِ ٱلسُّلْطَانَ وَٱلْحُكْمَ عَلَى «ٱلشُّعُوبِ»،‏ أَيْ عَلَى كَامِلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ فَمَنْ هُوَ شِيلُوهُ؟‏

      ‏«إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ»‏

      ١٤ مَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَ دَاوُدَ؟‏

      ١٤ كَانَ دَاوُدُ ٱلرَّاعِي ٱبْنُ يَسَّى أَوَّلَ مَلِكٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَه لِيَحْكُمَ عَلَى شَعْبِهِ.‏a (‏١ صموئيل ١٦:‏١-‏١٣‏)‏ وَرَغْمَ خَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ،‏ نَالَ دَاوُدُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ يَهْوَه بِسَبَبِ وَلَائِهِ لِسُلْطَانِ ٱللّٰهِ.‏ وَقَدْ صَنَعَ يَهْوَه عَهْدًا مَعَهُ مُلْقِيًا بِذلِكَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلضَّوْءِ عَلَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْعَدْنِيَّةِ.‏ قَالَ لَهُ:‏ «إِنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ،‏ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ».‏ وَلَمْ يَشْمُلْ هذَا ٱلْعَهْدُ سُلَيْمَانَ —‏ ٱبْنَ دَاوُدَ وَوَرِيثَهُ —‏ فَحَسْبُ،‏ لِأَنَّ يَهْوَه قَالَ أَيْضًا:‏ «أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ».‏ فَقَدْ بَاتَ وَاضِحًا مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلْعَهْدِ ٱلدَّاوُدِيِّ أَنَّ «نَسْلَ» ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَأْتِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ.‏ —‏ ٢ صموئيل ٧:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٥ لِمَاذَا أَمْكَنَ ٱعْتِبَارُ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا رَمْزًا إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٥ بِتَنْصِيبِ دَاوُدَ مَلِكًا،‏ ٱبْتَدَأَتْ سُلَالَةٌ مِنَ ٱلْمُلُوكِ مُسِحُوا بِٱلزَّيْتِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى يَدِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏ لِذَا أَمْكَنَ ٱلْقَوْلُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنَّهُ مَمْسُوحٌ أَوْ مَسِيَّا.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١٣؛‏ ٢ صموئيل ٢:‏٤؛‏ ٥:‏٣؛‏ ١ ملوك ١:‏٣٩‏)‏ كَمَا قِيلَ إِنَّهُمْ جَلَسُوا عَلَى عَرْشِ يَهْوَه وَحَكَمُوا كَمُلُوكٍ لِيَهْوَه فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏٢ اخبار الايام ٩:‏٨‏)‏ وَبِهذَا ٱلْمَعْنَى،‏ رَمَزَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوذَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ وَكَانَتْ بِٱلتَّالِي تَعْبِيرًا عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَه.‏

      ١٦ مَاذَا كَانَتْ عَوَاقِبُ حُكْمِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟‏

      ١٦ نَعِمَ ٱلْمَلِكُ وَٱلشَّعْبُ بِحِمَايَةِ يَهْوَه وَبَرَكَتِهِ حِينَ كَانُوا يَخْضَعُونَ لِسُلْطَانِهِ.‏ وَقَدْ كَانَ حُكْمُ سُلَيْمَانَ خُصُوصًا فَتْرَةَ سَلَامٍ وَٱزْدِهَارٍ لَا مَثِيلَ لَهَا،‏ مُزَوِّدًا بِٱلتَّالِي لَمْحَةً نَبَوِيَّةً عَنْ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي سَيُزِيلُ كُلَّ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه.‏ (‏١ ملوك ٤:‏٢٠،‏ ٢٥‏)‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمُلُوكِ فِي ٱلسُّلَالَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ لَمْ يَبْلُغُوا مَطَالِبَ يَهْوَه،‏ وَٱنْغَمَسَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ.‏ لِذلِكَ سَمَحَ يَهْوَه أَخِيرًا بِتَدْمِيرِ ٱلْمَمْلَكَةِ عَلَى يَدِ ٱلْبَابِلِيِّينَ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏ فَبَدَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ وَٱسْتَطَاعَ أَنْ يُشَكِّكَ فِي سُلْطَانِ يَهْوَه.‏

      ١٧ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه كَانَ لَا يَزَالُ يَتَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ رَغْمَ قَلْبِ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ؟‏

      ١٧ لكِنَّ قَلْبَ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ،‏ وَمَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ قَبْلَهَا،‏ لَمْ يَكُنْ دَلِيلًا عَلَى عَجْزِ أَوْ فَشَلِ سُلْطَانِ يَهْوَه،‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِنُفُوذِ ٱلشَّيْطَانِ وَٱسْتِقْلَالِ ٱلْبَشَرِ عَنِ ٱللّٰهِ.‏ (‏امثال ١٦:‏٢٥؛‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وَلِكَيْ يُظْهِرَ يَهْوَه أَنَّهُ مَا زَالَ يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ،‏ أَعْلَنَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ:‏ «اِنْزِعِ ٱلْعِمَامَةَ وَٱرْفَعِ ٱلتَّاجَ.‏ .‏ .‏ .‏ خَرَابًا خَرَابًا خَرَابًا أَجْعَلُهُ.‏ هٰذَا أَيْضًا لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ حَتَّى يَأْتِيَ ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ».‏ (‏حزقيال ٢١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُشِيرُ أَنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ،‏ «ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ»،‏ كَانَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

      ١٨ مَاذَا أَخْبَرَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ مَرْيَمَ؟‏

      ١٨ لِنَنْتَقِلِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلسَّنَةِ ٢ ق‌م تَقْرِيبًا.‏ فَقَدْ أُرْسِلَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ إِلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ تُدْعَى مَرْيَمَ تَعِيشُ فِي ٱلنَّاصِرَةِ،‏ إِحْدَى مُدُنِ ٱلْجَلِيلِ ٱلْوَاقِعَةِ فِي شَمَالِ فِلَسْطِينَ.‏ فَقَالَ لَهَا:‏ «هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا،‏ فَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ يَسُوعَ.‏ هٰذَا يَكُونُ عَظِيمًا وَيُدْعَى ٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ،‏ وَيُعْطِيهِ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ،‏ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ وَلَا يَكُونُ لِمَمْلَكَتِهِ نِهَايَةٌ».‏ —‏ لوقا ١:‏٣١-‏٣٣‏.‏

      ١٩ أَيُّ حَدَثٍ مُفْرِحٍ دَنَا وَقْتُهُ بِوِلَادَةِ يَسُوعَ؟‏

      ١٩ وَأَخِيرًا دَنَا ٱلْوَقْتُ لِلْكَشْفِ عَنِ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ»!‏ فَقَدْ كَانَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنَ ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلْمَوْعُودِ بِهِ سَيَظْهَرُ قَرِيبًا.‏ (‏غلاطية ٤:‏٤؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ سَيَسْحَقُ عَقِبَهُ،‏ لكِنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› سَيَسْحَقُ بِدَوْرِهِ رَأْسَ ٱلشَّيْطَانِ بِإِبَادَتِهِ هُوَ وَكُلِّ أَعْوَانِهِ.‏ وَكَانَ ‹ٱلنَّسْلُ› أَيْضًا سَيَشْهَدُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَوْفَ يُبْطِلُ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١٤؛‏ ١ يوحنا ٣:‏٨‏)‏ وَلكِنْ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ سَيُحَقِّقُ ذلِكَ؟‏ وَأَيَّ مِثَالٍ تَرَكَهُ لَنَا فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟‏ سَتَجِدُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a كَانَ شَاوُلُ،‏ أَوَّلُ مَلِكٍ ٱخْتَارَهُ ٱللّٰهُ لِيَحْكُمَ عَلَى إِسْرَائِيلَ،‏ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ.‏ —‏ ١ صموئيل ٩:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١٠:‏١‏.‏

  • هل تؤيد سلطان يهوه؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • هَلْ تُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه؟‏

      ‏«قُولُوا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ:‏ ‹يَهْوَهُ قَدْ مَلَكَ›».‏ —‏ مزمور ٩٦:‏١٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ حَدَثٍ بَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ حَصَلَ قُرَابَةَ شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏اكتوبر)‏ سَنَةَ ٢٩ ب‌م؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَنَى هذَا ٱلْحَدَثُ لِيَسُوعَ؟‏

      قُرَابَةَ شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏اكتوبر)‏ سَنَةَ ٢٩ ب‌م،‏ حَصَلَ حَدَثٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَمْ يَسْبِقْ أَنْ رَأَتْهُ عَيْنُ إِنْسَانٍ.‏ وَعَنْ هذَا ٱلْحَدَثِ يُخْبِرُنَا مَتَّى،‏ أَحَدُ كَتَبَةِ ٱلْأَنَاجِيلِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ،‏ وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ،‏ فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ.‏ وَإِذَا صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ:‏ ‹هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ›».‏ وَمَا حَصَلَ آنَذَاكَ هُوَ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلَّتِي سَجَّلَهَا كَتَبَةُ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ جَمِيعًا.‏ —‏ متى ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ مرقس ١:‏٩-‏١١؛‏ لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ يوحنا ١:‏٣٢-‏٣٤‏.‏

      ٢ كَانَ سَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَلَى يَسُوعَ بِهَيْئَةٍ مَنْظُورَةٍ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا أَوِ ٱلْمَسِيحُ،‏ أَيِ ٱلْمُعَيَّنُ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ (‏يوحنا ١:‏٣٣‏)‏ وَهكَذَا بَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ،‏ ظَهَرَ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلْمَوْعُودُ بِهِ!‏ فَكَانَ أَمَامَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلَّذِي سَيَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانُ عَقِبَهُ،‏ ثُمَّ يَسْحَقُ هُوَ رَأْسَ هذَا ٱلْعَدُوِّ ٱلْأَكْبَرِ لِيَهْوَه وَسُلْطَانِهِ.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وَمُذَّاكَ،‏ أَدْرَكَ يَسُوعُ كَامِلًا أَنَّ عَلَيْهِ إِتْمَامَ قَصْدِ يَهْوَه ٱلْمُرْتَبِطِ بِسُلْطَانِهِ وَبِٱلْمَلَكُوتِ.‏

      ٣ كَيْفَ ٱسْتَعَدَّ يَسُوعُ لِدَوْرِهِ فِي تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟‏

      ٣ وَٱسْتِعْدَادًا لِلْمُهِمَّةِ ٱلْمُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقِهِ،‏ «ٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا،‏ فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ».‏ (‏لوقا ٤:‏١؛‏ مرقس ١:‏١٢‏)‏ وَهُنَاكَ تَسَنَّى لَهُ طَوَالَ ٤٠ يَوْمًا أَنْ يُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ وَفِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱتِّخَاذُهُ تَأْيِيدًا لِسُلْطَانِ يَهْوَه.‏ وَبِمَا أَنَّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ تَمَسُّ كُلَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَفَحَّصَ مَسْلَكَ يَسُوعَ ٱلْأَمِينَ وَنَرَى مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِكَيْ نُعْرِبَ نَحْنُ أَيْضًا عَنْ رَغْبَتِنَا فِي تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَه.‏ —‏ ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏٢-‏٦‏.‏

      تَسْلِيطُ ٱلضَّوْءِ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ

      ٤ مَاذَا فَعَلَ ٱلشَّيْطَانُ مِمَّا سَلَّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٤ لَاحَظَ ٱلشَّيْطَانُ دُونَ شَكٍّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي سَبَقَ ذِكْرُهَا وَلَمْ يُضَيِّعِ ٱلْوَقْتَ،‏ بَلْ شَنَّ هُجُومًا عَلَى ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلرَّئِيسِيِّ ‹لِٱمْرَأَةِ› ٱللّٰهِ.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ فَجَرَّبَ ٱلشَّيْطَانُ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَشَجَّعَهُ أَنْ يَفْعَلَ مَا بَدَا لِمَصْلَحَتِهِ،‏ بَدَلَ أَنْ يَمْتَثِلَ لِإِرَادَةِ أَبِيهِ.‏ وَٱلتَّجْرِبَةُ ٱلثَّالِثَةُ خُصُوصًا سَلَّطَتِ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَه حِينَ أَرَى ٱلشَّيْطَانُ يَسُوعَ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا»،‏ ثُمَّ قَالَ لَهُ بِوَقَاحَةٍ:‏ «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي».‏ كَانَ يَسُوعُ يُدْرِكُ تَمَامًا أَنَّ إِبْلِيسَ يَتَحَكَّمُ فِعْلًا فِي «جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ»،‏ فَعَكَسَ جَوَابُهُ مَوْقِفَهُ مِنْ قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ.‏ فَقَالَ لَهُ:‏ «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ،‏ وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›».‏ —‏ متى ٤:‏٨-‏١٠‏.‏

      ٥ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ صَعْبَةٍ كَانَ يَسُوعُ سَيُتَمِّمُهَا؟‏

      ٥ أَظْهَرَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ بِوُضُوحٍ تَامٍّ أَنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَه يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى لَدَيْهِ.‏ فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ إِثْبَاتَ شَرْعِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ بِٱلْبَقَاءِ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَشَارَتِ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّهُ سَحْقٌ لِعَقِبِ «نَسْلِ» ٱلْمَرْأَةِ.‏ (‏متى ١٦:‏٢١؛‏ ١٧:‏١٢‏)‏ وَكَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي سَيَقْمَعُ بِهَا يَهْوَه تَمَرُّدَ ٱلشَّيْطَانِ وَيَرُدُّ ٱلسَّلَامَ وَٱلنِّظَامَ إِلَى كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَمَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ إِتْمَامًا لِمُهِمَّتِهِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏

      ‏«اِقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ»‏

      ٦ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي ‹سَيُحْبِطُ بِهَا ٱللّٰهُ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›؟‏

      ٦ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ «جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ وَيَقُولُ:‏ ‹قَدْ تَمَّ ٱلزَّمَانُ ٱلْمُعَيَّنُ،‏ وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›».‏ (‏مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ:‏ «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ».‏ (‏لوقا ٤:‏١٨-‏٢١،‏ ٤٣‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ جَابَ يَسُوعُ ٱلْبِلَادَ طُولَهَا وَعَرْضَهَا «يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏ (‏لوقا ٨:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّهُ صَنَعَ قُوَّاتٍ عَدِيدَةً —‏ مِثْلَ إِطْعَامِ ٱلْجُمُوعِ،‏ ضَبْطِ ٱلْعَوَامِلِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ،‏ شِفَاءِ ٱلْمَرْضَى،‏ وَإِقَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ —‏ أَثْبَتَتْ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ عَلَى إِزَالَةِ كُلِّ ٱلضَّرَرِ وَٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي تَأَتَّى عَنِ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ،‏ ‹مُحْبِطًا بِٱلتَّالِي أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٨‏.‏

      ٧ أَيَّةُ تَعْلِيمَاتٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

      ٧ وَبِهَدَفِ تَوْسِيعِ نِطَاقِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ،‏ جَمَعَ يَسُوعُ فَرِيقًا مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْأُمَنَاءِ وَدَرَّبَهُمْ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ أَعْطَى ٱلتَّفْوِيضَ لِرُسُلِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ «وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏ (‏لوقا ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ ثُمَّ أَرْسَلَ ٧٠ آخَرِينَ لِكَيْ يُعْلِنُوا ٱلرِّسَالَةَ:‏ «قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ».‏ (‏لوقا ١٠:‏١،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ وَحِينَ عَادَ هؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ عَنْ نَجَاحِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِبْتَدَأْتُ أَرَى ٱلشَّيْطَانَ وَقَدْ سَقَطَ مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ».‏ —‏ لوقا ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٨ مَاذَا أَظْهَرَ كَامِلُ مَسْلَكِ حَيَاةِ يَسُوعَ؟‏

      ٨ وَلَمْ يَأْلُ يَسُوعُ جُهْدًا وَلَمْ يُفَوِّتْ فُرْصَةً لِلشَّهَادَةِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَقَدْ عَمِلَ بِدَأَبٍ لَيْلَ نَهَارَ،‏ حَتَّى إِنَّهُ تَخَلَّى عَنْ أَبْسَطِ وَسَائِلِ ٱلرَّاحَةِ.‏ قَالَ مَرَّةً:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏ (‏لوقا ٩:‏٥٨؛‏ مرقس ٦:‏٣١؛‏ يوحنا ٤:‏٣١-‏٣٤‏)‏ وَقُبَيْلَ مَوْتِهِ،‏ أَعْلَنَ بِجُرْأَةٍ أَمَامَ بُنْطِيُوسَ بِيلَاطُسَ:‏ «لِهٰذَا أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ،‏ لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ».‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ وَقَدْ أَظْهَرَ كَامِلُ مَسْلَكِ حَيَاتِهِ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَكُونَ مُعَلِّمًا كَبِيرًا أَوْ صَانِعَ عَجَائِبَ فَحَسْبُ،‏ أَوْ حَتَّى مُخَلِّصًا يُضَحِّي بِنَفْسِهِ،‏ بَلْ لِيُؤَيِّدَ مَشِيئَةَ ٱلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ يَهْوَه وَيَشْهَدَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ عَلَى إِتْمَامِ هذِهِ ٱلْمَشِيئَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦‏.‏

      ‏«قَدْ تَمَّ!‏»‏

      ٩ كَيْفَ نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ فِي سَحْقِ عَقِبِ «نَسْلِ» ٱمْرَأةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٩ لَمْ يَرُقْ كُلُّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ عَدُوَّ ٱللّٰهِ،‏ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ.‏ لِذلِكَ حَاوَلَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا أَنْ يُسْكِتَ «نَسْلَ» ٱمْرَأَةِ ٱللّٰهِ،‏ مُسْتَعِينًا بِٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلسِّيَاسِيِّ وَٱلدِّينِيِّ مِنْ ‹نَسْلِهِ›.‏ فَكَانَ يَسُوعُ مِنْ وِلَادَتِهِ حَتَّى نِهَايَةِ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ هَدَفَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَعْوَانِهِ.‏ وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ،‏ فِي رَبِيعِ سَنَةِ ٣٣ ب‌م،‏ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِيُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى يَدِ عَدُوِّهِ كَيْ يَسْحَقَ عَقِبَهُ.‏ (‏متى ٢٠:‏١٨،‏ ١٩؛‏ لوقا ١٨:‏٣١-‏٣٣‏)‏ وَتَكْشِفُ رِوَايَاتُ ٱلْأَنَاجِيلِ بِوُضُوحٍ كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ عَدَدًا مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ مِنْ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِيسِيِّينَ وَٱلرُّومَانِ،‏ لِإِدَانَةِ يَسُوعَ وَٱلتَّسَبُّبِ بِمَوْتِهِ مِيتَةً أَلِيمَةً عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ.‏ —‏ اعمال ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٠ مَا أَهَمُّ إِنْجَازٍ تَمَّ بِمَوْتِ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ؟‏

      ١٠ مَاذَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ حِينَ تَتَخَيَّلُ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ يُعَانِي بِبُطْءٍ آلَامَ ٱلْمَوْتِ ٱلْمُبَرِّحَةَ؟‏ رُبَّمَا تَتَذَكَّرُ ٱلذَّبِيحَةَ ٱلْفِدَائِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بِغَيْرِ أَنَانِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ١٥:‏١٣‏)‏ وَقَدْ تَعْظُمُ فِي عَيْنَيْكَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا يَهْوَه بِتَزْوِيدِ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وَرُبَّمَا تَشْعُرُ كَمَا شَعَرَ ٱلضَّابِطُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلَّذِي ٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ:‏ «حَقًّا كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ».‏ (‏متى ٢٧:‏٥٤‏)‏ إِنَّ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَفْكَارِ فِي مَحَلِّهَا.‏ وَلكِنْ لَا تَنْسَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ:‏ «قَدْ تَمَّ!‏».‏ (‏يوحنا ١٩:‏٣٠‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي تَمَّ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ تَمَّمَ أُمُورًا عَدِيدَةً بِحَيَاتِهِ وَمَوْتِهِ،‏ وَلكِنْ أَلَمْ يَكُنِ ٱلْهَدَفُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ بَتَّ قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟‏ أَوَلَمْ تَذْكُرِ ٱلنُّبُوَّاتُ أَنَّ يَسُوعَ،‏ بِصِفَتِهِ ‹ٱلنَّسْلَ›،‏ سَوْفَ يُمْتَحَنُ أَشَدَّ ٱمْتِحَانٍ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ بِهَدَفِ إِزَالَةِ كُلِّ ٱلتَّعْيِيرِ عَنِ ٱسْمِ يَهْوَه؟‏ (‏اشعيا ٥٣:‏٣-‏٧‏)‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ كَانَتْ ثَقِيلَةً،‏ قَامَ بِهَا يَسُوعُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ.‏ فَيَا لَلْإِنْجَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي تَمَّ بِمَوْتِهِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ!‏

      ١١ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَسُوعُ لِيُتَمِّمَ كَامِلًا ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْعَدْنِيَّةَ؟‏

      ١١ وَكَمُكَافَأَةٍ عَلَى أَمَانَةِ يَسُوعَ وَوَلَائِهِ،‏ أَقَامَهُ ٱللّٰهُ لَا إِنْسَانًا مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ بَلْ «رُوحًا مُحْيِيًا».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٨‏)‏ وَقَدْ وَعَدَ يَهْوَه ٱبْنَهُ ٱلْمُمَجَّدَ:‏ «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ».‏ (‏مزمور ١١٠:‏١‏)‏ وَهؤُلَاءِ ‹ٱلْأَعْدَاءُ› يَشْمُلُونَ ٱلْمُجْرِمَ ٱلْأَكْبَرَ،‏ ٱلشَّيْطَانَ،‏ وَكُلَّ ٱلَّذِينَ يُشَكِّلُونَ جُزْءًا مِنْ ‹نَسْلِهِ›.‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ مَلِكُ مَلَكُوتِ يَهْوَه ٱلْمَسِيَّانِيِّ،‏ فَسَيَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي إِبَادَةِ كُلِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏٩؛‏ ١٩:‏١١-‏١٦؛‏ ٢٠:‏١-‏٣،‏ ١٠‏)‏ وَآنَذَاكَ سَتَتِمُّ كَامِلًا نُبُوَّةُ ٱلتَّكْوِينِ ٣:‏١٥‏،‏ وَكَذلِكَ ٱلصَّلَاةُ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ قَائِلًا:‏ «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.‏ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ متى ٦:‏١٠؛‏ فيلبي ٢:‏٨-‏١١‏.‏

      قُدْوَةٌ لِٱتِّبَاعِهَا

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيُّ تَجَاوُبٍ تَلْقَاهُ بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ نَاحِيَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهَا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ١٢ يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي أَيَّامِنَا فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وَنَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ نَذَرَ ٱلْمَلَايِينُ حَيَاتَهُمْ لِلّٰهِ.‏ وَهُمْ يَتَطَلَّعُونَ بِشَوْقٍ إِلَى بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي سَلَامٍ وَأَمَانٍ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ،‏ وَيُخْبِرُونَ ٱلْآخَرِينَ بِفَرَحٍ عَنْ رَجَائِهِمْ هذَا.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ فَهَلْ أَنْتَ أَحَدُ هؤُلَاءِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏ إِذًا أَنْتَ جَدِيرٌ بِٱلْمَدْحِ.‏ وَلكِنْ ثَمَّةَ نَاحِيَةٌ أُخْرَى يَلْزَمُ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا كُلٌّ مِنَّا.‏

      ١٣ لَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ،‏ تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ بُطْرُسَ لَمْ يُشِرْ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ إِلَى غَيْرَةِ يَسُوعَ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَلَا مَهَارَتِهِ فِي ٱلتَّعْلِيمِ،‏ بَلْ إِلَى ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي عَانَاهُ.‏ وَكَشَاهِدِ عِيَانٍ،‏ لَا شَكَّ أَنَّ بُطْرُسَ عَرَفَ جَيِّدًا إِلَى أَيِّ حَدٍّ كَانَ يَسُوعُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَتَأَلَّمَ فِي سَبِيلِ ٱلْخُضُوعِ لِسُلْطَانِ يَهْوَه وَإِثْبَاتِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَّبِعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ؟‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَتَأَلَّمَ فِي سَبِيلِ دَعْمِ وَإِجْلَالِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟‏ هَلْ تُظْهِرُ سِيرَةُ حَيَاتِي وَخِدْمَتِي أَنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَه يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي قَائِمَةِ أَوْلَوِيَّاتِي؟‏›.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٧‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ قُدِّمَتْ لَهُ ٱقْتِرَاحَاتٌ وَعُرُوضٌ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا،‏ وَمَا ٱلسَّبَبُ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَهَا دَائِمًا فِي بَالِنَا؟‏ (‏اُشْمُلُوا تَعْلِيقَاتٍ مِنَ ٱلْإِطَارِ:‏ «اَلْوُقُوفُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَه».‏)‏

      ١٤ فِي كُلِّ يَوْمٍ،‏ نُوَاجِهُ مِحَنًا وَقَرَارَاتٍ كَبِيرَةً وَصَغِيرَةً.‏ فَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ نُقَرِّرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ؟‏ مَثَلًا،‏ حِينَ نُغْرَى بِفِعْلِ أَمْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يُعَرِّضَ مَوْقِفَنَا ٱلْمَسِيحِيَّ لِلْخَطَرِ،‏ مَاذَا نَفْعَلُ؟‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ بُطْرُسُ أَنْ يَلْطُفَ بِنَفْسِهِ؟‏ لَقَدْ قَالَ لَهُ بِحَزْمٍ:‏ «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!‏ أَنْتَ .‏ .‏ .‏ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ،‏ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».‏ (‏متى ١٦:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وَكَيْفَ نَتَصَرَّفُ أَيْضًا إِذَا أُتِيحَتْ لَنَا فُرَصٌ لِتَحْسِينِ أَوْضَاعِنَا ٱلْمَالِيَّةِ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ مِهَنِيًّا عَلَى حِسَابِ خَيْرِنَا ٱلرُّوحِيِّ؟‏ هَلْ نَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ؟‏ فَلَمَّا شَعَرَ أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ رَأَوْا عَجَائِبَهُ كَانُوا «عَلَى وَشْكِ أَنْ يَأْتُوا وَيَأْخُذُوهُ عَنْوَةً لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا»،‏ ٱنْصَرَفَ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ —‏ يوحنا ٦:‏١٥‏.‏

      ١٥ وَلكِنْ لِمَاذَا كَانَ يَسُوعُ حَازِمًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ فِي هَاتَيْنِ ٱلْمُنَاسَبَتَيْنِ وَغَيْرِهِمَا؟‏ لِأَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا أَنَّ ثَمَّةَ أَمْرًا أَهَمَّ مِنْ سَلَامَتِهِ أَوْ مَصْلَحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ وَيُؤَيِّدَ سُلْطَانَ يَهْوَه مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ.‏ (‏متى ٢٦:‏٥٠-‏٥٤‏)‏ لِذلِكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَاضِحَةً فِي ذِهْنِنَا كُلَّ حِينٍ كَمَا كَانَتْ فِي ذِهْنِ يَسُوعَ،‏ فَمِنَ ٱلْوَارِدِ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ أَنْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِنَا أَوْ نَرْتَكِبَ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّنَا قَدْ نَقَعُ بِسُهُولَةٍ ضَحِيَّةَ مَكَايِدِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْبَارِعِ فِي تَزْيِينِ ٱلْخَطَإِ فِي أَعْيُنِنَا،‏ تَمَامًا كَمَا زَيَّنَهُ فِي عَيْنَيْ حَوَّاءِ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏١٤؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏١٤‏.‏

      ١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ؟‏

      ١٦ نَحْنُ نَسْعَى أَثْنَاءَ ٱشْتِرَاكِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلنَّاسِ عَنْ مَشَاكِلِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ عَنِ ٱلْحُلُولِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِإِثَارَةِ ٱهْتِمَامِهِمْ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لكِنَّ هَدَفَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ لَيْسَ مُسَاعَدَةَ ٱلنَّاسِ أَنْ يُدْرِكُوا مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَوْ مَا هِيَ بَرَكَاتُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ بَلْ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا قَضِيَّةَ سُلْطَانِ يَهْوَه.‏ فَهَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ وَيَحْمِلُوا ‹خَشَبَةَ آلَامِهِمْ› مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ (‏مرقس ٨:‏٣٤‏)‏ هَلْ هُمْ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى صُفُوفِ ٱلَّذِينَ يُؤَيِّدُونَ سُلْطَانَ يَهْوَه وَيُثْبِتُوا بِٱلتَّالِي أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ وَمُفْتَرٍ؟‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ إِنَّهُ ٱمْتِيَازُنَا أَنْ نُسَاعِدَ أَنْفُسَنَا وَٱلْآخَرِينَ عَلَى فِعْلِ ذلِكَ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      حِينَ يَصِيرُ ٱللّٰهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»‏

      ١٧،‏ ١٨ إِلَى أَيِّ وَقْتٍ رَائِعٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَطَلَّعَ إِذَا كُنَّا نُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه؟‏

      ١٧ إِذَا كُنَّا نَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا ٱلْآنَ لِكَيْ نُظْهِرَ بِسُلُوكِنَا وَخِدْمَتِنَا أَنَّنَا نُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ «يُسَلِّمُ [يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ] ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِلٰهِهِ وَأَبِيهِ».‏ وَمَتَى سَيَحْصُلُ ذلِكَ؟‏ يُوضِحُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «مَتَى أَبَادَ كُلَّ حُكْمٍ وَكُلَّ سُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ.‏ فَلَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَمْلِكَ إِلَى أَنْ يَضَعَ ٱللّٰهُ كُلَّ ٱلْأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ.‏ .‏ .‏ .‏ حِينَئِذٍ سَيَخْضَعُ [ٱلِٱبْنُ] نَفْسُهُ أَيْضًا لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ،‏ لِيَكُونَ ٱللّٰهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ ٢٨‏.‏

      ١٨ مَا أَرْوَعَ ٱلْوَقْتَ حِينَ يَصِيرُ ٱللّٰهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»!‏ آنَذَاكَ سَيَكُونُ ٱلْمَلَكُوتُ قَدْ حَقَّقَ ٱلْغَايَةَ مِنْهُ.‏ فَسَيَكُونُ كُلُّ أَعْدَاءِ سُلْطَانِ يَهْوَه قَدْ أُزِيلُوا،‏ وَرُدَّ ٱلسَّلَامُ وَٱلنِّظَامُ إِلَى كُلِّ ٱلْكَوْنِ.‏ وَسَتُرَنِّمُ كُلُّ ٱلْخَلِيقَةِ كَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «اِنْسِبُوا لِيَهْوَهَ مَجْدَ ٱسْمِهِ .‏ .‏ .‏ قُولُوا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ:‏ ‹يَهْوَهُ قَدْ مَلَكَ›».‏ —‏ مزمور ٩٦:‏٨،‏ ١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة