-
الهجوم السوڤياتي على الديناستيقظ! ٢٠٠١ | نيسان (ابريل) ٢٢
-
-
الهجوم السوڤياتي على الدين
سنة ١٩٢٢، تشكَّل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوڤياتية. ومن بين جمهورياته الاربع الاولى كانت روسيا الاكبر مساحة والاكثر اهمية. ثم توسع بعد ذلك ليشمل في نهاية المطاف ١٥ جمهورية ويحتل سدس مساحة الارض تقريبا. لكن في سنة ١٩٩١، انحل الاتحاد السوڤياتي فجأة.a وقد كان اول دولة تحاول فعليا ان تستأصل الايمان باللّٰه من عقول شعبها.
تأثر ڤلاديمير لينين، اول رئيس للاتحاد السوڤياتي، بتعاليم كارل ماركس الذي وصف المسيحية بأنها اداة ظلم. لقد دعى ماركس الدين «أفيون الشعوب»، وأعلن لينين لاحقا: «كل مفهوم ديني، كل فكرة تتعلق بأي اله، . . . انما هي امور تثير الاشمئزاز الى حد يفوق الوصف».
وعندما مات البطريَرك الارثوذكسي الروسي تييخُن سنة ١٩٢٥، لم يُسمح للكنيسة بأن تنتخب بطريَركا آخر. وأدى الهجوم على الدين بعد ذلك الى تدمير معظم الكنائس او تحويلها الى اماكن غير دينية. وحُكم على الكهنة بالاشغال الشاقة في المعسكرات، حيث مات العديد منهم. توضح دائرة المعارف البريطانية: «تحت حكم جوزيف ستالين في اواخر عشرينات وثلاثينات الـ ١٩٠٠ عانت الكنيسة اضطهادا دمويا حصد آلاف الضحايا. وبحلول سنة ١٩٣٩، لم يتمكن سوى ثلاثة او اربعة اساقفة ارثوذكس من القيام بمهامهم رسميا وكانت ١٠٠ كنيسة فقط مفتوحة».
لكنَّ تغييرا مذهلا حدث بين ليلة وضحاها.
الحرب العالمية الثانية والدين
سنة ١٩٣٩، قامت المانيا النازية التي كانت آنذاك حليفة للاتحاد السوڤياتي باجتياح پولندا، فاندلعت الحرب العالمية الثانية. وفي غضون سنة استولى الاتحاد السوڤياتي على آخر اربع جمهوريات من جمهورياته الـ ١٥ — لاتڤيا، ليتوانيا، أستونيا، ومولداڤيا. لكن في حزيران (يونيو) ١٩٤١، شنت المانيا هجوما ضاريا على الاتحاد السوڤياتي، آخذة ستالين على حين غرة. وبحلول نهاية السنة، كانت القوات الالمانية قد بلغت ضواحي موسكو، وبدا سقوط الاتحاد السوڤياتي وشيكا.
فسعى ستالين يائسا الى التعبئة العامة لخوض حرب دعاها الروس الحرب الوطنية الكبرى. وأدرك ستالين الحاجة الى صنع تنازلات للكنيسة لربح دعم الشعب من اجل المجهود الحربي، اذ كان ملايين الاشخاص لا يزالون متدينين. فماذا كانت نتيجة الانقلاب المذهل في سياسة ستالين المتعلقة بالدين؟
بمساعدة الكنيسة، جرت تعبئة الشعب الروسي للمجهود الحربي، وبحلول سنة ١٩٤٥ حقق الاتحاد السوڤياتي انتصارا ساحقا على القوات الالمانية. وبعدما توقف الهجوم السوڤياتي مؤقتا على الدين، ازداد عدد الكنائس الارثوذكسية وبلغ ٠٠٠,٢٥ كنيسة، كما صار عدد الكهنة ٠٠٠,٣٣ كاهن.
استئناف الهجوم
لكن في الحقيقة، لم يتغيّر هدف الرؤساء السوڤيات بشأن استئصال مفهوم اللّٰه من عقول شعبهم. توضح دائرة المعارف البريطانية: «شنّ رئيس الوزراء نيكيتا خروتشيف حملة جديدة ضد الدين من سنة ١٩٥٩ الى سنة ١٩٦٤، فخفَّض عدد الكنائس المفتوحة الى اقل من ٠٠٠,١٠ كنيسة. ثم انتُخب البطريَرك پيمن سنة ١٩٧١ بعد موت البطريَرك ألكسيس، وبقي مستقبل الكنيسة غامضا رغم انها كانت تحظى بولاء الملايين».b
سنناقش لاحقا كيف نجحت الكنيسة الارثوذكسية الروسية في النجاة من الهجوم السوڤياتي المستأنَف. لكن كيف تمكنت اديان اخرى في الاتحاد السوڤياتي من النجاة؟ وأيٌّ من هذه الاديان صار الهدف الرئيسي للهجوم، ولماذا؟ سنناقش هذين السؤالين في المقالة التالية.
[الحاشيتان]
a البلدان الـ ١٥ المستقلة التي كانت سابقا جمهوريات سوڤياتية هي: اذربَيجان، ارمينيا، أستونيا، اوزبكستان، اوكرانيا، تُركمانستان، جورجيا، روسيا، روسيا البيضاء، طاجكستان، قازاخستان، قيرغيزستان، لاتڤيا، ليتوانيا، ومولداڤيا.
b ألكسيس الاول هو البطريَرك الارثوذكسي الروسي من سنة ١٩٤٥ الى سنة ١٩٧٠، وألكسيس الثاني من سنة ١٩٩٠ حتى اليوم.
[الصورة في الصفحة ٣]
اعتبر لينين ان ‹كل فكرة تتعلق باللّٰه تثير الاشمئزاز الى حد يفوق الوصف›
[مصدر الصورة]
Musée d’Histoire Contemporaine—BDIC
-
-
هدفٌ للهجوم السوڤياتياستيقظ! ٢٠٠١ | نيسان (ابريل) ٢٢
-
-
هدفٌ للهجوم السوڤياتي
رغم التنازلات التي قام بها الاتحاد السوڤياتي للكنيسة الارثوذكسية الروسية في سبيل ربح الحرب العالمية الثانية، ظل يضيّق الخناق على نشاطاتها. فكما ورد في كتاب السيف والترس (بالانكليزية) الموضوع سنة ١٩٩٩ والذي يتحدث عن تاريخ الـ KGB (لجنة امن الدولة السوڤياتية): «كان اعضاء الـ KGB قلقين خصوصا بشأن النشاطات ‹المدمِّرة› التي يقوم بها المسيحيون غير الخاضعين مباشرة لسلطتهم». فأية فرق دينية كانت هذه؟
كانت الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في اوكرانيا، المعروفة اليوم بالكنيسة الكاثوليكية الاوكرانية، اكبر تلك الفرق الدينية. فقد كانت تضم نحو ٠٠٠,٠٠٠,٤ عضو. يذكر كتاب السيف والترس ان «ثمانية من الاساقفة العشرة، بالاضافة الى آلاف عديدة من الكهنة والمؤمنين، ماتوا بسبب ايمانهم في معسكرات الاشغال الشاقة في سيبيريا». وكانت الكنائس الپروتستانتية غير المسجلة، التي لم تكن ايضا خاضعة مباشرة لسيطرة الدولة، اهدافا اخرى للـ KGB. وفي اواخر خمسينات الـ ١٩٠٠، قدّرت الـ KGB ان هذه الفرق الپروتستانتية تضم ما مجموعه ٠٠٠,١٠٠ عضو.
اعتبرت الـ KGB شهود يهوه فرقة من الفرق الپروتستانتية، وقدرت عددهم في سنة ١٩٦٨ بحوالي ٠٠٠,٢٠ في الاتحاد السوڤياتي. وحتى بداية الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩ لم يلفت الشهود الانظار لأن عددهم كان قليلا. لكنَّ الوضع تغيّر بشكل جذري عندما ظهر آلاف الشهود فجأة في الاتحاد السوڤياتي. فكيف حدث ذلك؟
زيادة مفاجئة
ذكر والتر كولارس في كتابه الدين في الاتحاد السوڤياتي (بالانكليزية) الصادر سنة ١٩٦١ عاملَين سبَّبا هذا الازدياد المفاجئ. اولا، يقول ان «الاراضي التي ضمها الاتحاد السوڤياتي بين سنتي ١٩٣٩ و ١٩٤٠» — لاتڤيا، ليتوانيا، أستونيا، ومولداڤيا — وُجد فيها العديد من «فرق شهود يهوه الناشطة». بالاضافة الى ذلك، ضم الاتحاد السوڤياتي ايضا اجزاء من شرق پولندا وتشيكوسلوڤاكيا، فصارت جزءا من اوكرانيا، وكان فيها اكثر من الف شاهد. وهكذا بدا كما لو ان كل هؤلاء الشهود نُقلوا بين ليلة وضحاها الى الاتحاد السوڤياتي.
والمصدر الآخر للزيادة «غير القابل للتصديق»، كما كتب كولارس، كان «معسكرات الاعتقال الالمانية». فقد سجن النازيون آلاف الشهود لرفضهم دعم هتلر وحربه العدوانية. وأوضح كولارس ان السجناء الروس في هذه المعسكرات «أُعجبوا بشجاعة وثبات ‹الشهود› ولهذا السبب على الارجح وجدوا لاهوتهم جذابا». ونتيجة ذلك، عاد شباب روس كثيرون من هذه المعسكرات الى الاتحاد السوڤياتي بإيمان جديد بيهوه اللّٰه ومقاصده الرائعة للارض. — مزمور ٣٧:٢٩؛ كشف ٢١:٣، ٤.
بسبب هذين العاملين، صار هنالك آلاف الشهود في الاتحاد السوڤياتي. فبحلول اوائل سنة ١٩٤٦ كانوا على الاقل ٦٠٠,١ شاهد، لكن مع نهاية العقد صاروا اكثر من ٠٠٠,٨ شاهد. وقد توجس اعضاء الـ KGB شرا من هذا النمو الذي يلحظونه اذ انهم كانوا، كما ذُكر سابقا، قلقين خصوصا بشأن «النشاطات ‹المدمِّرة› التي يقوم بها المسيحيون غير الخاضعين مباشرة لسلطتهم».
بداية الهجمات
رغم عدد الشهود القليل نسبيا في الاتحاد السوڤياتي، سرعان ما شنت السلطات السوڤياتية هجوما على نشاطهم الكرازي الغيور. في أستونيا، بدأ الهجوم في آب (اغسطس) ١٩٤٨ فاعتُقل الاشخاص الخمسة الذين كانوا يرأسون العمل وزُّج بهم في السجن. و «سرعان ما صار واضحا ان الـ KGB تريد اعتقال الجميع»، كما ذكر الشاهد الأستوني لمبت توم. وشمل ذلك كل الشهود الموجودين في الاتحاد السوڤياتي.
صوَّر السوڤيات الشهود كأسوإ المجرمين وكتهديد خطير للدولة السوڤياتية الإلحادية. لذلك طورد الشهود في كل مكان، اعتُقلوا، وسُجنوا. ذكر كتاب السيف والترس: «ربما كان هاجس اتباع يهوه الذي سيطر على المسؤولين في الـ KGB اكبر مَثل لافتقارهم الى حس تمييز الامور الاكثر اهمية، حتى عندما يعالجون اكثر المعارضات تفاهة».
وقد كان الهجوم المحكم الذي شُنَّ على الشهود في نيسان (ابريل) ١٩٥١ برهانا قاطعا على هذا الهاجس. ومنذ سنتين فقط، اي سنة ١٩٩٩، ذكر الپروفسور سيرڠيي إيڤانْيَنكو، وهو عالم روسي له مكانته، في كتابه شعب لا تفارقهم كتبهم المقدسة (بالروسية)، انه في اوائل نيسان (ابريل) ١٩٥١ «اكثر من ٠٠٠,٥ عائلة من شهود يهوه من الجمهوريات السوڤياتية: اوكرانيا، بيلوروسيا، مولداڤيا، والبلطيق، أُرسلوا الى ‹مستوطنات دائمة› في سيبيريا، وفي اقصى شرقيها، وفي قازاخستان».
حادثة جديرة بالتذكر
هل يمكنكم تصوُّر الجهد الذي بُذل في ذلك الهجوم؟ ففي يوم واحد، تم اعتقال آلاف العائلات من الشهود في هذه المنطقة الواسعة. تخيلوا فكرة تنظيم مئات، اذا لم يكن آلاف الاشخاص، اولا من اجل معرفة مَن هم من شهود يهوه، ثم الهجوم بشكل فجائي تحت جنح الليل على بيوتهم جميعا في نفس الوقت. وقد تلا ذلك نقل الناس في عربات ومركبات اخرى الى محطات السكك الحديدية، ووضعهم في عربات الشحن.
فكروا ايضا في معاناة الضحايا. هل يمكنكم ان تتصوروا نفسكم مجبَرين على السفر آلاف الكيلومترات — طوال ثلاثة اسابيع او اكثر — في عربات شحن مكتظة وغير صحية إذ لا يوجد فيها حمام، بل دلو عوضا عنه؟ وحاولوا ان تتخيلوا نفسكم مرميين في مجاهل سيبيريا، عالمين ان عليكم ان تكافحوا كثيرا لتستمروا في العيش في تلك البيئة القاسية.
يوافق هذا الشهر الذكرى الخمسين لنفي شهود يهوه في نيسان (ابريل) ١٩٥١. ولإخبار قصة ولائهم رغم عقود من الاضطهاد، صُوِّرت اختبارات الذين نجوا على اشرطة ڤيديو. وتظهر هذه الاختبارات ان محاولات منع الناس من عبادة اللّٰه تبوء في النهاية بالفشل — تماما كما كانت الحال مع المسيحيين في القرن الاول.
ما حققه النفي
سرعان ما عرف السوڤيات ان منع الشهود من عبادة يهوه سيكون اصعب بكثير مما ظنوا. فقد رنم الشهود فيما كانوا يؤخذون قسرا الى المنفى تسابيح ليهوه، رغم ممانعة معتقِليهم، وعلَّقوا لافتات على عربات السكك الحديدية التي كانت تقلهم كُتب عليها: «شهود يهوه على متن القطار». اوضح احد الشهود: «على طول الطريق كنا نلتقي عند محطات السكك الحديدية قُطرا اخرى تنقل المنفيين، وكنا نرى اللافتات المعلَّقة على عربات السكك الحديدية». فيا للتشجيع الذي كان ذلك يزوِّده!
وعوض ان يتثبط المنفيون عكسوا روح رسل يسوع. فالكتاب المقدس يقول انه بعدما جُلد الرسل وأُمروا بالتوقف عن الكرازة، «كانوا لا ينفكون . . . يعلّمون ويبشرون بالمسيح». (اعمال ٥:٤٠-٤٢) فعلا، كما قال كولارس عن نفيهم، «لم يكن هذا نهاية ‹الشهود› في روسيا، بل مجرد البداية لفصل جديد في نشاطات هدايتهم. فقد حاولوا ان ينشروا ايمانهم حتى عندما توقفوا في المحطات في طريقهم الى المنفى».
عندما وصل الشهود الى اماكنهم المختلفة وتُركوا هناك، اكتسبوا صيتا حسنا لكونهم عمّالا مطيعين ومجتهدين جدا. لكن في الوقت نفسه، وعلى غرار رسل المسيح، قالوا فعليا لمضطهديهم: ‹لا نقدر أن نكف عن التكلم عن اللّٰه›. (اعمال ٤:٢٠) واستمع كثيرون الى ما علَّمه الشهود وانضموا اليهم في خدمة اللّٰه.
والنتيجة كانت تماما كما اوضح كولارس: «بنفيهم لم تتمكن الحكومة السوڤياتية من فعل شيء افضل لنشر ايمانهم. فمن قراهم المنعزلة [في الجمهوريات السوڤياتية الغربية] أُحضر ‹الشهود› الى عالم اوسع رغم انه لم يكن الا العالم الرهيب لمعسكرات الاعتقال وعمل الرِّقّ».
جهود لمحاربة النمو
على مر الوقت، اعتمد السوڤيات طرائق مختلفة لمحاربة شهود يهوه. فإثر فشل الاضطهاد الوحشي في اعطاء النتائج المرغوب فيها، بدأت حملة من الدعاية المغرضة مخطط لها جيدا. وجُرِّبت وسائل كثيرة منها الكتب، الافلام، والبرامج الاذاعية، اضافة الى اندساس عملاء مدربين جيدا من الـ KGB في الجماعات.
وقد بيَّنت مقالة نُشرت في عدد آب (اغسطس) ١٩٨٢ من ريدرز دايجست، الطبعة الكندية، ان نشر حقائق مشوَّهة عن الشهود على صعيد واسع جعل اشخاصا كثيرين ينظرون اليهم نظرة خاطئة، وصاروا يخافون منهم ويرتابون بشأنهم. قال كاتب المقالة ڤلاديمير بوكوڤسكي، وهو روسي سُمح له بالهجرة الى انكلترا سنة ١٩٧٦: «في احدى الامسيات في لندن، صادف ان لاحظت لافتة على احد المباني كُتب عليها: شهود يهوه . . . لم اتمكن من قراءة المزيد، فقد صُعقت الى درجة الذعر».
اوضح ڤلاديمير سبب خوفه غير المبرَّر: «هؤلاء هم اعضاء البدعة الذين كانت السلطات في بلدنا تستعملهم ‹كبعبع› لكي تخيف الاطفال . . . ففي الاتحاد السوڤياتي، لا يمكن ان تلتقوا ‹شهودا› من لحم ودم إلّا في السجون او معسكرات الاعتقال. اما هنا فقد وجدت نفسي امام مبنى، امام لافتة. فهل يمكن لأي شخص ان يدخل ويتناول معهم فنجان شاي؟». وللتشديد على سبب ذعره، ختم ڤلاديمير: «يُلاحَق ‹الشهود› في بلدنا بضراوة كما تلاحَق عصابات المافيا في هذا البلد، واللغز الذي يحيط بهم هو نفسه».
لكنَّ الشهود ثابروا وازدادوا عددا رغم الاضطهاد الوحشي والدعاية المغرضة. والكتب السوڤياتية مثل كتاب الحقائق عن شهود يهوه الذي طُبع منه ٠٠٠,١٠٠ نسخة بالروسية سنة ١٩٧٨، اشارت الى الحاجة الى زيادة الدعايات ضد الشهود. نصح الكاتب ڤ. ڤ. كونيك الذي وصف كيف كان الشهود يتابعون كرازتهم رغم القيود القاسية: «ينبغي ان يتعلم الباحثون في الدين السوڤيات طرائق اكثر فعالية لمحاربة تعاليم شهود يهوه».
لمَ استهدفهم الهجوم؟
بكل بساطة، كان شهود يهوه الهدف الرئيسي للهجوم السوڤياتي لأنهم اقتدوا بأتباع يسوع الاولين. ففي القرن الاول، أُمر الرسل ‹الّا يعلِّموا باسم يسوع بعد›. رغم ذلك احتج مضطهدوهم لاحقا: «ها إنكم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم». ولم ينكر الرسل انهم كانوا يبشرون رغم انهم أُمروا الّا يفعلوا ذلك، لكنهم اجابوا باحترام: «ينبغي أن يطاع اللّٰه حاكما لا الناس». — اعمال ٥:٢٧-٢٩.
واليوم ايضا يأخذ شهود يهوه على محمل الجد وصية يسوع لأتباعه ‹ان يكرزوا للشعب ويشهدوا كاملا›. (اعمال ١٠:٤٢) اوضح موريس هِندُس في كتابه ورطة الكرملين البشرية (بالانكليزية) ان «الغيرة المتقدة للبشارة» التي اظهرها الشهود هي التي جعلت منهم «عبئا خصوصيا على موسكو ووضعتهم في تصادم مستمر مع الشرطة السوڤياتية». وأضاف: «لا يوجد ما يوقفهم. وإذ يجري قمعهم في مكان يبرزون في آخر».
كتب المؤرخ الروسي سيرڠيي إيڤانْيَنكو: «على حد علمي، كانت منظمة شهود يهوه المنظمة الدينية الوحيدة في الاتحاد السوڤياتي التي ازدادت في العدد رغم الحظر والاضطهاد». ودون شك واصلت اديان اخرى ايضا نشاطها، بما فيها الكنيسة الارثوذكسية الروسية التي هي الابرز بينها. وستجدون انه من المثير ان تعرفوا كيف نجت الكنيسة والشهود على السواء من الهجوم السوڤياتي.
[الاطار في الصفحة ٦]
‹عانوا اقسى انواع الاضطهاد›
ذكرت دائرة معارف موجزة عن روسيا (بالانكليزية) الصادرة سنة ١٩٦٤ ان شهود يهوه كانوا «نشاطى جدا في عمل الهداية» وهم «المجموعة الدينية التي عانت اقسى انواع الاضطهاد في الاتحاد السوڤياتي».
[الاطار/الصورة في الصفحة ٧]
واحد من آلاف — فيودور كالين يصف نفي عائلته
كانت عائلتنا تعيش في قرية ڤيلشانيتسا غربي اوكرانيا. فجر يوم ٨ نيسان (ابريل) ١٩٥١، داهم رجال الشرطة بيتنا مع كلابهم، ايقظونا من النوم، وقالوا لنا اننا سنُرسَل الى سيبيريا بموجب مرسوم صادر عن الحكومة في موسكو. وذكروا أن بقاءنا مشروط بتوقيع وثيقة نصرِّح فيها اننا لم نعد من شهود يهوه. لكن عائلتنا المؤلفة من سبعة اعضاء، بمن فيهم والداي، كانت مصمِّمة ان تبقى من شهود يهوه. كان عمري آنذاك ١٩ سنة.
قال احد رجال الشرطة: «خذوا معكم فاصولياء، ذرة، طحينا، مخللات، وملفوفا لكي تطعموا الاولاد». وسُمح لنا ايضا ان نذبح بعض الدجاج وخنزيرا وأن نأخذ لحمها معنا. ثم جُلبت عربتان تجرهما الاحصنة، وُضعت عليهما كل الاغراض وأُخذت الى بلدة خريپلن. وهناك حُشر حوالي ٤٠ او ٥٠ منا في عربة شحن للسكك الحديدية، وأُغلق الباب.
كان يوجد في عربة الشحن بضعة الواح خشبية، غير كافية لنا جميعا، لننام عليها، وموقد مع بعض الفحم والخشب. فطبخنا على الموقد، مستعملين اوعية الطبخ التي جلبناها معنا. لم يكن هنالك حمام، فاستعملنا دلوا. ولاحقا صنعنا فتحة في ارض العربة، ثبتنا فيها الدلو، وعلقنا اغطية حواليها لتأمين بعض العزلة.
عجت العربة بنا وهي تقطع ببطء آلاف الكيلومترات متجهة نحو مكان مجهول. شعرنا في البداية بالكآبة نوعا ما. لكن عندما بدأنا نرنم ترانيم الملكوت كلنا معا — بحماس شديد بحيث لم نتمكن من التكلم لاحقا — غمرنا الفرح. كان القائد يفتح الباب ويأمرنا بالسكوت، لكننا لم نكن نكفّ حتى ننتهي من الترنيم. وعندما كنا نتوقف في المحطات على طول الطريق، كان كثيرون يعرفون ان شهود يهوه في طريقهم الى المنفى. وأخيرا بعد ١٧ او ١٨ يوما في تلك العربة، أُنزلنا في سيبيريا قرب بحيرة بيكال.
[الصورة]
انا واقف في الصف الخلفي، الى اليمين
[الاطار/الصورة في الصفحة ٨]
هرمجدون — فيلم دعائي سوڤياتي
انتج السوڤيات فيلم هرمجدون بهدف تشويه سمعة شهود يهوه. صوَّر الفيلم قصة مختلَقة عن علاقة غرامية بين شاب في الجيش السوڤياتي وفتاة أُغريت بالانضمام الى صفوف الشهود. وفي نهاية الفيلم، ماتت الشقيقة الصغرى للفتاة في حادث سببه ناظر من شهود يهوه، صُوِّر كجاسوس يعمل لحساب اميركا.
علَّقت الصحيفة الأوكرانية الراية الحمراء الصادرة في تاريخ ١٤ ايار (مايو) ١٩٦٣ على الفيلم الذي حرك مشاعر الجماهير، فقالت: «بهذه الطريقة تكون الدعاية الإلحادية فعَّالة ومقنعة، ويمكن ان تُستخدم في قرى اخرى من البلد حيث تُعرض ايضا افلام من هذا النوع».
[الصورة في الصفحة ٦]
نُقل الآلاف في عربات شحن السكك الحديدية الى سيبيريا
-
-
كيف نجا الديناستيقظ! ٢٠٠١ | نيسان (ابريل) ٢٢
-
-
كيف نجا الدين
بحلول الوقت الذي اجتاحت فيه المانيا النازية روسيا في حزيران (يونيو) ١٩٤١، كان السوڤيات قد ابادوا تقريبا الكنيسة الارثوذكسية الروسية. لكن بعد الاجتياح النازي، ابتدأ السوڤيات يغيِّرون موقفهم من الدين. فماذا حثهم على ذلك؟
اوضح ريتشارد اوڤِري، پروفسور في التاريخ المعاصر في كينڠز كولدج في لندن، في كتابه الحرب الروسية — دم على الثلج (بالانكليزية): «في اليوم نفسه الذي تم فيه الاجتياح الالماني ناشد رأس الكنيسة، المِتروپوليت سرجيوس، المؤمنين ان يعملوا ما في وسعهم لإحراز النصر. ونشر ما لا يقل عن ثلاث وعشرين رسالة في السنتين التاليتين، داعيا رعاياه الى القتال من اجل الدولة الملحدة التي كانوا يعيشون فيها». وهكذا كما تابع اوڤِري، ‹سمح ستالين للدين بأن ينشط مجددا›.
سنة ١٩٤٣، وافق ستالين اخيرا على الاعتراف بالكنيسة الارثوذكسية فعيَّن سرجيوس بطريَركا جديدا لها. ذكر اوڤِري: «تجاوب المسؤولون في الكنيسة بجمع المال من المؤمنين لتمويل فرقة المدرَّعات السوڤياتية. وحض الكهنة والاساقفة جماعاتهم على التقيد بالايمان، الايمان باللّٰه وبستالين».
وفي وصف لهذه الحقبة من التاريخ الروسي، كتب العالِم الديني الروسي سيرڠيي إيڤانْيَنكو: ‹ان المطبوعة الرسمية التي تصدرها الكنيسة الارثوذكسية الروسية، مجلة بطريَركية موسكو، مدحت ستالين ووصفته بأنه أعظم قائد ومعلّم في كل الاوقات والامم، مرسَل من اللّٰه ليخلص الامة من الاضطهاد، اصحاب الاراضي، والرأسماليين. ودعت المؤمنين الى بذل آخر قطرة من دمهم في الدفاع عن الاتحاد السوڤياتي ضد اعدائه، وإعطاء كل ما لديهم لبناء الشيوعية›.
«قدَّرتهما الـ KGB كثيرا»
حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥، بقيت الكنيسة الارثوذكسية مفيدة للشيوعيين. وكيف ذلك؟ هذا ما اظهره كتاب الاتحاد السوڤياتي: السنون الخمسون (بالانكليزية)، لمحرِّره هاريسون سولزبوري. نقرأ: «مع انتهاء الحرب، كان على قادة الكنيسة ان يوافقوا على متطلبات سياسة ستالين الخارجية التي تقتضيها الحرب الباردة».
ويصف الكتاب الحديث السيف والترس كيف خدم قادة الكنيسة المصالح السوڤياتية. فيوضح ان البطريَرك ألكسيس الاول الذي خلف سرجيوس بطريَركا سنة ١٩٤٥، «انضم الى مجلس السلام الدولي، منظمة الجبهة السوڤياتية التي تأسست سنة ١٩٤٩». ويذكر الكتاب ايضا انه هو والمِتروپوليت نيكولاي «قدَّرتهما الـ KGB [لجنة امن الدولة السوڤياتية] كثيرا كعميلين لهما نفوذ».
وعلى نحو لافت للنظر، اعلن البطريَرك ألكسيس الاول سنة ١٩٥٥: «تدعم الكنيسة الارثوذكسية الروسية السياسة الخارجية المسالمة كليا التي تتبعها حكومتنا، ليس لأن الكنيسة تفتقر الى الحرية كما يُزعم، بل لأن السياسة السوڤياتية هي صالحة، وتنسجم مع المبادئ المسيحية التي تكرز بها الكنيسة».
وفي عدد ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٠ من صحيفة ذا ڠارديان الصادرة في لندن، انكلترا، اقتُبس قول الكاهن الارثوذكسي المنشق ڠيورڠيي إدِلشتاين: «كان يتم اختيار كل الاساقفة باعتناء بحيث يتعاونون مع الحكومة السوڤياتية. كلهم كانوا عملاء للـ KGB. ومن المعروف جيدا ان الـ KGB استخدمت البطريَرك ألكسيس تحت الاسم المستعار دروزدوف. واليوم، انهم يحافظون على السياسة عينها التي كانوا يتبعونها منذ ٢٠ او ٣٠ سنة».
طوع يد الدولة السوڤياتية
ذكر عدد ١٤ ايلول (سبتمبر) ١٩٥٩ من مجلة لايف (بالانكليزية) عن العلاقة بين الكنيسة الارثوذكسية والسوڤيات قائلا: «قام ستالين ببعض التنازلات للدين، وعاملته الكنيسة كقيصر. وقد ضمنت وزارة حكومية خصوصية تعاون الكنيسة الارثوذكسية، واستخدم الشيوعيون الكنيسة منذ ذلك الحين كأداة للدولة السوڤياتية».
وأكد ماثيو سپينكا، الضليع في شؤون الكنيسة الروسية، وجود علاقة لصيقة بين الكنيسة والدولة في كتابه الصادر سنة ١٩٥٦، الكنيسة في روسيا السوڤياتية (بالانكليزية). كتب: «لقد تعمَّد البطريَرك الحالي ألكسيس ان يجعل من كنيسته اداة في يد الحكومة». وفعلا، نجت الكنيسة الارثوذكسية بالصيرورة طوع يد الدولة. لكن، قد تسألون: ‹هل يستحق الامر الشجب الى هذا الحد›. حسنا، تأملوا كيف ينظر اللّٰه والمسيح الى المسألة.
قال يسوع المسيح لتلاميذه الحقيقيين: «لستم جزءا من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم». وتسأل كلمة اللّٰه بوضوح: «أيتها الزواني، أما تعرفن أن صداقة العالم عداوة للّٰه؟». (يوحنا ١٥:١٩؛ يعقوب ٤:٤) فكما يصف الكتاب المقدس، جعلت الكنيسة نفسها عاهرة دينية «ارتكب ملوك الارض معها العهارة». وأظهرت انها جزء مما دعاه الكتاب المقدس «بابل العظيمة، أم العاهرات وأرجاس الأرض». — كشف ١٧:١-٦.
كيف نجا الشهود
في المقابل، اظهر يسوع المسيح كيف سيُعرف اتباعه الحقيقيون: «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي، إن كان لكم محبة بعضا لبعض». (يوحنا ١٣:٣٥) وهذه المحبة كانت عاملا اساسيا في نجاة الشهود في الاتحاد السوڤياتي السابق، كما يظهر التقرير التالي الوارد في كتاب السيف والترس. «يمنح اتباع يهوه المساعدة على انواعها للاشخاص الملتصقين بدينهم الموجودين في معسكرات [الاعتقال] او في المنفى الداخلي، معطين اياهم المال والطعام واللباس».
وقد شمل «الطعام» المقدَّم لمَن هم في معسكرات الاعتقال الطعام الروحي — كتبا مقدسة ومطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس يحتوي على ‹اقوال من اللّٰه› قال يسوع اننا نحتاج اليها لندعم حياتنا الروحية. (متى ٤:٤) والذين هرّبوا المطبوعات الى داخل المعسكرات عرضوا نفسهم لخطر كبير، اذ كانت تُنزل اشد العقوبات بالذين يُكتَشفون متلبِّسين.
سُجنت امرأة لاتڤية تدعى هلِن تْسِلْمِنْيا في معسكر پُتْما الجنائي في روسيا من سنة ١٩٦٢ الى سنة ١٩٦٦. وقد وضعت كتابا بعنوان نساء في السجون السوڤياتية (بالانكليزية) اوضحت فيه: «الكثير من شهود يهوه تلقَّوا عشر سنوات من العمل الشاق لمجرد امتلاكهم اعدادا قليلة من مجلة برج المراقبة في شققهم. وبما ان الناس يُلقى القبض عليهم لحيازتهم هذه الكتابات، فإن قلق الادارة وسخطها بشأن وجود هذه المطبوعات في المعسكر هو امر مفهوم».
ممَّا لا شك فيه ان مخاطرة المرء بحريته وأمانه في سبيل تزويد المساعدة الروحية كانت برهانا على المحبة المسيحية! لكن في حين كان ذلك عاملا مهما في نجاة الشهود، كان هنالك عامل اقوى ايضا. ذكرت هلِن تْسِلْمِنْيا: «لم يقدر احد ان يفهم كيف ان هذه الارض ذات الاسلاك الشائكة والاتصال البشري المحدود كان يمكن اختراقها بواسطة مطبوعات محظورة». لقد بدا ذلك مستحيلا، لأن كل من دخل الى السجن كان يُفتَّش تفتيشا شاملا. كتبت هلِن: «بدا كما لو ان الملائكة كانت تأتي ليلا وترميها».
وعد اللّٰه بأنه لن يترك شعبه او يهملهم. لذلك يعترف شهود يهوه في الاتحاد السوڤياتي السابق كما اعترف المرنم الملهم في الكتاب المقدس: «هوذا اللّٰه معين لي». (مزمور ٥٤:٤؛ يشوع ١:٥) وبالفعل كان عونه مهما لنجاة الشهود في الاتحاد السوڤياتي السابق!
كيف تغيرت الظروف
في ٢٧ آذار (مارس) ١٩٩١، اعتُرف شرعيا بهيئة شهود يهوه في الاتحاد السوڤياتي بتوقيع وثيقة شرعية تشمل الاعلان التالي: «ان قصد الهيئة الدينية هو القيام بالعمل الديني لإعلان اسم يهوه اللّٰه وتدابيره الحبية للجنس البشري من خلال ملكوته السماوي بواسطة يسوع المسيح».
وشملت الطرائق المدرَجة في الوثيقة للقيام بالعمل الديني: الكرازة العلنية وزيارة بيوت الناس، تعليم حقائق الكتاب المقدس للراغبين في الاصغاء، ادارة دروس مجانية في الكتاب المقدس باستعمال المطبوعات المساعِدة على درس الكتاب المقدس، وتوزيع الكتب المقدسة.
بعد توقيع تلك الوثيقة، اي منذ اكثر من عشر سنوات، انحل الاتحاد السوڤياتي وتغيَّر وضع الدين فعليا في الجمهوريات الـ ١٥ التي كانت سابقا تؤلف الاتحاد السوڤياتي. فماذا يمكن القول عن مستقبل الدين هناك وفي باقي العالم؟
[الاطار في الصفحة ١١]
تعاون الكنيسة مع السوڤيات
كتب ادموند ستيڤنز في كتابه الصادر عام ١٩٤٥ روسيا ليست لغزا (بالانكليزية): «حرصت الكنيسة كثيرا ألا تعض اليد التي تطعمها. فقد أدركت تماما ان الدولة تنتظر منها دعم النظام كاملا والعمل ضمن حدود معينة مقابل ما اغدقته عليها».
وتابع ستيڤنز موضحا: «طوال قرون اعتادت الكنيسة الارثوذكسية ان تكون الارثوذكسية دين الدولة الرسمي. لذلك تبنت بسهولة دورها الجديد، التعاون اللصيق مع الحكومة السوڤياتية».
وقد اجرى معهد كستون بحثا شاملا عن التعاون السابق بين السوڤيات وألكسيس الثاني، بطريَرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية الحالي. وكانت خاتمة التقرير: «لم يكن تعاون ألكسيس شيئا استثنائيا، فتقريبا كل رؤساء الاديان المعترف بها رسميا — بمن فيهم الكاثوليك، المعمدانيون، المجيئيون، المسلمون، والبوذيون — استخدمتهم الـ KGB وكلاء لها. وبالفعل، ان التقرير السنوي الذي يصف استخدام ألكسيس يشمل العديد من الوكلاء الآخرين ايضا، بعضهم في الكنيسة اللوثرية الأستونية».
[الاطار/الصورة في الصفحة ١٢]
بلوغ مَن في المعسكرات
قضى الصحافي اللاتڤي ڤيكتورز كالنينڠش معظم سنوات عقوبته العشر (١٩٦٢-١٩٧٢) في معسكر للاشغال الشاقة في موردوڤيا، الواقعة على بعد حوالي ٤٠٠ كيلومتر جنوب شرق موسكو. وقد اجرى كاتب لمجلة استيقظ! مقابلة معه في آذار (مارس) ١٩٧٩، وطرح عليه السؤال التالي: «هل يعرف الشهود المحتجزون الامور المتعلقة بهيئة شهود يهوه هنا في الولايات المتحدة او بلدان اخرى؟».
اجاب كالنينڠش: «نعم، وذلك من خلال المطبوعات التي يتسلمونها.. . . حتى انهم اروني مجلاتهم. لم اعرف قط اين كانت تُخبأ المطبوعات، فقد كان المخبأ يتغير من حين الى آخر. لكن الكل كانوا يعلمون ان المطبوعات موجودة في المعسكر.. . . وكان الحرَّاس وشهود يهوه مثل توم وجيري، فالشهود كانوا يحاولون تخبئة المطبوعات والحرَّاس يحاولون ايجادها!».
وسُئل كالنينڠش ايضا: «هل حاول شهود يهوه ان يتحدثوا اليك عن معتقداتهم؟». فأجاب: «طبعا! وصرنا نعرف معتقداتهم جيدا. فنحن نعرف كل شيء عن هرمجدون. . . كما انهم تحدثوا كثيرا عن زوال المرض».
[الصورة]
الشهود في معسكرات موردوڤيا اخبروا بشجاعة بحقائق الكتاب المقدس
[الصورة في الصفحة ٩]
سنة ١٩٥١، نُقلت عائلة ڤوڤتشوك الى إركوتْسْك في سيبيريا، وهي تحافظ حتى اليوم على ولائها المسيحي
[الصورة في الصفحة ١٠]
بسبب دعم الكنيسة اثناء الحرب العالمية الثانية، سمح ستالين للدين بأن ينشط مؤقتا
[مصدر الصورة]
U.S. Army photo
[الصورة في الصفحة ١٠]
قال البطريَرك ألكسيس الاول (١٩٤٥-١٩٧٠): ‹تنسجم السياسة السوڤياتية مع المبادئ المسيحية التي تكرز بها الكنيسة›
[مصدر الصورة]
Central State Archive regarding the film/photo/phono documents of Saint-Petersburg
-