-
سنواتي العشر في سجون اسبانيا العسكريةبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ تموز (يوليو)
-
-
نحو ذلك الوقت تلقينا بأشد ترحيب زيارة من غرانت سوتر، عضو في الهيئة الحاكمة. سُمح له برؤية مجرد سجين واحد في قاعة الزائرين. لكننا جميعنا اردنا ان نراه ونسمعه. فكيف يمكن ذلك؟ كنا قد اكتشفنا في المشغل بابا غير مستعمل يقود الى حجرة نومنا. وكان محجوبا خلف ورق الجدران. قرَّرنا تمويهه كاملا بتغطيته بخزانة لا ظهر لها. وهكذا يتمكّن الشخص من ان يخطو الى داخل الخزانة، ويفتح الباب خلفها — فيجد نفسه في متاهة من الاسرَّة المؤلفة من طبقات ثلاث، والمتراصَّة باحكام!
عندما اصبح الاخ سوتر وحده معي في قاعة الزائرين دعوته الى المشغل بحجَّة ان اريه بعض اعمالنا اليدوية. تصوَّروا دهشته عندما طُلب اليه ان يخطو الى داخل الخزانة — ثم ان يجد نفسه في حجرة نوم مع اكثر من مئة اخ منتظرين رؤيته! قمنا بمجازفة وانما بالنسبة الينا، نحن المتضوّرين جوعا الى المعاشرة من الخارج، كان الامر فعلا يستأهل ذلك. كنا نكاد لا نصدّق وجود عضو من الهيئة الحاكمة فعلا في وسطنا.
اغتنمنا الفرصة لنشرح له مشكلة الفصل. وكان جوابه واضحا. فهيئة يهوه ومبادئه لا يمكن ان تفسدها قواعد الانسان وأنظمته. «الهيئة ليست في السجن!» قال. ثم اقترح، «لماذا لا تتحدَّثون الى الآمر وتطلبون منه نقل المسيء؟»
-
-
سنواتي العشر في سجون اسبانيا العسكريةبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ تموز (يوليو)
-
-
[الصورة في الصفحة ٢٤]
غرانت سوتر الراحل (الوسط)، عضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه، زار السجن العسكري في قادش (اليسار، المترجم برنارد باكهاوس. اليمين، فرناندو مارين)
-