-
تكلَّم بما هو ‹صالح للبنيان›«احفظوا انفسكم في محبة اللّٰه»
-
-
كلمات ‹صالحة للبنيان›
١٥ اي نوع من الكلام هو ‹صالح للبنيان›؟
١٥ كيف نستخدم هبة الكلام انسجاما مع قصد الاله الذي منحنا اياها؟ تذكَّر ان كلمة اللّٰه تحثّنا ان نتكلم بكل «ما كان صالحا للبنيان». (افسس ٤:٢٩) فيهوه يسرّ عندما نستخدم كلمات تبني الآخرين وتشجّعهم وتقوّيهم. وقول كلمات كهذه يتطلب منا التفكير باعتناء. فالكتاب المقدس لا يزوِّدنا مجموعة قواعد لنتّبعها ولا يحتوي على لائحة بأنواع ‹الكلام السليم›. (تيطس ٢:٨) لذلك كي نتفوه بما هو ‹صالح للبنيان›، حري بنا ان نبقي في بالنا ثلاثة عوامل بسيطة ومهمة تميِّز الكلام البنّاء. فيجب ان يكون سليما، صحيحا، ولطيفا. فلنستعرض الآن امثلة محدَّدة عن الكلام البنّاء. — انظر الاطار «هل كلامي بنّاء؟».
١٦، ١٧ (أ) لماذا ينبغي ان نمدح الآخرين؟ (ب) اية فرص تتيح لنا تقديم المدح في الجماعة؟ في العائلة؟
١٦ المدح الصادق. يدرك يهوه ويسوع كلاهما اهمية كلمات المدح والتقدير. (متى ٣:١٧؛ ٢٥:١٩-٢٣؛ يوحنا ١:٤٧) ويحسن بنا ايضا نحن المسيحيين ان نمدح الآخرين من القلب. لماذا؟ تقول الامثال ١٥:٢٣: «الكلمة في حينها ما احسنها!». لذا اسأل نفسك: ‹كيف اشعر عندما يمدحني احد مدحا مخلصا؟ ألا يبتهج قلبي وترتفع معنوياتي؟›. فكلمات المدح الصادقة تجعلك تشعر بأن ثمة مَن يلاحظك ويهتم بك وأن ما فعلته يستأهل الجهد. وهذا التشجيع يزيد ثقتك بنفسك ويدفعك الى بذل جهد اكبر في المستقبل. فبما انك تقدِّر المدح عندما تناله، أفلا ينبغي ان تبذل كل ما في وسعك لتقديم المدح للغير؟ — اقرأ متى ٧:١٢.
١٧ لهذه الغاية، درِّب نفسك على البحث عن صفات الآخرين الجيدة ثم امدحهم عليها. مثلا، قد تسمع في الاجتماع شخصا يلقي خطابا جيدا، او تلاحظ مراهقا يحرز تقدما روحيا، او ترى شخصا مسنًّا يحضر الاجتماعات بانتظام رغم اوهان الشيخوخة. فخُذ المبادرة في مدح اشخاص كهؤلاء لأن المدح الصادق قد يمسّ قلوبهم ويقوّيهم روحيا. في العائلة ايضا، يحتاج الزوج والزوجة الى سماع كلمات المدح والتقدير المخلصة واحدهما من الآخر. (امثال ٣١:١٠، ٢٨) والاولاد خصوصا ينتعشون عندما يشعرون ان هنالك من يقدِّرهم ويعتبرهم. فالمدح والتقدير هما للولد كالشمس والماء للنبتة. فيا ايها الوالدون، تحيَّنوا الفرص لمدح اولادكم على صفاتهم الجيدة وجهودهم. فهذا يبث فيهم الثقة والشجاعة ويحفزهم على بذل جهد اكبر لفعل الصواب.
١٨، ١٩ لماذا ينبغي ان نبذل قصارى جهدنا لتعزية ومؤاساة الرفقاء المؤمنين، وكيف نفعل ذلك؟
١٨ التعزية والمؤاساة. يهتم يهوه اهتماما شديدا ‹بالمتضعين والمنسحقين›. (اشعيا ٥٧:١٥) وتحثّنا كلمته ان ‹نواظب على تعزية بعضنا بعضا› وأن ‹نعزّي النفوس المكتئبة›. (١ تسالونيكي ٥:١١، ١٤) ونحن على يقين ان اللّٰه يلاحظ ويقدِّر جهودنا لتشجيع ومؤاساة رفقائنا المؤمنين الذين يفطر الحزن قلوبهم.
يسرّ يهوه عندما نتفوه بكلمات تبني الآخرين
١٩ ولكن ماذا عساك تقول لتشجّع رفيقا مسيحيا مثبَّطا او مكتئبا؟ لا تشعر ان عليك حل مشكلته. ففي حالات كثيرة، غالبا ما تكون الكلمات البسيطة انفع دواء. اكِّد له انك مهتم لأمره. اعرض عليه ان تصلّي معه واطلب من يهوه ان يساعده كي يعرف انه محبوب من الآخرين ومن اللّٰه ايضا. (يعقوب ٥:١٤، ١٥) طمئنه ان الجماعة تقدِّره وأن لا غنى عنه فيها. (١ كورنثوس ١٢:١٢-٢٦) اقرأ عليه آية مشجعة من الكتاب المقدس مؤكِّدا له ان يهوه يهتم به شخصيا. (مزمور ٣٤:١٨؛ متى ١٠:٢٩-٣١) ولا شك ان تخصيص وقت كافٍ لتشاطر الكئيب ‹كلمة طيبة› صادرة من القلب يساعده ان يشعر بأنه يحظى بالحب والتقدير. — اقرإ الامثال ١٢:٢٥.
٢٠، ٢١ اية عوامل تجعل المشورة فعالة؟
٢٠ المشورة الفعّالة. بما اننا جميعا ناقصون، نحتاج الى المشورة من وقت الى آخر. لذا يشجّعنا الكتاب المقدس: «اسمع المشورة واقبل التأديب، لكي تصير حكيما في آخرتك». (امثال ١٩:٢٠) ولا يقتصر اعطاء المشورة على الشيوخ فقط. فالوالدون يقدِّمون المشورة لأولادهم. (افسس ٦:٤) وقد يلزم احيانا ان تسدي الاخوات الناضجات المشورة للنساء الاصغر سنا. (تيطس ٢:٣-٥) وبما اننا نحب الآخرين، نرغب في اعطائهم مشورة يسهل عليهم تقبّلها دون ان يشعروا بالانسحاق. فماذا يساعدنا في هذا المجال؟ تأمَّل في ثلاثة عوامل تزيد من فعالية المشورة: موقف ودافع الذي يقدِّمها، الاساس الذي ترتكز عليه، وأسلوب تقديمها.
٢١ ان نجاح المشورة يعتمد بادئ ذي بدء على مَن يسديها. لذا اسأل نفسك: ‹متى يسهل عليّ قبول النصيحة؟›. لا شك انها تهون عليك عندما تعرف ان الذي يقدِّمها مهتم بك، لا يتكلم لأنه مستاء منك، وليست لديه دوافع خفية. أفلا ينبغي اذًا ان يصح ذلك في موقفك ودافعك عندما تنصح انت الآخرين؟ والمشورة الناجحة مؤسسة ايضا على كلمة اللّٰه. (٢ تيموثاوس ٣:١٦) لذا، سواء كنا نقتبس مباشرة من الكتاب المقدس او لا، ينبغي ان تتأسس مشورتنا دوما على الاسفار المقدسة. فالشيوخ يحرصون لئلا يفرضوا آراءهم الشخصية، وهم لا يحرِّفون الاسفار المقدسة بحيث تبدو انها تدعم رأيهم الشخصي. اضف الى ذلك ان المشورة تكون اكثر فعالية اذا قُدِّمت بالاسلوب الصحيح. فالمشورة المطيَّبة باللطف يسهل قبولها، وهي تحافظ على كرامة الشخص الذي ينالها. — كولوسي ٤:٦.
٢٢ علامَ انت مصمِّم بشأن استخدام هبة الكلام؟
٢٢ مما لا شك فيه ان الكلام هبة ثمينة من اللّٰه. ومحبتنا ليهوه تجعلنا نحسن، لا نسيء، استخدامها. فلنبقِ في بالنا ان لكلماتنا قدرة على بناء الآخرين او هدمهم. ولنسعَ الى استخدام هذه الهبة انسجاما مع قصد الاله الذي منحنا اياها: «للبنيان». وهكذا، يمسي كلامنا بركة لمَن حولنا ويساعدنا على الثبات في محبة اللّٰه.
-