-
‹ليكن تقدمكم ظاهرا›برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ آب (اغسطس)
-
-
«(سمات الطفل)»
٧ ليكون التقدم الروحي ظاهرا، ماذا يجب ان نفعل؟
٧ «لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم وكطفل كنت افطن وكطفل كنت افتكر. ولكن لما صرت رجلا ابطلت (سمات الطفل)،» قال الرسول بولس. (١ كورنثوس ١٣:١١) وفي التطور الروحي، في وقت ما كنا جميعا كأولاد في تفكيرنا وأعمالنا. ولكن، ليكون التقدم ظاهرا، يجب ان نبطل «(سمات الطفل)،» كما قال بولس. فما هي بعض هذه السمات؟
٨ استنادا الى كلمات بولس في العبرانيين ٥:١٣، ١٤، ما هي احدى سمات الطفل الروحي؟
٨ اولا، لاحظوا كلمات بولس في العبرانيين ٥:١٣، ١٤: «كل مَن يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل. وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر.» فهل انتم ‹خبراء في كلام البر›؟ وهل تعرفون كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، حق المعرفة لتكونوا قادرين على استعمالها من اجل «التمييز بين الخير والشر»؟ قال بولس ان الناس الناضجين هم قادرون على ذلك لأنهم يتناولون قانونيا «الطعام القوي.» وهكذا فإن رغبة المرء او شهيته للطعام الروحي القوي هي مؤشِّر جيد يدل على ما اذا كان المرء قد نما روحيا او انه لا يزال طفلا روحيا.
٩ كيف تشير شهية المرء الروحية الى تقدمه الروحي؟
٩ اذًا، كيف هي حال شهيتكم الروحية؟ كيف تنظرون الى المخزون الوافر من الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه قانونيا بواسطة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس والاجتماعات والمحافل المسيحية؟ (اشعياء ٦٥:١٣) لا شك في انكم تبتهجون كثيرا اذا صدرت مطبوعات جديدة في المحافل الكورية السنوية. ولكن ماذا تفعلون بها حالما تصلون الى البيت؟ ماذا تفعلون عندما يصل عدد جديد من مجلة برج المراقبة او استيقظ!؟ هل تخصصون الوقت لقراءة هذه المطبوعات، او انكم تقلبون صفحاتها لتنظروا الى النقاط البارزة ومن ثم تضيفونها الى المطبوعات الاخرى على رفّ كتبكم؟ ويمكن طرح اسئلة مماثلة في ما يتعلق بالاجتماعات المسيحية. فهل تحضرون قانونيا كل الاجتماعات؟ وهل تستعدون لها وتشتركون فيها؟ يظهر ان البعض قد صارت لهم عادات تغذية روحية رديئة، قارئين سطحيا وآكلين بسرعة، اذا جاز القول. وكم كان الامر مختلفا مع المرنم الملهم، الذي قال: «كم احببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي.» وعلاوة على ذلك، قال الملك داود: «احمدك في الجماعة الكثيرة في شعب عظيم اسبِّحك.» (مزمور ٣٥:١٨؛ ١١٩:٩٧) فمن الواضح ان الدرجة التي اليها نقدِّر التدابير الروحية هي مؤشِّر يدل على تقدمنا الروحي.
-
-
‹ليكن تقدمكم ظاهرا›برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ آب (اغسطس)
-
-
وعندما يجري تناول الغذاء الملائم، تمثيله، والانتفاع به، ينتج النمو. ويُرى ذلك بوضوح في حالة الطفل المولود حديثا. وكما نعرف، يتناول المولود حديثا مخزونا ثابتا من الطعام المعدّ إعدادا خصوصيا، الحليب، الغني بالدسم والپروتين، المادتين اللازمتين للنمو. والنتيجة؟ ان مقدار النمو من حيث الوزن والطول اللذان يكسبهما الطفل في السنة الاولى لا يُقارن ابدا بأية سنة اخرى من النمو الطبيعي لباقي حياته.
١٦ اي نوع من النمو يُرى في معظم تلاميذ الكتاب المقدس الجدد، وكيف يصير ذلك ممكنا؟
١٦ هنالك الكثير مما نتعلمه من هذه العملية الطبيعية للنمو التي يمكننا ان نطبقها على تقدمنا الروحي من الامور الاساسية الى النضج. اولا، ان برنامج التغذية الثابت ضروري. تذكَّروا الوقت الذي ابتدأتم فيه اولا بدرس الكتاب المقدس. فاذا كنتم كمعظم الآخرين، فربما كنتم لا تعرفون شيئا تقريبا عن كلمة اللّٰه. ولكن اسبوعا بعد اسبوع استعددتم لدروسكم وكان لديكم درسكم للكتاب المقدس، وفي وقت قصير نسبيا، صرتم تفهمون كل التعاليم الاساسية للاسفار المقدسة. ويجب ان تقرُّوا بأن ذلك كان نموا لافتا للنظر، وكل ذلك هو نتيجة للتغذية القانونية من كلمة اللّٰه!
١٧ لماذا هو ضروري برنامج التغذية الروحي القانوني؟
١٧ ولكن، ماذا عن الآن؟ هل لا تزالون تتَّبعون برنامج تغذية قانونيا؟ لا يجب ان يفكر المرء ابدا انه بسبب معموديته، لم تعد هنالك حاجة الى درس قانوني ونظامي لتناول الطعام الروحي المغذّي. فعلى الرغم من ان تيموثاوس كان ناظرا مسيحيا ناضجا، حثَّه بولس: «تأمل في هذه الامور، انهمك فيها، لكي يكون تقدمك ظاهرا لجميع الاشخاص.» (١ تيموثاوس ٤:١٥، عج) فكم بالحري يلزم كلًّا منا ان يفعل ذلك! فاذا كنتم مهتمين بجعل تقدمكم الروحي ظاهرا، فإن جهودا كهذه انما هي ضرورية.
١٨ كيف يصير تقدم المرء الروحي ظاهرا؟
١٨ ان جعل المرء تقدمه ظاهرا لا يعني بذل جهد خصوصي للتباهي بما يعرفه او محاولة التأثير في الآخرين. ذكر يسوع: «انتم نور العالم. لا يمكن ان تُخفى مدينة موضوعة على جبل،» و«من فضلة القلب يتكلم الفم.» (متى ٥:١٤؛ ١٢:٣٤) فعندما تمتلئ قلوبنا وأذهاننا من الامور الصالحة من كلمة اللّٰه، لا يمكننا إلا ان نظهر ذلك في ما نفعله ونقوله.
١٩ ماذا يجب ان نصمِّم على فعله في ما يتعلق بتقدمنا الروحي، وبأية نتيجة نصب اعيننا؟
١٩ ولذلك فان السؤال هو: هل تدرسون الكتاب المقدس وتحضرون الاجتماعات المسيحية قانونيا لتناول المواد المغذية التي يمكن ان تثير نموكم الروحي الداخلي؟ لا تكتفوا بالكينونة متفرِّجين غير فعالين في ما يتعلق بالتطور الروحي. اتَّخذوا خطوات ايجابية لتتأكدوا انكم تستفيدون كاملا من الطعام الروحي الوافر الذي يزوِّده يهوه. واذا كنتم شخصا ‹في ناموس الرب مسرته وكنتم في ناموسه تلهجون نهارا وليلا،› فحينئذ يمكن ان يُقال عنكم ايضا: «يكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في اوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح.» (مزمور ١:٢، ٣)
-