مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه يزيِّن شعبه بالنور
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • يهوه يزيِّن شعبه بالنور

      ‏«قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك».‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ما هي حالة البشرية؟‏ (‏ب)‏ مَن وراء الظلمة التي تلف البشرية؟‏

      ‏«ليته يوجد شخص مثل اشعيا او القديس بولس!‏».‏ هذه العبارة ذكرها بأسف الرئيس الاميركي هاري ترومان في اربعينات القرن العشرين.‏ فلماذا تفوّه بهذه الكلمات؟‏ لأنه شعر آنذاك ان العالم بحاجة الى قادة اخلاقيين على اعلى مستوى.‏ فكان العالم قد اجتاز احلك فترة في القرن العشرين:‏ الحرب العالمية الثانية.‏ ورغم انها انتهت،‏ لم يكن العالم في سلام.‏ فقد بقيت الظلمة الحالكة.‏ والآن،‏ بعد ٥٧ سنة،‏ لا يزال العالم في ظلمة.‏ ولو كان الرئيس ترومان حيًّا الآن،‏ لرأى دون شك انه لا تزال هنالك حاجة الى قادة اخلاقيين كإشعيا او الرسول بولس.‏

      ٢ سواء كان الرئيس ترومان عالما بذلك ام لا،‏ فقد تحدث الرسول بولس عن الظلمة التي تجتاح البشرية وحذَّر منها في كتاباته.‏ مثلا،‏ حذَّر الرفقاء المؤمنين:‏ «مصارعتنا ليست ضد دم ولحم،‏ بل ضد الرئاسات،‏ ضد السلاطين،‏ ضد ولاة العالم على هذه الظلمة،‏ ضد القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية».‏ (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ وبهذه الكلمات،‏ اظهر انه لا يعرف فقط ان الظلمة الروحية تلفّ العالم،‏ بل يعرف ايضا المصدر الحقيقي —‏ القوى الشيطانية الجبارة التي دعاها «ولاة العالم».‏ فماذا عسى ان يفعل البشر وحدهم لتبديد هذه الظلمة اذا كانت الارواح القوية وراءها؟‏

      ٣ رغم الظلمة التي تلف البشرية،‏ بماذا انبأ اشعيا للامناء؟‏

      ٣ تحدث اشعيا ايضا عن الظلمة التي تجتاح البشرية.‏ (‏اشعياء ٨:‏٢٢؛‏ ٥٩:‏٩‏)‏ ولكنه انبأ بالوحي عن ايامنا انه حتى في هذه الازمنة المظلمة،‏ سيجعل يهوه مستقبل مَن يحبون النور مشرقا.‏ فمع ان بولس وإشعيا ليسا معنا بشخصهما،‏ عندنا كتاباتهما الملهمة لإرشادنا.‏ ولكي نرى كم يجلب هذا الامر من بركة للذين يحبون يهوه،‏ لنتأمل في كلمات اشعيا النبوية الموجودة في الاصحاح الـ‍ ٦٠ من سفره‏.‏

      امرأة نبوية تستنير

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ ماذا يأمر يهوه المرأة ان تفعل،‏ وبماذا يعِد؟‏ (‏ب)‏ اية معلومات مثيرة يحتويها الاصحاح ٦٠ من اشعياء‏؟‏

      ٤ تُوجَّه الكلمات الافتتاحية من اشعياء ٦٠ الى امرأة في حالة حزينة جدا —‏ قابعة في الظلام منطرحة على الارض.‏ وفجأة،‏ يخرق نورٌ العتمة،‏ ويدعو يهوه قائلا:‏ «قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١‏)‏ فالوقت قد حان لتقف هذه المرأة وتعكس نور،‏ او مجد،‏ اللّٰه.‏ ولماذا؟‏ نرى الجواب في العدد التالي:‏ «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم.‏ اما عليكِ فيُشرِق الرب ومجده عليك يُرى».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢‏)‏ وعندما تطيع المرأة ما يأمر به يهوه،‏ يؤكَّد لها انها ستنال نتيجة رائعة.‏ يقول يهوه:‏ «تسير الامم في نورك والملوك في ضياء اشراقك».‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏٣‏.‏

      ٥ ان الكلمات المثيرة في هذه الاعداد الثلاثة تشكل مقدِّمة وملخصا لما تحتويه بقية الاصحاح ٦٠ من سفر اشعياء‏.‏ وهي تُنبئ بما سيحدث لهذه المرأة وكيف يمكن ان نسكن في نور يهوه رغم الظلمة التي تغطي البشرية.‏ ولكن ماذا تعني الرموز في هذه الاعداد الافتتاحية الثلاثة؟‏

      ٦ مَن هي المرأة التي يتحدث عنها الاصحاح ٦٠ من سفر اشعياء‏،‏ ومَن يمثِّلها على الارض؟‏

      ٦ ان المرأة في اشعياء ٦٠:‏١-‏٣ هي صهيون،‏ هيئة يهوه السماوية من المخلوقات الروحانية.‏ واليوم،‏ تمثَّل صهيون على الارض بالباقين من «اسرائيل اللّٰه»،‏ جماعة المسيحيين الممسوحين بالروح من كل الامم،‏ الذين لديهم رجاء الحكم مع المسيح في السماء.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وهذه الامة الروحية مؤلفة من ٠٠٠‏,١٤٤ عضو،‏ ويركِّز الاتمام العصري لإشعياء الاصحاح ٦٠ على اعضاء هذه الامة العائشين على الارض خلال «الايام الاخيرة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ كشف ١٤:‏١‏)‏ كما ان النبوة تتحدث كثيرا عن رفقاء هؤلاء المسيحيين الممسوحين،‏ اي عن ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›.‏ —‏ كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ٧ كيف كانت حالة صهيون الروحية سنة ١٩١٨،‏ وكيف أُنبئ بذلك؟‏

      ٧ وهل مرّت فترة كان فيها «اسرائيل اللّٰه» منطرحا في الظلام،‏ كما ترمز الى ذلك حالة هذه المرأة؟‏ نعم،‏ حدث ذلك منذ اكثر من ٨٠ سنة.‏ فخلال الحرب العالمية الاولى،‏ جاهد المسيحيون الممسوحون كثيرا ليبقوا عمل الشهادة جاريا.‏ ولكن في سنة ١٩١٨،‏ آخر سنة من الحرب،‏ توقف تقريبا العمل الكرازي المنظم.‏ وحُكم على جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ الذي كان يُشرف آنذاك على عمل الكرازة العالمي،‏ وعلى مسيحيين آخرين لديهم مراكز اشراف بالسجن فترات طويلة بتهم باطلة.‏ وفي الكشف،‏ شُبِّه المسيحيون الممسوحون الذين كانوا عائشين آنذاك على الارض بشكل نبوي بجثتين مطروحتين «على الشارع الرئيسي للمدينة العظيمة التي تدعى بطريقة روحية سدوم ومصر».‏ (‏كشف ١١:‏٨‏)‏ لقد كانت فعلا فترة مظلمة لصهيون الروحية الممثَّلة بأولادها الممسوحين على الارض!‏

      ٨ ايّ تغيير مدهش حصل سنة ١٩١٩،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ٨ لكنَّ سنة ١٩١٩ شهدت تغييرا مدهشا.‏ فقد اشرق يهوه على صهيون الروحية.‏ فأعضاء اسرائيل اللّٰه،‏ بعدما اجتازوا المحنة،‏ وقفوا ليعكسوا نور اللّٰه،‏ مستأنفين بشجاعة عمل المناداة بالبشارة.‏ (‏متى ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ وبفضل الغيرة المتجددة لهؤلاء المسيحيين،‏ انجذب آخرون الى نور يهوه.‏ في البداية،‏ مُسح الجدد كأعضاء اضافيين في اسرائيل اللّٰه.‏ وهم يُدعَون في اشعياء ٦٠:‏٣ ملوكا لأنهم سيكونون ورثة مع المسيح في ملكوت اللّٰه السماوي.‏ (‏كشف ٢٠:‏٦‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ ابتدأ جمع كثير من الخراف الاخر ينجذب الى نور يهوه.‏ وهؤلاء هم «الامم» المذكورون في النبوة.‏

      اولاد المرأة يعودون الى موطنهم

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ايّ مشهد رائع تراه المرأة،‏ وماذا يمثِّل ذلك؟‏ (‏ب)‏ ايّ سبب كان لدى صهيون الروحية لتفرح؟‏

      ٩ والآن يبدأ يهوه بالتوسع في المعلومات الموجزة في اشعياء ٦٠:‏١-‏٣‏.‏ فيأمر المرأة بشيء آخر.‏ اصغوا الى ما يقوله:‏ «ارفعي عينيك حواليك وانظري».‏ فتفعل المرأة ذلك،‏ ويا للمشهد الرائع الذي تراه!‏ فأولادها عائدون الى موطنهم.‏ وتمضي الآية قائلة:‏ «قد اجتمعوا كلهم.‏ جاءوا اليك.‏ يأتي بنوك من بعيد وتُحمَل بناتك على الايدي».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٤‏)‏ ان المناداة العالمية بالملكوت التي ابتدأت سنة ١٩١٩ جذبت آلاف الجدد الى خدمة يهوه.‏ وهؤلاء ايضا صاروا من ‹بني› صهيون الروحية و ‹بناتها›،‏ اعضاء ممسوحين من اسرائيل اللّٰه.‏ وهكذا زيَّن يهوه هيئته اذ اتى بالاعضاء الاخيرين للـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الى النور.‏

      ١٠ فهل يمكن ان تتخيل فرحة صهيون الروحية بوجود اولادها معها؟‏ يعطيها يهوه اسبابا اخرى لتفرح.‏ نقرأ:‏ «حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول اليك ثروة البحر ويأتي اليك غنى الامم».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٥‏)‏ انسجاما مع هذه الكلمات النبوية،‏ تتقاطر الى صهيون الروحية ابتداء من ثلاثينات القرن العشرين حشود من المسيحيين الذين لديهم رجاء ان يعيشوا على الارض الى الابد.‏ وهم يخرجون من «بحر» البشرية المبتعد عن اللّٰه ويمثِّلون غنى الامم.‏ انهم «مشتهى كل الامم».‏ (‏حجي ٢:‏٧؛‏ اشعياء ٥٧:‏٢٠‏)‏ لاحظ ايضا ان الذين يشكِّلون هذا ‹المشتهى› لا يشرعون في خدمة يهوه كلٌّ بطريقته الخاصة.‏ فهم يزيدون صهيون الروحية زينة اذ يؤدون عبادتهم للّٰه مع اخوتهم الممسوحين،‏ صائرين معهم «رعية واحدة» برئاسة «راعٍ واحد».‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      التجار والرعاة يأتون الى صهيون الرمزية

      ١١،‏ ١٢ صِفوا الجموع التي تُشاهد آتية الى صهيون الرمزية.‏

      ١١ نتيجة لهذا التجميع المنبإ به،‏ تحدث زيادة كبيرة في عدد مسبحي يهوه.‏ وهذا ما تنبئ به الكلمات التالية للنبوة.‏ تخيَّل انك واقف مع المرأة النبوية على جبل صهيون.‏ ماذا ترى اذا نظرت شرقا؟‏ «تغطيك كثرة الجِمال بُكْران مديان وعِيفة كلها تأتي من شبا.‏ تحمل ذهبا ولُبانا وتبشِّر بتسابيح الرب».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٦‏)‏ تقود جموع التجار قوافل جِمالها على طول الطرقات المؤدية الى اورشليم.‏ والجمال هي في العدد كالفيضان الذي يغطي الارض!‏ ويحمل التجار هدايا ثمينة،‏ «ذهبا ولُبانا».‏ وهم يأتون الى نور اللّٰه لكي يسبحوه علنا،‏ ‹ليبشِّروا بتسابيح الرب›.‏

      ١٢ ليس التجار وحدهم الآتين.‏ فالرعاة ايضا يتقاطرون الى صهيون الرمزية.‏ تمضي النبوة قائلة:‏ «كل غنم قيدار تجتمع اليك.‏ كباش نبايوت تخدمك».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٧أ‏)‏ فقبائل الرعيان تأتي الى المدينة المقدسة لتقديم اجود ما في قطيعهم ليهوه.‏ حتى انهم يقدمون انفسهم لخدمة صهيون الرمزية!‏ فكيف يستقبل يهوه هؤلاء الغرباء؟‏ يجيب اللّٰه نفسه قائلا:‏ «تصعد مقبولة على مذبحي وأزيّن بيت جمالي».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٧ب‏)‏ فيهوه يتكرّم ويقبل تقدمات وخدمة هؤلاء الغرباء.‏ فوجودهم يزيِّن هيكله.‏

      ١٣،‏ ١٤ ماذا يُرى آتيا من الغرب؟‏

      ١٣ والآن أدِر رأسك وانظر الى الافق الغربي.‏ فماذا ترى؟‏ في البعيد،‏ هنالك ما يبدو وكأنه سحابة بيضاء على سطح البحر.‏ ويطرح يهوه السؤال الذي يخطر ببالك:‏ «من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام الى بيوتها».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٨‏)‏ ويجيب يهوه نفسه:‏ «ان الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الاول لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لاسم الرب الهك وقدوس اسرائيل لأنه قد مجَّدك».‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏٩‏.‏

      ١٤ هل يمكنك ان تتخيل المشهد؟‏ ان هذه السحابة البيضاء تقترب اكثر وتبدو الآن وكأنها مجموعة نقاط الى اقصى الغرب.‏ ثم تبدو كالطيور التي تنزلق على الامواج.‏ ولكن اذ تقترب اكثر،‏ ترى انها سفن ترفع اشرعتها كي تهب فيها الريح.‏ وهذه السفن المبحرة نحو اورشليم تبدو لكثرتها كسرب من الحمام.‏ لقد اتت هذه السفن بأقصى سرعتها من موانئ بعيدة حاملة على متنها اشخاصا مؤمنين الى اورشليم ليعبدوا يهوه.‏

      هيئة يهوه تتوسع

      ١٥ (‏أ)‏ اية زيادة تنبئ بها كلمات اشعياء ٦٠:‏٤-‏٩‏؟‏ (‏ب)‏ اية روح يعرب عنها المسيحيون الحقيقيون؟‏

      ١٥ ما اوضح الصورة النبوية التي ترسمها الاعداد ٤ الى ٩ عن التوسع العالمي الذي يحدث منذ سنة ١٩١٩!‏ فلماذا بارك يهوه هيئته السماوية بهذه الزيادة؟‏ لأن اسرائيل اللّٰه منذ سنة ١٩١٩ يطيع الامر ويعكس باستمرار نور يهوه.‏ ولكن هل لاحظت ان الوافدين الجدد،‏ بحسب العدد ٧‏،‏ ‹يصعدون على مذبح اللّٰه›؟‏ المذبح هو حيث تقدّم الذبائح،‏ وهذا الجزء من النبوة يذكِّرنا بأن خدمة يهوه تشمل تقديم الذبائح.‏ كتب الرسول بولس:‏ «أناشدكم .‏ .‏ .‏ ان تقربوا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند اللّٰه،‏ خدمة مقدسة بقوتكم العقلية».‏ (‏روما ١٢:‏١‏)‏ وانسجاما مع كلمات بولس،‏ لا يكتفي المسيحيون الحقيقيون بحضور المناسبات الدينية مرة في الاسبوع،‏ بل يخصِّصون وقتهم وطاقتهم ومواردهم لتعزيز العبادة النقية.‏ أفلا يتزين بيت يهوه بوجود عبّاد اتقياء كهؤلاء؟‏!‏ هذا ما قالته نبوة اشعيا.‏ ويمكننا الثقة بأن هؤلاء العبّاد الغيورين هم ايضا زينة في عيني يهوه.‏

      ١٦ مَن ساهموا في عمل إعادة البناء قديما،‏ ومَن يساهمون اليوم؟‏

      ١٦ يريد الوافدون الجدد ان يعملوا.‏ تمضي النبوة قائلة:‏ «بنو الغريب يبنون اسوارك وملوكهم يخدمونك».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٠‏)‏ في الاتمام الاول لهذه الكلمات قديما عند العودة من السبي البابلي،‏ ساعد ملوك وآخرون من الامم فعليا في إعادة بناء الهيكل ومدينة اورشليم.‏ (‏عزرا ٣:‏٧؛‏ نحميا ٣:‏٢٦‏)‏ وفي الاتمام العصري،‏ يدعم الجمع الكثير البقية الممسوحة في نشر العبادة الحقة.‏ وهم يساعدون على تشكيل الجماعات المسيحية،‏ وهكذا يقوّون «اسوار» هيئة يهوه المشبهة بمدينة.‏ كما انهم يشاركون في عمل بناء حرفي —‏ بناء قاعات الملكوت وقاعات المحافل وفروع بيوت ايل.‏ بكل هذه الطرائق يدعمون اخوتهم الممسوحين في الاعتناء بحاجات هيئة يهوه التي تتوسع.‏

      ١٧ ما هي احدى الطرائق التي يزيِّن بها يهوه شعبه؟‏

      ١٧ كم مشجِّعة هي الكلمات الاخيرة في اشعياء ٦٠:‏١٠‏!‏ يقول يهوه:‏ «بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك».‏ نعم،‏ ففي سنة ١٩١٨-‏١٩١٩،‏ ادّب يهوه شعبه.‏ لكنّ ذلك كان في الماضي.‏ أما الآن فقد حان الوقت ليُظهِر يهوه رحمته لخدامه الممسوحين ورفقائهم من الخراف الاخر.‏ والدليل على ذلك هو الزيادة الكبيرة التي يباركهم او ‹يزيِّنهم› بها.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ بماذا يعد يهوه في ما يتعلق بالجدد الذين يأتون الى هيئته؟‏ (‏ب)‏ بماذا تخبرنا الاعداد الباقية من اشعياء الاصحاح ٦٠‏؟‏

      ١٨ فكل سنة،‏ ينضم مئات الآلاف من ‹بني الغريب› الى هيئة يهوه،‏ وسيبقى المجال مفتوحا امام كثيرين بعد.‏ فيهوه يقول لصهيون الروحية:‏ «تنفتح ابوابك دائما.‏ نهارا وليلا لا تُغلَق.‏ ليؤتى اليك بغنى الامم وتُقاد ملوكهم».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١١‏)‏ يحاول بعض المقاومين اغلاق هذه ‹الابواب›،‏ لكننا نعرف ان محاولاتهم ستبوء بالفشل.‏ فيهوه نفسه هو الذي يقول ان الابواب ستبقى مفتوحة.‏ وهكذا ستستمر الزيادة.‏

      ١٩ في هذه الايام الاخيرة،‏ هنالك طرائق اخرى يبارك،‏ او يزيِّن،‏ بها يهوه شعبه.‏ والاعداد الباقية من اشعياء الاصحاح ٦٠ تكشف نبويا ما هي هذه الطرائق.‏

  • مجد يهوه يشرق على شعبه
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • مجد يهوه يشرق على شعبه

      ‏«الرب يكون لك نورا ابديا».‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏٢٠‏.‏

      ١ كيف يبارك يهوه شعبه الامين؟‏

      ‏«الرب راضٍ عن شعبه.‏ يجمِّل [«يزيِّن»،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏] الودعاء بالخلاص».‏ (‏مزمور ١٤٩:‏٤‏)‏ هذا ما قاله صاحب المزمور قديما.‏ ويشهد التاريخ لصحة كلماته.‏ فعندما يكون شعب يهوه امناء،‏ يعتني بهم،‏ يجعلهم مزدهرين،‏ ويحميهم.‏ ففي الازمنة القديمة،‏ منحهم النصر على اعدائهم.‏ واليوم،‏ يبقيهم اقوياء روحيا ويؤكِّد لهم الخلاص على اساس ذبيحة يسوع.‏ (‏روما ٥:‏٩‏)‏ وهو يفعل ذلك لأنهم زينة في عينيه.‏

      ٢ بمَ يثق شعب اللّٰه رغم انهم يواجهون المقاومة؟‏

      ٢ دون شك،‏ ان الذين ‹يحيون بتعبد للّٰه› في عالم غارق في الظلمة،‏ سيواجهون المقاومة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ إلا ان يهوه ليس بغافل عن المقاومين،‏ وهو يحذِّرهم:‏ «الامة والمملكة التي لا تخدمك تبيد وخرابا تخرب الامم».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٢‏)‏ واليوم،‏ تتَّخذ المقاومة اشكالا عديدة.‏ ففي بعض البلدان،‏ يسعى المقاومون الى إعاقة او حظر العبادة التي يؤديها المسيحيون المخلصون ليهوه.‏ وفي بلدان اخرى،‏ يقوم المتعصبون باعتداءات جسدية على عبّاد يهوه ويحرقون ممتلكاتهم.‏ ولكن لنتذكر ان يهوه قد حسم نتيجة اية مقاومة لكي تُنجَز مشيئته.‏ فالمقاومون سينهزمون.‏ والذين يحاربون هيئته السماوية،‏ التي يمثِّلها اولادها على الارض،‏ لا يمكن ان ينتصروا.‏ ألا تطمئن قلوبنا عند سماع هذه الكلمات المشجعة من الهنا العظيم يهوه؟‏

      بركات تفوق التوقع

      ٣ كيف يجري ايضاح جمال عبّاد يهوه وإثمارهم؟‏

      ٣ في الواقع،‏ يُغدِق يهوه على شعبه بركات تفوق توقعاتهم في الايام الاخيرة من نظام الاشياء هذا.‏ فتدريجيا،‏ يزيِّن مكان عبادته والذين يحملون اسمه داخل هذا المكان.‏ فكما جاء في نبوة اشعيا،‏ يقول يهوه لصهيون الرمزية:‏ «مجد لبنان اليك يأتي السرو والسنديان والشربين معا لزينة مكان مقدسي وأمجد موضع رجلي».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٣‏)‏ ان الجبال المغطاة بالغابات المزدهرة هي مشهد رائع.‏ لذلك فإن الاشجار الوارفة هي رمز ملائم الى جمال عبّاد يهوه وإثمارهم.‏ —‏ اشعياء ٤١:‏١٩؛‏ ٥٥:‏١٣‏.‏

      ٤ إلامَ تشير عبارتا ‹المقدس› و «موضع رجلَي» يهوه،‏ وكيف يتزيّنان؟‏

      ٤ وإلامَ تشير عبارتا ‹المقدس› و «موضع رجلَي» يهوه المذكورتان في اشعياء ٦٠:‏١٣‏؟‏ انهما تشيران الى الديار الارضية لهيكل يهوه الروحي العظيم،‏ الذي هو ترتيب الاقتراب الى يهوه في العبادة بواسطة يسوع المسيح.‏ (‏عبرانيين ٨:‏١-‏٥؛‏ ٩:‏٢-‏١٠،‏ ٢٣‏)‏ وقد ذكر يهوه ان قصده هو تمجيد هذا الهيكل الروحي بتجميع اناس من كل الامم لتقديم العبادة فيه.‏ (‏حجي ٢:‏٧‏)‏ وكان اشعيا نفسه قد رأى جموعا من كل الامم تجري الى جبل عبادة يهوه المرفّع.‏ (‏اشعياء ٢:‏١-‏٤‏)‏ وبعد مئات السنين،‏ شاهد الرسول يوحنا في رؤيا ‹جمعا كثيرا لم يستطع احد ان يعده،‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة›.‏ وكان هؤلاء واقفين «امام عرش اللّٰه .‏ .‏ .‏ يؤدون له خدمة مقدسة نهارا وليلا في هيكله».‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٥‏)‏ وإذ تتم هذه النبوات في ايامنا،‏ نرى بأمّ اعيننا كيف يتزيّن بيت يهوه.‏

      ٥ ايّ تحسن كبير يشهده اولاد صهيون الروحية؟‏

      ٥ ما اكبر التحسن الذي يعنيه ذلك لصهيون الروحية!‏ يقول يهوه:‏ «عوضا عن كونك مهجورة ومُبغَضة بلا عابر بك اجعلك فخرا ابديا فرح دور فدور».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٥‏)‏ بحلول نهاية الحرب العالمية الاولى،‏ مرّت «اسرائيل اللّٰه» فعلا بفترة خراب.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وقد شعرت بأنها «مهجورة»،‏ لأن اولادها على الارض لم يميِّزوا تماما ما هي مشيئة اللّٰه لهم.‏ ثم في سنة ١٩١٩،‏ اعاد يهوه احياء خدامه الممسوحين،‏ ومذّاك يباركهم بازدهار روحي رائع.‏ وعلاوة على ذلك،‏ أليس الوعد في هذا العدد مبهجا؟‏ فيهوه يعتبر صهيون الروحية «فخرا».‏ نعم،‏ انها ستكون مفخرة لأولادها وليهوه نفسه،‏ وستجلب «فرحا» غامرا.‏ ولن يكون ذلك لفترة قصيرة.‏ فالحظوة التي تتمتع بها صهيون الروحية،‏ التي يمثِّلها اولادها الارضيون،‏ ستدوم الى «دور فدور» ولن تزول ابدا.‏

      ٦ كيف يستفيد المسيحيون الحقيقيون من الموارد الآتية من الامم؟‏

      ٦ لنصغِ الآن الى وعد الهي آخر.‏ يقول يهوه وهو يتحدث الى صهيون الرمزية:‏ «ترضعين لبن الامم وترضعين ثدِيَّ ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٦‏)‏ فكيف تتغذى صهيون الرمزية ‹بلبن الامم› وترضع «ثدِيَّ الملوك»؟‏ يشير ذلك الى استفادة المسيحيين الممسوحين وعشرائهم ‹الخراف الاخر› من الموارد القيّمة الآتية من الامم من اجل تقدم العبادة النقية.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فالتبرعات المادية الطوعية تساهم في تقدم عمل الكرازة والتعليم العالمي العظيم.‏ والاستعمال الحكيم للتكنولوجيا العصرية يسهِّل نشر الكتب المقدسة والمطبوعات المؤسسة عليها بمئات اللغات.‏ فلم يسبق قط ان كان حق الكتاب المقدس متوفرا لهذا العدد الكبير من الناس كما هو اليوم.‏ فالناس من بلدان كثيرة جدا يتعلمون ان يهوه،‏ الذي حرَّر خدامه الممسوحين من الاسر الروحي،‏ هو حقا المخلص.‏

      تقدّم تنظيمي

      ٧ ايّ تحسن بارز يشهده اولاد صهيون الروحية؟‏

      ٧ ان يهوه يزيّن شعبه بطريقة اخرى.‏ فهو يباركهم بالتقدم التنظيمي.‏ نقرأ في اشعياء ٦٠:‏١٧‏:‏ «عوضا عن النحاس آتي بالذهب وعوضا عن الحديد آتي بالفضة وعوضا عن الخشب بالنحاس وعوضا عن الحجارة بالحديد وأجعل وكلاءك سلاما وولاتك برًّا».‏ يُعتَبر استبدال النحاس بالذهب تحسنا،‏ ويصح الامر عينه في المواد الاخرى المذكورة هنا.‏ وانسجاما مع ذلك،‏ تشهد اسرائيل اللّٰه تحسينات تنظيمية مستمرة في هذه الايام الاخيرة.‏ لنتأمل في بعض الامثلة.‏

      ٨-‏١٠ صِفوا بعض التحسينات التنظيمية التي تجري منذ سنة ١٩١٩.‏

      ٨ قبل سنة ١٩١٩،‏ كانت جماعات شعب اللّٰه تُدار بواسطة شيوخ وشمامسة،‏ ينتخبهم جميعهم ديموقراطيا افراد الجماعة.‏ وابتداء من تلك السنة،‏ صار «العبد الامين الفطين» يعيّن مدير خدمة في كل جماعة ليشرف على نشاطات خدمة الحقل.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ولكن في جماعات كثيرة،‏ لم يكن هذا الترتيب فعّالا كثيرا لأن بعض الشيوخ المنتخبين لم يدعموا عمل التبشير كاملا.‏ لهذا السبب،‏ طُلب من الجماعات في سنة ١٩٣٢ ان تتوقف عن انتخاب الشيوخ والشمامسة وأن تنتخب بدلا من ذلك رجالا ليخدموا في لجنة خدمة مع مدير الخدمة.‏ كان هذا تحسنا كبيرا،‏ كالإتيان «بالنحاس» عوضا عن «الخشب»!‏

      ٩ في سنة ١٩٣٨،‏ قرّرت الجماعات حول الارض بأن تقبل تحسينا آخر،‏ ترتيبا منسجما اكثر مع الاسفار المقدسة.‏ فقد وُضعت ادارة الجماعة على عاتق خادم فرقة يساعده خدام آخرون،‏ معيَّنون جميعا بإشراف العبد الامين الفطين.‏ فما من انتخابات في ما بعد.‏ وهكذا صارت التعيينات في الجماعة تجري بطريقة ثيوقراطية.‏ وكان ذلك كالإتيان «بالحديد» عوضا عن «الحجارة» او «بالذهب» عوضا عن «النحاس».‏

      ١٠ وتتابع التقدم مذّاك.‏ مثلا،‏ فُهم في سنة ١٩٧٢ ان وجود جماعات تُشرف عليها هيئة شيوخ متعاونة مؤلفة من اشخاص معيَّنين ثيوقراطيا،‏ حيث لا يكون لشيخ سلطة اكثر من الباقين،‏ ينسجم اكثر مع طريقة الاشراف في الجماعات المسيحية في القرن الاول.‏ وعلاوة على ذلك،‏ حصل منذ سنتين تغيير آخر.‏ فقد جرى تعديل في ادارة بعض المؤسسات الشرعية،‏ الامر الذي يمكِّن الهيئة الحاكمة من ان تركز اكثر على المصالح الروحية لشعب اللّٰه بدل الانشغال بمسائل قانونية روتينية.‏

      ١١ مَن هو وراء التغييرات التنظيمية بين شعب يهوه،‏ وماذا انتجت هذه التغييرات؟‏

      ١١ فمَن هو وراء هذه التغييرات التقدمية؟‏ يهوه اللّٰه بالتأكيد.‏ فهو مَن قال:‏ ‏«آتي بالذهب».‏ وهو الذي يمضي قائلا:‏ ‏«أجعل وكلاءك سلاما وولاتك برًّا».‏ نعم،‏ ان يهوه هو المسؤول عن الاشراف على شعبه.‏ وهذا التقدم التنظيمي المنبأ به هو دليل آخر على انه يزيِّن شعبه.‏ ونتيجة لذلك يبارَك شهود يهوه بطرائق كثيرة.‏ نقرأ في اشعياء ٦٠:‏١٨‏:‏ «لا يُسمع بعد ظلم [«عنف»،‏ ع‌ج‏] في ارضك ولا خراب او سحق في تخومك بل تُسَمّين اسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا».‏ فما اجمل هذه الكلمات!‏ ولكن كيف تمّت؟‏

      ١٢ كيف يسود السلام بين المسيحيين الحقيقيين؟‏

      ١٢ ان المسيحيين الحقيقيين ينظرون بإمعان الى يهوه من اجل الارشاد والتوجيه.‏ والنتيجة هي كما ينبئ اشعيا:‏ «كل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا».‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن روح يهوه يعمل في شعبه،‏ والسلام هو ثمرة من ثمر هذا الروح.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ والسلام الناتج بين شعب يهوه يجعلهم واحة منعشة في عالم عنيف.‏ وحالتهم السلمية،‏ الناتجة عن المحبة التي يملكها المسيحيون الحقيقيون بعضهم لبعض،‏ هي عينة لنوع الحياة في العالم الجديد.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٧؛‏ كولوسي ٣:‏١٤‏)‏ فكم نحن فرحون لأننا نتمتع ونساهم في هذا السلام الذي يجلب التسبيح والإكرام للّٰه والذي هو جزء لا يتجزأ من فردوسنا الروحي!‏ —‏ اشعياء ١١:‏٩‏.‏

      نور يهوه سيشرق دائما

      ١٣ لماذا يمكن ان نثق ان نور يهوه لن يتوقف ابدا عن الاشراق على شعبه؟‏

      ١٣ هل سيشرق نور يهوه دائما على شعبه؟‏ نعم!‏ نقرأ في اشعياء ٦٠:‏١٩،‏ ٢٠‏:‏ «لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا ابديا وإلهك زينتك.‏ لا تغيب بعد شمسك وقمرك لا ينقص لأن الرب يكون لك نورا ابديا وتكمل ايام نوحك».‏ فعندما كملت ايام «نَوْح» المسبيين الروحيين سنة ١٩١٩،‏ ابتدأ يهوه يُشرق نوره عليهم.‏ وهم لا يزالون يتمتعون برضى اللّٰه فيما يستمر نور يهوه يُشرق عليهم بعد اكثر من ٨٠ سنة.‏ ولن يخبو ابدا.‏ فيهوه لن ‹يغيب› عن عبّاده كما تغيب الشمس او «ينقص» كما ينقص القمر،‏ بل سيظل يُشرِق نوره عليهم طوال الابدية.‏ فكم يطمئننا ذلك نحن العائشين في الايام الاخيرة لهذا العالم الغارق في الظلمة!‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كيف ‹يتبرر› كل شعب اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ايّ إتمام مهم لكلمات اشعياء ٦٠:‏٢١ يتطلع اليه الخراف الاخر؟‏

      ١٤ لنسمع الآن وعدا آخر من يهوه يتعلق بممثلي هيئته السماوية على الارض،‏ اسرائيل اللّٰه.‏ تقول اشعياء ٦٠:‏٢١‏:‏ «شعبك كلهم ابرار.‏ الى الابد يرثون الارض غصن غرسي عمل يدي لأتمجد».‏ عندما رُدّ المسيحيون الممسوحون الى حالة نشاط سنة ١٩١٩،‏ كانوا شعبا غير عادي.‏ ففي عالم منغمس في الخطية،‏ «تبرروا» على اساس ايمانهم الراسخ بذبيحة المسيح يسوع الفدائية.‏ (‏روما ٣:‏٢٤؛‏ ٥:‏١‏)‏ ثم،‏ كالاسرائيليين الذين تحرروا من الاسر البابلي،‏ ورثوا ‹ارضا› روحية،‏ او حيز نشاط،‏ حيث يتمتعون بفردوس روحي.‏ (‏اشعياء ٦٦:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ والجمال الفردوسي لهذه الارض لن يذوي ابدا،‏ لأن اسرائيل اللّٰه كأمة لن تخون الامانة كما فعلت اسرائيل القديمة.‏ وإيمانهم،‏ احتمالهم،‏ وغيرتهم ستظل تكرم اسم اللّٰه.‏

      ١٥ لقد دخل كل افراد هذه الامة الروحية في عهد جديد وكُتبت شريعة اللّٰه على قلوبهم.‏ وقد غفر يهوه خطاياهم على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤‏)‏ وهو يبررهم ‹كأبناء› ويعاملهم كأنهم كاملون.‏ (‏روما ٨:‏١٥،‏ ١٦،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏)‏ كما ان خطايا رفقائهم الخراف الاخر تُغفَر على اساس ذبيحة يسوع،‏ وكإبراهيم،‏ يتبررون كأصدقاء للّٰه بواسطة الايمان.‏ فقد «غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل».‏ ويتطلع هؤلاء الخراف الاخر الرفقاء الى بركة مهمة اخرى.‏ فبعد النجاة من «الضيق العظيم» او بعد القيامة من الاموات،‏ سيشهدون إتماما حرفيا لكلمات اشعياء ٦٠:‏٢١‏،‏ عندما تصير الارض بكاملها فردوسا.‏ (‏كشف ٧:‏١٤؛‏ روما ٤:‏١-‏٣‏)‏ عندئذ،‏ يرث «الودعاء الارض ويتلذذون في كثرة السلامة».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١،‏ ٢٩‏.‏

      الزيادة تستمر

      ١٦ ايّ وعد بارز قطعه يهوه،‏ وكيف يتم؟‏

      ١٦ في آخر عدد من اشعياء ٦٠‏،‏ نقرأ وعد يهوه الاخير في هذا الاصحاح.‏ فهو يقول لصهيون الرمزية:‏ «الصغير يصير الفا والحقير امة قوية.‏ انا الرب في وقته اسرع به».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢٢‏)‏ لقد وفى يهوه بوعده في ايامنا.‏ فعندما رُدّ الممسوحون الى النشاط سنة ١٩١٩،‏ كان عددهم قليلا —‏ ‹صغيرا›.‏ لكنَّ عددهم ازداد مع الإتيان بالمزيد من الاسرائيليين الروحيين.‏ وبعد ذلك بدأ الخراف الاخر يتقاطرون اليهم بأعداد متزايدة.‏ والحالة السلمية السائدة بين شعب اللّٰه،‏ الفردوس الروحي الموجود في ‹ارضهم›،‏ يجتذب الكثير الكثير من مستقيمي القلوب حتى ان «الحقير» صار فعلا «امة قوية».‏ فهذه ‹الامة›،‏ المؤلفة حاليا من اسرائيل اللّٰه وأكثر من ستة ملايين شخص منتذر من ‹بني الغريب›،‏ تضم افرادا اكثر من سكان دول مستقلة عديدة في العالم.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٠‏)‏ ويشارك كل مواطنيها في عكس نور يهوه،‏ وهذا ما يجعلهم جميعا زينة في عينيه.‏

      ١٧ كيف اثَّرت فيكم مناقشة اشعياء الاصحاح ٦٠‏؟‏

      ١٧ كم تقوى ايماننا عندما تأملنا في النقاط البارزة من اشعياء الاصحاح ٦٠‏!‏ فمن المشجع ان نرى ان يهوه سبق فعرف ان شعبه سيذهب الى السبي الروحي ثم يُستردّ.‏ ومن المذهل ان نرى ان يهوه سبق فعرف عن الزيادة الكبيرة في اعداد العبّاد الحقيقيين في ايامنا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كم يشجِّعنا ان نتذكر ان يهوه لن يتركنا!‏ وكم هو تأكيد حبي ان اسوار ‹المدينة› ستظل مفتوحة لتستقبل بالترحاب ‹الميالين بالصواب الى الحياة الابدية›!‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ ويهوه سيظل يُشرق نوره على شعبه،‏ وهيئته السماوية ستظل مفخرة فيما يجعل اولادها نورهم يضيء بشكل اسطع فأسطع.‏ (‏متى ٥:‏١٦‏)‏ فلا شك انه قد ازداد الآن تصميمنا على البقاء الى جانب اسرائيل اللّٰه وعلى تقدير امتيازنا ان نعكس نور يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة