-
المكان الذي تحتله النشاطات الرياضيةاستيقظ! ١٩٩١ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
المكان الذي تحتله النشاطات الرياضية
يجري وصف الخالق العظيم في الكتاب المقدس بصفته ‹الاله السعيد،› وهو يريد ان تكون خلائقه سعيدة. (١ تيموثاوس ١:١١، عج) لذلك لا يجب ان يكون مدهشا انه خلق البشر بالقدرة على التمتع باللعب. وهكذا تخبر دائرة المعارف البريطانية: «ان تاريخ النشاطات والألعاب الرياضية هو جزء من تاريخ الانسان.»
يقال ان ظهور الكرة كان العامل الاهم في تاريخ الألعاب الرياضية. «الملاحظة ان الحيوانات تتمتع بالوثب مع اللُّعَب،» تقول دائرة المعارف المقتبس منها آنفا، «تقترح انه ربما لم يكن هنالك وقت . . . لم يجرِ فيه الركض وراء او رمي بديل للكرة.»
وعلى نحو مثير للاهتمام، استُعملت ايضا اداة منذ زمن طويل لضرب الكرة. «كانت هنالك بالتأكيد ألعاب تستعمل مِضربا مارسها الفرس، اليونان، والهنود الاميركيون،» تذكر دائرة المعارف البريطانية. «الپولو، كلمة من اصل تيبتي، كانت على نحو واضح معروفة جيدا في شكل ما لدى الفرس في زمن داريوس الاول (حكم ٥٢٢-٤٨٦ قم). والغولف، على الرغم من ادعاء اسكتلندا انها ابتكرت شكلها العصري، كان لديها اسلاف محترمون في الازمنة الرومانية وفي بلدان اوروپية كثيرة.»
التشديد الباكر على الألعاب الرياضية
قبل مئات السنين من اتمام كتابة الاسفار العبرانية («العهد القديم»)، كانت النشاطات الرياضية المنظَّمة شائعة. مثلا، كانت الألعاب الرياضية تُعقد كل اربع سنوات في أولِمپيا القديمة، اليونان. تخبر دائرة المعارف البريطانية: «هنالك سجلات عن الابطال في أولِمپيا من ٧٧٦ قم الى ٢١٧ بم،» او لألف سنة تقريبا! والألعاب الأولمپية كانت مهمة جدا في الحياة اليونانية بحيث جرى قياس الوقت بها، اذ ان كل جزء من الوقت المؤلف من اربع سنوات بين الألعاب الرياضية دُعي أولمپيادا. وهكذا، بحسب الطريقة الباكرة لحساب الوقت، وُلد يسوع المسيح خلال الأولمپياد الـ ١٩٤.
لا تقول الاسفار العبرانية شيئا عن الألعاب الرياضية المنظَّمة، على الرغم من ان احد الانبياء يتكلم عن ‹اسواق [أورشليم كونها] تمتلئ من الصبيان والبنات لاعبين.› (زكريا ٨:٥) وقبل ولادة يسوع بأكثر من مئة سنة أُدخلت المباريات الرياضية اليونانية الى اسرائيل. فأُنشئ الجمنازيوم في أورشليم، وأهمل بعض الكهنة ايضا واجباتهم لكي ينهمكوا في الألعاب الرياضية. — ٢ المكابيين ٤:١٢-١٥ .
وأوغسطس قيصر، الامبراطور الروماني في الوقت الذي وُلد فيه يسوع، كان مولعا بالألعاب الرياضية، فصارت الألعاب الرياضية شائعة في روما. ولكنّ المباريات التي اثارت حقا المواطنين الرومانيين قاطبة كانت تلك التي شملت القتال، كالملاكمة والمصارعة. وغالبا ما انحطت هذه «النشاطات الرياضية» الى مباريات عنف وإراقة دم فيها كان يجري تحريض الرجال واحدهم ضد الآخر او ضد الحيوانات في قتال حتى الموت.
النشاطات الرياضية في «العهد الجديد»
ولكنّ اساءة استعمال رهيبة كهذه للنشاطات الرياضية لم تعنِ ان القيام بها امر خاطئ. فلا نقرأ ابدا في الاسفار المقدسة ان يسوع او اتباعه يدينون الألعاب الرياضية او القيام بها. وبدلا من ذلك، غالبا ما استعمل الرسل نواحي بارزة منها لايضاح نقاط تعليمية.
مثلا، من الواضح ان الرسول بولس تذكَّر سباقات الجري المقدمة في الألعاب الأولمپية عندما شجع المسيحيين: «ألستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكنّ واحدا يأخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا.» واضاف: «كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. اما اولئك فلكي يأخذوا إكليلا يفنى واما نحن فإكليلا لا يفنى.» — ١ كورنثوس ٩:٢٤، ٢٥.
وفي مناسبة اخرى، قال بولس ان المسيحي يجب ان يركض بتصميم ان يربح جائزة الحياة. «أسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة اللّٰه العليا،» كتب. (فيلبي ٣:١٤) وفضلا عن ذلك، عندما اوضح الحاجة الى الالتصاق بقوانين الحياة الادبية، ذكَّر بولس تيموثاوس: «إن كان احد يجاهد (حتى في الألعاب الرياضية) لا يكلَّل إن لم يجاهد قانونيا.» (٢ تيموثاوس ٢:٥) وكتب الرسول بطرس ان الرعاة المسيحيين الذين يتمِّمون مسؤولياتهم ‹سينالون إكليل المجد الذي لا يبلى.› — ١ بطرس ٥:٤.
لا شك ان تيموثاوس الحدث كان منهمكا في رعاية المسيحيين الاحداث الذين تمتَّعوا بالنشاطات الرياضية. لذلك كتب اليه بولس ان «الرياضة الجسدية [كجِمْنازيّ] نافعة لقليل،» معترفا بالتالي ان التمارين الجمنازية التي مارسها اليونان بشدة لها بعض الفوائد. «ولكن،» اضاف بولس بسرعة، «التقوى نافعة لكل شيء اذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.» — ١ تيموثاوس ٤:٨؛ انظروا ترجمة الملكوت ما بين السطور للاسفار اليونانية.
المكان الملائم للتمرين
وهكذا تشير الاسفار المقدسة ان التمرين الجسدي يمكن ان يحتل مكانا ملائما في الحياة. ولكن هنالك حاجة الى الاتزان، الى التعقل. «ليكن (تعقلكم) معروفا عند جميع الناس،» كتب بولس. (فيلبي ٤:٥) ولكن كم يكون صعبا ان نبلغ هذا الاتزان!
بالغ اليونان الباكرون في التشديد على الألعاب الرياضية، وقدَّم الرومان انواعا آذت المساهمين بالاضافة الى اولئك الذين تمتَّعوا بالمشاهد الدموية. ومن ناحية اخرى، قمع البعض باسم الدين الألعاب الرياضية وحظّروها ايضا. علَّقت دائرة المعارف البريطانية الجديدة: «المواقف الپيوريتانية للقرن الـ ١٧ قلَّلت من مقدار اللهو في اوروپا واميركا.»
واختبرت النشاطات الرياضية مؤخرا ولادة جديدة ربما لم يماثلها شيء قط في التاريخ. «بعد حالة الجو،» تقول دائرة معارف الكتاب العالمي، «يتكلم الناس على الارجح عن النشاطات الرياضية اكثر مما يتكلمون عن اي موضوع آخر.» حتى ان النشاطات الرياضية تُدعى «مخدِّر الجماهير.»
فما هي بعض المشاكل التي خلقتها مثل هذه الحماسة للنشاطات الرياضية؟ هل تعانون انتم او عائلتكم اية تأثيرات مضادة نتيجة لذلك؟ كيف يمكنكم ان تبقوا النشاطات الرياضية في مكانها الملائم؟
-
-
المشاكل في النشاطات الرياضية اليوماستيقظ! ١٩٩١ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
المشاكل في النشاطات الرياضية اليوم
اعتاد الناس ان يحتجوا ان النشاطات الرياضية هي ذات قيمة لانها تبني الشخصية. وادَّعوا ان الألعاب الرياضية تعزِّز التقدير للعمل الشاق، الروح الرياضية، والتمتع باللعب. ولكن بالنسبة الى كثيرين اليوم، تبدو حجج كهذه فارغة وحتى ريائية.
ان التشديد على الفوز هو على نحو خصوصي مشكلة. ومجلة سڤنتين تدعو ذلك: «الجانب المظلم اكثر للنشاطات الرياضية.» ولماذا؟ السبب، اذ نقتبس من المجلة، ان «الفوز يُبطل الاهتمامات بشأن الاستقامة، الدراسة، الصحة، السعادة، ونواحي الحياة الاخرى الاكثر اهمية. الفوز يصير كل شيء.»
ان اختبار كاثي اورمزبي، نجمة سباقات المضمار والميدان الخاصة بالكليات في الولايات المتحدة، استُخدم ليوضح العواقب المحزنة للمبالغة في التشديد على الانجاز الرياضي. ففي ٤ حزيران ١٩٨٦، بعد اسابيع قليلة من تسجيلها الرقم القياسي للنساء الخاص بالكليات القومية في سباق الجري لمسافة ٠٠٠,١٠ متر، انحرفت كاثي بعيدا عن الطريق فيما كانت تشترك في مباريات البطولة لـ NCAA (الاتحاد الرياضي للكليات القومية)، ركضت الى جسر قريب، وقفزت في محاولة انتحار. لقد نجت، ولكنها شُلَّت من الخصر الى اسفل.
لاحظ سكوت پنڠِلي، عالم نفساني يعالج اللاعبين الرياضيين، ان كاثي ليست فريدة. فبعد محاولة كاثي الانتحار، اخبر پنڠِلي: «تلقيت مكالمات هاتفية تقول، ‹اشعر بالطريقة نفسها.›» واللاعبة الرياضية الاخرى، ماري وازِتِر من جامعة جورجتاون، التي سجلت الرقم القياسي في فريق قومي من العمر نفسه لسباق نصف ماراثون، حاولت ايضا الانتحار بالقفز من على جسر وشُلَّت مدى الحياة.
ان الضغط للفوز، للعيش وفق التوقعات، يمكن ان يكون هائلا، وعواقب الفشل يمكن ان تكون مدمِّرة. دوني مور، قاذف لامع في فريق «كاليفورنيا آينجلز،» كان في ضربة واحدة سيتمكن من جعل فريقه يشترك في السلسلة العالمية لألعاب البايسبول سنة ١٩٨٦. ولكن ضارب الكرة في فريق بوسطن حقَّق ضربة خوَّلته تسجيل جرية كاملة، وتابع فريق بوسطن ليفوز باللعبة وبطولة النوادي الاميركية. ودوني، الذي استنادا الى اصدقائه استحوذ فشله عليه، اطلق النار وقتل نفسه.
التنافس الشديد
والمشكلة في النشاطات الرياضية اليوم ذات العلاقة هي التنافس الشديد. وليس مبالغة القول ان المتنافسين قد يتحولون، في الواقع، الى وحوش. عندما كان بطلَ ملاكمة من الوزن الثقيل، قال لاري هومز انه يجب ان يتغيَّر عندما يدخل الى الحلبة. «يجب ان اترك الصلاح خارجا،» أوضح، «وأُدخل كل الرديء، كمن له جانبان للشخصية جانب جيد وآخر رديء.» ويطوِّر اللاعبون الرياضيون دافعا استحواذيا في محاولة لمنع الآخرين ذوي المقدرة المتساوية من الانتصار عليهم.
«لا بد ان تكون لديكم روح التنافس الشديد هذه في داخلكم،» قال ذات مرة مدرِّب سابق لكرة القدم الاميركية، «وليس هنالك شيء يشعل هذه الروح كالكره.» وحتى رئيس الولايات المتحدة السابق رونالد ريڠن اخبر ذات مرة كما يقال فريق كرة القدم الاميركية لاحدى الكليات: «يمكنكم ان تشعروا بنوع جيد من الكره نحو خصمكم. انه نوع جيد من الكره لانه رمزي فقط في اللباس الرياضي.» ولكن هل يكون جيدا حقا ان ننمي الكره نحو الخصم؟
بوب كوزي، لاعب كرة سلة من النجوم المشهورين السابقين لفريق «بوسطن سِلْتيكس،» اخبر ذات مرة عن تعيينه لمنع ديك بارْنِت، لاعب يسجِّل نقاطا عالية لفريق «لوس انجلوس لِيْكِرْس،» من تسجيل اصابات. «جلست في غرفتي من الصباح الى المساء،» قال كوزي. «وكل ما فعلته كان التفكير في بارنِت، متأمِّلا من جهة في الطريقة التي سأنافسه بها ومنمِّيا من جهة اخرى الكره نحوه. عندما تقدمت الى الملعب، كنت منفعلا جدا الى حد انه لو قال لي بارنِت ‹يومك سعيد› كنت سأرفسه على الارجح في اسنانه.»
والواقع هو ان اللاعبين غالبا ما يحاولون عمدا جعل خصمهم عاجزا، وتجري مكافأتهم على فعلهم ذلك. قال آيرا بركاو، محرر رياضي في صحيفة، ان لاعب كرة القدم الاميركية الذي يتمكن من ضرب لاعب خصم بعنف حتى لا يتمكن من متابعة اللعب تجري «معانقته ومصافحته [من قبل زملائه في الفريق] لان العمل جرى القيام به جيدا. واذا سدَّد ما يكفي من تلك الضربات المؤذية، . . . تجري مكافأته في نهاية الموسم إما براتب متزايد او، للاعبين الثانويين، باستخدام اضافي. لذلك يفتخر اللاعبون بألقابهم كما لو انه علِّقت على صدرهم أوسمة، مثل جو ڠرين المتوحش، جاك تايتوم (السفّاك)،» وهلم جرا. — ذا نيويورك تايمز، ١٢ كانون الاول ١٩٨٩.
روى فرِد هِرون، لاعب دفاع في فريق «سانت لويس» لكرة القدم الاميركية،: «قال لنا المدرِّبون ان لاعب الجزء الخلفي [لفريق كليڤلند براونز] لديه رقبة ضعيفة. واقترحوا انه، اذا حصلتُ على فرصة، يجب ان احاول وضعه خارج اللعبة. لذلك اخترقت الخط خلال اللعبة، اجتزت الوسط ولاعب الوسط، وهناك كان واقفا. حاولت ان اخلع رأسه بذراعي، ففقد السيطرة على الكرة. كان زملائي في الفريق يمدحونني. ولكنني شاهدت لاعب الجزء الخلفي على الارض بألم واضح. وفجأة فكرت في نفسي، ‹هل تحولت الى نوع حيوان معيَّن؟ هذه لعبة، ولكنني احاول ان اجعل الشخص عاجزا.›» ولكن، لاحظ هِرون: «كان الحشد يحتفون بي.»
يرثي كثيرون الاصابات الناتجة عن التنافس الشديد بصفتها مشكلة رئيسية في النشاطات الرياضية اليوم. ومن المؤسف ان الملايين من هذه الاصابات تشمل الاولاد الذين يجري ادخالهم في وقت مبكر من الحياة في لعب تنافسي على نحو شديد. وبحسب «لجنة امن انتاج المستهلك للولايات المتحدة،» كل سنة تجري معالجة اربعة ملايين ولد في غرف الطوارئ بسبب اصابات النشاطات الرياضية وما يقدَّر بثمانية ملايين اضافيين تجري معالجتهم من قبل اطباء العائلة.
ويتألم اولاد كثيرون الآن من اللعب المفرط عقب الاصابات، الامر الذي نادرا ما كان يُرى في السنوات الابكر. فعندما كان يلعب الاولاد من اجل اللهو فقط، كانوا يذهبون الى البيت عندما يتأذون ولا يلعبون ثانية حتى يتوقف التقرّح او الالم. ولكن، في النشاطات الرياضية المنظَّمة والتنافسية على نحو شديد، غالبا ما يستمر الاولاد في اللعب، مؤذين اجزاء الجسم المتقرِّحة او المتألمة قبلا. وبحسب رامي البايسبول اللامع السابق روبن روبرتس، فإن الراشدين هم السبب الرئيسي للمشكلة. «انهم يضعون ضغطا كبيرا جدا — نفسيا وجسديا — على الاولاد قبل استعدادهم لذلك بزمن طويل.»
المال والغش
وثمة مشكلة اخرى في النشاطات الرياضية هي ان المال صار الاهتمام الغالب. فالجشع عوضا عن الروح الرياضية واللعب القانوني يبدو الآن انه يسود النشاطات الرياضية. «براءة النشاطات الرياضية، يؤسفنا القول، زالت كاملا خلال ثمانينات الـ ١٩٠٠،» يرثي محرر ذا دنڤر پوست جاي ماريوتي. «انها تختال في التسعينات كقوة وحشية في حضارتنا، عملاق على نحو لا يصدق، صناعة بتريليونات الدولارات (وفي الواقع، ١,٦٣ بليون [الف مليون] دولار، الصناعة الثانية والعشرين الكبرى في اميركا) بحيث توصف احيانا بشكل افضل انها تجارة مخادعة.»
وفي السنة الماضية فإن ١٦٢ لاعب بايسبول للنوادي الرئيسية في الولايات المتحدة — اكثر من ١ من كل ٥ منهم — حصَّلوا اكثر من مليون دولار لكل واحد، بذروة راتب زاد مقداره على ثلاثة ملايين دولار. والآن، بعد سنة، سيُدفع لأكثر من ١٢٠ لاعبا اكثر من مليوني دولار لكل واحد، بمن فيهم ٣٢ سيجمع كل واحد منهم اكثر من ثلاثة ملايين دولار، وعلى الاقل سيكسب الفرد اكثر من خمسة ملايين دولار، من ١٩٩٢ حتى ١٩٩٥ كل سنة! وطلب المال والرواتب العالية يصير شائعا في النشاطات الرياضية الاخرى ايضا.
وحتى في النشاطات الرياضية للكليات، يكون التشديد في اغلب الاحيان على المال. وتجري مكافأة مدرِّبي الفرق الرابحة بسخاء، اذ يكسبون ما يبلغ مليون دولار في السنة في الرواتب ورسوم التجيير. والمدارس التي تكون فرقها لكرة القدم الاميركية مؤهلة لمباريات نهاية السنة للفرق المختارة بصفة خاصة في الولايات المتحدة تنال ملايين كثيرة من الدولارات — ٥٥ مليونا في احدى السنوات الاخيرة. «فرق كرة القدم الاميركية وكرة السلة يجب ان تكسب المال،» يوضح جون سلوتِر رئيس كلية، «ويجب ان يفوزوا ليكسبوا المال.» ويؤدي ذلك الى حلقة مفرغة حيث يصير الفوز هاجسا — بعواقب وخيمة.
وبما ان اعمال لاعبي الكرة المحترفين تعتمد على الفوز، فغالبا ما يفعلون اي شيء تقريبا ليفوزوا. «لم تعد رياضة،» يقول نجم البايسبول السابق رستي ستاوب. «انها تجارة فاسدة مادية.» فالغش منتشر. «اذا كنتم لا تغشون، فأنتم لا تحاولون ان تفوزوا،» يوضح لاعب المنطقة الخارجية للبايسبول تشيلي دايڤس. «تفعلون ما تستطيعون اذا كان بامكانكم الافلات من العقوبة،» يقول لاعب المنطقة الداخلية لفريق «نيويورك مِتْ» هاورد جانسن.
وهكذا يجري اضعاف الشخصية الادبية، وهذه مشكلة كبيرة ايضا في النشاطات الرياضية للكليات. «بعض المدرِّبين والمديرين الرياضيين يغشون،» يعترف هارولد ل. إنرسن، رئيس سابق لـ «جامعة ولاية أوهايو،» «في حين يتجاهل الرؤساء والمؤتمنون ذلك عمدا.» وفي احدى السنوات الاخيرة، جرت معاقبة ٢١ جامعة في الولايات المتحدة من قبل «الاتحاد الرياضي للكليات القومية» لسبب المخالفات، ويجري التحقيق مع ٢٨ جامعة اخرى.
فليس مدهشا ان تنهار قيم اللاعبين الاحداث، التي هي مشكلة رئيسية اخرى في النشاطات الرياضية اليوم. واستعمال المخدرات لتعزيز الانجاز الرياضي شائع، ولكن الحصول على الثقافة لا يكون غالبا كذلك. فثمة دراسة هامة تؤكد ان اللاعبين في حرم الجامعة الذين لديهم برامج رياضية رئيسية يصرفون وقتا في الاشتراك في رياضتهم خلال الفصل اكثر مما يصرفون في الدرس وحضور الصف. ووجدت دراسة فدرالية ايضا ان اقل من ١ من كل ٥ لاعبين انما يتخرجون من ثلث الكليات والجامعات الاميركية التي لديها برامج رئيسية لكرة السلة للرجال.
وحتى اللاعبون الرياضيون الطلاب القليلون الذين ينجحون اخيرا في النشاطات الرياضية الاحترافية ويكسبون رواتب جيدة غالبا ما يصيرون شخصيات بارزة مأساوية. فهم غير قادرين على التصرف في مواردهم المالية ومواجهة الحياة بواقعية. وتراڤِس وليمز الذي مات في شباط الماضي هذا فقيرا بلا بيت بعمر ٤٥ سنة هو مجرد مثال واحد. ففي سنة ١٩٦٧، فيما كان يلعب مع فريق «ڠرين باي پاكرز» لكرة القدم الاميركية، سجل الرقم القياسي القائم حتى الآن في كرة القدم الاميركية للمحترفين في الولايات المتحدة، اذ ركض رادّا ركلات البدء باللعب بمعدل ١,٤١ ياردة (٦,٣٧ م). وذكر ذات مرة انه عندما كان في الكلية «لم يكن يلزمه قط ان يذهب الى الصف. إنما كان يذهب من اجل التدرّب والألعاب الرياضية.»
المشاكل المتعلقة بالمُشاهد
يصرف الناس اليوم من الوقت في مشاهدة النشاطات الرياضية اكثر بكثير من القيام بها، مما انتج مشاكل مهمة. اولا، الذهاب الى الألعاب الرياضية غالبا ما يشمل التعرض للتصرف الفاحش وحتى العنيف من قبل المشاهدين الآخرين. فالمعارك شائعة في الجو المشحون عاطفيا لبعض المباريات الرياضية، ويصاب المئات والبعض يقتلون في اثناء الحضور.
ولكنّ معظم مشاهدي اليوم لا يكونون حاضرين جسديا في المباريات الرياضية؛ فهم يشاهدونها على التلفزيون. وفي الولايات المتحدة، تخصِّص قناة للنشاطات الرياضية يدوم بثها ٢٤ ساعة وقتا للبرامج الرياضية اليومية اكثر مما تخصِّصه اية شبكات رئيسية لنشرات الاخبار اليومية! ولكن هل مشاهدة النشاطات الرياضية في بيوتنا الخاصة خالية من المشاكل؟
بالتأكيد لا. «طوال سنوات كان زوجي يعرف كل فرد رياضي محترف،» توضح احدى النساء، «وهو ليس حالة فريدة على الاطلاق. قليلون هم رفقاؤه الذين لا يشاهدون النشاطات الرياضية على اساس قانوني. والجريمة الكبرى التي تشمل هذا النشاط،» تقول هذه المرأة، «هي التأثير الذي له في الاولاد.» وتضيف: «امتعض من ان زوجي يستخدم وقته الشخصي لمشاهدة النشاطات الرياضية دون الاعتبار لي او للاولاد.»
تشكٍّ فريد؟ كلا على الاطلاق. ففي الأسر في اماكن كثيرة من العالم، هنالك اعضاء عائلات يصرفون الكثير جدا من الوقت في مشاهدة النشاطات الرياضية مما يؤدي الى اهمال اعضاء الأسرة الآخرين. وتشير ربة منزل برازيلية الى عاقبة خطيرة: «المحبة والثقة بين الزوج والزوجة يمكن ان تضعفا تدريجيا، مما يضع الزواج في خطر.»
والمتحمسون للنشاطات الرياضية غالبا ما يكونون غير متزنين بطرائق اخرى ايضا. فهم عادة يؤلِّهون اللاعبين، الامر الذي يراه اللاعبون انفسهم انه مشكلة. «عندما دخلت بلدتي، وقف الناس هناك وحدَّقوا إليّ كما لو انهم يتوقعون البركات من البابا،» ذكر نجم كرة المضرب الالماني بورِس بِكِرْ. «وعندما نظرت الى عيون المعجَبين بي . . . اعتقدت انني انظر الى وحوش. فعيونهم كانت ثابتة وليس فيها حياة.»
لا شك في ذلك، فالنشاطات الرياضية يمكن ان تكون قوة مغنطيسية تخلق الاثارة والولاء القوي. والناس لا يُفتتنون بعمل اللاعبين الجماعي واعمال المهارة فحسب بل ايضا بعدم يقينية نتيجة اللعبة. فهم يريدون ان يعرفوا من الذي سيفوز. وعلاوة على ذلك، تقدم النشاطات تلهية للملايين عما يمكن ان يكون بالنسبة اليهم حياة رتيبة.
ولكنْ، هل يمكن ان تجلب النشاطات الرياضية السعادة للناس؟ هل هنالك فوائد حقيقية يمكن ان تزوِّدها؟ وكيف يمكنكم تجنب المشاكل المتعلقة بها؟
[الاطار في الصفحة ٩]
دين النشاطات الرياضية
احتج توم سينكلر فوكنر الكندي ان «الهوكي» على الجليد «هي اكثر من لعبة في كندا: انها تعمل كدين بالنسبة الى كثيرين.» وهذا نموذج للموقف الذي يظهره متحمسون كثيرون للنشاطات الرياضية، مهما كان المكان الذي يعيشون فيه.
مثلا، تُلقَّب النشاطات الرياضية في الولايات المتحدة بـ «دين دنيوي مقبول.» والعالم النفساني للنشاطات الرياضية دايڤيد كوكس لاحظ ان «هنالك الكثير من الصلات بين النشاطات الرياضية وتعريف القاموس للدين.» فبعض «الناس يعاملون اللاعبين الرياضيين كما لو انهم آلهة او قديسون،» اضاف السيد كوكس.
والمتعصبون للنشاطات الرياضية يصنعون تضحيات كبيرة، مخصِّصين الوقت والمال لرياضتهم، وفي الغالب على حساب عائلاتهم. ويخصِّص المعجَبون ساعات لا تحصى لمشاهدة المباريات الرياضية على التلفزيون. ويلبسون بفخر ألوان فريقهم ويعرضون علنا شعارات النشاطات الرياضية. ويغنون اغاني باستمتاع حماسي وينشدون بصوت عالٍ اناشيد تثبت هويتهم كمؤيِّدين لرياضتهم.
ويصلّي لاعبون رياضيون كثيرون ايضا من اجل بركة اللّٰه قبل اللعبة ويجثون على ركبتيهم من اجل صلاة شكر بعد تسجيل هدف. ففي مباراة كأس العالم لسنة ١٩٨٦، نسب نجم كرة قدم ارجنتيني هدفه الى يد اللّٰه. وكبعض المتدينين، لُقِّب المتعصبون للنشاطات الرياضية بـ «المتزمِّتون الجازمون.» وادى هذا التعصب الى معارك دموية واحيانا مميتة بين المعجَبين المتنافسين.
وعلى نحو مماثل للدين الباطل، فإن «الدين الدنيوي» للنشاطات الرياضية يزوِّد «قديسين،» تقاليد، ذخائر، وشعائر لاتباعه المتعطشين ولكنه لا يمنح معنى حقيقيا او دائما لحياتهم.
[الصورة في الصفحة ٧]
غالبا ما يجري جعل اللاعبين عاجزين
[الصورة في الصفحة ٨]
مشاهدة النشاطات الرياضية على التلفزيون يمكن ان تسبب الخلاف العائلي
-
-
إبقاء النشاطات الرياضية في مكانها الملائماستيقظ! ١٩٩١ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
إبقاء النشاطات الرياضية في مكانها الملائم
عندما يقوم الناس بنشاطاتهم الرياضية المفضَّلة، يشعرون بالابتهاج اذ تتجاوب اجسادهم وتنجز اعمال المهارة او الاحتمال. فاللّٰه خلقنا لنتمتع بالنشاط الجسدي. وربما يحصل المزيد من الناس ايضا على المتعة من جراء مشاهدة الآخرين يلعبون. لذلك فان النشاطات الرياضية تكون كالامور الكثيرة الجيدة عندما تبقى في مكانها الملائم.
وللايضاح: عندما يذهب الناس الى الشاطئ ليتمتعوا بالشمس، ماذا يحدث اذا تعرَّضوا كثيرا للشمس؟ يعانون حَرْق الشمس المؤلم الذي يفسد الوقت الطيب ويخلق ايضا مجازفات خطيرة. والامر مماثل مع النشاطات الرياضية. فالقليل جيد، ولكنّ التعرض المفرط يمكن ان يكون مؤذيا.
يمكن ان تكون النشاطات الرياضية استرخاء ولهوا ممتازين، ولكن لا يجب ان تكون الهدف الوحيد. انها لا تجلب الاكتفاء الحقيقي او السعادة الدائمة. ومن المؤسف ان الامر احيانا يتطلب مأساة ليدرك الشخص ذلك. «كل جوائزي وميدالياتي، ليس لها اهمية،» اوضحت ماري وازِتِر، اللاعبة الرياضية التي قفزت من على جسر وشُلَّت.
«تعلَّمت حقائق كثيرة عن الحياة،» اخبرت. «احداها هي ان الاكتفاء الحقيقي لا يجري بلوغه بالطرائق التي يجاهد بها الكثير جدا من الناس من اجل الكمال والانجاز. فالاكتفاء بالنسبة اليّ لم يأتِ من الصيرورة طالبة من الدرجة الاولى، عدّاءة بطولة الولاية او صاحبة شخصية جذابة.»
واذ ركَّز على الامور بخشونة الى حد ما، ذكر العالم الاجتماعي جون ويتْوِرْث: «في نهاية اللعبة، كل ما تملكونه هو قائمة من الاحصاءات. وكل ذلك يبدو بالاحرى عديم الجذور. ولكنني افترض ان ذلك يطابق مجتمعنا.» فالاهمية غير الملائمة التي تُعلَّق على النشاطات الرياضية اليوم تبعد كل شيء عن المنظورية الصحيحة.
بعد فوزه في سباق الجري لمسافة ٢٠٠ متر في الألعاب الأولمپية لسنة ١٩٦٤، اوضح هنري كار: «اذ ركبت عائدا الى القرى الأولمپية، ألقيت نظرتي الحقيقية الاولى على الميدالية الذهبية. . . . وسألت نفسي فعلا: ‹ما هذا! طوال كل هذه السنوات كنت اعمل جاهدا، ولكي انال هذه؟› كنت غضبانا، في الوقت الذي يجب ان اكون فيه سعيدا. لقد كانت خيبة امل حقيقية.» وشعر مارلِن ستارلينڠ على نحو مماثل بعد ان فاز ببطولة اتحاد الملاكمة العالمي للوزن المتوسط في سنة ١٩٨٧. «لقب البطولة،» ذكر، «لا يقارن بقولي الطفولي، ‹احبك، يا ابي.›»
وهكذا ثمة درس حقيقي يمكن تعلّمه: العمل المثمر، العائلة، وخصوصا العبادة للّٰه يجب ان تأخذ حقا الاولوية. والكتاب المقدس صحيح عندما يقول: «التدريب الجسدي [الذي تزوده النشاطات الرياضية] نافع لقليل.» (١ تيموثاوس ٤:٨، عج) ويشير ذلك الى المكان الملائم للنشاطات الرياضية في حياتنا. فيجب ان تكون في المكان الثانوي. وبما ان النشاطات الرياضية يمكن ان تكون فاتنة جدا، لا بد ان يكون الشخص يقظا دائما لكي لا يجري اهمال الامور الاكثر اهمية.
لذلك، على نحو حكيم، كونوا حسّاسين اذا تشكَّى اعضاء العائلة من انكم تخصِّصون الكثير جدا من الوقت للتحدث عن النشاطات الرياضية، مشاهدتها، او القيام بها. فاحدى النساء، التي صنع زوجها تعديلات في اهتمامه بالنشاطات الرياضية، ذكرت شاكرة: «انه الآن يصرف المزيد من الوقت مع الاولاد ومعي. واحيانا تشاهد عائلتنا لعبة رياضية على التلفزيون، ولكن في معظم الامسيات نسير معا ونتحدث عن احداث اليوم. وهذا مسرّ جدا ويساعدنا على البقاء سعداء.»
نظرا الى المشاكل المحتملة، لمَ لا تواجهون باستقامة السؤال: هل يمكن انني اخصِّص وقتا للنشاطات الرياضية واهتماما بها اكثر مما يجب؟ ولكن، هنالك نواح اخرى لمسألة إبقاء النشاطات الرياضية هذه في المكان الملائم.
ماذا عن المنافسة؟
لكي تكون الألعاب الرياضية نافعة بدلا من ان تكون مؤذية، ثمة موقف ملائم من المنافسة هو مهم. «المدرِّبون، معلِّمو الجِمْناسْتيك، الوالدون، والاولاد انفسهم صاروا مصمِّمين جدا على الفوز حتى انهم ينسون ما هو هدف النشاطات الرياضية [للاحداث]،» رثى طبيب لفريق هوكي محترف. فهدف النشاطات الرياضية، قال، يجب ان يكون «تطوير العمل الجماعي والتأديب، بناء اللياقة البدنية، والأهم من ذلك كله، نيل المتعة.»
ولكن، من المحزن ان التشديد على الفوز أفسد المتعة بالنسبة الى كثيرين. ذكر العالم النفساني للنشاطات الرياضية بروس اوڠِلڤي: «قابلت ذات مرة المبتدئين [لاعبي السنة الاولى] في ١٠ مخيمات بايسبول للنوادي الرئيسية و ٨٧ في المئة منهم قالوا انهم يتمنون لو لم يشتركوا قط في البايسبول للنوادي الصغيرة لان ذلك يزيل المتعة مما هو لعبة مسلية.» وثمة مشكلة ذات علاقة هي ان التنافس الشديد يساهم في العدد المرتفع للاصابات.
يزود الكتاب المقدس خطوطا ارشادية، قائلا: «لا نكن معجبين (محرضين بعضنا بعضا على المنافسة) ونحسد بعضنا بعضا.» (غلاطية ٥:٢٦) وبحسب المعاجم اليونانية الانكليزية، فإن الكلمة اليونانية المنقولة هنا الى «محرضين . . . على المنافسة» تعني «يسبب،» «يدعو الى قتال او خصام مع امرئ.» وهكذا فإن ترجمة اميركية لديها الترجمة: «لا نتحدَّ بغرورنا واحدنا الآخر.» وتقدم حاشية ترجمة العالم الجديد البديل: «مجبرين واحدنا الآخر على تصفية الحساب.»
من الواضح، اذًا، ان التحريض على المنافسة ليس حكيما. انه لا يخلق علاقات جيدة. فإذا أُجبرتم على تصفية الحساب وهُزمتم، وتباهى الفائز بالنتيجة، يمكن ان يكون الاختبار مذلاّ. فموقف المنافسة على نحو شديد هو عديم المحبة. (متى ٢٢:٣٩) وفي الوقت نفسه، اذا بقيت المنافسة على مستوى ودي ولطيف، يمكن ان تساهم في اهمية ومتعة اللعبة.
وقد يرغب البعض في البحث عن طرائق للقيام بالنشاطات الرياضية على نحو يقلِّل من عنصر المنافسة. «انا مؤمن راسخ بالرياضة من اجل الرياضة حتى عمر ١٣ او ١٤،» قال مدرِّب كرة قدم انكليزي. واوصى بعدم حفظ سجلات للنتائج او لمرتبة الفِرَق — «لا درجات، لا مباريات نهائية.» نعم، ان التشديد على الفوز يجب حقا ان يُقلَّل او يُزال كاملا.
الموقف من اللاعبين الرياضيين
إبقاء النشاطات الرياضية في مكانها الملائم يشمل ايضا موقفنا من اللاعبين الرياضيين الموهوبين والمشهورين. وعلى نحو مفهوم، فقد نُعجَب بمقدراتهم الرياضية واعمالهم البطولية المذهلة. ولكن هل يجب ان يؤلَّهوا؟ غالبا ما تجري رؤية الاحداث يعرضون الاعلانات الكبيرة لمثل هؤلاء اللاعبين الرياضيين في غرفهم. فهل انجازات مثل هؤلاء الاشخاص تجعلهم حقا يستحقون الاكرام؟ ربما تكون الحالة عكس ذلك تماما.
ثمة لاعب جديد في فريق البطولة لـ «نادي كرة القدم الاميركية القومية» كان ينظر في بادئ الامر باعجاب الى الكثير من زملائه في الفريق. ولكنّ سلوكهم وموقفهم، قال، «ازالا كاملا كل المشاعر والاحترام الذي كان لي نحوهم.» وأوضح: «مثلا، يقولون: ‹كانت لي علاقة جنسية مع خمس فتيات الاسبوع الماضي، دون ان يشمل ذلك زوجتي.› فنظرت الى الشخص وفكرت في نفسي: ‹هذا هو الشخص الذي كنت اؤلِّهه.›»
حقا، من غير الملائم ان نؤلِّه اي انسان، ويصح ذلك خصوصا في اولئك الذين يتفوَّقون في نشاط يقول الكتاب المقدس ان له منفعة قليلة او محدودة. ويجري حث خدام اللّٰه ان ‹يهربوا من عبادة الاوثان.› — ١ كورنثوس ١٠:١٤.
كيف تكون النشاطات الرياضية نافعة
كما لاحظنا، يقول الكتاب المقدس ان التدريب الجسدي، كالذي نحصل عليه في النشاطات الرياضية، «نافع لقليل.» (١ تيموثاوس ٤:٨) فبأية طرائق يكون الامر كذلك؟ وكيف يمكن ان تنتفعوا من النشاطات الرياضية؟
شدَّد الطبيب اليوناني للقرن الثاني جالينوس، الطبيب الشخصي للامبراطور الروماني ماركوس اوريليوس، على اهمية التمرين من اجل الصحة العامة. وأوصى بألعاب الكرة، لان هذه تمرِّن كل الجسم بطريقة طبيعية. وألعاب الكرة ايضا ممتع عادة القيام بها، لذلك يكون مرجحا ان يقوم الشخص بهذه الألعاب التي يتمتع بها اكثر مما ينهمك في اشكال التمرين الاخرى.
ويجد كثيرون ان التمرين الناتج عن النشاطات الرياضية يمنحهم احساسا بالعافية. فبعد تمرين او لعبة مثيرين، يشعرون بالتجدد والانتعاش. ولكنّ ذلك لا يجب ان يكون مدهشا، كما يقول الدكتور دورِثي هارِس، لان «التمرين هو افضل مهدئ طبيعي.»
والتمرين الجسدي، كالذي تزوده الألعاب الجمبازية، العدو المتمهِّل، والألعاب الرياضية، يُعترف اليوم عموما انه مهم للصحة الجيدة. «الناس السلماء جسديا ينجزون مهماتهم العادية بسهولة دون تعب ويملكون ايضا الطاقة لاهتمامات اخرى،» تذكر دائرة معارف الكتاب العالمي. «ويمكن ايضا ان يكونوا قادرين على مقاومة تأثيرات الشيخوخة على نحو افضل من اولئك الذين هم غير سلماء جسديا.»
ومع ذلك، بصرف النظر عن الطريقة التي بها يمكن للنشاطات الرياضية ان تساعد المرء على الصيرورة سليما جسديا، فإن الفائدة محدودة. ولا يمكن إحباط الشيخوخة والموت بالجهود البشرية. ولكن، بعد قوله ان «التدريب الجسدي نافع لقليل،» يذكر الكتاب المقدس: «أما التعبد التقوي فنافع لكل شيء، اذ يقدم الوعد بالحياة الآن وتلك التي ستأتي.» — ١ تيموثاوس ٤:٨، عج.
ان يهوه اللّٰه، خالقنا، وحده يمكنه ان يمنحنا الحياة. لذلك، لا شيء اكثر اهمية من «التعبد التقوي،» اي التوقير، العبادة، والخدمة للّٰه. وهكذا فإن اولئك الذين يمارسون التعبد التقوي سيكون فعل مشيئة اللّٰه اولوية لهم. وسيبذلون انفسهم في خدمة اللّٰه، مستخدمين حداثتهم كما فعل يسوع المسيح، مخبرين الآخرين عن الامور الصالحة المتعلقة باللّٰه وملكوته.
نعم، بوضع مصالح اللّٰه اولا، يمكن ان يفوز البشر برضاه ويحصلوا على الحياة الى الابد في عالمه الجديد البار. وهناك سيمنحهم الاله السعيد، يهوه، السعادة والاكتفاء الحقيقيين والدائمين.
-