-
رحلتي في البحث عن هدفاستيقظ! ١٩٨٩ | آذار (مارس) ٨
-
-
رحلتي في البحث عن هدف
كنت في قرية الصيد السري لنكية مدة شهر تقريبا. وكانت هادئة وساكنة، ريفية الجمال حقا. كان لديّ كوخ صغير، ولقاء مجرد ٧٠ سنتا اميركيا في اليوم كان احد الجيران يزوِّدني بالارزّ والخضار وأحيانا بالاسماك.
ذات صباح، وكأنه من مكان مجهول، سار على الرمل باتجاهي رجل لفحته الشمس. وردُّ فعلي الاول كان انه قد يكون رفيقا نيوزيلنديا ولكنّ تحيته جعلتني اعرف حالا انه استرالي.
«هل لديك مكان لتقيم فيه؟» سألت، مندهشا كيف ان الضيافة الشرقية انتقلت في ذلك الحين اليَّ.
بدا مسرورا بأن يقبل دعوتي فابتدأ يُخرج امتعته القليلة للمبيت. وفجأة رأت عيني كتابا اخضر قاسي الغلاف.
«ما هذا؟» سألتُ.
«كتاب مقدس.»
في ذلك الحين كانت لي عادة الذهاب الى الكنيسة واعتقدت انني اعرف كل ما تقدمه «الديانة الغربية.» وفضلا عن ذلك، كنت قد رفضتها لكونها ريائية تماما.
«لماذا تزعج نفسك حاملا شيئا ثقيلا كهذا هنا وهناك؟» سألتُ بشيء من السخرية.
«انه يحتوي على مواد مختلفة جدا،» اجاب ادريان. «ويتحدث ايضا عن نهاية العالم الذي نعرفه!»
كنت شكوكيا. «هل يمكنك ان تريني ذلك؟» فأراني ذلك. وذُهلت!
رحلتي تبتدئ
ماذا كنت افعل، انا النيوزيلندي البالغ من العمر ٢١ سنة، في سري لنكا قديما في تشرين الثاني ١٩٧٦؟ كنت في رحلة بحثا عن المعرفة، وأتى بي ذلك الى اماكن كثيرة: من الليالي المُقمِرة المنعشة على الشواطئ الآسيوية الاستوائية الى اماكن تعاطي الافيون القذرة في پينانڠ؛ من السفينة المحطمة تقريبا البعيدة عن ساحل افريقيا الى الاسواق المكتظة في پورسودان.
في ١٩٧٥ ودَّعت والديَّ وعملي المتسم بالنجاح واتجهت نحو استراليا. كانت خطتي اكتساب المال في المناجم الاسترالية لتمويل رحلة حول العالم. وكل شيء جرى بحسب الخطة. لقد حصلت على استخدام في منجم اليورانيوم، والمال تدفق. ولكن حتى قبل الابتداء برحلتي ابتدأَت افكاري تتغير. وابتدأتُ اقلق من اسئلة عن معنى الحياة. ولذلك بأمل ايجاد الاجوبة شرعت ادرس كتبا في الفلسفة والدين.
-
-
رحلتي في البحث عن هدفاستيقظ! ١٩٨٩ | آذار (مارس) ٨
-
-
بعد ذلك، الانحدار الى سري لنكا
ان اشهر السفر الشاق، مع الحر المرهق والبرنامج الغذائي الزهيد، كانت تأخذ ضريبة مني جسديا. فاحتجت الى مكان لأستريح. وأكثر من ذلك، احتجت الى سبب لما افعله، حقا سبب لفعل ايّ شيء — سبب للعيش.
كنت قد سمعت عن جمال سري لنكا، الجزيرة الإجّاصية الشكل القائمة بعيدا عن طرف الهند الجنوبي. وقد جرى وصفها لي بأنها جزيرة استوائية ذات شواطئ رملية، حُيود مرجانية في مياه بلُّورية صافية، سهول مرتفعة باردة ينمو فيها الشاي، وقمم جبال عالية. فيا للمكان الافضل للراحة والمزيد من التأمل.
الشاطئ الشرقي أوصي به كشيء يلائم حاجاتي، فأقمت هناك في قرية صيد صغيرة. وهناك كان انني حصلتُ على فرصة التقاء ادريان. ولكن لماذا ذُهلت عندما قرأ ادريان من الكتاب المقدس اجابة عن سؤالي؟ لان الفقرتين اللتين اراني اياهما كانتا من الاصحاح الـ ٢٤ من متّى والاصحاح ال ٣ من ٢ تيموثاوس. لم اسمع قط قراءتهما في الكنيسة. فهنا إنباء مسبق ‹بالايام الاخيرة› التي تتَّسم بازدياد الجريمة، برودة المحبة، اصطدامات مستمرة بين الامم، صيرورة الناس خائفين، وهلم جرا! ولم استطع ان أُخفي دهشتي.
فضحك ادريان. «هنالك المزيد،» قال.
جلسنا على الشاطئ تحت السماء المرصعة بالنجوم وراقبنا قمرا جبارا برتقالي اللون يطلع من البحر. اوضح ادريان ما يعرفه عن قصد الخالق العظيم لكوكبنا. ورغم انه جرت اعاقة هذا القصد لاسباب عديدة فانه سيحدث، وذلك قريبا جدا.
لم افهم كل ما قاله ادريان، ولكن كان هنالك امر في هذه المحادثة كلها اثارني بطريقة لم اختبرها من قبل قط. وفي اليوم التالي كتبتُ في مذكراتي اليومية: «للمرة الاولى في كل تعاملاتي مع المسيحية ألمس الحقيقة. النبوات واضحة؛ نهاية النظام ليست بعيدة.»
ابتدأ يتضح لي انه اذا كان للّٰه الكلي القدرة قصد واذا عملنا بانسجام مع هذا القصد يمكن ان يكون لنا نحن ايضا قصد في حياتنا. وفكرة العيش الى الابد على ارض فردوسية — رغم انها لا تزال تبدو غريبة بعض الشيء — تكون بالتأكيد قصدا عظيما، وقررت ان اتفحص عن ذلك بأكثر عمق.
ومن ثم ادهشتني حقا آية اخرى. اخبرني ادريان ان للّٰه اسما شخصيا وأراني المزمور ٨٣:١٨: «ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.» فابتدأت ارى ان هذا الخالق ليس مجرد قوة ولكنه شخص حقيقي باسم شخصي.
-