مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الاجهاد يشن هجومه!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الاجهاد يشن هجومه!‏

      ‏«المشكلة الصحية الاولى في الولايات المتحدة».‏ كان هذا عنوان مقالة نشرها المعهد الاميركي للاجهاد جاء فيها ان الخطر الاكبر الذي يهدّد الصحة اليوم ليس السرطان او الأيدز.‏ فبحسب التقرير الوارد فيها،‏ «تشير التقديرات الى ان ٧٥-‏٩٠ في المئة من الزيارات التي يقوم بها الناس لأطباء الصحة العامة سببها المشاكل الناجمة عن الاجهاد».‏

      ولا نبالغ اذا قلنا ان الاجهاد يشن هجوما على الناس اليوم على مختلف الجبهات.‏ فبحسب الاتحاد الوطني لحماية المستهلك،‏ «يحتل العمل المرتبة الاولى بين مسبِّبات الاجهاد لدى الراشدين الذين يعانون المشاكل والاجهاد في حياتهم (‏٣٩٪)‏،‏ وتليه العائلة (‏٣٠٪)‏.‏ ومن المسبِّبات الاخرى المشاكل الصحية (‏١٠٪)‏،‏ القلق بشأن المسائل الاقتصادية (‏٩٪)‏ والقلق بشأن النزاعات الدولية والارهاب (‏٤٪)‏».‏

      لكن الاجهاد ليس مشكلة تقتصر على الولايات المتحدة.‏ فبحسب احد التقديرات التي اوردها استطلاع أُجري في بريطانيا سنة ٢٠٠٢،‏ «فإن اكثر من نصف مليون شخص في بريطانيا قالوا خلال سنة ٢٠٠١ وسنة ٢٠٠٢ ان العمل سبّب لهم اجهادا قويا الى حدّ جعلهم يمرضون».‏ ونتيجة «الاجهاد والكآ‌بة والقلق الناجمة عن العمل،‏ .‏ .‏ .‏ جرت خسارة ما يقدر بـ‍ ١٣ مليونا ونصف مليون يوم عمل في السنة في بريطانيا».‏

      وليست الصورة اكثر اشراقا في سائر البلدان الاوروبية.‏ فوفقا للوكالة الاوروبية للصحة والامان في العمل،‏ «تبيَّن ان ملايين العمال الاوروبيين من مختلف القطاعات يعانون الاجهاد بسبب العمل».‏ وأظهر احد الاستطلاعات ان «حوالي ٤١ مليون عامل [في الاتحاد الاوروبي] يعانون سنويا آثار الاجهاد الناجم عن العمل».‏

      وماذا عن آسيا؟‏ يقول بيان صادر عن مؤتمر عُقد في طوكيو:‏ «ان الاجهاد بسبب العمل همّ مشترك يقلق دولا عديدة في العالم،‏ النامية منها والصناعية».‏ وجاء في البيان ان «بلدانا كثيرة في شرق آسيا،‏ منها الصين وكوريا وتايوان،‏ شهدت نموا سريعا في الاقتصاد والصناعة.‏ ونتيجة لذلك،‏ لدى هذه البلدان الآن مخاوف كثيرة مردها الى الاجهاد الناجم عن العمل وتأثيراته السلبية في صحة العمال».‏

      لكنك لست بحاجة الى دراسات او ابحاث لتعرف ان الناس يعانون الاجهاد.‏ فالارجح انك انت نفسك ضحية من ضحاياه!‏ فأي تأثيرات مؤذية يمكن ان تعانيها انت وأحباؤك بسبب الاجهاد؟‏ وكيف يمكن ان تقاوم العائلات الاجهاد؟‏ ستناقش المقالتان التاليتان هاتين المسألتين.‏

  • الاجهاد —‏ اسبابه وتأثيراته
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الاجهاد —‏ اسبابه وتأثيراته

      ما هو الاجهاد؟‏ تذكر بعض المراجع ان الاجهاد هو حالة من التوتر الجسدي او الفكري الشديد،‏ تسببها عوامل جسدية او كيميائية او عاطفية.‏ فليس كل جهد او توتُّر مضرا بحد ذاته.‏ وكما تقول الطبيبة مليسا سي.‏ ستوپلر،‏ «ان مقدارا معتدلا من الجهد والتوتر ينفع في بعض الاحيان.‏ فالإحساس بشيء من التوتر ونحن ننجز عملا او تعيينا غالبا ما يجعلنا نحسّن أداءنا ونعمل بفعالية».‏

      اين تكمن المشكلة اذًا؟‏ تقول ستوپلر:‏ «عندما يبلغ التوتر حد الاجهاد البالغ،‏ او يخرج عن نطاق سيطرتنا،‏ تبدأ آثاره السلبية بالظهور».‏ فلنتأمل اولا في بعض الاسباب الشائعة التي تؤدي الى الاجهاد.‏

      الاجهاد الناجم عن الضغوط المعيشية

      قال الملك سليمان:‏ «ليس للإنسان افضل من ان يأكل ويشرب ويُري نفسه الخير من كدّه».‏ (‏جامعة ٢:‏٢٤‏)‏ لكنّ اماكن العمل صارت بالنسبة الى موظفين كثيرين اشبه بقدر تغلي من شدة التوتر والضغوط.‏

      ذكر تقرير صادر عن الوكالة الاوروبية للصحة والامان في العمل ان بعض الاسباب التي تجعل العمال يعانون في اغلب الاحيان الاجهاد في العمل هي عدم التواصل الجيد بين الادارة والموظفين،‏ مصادرة قرار العمال من قبل الادارة بحيث لا تبقى لهم كلمة في القرارات التي تؤثر في مصلحتهم،‏ التناحر بين زملاء العمل،‏ والخوف من فقدان الوظيفة او تدني الاجور او الامران معا.‏ ومهما كانت الاسباب،‏ فإن مواجهة ضغوط العمل قد تستنزف طاقة الوالدين العاملين بحيث يصيرون عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم.‏ وهذه المتطلبات يمكن ان تكون هائلة.‏ ففي الولايات المتحدة مثلا،‏ وفي سنة واحدة،‏ كان ٥٠ مليون شخص تقريبا يعتنون بمريض او بمسن في العائلة.‏ وقد تشكل ايضا المشاكل المالية في العائلة مصدرا مهما للاجهاد.‏ مثلا،‏ واجهت ام لولدَين تُدعى ريتا محنة اقتصادية عندما تعرض زوجها لياندرو لحادث سير وصار مقعدا.‏ تعترف ريتا:‏ «ان المشاكل المالية تسبب التوتر.‏ فمزاج المرء يتعكر حين لا يجد المال الكافي لتغطية كل مصاريف العائلة».‏

      الضغوط التي يواجهها الوالدون المتوحدون

      يُصاب الوالدون المتوحدون بإجهاد شديد وهم يحاولون ان يسدّوا حاجات عائلاتهم.‏ فالنهوض باكرا لتحضير الفطور،‏ مساعدة الاولاد على ارتداء ثيابهم وإيصالهم الى المدرسة،‏ ثم الاسراع للوصول الى مكان العمل في الوقت المناسب،‏ ومواجهة متطلبات العمل،‏ كل هذه الامور يمكن ان تستنزف الوالد المتوحد جسديا وعاطفيا.‏ وبعد يوم عمل طويل وشاق،‏ قد تضطر ام متوحدة ان تجهد نفسها مجددا فيما تسرع لتأخذ اولادها من المدرسة،‏ تُعِدّ العشاء،‏ وتهتم بالاعمال المنزلية.‏ وهذه هي حال ماريا التي لديها اربع بنات مراهقات.‏ فهي تشبّه حياتها بطنجرة ضغط،‏ اذ تقول:‏ «يتعاظم الضغط احيانا بحيث اشعر انني اكاد انفجر».‏

      الاولاد والاجهاد

      يقول عالِم الاجتماع رونالد ل.‏ پيتْزر:‏ «يُعاني كثيرون من الاحداث الاجهاد الشديد».‏ فعليهم مواجهة التغييرات الجسدية والعاطفية التي يختبرونها في سن البلوغ.‏ كما انهم يواجهون ضغوطا في المدرسة.‏ يذكر كتاب اجهاد الاطفال!‏ (‏بالانكليزية)‏ ان اليوم الدراسي العادي «محفوف بالمشاكل والضغوط التي تسبب الاجهاد للتلامذة،‏ سواء حصلت هذه المشاكل اثناء الدراسة،‏ التمارين الرياضية،‏ او في تعاملاتهم مع زملاء صفهم او اساتذتهم».‏

      وفي بعض الاماكن،‏ يسبب العنف في المدارس قلقا اضافيا.‏ كما تزرع هجمات الارهابيين وغيرها من الكوارث الخوف في قلوب احداث كثيرين.‏ تكتب احدى المراهقات:‏ «ان حديث والديّ المتواصل عن هذا العالم المخيف يرعبني فعلا».‏

      وفي حين ان الوالدين ينبغي ان يكونوا مصدر قوة لأولادهم،‏ يقول پيتْزر:‏ «من المؤسف ان محاولات الاولاد والمراهقين للإفضاء بالمشاعر التي تثقل صدرهم تقابَل من الوالدين بالاستخفاف،‏ الانكار،‏ ايجاد المبررات للتقليل من اهميتها،‏ او التجاهل».‏ وفي بعض الحالات،‏ يعجز الوالدون عن تأدية دورهم بسبب خلافاتهم الزوجية.‏ يقول تيتو الصغير بعدما تطلّق والداه:‏ «لم يكونا يتوقفان عن الشجار».‏ وكما يذكر كتاب اجهاد الاطفال!‏،‏ «ليست المشادات الكلامية والمشاجرات المتسمة بالعنف الجسدي المسبّبات الوحيدة للاجهاد العاطفي.‏ فجمر الغيظ المكبوت لا بد ان يشعر به الاولاد ولو أُخفي تحت رماد الكلمات المعسولة،‏ فيسبب ذلك لهم الاضطراب».‏

      عواقب الاجهاد

      سواء كنت صغيرا ام كبيرا،‏ او كان العمل او المدرسة مصدر الاجهاد الذي تعانيه،‏ فقد يكون لهذا الاجهاد عواقب صحية وخيمة.‏ يوضح كاتب مقالات طبية:‏ «يكون الجسم تحت وطأة الاجهاد اشبه بطائرة تستعد للإقلاع» فيما يتسارع دوران محرِّكاتها.‏ نعم،‏ حين تشعر بالاجهاد،‏ تتسارع ضربات قلبك ويرتفع ضغط دمك.‏ كما ترتفع مستويات السكر في دمك،‏ ويزداد افراز الهرمونات في جسمك.‏ ويضيف الكاتب نفسه:‏ «اذا طال الاجهاد،‏ .‏ .‏ .‏ تبدأ كل اجزاء الجسم التي تتأثر به (‏الدماغ،‏ القلب،‏ الرئتان،‏ الاوعية الدموية،‏ والعضلات)‏ بالعمل بنشاط مفرط او ببطء مفرط.‏ وقد يسبب ذلك مع الوقت ضررا جسديا او نفسيا».‏ ولائحة الامراض المقترنة بالاجهاد طويلة بشكل ينذر بالخطر:‏ امراض القلب،‏ السكتة الدماغية،‏ الاضطرابات في الجهاز المناعي،‏ السرطان،‏ الاضطرابات العضلية الهيكلية،‏ والداء السكري،‏ هذا اذا لم نذكر سوى القليل.‏

      والمقلق بشكل خاص هو الطريقة غير السليمة التي يحاول كثيرون —‏ وخصوصا الاحداث —‏ اتباعها لمقاومة الاجهاد.‏ تقول الدكتورة بتي ب.‏ يونڠس بأسف:‏ «من المحزن جدا ان يحاول المراهقون الهرب من مشاكلهم باللجوء الى امور مثل شرب الكحول،‏ تعاطي المخدِّرات،‏ الهرب من المدرسة،‏ السلوك الشائن،‏ الاختلاط الجنسي،‏ التعدي على الآخرين وممارسة اعمال العنف،‏ والهرب من البيت.‏ وكلها اساليب توقعهم في مشاكل ساحقة اكثر من تلك التي كانوا يحاولون الهرب منها».‏

      لقد باتت الضغوط المُجهِدة جزءا لا يتجزأ من الحياة العصرية،‏ ولا يمكن تجنبها كليا.‏ لكن كما ستُظهر المقالة التالية،‏ يمكننا فعل الكثير لمقاومة الاجهاد!‏

  • يمكنك مقاومة الاجهاد!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • يمكنك مقاومة الاجهاد!‏

      ‏«في السنوات الاخيرة،‏ اصبحت الموازنة بين العمل،‏ العائلة،‏ والالتزامات خارج البيت كفاحا مريرا».‏ هذا ما ورد في كتاب صدر حديثا يتناول الحياة العائلية.‏ نعم،‏ نحن نعيش في اوقات مليئة بالضغوط المسبّبة للاجهاد.‏ لكنّ ذلك لا يثير دهشة تلامذة الكتاب المقدس،‏ اذ سبق ان ذكرت النبوات انه «ستأتي ازمنة حرجة».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      يقول خيسوس،‏ اب لثلاثة اولاد:‏ «من الطبيعي ان نواجه في حياتنا ضغوطا مُجهِدة.‏ ولكن علينا ان نعرف كيف نقاوم الاجهاد».‏ ولا شك ان التكلم عن مقاومة الاجهاد اسهل بكثير من تطبيق ما نقوله.‏ لكن ثمة مبادئ في الكتاب المقدس واقتراحات عملية يمكن ان تساعدك.‏

      مقاومة الاجهاد في العمل

      هل انت مُجهَد ربما بسبب ظروف عملك؟‏ ان التألم بصمت يزيد الطين بلة.‏ فكما يقول الكتاب المقدس في امثال ١٥:‏٢٢‏:‏ «تبطل المقاصد من غير تشاور».‏

      وينصح الذين يجرون ابحاثا حول الاجهاد في العمل ان تتحدث الى رب عملك عن مشكلتك،‏ لأنه لن يستطيع ان يمد لك يد المساعدة اذا لم يعرف ظروفك.‏ لكن ذلك لا يعني ان تفجّر غضبك وما تشعر به من احباط.‏ تقول جامعة ١٠:‏٤‏:‏ «السكينة تهدئ خطايا عظيمة».‏ ليكن اقترابك عمليا ولا تستعمل الاسلوب التهجمي.‏ فلربما استطعت بهذه الطريقة ان تقنع رب العمل ان التخفيف من الاجهاد يؤدي الى المزيد من الانتاجية.‏

      ويمكن ان ينطبق المبدأ نفسه اذا ساد التوتر والتناحر علاقاتك بزملائك في العمل.‏ ابحث عن طرائق تؤدي الى نتائج مثمرة لحلّ هذه المشاكل،‏ ولو لزم احيانا ان تُجري بحثا حول الموضوع.‏ وقد نشرت هذه المجلة عددا من المقالات المساعدة في هذا المجال.‏a اما اذا كانت الحالة مستعصية،‏ فالافضل لك ان تفكر في ايجاد وظيفة اخرى.‏

      تخفيف الضغوط المالية

      في الكتاب المقدس نصيحة يمكن ان تساعدك على مواجهة الضغوط المالية.‏ فقد حث يسوع المسيح:‏ «لا تحملوا بعد همّ نفوسكم بشأن ما تأكلون او ما تشربون،‏ ولا اجسادكم بشأن ما تلبسون».‏ (‏متى ٦:‏٢٥‏)‏ وكيف يمكن ذلك؟‏ بتنمية الثقة بأن يهوه اللّٰه سيزوّدك بحاجاتك الاساسية.‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ ووعد اللّٰه ليس كلاما فارغا.‏ فهو مصدر تشجيع لملايين المسيحيين اليوم.‏

      طبعا،‏ تحتاج ايضا الى «الحكمة العملية» لتعالج المسائل المالية.‏ (‏امثال ٢:‏٧؛‏ جامعة ٧:‏١٢‏)‏ يذكِّرنا الكتاب المقدس:‏ «لم ندخل العالم بشيء،‏ ولا نقدر ان نخرج منه بشيء.‏ فما دام لنا قوت وكسوة،‏ فإننا نقنع بهما».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ فالشخص الواقعي يتعلّم ان يقنع بالقليل وليس هذا بالامر المستحيل.‏ تذكّرْ لياندرو،‏ الذي صار مقعدا اثر حادث سير.‏ لقد اتخذ هو وزوجته خطوات للمحافظة على مالهما.‏ يوضح لياندرو:‏ «نحاول توفير المال.‏ مثلا،‏ نطفئ الاضواء غير اللازمة لنوفر في الكهرباء.‏ اما بالنسبة الى استعمال السيارة،‏ فنحن نفكر مسبقا اين سنذهب وندمج مشاويرنا لنوفِّر في الوقود».‏

      ويستطيع الوالدون ان يساعدوا اولادهم على حيازة الموقف الصائب.‏ تعترف كارمن،‏ ابنة لياندرو:‏ «انا متهورة في الشراء،‏ لكنّ والديّ ساعداني لأميّز ما احتاج اليه حقا.‏ في البداية،‏ وجدت صعوبة في التغيير.‏ لكنني تعلمت بعد ذلك ان اميّز بين رغبتي في حيازة امر وحاجتي اليه».‏

      التواصل يخفف الاجهاد

      في حين ينبغي ان يكون البيت ملاذا من الاجهاد،‏ غالبا ما يكون احد مصادره.‏ والسبب؟‏ يقول كتاب استراتيجية النجاح في الحياة الزوجية (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان رفيقَي الزواج .‏ .‏ .‏ اللذين يشعران بشيء من الاكتئاب،‏ او يسود بينهما النفور،‏ غالبا ما يعزوان عدم الانسجام بينهما الى عدم التواصل».‏

      لكن مبادئ الكتاب المقدس يمكن ان تساعد رفيقَي الزواج ان يحسّنا قدرتهما على التواصل.‏ يقول الكتاب المقدس ان ‹للصمت وقتا،‏ وللتكلم وقتا› وإن «الكلمة في حينها ما أحسنها!‏».‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٧؛‏ امثال ١٥:‏٢٣‏)‏ ومعرفة ذلك ستمنعك من اثارة موضوع حساس حين يكون رفيق زواجك تعبا او مُجهَدا.‏ أفليس من الافضل ان تنتظر الوقت الملائم،‏ اي حين يكون رفيقك مستعدا للاصغاء؟‏

      صحيح انه سيصعب عليك الاعراب عن الصبر والهدوء بعد يوم عمل طويل وشاق،‏ ولكن تخيّل ما يمكن ان يحصل لو صببت جام غضبك على رفيق زواجك ووجهت اليه كلمات جارحة!‏ تذكّرْ ان الكتاب المقدس يقول:‏ «الكلمة الموجعة تثير الغضب».‏ (‏امثال ١٥:‏١‏)‏ من ناحية اخرى،‏ «الكلام المسر قرص شهد،‏ حلو للنفس وشفاء للعظام».‏ (‏امثال ١٦:‏٢٤‏)‏ وقد يلزم تصميم راسخ لإبقاء المناقشات الزوجية خالية من «كل مرارة وغضب وسخط وصياح وكلام إهانة».‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ لكن الفوائد تستحق العناء.‏ فرفيقا الزواج اللذان يبقيان خط الاتصال مفتوحا بينهما يكونان مصدر تشجيع ودعم واحدهما للآخر.‏ فالامثال ١٣:‏١٠ تقول:‏ «مع المتشاورين حكمة».‏b

      تحدي التواصل بين الوالدين والاولاد

      يشكل التواصل بين الوالدين والاولاد تحديا،‏ وخصوصا حين يفتقر الوالدون الى الوقت.‏ لكن الكتاب المقدس يشجع الوالدين ان يتحينوا كل فرصة للتحدث الى اولادهم،‏ ‹حين يجلسون في بيتهم وحين يمشون في الطريق›.‏ (‏تثنية ٦:‏٦-‏٨‏)‏ يقول لياندرو:‏ «ينبغي ان يتحين المرء الفرص للتواصل.‏ وأنا استغل الفرصة للتحدث الى ابني عندما نكون معا في السيارة».‏

      لا شك انه ليس من السهل على جميع الوالدين ان يتواصلوا مع اولادهم.‏ تعترف ام لثلاثة اولاد تدعى أليخاندرا:‏ «لم اكن اجيد الاصغاء.‏ وصارت مشاعر الغضب والذنب تنتابني بسبب عدم التواصل المفيد».‏ فكيف السبيل الى التحسن؟‏ الخطوة الاولى هي ان تتعلم ان تكون «سريعا في الاستماع».‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ تقول الدكتورة بتي ب.‏ يونڠس:‏ «الاصغاء الجيد اداة فعالة جدا في تخفيف الاجهاد».‏ فينبغي ان تنتبه كيف تصغي.‏ حافظ على الاتصال البصري.‏ لا تستخف بمشاكل اولادك،‏ بل شجعهم ان يعبروا عن مشاعرهم.‏ اطرح عليهم اسئلة مناسبة.‏ لا تبخل عليهم بتعابير المحبة وأعرب عن عمق ثقتك بأنهم سيفعلون ما هو صواب.‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٤‏)‏ صلِّ مع اولادك.‏

      صحيح ان اقامة تواصل بنّاء تتطلب منك بذل الجهد،‏ ولكن الامر يمكن ان يساعد على تخفيف جو التوتر في العائلة.‏ فالتواصل المفيد يتيح لك ان تعرف اذا كان اولادك يعانون الاجهاد.‏ وفهمك لمشاعرهم وظروفهم سيساعدك ان تعطيهم النصائح السديدة.‏ وأخيرا،‏ ان الاولاد الذين يشجَّعون على التفريج عما يشعرون به من اجهاد بالإفصاح عنه يكونون اقل عرضة لتفجير مشاعرهم السلبية باللجوء الى سوء السلوك.‏

      التعاون مفتاح النجاح في اتمام الاعمال المنزلية

      عندما يزاول الزوج والزوجة كلاهما عملا دنيويا،‏ قد يصبح الاهتمام بالاعمال المنزلية مصدرا آخر للاجهاد.‏ وتتكيف بعض الامهات العاملات مع الوضع بتبسيط الاعمال المنزلية.‏ فقد تجدين مثلا ان تقديم وجبات تشمل اطباقا متعددة هو امر مستحيل وغير عملي.‏ تذكَّري نصيحة يسوع لامرأة كانت تحضر عدة اطباق للأكل:‏ «انما الحاجة الى قليل،‏ او الى واحد».‏ (‏لوقا ١٠:‏٤٢‏)‏ لذلك بسّطي قدر الامكان.‏ يقترح كتاب العائلة ذات الوالد الواحد (‏بالانكليزية)‏:‏ «اطبخي اليخنات او اية وجبة من طبق واحد لتقللي غسل الاواني».‏ نعم،‏ ان تبسيط الاعمال المنزلية يمكن ان يخفف الاجهاد.‏

      حتى في هذه الحالة،‏ تبقى هنالك امور كثيرة لإنجازها.‏ تعترف ام عاملة:‏ «عندما كنت شابة،‏ كان باستطاعتي الاهتمام بكل شيء.‏ لكنّ مرور السنين يصعِّب عليّ الامر.‏ فقد بدأتْ تظهر عليّ آثار نمط الحياة المحموم الذي اتبعته.‏ لذلك حين يساهم كل فرد من افراد العائلة في الاعمال المنزلية يكون ذلك دليل اهتمامهم بي،‏ ويحول دون اصابتي بإجهاد شديد».‏ نعم،‏ اذا قدّم كل افراد العائلة يد المساعدة،‏ يمكن ان تنجَز الاعمال المنزلية دون ان يتحمل فرد واحد العبء كله.‏ يقول كتاب حول تربية الاولاد:‏ «ان اسناد الاشغال المنزلية الى الاولاد هو خير مساعد لهم لينمّوا لديهم .‏ .‏ .‏ الشعور بالكفاءة.‏ فالمهمات الروتينية تنمي عادات ومواقف جيدة تجاه العمل».‏ والقيام بالاشغال المنزلية معا يمكن ان يعطيك ايضا الفرصة لتقضي الوقت مع اولادك.‏

      تقول شابة تدعى جولييتا:‏ «اعرف ان امي تشعر بالارتياح عندما احمل عنها بعض الاعباء.‏ وهذا الامر يفرحني ويجعلني اشعر بالمسؤولية،‏ ويزيدني تقديرا لبيتي.‏ فتعلُّم الاهتمام بالاعمال المنزلية منذ الآن يجهّزني للمستقبل».‏ وتقول ماري كارمن ايضا:‏ «منذ صغرنا،‏ علمنا والدانا ان نعتني بأنفسنا.‏ وكان ذلك لصالحنا».‏

      طرائق سليمة لمقاومة الاجهاد

      صارت الضغوط المُجهِدة جزءا لا يتجزأ من الحياة العصرية بحيث لا يمكن تجنبها.‏ لكنك تستطيع ان تتعلم كيف تقاوم الاجهاد.‏ (‏انظر الاطار في الصفحة ١٠.‏)‏ وما يساعدك هو اتّباع مبادئ الكتاب المقدس.‏ مثلا،‏ اذا شعرت انك تمر بظرف صعب جدا يصعب عليك تحمله،‏ تذكر انه «يوجد صديق ألصق من الأخ».‏ (‏امثال ١٨:‏٢٤‏)‏ ناقش المسألة مع صديق ناضج او مع رفيق زواجك.‏ وحسبما ينصح عالم الاجتماع رونالد ل.‏ پيتْزر،‏ «لا تكبت مشاعرك حتى تحتقن.‏ أفضِ بمشاعرك وما يقلقك الى شخص رزين قادر ان يتفهم ظروفك ويتعاطف معك».‏

      يتحدث الكتاب المقدس ايضا عن ‹احسان المرء الى نفسه›.‏ (‏امثال ١١:‏١٧‏)‏ نعم،‏ لا بأس ان تهتم بنفسك وبحاجاتك.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «حفنة راحة خير من حفنتي كد وسعي وراء الريح».‏ (‏جامعة ٤:‏٦‏)‏ فتخصيص بعض الوقت لنفسك يمكن ان يفيدك كثيرا،‏ حتى لو قضيت دقائق قليلة فقط في الصباح الباكر لتتمتع بفنجان من القهوة،‏ او لتقرأ،‏ تصلي،‏ او تتأمل بهدوء.‏

      وما يمكن ان يخفف الاجهاد ايضا هو القيام بالتمارين الرياضية باعتدال،‏ واتّباع نظام غذائي صحي.‏ وثمة كتاب في تربية الاولاد يشبِّه الموارد التي يملكها الشخص من وقت وطاقة بحساب في البنك.‏ فلا يمكنك ان تستمر في الانفاق دون ان تملأ رصيدك بالمؤونة،‏ وإلا فإنك ستُفلس.‏ وينطبق الامر نفسه على طاقاتك الجسدية والعاطفية.‏ فأنت بحاجة ان تخصّ نفسك بشيء من وقتك وجهدك الثمينَين لتملأ رصيدك،‏ إذا جاز التعبير،‏ بمخزون جديد من الطاقة لئلا تُستنزَف.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يساعد الكتاب المقدس المرء على تنمية صفات لازمة لمقاومة الاجهاد،‏ مثل الوداعة والصبر واللطف.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١١‏)‏ كما يقدم الكتاب المقدس الرجاء،‏ اي الوعد بعالم جديد قادم خالٍ من كل ما يسبب الشقاء للانسان!‏ (‏رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏)‏ من الحكمة اذًا تنمية عادة قراءة الكتاب المقدس يوميا.‏ وإذا رغبت في مباشرة قراءة الكتاب المقدس بانتظام،‏ فسيسر شهود يهوه ان يساعدوك مجانا.‏

      هذا لا يعني ان حياة المسيحي هي خالية من الضغوط المُجهِدة.‏ لكن يسوع قال انه من الممكن تجنب الصيرورة ‹مثقلين بهموم الحياة›.‏ (‏لوقا ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ اذا صرت صديقا ليهوه،‏ يمكن ان يصبح ملجأ لك.‏ (‏مزمور ٦٢:‏٨‏)‏ وهو سيساعدك على مقاومة ضغوط الحياة.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظر سلسلة المقالات «المضايقات في العمل —‏ ماذا يمكن ان تفعل حيالها؟‏» في عدد ٨ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٤.‏

      b لمزيد من المعلومات،‏ انظر الفصل ٣ من كتاب سرّ السعادة العائلية‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      ‏«عندما كنت شابة،‏ كان باستطاعتي الاهتمام بكل شيء.‏ لكنّ مرور السنين يصعِّب عليّ الامر.‏ فقد بدأتْ تظهر عليّ آثار نمط الحياة المحموم الذي اتبعته»‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٠]‏

      كيف تخفف الاجهاد

      ◼ امنح جسدك الراحة الكافية كل يوم

      ◼ اتبع نظاما غذائيا متزنا.‏ وتجنب الافراط في الاكل

      ◼ قم بانتظام بالتمارين الرياضية المناسبة،‏ مثل المشي السريع

      ◼ اذا اقلقك شيء ما،‏ فتكلم بشأنه مع صديق لك

      ◼ اقضِ المزيد من الوقت مع عائلتك

      ◼ فوِّض بعض الاعمال المنزلية الى الآخرين او تشاركوا فيها

      ◼ اعرف حدودك الجسدية والعاطفية

      ◼ ضع اهدافا واقعية،‏ ولا تتطلب الكمال

      ◼ كن منظما،‏ واتبع برنامجا متزنا وواقعيا

      ◼ نمِّ الصفات المسيحية مثل الوداعة والصبر

      ◼ خصص بعض الوقت لنفسك

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة