مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • انها سكتة!‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • انها سكتة!‏

      احد الاسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة المزمنة في العالم الصناعي الغربي هو السكتة الدماغية.‏ وكلمة «سكتة» بحد ذاتها توحي بالطريقة الفجائية التي تصيب بها الدماغ.‏ فقد تشعرون قبيل حدوثها بأنكم على ما يرام،‏ وفجأة ينتابكم احساس كما لو ان صاعقة اصابتكم،‏ والسكتة الدماغية الكبيرة يمكن ان تغيِّر حياتكم بشكل شامل ومفاجئ.‏ وبالإقعاد والاعاقة القاسيَين اللذين تسبِّبهما،‏ يمكن ان تجعلكم عاجزين عن النطق،‏ وتُحدث اضطرابا في عواطفكم،‏ وتغيّر شخصيتكم وقوى ادراككم،‏ وتُولّد فيكم صراعا يبدو ان لا نهاية له من اجل العودة الى الحياة الطبيعية التي كنتم انتم وعائلتكم تعيشونها.‏

      تأملوا في حالة إيلين مورڠان.‏a فيوم الاربعاء،‏ كانت إيلين (‏٦٤ سنة)‏ امرأة نشيطة تتمتع بصحة جيدة.‏ ولكن يوم الخميس،‏ حين كانت تتسوَّق مع زوجها،‏ فقدت فجأة قدرتها على التكلم،‏ وتشوَّهت ملامح وجهها.‏ وهزل جسمها،‏ وأخذت تترنح كما لو انها سكرانة.‏ لقد كانت إيلين تتعرض لسكتة دماغية كبيرة!‏

      بسبب السكتة،‏ صارت إيلين معاقة اعاقة شديدة حتى انها لم تعد قادرة على القيام بأبسط الامور،‏ كالاستحمام او لبس الثياب.‏ وبما انها لم تعد تقوى على الكتابة او الحياكة او الخياطة،‏ صارت تصاب مرة بعد اخرى بالتعب الساحق ونوبات البكاء التي تعجز عن ضبطها.‏ وطوال هذه الفترة،‏ لم تتأثر العمليات التفكيرية عند إيلين،‏ ولكن كانت مشاعر الاحراج تنتابها حين تشعر بأن الآخرين ربما يعتبرونها بلهاء.‏ وأوضحت إيلين لاحقا:‏ «قليلون يعرفون الى ايّ حد تؤثر صدمة هذا التغيير المفاجئ في المرء عاطفيا ونفسيا.‏ فقد كنت اشعر كما لو ان وجودي كشخص انتهى».‏

      ما هو سبب السكتة الدماغية؟‏ هل يتأثر كل شخص يصاب بالسكتة بالطريقة نفسها؟‏ كيف يتعامل الناجون مع هذا المرض؟‏ كيف تواجه عائلات الناجين من السكتة هذا الوضع؟‏ وماذا يمكننا فعله جميعا لمنح الدعم؟‏ تقوم استيقظ!‏ بفحص هذه الاسئلة وتطلعكم على الحياة التي يعيشها الناجون من السكتة وعائلاتهم التي تصارع معهم.‏

  • السكتة الدماغية —‏ سببها
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • السكتة الدماغية —‏ سببها

      ‏«الدماغ هو العضو الاكثر حساسية في الجسم».‏ هذا ما ذكره طبيب الاعصاب الدكتور ڤلاديمير هاتْشينسْكي من جامعة اونتاريو الغربية في مدينة لندن الكندية.‏ ومع ان وزن الدماغ يبلغ ٢ في المئة فقط من وزن كامل الجسم،‏ فهو يحتوي على اكثر من عشرة بلايين خلية عصبية،‏ وهي في اتصال دائم لتولد فينا كل فكرة وحركة وإحساس.‏ ويعتمد الدماغ على الاكسجين والڠلوكوز كمصدرين للطاقة،‏ وهو يتلقى باطراد كمية ثابتة منهما عبر شبكة معقدة من الشرايين.‏

      ولكن حين يُحرم ايّ جزء صغير من الدماغ من الاكسجين،‏ حتى لثوانٍ قليلة،‏ تضعف وظائف العصبونات الحساسة.‏ وإذا استمر ذلك اكثر من دقائق قليلة يتأذى الدماغ،‏ اذ تبدأ خلايا الدماغ بالموت وتموت معها الوظائف التي تتحكم فيها هذه الخلايا.‏ هذه الحالة تدعى الإقفار،‏ وهي نقص في الاكسجين سببه الرئيسي انسداد شرياني.‏ ويصاب النسيج الدماغي بضرر اكبر حين يولّد النقص في الاكسجين سلسلة مميتة من التفاعلات الكيميائية.‏ وتكون النتيجة سكتة.‏ وتحدث السكتة ايضا حين تتمزق الاوعية الدموية،‏ ويُغمر الدماغ بالدم الذي يسدّ المسارات التي تربط الخلايا بعضها ببعض.‏ فيعيق ذلك الدفق الكيميائي والكهربائي الموجَّه الى العضلات،‏ ويتسبَّب بضرر للنسيج الدماغي.‏

      تأثيراتها

      ليست كل السكتات الدماغية متشابهة،‏ ويمكن ان تؤثر السكتات في الافراد بطرائق تكاد لا تُحَدّ.‏ ومع انه لا يوجد شخص يعاني كل النتائج المحتملة للسكتة،‏ يمكن ان تتراوح تأثيراتها بين المعتدلة التي تكاد لا تُلاحَظ والشديدة الواضحة بشكل مؤلم.‏ والمنطقة من الدماغ التي تحدث فيها السكتة تحدِّد اية وظائف للجسم ستتضرر.‏

      احدى النتائج الشائعة للسكتة هي ضعف او شلل في الطرفَين العلويين والسفليين.‏ وعموما،‏ تقتصر الاصابة على احد جانبَي الجسم،‏ الجانب المقابل للجانب من الدماغ الذي حدثت فيه السكتة.‏ وهكذا فإن تضرُّر الجانب الايمن من الدماغ يؤدي الى شلل الجانب الايسر من الجسم،‏ وتضرُّر الجانب الايسر من الدماغ يؤدي الى شلل الجانب الايمن من الجسم.‏ وقد يبقى بعض الافراد قادرين على استعمال ايديهم وأرجلهم،‏ ولكن ليجدوا ان عضلاتهم ترتعش بحيث تبدو اطرافهم وكأن كل واحد منها يتحرك بطريقة مستقلة.‏ وتبدو الضحية كمتزلّج مبتدئ يحاول المحافظة على توازنه.‏ ويقول الدكتور دايڤيد ليڤاين من المركز الطبي لجامعة نيويورك:‏ «يفقد هؤلاء الاحساس الذي يخبرهم بأن طرفهم يتحرك او لا،‏ والذي يخبرهم بوضعية هذا الطرف».‏

      اكثر من ١٥ في المئة من الناجين يتعرَّضون لنوبات تؤدي الى عوارض هي حركات لاإرادية،‏ وعموما الى فترات اغماء ايضا.‏ والشعور بالالم وتقلبات الاحاسيس شائعة ايضا.‏ يقول شخص نجا من سكتة دماغية يشعر دائما بتنمُّل يديه وقدميه:‏ «أقضي ليالي اشعر فيها بأن شيئا يلامس ساقيَّ وأستيقظ لأنه يبدو وكأني اتلقى صدمات كهربائية».‏

      ومن نتائج السكتة المحتملة هنالك ايضا ازدواج الرؤية ومشاكل في البلع.‏ وإذا تضرَّرت المراكز الحسّية في الفم والحلق،‏ يمكن ان يعاني ضحايا السكتة مشاكل مُذِلّة اخرى،‏ كالتَّرييل.‏ ويمكن ان تتأثر اية حاسة من الحواس الخمس،‏ مما يسبب اضطرابات في البصر،‏ السمع،‏ الشم،‏ الذوق،‏ واللمس.‏

      المشاكل المتعلقة بالاتصال

      تخيّلوا نفسكم في شارع فيه انارة خافتة ويطاردكم رجلان ضخمان غريبان.‏ وإذ تتطلعون الى الوراء،‏ تجدونهما يقتربان بسرعة منكم.‏ فتحاولون الصراخ طلبا للمساعدة،‏ لكنَّ صوتكم يخونكم.‏ هل يمكنكم ان تتخيلوا التوتر الشديد الذي تشعرون به في وضع مماثل؟‏ هذا ما يشعر به كثيرون من ضحايا السكتة حين يفقدون فجأة قدرتهم على النطق.‏

      وعجز المرء عن نقل افكاره،‏ مشاعره،‏ آماله،‏ ومخاوفه —‏ كما لو انه صار معزولا عن اصدقائه وعائلته —‏ هو احدى نتائج السكتة الدماغية الاكثر سحقا للمشاعر.‏ وقد وصف ذلك احد الناجين من السكتة بهذه الكلمات:‏ «كل مرة حاولت فيها ان اعبِّر عن نفسي،‏ لم أنبس بكلمة.‏ فأُجبرت على البقاء صامتا،‏ ولم يكن بإمكاني استيعاب التوجيهات الشفهية او الخطية.‏ فقد بدت الكلمات .‏ .‏ .‏ وكأن الناس حولي يتكلمون لغة اجنبية.‏ لم يكن بإمكاني فهم اللغة ولا استعمالها».‏

      أما تشارلز فكان يفهم كل شيء يقال له.‏ لكنه يكتب عن الاجابة:‏ «كنت اصوغ الكلمات التي اريد قولها،‏ لكنها كانت تخرج دون ترتيب ومشوَّهة.‏ وعند ذلك كنت اشعر بأنني مسجون في ذاتي».‏ وفي كتاب السكتة الدماغية:‏ دليل المالك (‏بالانكليزية)‏،‏ يوضح آرثر جوزفس:‏ «ان اكثر من مئة عضلة مختلفة تُضبط ويُنسَّق عملها خلال الكلام،‏ وكل عضلة من هذه العضلات يضبطها ما معدله اكثر من مئة وحدة محرِّكة.‏ .‏ .‏ .‏ وكل ثانية من الكلام تتطلب ٠٠٠‏,١٤٠ عمل عضلي عصبي!‏ فهل يُستغرب ان تؤدي اصابة جزء من الدماغ يتحكم في هذه العضلات الى التكلم بطريقة مشوَّهة؟‏».‏

      تُنتِج السكتة الدماغية ظواهر محيِّرة كثيرة في منطقة النطق.‏ مثلا،‏ قد يتمكن الفرد من الغناء مع انه عاجز عن التكلم.‏ وقد يتفوَّه آخر بكلمات دون سابق تفكير،‏ انما ليس عندما يريد،‏ او قد يتكلم دون توقف.‏ ويردِّد كثيرون كلمات او عبارات مرة بعد مرة،‏ او قد يخطئون في استعمال الكلمات،‏ قائلين نعم حين يقصدون قول لا والعكس بالعكس.‏ ويعرف البعض الكلمات التي يريدون قولها،‏ لكنَّ الدماغ لا يتمكن من حثّ الفم والشفتين واللسان على التفوُّه بها.‏ او قد يتلفظون بالكلمات بشكل غير واضح بسبب ضعف العضلات.‏ وربما تتخلل كلمات البعض انفعالات حادة.‏

      وقد يكون الضرر الناجم عن السكتة ضعفا في الجزء من الدماغ الذي يتحكم في النغمة الانفعالية للصوت.‏ ويمكن ان تكون النتيجة كلاما خاليا من الحيوية.‏ او يمكن ان تكون صعوبة في فهم النغمة الانفعالية في اصوات الآخرين.‏ وهذه العوائق في طريق الاتصال،‏ بالاضافة الى تلك الموصوفة اعلاه،‏ يمكن ان تسبِّب شرخا بين اعضاء العائلة،‏ كما بين الزوج والزوجة.‏ يوضح ڠيورڠ:‏ «بما ان السكتة الدماغية تؤثر في تعابير الوجه وفي الايماءات،‏ اي في كامل الشخصية،‏ لم نعد فجأة على انسجام واحدنا مع الآخر كما كنا قبلا.‏ وبدا لي ان عندي زوجة مختلفة تماما،‏ زوجة يجب ان اتعرف بها من جديد».‏

      تغيُّرات الشخصية والعواطف

      ان تقلبات المزاج التي هي في غير محلها،‏ الانفجار بالبكاء او الضحك،‏ الغضب الشديد،‏ مشاعر الريبة غير المعهودة،‏ والحزن العميق،‏ هي جزء من الاضطرابات العاطفية واضطرابات الشخصية المحيِّرة التي قد يضطر الناجون من السكتة وعائلاتهم الى التعامل معها.‏

      يروي شخص اصيب بسكتة دماغية يدعى ڠيلبرت:‏ «احيانا أنفعل كثيرا،‏ فأضحك او ابكي على اتفه الامور.‏ وبين حين وآخر،‏ يسألني شخص عندما اضحك:‏ ‹لماذا تضحك؟‏› ولا يكون عندي جواب».‏ وبسبب ذلك،‏ بالاضافة الى مشاكل تتعلق بالتوازن والعرج بعض الشيء،‏ اندفع ڠيلبرت الى القول:‏ «اشعر كما لو اني في جسم آخر،‏ كما لو اني شخص آخر،‏ ولست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل السكتة».‏

      وبسبب الاذية التي تلحق بالعقل والجسم،‏ يشعر كثيرون بنوع من الاضطراب العاطفي.‏ يعلّق هيرويوكي،‏ الذي جعلته السكتة الدماغية ثقيل اللسان ومصابا بشلل جزئي:‏ «مع ان فترة طويلة مرت،‏ لم اتحسَّن.‏ وعندما صرت افكر في اني لن اتمكن من متابعة عملي كما في السابق،‏ غرقت في اليأس.‏ وبدأت احمِّل اشياء وأناسا المسؤولية،‏ وكنت احس كما لو ان مشاعري ستنفجر.‏ لم اكن اتصرف كرجل».‏

      من الشائع ان يشعر ضحايا السكتة بالخوف والقلق.‏ تعلّق إيلين على ذلك قائلة:‏ «تنتابني مشاعر الخوف حين احس بضغط في رأسي يمكن ان يكون انذارا بسكتة مستقبلية.‏ وأخاف بشدة اذا سمحت لنفسي بالتفكير بطريقة سلبية».‏ ويوضح رون القلق الذي يواجهه:‏ «احيانا يكون من المستحيل تقريبا ان اتوصل الى استنتاجات صحيحة.‏ وتسوية مشكلتين او ثلاث مشاكل صغيرة في الوقت نفسه تجعلني مثبَّطا.‏ فأنا انسى بسرعة حتى اني لا اتمكن احيانا من تذكر قرار اتخذته قبل دقائق قليلة.‏ ونتيجة لذلك ارتكب اخطاء مريعة،‏ وهذا يسبِّب الاحراج لي وللآخرين.‏ كيف ستكون حالتي بعد سنوات قليلة؟‏ هل اصير عاجزا عن الخوض في محادثة ذكية او قيادة سيارة؟‏ هل اصير عبأً على زوجتي؟‏».‏

      اعضاء العائلة هم ضحايا ايضا

      يُرى من ذلك ان ضحايا السكتة الدماغية ليسوا وحدهم المضطرين الى التصارع مع النتائج الساحقة.‏ فيجب على عائلاتهم ايضا ان تفعل ذلك.‏ ويلزم في بعض الحالات ان يتعاملوا مع هذه الصدمة المريعة:‏ رؤية شخص قدير يعبِّر عن نفسه بسهولة تتدهور حاله فجأة امام اعينهم ويصير كطفل بحاجة الى من يعيله.‏ وقد تتمزق العلاقات حين يضطر اعضاء العائلة الى تولّي مهام لم يعتادوها.‏

      تتحدث هاروكو عن التأثيرات المفجعة بهذه الكلمات:‏ «فقدَ زوجي قدرته على تذكر ايّ شيء مهم تقريبا.‏ وهكذا وجدنا انفسنا مضطرين الى التخلي عن الشركة التي كان يديرها وعن بيتنا وممتلكاتنا.‏ وما كان يؤلمني خصوصا هو اني لم اعد قادرة على التحدث بحرية الى زوجي او على طلب نصيحة منه.‏ وبما انه يخلط بين الليل والنهار،‏ فغالبا ما يزيل ‹الحفاضات› الوقائية اللازمة خلال الليل.‏ ومع اننا كنا نعلم انه سيأتي وقت ويصير على هذه الحال،‏ فلا يزال تقبُّل حقيقة وضعه صعبا علينا.‏ لقد انقلبت الادوار رأسا على عقب،‏ بحيث أُلقيت على كاهلي وكاهل ابنتي مسؤولية الاهتمام بزوجي».‏

      ‏«ان الاهتمام بشخص مصاب بسكتة دماغية —‏ مهما كنتم تحبونه —‏ قد يبلغ احيانا حدا لا يعود تحمله ممكنا».‏ هذا ما ذكرته إيلاين فانْتل شيمْبرڠ في السكتات الدماغية —‏ ما ينبغي ان تعرفه العائلات (‏بالانكليزية)‏.‏ «فالضغط والمسؤولية لا يتوقفان».‏ والعناية الفائقة التي يقدمها اعضاء العائلة يمكن ان تضر في بعض الاحيان بصحة المعتني وعواطفه وروحياته.‏ توضح ماريا ان السكتة التي تعرضت لها امها كان لها اثر مريع في حياتها:‏ «أزورها كل يوم وأحاول ان ابنيها روحيا،‏ فأقرأ وأصلي معها،‏ ثم اغدق عليها المحبة والمعانقات والقبل.‏ وعندما اعود الى البيت،‏ اشعر بأني مرهقة عاطفيا،‏ حتى اني أتقيأ في بعض الايام».‏

      اكثر ما يستصعب بعض المعتنين التعامل معه هو التغيُّر في التصرُّفات.‏ يقول الاختصاصي في علم النفس العصبي الدكتور رونالد كلڤانيو لمجلة استيقظ!‏:‏ «عندما يكون المرء مصابا بمرض يؤثر في الوظائف المعقدة التي تتحكم فيها قشرة الدماغ —‏ اي كيف يفكر المرء،‏ كيف يتولى شؤون حياته،‏ وردود فعله الانفعالية —‏ ونتحدث هنا عن جوهر الشخص،‏ فإن الاضرار النفسية التي تحدث تغيِّر فعلا حياة العائلة بشكل كبير من نواح معينة».‏ تروي يوشيكو:‏ «يبدو ان زوجي تغير كليا بعد مرضه،‏ اذ صار يستشيط غضبا لأتفه الاسباب.‏ وحين يحدث ذلك اشعر بالبؤس حقا».‏

      غالبا ما لا يعرف الذين خارج العائلة بالتغيُّرات في شخصية المريض.‏ لذلك يشعر بعض المعتنين بأنهم وحيدون وبأنهم يحملون الحمل وحدهم.‏ توضح ميدوري:‏ «حدَّت السكتات الدماغية من قدرات زوجي الذهنية والعاطفية.‏ ومع انه بحاجة ماسة الى التشجيع،‏ لا يتحدث الى احد عن الامر بل يتألم بصمت.‏ لذلك يتحتَّم عليّ ان اهتم بانفعالاته.‏ ومراقبة تقلبات زوجي المزاجية كل يوم تجعلني قلقة وحتى خائفة احيانا».‏

      فكيف يتعامل ناجون كثيرون من السكتة وعائلاتهم مع التغيُّرات التي تُحدثها السكتة في حياتهم؟‏ وبأية طرائق يمكن لأيّ منا ان يدعم الذين يعانون التأثيرات الموهنة للسكتة الدماغية؟‏ هذا ما ستوضحه مقالتنا التالية.‏

  • السكتة الدماغية —‏ سببها
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • اشارات تحذيرية

      ‏• حالات مفاجئة من الهُزال،‏ التنمُّل،‏ او الشلل في الوجه،‏ الذراع،‏ او الساق،‏ وخصوصا في جانب واحد من الجسم

      ‏• رؤية ضعيفة او غير واضحة بشكل مفاجئ،‏ وخصوصا في عين واحدة؛‏ عارض ازدواج الرؤية

      ‏• صعوبة في قول او فهم حتى الجمل البسيطة

      ‏• دوار او فقدان للتوازن او التنسيق،‏ وخصوصا حين يرتبط ذلك بعَرَض آخر

      الاعراض الاقل شيوعا

      ‏• صداع شديد مفاجئ وغير مبرَّر،‏ وغالبا ما يوصف بأنه «اسوأ صداع يعانيه المرء»‏

      ‏• غثيان وحمى مفاجئان،‏ ويتميّزان من المرض الڤيروسي ببدايتهما السريعة (‏دقائق او ساعات بدلا من بضعة ايام)‏

      ‏• فقدان وجيز للوعي او فترة يضعف فيها الادراك (‏اغماء،‏ تخليط،‏ اختلاجات،‏ غيبوبة)‏

      لا تتجاهلوا الاعراض

      يشدد الدكتور دايڤيد ليڤاين على القول انه عندما تَظهر الاعراض،‏ يجب على المريض «ان يذهب بأسرع ما يمكن الى قسم الطوارئ في المستشفى.‏ فثمة ادلة تشير الى انه اذا عولجت السكتة الدماغية في الساعات القليلة الاولى،‏ يمكن ان يقلل ذلك نسبة الضرر».‏

      قد تَظهر الاعراض احيانا لفترة وجيزة جدا ثم تختفي.‏ تُعرف هذه العوارض باسم النوبات الإقفارية العابرة (‏TIA)‏.‏ فلا تتجاهلوها،‏ لأنها يمكن ان تشير الى الخطر الجسيم للاصابة بسكتة،‏ وإلى انه يمكن ان تتبعها سكتة دماغية كاملة.‏ وبإمكان الطبيب ان يعالج الاسباب ويساهم في خفض خطر الاصابة بسكتة في المستقبل.‏

      مقتبسة من ارشادات «الجمعية الوطنية للسكتات»،‏ انڠلوود،‏ كولورادو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

  • التعامل مع تأثيراتها
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • التعامل مع تأثيراتها

      فيما كان ڠيلبرت مستلقيا على سريره في المستشفى،‏ واثنان من اطرافه مصابان بالشلل،‏ سأل طبيبَه:‏ «هل سأتمكن من استعمال ذراعي وساقي من جديد؟‏».‏ فسمع ڠيلبرت هذا الجواب الذي يثير التحدي:‏ «كلما جاهدتَ اكثر استعدت قدرتك على استعمالهما بشكل افضل وبسرعة اكبر».‏ فأجابه:‏ «انا مستعد!‏».‏ وبعمر ٦٥ سنة،‏ اخذته المعالجة الفيزيائية،‏ مع الموقف الايجابي،‏ من الكرسي المتحرك الى قفص المشي،‏ ثم الى العصا وأخيرا الى عمله من جديد.‏

      ذكر الباحثون واينر،‏ لي،‏ و بِل ان «معظم عمليات اعادة التأهيل التي تُجرى اليوم بعد الاصابة بالسكتة تستند الى الفكرة القائلة انه اذا تضررت منطقة من الدماغ،‏ فبإمكان مراكز اخرى فيه ان تتولى دور النسيج المتضرر.‏ وأحد اهداف المعالجة هو تطوير قدرة هذه المراكز غير المتضررة،‏ وكذلك تزويد الحافز الذي يتيح للدماغ ان يعيد تنظيم نفسه ويتكيَّف».‏ لكنَّ الشفاء تحدده عوامل اخرى ايضا،‏ كموقع الاصابة في الدماغ وشدة السكتة،‏ صحة الفرد العامة،‏ نوع الرعاية الطبية،‏ ودعم الآخرين له.‏

      دعم العائلة والاصدقاء

      انهمكت ايريكا في تمارين لإعادة التأهيل دامت ثلاث سنوات،‏ متعلمة المشي واستخدام يدها اليمنى لتعوِّض عن يسراها المعاقة.‏ وهي تقول ما الذي مكّنها من مواجهة الامر:‏ «كان اهم شيء دعم زوجي وأصدقائي المتواصل لي.‏ وقوّاني ان اعرف انهم يحبونني،‏ وكان تشجيعهم لي على عدم الاستسلام حافزا الى التقدم».‏

      يصير اعضاء العائلة شركاء في عملية شفاء احبائهم.‏ فيلزم ان يطرحوا اسئلة على الهيئة الطبية ويتنبهوا للعلاجات التي قد تلزم متابعتها في البيت كيلا يذهب التقدم الذي أُحرز سدى.‏ والصبر،‏ اللطف،‏ التفهُّم،‏ والمودة التي يعرب عنها اعضاء العائلة والاصدقاء تؤمّن محيطا عاطفيا آمنا يتعلم فيه المريض من جديد النطق،‏ القراءة،‏ ومتطلبات الحياة اليومية الاخرى.‏

      كان جون يبذل كل جهده ليساعد زوجته إيلين على القيام بالتمارين وتلقّي المعالجة،‏ موازنا بين حثّها على العمل والترفق بها.‏ ويصف جهود عائلته بهذه الكلمات:‏ «لم نكن لندع إيلين تستسلم للاشفاق على الذات.‏ صحيح اننا كنا احيانا نفرض عليها التمارين،‏ ولكن كنا دائما ننتبه لحدودها ونساعدها.‏ وهي الآن حسّاسة اكثر،‏ لذلك ابذل جهدي كيلا اسبِّب لها اجهادا».‏

      وفيما كانت إيلين تتعلم كيف تنطق من جديد بمساعدة معالج نطق،‏ كان جون يقدم لها العون.‏ «كان قيامنا بالامور معا تشجيعا لها،‏ لذلك كان كل واحد منا يقرأ الكتاب المقدس بصوت عالٍ على الآخر،‏ وهذا ما ساهم في تحسين نطقها.‏ وانهمكنا ايضا في الخدمة بشكل تدريجي،‏ لأننا من شهود يهوه.‏ وهكذا كان بإمكان إيلين ان تخبر الآخرين بالرجاء الذي نملكه بشأن المستقبل.‏ وكان ذلك بحد ذاته علاجا لإيلين».‏ وبعد مرور ثلاث سنوات،‏ كانت إيلين قد تحسَّنت كثيرا.‏

      ان التشجيع والتقوية اللذين يمكن ان يمنحهما الاصدقاء لا ينبغي ابدا الاستهانة بهما،‏ لأن لهما تأثيرا كبيرا في تعافي الناجي من السكتة الدماغية.‏ تقول المجلة الطبية السكتة الدماغية (‏بالانكليزية)‏ انه «وُجد ان كثرة الدعم الاجتماعي يمكن ان تجعل عملية الشفاء اسرع وتزيد التحسُّن العام في الاداء،‏ حتى بين المرضى الذين عانوا سكتة اشد من غيرهم».‏

      قدَّر بيرني كثيرا الدعم الذي منحه اياه اصدقاؤه.‏ ويذكّرنا قائلا:‏ «ان زيارات الاصدقاء ضرورية لمواجهة السكتة.‏ فالصوت المتعاطف والموقف الذي يُعرِب عن الاهتمام يرفعان المعنويات.‏ وفي حين يجب عدم التركيز دائما على عجز الشخص،‏ من المشجع الاعتراف بأنه احرز تقدما».‏ فماذا يمكننا فعله جميعا لنساند الذين يتعاملون مع نتائج سكتة دماغية؟‏ يقترح بيرني:‏ «خذوا معكم ازهارا،‏ او أخبروه فكرة من الاسفار المقدسة او اختبارا.‏ فقد ساعدني ذلك كثيرا».‏

      وجدت ملڤا،‏ وهي عجوز نجت من اصابة بالسكتة،‏ ان وجود احد اخوتها الروحيين ليصلّي معها يساعدها كثيرا.‏ ويوصي ڠيلبرت ايضا بذلك،‏ موضحا:‏ «عندما تصلّون مع شخص،‏ يُظهر ذلك انكم تهتمون حقا».‏ ويقدِّر پيتر،‏ الذي اضعفت السكتة بصره،‏ تفهُّم الآخرين لحدوده وصرفهم الوقت في القراءة عليه.‏

      ومساعدة المرء على الذهاب الى مركز اعادة التأهيل والعودة منه هي ايضا بادرة لطيفة.‏ ويلزم ايضا التأكد ان منزل ضحية السكتة الدماغية آمن بالنسبة اليه.‏ فالوقوع خطر دائم اذا كان يعاني مشكلة في توازنه.‏ مثلا،‏ قدَّر ڠيلبرت المساعدة اللطيفة التي قدمها اصدقاؤه حين ركّبوا في حمّامه قضيبا يتمسك به حين يستحم،‏ بالاضافة الى مساعدته من نواح اخرى.‏

      تعلّم تقديم الدعم

      ان تقلبات المزاج والميل المتزايد الى البكاء يمكن ان تحرج ضحية السكتة،‏ بالاضافة الى انها قد تربك الموجودين الذين قد لا يعرفون ماذا يفعلون.‏ لكنَّ الاصدقاء،‏ بتعلّمهم تزويد الدعم،‏ يمكنهم انقاذ ضحية السكتة من الشعور بالانعزال الذي قد ينتج اذا لم يفعلوا ذلك.‏ وعادةً،‏ تصير نوبات البكاء اقل تكرُّرا.‏ ولكن عندما يبكي المريض،‏ حافظوا على هدوئكم وابقوا الى جانبه،‏ قائلين له ما كنتم تودّون سماعه لو كنتم مكانه.‏

      قبل كل شيء،‏ نمّوا المحبة المخلصة نحو الاشخاص الذين ربما غيّر عجزهم شخصيتهم التي كنتم تعرفونها.‏ فهم يحسّون بما تشعرون به حيالهم،‏ وهذا بدوره يؤثر في تجاوبهم معكم.‏ تعلّق ايريكا على ذلك قائلة:‏ «قد لا اعود ابدا الى ما كنت عليه.‏ ولكن ينبغي ألا يتوقع احد ذلك من ضحية سكتة دماغية.‏ وينبغي ان يتعلم الاقرباء والاصدقاء ان يحبوا هذا الشخص كما هو.‏ وإذا تفحصوا شخصيته باعتناء،‏ فسيجدون ان الصفات الاكثر جاذبية التي كان يتحلى بها لا تزال موجودة».‏

      يقلّ كثيرا احترام الذات عند المرء حين يعجز عن التكلم او لا يعود من الممكن فهمه.‏ لذلك،‏ اذا كان هنالك اشخاص يعانون ضعفا في نطقهم،‏ يمكن للاصدقاء ان يُثبتوا لهم جدارتهم ببذل الجهد للتحدث اليهم.‏ يذكر تاكاشي:‏ «ان ما افكر فيه وأشعر به في قلبي لم يتغير.‏ لكنَّ الناس يميلون الى تجنب الاحتكاك بي لأنهم لا يستطيعون التحادث معي بشكل طبيعي.‏ يصعب عليّ الاقتراب الى الناس،‏ ولكن حين يأتي احد للتكلم معي،‏ احس بتشجيع كبير ويجعلني ذلك سعيدا جدا جدا!‏».‏

      وفي ما يلي بعض الارشادات التي يمكن ان تساعدنا جميعا على دعم وتشجيع من يعانون ضعفا في النطق.‏

      معظم السكتات الدماغية لا تؤثر في القوى العقلية.‏ ان معظم الاشخاص الذين ينجون من سكتة يحافظون على وعيهم الفكري،‏ حتى لو صار كلامهم صعب الفهم.‏ لا تتكلموا اليهم ابدا بلهجة متعالية او تستخدموا لغة الاطفال.‏ عاملوهم بكرامة.‏

      أصغوا بصبر.‏ فقد يلزمهم الوقت ليعيدوا صياغة فكرة او يُنهوا كلمة او عبارة او جملة.‏ تذكروا ان المصغي المهتم يمنح الوقت الكافي ليسمع.‏

      لا تدّعوا انكم فهمتم إن كنتم لم تفهموا.‏ قولوا بلطف:‏ «انا آسف.‏ يبدو انني لا استطيع ان افهم.‏ لنحاول مرة اخرى لاحقا».‏

      تكلموا ببطء ووضوح بنغمة صوت عادية.‏

      استخدموا جملا قصيرة وكلمات مألوفة.‏

      استخدموا اسئلة تتطلب «نعم» او «لا» كجواب عنها،‏ وشجعوهم على الاجابة.‏ تذكروا دائما انهم قد يعجزون عن فهم كلماتكم.‏

      أبقوا الاصوات الاخرى المسموعة منخفضة.‏

      التعامل مع السكتة،‏ بدعم يهوه الحبي

      في حين انه من المهم معرفة سبب السكتة الدماغية التي تعرضتم لها،‏ لأن ذلك يمكّنكم من اتخاذ الاجراءات المناسبة وتقليل خطر تعرُّضكم لسكتات مستقبلية،‏ من المهم ايضا ان تسيطروا على الخوف الذي يرافقها.‏ تروي إيلين:‏ «ان كلمات اللّٰه في اشعياء ٤١:‏١٠ تعزّيني بشكل خصوصي.‏ فهناك يقول:‏ ‹لا تخف لأني معك.‏ لا تتلفَّت لأني الهك.‏ قد ايدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري›.‏ لقد صار يهوه حقيقيا جدا في نظري،‏ وهذا ما جعلني غير خائفة».‏

      ويساعد الكتاب المقدس أنانْد ايضا على مواجهة اليأس الذي ينتابه:‏ «انه يمنحني الدعم الشديد،‏ لأنه يحييني وينعشني باستمرار».‏ وكانت مشكلة هيرويوكي تتعلق بكيفية استفادته من الاسفار المقدسة،‏ لأنه عاجز عن التركيز.‏ يقول:‏ «وجدت التعزية في الاستماع الى اسفار الكتاب المقدس على كاسيتات».‏

      ذكر الرسول بولس:‏ «حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي».‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١٠‏)‏ ان روح يهوه هو الذي ساعد بولس على انجاز ما لم يكن قادرا على فعله وحده.‏ ويمكن للذين نجوا من سكتة دماغية ان يتكلوا هم ايضا على يهوه طلبا للقوة الروحية.‏ توضح ايريكا:‏ «حين نكون في صحة جيدة ونقوم بكل شيء بقوتنا الخاصة،‏ قد لا نمنح يهوه فرصة كبيرة ليساعدنا.‏ لكنَّ اعاقتي مكّنتني من تقوية علاقتي به بطريقة مميَّزة جدا».‏

      المعتنون بالمرضى يجدون الدعم

      يحتاج المعتنون بالمرضى الى الدعم في عملهم المهم.‏ فإلى اين يمكنهم اللجوء طلبا للدعم؟‏ احد الاماكن هو العائلة.‏ فعلى كل عضو ان يشارك في مسؤولية العناية بالمريض.‏ وتروي يوشيكو كيف منحها ابناؤها الدعم العاطفي:‏ «كانوا يصغون الى مشاكلي كما لو كانت مشاكلهم هم».‏ ويلزم ان يحصل اعضاء العائلة على كل المعلومات المتوفرة لهم ليتعلموا كيف يعتنون بضحية السكتة وكيف يتعاملون ايضا مع التغيُّرات في شخصية هذا الشخص العزيز عليهم.‏

      ومَن يمكنه ايضا منح الدعم للمعتنين بالمريض؟‏ توجَّه دايڤيد وعائلته الى عائلتهم الروحية في جماعة شهود يهوه طلبا للمساعدة على الاهتمام بڤيكتور:‏ «استجابوا لحاجتنا.‏ فقد كانوا احيانا يتناوبون على المجيء والنوم في بيتنا للاهتمام بڤيكتور طوال الليل بدلا منا».‏

      كل شخص يعتني بمريض يحتاج الى المحبة الدافئة والدعم من عائلته الروحية.‏ ولكن قد يستصعب البعض طلب المساعدة.‏ توضح هاروكو:‏ «غالبا ما يقال لي:‏ ‹اذا كنت تحتاجين الى المساعدة،‏ فلا تترددي في إخبارنا›.‏ لكني اعلم انهم جميعا مشغولون،‏ لذلك اتردد في طلب المساعدة.‏ اكون شاكرة جدا اذا عرض الناس عليّ المساعدة بطرائق محددة،‏ مثل:‏ ‹بإمكاني مساعدتك في التنظيف.‏ فأيّ يوم هو الانسب لك؟‏›.‏ ‹يمكنني ان اتسوَّق عنك،‏ فهل يلائمك ان امرَّ بك الآن؟‏›».‏

      اصيبت زوجة كنجي بسكتة دماغية؛‏ ومع ذلك،‏ كان قادرا على منحها العناية اللازمة.‏ ووجد ان الصلاة وسيلة لإلقاء همه على يهوه.‏ وفي النهاية فقدت زوجته قدرتها على النطق،‏ وبذلك لم يعد لكنجي رفيق يتحدث اليه.‏ لكنه يقرأ الكتاب المقدس كل يوم.‏ يقول:‏ «انه يذكّرني بعناية يهوه الرقيقة بالمنسحقي الروح،‏ وقد حال ذلك دون وقوعي في الكآ‌بة والوحدة».‏

      يمكن ان يساعدنا الاتكال على روح يهوه حين يبدو ان الانفعالات تكاد تستنزف طاقاتنا.‏ تروي يوشيكو،‏ التي تواجه تغيُّر شخصية زوجها وانفجارات غضبه بعد اصابته بالسكتة:‏ «شعرت احيانا بشيء يدفعني الى الصراخ بأعلى صوتي.‏ وفي تلك الاوقات كنت اصلي دائما الى يهوه،‏ وكان روحه يمنحني السلام».‏ وتقديرا لولاء يهوه نحوها،‏ لا تدع شيئا يتعارض مع طريقة عيشها كمسيحية.‏ فهي تحضر الاجتماعات المسيحية بانتظام،‏ تشترك في الخدمة،‏ وتقوم بدرس شخصي في الكتاب المقدس.‏ «وبقيامي بواجباتي»،‏ كما تقول يوشيكو،‏ «أعلم ان يهوه لن يتركني».‏

      عندما تتسلل الهموم،‏ يكون يهوه حاضرا دائما للاصغاء.‏ تتعزى ميدوري،‏ التي نجا زوجها من سكتة دماغية،‏ بالفكرة القائلة ان يهوه يجعل مجازيا كل دموعها في ‹زقّه›.‏ (‏مزمور ٥٦:‏٨‏)‏ وتتذكر كلمات يسوع:‏ «لا تهتموا للغد».‏ وتقول هي:‏ «عقدت العزم ان اصبر الى ان يحلّ العالم الجديد».‏ —‏ متى ٦:‏٣١-‏٣٤‏.‏

      مواجهة العجز الشديد

      صحيح ان البعض يشفون الى حد بعيد خلال عملية اعادة التأهيل،‏ لكنَّ البعض لا يحرزون الا نجاحا قليلا في استعادة القدرات التي كانوا يتمتعون بها قبل السكتة.‏ فماذا يمكن ان يساعد هؤلاء الاخيرين على مواجهة تحدّي تقبُّل عجزهم،‏ مع انه قد يكون شديدا ومزمنا؟‏

      ان بيرني،‏ الذي فقد جزءا كبيرا من قدرته على التحرك بسبب سكتة دماغية،‏ يجيب قائلا:‏ «ان فرح رجائي بحياة ابدية على ارض فردوسية مقبلة،‏ والصلاة الى ابي السماوي يهوه،‏ ساعداني على تقبُّل حدودي برباطة جأش».‏

      وهذا الرجاء هو الذي ساعد ايريكا وزوجها ڠيورڠ على تقبُّل عجزها والتمتع بالحياة رغم كل شيء.‏ يوضح ڠيورڠ:‏ «عندنا وعد اللّٰه بتحقيق الشفاء التام يوما ما.‏ لذلك لا نركّز تفكيرنا على العجز.‏ صحيح اننا نفعل كل ما في وسعنا لتتعافى ايريكا.‏ ولكن بإمكان المرء ان يعيش رغم النقص في التنسيق في عمل العضلات وأن يركّز على الامور الاكثر ايجابية».‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

      في الحالات التي تكون فيها نسبة الشفاء محدودة جدا،‏ يصير دعم العائلة والاصدقاء اكثر اهمية.‏ وبإمكانهم ان يساعدوا الضحية على التعامل مع مرضها حتى يحين وقت اللّٰه لإزالة كل المشاكل الصحية.‏

      والمعرفة ان هنالك مستقبلا مشرقا لضحايا السكتة الدماغية وعائلاتهم حين تُسترد الصحة الجيدة تمكّنهم من عيش حياتهم دون ان يقلقوا بشأن الغد.‏ وهكذا يمكنهم ان ينتظروا بصبر الراحة من كل الآلام،‏ في عالم اللّٰه الجديد الذي سيحلّ قريبا.‏ (‏ارميا ٢٩:‏١١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وإلى ان يحلّ هذا العالم،‏ بإمكان جميع الذين يلتفتون الى يهوه ان يكونوا على ثقة بأنه سيساعدهم ويدعمهم،‏ حتى في هذا الوقت،‏ ليتعاملوا مع التأثيرات الموهنة للسكتة الدماغية.‏ —‏ مزمور ٣٣:‏٢٢؛‏ ٥٥:‏٢٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة