-
الدرس له مكافآتهاستفيدوا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
-
-
الدرس له مكافآته
هل شاهدتم مرة اشخاصا ينتقون ثمرة؟ معظم الناس ينظرون الى لونها وحجمها ليعرفوا هل هي ناضجة ام لا. ويقوم البعض بشمِّها. حتى ان البعض يجسُّونها بيدهم ويضغطون عليها. كذلك يعتمد آخرون على وزنها، اذ يضعون واحدة في كل يد ليعرفوا أيُّهما اثقل وأكثر عصارة. ففيمَ يفكِّر هؤلاء الاشخاص؟ انهم يحلِّلون التفاصيل، يقيِّمون الفوارق، يتذكرون الثمار التي انتقَوها سابقا، ويقارنون ما يرونه الآن بما يعرفونه من قبل. والمكافأة التي تنتظرهم هي ثمرة شهية، لأنهم لم يستعجلوا الاختيار.
طبعا، ينتج درس كلمة اللّٰه مكافآت اعظم بكثير. فعندما يشغل هذا الدرس حيِّزا كبيرا في حياتنا، يقوى ايماننا وتعمُق محبتنا وتنجح خدمتنا اكثر، كما ان القرارات التي نتخذها تعكس اكثر صفتَي التمييز والحكمة الالهية. وعن هذه المكافآت تقول الامثال ٣:١٥: «كل جواهرك لا تساويها». فهل تتمتعون بهذه المكافآت؟ قد تساهم طريقتكم في الدرس في نيلها. — كولوسي ١:٩، ١٠.
اصرفوا الوقت في التأمل
ما هو الدرس؟ انه اكثر من مجرد قراءة سطحية. فهو يتطلب إعمال الفكر باعتناء او بشكل مطوَّل عند النظر في موضوع ما. ويشمل تحليلَ ما تقرأونه، مقارنته بما تعرفونه من قبل، والانتباه للحجج المقدَّمة حول ما يُقال. وعندما تدرسون، تعمَّقوا في الافكار التي قد تكون جديدة بالنسبة اليكم. فكِّروا ايضا كيف يمكنكم ان تطبقوا مشورة الاسفار المقدسة على انفسكم بشكل اكمل. وكشهود ليهوه، نفكِّر ايضا في الفرص التي قد تسنح لاستخدام هذه المواد لمساعدة الآخرين. فمن الواضح ان الدرس يشمل التأمل.
الموقف العقلي الصائب
لكي تستفيدوا كاملا من درسكم الشخصي، هيِّئوا قلوبكم
عندما تستعدون للدرس، تهيِّئون امامكم اشياء مثل كتابكم المقدس، المطبوعات التي تنوون استعمالها، قلم رصاص او حبر، وربما دفتر ملاحظات. ولكن هل تهيِّئون قلوبكم ايضا؟ يخبرنا الكتاب المقدس ان عزرا «هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلّم اسرائيل فريضة وقضاء». (عزرا ٧:١٠) فماذا تشمل تهيئة القلب هذه؟
تمكِّننا الصلاة من امتلاك موقف لائق من درس كلمة اللّٰه. فنحن نريد ان يكون قلبنا، قرارة نفسنا، متقبِّلا للارشاد الذي يمنحه يهوه. لذا كل مرة تبدأون فيها بالدرس، توسَّلوا الى يهوه ان يمنحكم مساعدة روحه. (لوقا ١١:١٣) اطلبوا منه ان يساعدكم على فهم ما ستدرسونه، كيف يرتبط بقصده، كيف يساعدكم على التمييز بين الخير والشر، كيف ينبغي ان تطبِّقوا مبادئه في حياتكم، وكيف تؤثر المواد في علاقتكم به. (امثال ٩:١٠) وفيما تدرسون، ‹داوموا على طلب الحكمة من اللّٰه›. (يعقوب ١:٥) أجروا فحصا صادقا لذاتكم على ضوء ما تتعلمونه فيما تطلبون من يهوه ان يساعدكم على التخلص من الافكار الخاطئة او الرغبات المضرة. ودائما «اجيبوا [«تجاوبوا مع»، عج] الرب بحمد» على الامور التي يكشفها. (مزمور ١٤٧:٧) والدرس بروح الصلاة يقود الى علاقة حميمة بيهوه، لأنه يمكِّننا من التجاوب معه حين يكلِّمنا بواسطة كلمته. — مزمور ١٤٥:١٨.
هذه الروح المتجاوبة تميِّز شعب يهوه من التلاميذ الآخرين. فمن الشائع ان يشك الذين ينقصهم التعبد للّٰه في ما هو مكتوب ويعترضوا عليه. لكننا لا نتبنى هذا الموقف. فنحن نثق بيهوه. (امثال ٣:٥-٧) وإذا لم نفهم شيئا، لا نستنتج باجتراء انه خطأ، بل ننتظر يهوه فيما نبحث عن الاجوبة. (ميخا ٧:٧) وكعزرا، هدفُنا هو اتِّباع وتعليم ما نتعلمه. وإذا كان هذا ميلَ قلبنا، يمكن ان نحصد مكافآت غنية من درسنا.
كيف تدرسون
بدلا من مباشرة الدرس من الفقرة ١ والاستمرار حتى الفقرة الاخيرة، اصرفوا بعض الوقت اولا في استعراض كامل المقالة او الفصل. ابدأوا بتحليل كلمات العنوان. فهو محور المواد التي ستدرسونها. ثم لاحظوا جيدا كيف ترتبط العناوين الفرعية بالمحور. تأملوا في الصور او الجداول او الاطر التعليمية اذا وُجدت مع النص. اسألوا نفسكم: ‹على اساس هذا الاستعراض للمواد، ماذا اتوقع ان اتعلَّم؟ وبأية طريقة سأستفيد من المواد؟›. وبهذه الطريقة يصير لدرسكم هدف.
اعرفوا ما هي ادوات البحث المتوفرة بلغتكم
والآن الى الوقائع! تتضمن مقالات الدرس في برج المراقبة وبعض الكتب اسئلة مطبوعة. لذلك فيما تقرأون كل فقرة، من المفيد ان تعلِّموا الاجوبة. حتى لو لم تكن هنالك اسئلة درس، علِّموا النقاط المهمة التي تودون تذكُّرها. وإذا كانت الفكرة جديدة بالنسبة اليكم، فامنحوها مزيدا من التركيز لتتأكدوا انكم فهمتموها جيدا. انتبهوا للايضاحات او الحجج التي تفيدكم في خدمة الحقل او التي يمكن استعمالها في تعيين خطابي قريب. فكِّروا في اشخاص محدَّدين يمكن ان يتقوّى ايمانهم اذا اخبرتموهم بما تدرسونه. ضعوا علامة للنقاط التي تريدون استعمالها، وراجعوها حين تُنهون الدرس.
خلال درسكم، افتحوا الآيات المشار اليها. حللوا كيف ترتبط كل آية بالفكرة العامة للفقرة.
قد تصادفكم نقاط لا تفهمونها جيدا او تودون معرفة المزيد عنها. لا تدعوا هذه النقاط تلهيكم عن الدرس، بل دوِّنوا ملاحظة عنها لترجعوا اليها لاحقا. وغالبا ما تتوضَّح النقاط في بقية المواد التي تقرأونها. وفي حال عدم اتضاحها يمكنكم ان تقوموا ببحث اضافي. وأية امور يمكن ان تسترعي هذا الانتباه منكم؟ ربما في النص آية مقتبسة لم تفهموا معناها جيدا، او لا ترون كيف تنطبق على الموضوع المناقَش. وربما تشعرون بأنكم تفهمون نقطة معيَّنة في النص ولكن ليس الى حد شرحها لشخص آخر. لا تصرفوا النظر عنها، بل قوموا ببحث حولها بعد ان تُنهوا ما بدأتم بدرسه.
احرصوا على فتح الآيات
عندما كتب الرسول بولس رسالته المفصلة الى المسيحيين من اصل عبراني، توقف في منتصف الرسالة ليقول: «النقطة الرئيسية . . . هي». (عبرانيين ٨:١) فهل تستخدمون مذكِّرا كهذا من وقت الى آخر؟ تأملوا في ما دفع بولس الى قول ذلك. في الاصحاحات السابقة من رسالته الملهمة، كان قد اظهر ان المسيح — بوصفه رئيس الكهنة العظيم المعيَّن من اللّٰه — دخل السماء عينها. (عبرانيين ٤:١٤–٥:١٠؛ ٦:٢٠) لكنَّ بولس، بعزله هذه الفكرة الرئيسية وتشديده عليها في بداية الاصحاح ٨، أعدَّ اذهان قرائه ليفكّروا جيدا كيف يؤثر ذلك في حياتهم. فأشار الى ان المسيح ظهر امام حضرة اللّٰه من اجلهم ومهَّد لهم الطريق لدخول ذلك «الموضع المقدس» السماوي. (عبرانيين ٩:٢٤؛ ١٠:١٩-٢٢) وكانت يقينية رجائهم ستدفعهم الى تطبيق المشورة التي احتوتها رسالته بعد ذلك بشأن الايمان والاحتمال والسلوك المسيحي. ونحن ايضا، عندما نركِّز في درسنا على النقاط الرئيسية، نرى كيف يتطور المحور وتنغرز في عقولنا الاسباب الوجيهة التي تدفعنا الى العمل بحسب ما يدعونا اليه.
هل يدفعكم درسكم الشخصي الى اتخاذ اجراء ما؟ هذا سؤال مهم. لذلك عندما تتعلمون شيئا، اسألوا نفسكم: ‹كيف ينبغي ان يؤثر ذلك في موقفي واهدافي في الحياة؟ كيف يمكنني ان اطبِّق هذه المعلومات في حلِّ مشكلة معينة، او اتخاذ قرار، او تحقيق هدف ما؟ كيف استخدم ذلك مع عائلتي، في خدمة الحقل، في الجماعة؟›. تأملوا في هذه الاسئلة بروح الصلاة، مفكِّرين في حالات حقيقية تتمكنون فيها من تطبيق المعرفة التي لديكم.
بعد الانتهاء من فصل او مقالة، اصرفوا بعض الوقت في المراجعة. تأكدوا انكم تتذكرون النقاط الرئيسية والحجج الداعمة لها. وستساعدكم هذه الخطوة على حفظ هذه المعلومات لتستخدموها في المستقبل.
ماذا تدرسون
كشعب ليهوه، عندنا وفرة من المواد لدرسها. ولكن من اين نبدأ؟ يحسن بنا كل يوم ان ندرس الآية والتعليقات من فاحصين الاسفار المقدسة يوميا. ونحن نحضر كل اسبوع اجتماعات الجماعة؛ والدرس استعدادا لها يزيد استفادتنا منها. كذلك يخصِّص افراد بحكمة الوقت لدرس بعض مطبوعاتنا المسيحية التي صدرت قبل تعلُّمهم الحق. ويختار آخرون بعض الآيات من قراءتهم الاسبوعية للكتاب المقدس ويدرسونها درسا عميقا.
ماذا اذا كانت ظروفكم لا تسمح لكم بدرس كل المعلومات التي ستعالَج في اجتماعات الجماعة الاسبوعية بإمعان؟ لا تسقطوا في فخ درس المواد بعجلة لمجرد انكم تريدون ان تُنهوا كل شيء؛ ولا تسقطوا في فخ اسوأ ايضا، ألا وهو عدم درس ايّ شيء لأنكم لا تستطيعون درس كل شيء. بل حدِّدوا كم يمكنكم ان تدرسوا، وأشبعوا هذا المقدار درسا. افعلوا ذلك كل اسبوع. ومع الوقت، حاولوا ان تشملوا الاجتماعات الاخرى ايضا.
‹ابنِ بيتك›
يعرف يهوه انه على رؤوس العائلات ان يعملوا بكد لإعالة احبائهم. تقول الامثال ٢٤:٢٧: «هيِّئ عملك في الخارج وأعدَّه في حقلك». ولكن لا يمكن التغاضي عن حاجات عائلتكم الروحية. لذلك تمضي الآية قائلة: «بعدُ تبني بيتك». وكيف يمكن ان يفعل رؤوس العائلات ذلك؟ تقول الامثال ٢٤:٣ ان البيت «بالفهم [«بالتمييز»، عج] يثبَّت».
فكيف يفيد التمييز بيتكم؟ التمييز هو القدرة الذهنية على النظر الى ما بعد حدود الواضح. ويمكن القول ان الدرس العائلي الفعَّال يبدأ بـ «درس» عائلتكم نفسها. فكيف هو تقدُّم افراد عائلتكم الروحي؟ أصغوا جيدا عندما تتحدثون اليهم. هل تشعرون بروح التذمر او الاستياء؟ هل المساعي المادية هي اهم شيء؟ وعندما تذهبون في خدمة الحقل مع اولادكم، هل يقولون دون تردُّد انهم من شهود يهوه امام نظرائهم؟ هل يتمتعون ببرنامجكم العائلي لقراءة ودرس الكتاب المقدس؟ وهل يجعلون طريق يهوه مسلك حياتهم؟ ستكشف لكم المراقبة الدقيقة ما يلزم ان تفعلوه، كرؤوس عائلات، لتثبِّتوا وتبنوا الصفات الروحية في كل فرد من افراد العائلة.
ابحثوا في برج المراقبة و استيقظ! عن مقالات تعالج حاجات خصوصية. ثم أعلموا العائلة مسبقا ماذا سيُدرس لكي يفكِّروا في المعلومات. حافظوا على جو ودِّي في الدرس. شدِّدوا على قيمة المواد التي تُدرس دون تأديب او إحراج احد في العائلة، وطبّقوا المواد وفق حاجات العائلة. أشركوا كل فرد من العائلة في الدرس. وساعدوا كل واحد ان يرى كيف ان كلمة يهوه ‹كاملة›، اذ تزوِّده بما يحتاج اليه تماما في الحياة. — مزمور ١٩:٧.
حصد المكافآت
باستطاعة الاشخاص الفطناء ان يقوموا بدرس الكون، والاحداث العالمية، حتى بدرس انفسهم، ولكن إن لم يكن عندهم فهم روحي فلن يفهموا المعنى الحقيقي لما يرونه. أما الاشخاص الذين يدرسون بانتظام كلمة اللّٰه فبإمكانهم بمساعدة روحه ان يروا في هذه الاشياء يد اللّٰه، وإتمام نبوة الكتاب المقدس، وتقدم قصد اللّٰه ان يتبارك البشر الطائعون. — مرقس ١٣:٤-٢٩؛ روما ١:٢٠؛ كشف ١٢:١٢.
لا ينبغي ان نتفاخر لأننا نعرف هذه الامور الرائعة. فالفحص اليومي لكلمة اللّٰه يساعدنا على البقاء متواضعين. (تثنية ١٧:١٨-٢٠) ويحمينا ايضا من «القوة الخادعة للخطية»، لأنه عندما تكون كلمة اللّٰه حية في قلوبنا، يصعب ان تغلب جاذبية الخطية تصميمنا على مقاومتها. (عبرانيين ٢:١؛ ٣:١٣؛ كولوسي ٣:٥-١٠) وهكذا ‹نسير كما يحق ليهوه بغية إرضائه كاملا إذ نستمر مثمرين في كل عمل صالح›. (كولوسي ١:١٠) هذا هو هدفنا حين ندرس كلمة اللّٰه، وأعظم مكافأة هي تحقيق ذلك.
-
-
كيف تقومون بالبحثاستفيدوا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
-
-
كيف تقومون بالبحث
يُذكر عن الملك سليمان انه «وزن وبحث وأتقن امثالا كثيرة». ولماذا؟ لأنه اراد ان يكتب ‹كلمات حق بالاستقامة›. (جامعة ١٢:٩، ١٠) وتتبَّع لوقا «كل الأشياء من الأول بدقة» لكي يتمكن من سرد الاحداث المتعلقة بحياة المسيح بالترتيب. (لوقا ١:٣) لقد قام خادما اللّٰه هذان بالبحث.
فما هو البحث؟ انه التفتيش الدقيق عن معلومات تتعلق بموضوع معيَّن. وهو يشمل القراءة، ويستلزم تطبيق قواعد الدرس. وقد يشمل ايضا مقابلة الناس.
ما الامور التي تدعو الى القيام ببحث؟ اليكم بعض الامثلة. قد تنشأ اسئلة مهمة بالنسبة اليكم خلال درسكم الشخصي او قراءتكم للكتاب المقدس. وقد يثير شخص تشهدون له سؤالا تودّون الحصول على معلومات محددة عنه لكي تجيبوا هذا الشخص. وقد يعيَّن لكم إلقاء خطاب.
لنتناول حالة التعيين لإلقاء خطاب. قد تبدو المواد المطلوب منكم تغطيتها عمومية جدا. فكيف تطبِّقونها محليا؟ يمكنكم جعل تعيينكم اكثر فائدة للسامعين بالقيام بالبحث. فعندما تدعمون فكرتكم بإحصائيات او بمَثل يتناسب مع المواد ويهمّ الحضور، فإن النقطة التي قد تبدو بديهية تصير تعليمية، حتى انها قد تحفز على العمل. وقد تكون المواد المنشورة التي تعملون على اساسها مُعَدَّة لفائدة القراء حول العالم، ولكن يلزم ان تتوسَّعوا وتوضِّحوا وتطبِّقوا النقاط على جماعة واحدة او شخص واحد. فماذا تفعلون؟
قبل البدء بالبحث عن المعلومات، فكِّروا في حضوركم. ماذا يعرفون عن الموضوع؟ وماذا يلزم ان يعرفوا؟ ثم حدِّدوا هدفكم. هل هو الشرح؟ الاقناع؟ الدحض؟ ام الحض؟ يتطلب الشرح تزويد معلومات اضافية لتوضيح المسألة. فمع ان التفاصيل الرئيسية قد تكون مفهومة، ربما يلزم ان تتوسعوا اكثر في متى او كيف يُفعَل ما يقال. ويستدعي الاقناع ذكر الاسباب التي تُظهر لماذا الامر كذلك، بما في ذلك عرض الادلة. ويستلزم الدحض معرفة شاملة لجانبَي المسألة مع تحليل دقيق للادلة المقدَّمة. طبعا، نحن لا نبحث عن الحجج المُفحمة بل عن طرائق نُظهر بها الحقائق بطريقة لبقة. أما الحض فيبلغ القلب. وهو يعني اعطاء حضوركم الحافز وزيادة رغبتهم في العمل بما تجري مناقشته. والامثلة الحقيقية لأشخاص عملوا بموجب ما يناقَش، حتى في وجه الصعوبات، يمكن ان تساعد على بلوغ القلب.
والآن هل صرتم جاهزين للبدء؟ ليس بعد. فكِّروا في كمية المعلومات التي تحتاجون اليها. فقد يكون الوقت عاملا لا يمكن تجاهله. لذلك اذا كنتم ستقدِّمون المعلومات امام حضور، فكم من الوقت متاح لكم؟ خمس دقائق؟ خمس وأربعون دقيقة؟ هل الوقت محدَّد، كما في اجتماع الجماعة، أم هو قابل للتعديل حسب الحاجة، كما هي الحال عند عقد درس في الكتاب المقدس او عند القيام بزيارة رعائية؟
وأخيرا، اية ادوات بحث متوفرة لديكم؟ فبالاضافة الى ما عندكم في البيت، هل توجد مراجع اخرى في مكتبة قاعة الملكوت؟ هل يمكن ان يسمح لكم الاخوة الذين يخدمون يهوه منذ سنوات طويلة بالرجوع الى ادوات البحث التي لديهم؟ وهل توجد في منطقتكم مكتبة عامة يمكن الاستعانة بمراجعها اذا لزم الامر؟
استخدام ابرز اداة للبحث لدينا: الكتاب المقدس
اذا كان بحثكم يتعلق بمعنى آية، فابدأوا من الكتاب المقدس نفسه.
راجعوا القرينة. اسألوا نفسكم: ‹الى مَن كانت هذه الآية موجَّهة؟ وماذا يُستدل من الاعداد السابقة والتالية بشأن الظروف التي ادت الى ذكر هذه الكلمات او بشأن موقف الاشخاص المعنيِّين؟›. غالبا ما تساعدنا هذه التفاصيل على فهم الآية، ويمكن ان تضفي الحياة على خطاب قد نستعملها فيه.
مثلا، غالبا ما تُقتبس كلمات العبرانيين ٤:١٢ لإظهار قدرة كلمة اللّٰه على مسِّ قلوب الناس والتأثير في حياتهم. ولكن بقراءة القرينة، نفهم اكثر كيف يتحقق ذلك. فهي تتحدث عن الامور التي حدثت مع اسرائيل خلال الـ٤٠ سنة التي قضوها في البرية قبل دخولهم الارض التي وعد يهوه ابراهيم بها. (عبرانيين ٣:٧–٤:١٣) و «كلمة اللّٰه»، اي وعده بأن يجلبهم الى مكان راحة بحسب عهده مع ابراهيم، لم تمُت، بل كانت حية وفي طريقها الى الاتمام. لذلك كان من المتوقع ان يعرب الاسرائيليون عن الايمان بها. ولكن فيما كان يهوه يقودهم من مصر الى جبل سيناء ومنه الى ارض الموعد، اعربوا عن عدم ايمان عدة مرات. وهكذا فإن ردّ فعلهم للطريقة التي اتمّ بها يهوه كلمته فضح ما في قلوبهم. وكذلك اليوم، تكشف كلمة الوعد الالهي ما في قلوب الناس.
استعملوا الإحالات المزدوجة. تحتوي بعض الكتب المقدسة على إحالات مزدوجة (شواهد). فهل يتضمَّنها كتابكم؟ اذا كان الجواب نعم، يمكنكم الاستفادة منها. لاحظوا هذا المثل المأخوذ من الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد (بالانكليزية). تقول بطرس الاولى ٣:٦ عن سارة انها مثال يليق بالزوجات المسيحيات الاقتداء به. والإحالة المزدوجة التي تأخذكم الى التكوين ١٨:١٢ تدعم الفكرة اذ تكشف ان سارة اعتبرت ابراهيم ربًّا او سيِّدا «في باطنها». لذلك كان خضوعها من القلب. وبالاضافة الى تزويد هذه التفاصيل، يمكن ان تحيلكم الإحالات المزدوجة الى آيات تُظهر الاتمام لنبوة في الكتاب المقدس او لنموذج من عهد الشريعة. ولكن اعلموا ان بعض الإحالات المزدوجة غير مصمَّمة لتزويد شروح كهذه. فقد تحيلكم ببساطة الى افكار مشابهة او الى معلومات تتعلق بالجغرافيا او بحياة شخص ما.
البحث باستخدام فهرس لكلمات الكتاب المقدس. فهرس كلمات الكتاب المقدس هو فهرس ابجدي للكلمات المستعملة في الكتاب المقدس. ويمكنكم بواسطته تحديد مكان الآيات المرتبطة بالموضوع الذي تُجرون بحثا حوله. وفيما تتفحصونها، ستتعلَّمون تفاصيل مساعدة اخرى. وسترون الدليل على «نموذج» الحق المرسوم في كلمة اللّٰه. (٢ تيموثاوس ١:١٣) وتتضمن ترجمة العالم الجديد قائمة بالكلمات الرئيسية تحت عنوان «فهرس كلمات الكتاب المقدس». و فهرس الكلمات الواسع (بالانكليزية) اشمل بكثير. وإذا كان متوفرا بلغتكم، فسيدلكم على جميع الآيات التي تتضمن كل كلمة رئيسية في الكتاب المقدس.
تعلُّم استخدام ادوات البحث الاخرى
يدرج الاطار في الصفحة ٣٣ عددا من ادوات البحث الاخرى التي زوَّدها «العبد الامين الفطين». (متى ٢٤:٤٥-٤٧) ولكثير منها قائمة محتويات، وفي نهاية العديد منها فهرس يساعدكم على تحديد مكان المعلومات. وفي آخِر كل سنة، تُنشَر فهارس المواضيع في برج المراقبة و استيقظ! شاملةً المقالات التي ظهرت في تلك السنة.
عندما يعرف المرء نوع المعلومات الذي تتناوله هذه المساعِدات على درس الكتاب المقدس، تزيد سرعة عملية البحث التي يقوم بها. لنقل مثلا انكم تريدون ان تعرفوا تفاصيل عن نبوة، عقيدة، مسلك مسيحي، او عن تطبيق مبادئ الكتاب المقدس. على الارجح ستجدون ما تبحثون عنه في برج المراقبة. أما استيقظ! فتتناول مواضيع تتعلق بالاحداث الجارية، المشاكل الحالية، الدِّين، العلم، والشعوب من مختلف البلدان. وتجدون في كتاب اعظم انسان عاش على الاطلاق تعليقا على كل رواية في الاناجيل بالترتيب الزمني. والمناقشة التي تتناول اسفارا كاملة في الكتاب المقدس عددا فعددا تجدونها في مطبوعات مثل الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!، انتبهوا لنبوة دانيال!، و نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري في كلا الجزءين. وفي كتاب المباحثة من الاسفار المقدسة، ستجدون اجوبة شافية عن مئات الاسئلة المتعلقة بالكتاب المقدس التي تنشأ في خدمة الحقل. ومن اجل فهم اوضح للاديان الاخرى وتعاليمها وخلفياتها التاريخية، انظروا كتاب بحث الجنس البشري عن اللّٰه. كما يتضمن مجلد شهود يهوه — منادون بملكوت اللّٰه سردا مفصَّلا للتاريخ العصري لشهود يهوه. وإذا اردتم تقريرا حول التطوُّرات الاخيرة في عمل الكرازة العالمي بالبشارة، فراجعوا آخِر كتاب سنوي لشهود يهوه. أما بصيرة في الاسفار المقدسة فهو دائرة معارف وأطلس للكتاب المقدس. فإذا اردتم ان تعرفوا تفاصيل عن شعوب او اماكن او اشياء او لغات او حوادث تاريخية مرتبطة بالكتاب المقدس، فهذا مرجع ممتاز لكم.
«فهرس مطبوعات برج المراقبة». هذا الفهرس، الصادر بأكثر من ٢٠ لغة، يرشدكم الى المعلومات المتوفرة في مجموعة واسعة من مطبوعاتنا. وهو مقسَّم الى فهرس مواضيع وفهرس آيات. لاستخدام فهرس المواضيع، جدوا كلمة تمثِّل الموضوع الذي تبحثون عنه. ولاستخدام فهرس الآيات، جدوا في قائمة الآيات الآية التي تودُّون ان تفهموها اكثر. وإذا كان شيء قد نُشر بلغتكم حول هذا الموضوع او هذه الآية في السنوات التي يغطيها الفهرس، فستجدون اشارة الى المطبوعات التي يمكنكم مراجعتها. استخدموا دليل المختصرات في اول الفهرس لتعرفوا اسم المطبوعات المطلوبة. (بهذه الطريقة، تجدون مثلا ان ب٩٩ ١/٣ ١٥ تشير الى برج المراقبة لسنة ١٩٩٩، عدد ١ آذار [مارس]، الصفحة ١٥.) والعناوين الرئيسية مثل «اختبارات خدمة الحقل» و «قصص حياة شهود يهوه» يمكن ان تساعدكم على إعداد عروض مشجعة من اجل الجماعة.
انتبهوا لئلا يستحوذ عليكم القيام بالبحث بحيث تتحولون من موضوع الى آخر. ابقوا مركّزين على هدفكم: ايجاد المواد اللازمة لموضوعكم. وإذا كان الفهرس يشير الى مرجع معين، فافتحوه على الصفحة (او الصفحات) المذكورة، ثم استعينوا بالعناوين الفرعية او الجمل الاولى للفقرات كي تجدوا المواد التي تحتاجون اليها. أما اذا كنتم تبحثون عن شرح لآية معينة في الكتاب المقدس، فابحثوا اولا عن هذه الآية في الصفحة التي احالكم اليها الفهرس. ثم اقرأوا ما يجاورها من تعليقات.
«مكتبة برج المراقبة» على اسطوانة متراصّة (CD-ROM). اذا كان عندكم جهاز كمپيوتر، يمكنكم الافادة من استعمال مكتبة برج المراقبة على اسطوانة متراصّة، اذ تحتوي على مجموعة واسعة من مطبوعاتنا. وبواسطة برنامج البحث السهل، يمكنكم ان تفتشوا عن كلمة او مجموعة كلمات او آية في ايٍّ من المطبوعات الموجودة في مكتبة برج المراقبة. حتى لو لم تكن اداة البحث هذه متوفرة بلغتكم، يمكنكم الاستفادة منها اذا كنتم تعرفون لغة من اللغات العالمية التي تتوفر بها هذه المكتبة.
مكتبات ثيوقراطية اخرى
طلب بولس من تيموثاوس، في رسالته الثانية الملهمة الى هذا الشاب، ان يُحضِر له الى روما «الأدراج، وخصوصا الرقوق». (٢ تيموثاوس ٤:١٣) فقد كان عند بولس مخطوطات يعزُّها كثيرا ويحتفظ بها. ويمكنكم انتم فعل الامر عينه. فهل تحتفظون بنسخكم الخاصة من برج المراقبة، استيقظ!، و خدمتنا للملكوت حتى بعدما تُدرس في اجتماعات الجماعة؟ اذا كنتم تفعلون ذلك، يمكنكم استعمالها كأدوات بحث هي والمطبوعات المسيحية الاخرى التي تملكونها. وتحفظ معظم الجماعات مجموعة من المطبوعات الثيوقراطية في مكتبة في قاعة الملكوت. وهذه المطبوعات هي لفائدة الجماعة بأسرها، ولكي يستعملها الجميع عندما يكونون في قاعة الملكوت.
الاحتفاظ بملفات شخصية
ابقوا متنبِّهين لأية معلومات مثيرة للاهتمام يمكن ان تستعملوها في التعليم او عند إلقاء خطاب. فإذا قرأتم في صحيفة او مجلة خبرا او احصائية او مثلا يمكنكم استخدامه في الخدمة، فقصُّوه او انسخوا المعلومات على ورقة. لا تنسوا ان تذكروا التاريخ، عنوان المطبوعة، وربما اسم المؤلف او الناشر. في اجتماعات الجماعة، دوِّنوا الامثال والنقاط التحليلية التي يمكن ان تساعدكم على شرح الحق للآخرين. هل خطر على بالكم يوما مَثل جيد ولكن لم تسنح لكم الفرصة لتستخدموه على الفور؟ دوِّنوه على ورقة، واحتفظوا به في ملف. كذلك اذا كنتم تلاميذ في مدرسة الخدمة الثيوقراطية فترة من الوقت، فلا بد انكم أعددتم حتى الآن عددا من العروض. لا ترموا ملاحظات هذه الخطابات، بل احتفظوا بها. فالبحث الذي قمتم به قد ينفعكم في المستقبل.
تحدَّثوا الى الناس
الناس هم مصدر غني للمعلومات. فعندما كان لوقا يؤلف رواية الانجيل الذي يحمل اسمه، لا بد انه حصل على معلومات كثيرة بمقابلة شهود عيان. (لوقا ١:١-٤) وربما بإمكان رفيق مسيحي ان يشرح مسألة كنتم تحاولون القيام ببحث طويل عنها. فبحسب افسس ٤:٨، ١١-١٦، يستخدم المسيح «عطايا في رجال» لمساعدتنا على النمو في «معرفة ابن اللّٰه الدقيقة». وباستشارة ذوي الخبرة بخدمة اللّٰه يمكن ان نحصل على افكار جيدة. كما ان التحدُّث الى الناس قد يكشف عمّا يفكرون فيه، وهذا ما يساعدكم على إعداد مواد تكون فعلا عملية.
قيِّموا نتائجكم
بعد ان يُحصد القمح، يلزم ان تُفصل الحبّة عن العُصافة. والامر عينه ينطبق على حصيلة بحثكم. فقبل ان يصير جاهزا لتقديمه، يلزم ان تفصلوا المعلومات القيِّمة عن المعلومات غير الضرورية.
اذا كنتم ستستخدمون المعلومات في خطاب، فاسألوا نفسكم: ‹هل النقطة التي انوي استعمالها تساهم فعلا بشيء مفيد في موضوعي؟ حتى لو كانت النقطة مثيرة للاهتمام، هل تحوِّل الانتباه عن الموضوع الذي يلزم ان اتحدَّث عنه؟›. وإذا كنتم تفكرون في ذكر احداث جارية او معلومات في مجال العلم او الطب، وهما مجالان دائما التطوُّر، فتأكدوا ان المعلومات حديثة. ولا تنسوا ايضا ان بعض النقاط في مطبوعات قديمة لنا ربما صار لها فهم جديد، لذلك تناولوا احدث ما نُشر عن الموضوع.
يجب ان تلزموا الحذر الشديد اذا قررتم جمع المعلومات من مصادر دنيوية. لا تنسوا ابدا ان كلمة اللّٰه هي حق. (يوحنا ١٧:١٧) ويسوع هو مَن يلعب الدور الرئيسي في اتمام قصد اللّٰه. لذلك تقول كولوسي ٢:٣: «هو المكنون فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة». فقيِّموا حصيلة بحثكم من وجهة النظر هذه. وفي ما يتعلق بمصادر البحث الدنيوية، اسألوا نفسكم: ‹هل المعلومات مبالغ فيها، قائمة على تخمينات، او تنمُّ عن عدم بُعد نظر؟ هل كُتبت بدافع اناني او تجاري؟ هل تتفق معها مصادر اخرى موثوق بها؟ والاهم، هل تنسجم مع حق الكتاب المقدس؟›.
تشجعنا الامثال ٢:١-٥ (عج) على المداومة على البحث عن المعرفة والفهم والتمييز كما يُبحث عن ‹الفضة والكنوز المخبأة›. ويُفهم من ذلك انه يلزم بذل الجهد وأن المكافآت كبيرة. صحيح ان البحث يستلزم بذل الجهد، لكنه يساعدكم على معرفة افكار اللّٰه حول مختلف المسائل، بالاضافة الى تقويم الافكار الخاطئة والتمسك بالحق بعزم. كما انه يضفي على عروضكم قوة وحياة، مما يجعل إلقاءها مبهجا وسماعها مسرًّا.
-